المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : افلاس الاخوان المسلمين في العراق وسوريا



منصور بالله
14-02-2006, 04:18 PM
افلاس الاخوان المسلمين في العراق وسوريا

شبكة البصرة
الدكتور غالب الفريجات
بدون مواربة او أي نوع من انواع التبرير، فان موقف الاخوان المسلمين في العراق بعد الاحتلال هو موقف خياني ، لان المشاركة في مجلس الحكم العميل تحت قيادة بريمر ، الحاكم الامريكي لا يمكن وصمه الا بالخيانة ، وممارسة هذا التنظيم بقياداته مع المقاومة ولصالح الاحتلال ، لا يمكن ان ينتمي الى الاسلام الذي يحملون اسمه .



كان زعيم التنظيم الاسلامي المزعوم يستحق البوط العسكري فوق رقبته ، ولمدة اكثر من عشرين دقيقة ، لان الذي يلعق احذية الاحتلال لاجل منصب او موقع زائف وخياني ، يستحق من اسياده ان يتعاملوا معه بما يستحق ، وهكذا كان هذا النوع من التنظيمات والرجال .



تنظيم الاخوان المسلمين في العراق لم يكن موجودا قبل الاحتلال ، فجاء و قياداته مع دبابات الاحتلال، مما يؤشر ان التنظيم قد تم بناؤه في السفارات الاجنبية ، والعواصم الاوروبية وامريكا ، ومن يقدم على اختيار الانحياز الى جانب الاحتلال ، ليس ببعيد عليه ان يتلقى نصائحه من تل ابيب لان الاحتلال جاء لخدمة الكيان الصهيوني .



الاخوان المسلمون في العراق يمارسون الخيانة باصرار ، لانهم رفضوا كل النصائح التي وجهت اليهم من تنظيمات اسلامية خارج العراق ، لان التناقض الرئيسي مع الاحتلال ، ويبدو ان لهم تأثير على بعض القيادات خارج العراق ، لان شيخ احد التنظيمات الاخوانية خارج العراق ، وممن انتقدوا ممارسات اخوانهم العراقيين ، في آخر مقابلة له تشم منه رائحة تبرير الخيانة .



اما الاخوان المسلمون في سوريا ، الذين جعلوا من احداث حماة قميص عثمان ، فقد تبين انهم لايختلفون عن اخوانهم في العراق ، فما هو المبرر الذي يدفع بقيادتهم ان تلتقي مع الخادم خدام في بروكسل ؟ ، بعد ان احترقت كل اوراق خدام ، ولم يبق بيديه الا قميص الحريري وامواله ، وهي لا تحقق له اية مكاسب يطمح اليها .



لقاء بروكسل بين خدام وقيادة الاخوان المسلمين ، تعني ان الاخوان المسلمين لا يعنيهم الوطن السوري والشعب والمجتمع في سوريا ، لان خدام قد تلوثت اياديه بالفساد الذي اصاب سوريا شعبا ووطنا وحتى نظاما ، وكان رمزا وصانع قرار ولم يكن موظفا تنفيذيا .



التعامل مع خدام هو بوابة للتعامل مع اعداء الوطن السوري ايا كانت الوانهم ، لان خدام لم يخرج من تحت عباءة النظام من اجل مصلحة سوريا وشعبها ، بل من اجل مصالح ومكاسب شخصية شعر بانه قد فقدها ، وهو يريد من خلال تحالفاته ان يمارس دوره من جديد .



خدام سيكون حصان طرواده في تحالفات اكثر شبهة ضد سوريا ، وسيكون حظ الاخون المسلمين قيادة سنية جديدة ، بزعامة خدام القادم لتحرير سوريا ، من خلال محاصصة طائفية على طريقة تحرير العراق .



سيحاول الامريكيون الايحاء لعملائهم في سوريا ، اذا كان نظام الحكم في العراق قد اصطبغ باللون الطائفي الشيعي ، فان اللون الطائفي السني سيكون من حظ سوريا ، وهكذا تكون امريكا والكيان الصهيوني ، قد حققتا مشروعهما في التفتيت والهيمنة ، وسيكون للاخوان المسلمين في كل من سوريا والعراق نصيبهم من سياسة التفتيت والفتات ، التي تلقيها موائد الاحتلال في القطرين العربيين .



الاحزاب الطائفية حتى لو اصطبغت بلون ديني لن يكون في مقدورها ان تكون وطنية ، فهي ستكون معرضة للوقوع في وحل الخيانة الوطنية او الخيانة الاقليمية ، لان الذي يتعامل مع المجتمع على اساس الحصص ايا كان لونها ، ليس في مقدوره ان يكون ممثلا للمجتمع ، وهو في النتيجة عدو ان لم يكن للمجتمع ككل ، فانه عدو لاطراف من هذا المجتمع بدون مبرر او وجه حق .



ليس كل من يرفع شعار الاسلام يعمل بروح الاسلام وجوهره ، كذلك ليس كل من يرفع شعار الوطنية او القومية او اليسارية يعمل بالفاهيم الايجابية لهذه التوجهات ، وما علينا الا ان نراقب الممارسات والسلوكيات ، التي يجب ان تتفق والاهداف والشعارات المعلنة .



في العراق وسوريا اكد تنظيم الاخوان المسلمين في القطرين ان هناك افلاسا سياسيا لدى هؤلاء، الذين يرفعون شعارات اسلامية لا تمت الى الاسلام بصلة ، وان الاسلام بريئ ممن يحمل اسمه ويتاجر به ، لغايات واهداف مغايرة ومعادية للاسلام .



مع احتلال العراق ونشاط المنظمات الصهيونية ، يتهافت الاخوان المسلمون هناك في خدمة الاحتلال، والتغاضي عن النشاط الصهيوني ، ومع الهجمة الشرسة على سوريا من الامريكان وحلفائهم الصهاينة وعملائهم في المنطقة وانشقاق الخادم خدام ، يلهث الاخوان المسلمون السوريون ، ليكونوا حلفاء لكل هؤلاء عن طريق خدام .



ايا كانت المبررات الخيانية ، التي سيسوقها تنظيم الاخوان العراقيين ، او تنظيم الاخوان السوريين، فانه يكفي العاصمتان انهما رفضتا بشدة ان تسمحا للعلم الصهيوني ان يرفرف في سماء بغداد ودمشق، كما ان بغداد قد انجبت اعظم مقاومة عربية في وجه الاحتلال ، بسرعة انطلاقتها وادائها المميز والمعد مسبقا ، والتي لن تسمح للاحتلال وعملائه ان ينعموا بارض العراق ونهب خيراته .

dr_fraijat@yahoo.com

شبكة البصرة

الثلاثاء 15 محرم 1426 / 14 شباط 2006

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس