منصور بالله
20-02-2006, 07:00 PM
GMT 14:00:00 2006 الإثنين 20 فبراير
. نصر المجالي
--------------------------------------------------------------------------------
المؤرخ أفلس وسجن وتشرد ويحاكم في فيينا اليوم
إيرفينغ أُنكر الهلوكوست ليواجه وحيدا قدره
نصر المجالي من المنامة: مثُل المؤرخ البريطاني ديفيد ايرفينغ الذي ينكر محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية، الاثنين امام القضاء في فيينا بتهمة "احياء السياسة النازية". وفي حال ادين، يمكن ان يحكم على ايرفينغ (67 عاما) بالسجن بين عشرة اعوام وعشرين عاما بموجب قانون اعتمدته في 1947 الجمهورية النمساوية الثانية الفتية بعد ان ضمت المانيا النازية هذا البلد سبعة اعوام. وواجه المؤرخ البريطاني الشهير في السنوات العشر الأخيرة حملة شرسة أدت إلى سجنه ومطاردته وإشهار إفلاسه حتى أنه عاش مشردا في شوارع العاصمة البريطانية لقاء مواقفه السياسية التي اعتمدها مستندا إلى وثائق تاريخية ناهضها ورفضها مؤيدو الحركة الصهيونية في شتى أنحاء العالم.
وكان ايرفينغ اعتقل في نوفمبر 2005 خلال عملية تدقيق روتينية في الهويات على طريق سريع في النمسا، بموجب مذكرة توقيف تعود الى 1989. وصدرت المذكرة بعد ان انكر المؤرخ البريطاني وجود غرف غاز في معسكرات الاعتقال في عهد الرايخ الثالث وخصوصا في اوشفيتز، خلال اجتماعات شارك فيها في النمسا حينذاك.
وكانت صدرت على ايرفينغ عدة احكام في الماضي وخصوصا في بريطانيا التي عاش فيها متشردا بعد خسارته ثروته ومنزله وهذا كان يقدر بثلاثة مليون جنيه استرليني خسرها بعد إشهارإفلاسه جراء مصاريف المحاكم التي كان يمثل أمامها مدافعا عن وجهة نظره، كما أنه واجه أحكاما من جانب محاكم ألمانية ومنع من الاقامة في نيوزيلندا العام الماضي.
ويقول ايرفينغ في جميع كتاباته ومرافعاته ان غرف الغاز التي "تعرض امام السياح في معسكر الاعتقال السابق في اوشفيتز مزيفة وكاذبة وكان بناها البولنديون بعد الحرب العالمية الثانية".
وقال الخبير السياسي فريتز بلاسر ان محاكمة ايرفينغ اليوم "سيكون لها معنى رمزي كبير" لان النمسا التي تتولى الرئاسة نصف السنوية للاتحاد الاوروبي تريد ان تبرهن للاسرة الدولية انها تغيرت في العمق منذ عهد النازيين وانها اصبحت تعاقب الذين "يختلقون اكاذيب حول محرقة اليهود".
وكانت النمسا التي عبر 73،90% من سكانها في استفتاء ابريل 1938 عن تأييدهم لالحاقها بالرايخ الثالث، بقيت ملحقة بالمانيا بموجب قرار بالضم من 1938 الى 1945.
واكد الخبير بلاسنر ان النمسا تواجه "انتقادات كثيرة" بسبب متطرفيها اليمينيين، حيث يشارك الحزب الشعبوي بزعامة يورغ هايدر منذ 2001 في حكومة تحالف مع المحافظين بزعامة فولفغانغ شوسل. وعند وصول اليمين المتطرف الى السلطة فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات دبلوماسية على النمسا رفعت بعد اشهر.
ومن جهته، حذر انطون بيلينكا الخبير السياسي في جامعة اينسبروك من تبلور مشاعر مؤيدة للنازيين الجدد حول شخص ايرفينغ. وكان المؤرخ ايرفينغ الف خصوصا كتاب "حرب هتلر" الصادر في 1977 ويحاول فيه التقليل من خطورة الفظائع النازية واعفاء ادولف هتلر من المسؤولية في مقتل ستة ملايين يهودي في المعتقلات النازية.
وكان البريطاني الذي يعتبر نفسه "فاشيا معتدلا" حاول انشاء حزب بهذا التوجه في بداية الثمانينات في بريطانيا. وفي 1994 وصف ايرفينغ هتلر بانه "اكبر صديق لليهود بما انه لولا هتلر لما وجدت دولة اسرائيل"، موضحا ان النازيين قتلوا "600 الف يهودي فقط" بينما يقدر المؤرخون بستة ملايين عدد اليهود الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية.
وتأتي محاكمة ايرفينغ في الوقت التي تشهد اوروبا جدلا كبيرا حول مدى حرية التعبير بعد تفجر مشاعر الغضب في العالم الاسلامي نتيجة لنشر رسوم تسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ويعتبر المؤرخ إيرفينغ من النجوم البارزة في العصر الحديث لآرائه الجريئة المثيرة للجدل على نطاق عالمي حيث يضع في كتباته أصبعه على مفاصل تاريخية مهمة. وهو يعتبرفي عرف الكثيرين مؤرخا وكاتبا من الدرجة الأولى، كما أنه عاني الكثير من الصعاب والمواجهات وحده من دون إسناد.
ومحتمل أن يواجه المؤرخ المعروف حكما بالسجن لعشرين عاما من جانب محكمة فيينا، حيث كان أبلغ محطة تلفزيونية بريطانية قبل يومين أنه "سيعترف بالذنب أمام المحكمة النمساوية". وقال "لا خيار لي غير ذلك". وقال "سأنفي أمام المحكمة أنني منكر للهولوكوست،،، وهذا موقف قذر اقترفه لمواجهة المامرة القذرة ضدي".
يشار إلى أن المؤرخ ايرفينغ ولد العام 1938 حين كان النازيون يمسكون بزمام السلطة في المانيا ويستعدون لاجتياح اوروبا، وكان والده احد قادة الاسطول البحري الملكي البريطاني وشارك في معركة جوتلاند. وكان المؤرخ فشل في دراسة علوم الفيزياء في جامعة امبريال كوليدج الملكية الشهيرة في لندن، ذاهبا بعد ذلك للدراسات التاريخية.
كما كان رفض للتدرب كطيار في سلاح الجو البريطاني نتيجة لأمور صحية، وكخيار عن الخدمة العسكرية الاجبارية غادر الى المانيا التي وجد فيها وظيفة يعتاش من راتبها الشهري.
واخيرا، حين عودته بعد سنين إلى بريطانيا، فإن ايرفينغ نشر اول كتاب جدلي له بعنوان (تدمير دريزدن) واصفا تلك المعركة التي جرت العام 1945 بأنها "أسوأ مجزرة في التاريخ الأوروبي". ومن بعد ذلك الكتاب انخرط في مجال التاليف المثير للجدل والنقاش على ساحات عالمية كثيرة وأدى بها في نهاية المطاف الى الافلاس حيث خسر كامل ثرواته وعاش متسكعا كاي متشرد آخر في بريطانيا من دون اي إسناد أو مبادرة لدعمه من أية جهة كانت.
. نصر المجالي
--------------------------------------------------------------------------------
المؤرخ أفلس وسجن وتشرد ويحاكم في فيينا اليوم
إيرفينغ أُنكر الهلوكوست ليواجه وحيدا قدره
نصر المجالي من المنامة: مثُل المؤرخ البريطاني ديفيد ايرفينغ الذي ينكر محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية، الاثنين امام القضاء في فيينا بتهمة "احياء السياسة النازية". وفي حال ادين، يمكن ان يحكم على ايرفينغ (67 عاما) بالسجن بين عشرة اعوام وعشرين عاما بموجب قانون اعتمدته في 1947 الجمهورية النمساوية الثانية الفتية بعد ان ضمت المانيا النازية هذا البلد سبعة اعوام. وواجه المؤرخ البريطاني الشهير في السنوات العشر الأخيرة حملة شرسة أدت إلى سجنه ومطاردته وإشهار إفلاسه حتى أنه عاش مشردا في شوارع العاصمة البريطانية لقاء مواقفه السياسية التي اعتمدها مستندا إلى وثائق تاريخية ناهضها ورفضها مؤيدو الحركة الصهيونية في شتى أنحاء العالم.
وكان ايرفينغ اعتقل في نوفمبر 2005 خلال عملية تدقيق روتينية في الهويات على طريق سريع في النمسا، بموجب مذكرة توقيف تعود الى 1989. وصدرت المذكرة بعد ان انكر المؤرخ البريطاني وجود غرف غاز في معسكرات الاعتقال في عهد الرايخ الثالث وخصوصا في اوشفيتز، خلال اجتماعات شارك فيها في النمسا حينذاك.
وكانت صدرت على ايرفينغ عدة احكام في الماضي وخصوصا في بريطانيا التي عاش فيها متشردا بعد خسارته ثروته ومنزله وهذا كان يقدر بثلاثة مليون جنيه استرليني خسرها بعد إشهارإفلاسه جراء مصاريف المحاكم التي كان يمثل أمامها مدافعا عن وجهة نظره، كما أنه واجه أحكاما من جانب محاكم ألمانية ومنع من الاقامة في نيوزيلندا العام الماضي.
ويقول ايرفينغ في جميع كتاباته ومرافعاته ان غرف الغاز التي "تعرض امام السياح في معسكر الاعتقال السابق في اوشفيتز مزيفة وكاذبة وكان بناها البولنديون بعد الحرب العالمية الثانية".
وقال الخبير السياسي فريتز بلاسر ان محاكمة ايرفينغ اليوم "سيكون لها معنى رمزي كبير" لان النمسا التي تتولى الرئاسة نصف السنوية للاتحاد الاوروبي تريد ان تبرهن للاسرة الدولية انها تغيرت في العمق منذ عهد النازيين وانها اصبحت تعاقب الذين "يختلقون اكاذيب حول محرقة اليهود".
وكانت النمسا التي عبر 73،90% من سكانها في استفتاء ابريل 1938 عن تأييدهم لالحاقها بالرايخ الثالث، بقيت ملحقة بالمانيا بموجب قرار بالضم من 1938 الى 1945.
واكد الخبير بلاسنر ان النمسا تواجه "انتقادات كثيرة" بسبب متطرفيها اليمينيين، حيث يشارك الحزب الشعبوي بزعامة يورغ هايدر منذ 2001 في حكومة تحالف مع المحافظين بزعامة فولفغانغ شوسل. وعند وصول اليمين المتطرف الى السلطة فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات دبلوماسية على النمسا رفعت بعد اشهر.
ومن جهته، حذر انطون بيلينكا الخبير السياسي في جامعة اينسبروك من تبلور مشاعر مؤيدة للنازيين الجدد حول شخص ايرفينغ. وكان المؤرخ ايرفينغ الف خصوصا كتاب "حرب هتلر" الصادر في 1977 ويحاول فيه التقليل من خطورة الفظائع النازية واعفاء ادولف هتلر من المسؤولية في مقتل ستة ملايين يهودي في المعتقلات النازية.
وكان البريطاني الذي يعتبر نفسه "فاشيا معتدلا" حاول انشاء حزب بهذا التوجه في بداية الثمانينات في بريطانيا. وفي 1994 وصف ايرفينغ هتلر بانه "اكبر صديق لليهود بما انه لولا هتلر لما وجدت دولة اسرائيل"، موضحا ان النازيين قتلوا "600 الف يهودي فقط" بينما يقدر المؤرخون بستة ملايين عدد اليهود الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية.
وتأتي محاكمة ايرفينغ في الوقت التي تشهد اوروبا جدلا كبيرا حول مدى حرية التعبير بعد تفجر مشاعر الغضب في العالم الاسلامي نتيجة لنشر رسوم تسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ويعتبر المؤرخ إيرفينغ من النجوم البارزة في العصر الحديث لآرائه الجريئة المثيرة للجدل على نطاق عالمي حيث يضع في كتباته أصبعه على مفاصل تاريخية مهمة. وهو يعتبرفي عرف الكثيرين مؤرخا وكاتبا من الدرجة الأولى، كما أنه عاني الكثير من الصعاب والمواجهات وحده من دون إسناد.
ومحتمل أن يواجه المؤرخ المعروف حكما بالسجن لعشرين عاما من جانب محكمة فيينا، حيث كان أبلغ محطة تلفزيونية بريطانية قبل يومين أنه "سيعترف بالذنب أمام المحكمة النمساوية". وقال "لا خيار لي غير ذلك". وقال "سأنفي أمام المحكمة أنني منكر للهولوكوست،،، وهذا موقف قذر اقترفه لمواجهة المامرة القذرة ضدي".
يشار إلى أن المؤرخ ايرفينغ ولد العام 1938 حين كان النازيون يمسكون بزمام السلطة في المانيا ويستعدون لاجتياح اوروبا، وكان والده احد قادة الاسطول البحري الملكي البريطاني وشارك في معركة جوتلاند. وكان المؤرخ فشل في دراسة علوم الفيزياء في جامعة امبريال كوليدج الملكية الشهيرة في لندن، ذاهبا بعد ذلك للدراسات التاريخية.
كما كان رفض للتدرب كطيار في سلاح الجو البريطاني نتيجة لأمور صحية، وكخيار عن الخدمة العسكرية الاجبارية غادر الى المانيا التي وجد فيها وظيفة يعتاش من راتبها الشهري.
واخيرا، حين عودته بعد سنين إلى بريطانيا، فإن ايرفينغ نشر اول كتاب جدلي له بعنوان (تدمير دريزدن) واصفا تلك المعركة التي جرت العام 1945 بأنها "أسوأ مجزرة في التاريخ الأوروبي". ومن بعد ذلك الكتاب انخرط في مجال التاليف المثير للجدل والنقاش على ساحات عالمية كثيرة وأدى بها في نهاية المطاف الى الافلاس حيث خسر كامل ثرواته وعاش متسكعا كاي متشرد آخر في بريطانيا من دون اي إسناد أو مبادرة لدعمه من أية جهة كانت.