lkhtabi
20-02-2006, 10:17 PM
يبدو أن أولئك الذين صوروا التيار الصدري وجيش المهدي على أنهم الطليعة المناهضة للاحتلال من الشيعة، أخطأوا التقدير.
والعبرة في الغالب بالإنجازات لا بكثرة الشعارات، والمواقف في طبيعتها أفعال وليست أقوال.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا فعل مقتدى الصدر.. الباحث عن مكانة بين المرجعيات التي تريد أن تلتهم الساحة الشيعية؟
المراقب والمتتبع للوضع يجد أن هذا الشاب لم يقدم سوى الكلام.
وهذه بعض الحقائق...
1) جيش المهدي لم يتعرض للقوات الأميركية أبداً في أي مكان، ولم يحمل السلاح لمواجهتهم، إلا في مرات معدودة عندما احتك بهم الأميركان، وعندما أحس الصدر وأتباعه بأن مصالحهم الخاصة مهددة.
2) ما حدث في النجف كان إثر قرار إلقاء القبض على مقتدى بعد اتهامه بالضلوع بمقتل عبد المجيد الخوئي، والاتهامات الأخرى بسرقة أموال ضريح علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولم يكن خروجه لجهاد أو لمقاومة، بل دفاعاً عن مصالحه وخوفاً على نفسه من الاعتقال، ولم يخرج أتباعه إلا عندما تعرض قائدهم لخطر الاعتقال، والوضع أشبه بعصابة وقائدها.
3) إن المتتبع لأحداث النجف والثورة من اليسير عليه أن يُحصي الخسائر الأميركية، والتي لا تتجاوز أصابع اليدين، وهذا الرقم أقل مما يخلفه أصغر فصيل من فصائل المقاومة العراقية الكثيرة يومياً.
4) لو تم رصد نشاطات جيش المهدي، فإنه سيتبين نشاطه العسكري لم يكن تجاه قوات الاحتلال، بل كان ضد أهل السنة باسم محاربة "البعثيين" و "الوهابية"، ولم ننس بعد شعاراته الأولى التي خطت على الجدران وعلى صفحات جرائده الرسمية وغير الرسمية؛ "جيش المهدي يواصل مسيرته في قطع أعناق البعثيين".
5) لم ننس بعد كيف باع جيش المهدي سلاحه للأميركان، ولم ننس طوابير الواقفين لبيع الأسلحة مقابل حفنة دولارات ومجلات خليعة! إن هذا الفعل القبيح يتنافى مع أبسط القيم الوطنية والإسلامية، فعلى مر التاريخ لم نسمع أن شخصاً أو تياراً وطنياً باع سلاحه لعدوه، بل من شعارات الجيوش المشهورة؛ "سلاحك شرفك"، فعجباً.. كيف يبيع مخلص وطني شرفه للمحتل؟
6) لنسأل؛ من هم أعضاء جيش المهدي؟
الجواب؛ يسير، هم أنفسهم الذين سلبوا ونهبوا بغداد ومحافظاتهم وأحرقوا دوائر الدولة والمتاجر والأماكن العامة، ثم لما فضح مقتدى بأتباعه وبانت خزاياهم، بدأ يفتي بأن أموال "الحواسم"؛ حرام، ويجب أن ترجع للمرجعية.. والعمود الفقري لجيش المهدي؛ هم غالبية سكان مدينة الثورة.
7) جيش المهدي هو الذي أحرق شركة نفط الجنوب بالبصرة، واستهدف أنابيب النفط أيام أزمة النجف، هذا ما صرّح به أسامة الأعرجي - ممثل مكتب الصدر في الناصرية - يومها، وما هدد به من نسف أنابيب النفط والآبار في الجنوب، وهو - أي جيش المهدي - من سرق أيامها دوائر الدولة عندما سيطر على بعض المناطق وقتها.
8) التيار الصدري؛ هو الذي أقام المحاكم التي تُحاكم الشيعي الذي أصبح سنياً، وتقيم عليه حد الردة! وهذا ما كان يعانيه أهل السُنة في الجنوب أوائل أيام الاحتلال، وكشفت جرائمهم أيام حكومة علاوي عندما عُثر على مخابئ هذه المحاكم والجثث التي كانت فيها.
9) أتباع مقتدى هم أنفسهم من اغتصب أكثر من ثلاثين مسجداً من مساجد أهل السُنة في بداية الاحتلال، وعندما ذهب وفد من علماء السنة إلى مقتدى، استفسر منهم عن عدد المساجد التي استولى عليها أتباعه؟ وعندما قيل له؛ إنها ثلاثون مسجداً، رد ساخراً: (ثلاثين فقط؟! يجب أن نتقاسم المساجد مناصفة).
10) جيش المهدي؛ هو الذي يمارس الطائفية في المناطق التي ينتشر فيها، كمناطق جنوب بغداد مثلاً - المحمودية واللطيفية وغيرها - ودليل ذلك الاستعراضات الراجلة والآلية والشعارات الاستفزازية التي يرددونها، منها؛ "لو فك حلكه السيد نمسح اللطيفية وما بيها"، و "يلاكونا لو بيهم زود".
11) جيش المهدي؛ لبنة من لبنات ما يسمى الآن بـ "الجيش العراقي" وقوات مغاوير الشرطة وبقية الأجهزة الأمنية، و "لواء الذئب" كثير من أفراده صدريون، يشهد على ذلك أفراد هذه القوات ورفعهم صور مقتدى واستفزازاتهم في المناطق السُنية بفتح مكبرات الصوت على "لطميات" و "مجلس حسينية" صدرية، ويشهد على ذلك أيضاً؛ التسجيل بالصوت والصورة لمقتدى الصدر عند لقائه بأتباعه من تلعفر، وهو يعدهم بالتنسيق مع الجعفري وإرسال سرايا من جيش المهدي للقضاء على "الوهابية" هناك! والتسجيل مشهور ومنتشر.
12) جيش المهدي؛ تصادم بقوة مع المقاومة العراقية واشتبك معها في مناطق عدة - كما حصل في النهروان واللطيفية واليوسفية والمحمودية - إضافة إلى حملات المداهمات التي ينفذها أفراد جيش المهدي بصورة رسمية - بواسطة الجيش والشرطة - أو غير رسمية، وهدفها القضاء على المقاومة.
13) عندما قامت قوات الاحتلال الأميركي بمهاجمة مدينة الثورة في تشرين الأول عام 2005م لاعتقال بعض الأشخاص، أمر مقتدى أتباعه بالهدوء والامتناع عن مهاجمة قوات "الائتلاف" - على حد قوله – وزعم؛ أن هناك من حاول أن يدق إسفيناً بين تياره وقوات "الائتلاف"، من خلال استهداف دورية أميركية على مشارف مدينة الثورة لتأجيج الصراع بين الأميركان وتيار الصدر، واتهم "الإرهابيين" "التكفيريين" بذلك.
14) عند حصول حادثة "جسر الأئمة"، خرج المتحدثون باسم الصدر؛ ليوسعوا الشق ويوجهوا أصابع الاتهام إلى المقاومة العراقية - أو ما يسمونه هم بالإرهاب - حيث حرض حازم الأعرجي - خطيب الصدر في الكاظمية - على ملاحقة "الإرهابيين الكفرة" وقتلهم، والانتقام لدماء الكاظمية! وخرج حسن الزرقاني - ممثل العلاقات الخارجية للصدر من لبنان - متهما أهل السُنة علانية على شاشة "الجزيرة"؛ بإيواء "القتلة الإرهابيين" وتحريضهم على قتل الشيعة الأبرياء!
التيار الصدري... والعملية السياسية:
عودنا التيار الصدري من يوم خروجه للساحة بالتلون حسب الظروف والمصلحة، ومن ذلك دخوله للعملية السياسية، مع تظاهره بمقاطعتها، لاستمالة بعض الأطراف الساذجة من أهل السُنة، وبعض العلمانيين الفارغين إليه، وخديعتهم لمقاطعة العملية السياسية في ظل الاحتلال - حسب زعمه - ومقاطعة الانتخابات التي جرت في كانون الثاني/2005.
واستطاع التيار الصدري وبمكر؛ من خداع هؤلاء الذين يظنون به خيراً، وذهب للانتخابات بكل قوة.
والأدهى أن التيار الصدري كان - ولا زال - جزءاً من الائتلاف "العراقي" الموحد، بل الكتلة الأكبر فيه، حيث حصل على مقعداً وثلاث وزراء في حكومة الجعفري، وهم أنفسهم الذين علقوا عضويتهم في الجمعية الوطنية وفي الحكومة أيام الأزمة بين تيار مقتدى وفيلق بدر والاشتباكات التي جرت بينهم في بغداد ومناطق نفوذ الصدر في الجنوب في آب/2005.
ظل هذا التيار يماطل ويُخادع ويرفع الشعارات، وهو داخل الجمعية الوطنية التي كتبت دستور التقسيم، وداخل حكومة الجعفري التي طلبت تمديد بقاء قوات الاحتلال في العراق لمرتين.
ونتساءل؛ أين إذن شعارات الصدر وجيشه من كل هذا؟!
وهل نسينا أن مقرر لجنة صياغة الدستور هو بهاء الأعرجي - أحد رموز التيار الصدري - وأن اللجنة والجمعية الوطنية وافقوا بالإجماع على دستور التقسيم الأسود؟!
ومما يحز في النفس الموقف المتلون لبعض رموز "هيئة علماء المسلمين"، الذين لا يدخرون جهدا في تمجيد مقتدى الصدر وأتباعه، كما حصل مؤخراً من زيارة عبد السلام الكبيسي الأخيرة لمقتدى في مقره بالنجف، وما تفوه به عبد السلام من تمجيد لهذا الشاب، في حين يتكلم مقتدى بكل وقاحة على أهل السُنة ويصفهم بـ "الوهابية" و "التكفيرية".. وعبد السلام ساكتٌ لا يدافع عنهم!
وليس ببعيد عنه ما صرح به محمد عياش الكبيسي في أحيان كثيرة، إلى درجة أنه في إحدى اللقاءات التلفازية كان معه حسين الشهرستاني في شهر آب/2005، وعندما بدأ عياش يستشهد في أن السُنة ليسوا وحدهم من قاطع العملية الانتخابية، بل إن التيار الصدري هو الآخر قاطع العملية السياسية.. رد عليه الشهرستاني رداً قوياً أسكت به عياش، عندما قال له: (إن هذا الكلام غير صحيح، وأريد أن أبين هذه الحقيقة كي لا تبقوا ترددونها في هذه الفضائية وتلك وتستشهدون بهذا الأمر غير الحقيقي، إن التيار الصدري هو أكبر كتلة في قائمة الائتلاف، وهو يملك مقعداً في الجمعية الوطنية).
بقلم؛ همام عارف / بغداد
16/11/2005م
والعبرة في الغالب بالإنجازات لا بكثرة الشعارات، والمواقف في طبيعتها أفعال وليست أقوال.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا فعل مقتدى الصدر.. الباحث عن مكانة بين المرجعيات التي تريد أن تلتهم الساحة الشيعية؟
المراقب والمتتبع للوضع يجد أن هذا الشاب لم يقدم سوى الكلام.
وهذه بعض الحقائق...
1) جيش المهدي لم يتعرض للقوات الأميركية أبداً في أي مكان، ولم يحمل السلاح لمواجهتهم، إلا في مرات معدودة عندما احتك بهم الأميركان، وعندما أحس الصدر وأتباعه بأن مصالحهم الخاصة مهددة.
2) ما حدث في النجف كان إثر قرار إلقاء القبض على مقتدى بعد اتهامه بالضلوع بمقتل عبد المجيد الخوئي، والاتهامات الأخرى بسرقة أموال ضريح علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولم يكن خروجه لجهاد أو لمقاومة، بل دفاعاً عن مصالحه وخوفاً على نفسه من الاعتقال، ولم يخرج أتباعه إلا عندما تعرض قائدهم لخطر الاعتقال، والوضع أشبه بعصابة وقائدها.
3) إن المتتبع لأحداث النجف والثورة من اليسير عليه أن يُحصي الخسائر الأميركية، والتي لا تتجاوز أصابع اليدين، وهذا الرقم أقل مما يخلفه أصغر فصيل من فصائل المقاومة العراقية الكثيرة يومياً.
4) لو تم رصد نشاطات جيش المهدي، فإنه سيتبين نشاطه العسكري لم يكن تجاه قوات الاحتلال، بل كان ضد أهل السنة باسم محاربة "البعثيين" و "الوهابية"، ولم ننس بعد شعاراته الأولى التي خطت على الجدران وعلى صفحات جرائده الرسمية وغير الرسمية؛ "جيش المهدي يواصل مسيرته في قطع أعناق البعثيين".
5) لم ننس بعد كيف باع جيش المهدي سلاحه للأميركان، ولم ننس طوابير الواقفين لبيع الأسلحة مقابل حفنة دولارات ومجلات خليعة! إن هذا الفعل القبيح يتنافى مع أبسط القيم الوطنية والإسلامية، فعلى مر التاريخ لم نسمع أن شخصاً أو تياراً وطنياً باع سلاحه لعدوه، بل من شعارات الجيوش المشهورة؛ "سلاحك شرفك"، فعجباً.. كيف يبيع مخلص وطني شرفه للمحتل؟
6) لنسأل؛ من هم أعضاء جيش المهدي؟
الجواب؛ يسير، هم أنفسهم الذين سلبوا ونهبوا بغداد ومحافظاتهم وأحرقوا دوائر الدولة والمتاجر والأماكن العامة، ثم لما فضح مقتدى بأتباعه وبانت خزاياهم، بدأ يفتي بأن أموال "الحواسم"؛ حرام، ويجب أن ترجع للمرجعية.. والعمود الفقري لجيش المهدي؛ هم غالبية سكان مدينة الثورة.
7) جيش المهدي هو الذي أحرق شركة نفط الجنوب بالبصرة، واستهدف أنابيب النفط أيام أزمة النجف، هذا ما صرّح به أسامة الأعرجي - ممثل مكتب الصدر في الناصرية - يومها، وما هدد به من نسف أنابيب النفط والآبار في الجنوب، وهو - أي جيش المهدي - من سرق أيامها دوائر الدولة عندما سيطر على بعض المناطق وقتها.
8) التيار الصدري؛ هو الذي أقام المحاكم التي تُحاكم الشيعي الذي أصبح سنياً، وتقيم عليه حد الردة! وهذا ما كان يعانيه أهل السُنة في الجنوب أوائل أيام الاحتلال، وكشفت جرائمهم أيام حكومة علاوي عندما عُثر على مخابئ هذه المحاكم والجثث التي كانت فيها.
9) أتباع مقتدى هم أنفسهم من اغتصب أكثر من ثلاثين مسجداً من مساجد أهل السُنة في بداية الاحتلال، وعندما ذهب وفد من علماء السنة إلى مقتدى، استفسر منهم عن عدد المساجد التي استولى عليها أتباعه؟ وعندما قيل له؛ إنها ثلاثون مسجداً، رد ساخراً: (ثلاثين فقط؟! يجب أن نتقاسم المساجد مناصفة).
10) جيش المهدي؛ هو الذي يمارس الطائفية في المناطق التي ينتشر فيها، كمناطق جنوب بغداد مثلاً - المحمودية واللطيفية وغيرها - ودليل ذلك الاستعراضات الراجلة والآلية والشعارات الاستفزازية التي يرددونها، منها؛ "لو فك حلكه السيد نمسح اللطيفية وما بيها"، و "يلاكونا لو بيهم زود".
11) جيش المهدي؛ لبنة من لبنات ما يسمى الآن بـ "الجيش العراقي" وقوات مغاوير الشرطة وبقية الأجهزة الأمنية، و "لواء الذئب" كثير من أفراده صدريون، يشهد على ذلك أفراد هذه القوات ورفعهم صور مقتدى واستفزازاتهم في المناطق السُنية بفتح مكبرات الصوت على "لطميات" و "مجلس حسينية" صدرية، ويشهد على ذلك أيضاً؛ التسجيل بالصوت والصورة لمقتدى الصدر عند لقائه بأتباعه من تلعفر، وهو يعدهم بالتنسيق مع الجعفري وإرسال سرايا من جيش المهدي للقضاء على "الوهابية" هناك! والتسجيل مشهور ومنتشر.
12) جيش المهدي؛ تصادم بقوة مع المقاومة العراقية واشتبك معها في مناطق عدة - كما حصل في النهروان واللطيفية واليوسفية والمحمودية - إضافة إلى حملات المداهمات التي ينفذها أفراد جيش المهدي بصورة رسمية - بواسطة الجيش والشرطة - أو غير رسمية، وهدفها القضاء على المقاومة.
13) عندما قامت قوات الاحتلال الأميركي بمهاجمة مدينة الثورة في تشرين الأول عام 2005م لاعتقال بعض الأشخاص، أمر مقتدى أتباعه بالهدوء والامتناع عن مهاجمة قوات "الائتلاف" - على حد قوله – وزعم؛ أن هناك من حاول أن يدق إسفيناً بين تياره وقوات "الائتلاف"، من خلال استهداف دورية أميركية على مشارف مدينة الثورة لتأجيج الصراع بين الأميركان وتيار الصدر، واتهم "الإرهابيين" "التكفيريين" بذلك.
14) عند حصول حادثة "جسر الأئمة"، خرج المتحدثون باسم الصدر؛ ليوسعوا الشق ويوجهوا أصابع الاتهام إلى المقاومة العراقية - أو ما يسمونه هم بالإرهاب - حيث حرض حازم الأعرجي - خطيب الصدر في الكاظمية - على ملاحقة "الإرهابيين الكفرة" وقتلهم، والانتقام لدماء الكاظمية! وخرج حسن الزرقاني - ممثل العلاقات الخارجية للصدر من لبنان - متهما أهل السُنة علانية على شاشة "الجزيرة"؛ بإيواء "القتلة الإرهابيين" وتحريضهم على قتل الشيعة الأبرياء!
التيار الصدري... والعملية السياسية:
عودنا التيار الصدري من يوم خروجه للساحة بالتلون حسب الظروف والمصلحة، ومن ذلك دخوله للعملية السياسية، مع تظاهره بمقاطعتها، لاستمالة بعض الأطراف الساذجة من أهل السُنة، وبعض العلمانيين الفارغين إليه، وخديعتهم لمقاطعة العملية السياسية في ظل الاحتلال - حسب زعمه - ومقاطعة الانتخابات التي جرت في كانون الثاني/2005.
واستطاع التيار الصدري وبمكر؛ من خداع هؤلاء الذين يظنون به خيراً، وذهب للانتخابات بكل قوة.
والأدهى أن التيار الصدري كان - ولا زال - جزءاً من الائتلاف "العراقي" الموحد، بل الكتلة الأكبر فيه، حيث حصل على مقعداً وثلاث وزراء في حكومة الجعفري، وهم أنفسهم الذين علقوا عضويتهم في الجمعية الوطنية وفي الحكومة أيام الأزمة بين تيار مقتدى وفيلق بدر والاشتباكات التي جرت بينهم في بغداد ومناطق نفوذ الصدر في الجنوب في آب/2005.
ظل هذا التيار يماطل ويُخادع ويرفع الشعارات، وهو داخل الجمعية الوطنية التي كتبت دستور التقسيم، وداخل حكومة الجعفري التي طلبت تمديد بقاء قوات الاحتلال في العراق لمرتين.
ونتساءل؛ أين إذن شعارات الصدر وجيشه من كل هذا؟!
وهل نسينا أن مقرر لجنة صياغة الدستور هو بهاء الأعرجي - أحد رموز التيار الصدري - وأن اللجنة والجمعية الوطنية وافقوا بالإجماع على دستور التقسيم الأسود؟!
ومما يحز في النفس الموقف المتلون لبعض رموز "هيئة علماء المسلمين"، الذين لا يدخرون جهدا في تمجيد مقتدى الصدر وأتباعه، كما حصل مؤخراً من زيارة عبد السلام الكبيسي الأخيرة لمقتدى في مقره بالنجف، وما تفوه به عبد السلام من تمجيد لهذا الشاب، في حين يتكلم مقتدى بكل وقاحة على أهل السُنة ويصفهم بـ "الوهابية" و "التكفيرية".. وعبد السلام ساكتٌ لا يدافع عنهم!
وليس ببعيد عنه ما صرح به محمد عياش الكبيسي في أحيان كثيرة، إلى درجة أنه في إحدى اللقاءات التلفازية كان معه حسين الشهرستاني في شهر آب/2005، وعندما بدأ عياش يستشهد في أن السُنة ليسوا وحدهم من قاطع العملية الانتخابية، بل إن التيار الصدري هو الآخر قاطع العملية السياسية.. رد عليه الشهرستاني رداً قوياً أسكت به عياش، عندما قال له: (إن هذا الكلام غير صحيح، وأريد أن أبين هذه الحقيقة كي لا تبقوا ترددونها في هذه الفضائية وتلك وتستشهدون بهذا الأمر غير الحقيقي، إن التيار الصدري هو أكبر كتلة في قائمة الائتلاف، وهو يملك مقعداً في الجمعية الوطنية).
بقلم؛ همام عارف / بغداد
16/11/2005م