مشاهدة النسخة كاملة : مرض اللقلق .. بين الحقيقة والرعب
عبدالغفور الخطيب
15-02-2006, 08:51 PM
مرض اللقلق .. بين الحقيقة والرعب
لم يعد اللقلق ذلك الطائر الجميل المهاجر ، بساقيه الطويلتان وجناحيه اللتان اذا انفردا ، وهو في حالة طيران ، يثير شجون الأطفال ، فيهزجون له ( ابو سعد وراك الحية ) .. وحتى في أوروبا وعند شعوب العالم ، لم يعد اللقلق هو من يحضر المواليد ( الأطفال) في صرة و يعطيها للزوجين !
لقد أصبح اللقلق ، طائرا خطيرا ، ينقل مرض إنفلونزا الطيور ، فأصبح نذير خطر وشؤم .. يرى المشاهد يوميا عشرات التحذيرات من هذا الطائر الجميل وعشرات بل ومئات الأصناف الأخرى من الطيور المهاجرة ..
سارس ، إيبولا ، جنون البقر ، إنفلونزا الطيور ، إيدز ، بهجت ، سرطان .. وقبلها مثلث برمودا ، أسلحة دمار شامل ، إرهاب ، أبو مصعب الزرقاوي .. عشرات بل آلاف العناوين التي نسمع بها و نتخذ منها موقف ، دون أن نتعرف عليها عن قرب !!
هي هكذا الإشاعة ، يكون فيها جزء من الحقيقة ، وما أن يطمئن مطلقو الإشاعة على أن هذا الجزء تم تصديقه من قبل الناس ، حتى يتم استثماره بطريقة وحشية جدا ، وبنفس كمبرادوري بحت ..
يتوفى في العالم كل عام ما يقرب من خمسين مليون شخص ، يعني بما يقرب من 137 ألف نسمة يوميا ، كل وفاة لها سبب واضح ومباشر ، منهم مائة يوميا داخل الولايات المتحدة بفعل الجريمة فقط ..و منهم ما يقرب هذا الرقم من عدوانية الولايات المتحدة في العراق فقط ..
ولو جمعنا ما توفي نتيجة ، مرضي جنون البقر و إنفلونزا الطيور ، لما عادلوا ضحايا الجريمة في الولايات المتحدة ليوم واحد .. فما هي الدوافع إذن وراء هذا الترويع المستمر ؟؟
راجعني أحد المواطنين بصفتي المهنية ، ومن خلال حديثه ، بين لي بأنه أقلع عن أكل الدجاج وأقبل على أكل السمك .. لأن الطيور أصبحت تثير مخاطر ، كما هي اللحوم الحمراء .. ضحكت وقلت له لكن الطيور المهاجرة وبالذات اللقلق و البط تحط قرب برك المياه والبحيرات ، فمن يدري فلعل السمك يتأثر بمرضها ، وينتقل إليك ، لم يستطع تصنيف جديتي من سخريتي ، فبادر على الفور بأنه لن يأكل السمك بعد اليوم ..
لم أشأ أن أثير رعبه فوق ما هو فيه من رعب ، و إلا كنت سأتكلم له عن هندسة الجينات الوراثية المستخدمة في الحبوب والفواكه والخضراوات ، وكيف أن لسموم الرش التي ترش بها المزروعات ، أثر قاتل يعادل ألف ضعف ما يؤثره إنفلونزا الطيور ..
لا يسعنا في هذه الحالة إلا ان نعيد أهزوجة اللقلق و نقول له ( أبو سعد وراك الحية ) لكنها حية الإمبريالية البغيضة .. بل غولها ..
عبدالغفور الخطيب
20-02-2006, 08:12 PM
انه الصراع الأزلي بين الشمال والجنوب
لم يجد الإمبرياليون أمامهم مجالا ، الا واستغلوه أحسن استغلال ، للامعان في المضي بمص دماء شعوب الدول الفقيرة ، والتي يطلق عليها ( دول الجنوب ) .. وقد استفادوا من إمبراوطورية الإعلام الصهيونية ، والقابلية العالية عند شعوب دول الجنوب لتصديق كل الإشاعات التي تبثها أجهزة الإعلام الغربية أو التي تخدمها في دول الجنوب ..
عندما رأوا أن قطاع الدواجن ، يمثل انطلاقة صناعية كبرى تؤمن لشعوب الجنوب البروتين الحيواني بأسعار رخيصة ، فانهم رأوا بهذا القطاع خصما قويا لا بد من تحطيمه .. فاستغلوا حالة او اثنتين او مائة حالة ، وضخموا أثر تلك الحالات من خلال التهويل البروباجندي ..
وكان هدفهم من ذلك تحطيم الثالوث الجنوبي الذي هددهم ، وهو دول أمريكا الجنوبية التي تنتج الحبوب ( ذرة ، صويا ) و تبعثها لدول آسيا ( الغنية بالبترول) لتحولها هي و دول إفريقيا الى غذاء سهل الهضم ور خيص السعر .
لقد أغاض سلوك تلك الدول الجنوبية ، خصوصا و أن صوتها بدأ يرتفع بعد النجاحات المتتالية لحكومات معادية للإمبريالية العالمية ..
فارتعدت فرائص الدول الشمالية ، فاستخدمت الرشاوى لأجهزة الإعلام التي صورت الوضع بصورة كارثية ، وقدمت الرشاوى لمسئولين مرتبطين بأندية الروتاري والمحافل الماسونية ، ويشغلون مناصب حكومية رفيعة في دول الجنوب ، ليخرجوا على الناس بوجوه بلاستيكية ، ليرعبوهم من خطر إنفلونزا الطيور .. الوهمي أو المبالغ به ..
ولو سأل أي منا ، هل تعرف على حالة واحدة ممن أصيبوا بهذا المرض ؟ فسيكون الجواب بالنفي .. ويصبح عندها الغرض واضحا في تحطيم اقتصاديات دول الجنوب !!
منصور بالله
20-02-2006, 09:42 PM
الخوف كان وسيبقي اقوي اسلحة السياسيين و الامبريالين منذ بداية التارخ الي يومنا هذا...
صدام العرب
20-02-2006, 09:55 PM
أصبت وأجدت كما هي العادة يا عبد الغفور غفر الله ذنبك
قل آمين
عبدالغفور الخطيب
20-02-2006, 10:46 PM
إنك تغمرني بلطفك باستمرار أخي صدام العرب
واعذرني أنني لا أرد على تشجيعاتك المستمرة
فأحب أن أحتفظ بتعقيباتكم لأطول فترة ممكنة
لك مني وافر احترامي و تقديري
صدام العرب
22-02-2006, 02:09 PM
مع كل هذا الوعي البادي من خلال مقالاتك فإنه لا يغيب عن فطنة عقلك أننا لا نكتب إلا ما نشعر به صدقا ... أو تمليه علينا إرادة الخير الحاسمة لأمر العلوج بمشيئته وحوله تعالى.
ولا يستحق قلمك إلا كل تقدير.
منصور بالله
28-02-2006, 11:35 AM
أسهمه حققت أرباحا بنسبة 56 % من عقار 'تامي فلو'
مافيا رامسفيلد وراء هستيريا أنفلونزا الطيور!
مجدي صالح
أرقام الحكومة الرسمية تؤكد أن حجم الاستثمارات في صناعة الدواجن هي 17 مليار جنيه وأن عدد العاملين بها 8 ملايين وهي أرقام لا تمثل إلا أقل من نصف الأرقام الحقيقية المستثمرة في هذه الصناعة الهامة، فلم تشمل هذه الأرقام الحجم المماثل تقريبا للثروة الداجنة التي تملأ كل منازل أبناء مصر في الريف وأغلب سكان المناطق العشوائية وبعض أسطح عمارات وبلكونات أبناء الحضر في أغلب مدن مصر.
المأساة أن الفوضي التي عاشتها مصر علي مدي عشرة أيام متتالية هدمت ما بناه أبناء مصر المكافحون علي مدي أكثر من عشر سنوات، حتي أصبحت مصر تكفي حاجتها من بروتين الدواجن. وهو البروتين الحيواني الوحيد الذي لا تقوم مصر باستيراده حتي الآن، بل كانت تقوم في الفترة الأخيرة بتصدير بعض انتاجها منه، وكان يمثل الملجأ الوحيد الذي يلوذ به الملايين من جوعي مصر من نار اللحوم الحمراء المتقدة دائما بجمرات الغلاء الملتهبة!!
الفوضي التي صنعناها بأيدينا أجهزت علي الصناعة الوحيدة التي أنجزناها في ربع القرن الأخير رغم عشرات الانتكاسات والمعاناة التي هزمتنا بعض الوقت وتجاوزناها أغلب الأوقات، علامات التساؤل كثيرة لا تبارح الذهن غالبا عن سبب حملات المجازر العشوائية والفوضوية التي جابت البلاد طولا وعرضا منذ إعلان الحرب علي الطيور يوم الجمعة قبل الماضي.
المدهش أن نفس اليوم الذي أعلن فيه عن وجود هذا الوباء في مصر أعلن في فرنسا عن حالة نفوق 'بجعة' برية في إحدي الحدائق العامة في فرنسا، ولم نسمع بعد ذلك عن فوضي التخلص من كل الثروة الداجنة في فرنسا بين عشية وضحاها، ولم تشهد شوارع فرنسا تلك المحارق والمشانق التي نصبناها لطيورنا المسكينة!! الأمر بالطبع يحتاج إلي وقفة تأمل.. نفس الأمر أو قريبا منه حدث في السويد، والغريب أن أغلب الدول الغربية التي تتميز بجو بارد جدا كالصقيع يلائم نمو وتفشي وباء ما يسمي بأنفلونزا الطيور لم تحدث فيها المحارق والمشانق التي نصبناها لطيورنا، التي لم تجد أحدا من أصحاب الضمير لإنصافها.
وقفة التأمل التي نطلبها هي: لماذا لم تصب الولايات المتحدة الأمريكية ال52 بهذا الوباء وأن دول العالم الثالث فقط هي أكثر الدول إصابة بالفيروس مثل دول جنوب شرق آسيا وتركيا ومؤخرا الهند ومصر علما بأن الدولتين الأخيرتين كانتا من الدول الواعدة في تنمية هذه الثروة الداجنة؟
كل هذه التساؤلات تقودنا إلي البحث عن المافيا الحقيقية لإشاعة رعب انفلونزا الطيور في بلاد بعينها دون غيرها. أصابع الاتهام تتجه حتما إلي المستفيد الأول من تفشي هذا الرعب المبرر أو غير المبرر.. والمستفيد بالطبع دوليا بالدرجة الأولي هم مروجو عقار التامي فلو Tami Flu الذي يقال إنه يعالج مرض أنفلونزا الطيور في حين إنه في الحقيقة لا قدرة له علي علاجها ولكنه يقلل عدد الأيام التي يمرض فيها المصاب.
وعقار ال'تامي فلو' تنتجه شركة روش السويسرية ولكن بالبحث والتنقيب سوف نجد أن هذا العقار طورته وانتجته أصلا شركة مقرها في ولاية كاليفورنيا الأمريكية اسمها جيليد Gilead سبق أن أعطت شركة روش منذ 10 سنوات الحقوق التنفيذية لتسويق وبيع العقار 'تامي فلو' وأنها هي التي تملك حقوق الملكية الفكرية وبراءة اختراع التامي فلو.
'سر الخلطة' ينكشف عندما نعرف أن شركة 'جيليد' كان رئيس مجلس إدارتها وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد في الفترة من 1997 إلي 2001 قبل أن يتقلد منصبه الرسمي وأن رامسفيلد يملك قسما ليس هينا من أسهم الشركة إذن فإنه المستفيد الأول من اشاعة الرعب من أنفلونزا الطيور.
وتكتيكات اشاعة الرعب سرعان ما أنتجت أثرها فقبل حالة الهلع والرعب كان سعر سهم شركة جيليد المنتج الأصلي لعقار تامي فلو 7 دولارات للسهم الواحد حسب مؤشر ناسداك الأمريكي وفجأة ارتفع سعر السهم إلي 50 دولارا وهو ما يعني أن صافي الربح الذي حصل عليه دونالد رامسفيلد يتجاوز 75 % .
وشركة جيليد التي تحتفظ بحق تحصيل 10 % من مبيعات وتسويق العقار تحاول استرداد حقوق إنتاج العقار كلية مرة أخري حتي تستأثر بالكعكة كلها، ودخلت الشركة من أجل ذلك في معارك قانونية لاتزال مستمرة حتي اليوم.
وكان رامسفيلد يملك من الأسهم ما يساوي 5 ملايين دولار عام 2001 عندما ترك الشركة وحسب تقارير حديثة اشتري مع مطلع العام 2005 أسهما تساوي حوالي 18 مليون دولار قبل القفزات الرهيبة في قيمة سهم الشركة.
تقارير أخري تقول إنه منذ بدأت هستيريا انفلونزا الطيور منذ عام تقريبا في مارس الماضي جنت أسهم رامسفيلد وحده أرباحا بنسبة 56 % .
والواقع أن رامسفيلد ليس وحده من شلة المحافظين الجدد المستفيد من هذه الهستيريا فهناك جورج شولتز وزير الخارجية الأسبق الذي انضم إلي مجلس إدارة شركة جيليد حيث استطاع حسب تقرير لمجلة فورشن جني أرباح في مطلع عام 2005 تجاوزت ال 7 ملايين دولار، وشولتز بالمناسبة هو مدير شركة بكتل التي حازت نصيب الأسد من عقود إعادة اعمار العراق والتي تمنحها وزارة الدفاع الأمريكية 'البنتاجون' التي يرأسها دونالد رامسفيلد.
وكانت جيليد شركة صغيرة تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية ولكن المساعدات التي تلقتها من الأصدقاء في واشنطن والبيت الأبيض وأماكن حساسة أخري رفعت رأس مالها إلي 22 مليار دولار العام الماضي ومن المنتظر أن يتضاعف هذا الرقم خلال الأشهر القليلة القادمة.
والتامي فلو حسبما هو معلن مستخلص من نبات الابسون الصيني ويتم ذلك عبر عملية طويلة مكلفة للغاية تستغرق عاما بأكمله تصل في إحدي مراحلها لحالة شديدة الانفجار وذلك هو المسوغ الذي تواجه به الشركة المنتجة الانتقادات الموجهة إليها لضعف انتاجها من العقار، فضلا عن أنها دائما ما تتذرع في مواجهة المطالب المتزايدة لإنتاجه بواسطة شركات أخري بأنها حريصة علي وصول منتج صالح ومؤثر وفعال للمستهلك.
ويبدو أن مافيا أو 'سبوبة' أنفلونزا الطيور كان يتم الاعداد لها في أمريكا منذ فترة طويلة حتي كان وقت الإعلان عنها في نوفمبر 2005 عندما عقد الرئيس الأمريكي جورج بوش مؤتمرا في المعهد القومي للصحة الأمريكي وأعلن أن هناك خطة تم الانتهاء من وضعها في نحو 38 صفحة واطلق عليها خطة استراتيجية وباء أنفلونزا الطيور ولم يفت الرئيس بوش العزف علي أكثر الأوتار حساسية عند الأمريكان وهو الصحة حيث أخبرهم أن أكثر من 200 ألف شخص سوف يموتون من وباء انفلونزا الطيور وأضاف ان الأمر قد يصل إلي حد وفاة أكثر من مليوني شخص في أمريكا وحدها.
وطلب بوش من الكونجرس اعتماد حوالي 7.1 مليار دولار بشكل فوري كتمويل طارئ لاتخاذ إجراءات وقائية ضد المرض. ورغم أن شراء عقار التامي فلو وله نصيب الأسد في المبلغ المشار إليه إلا أنه عاد مرة أخري وطلب تخصيص مليار دولار اضافية لشراء هذا العقار فقط، إذن لمن تذهب هذه المليارات؟ ولمصلحة من يتم انفاقها علي هذا النحو المبالغ فيه؟ رغم أن كل الحقائق العلمية توكد أن انفلونزا الطيور ليس وباء ولم يكن وباء في الماضي وهو مستبعد ايضا في المستقبل لأن فرصة انتقال العدوي من الطيور إلي الانسان صعبة جدا وتقتصر علي حالات التعامل المباشر فقط مع الطيور، كما أنه لا ينتقل من إنسان إلي انسان وبالتالي لا تتحقق فيه حالة الوباء المشار إليها.
ومن ذلك يتضح أن المافيا المسعورة لانتهاز هذه الهستيريا لم تتوقف عند حدود استنزاف أموال الشعوب الأخري بل وصلت إلي حد قيام أباطرة مافيا الأدوية الذين امتلكوا السلطة بجانب المال لشعوبهم ايضا، وهكذا وجدنا الشعب الأمريكي تحت تأثير ماكينات الدعاية الأمريكية الجبارة يصدق أن هناك كوارث متلاحقة تلم بالأمة وتهدد حياتها في سلسلة حلقات لا تنتهي مثل: الجمرة الخبيثة، سارس، حمي غرب النيل، وأنفلونزا الطيور، ويبدو أن الإدارة الأمريكية الحالية راحت تستمد شرعيتها من إلهاء الشعب بمسلسل الكوارث المرعب الذي بدأ في الحادي عشر من سبتمبر 2001 بهدم برجي التجارة العالمي مرورا باشاعة الرعب من الأمراض والأوبئة الفتاكة وانتهاء بما يحدث حاليا من التخويف المستمر من الرعب النووي الذي يكمن لدي إيران حاليا وكوريا الشمالية سابقا، فضلا عن عفريت العلبة الدائم الذي يصحو عندما تظهر الحاجة إليه وهو تنظيم القاعدة بمثلثه المعهود (بن لادن، الظواهري، الزرقاوي).
حدود الكارثة علي هذا النحو لم تتوقف عند ضفاف المحيط الاطلنطي بل تعدت دولا كانت ومازالت تعاني أزمات متتالية اقتصاديا وسياسيا إلا أن يد المافيا الباطشة لم ترحم ولن ترحم هؤلاء الذين لم تتعد نظرتهم الحدود التي يقفون عليها، أو أقل من ذلك بكثير إن شئت الدقة
Powered by vBulletin® Version 4.1.11 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved