منصور بالله
11-02-2006, 01:11 PM
ما فعله مبارك فى الإسلام أشد على النفس مما فعله الكاريكاتير
بقلم : محمود شنب
mahmoudshanap@yahoo.com
mahmoudshanap@hotmail.com
إن فشل حكام العرب والمسلمين فى بناء قوة عسكرية واقتصادية وعلمية للمسلمين حرم الأمة الإسلامية من تبوء مكانها اللائق بين الأمم ، وجعلنا نفشل فى إقامة علاقات دولية متميزة تقوم على أساس الاحترام المتبادل بين قوى العالم المختلفة .
فشل حكامنا العرب فى كل شئ جعل الغرب يستهتر بنا وبمقدساتنا دون حسابات أو خوف من العواقب ، وأصبحت سخريته لنا واضحة فى كل محفل وميدان وتجمع .. تلك السخرية التى كثيرًا ما تشعر بها الشعوب وقليلا ما يشعر بها الحكام من كثرة ما تبدلت أحاسيسهم وجلودهم .
لقد استفاد متطرفو اليهود والنصارى من حالة التخلف التى يعيشها العالم الإسلامى وقاموا بملئ الفراغ الوجدانى لدول الغرب وصوروا الإسلام فى صور بشعة وكريهة وظالمة ... صوروه على غير حقيقة دعوته وفضائل دستوره وألصقوا به من الأمور الزائفة ما جعله منبوذا ومكروهًا على المستوى الدولى ، ولأنه لم يكن على الساحة غيرهم فقد تحركوا دون منافس فى شتى مجالات الحياة إلى أن استطاعوا ـ عن جدارة ـ إفساد العلاقة ما بين الشرق والغرب وبين كل ما هو مسلم وغير مسلم بعد أن خلد حكامنا للراحة فى القصور وتفرغوا لحياة اللهو والفجور والنوم على صدور الغوانى وظهور الغلمان إلى أن وقعت الواقعة وحدث ما حدث من اساءات خطيرة لمقام رسولنا الكريم .
الغرب يشعر فى قرارة نفسه بأننا أمة لا تستحق الحياة ، وبالتالى ليس لنا الحق فى الكرامة أو مطالبته بالإعتذار ، وقد وقفت الدول الغربية قاطبة خلف الدنمارك صفـًا واحدًا وعلى رأسهم بوش المجرم وجعلوا أمر الإعتذار للمسلمين أمرًا مستحيلاً وغير واردًا ولم يبالوا بحركة أكثر من مليار مسلم فى كل أرجاء الدنيا ولم يعبأوا بعمليات الحرق والتدمير التى أصابت بعض سفاراتهم التى تدنس أراضى الإسلام ..
رئيس الوزراء الدنماركى يكرر فى كل مناسبة بأنه لن يعتذر ، ويسانده فى ذلك بوش ويطالب الحكومات العربية والإسلامية بضبط حركة شعوبهم مدعيًا بأنه يتفهم موقف الدنمارك من الأزمة ، وجريدة هولنديه تصف احتجاجات المسلمين فى العالم بأنها "مسألة خسيسة" وأخرى تصف المسلمين بالكلاب ، وشعوب تهدد بحرق المصحف وتدنيس القرآن ، والمنظمة الدولية وعلى رأسها المجرم كوفى عنان لا تستنكر ما حدث وتقول يجب ألا تكون للحرية حدود !!
إنها حملة منظمة على الإسلام تستهدف مقدساته وتعاليمه ، والدليل فى ذلك واضح تمام الوضوح .. فلو كان الأمر عفويًا ودون تخطيط لاستنكره الجميع دون التمسح فى حرية الصحافة والإبداع ، لكن الغرب كله يقف الآن فى خندق واحد مع الدنمارك بل وتعيد صحافتهم كل يوم الرسومات التى تسئ للإسلام ومقام رسولنا الكريم .
ومثلما انكشف زيف السلام مع إسرائيل واستحالة حدوثه انكشفت لعبة حوار الديانات التى صدعوا بها رؤوسنا وأنفقوا عليها الكثير من الوقت والجهد والمال والتى روج لها كثير من علماء المسلمون وعلى رأسهم شيخ الأزهر ورفاقه .
إن مقولة حوار الحضارات والأديان مقولات خاطئة ومغلوطة وتقوم على غير أساس من الصدق أو الواقعية ، فأين هى تلك الأديان التى يمكن أن نتحاور معها ؟!!
لقد تم تشويه كل الديانات السابقة لدعوة الإسلام عن عمد ولم يعد على ظهر الأرض غير دين الإسلام الذى تكفل الله بحفظه ، فأى حوار هذا الذى يقوم على أسس خاطئة ومفاهيم مغلوطة ؟!!
لقد تعامل الغرب معنا وفق الحجم الذى رآه فى حكامنا ، ولولا بعض المصالح التى تربط الغرب بنا وحاجته المتواصلة إلى نهب خيراتنا وثرواتنا ما التفت إلينا مسئول واحد من الغرب وما صدرت كلمة رثاء أو تهدئة من هنا أو هناك ، ولذلك فإن الغضبة الشعبية والصحوة الإسلامية التى أعقبت الإساءة لرسولنا الكريم كانت ضرورية وهامة ليشاهد العالم كله تلك القوة الإسلامية الكامنة التى يستهين بها الغرب معتمدًا فى تصريف أموره على حفنة من الوكلاء والعملاء دون اعتبار للشعوب التى تنتهك حرماتها صباح مساء ، وعلى الغرب الملحد أن يعيد حساباته الخاطئة ليس قياسًا على حجم الحكام والحكومات وإنما قياسًا على حجم الشعوب وقوتها ، فالمقاطعة لم ينادى بها الحكام وإنما نادت بها الشعوب وفرضتها على أجندة العمل العام ، وثورة الغضب التى تعم العالم الإسلامى لم يحركها ملك أو أمير وإنما حركتها الشعوب فى مشارق الأرض ومغاربها .
إن المسلم وعلى الرغم من وقوفه على أرضية إسلامية صلبة ـ غير واهية أو قلقة ـ لم يتطاول يومًا على أى من أصحاب الديانات الأخرى التى ذهبت واندثرت وأصبحت أثر بعد عين .
لقد احترمنا المسيحية واليهودية لكونهما من رسالات السماء وليس لكونها معتقدات جيل فاسد من البشر نراه اليوم بأعيننا وقد أفسد كل شئ فى الحياة .. احترامنا لما نزل على موسى وعيسى يرجع لكونهما رسل الله وليس لكونهما دستور يتمسح فيه الأجارم أمثال بوش وبلير وشارون ...
والمسلم يعلم جيدًا أنه لا يسب الله ورسوله إلا جاهل أو كافر ، ولا يتطاول على الأديان غير إنسان وضيع لا وزن له ولا قيمة ، ولو طلبنا من الصحفى الذى رسم الكاريكاتير المسئ لرسول الله أو من الجريدة التى نشرته كتابة سطر واحد عن حياة محمد أو عن الإسلام ما عرفوا وما استطاعوا ... إذاً فمن أى منطلق يبدعون ويُعبرون ؟!!
ما هى حجتهم وما هى ثقافتهم وما هو نوع العلم الذى ارتكنوا إليه ؟!!
هؤلاء القوم لا يعرفون عن الإسلام شئ فكيف يهاجمونه ؟!!
ولقد عجبت عندما سمعت أنهم سخروا من المسيح من قبل أن يسخروا من محمد وقلت فى نفسى إن الذى لا خير فيه لديانته فلا يمكن أن يكون فيه أدنى خير لديانة أخرى لأن فاقد الشئ لا يعطيه ، ولينظر كل منا ماذا فعل هؤلاء القوم مع رسالة عيسى عليه السلام .. لقد حرفوها وامتهنوها وحذفوا منها وأضافوا إليها ، والقرآن خير شاهد على ذلك .. لم يتركوا فى المسيحية شئ إلا وعبثوا به وغيروه ، وياليتهم التزموا بما أبقوه ولم يفرطوا فى القليل الباقى .. إنهم وضعوه على أرفف الفاتيكان وعلقوا على الصدور الفارغة والعارية الصلبان وهم يمارسون الجنس ، وساروا على عكس ما أمر به الإنجيل حتى ليخيل للمرء أنهم قد درسوا المسيحية لا ليعبدوا الله بها وإنما ليفعلوا عكس ما جاء بها ، والأمر لا يحتاج لتدقيق أو استفاضة فى البحث فكل شئ واضح وفاضح ، فهل المسيح عيسى بن مريم أمرهم بزواج المثل ؟!!
هل أمرهم بارتكاب الزنا واقتراف الفواحش وشرب الخمر وتعرية النساء وقتل المرضى ممن لا أمل فى شفاءهم واغتصاب الأطفال وأكل أموال الناس بالباطل ؟!!
أليس هذا هو نهجهم اليوم وتلك هى ثقافتهم ؟!!
إنهم قوم ضلوا وطلبوا الدنيا فأصابوها وفقدوا الخير فى أنفسهم فكيف يكون فيهم خير للبشرية .. إنهم ماديون وعلى المعاصى قائمون ، ويجب ألا تلهينا ثروتهم العلمية وأضواء معيشتهم عن حقيقة أوضاعهم التى لا ترضى بها الكلاب !!
إن أعلى نسبة انتحار فى العالم لديهم ( كل 40 ثانية منتحر ) ولديهم اللواط والشذوذ وكل موبقات الحياة ... يكفى أن ينتهى العمر بالواحد منهم وهو وحيد دون أنيس أو جليس ودون أن يعرف ما له من أبناء أو أحفاد !!
يكفى أن كل الأمراض الخبيثة والمستحدثة التى لم يعرفها العالم أتت نتيجة عبثهم وتغييرهم لخلق الله ولجشع أصاب نفوسهم وأفقدهم القدرة على الإحساس بالأخلاص والمثل النبيلة ، وما جنون البقر وانفلونزا الطيور والإيدز إلا علامات ونماذج بسيطة وعينات مما ينتظر البشرية على أياديهم النجسة .
إن تاريخ الغرب الإنسانى فى أغلبه مظلم ومعتم سواء كان ذلك ضمن حروبهم التى خاضوها ضد بعضهم البعض أو ضمن حروبهم الصليبية التى خاضوها علينا دون ذنب أو جريرة .
لقد بهرتنا منهم الأضواء ونماذج الرفاهية وحياة اللهو ، وانخدع بعض شبابنا فيهم وتمنى الكثير منهم لو يحيوا حياتهم ويفعلوا أفعالهم .. سورة القصص تخبرنا بذلك وهى تصف حال قارون مع قومه (( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ـ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ـ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ ـ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ )) .
هؤلاء القوم زلوا وضلوا وعاشوا على النقيض من رسالة المسيح فكيف لا يتهجم أسافلهم على خير خلق الله ؟!!
والقرآن الكريم هو عقدتهم فى الحياة ولا سبيل لتحريفه أو إزالته ، ولطالما بقى القرآن ستظل عداوتهم للمسلمين قائمة إلى أن تقوم الساعة ...
يقول تعالى : (( وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً )) ولرب ضارة نافعة ففى عز نوم الأمة وخمولها تأتى الأقدار بما يستنهض الهمم والعزائم ويوحد الصف ويجدد الإيمان وينفض عن النفس كسلها وتخومها ويزكى فيها الصحوة والنخوة والرجولة ، ولقد أبلت شعوب الأمة الإسلامية بلاءً حسنـًا فمنها من قاطع ومنها من أحرق ومنها من أغلق ومنها من نطق بعد طول صمت ..
يكفى أن شيخ الأزهر تحرك بنفسه وهو الذى لا تحركه النوازل والشدائد فاصطحب معه فرقته الموسيقية وكل من كان على شاكلته وساروا فى طرقات جامعة الأزهر منددين ومستنكرين ذرًا للرماد فى العيون ..
إنه لم بغضب لله ولا لرسوله وإنما غضب خوفـًا من الأمة ..
وأريد فى هذا المقام أن أقول لشيخ الأزهر كلمة :
يا سيدى ... إن لم تكن أول المتظاهرين الرافضين فلا حاجة للأمة بك إن كنت آخر المتظاهرين ، فمن غيرك سارت المسيرات ، وبدونك هتفت الحناجر وأحرقت السفارات ، أما أن تتحرك لأن الكل تحرك فإن ذلك من عمل الشيطان والمنافقين ممن يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ، فاتق الله فى نفسك وفى أهلك وفى دينك وفى رسالتك ولا تخرج خوفـًا من العتاب واتقاء ألسنة الإعلام ، فإن لم يكن خروجك لله ولرسوله فما أتعس خطواتك وما أضل عقلك !!
أقول : تحركت المسيرات والتظاهرات فى مشارق الأرض ومغاربها وكان المسلمون على مستوى الحدث وكان معهم العديد من العلماء والمشايخ والفقهاء ، وجزى الله فضيلة الدكتور القرضاوى خير الجزاء فقد قال كلمة الحق وألزم نفسه بها وجمع الشمل وبعث الهمة وواجه الأنظمة وأثلج بمواقفه الإيمانية صدور المؤمنين ـ وهذا هو دور العالم والفقيه ـ فقد تحدث الرجل فى وقت سكن فيه كثير من علماء المسلمين ولم يحركوا ساكنـًا إلا من خلال أصوات الملاعق والسكاكين على موائد السلاطين !!
إن رسولنا الكريم لا يضره من ضل إذا اهتدت أمته ، ولقد تحمل صلى الله عليه وسلم من الأذى الكثير ، فهل يضيره رسم كاريكاتير حقير ؟!! ... تحمل الرسول الكثير من صبية الكفار والمشركين ووضع الروث على رأسه الطاهر الكريم وطرد من مكة وحوصر وأوذى كثيرًا فى سبيل الدعوة ، فأى شئ هذا الذى يمثله العقل الدنئ فى الغرب والفكر الوضيع والعبث الغير مسئول لديهم ؟!!
وفى صدد الدفاع عن رسول الله أحب أن أتطرق إلى نقطة غاية فى الأهمية غفلنا عنها جميعًا وهى أننا دعونا الله كثيرًا أن ينتقم من كل من أساء إلى رسوله الكريم وممن أهانوا الإسلام ورموزه فى الغرب ، لكننا غفلنا جميعًا عن الدعاء بنفس الأدعية على ملوك الشرق ممن يعيشون بيننا ويفعلوا فى الإسلام أفعال الغرب ... ألا يعيش بيننا الآن من الكتاب والمفكرين من يسخر من كتاب الله وسنة رسوله ؟!!
ألم يتهكم الكثيرون فى الحملات الانتخابية الأخيرة من شعارات الإسلام ورفضهم الاحتكام إلى الله ورسوله ؟!!
ألم يسب الدين حيدر حيدر ـ لعنة الله عليه وعلى أمثاله ـ ويصف القرآن "بالخراء" وتطبع له وزارة الثقافة المصرية روايته الملعونة "وليمة لأعشاب البحر" ؟!!
ألم تـُغلق جريدة الشعب لأنها تصدت لهذا الفعل الخبيث والعمل الإجرامى وقاد حملة الدفاع عن مقدساتنا الدكتور محمد عباس والمرحوم عادل حسين على صفحات جريدة الشعب المباركة ؟!!
ألم يتحفنا أسامه أنور عكاشه كل حين بعمل وضيع يسب فيه الإسلام والمسلمين ؟!!
ألم يسخر عبد العاطى حجازى ـ أسبوعيًا ـ على صفحات الأهرام من السنة المطهرة وتمسكنا بالدين وسخريته ممن يدخل الحمام باليسار ويخرج باليمين ؟!!
ألم تطالب الشعناء الشعواء نوال السعداوى بترك الدين معللة أسباب تخلفنا بتمسكنا بتعاليم من ماتوا منذ أكثر من 1400 عام ( الرسول والصحابة والتابعين ) ؟!!
ألم يؤيد شيخ الأزهر نزع الحجاب من على رؤوس المسلمات فى فرنسا ؟!!
ألم يطالب موسى صبرى الرئيس السادات بإقامة مجتمعات لممارسة البغاء فى مصر توفيرًا للجهد والوقت ؟!!
ألم تحصل مصر على ضرائب من عرق المومسات ؟!!
ألم يقل فارق حسنى أنه لن يتزوج لأن الزواج معناه إمرأة واحدة وأن المرأة الواحدة لا تكفى ، ثم تظهره الأيام على حقيقته وتخبرنا أنه لا يفعل وإنما يُفعل به ؟!!
وفى هذه الأيام وفى عز هذه الأحداث ألم تطبع الدولة رواية "أولاد حارتنا" الممنوعة من النشر بقرار الأزهر منذ الستينيات ؟!!
ألم يحارب التليفزيون المصرى المحجبات ويمنعهن من الظهور إذا ما ارتدين الحجاب ؟!!
ألم يقل رئيس التليفزيون لإحداهن متهكمًا : طالما أنكى قد اخترتى الحجاب طلبـًا فى الأجر من الله فلا يحق لكى العمل معنا حتى لا تأخذى الأجر مرتين .. منا ومن الله ؟!!
ألم تنتهك حرمات المسلمات وتنتهك أعراضهن فى مباحث أمن الدولة لمجرد أنهن قريبات لبعض المتهمين بالإرهاب ؟!!
ألم نحارب العراق مع أمريكا وكل دول الكفر وقتلنا الأطفال والمسنين هناك دون ذنب أو خطيئة ؟!!
ألم نأكل الربا ونقدم الخمور على طائراتنا ونستجلب الراقصات من كل دول العالم للعمل فى مصر ؟!!
ألم يقام فى مصر حفل زواج لرجلين من الكويت رفضت الكويت إقامة حفل زفاف لهما ؟!!
ألم نسمح لإسرائيل منذ بضع سنين برسم رسولنا الكريم على هيئة خنزير يكتب القرآن دون أن يعترض حاكم مسلم واحد على مستوى العالم ؟!!
ألم نفرغ مصر من العلماء العظام أمثال القرضاوى ووجدى غنيم وعمر عبدالرحمن وعمرو خالد وهانى السباعى وغيرهم ؟!!
لماذا النرويج والدنمارك وفى بلاد الإسلام يحدث ما هو أشد وأنكى ؟!!
إننا أشبه بالمرأة التى تـُعرى مؤخرتها من أجل أن تـُغطى رأسها ؟!!
لقد أهين الدين فى أوطاننا من قبل أن يهان فى الدنمارك والغرب ، وقد يجد المرء العذر للكافر لأنه جاهل وليس بعد الكفر ذنب ، ولكن العذر لا يكون لمسلم يؤمن بالله ورسوله ثم يفعل ما يفعله الكفار تحت لافتة حرية الفكر والإبداع !!
علينا أن ندرك أنه لا حرمة لعزيز عند أحد إذا ما أهين هذا العزيز فى وطنه ، وهل لدينا أعز من الإسلام الذى يهان صباح مساء فى إعلامنا ومعاملاتنا وكل مواقفنا المختلفة ، وما حدث للإسلام كدين حدث للمسلم كفرد فلا يطارد فى الوطن الآن غير من يحمل رسالة الإسلام ويدافع عن مقدساته .
وما فعلته أمريكا فى سجون أبو غريب وجوانتانامو من انتهاكات وممارسات غير أخلاقية إنما فعلته لدرايتها بما تفعله الأنظمة العربية فى شعوبها .
إننا نواجه حربًا داخلية شرسة ومستترة وخطورتها أشد علينا من الحروب الصليبية التى تشن على الأهل فى كل من العراق والشيشان وأفغانستان وفلسطين وكشمير والسودان .
لقد اتحد الحكام علينا مثلما اتحد الغرب علينا ، والهدف المشترك هو الإسلام ، وليس من الصدفة أبدًا أن نجرد من السلاح ويفرض علينا التخلف والحصار وأن يشارك فى ذلك الغرب كله دون أن تشذ عن ذلك دولة واحدة !!
وليس من الصدفة أيضًا أن تتنوع علينا كل أشكال الحروب ، فتحارب مصر بأسلوب ، ويحارب العراق بأسلوب ، وتحارب فلسطين بأسلوب والسعودية بأسلوب وكل دولة بأسلوب يتناسب مع قدراتها وامكانياتها وثرواتها وطبيعة موقعها وموقف حاكمها !!
وما حوار الأديان إلا نوع من الزيف والبهتان الذى يتم فيه تخدير الضحية إلى أن يأتى موعد الذبح ، وليس الذبح كله بسكين فمصر تذبح أكثر مما يذبح أى شخص آخر سواء كان فى العراق أو فلسطين ، والسعودية تذبح بمروق الدين وتفريغ العقيدة من الماء العذب وملئها بالطين .
لقد فعل حكامنا فى الدين الإسلامى ما لم يفعله الكافرون واستحدثوا أمورًٍا غريبة من أنماط الحياة التى لا يقرها شرع ولا دين ، والحرب المعلنة على الله ورسوله قائمة منذ مئات السنين والحاكم المسلم هو الذى يقود هذه الحرب القذرة فى بلاده دون أن يشعر به الشعب ... إنها حروب الإبادة التى تقوم بالإنابة والعمالة ، وإذا نظرنا إلى مصر كنموذج لهذه الحروب سنجد أن فى عهد مبارك وحده وليس عهد عبدالناصر أو السادات تمت عدة جرائم خطيرة وكبيرة أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
1ـ طباعة الكتب التى تسب الله ورسوله وتشكك فى صحيح العقيدة على نفقة الدولة وطابور العملاء .
2ـ إقامة طقوس ماجنة وفرض أنماط حياة غريبة على المجتمع المصرى منها على سبيل المثال إقامة مسابقات لملكات الجمال وحماية عبدة الشيطان ( الرئيس مبارك تدخل شخصيًا وألغى الأحكام التى صدرت بحقهم ) ونشر الإباحية والتعرى والتساهل فى حالات الدعارة والزواج العرفى بين طلبة الجامعات .
3ـ محاربة النموذج الإسلامى بمنع ومحاربة الحجاب بالمدارس ووسائل الإعلام ومطاردة الملتحين وأصحاب التوجهات الإسلامية وحجبهم عن الوظائف القيادية .
4ـ وضع القيود على العبادات بقفل المساجد عدا أوقات الصلاة ومنع الإعتكاف فيها إلا بتصريح وإعاقة بناء المساجد والتوسع فى بناء الكنائس .
5ـ تعاون مصر مع دول الغرب فى الاعتداء على العراق والنيل من كرامة شعبه وحاكمه والتصدى لكل أشكال المقاومة الإسلامية المنطقية وعلى الأخص فى كل من فلسطين والعراق وأفغانستان ( اعترف مبارك بنفسه بأنه قد أمد القوات الأمريكية بالمعلومات اللازمة والضرورية فى حربها ضد أفغانستان والعراق ) .
6ـ فى عهد مبارك أيضًا حدث ما هو أشد وأقسى من الرسومات الكاريكاتيرية على الإسلام حيث منع مبارك المسيحيات اللاتى دخلن فى الإسلام وقام بتسليمهن إلى أصحاب ملتهم الأولى وتم سجنهم فى الدير وحلق شعورهن حتى جلد الرأس .
هل يستطيع الكاريكاتير الدنماركى أن يفعل ما فعله حسنى مبارك فى الإسلام ؟!!
هذا الكاريكاتير الوضيع مهما بلغ من براعة وحجة وانتشار وتوسع لا يمكن أن يخرج مسلمًا واحدًا من الإسلام مثلما فعل حسنى مبارك .
نغضب كثيرًا ونشطاط غضبًا عندما تأتى الإساءة للإسلام من كافر رغم أن هذا أمرًا معروفـًا ومتوقع ولا يمثل مفاجأة ، لكننا لا نغضب بنفس القدر إذا ما أتت الإساءة من حكام وكتاب ينتسبون زورًا للإسلام ، شأننا فى ذلك شأن الشاب الذى يضرب والديه وينهرهما لكنه لا يتحمل أن يسبهما أحدًا غيره فى حين أن الوالدين قد يتحملا إهانة الغريب ولا يتحملا إهانة وعقوق الأبناء لأن العشم يظل دائمًا فى القريب وليس البعيد .
فى الدول النامية تشتاط الشعوب غضبًا إذا ما انهزم فريقها فى كرة القدم ولا تقبل أن يفوز عليه أحدًا بينما لا تغضب إذا ما انهزمت الأوطان فى كافة نواحى الحياة وتخلفت عن كل الأمم فى كل المجالات .
يقول تعالى فى كتابه العزيز : (( لا تحسبوه شر لكم بل هو خيرًا لكم )) وفى أحيان كثيرة يرى الإنسان الأشياء على غير حقيقتها ويتصور الشر فى الخير أو الخير فى الشر ، وما حدث بسبب الكاريكاتير الغربى على الرغم من وقاحته ووضاعته إلا أنه حمل للأمة الإسلامية من الخير الكثير والعديد وضرره لم يعدو غير ضررًا معنويًا ونفسيًا لكنه لا ينال من الرسول قيد أنملة ، فسيدنا محمد لا يمكن أن تنال منه أقلام الأرض ولو اجتمعت فما بالنا برسم مغرض جاء كتنفيس وضيع لثقافة وضيعة وأمة خاوية لا تحمل من الخير أى قدر !!
لقد حرك هذا الكاريكاتير الآثم الماء الآثن والراكد واستخرج من الأمة همم حسبناها غابت واندثرت .. لقد مضى على الأمة وقت طويل لا تتحرك ولا تتأثر والغرب يرمى عليها كل يوم فضلاته ونفاياته وقاذوراته وأوساخه دون حراك أو تألم إلى أن جاء هذا الكاريكاتير الوضيع من حيث لا يحتسب ولا نحتسب وفعل فينا ما لم تفعله حراك الأقلام الشريفة والمخلصة ، ولقد جاءت ردة الفعل الإسلامى قوية ومعبرة وشاهد العالم كله أمة غير الأمة وشباب غير الشباب ، وتلك كانت الرسالة الأهم التى استوعبها الغرب حيث شاهد أمة بإمكانها قلب الدنيا رأسًا على عقب لمجرد التعرض بكاريكاتير تافه وحقير لمقام رسولنا الكريم ..
إن أمة تنتفض لمجرد الإقتراب من رسولها الكريم هى أحق بالحياة من أمم ضالة تسخر من كل ما هو مقدس وعظيم .
ليس فى إسلامنا أو رسولنا ضعف نخشى منه أو نخشى عليه ، ولو كان ديننا بهذا الضعف لكانت الوثنية خير منه .
إن أحدًا على وجه الأرض لا يمكنه النيل من الإسلام قيد أنملة .. قد نحارب وقد نهزم وقد نشرد ونقتل ، لكن الإسلام يبقى عزيزًا شامخًا نستمد منه الحكمة والقوة ، والإسلام ينتشر فى بلاد الغرب أكثر مما ينتشر فى أوطاننا ، وينتشر أكثر من خلال صناعات الغرب وأدواته التى يسرت لكل باحث ما يريده ويستهواه من غير قوافل دعوة أو توعية .. إنه التمكين الإلهى الذى تخضع له كل الكائنات شرقها وغربها كبيرها وصغيرها .. أعلاها وأدناها ..
نحارب ونـُـقتل لأن الله يريد أن يتخذ منا شهداء ، ونحاصر ونسجن لأن الله يريد أن يمحص الخبيث من الطيب ، والله غالب على أمره ولو كره الكافرون .
بقلم : محمود شنب
mahmoudshanap@yahoo.com
mahmoudshanap@hotmail.com
إن فشل حكام العرب والمسلمين فى بناء قوة عسكرية واقتصادية وعلمية للمسلمين حرم الأمة الإسلامية من تبوء مكانها اللائق بين الأمم ، وجعلنا نفشل فى إقامة علاقات دولية متميزة تقوم على أساس الاحترام المتبادل بين قوى العالم المختلفة .
فشل حكامنا العرب فى كل شئ جعل الغرب يستهتر بنا وبمقدساتنا دون حسابات أو خوف من العواقب ، وأصبحت سخريته لنا واضحة فى كل محفل وميدان وتجمع .. تلك السخرية التى كثيرًا ما تشعر بها الشعوب وقليلا ما يشعر بها الحكام من كثرة ما تبدلت أحاسيسهم وجلودهم .
لقد استفاد متطرفو اليهود والنصارى من حالة التخلف التى يعيشها العالم الإسلامى وقاموا بملئ الفراغ الوجدانى لدول الغرب وصوروا الإسلام فى صور بشعة وكريهة وظالمة ... صوروه على غير حقيقة دعوته وفضائل دستوره وألصقوا به من الأمور الزائفة ما جعله منبوذا ومكروهًا على المستوى الدولى ، ولأنه لم يكن على الساحة غيرهم فقد تحركوا دون منافس فى شتى مجالات الحياة إلى أن استطاعوا ـ عن جدارة ـ إفساد العلاقة ما بين الشرق والغرب وبين كل ما هو مسلم وغير مسلم بعد أن خلد حكامنا للراحة فى القصور وتفرغوا لحياة اللهو والفجور والنوم على صدور الغوانى وظهور الغلمان إلى أن وقعت الواقعة وحدث ما حدث من اساءات خطيرة لمقام رسولنا الكريم .
الغرب يشعر فى قرارة نفسه بأننا أمة لا تستحق الحياة ، وبالتالى ليس لنا الحق فى الكرامة أو مطالبته بالإعتذار ، وقد وقفت الدول الغربية قاطبة خلف الدنمارك صفـًا واحدًا وعلى رأسهم بوش المجرم وجعلوا أمر الإعتذار للمسلمين أمرًا مستحيلاً وغير واردًا ولم يبالوا بحركة أكثر من مليار مسلم فى كل أرجاء الدنيا ولم يعبأوا بعمليات الحرق والتدمير التى أصابت بعض سفاراتهم التى تدنس أراضى الإسلام ..
رئيس الوزراء الدنماركى يكرر فى كل مناسبة بأنه لن يعتذر ، ويسانده فى ذلك بوش ويطالب الحكومات العربية والإسلامية بضبط حركة شعوبهم مدعيًا بأنه يتفهم موقف الدنمارك من الأزمة ، وجريدة هولنديه تصف احتجاجات المسلمين فى العالم بأنها "مسألة خسيسة" وأخرى تصف المسلمين بالكلاب ، وشعوب تهدد بحرق المصحف وتدنيس القرآن ، والمنظمة الدولية وعلى رأسها المجرم كوفى عنان لا تستنكر ما حدث وتقول يجب ألا تكون للحرية حدود !!
إنها حملة منظمة على الإسلام تستهدف مقدساته وتعاليمه ، والدليل فى ذلك واضح تمام الوضوح .. فلو كان الأمر عفويًا ودون تخطيط لاستنكره الجميع دون التمسح فى حرية الصحافة والإبداع ، لكن الغرب كله يقف الآن فى خندق واحد مع الدنمارك بل وتعيد صحافتهم كل يوم الرسومات التى تسئ للإسلام ومقام رسولنا الكريم .
ومثلما انكشف زيف السلام مع إسرائيل واستحالة حدوثه انكشفت لعبة حوار الديانات التى صدعوا بها رؤوسنا وأنفقوا عليها الكثير من الوقت والجهد والمال والتى روج لها كثير من علماء المسلمون وعلى رأسهم شيخ الأزهر ورفاقه .
إن مقولة حوار الحضارات والأديان مقولات خاطئة ومغلوطة وتقوم على غير أساس من الصدق أو الواقعية ، فأين هى تلك الأديان التى يمكن أن نتحاور معها ؟!!
لقد تم تشويه كل الديانات السابقة لدعوة الإسلام عن عمد ولم يعد على ظهر الأرض غير دين الإسلام الذى تكفل الله بحفظه ، فأى حوار هذا الذى يقوم على أسس خاطئة ومفاهيم مغلوطة ؟!!
لقد تعامل الغرب معنا وفق الحجم الذى رآه فى حكامنا ، ولولا بعض المصالح التى تربط الغرب بنا وحاجته المتواصلة إلى نهب خيراتنا وثرواتنا ما التفت إلينا مسئول واحد من الغرب وما صدرت كلمة رثاء أو تهدئة من هنا أو هناك ، ولذلك فإن الغضبة الشعبية والصحوة الإسلامية التى أعقبت الإساءة لرسولنا الكريم كانت ضرورية وهامة ليشاهد العالم كله تلك القوة الإسلامية الكامنة التى يستهين بها الغرب معتمدًا فى تصريف أموره على حفنة من الوكلاء والعملاء دون اعتبار للشعوب التى تنتهك حرماتها صباح مساء ، وعلى الغرب الملحد أن يعيد حساباته الخاطئة ليس قياسًا على حجم الحكام والحكومات وإنما قياسًا على حجم الشعوب وقوتها ، فالمقاطعة لم ينادى بها الحكام وإنما نادت بها الشعوب وفرضتها على أجندة العمل العام ، وثورة الغضب التى تعم العالم الإسلامى لم يحركها ملك أو أمير وإنما حركتها الشعوب فى مشارق الأرض ومغاربها .
إن المسلم وعلى الرغم من وقوفه على أرضية إسلامية صلبة ـ غير واهية أو قلقة ـ لم يتطاول يومًا على أى من أصحاب الديانات الأخرى التى ذهبت واندثرت وأصبحت أثر بعد عين .
لقد احترمنا المسيحية واليهودية لكونهما من رسالات السماء وليس لكونها معتقدات جيل فاسد من البشر نراه اليوم بأعيننا وقد أفسد كل شئ فى الحياة .. احترامنا لما نزل على موسى وعيسى يرجع لكونهما رسل الله وليس لكونهما دستور يتمسح فيه الأجارم أمثال بوش وبلير وشارون ...
والمسلم يعلم جيدًا أنه لا يسب الله ورسوله إلا جاهل أو كافر ، ولا يتطاول على الأديان غير إنسان وضيع لا وزن له ولا قيمة ، ولو طلبنا من الصحفى الذى رسم الكاريكاتير المسئ لرسول الله أو من الجريدة التى نشرته كتابة سطر واحد عن حياة محمد أو عن الإسلام ما عرفوا وما استطاعوا ... إذاً فمن أى منطلق يبدعون ويُعبرون ؟!!
ما هى حجتهم وما هى ثقافتهم وما هو نوع العلم الذى ارتكنوا إليه ؟!!
هؤلاء القوم لا يعرفون عن الإسلام شئ فكيف يهاجمونه ؟!!
ولقد عجبت عندما سمعت أنهم سخروا من المسيح من قبل أن يسخروا من محمد وقلت فى نفسى إن الذى لا خير فيه لديانته فلا يمكن أن يكون فيه أدنى خير لديانة أخرى لأن فاقد الشئ لا يعطيه ، ولينظر كل منا ماذا فعل هؤلاء القوم مع رسالة عيسى عليه السلام .. لقد حرفوها وامتهنوها وحذفوا منها وأضافوا إليها ، والقرآن خير شاهد على ذلك .. لم يتركوا فى المسيحية شئ إلا وعبثوا به وغيروه ، وياليتهم التزموا بما أبقوه ولم يفرطوا فى القليل الباقى .. إنهم وضعوه على أرفف الفاتيكان وعلقوا على الصدور الفارغة والعارية الصلبان وهم يمارسون الجنس ، وساروا على عكس ما أمر به الإنجيل حتى ليخيل للمرء أنهم قد درسوا المسيحية لا ليعبدوا الله بها وإنما ليفعلوا عكس ما جاء بها ، والأمر لا يحتاج لتدقيق أو استفاضة فى البحث فكل شئ واضح وفاضح ، فهل المسيح عيسى بن مريم أمرهم بزواج المثل ؟!!
هل أمرهم بارتكاب الزنا واقتراف الفواحش وشرب الخمر وتعرية النساء وقتل المرضى ممن لا أمل فى شفاءهم واغتصاب الأطفال وأكل أموال الناس بالباطل ؟!!
أليس هذا هو نهجهم اليوم وتلك هى ثقافتهم ؟!!
إنهم قوم ضلوا وطلبوا الدنيا فأصابوها وفقدوا الخير فى أنفسهم فكيف يكون فيهم خير للبشرية .. إنهم ماديون وعلى المعاصى قائمون ، ويجب ألا تلهينا ثروتهم العلمية وأضواء معيشتهم عن حقيقة أوضاعهم التى لا ترضى بها الكلاب !!
إن أعلى نسبة انتحار فى العالم لديهم ( كل 40 ثانية منتحر ) ولديهم اللواط والشذوذ وكل موبقات الحياة ... يكفى أن ينتهى العمر بالواحد منهم وهو وحيد دون أنيس أو جليس ودون أن يعرف ما له من أبناء أو أحفاد !!
يكفى أن كل الأمراض الخبيثة والمستحدثة التى لم يعرفها العالم أتت نتيجة عبثهم وتغييرهم لخلق الله ولجشع أصاب نفوسهم وأفقدهم القدرة على الإحساس بالأخلاص والمثل النبيلة ، وما جنون البقر وانفلونزا الطيور والإيدز إلا علامات ونماذج بسيطة وعينات مما ينتظر البشرية على أياديهم النجسة .
إن تاريخ الغرب الإنسانى فى أغلبه مظلم ومعتم سواء كان ذلك ضمن حروبهم التى خاضوها ضد بعضهم البعض أو ضمن حروبهم الصليبية التى خاضوها علينا دون ذنب أو جريرة .
لقد بهرتنا منهم الأضواء ونماذج الرفاهية وحياة اللهو ، وانخدع بعض شبابنا فيهم وتمنى الكثير منهم لو يحيوا حياتهم ويفعلوا أفعالهم .. سورة القصص تخبرنا بذلك وهى تصف حال قارون مع قومه (( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ـ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ـ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ ـ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ )) .
هؤلاء القوم زلوا وضلوا وعاشوا على النقيض من رسالة المسيح فكيف لا يتهجم أسافلهم على خير خلق الله ؟!!
والقرآن الكريم هو عقدتهم فى الحياة ولا سبيل لتحريفه أو إزالته ، ولطالما بقى القرآن ستظل عداوتهم للمسلمين قائمة إلى أن تقوم الساعة ...
يقول تعالى : (( وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً )) ولرب ضارة نافعة ففى عز نوم الأمة وخمولها تأتى الأقدار بما يستنهض الهمم والعزائم ويوحد الصف ويجدد الإيمان وينفض عن النفس كسلها وتخومها ويزكى فيها الصحوة والنخوة والرجولة ، ولقد أبلت شعوب الأمة الإسلامية بلاءً حسنـًا فمنها من قاطع ومنها من أحرق ومنها من أغلق ومنها من نطق بعد طول صمت ..
يكفى أن شيخ الأزهر تحرك بنفسه وهو الذى لا تحركه النوازل والشدائد فاصطحب معه فرقته الموسيقية وكل من كان على شاكلته وساروا فى طرقات جامعة الأزهر منددين ومستنكرين ذرًا للرماد فى العيون ..
إنه لم بغضب لله ولا لرسوله وإنما غضب خوفـًا من الأمة ..
وأريد فى هذا المقام أن أقول لشيخ الأزهر كلمة :
يا سيدى ... إن لم تكن أول المتظاهرين الرافضين فلا حاجة للأمة بك إن كنت آخر المتظاهرين ، فمن غيرك سارت المسيرات ، وبدونك هتفت الحناجر وأحرقت السفارات ، أما أن تتحرك لأن الكل تحرك فإن ذلك من عمل الشيطان والمنافقين ممن يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ، فاتق الله فى نفسك وفى أهلك وفى دينك وفى رسالتك ولا تخرج خوفـًا من العتاب واتقاء ألسنة الإعلام ، فإن لم يكن خروجك لله ولرسوله فما أتعس خطواتك وما أضل عقلك !!
أقول : تحركت المسيرات والتظاهرات فى مشارق الأرض ومغاربها وكان المسلمون على مستوى الحدث وكان معهم العديد من العلماء والمشايخ والفقهاء ، وجزى الله فضيلة الدكتور القرضاوى خير الجزاء فقد قال كلمة الحق وألزم نفسه بها وجمع الشمل وبعث الهمة وواجه الأنظمة وأثلج بمواقفه الإيمانية صدور المؤمنين ـ وهذا هو دور العالم والفقيه ـ فقد تحدث الرجل فى وقت سكن فيه كثير من علماء المسلمين ولم يحركوا ساكنـًا إلا من خلال أصوات الملاعق والسكاكين على موائد السلاطين !!
إن رسولنا الكريم لا يضره من ضل إذا اهتدت أمته ، ولقد تحمل صلى الله عليه وسلم من الأذى الكثير ، فهل يضيره رسم كاريكاتير حقير ؟!! ... تحمل الرسول الكثير من صبية الكفار والمشركين ووضع الروث على رأسه الطاهر الكريم وطرد من مكة وحوصر وأوذى كثيرًا فى سبيل الدعوة ، فأى شئ هذا الذى يمثله العقل الدنئ فى الغرب والفكر الوضيع والعبث الغير مسئول لديهم ؟!!
وفى صدد الدفاع عن رسول الله أحب أن أتطرق إلى نقطة غاية فى الأهمية غفلنا عنها جميعًا وهى أننا دعونا الله كثيرًا أن ينتقم من كل من أساء إلى رسوله الكريم وممن أهانوا الإسلام ورموزه فى الغرب ، لكننا غفلنا جميعًا عن الدعاء بنفس الأدعية على ملوك الشرق ممن يعيشون بيننا ويفعلوا فى الإسلام أفعال الغرب ... ألا يعيش بيننا الآن من الكتاب والمفكرين من يسخر من كتاب الله وسنة رسوله ؟!!
ألم يتهكم الكثيرون فى الحملات الانتخابية الأخيرة من شعارات الإسلام ورفضهم الاحتكام إلى الله ورسوله ؟!!
ألم يسب الدين حيدر حيدر ـ لعنة الله عليه وعلى أمثاله ـ ويصف القرآن "بالخراء" وتطبع له وزارة الثقافة المصرية روايته الملعونة "وليمة لأعشاب البحر" ؟!!
ألم تـُغلق جريدة الشعب لأنها تصدت لهذا الفعل الخبيث والعمل الإجرامى وقاد حملة الدفاع عن مقدساتنا الدكتور محمد عباس والمرحوم عادل حسين على صفحات جريدة الشعب المباركة ؟!!
ألم يتحفنا أسامه أنور عكاشه كل حين بعمل وضيع يسب فيه الإسلام والمسلمين ؟!!
ألم يسخر عبد العاطى حجازى ـ أسبوعيًا ـ على صفحات الأهرام من السنة المطهرة وتمسكنا بالدين وسخريته ممن يدخل الحمام باليسار ويخرج باليمين ؟!!
ألم تطالب الشعناء الشعواء نوال السعداوى بترك الدين معللة أسباب تخلفنا بتمسكنا بتعاليم من ماتوا منذ أكثر من 1400 عام ( الرسول والصحابة والتابعين ) ؟!!
ألم يؤيد شيخ الأزهر نزع الحجاب من على رؤوس المسلمات فى فرنسا ؟!!
ألم يطالب موسى صبرى الرئيس السادات بإقامة مجتمعات لممارسة البغاء فى مصر توفيرًا للجهد والوقت ؟!!
ألم تحصل مصر على ضرائب من عرق المومسات ؟!!
ألم يقل فارق حسنى أنه لن يتزوج لأن الزواج معناه إمرأة واحدة وأن المرأة الواحدة لا تكفى ، ثم تظهره الأيام على حقيقته وتخبرنا أنه لا يفعل وإنما يُفعل به ؟!!
وفى هذه الأيام وفى عز هذه الأحداث ألم تطبع الدولة رواية "أولاد حارتنا" الممنوعة من النشر بقرار الأزهر منذ الستينيات ؟!!
ألم يحارب التليفزيون المصرى المحجبات ويمنعهن من الظهور إذا ما ارتدين الحجاب ؟!!
ألم يقل رئيس التليفزيون لإحداهن متهكمًا : طالما أنكى قد اخترتى الحجاب طلبـًا فى الأجر من الله فلا يحق لكى العمل معنا حتى لا تأخذى الأجر مرتين .. منا ومن الله ؟!!
ألم تنتهك حرمات المسلمات وتنتهك أعراضهن فى مباحث أمن الدولة لمجرد أنهن قريبات لبعض المتهمين بالإرهاب ؟!!
ألم نحارب العراق مع أمريكا وكل دول الكفر وقتلنا الأطفال والمسنين هناك دون ذنب أو خطيئة ؟!!
ألم نأكل الربا ونقدم الخمور على طائراتنا ونستجلب الراقصات من كل دول العالم للعمل فى مصر ؟!!
ألم يقام فى مصر حفل زواج لرجلين من الكويت رفضت الكويت إقامة حفل زفاف لهما ؟!!
ألم نسمح لإسرائيل منذ بضع سنين برسم رسولنا الكريم على هيئة خنزير يكتب القرآن دون أن يعترض حاكم مسلم واحد على مستوى العالم ؟!!
ألم نفرغ مصر من العلماء العظام أمثال القرضاوى ووجدى غنيم وعمر عبدالرحمن وعمرو خالد وهانى السباعى وغيرهم ؟!!
لماذا النرويج والدنمارك وفى بلاد الإسلام يحدث ما هو أشد وأنكى ؟!!
إننا أشبه بالمرأة التى تـُعرى مؤخرتها من أجل أن تـُغطى رأسها ؟!!
لقد أهين الدين فى أوطاننا من قبل أن يهان فى الدنمارك والغرب ، وقد يجد المرء العذر للكافر لأنه جاهل وليس بعد الكفر ذنب ، ولكن العذر لا يكون لمسلم يؤمن بالله ورسوله ثم يفعل ما يفعله الكفار تحت لافتة حرية الفكر والإبداع !!
علينا أن ندرك أنه لا حرمة لعزيز عند أحد إذا ما أهين هذا العزيز فى وطنه ، وهل لدينا أعز من الإسلام الذى يهان صباح مساء فى إعلامنا ومعاملاتنا وكل مواقفنا المختلفة ، وما حدث للإسلام كدين حدث للمسلم كفرد فلا يطارد فى الوطن الآن غير من يحمل رسالة الإسلام ويدافع عن مقدساته .
وما فعلته أمريكا فى سجون أبو غريب وجوانتانامو من انتهاكات وممارسات غير أخلاقية إنما فعلته لدرايتها بما تفعله الأنظمة العربية فى شعوبها .
إننا نواجه حربًا داخلية شرسة ومستترة وخطورتها أشد علينا من الحروب الصليبية التى تشن على الأهل فى كل من العراق والشيشان وأفغانستان وفلسطين وكشمير والسودان .
لقد اتحد الحكام علينا مثلما اتحد الغرب علينا ، والهدف المشترك هو الإسلام ، وليس من الصدفة أبدًا أن نجرد من السلاح ويفرض علينا التخلف والحصار وأن يشارك فى ذلك الغرب كله دون أن تشذ عن ذلك دولة واحدة !!
وليس من الصدفة أيضًا أن تتنوع علينا كل أشكال الحروب ، فتحارب مصر بأسلوب ، ويحارب العراق بأسلوب ، وتحارب فلسطين بأسلوب والسعودية بأسلوب وكل دولة بأسلوب يتناسب مع قدراتها وامكانياتها وثرواتها وطبيعة موقعها وموقف حاكمها !!
وما حوار الأديان إلا نوع من الزيف والبهتان الذى يتم فيه تخدير الضحية إلى أن يأتى موعد الذبح ، وليس الذبح كله بسكين فمصر تذبح أكثر مما يذبح أى شخص آخر سواء كان فى العراق أو فلسطين ، والسعودية تذبح بمروق الدين وتفريغ العقيدة من الماء العذب وملئها بالطين .
لقد فعل حكامنا فى الدين الإسلامى ما لم يفعله الكافرون واستحدثوا أمورًٍا غريبة من أنماط الحياة التى لا يقرها شرع ولا دين ، والحرب المعلنة على الله ورسوله قائمة منذ مئات السنين والحاكم المسلم هو الذى يقود هذه الحرب القذرة فى بلاده دون أن يشعر به الشعب ... إنها حروب الإبادة التى تقوم بالإنابة والعمالة ، وإذا نظرنا إلى مصر كنموذج لهذه الحروب سنجد أن فى عهد مبارك وحده وليس عهد عبدالناصر أو السادات تمت عدة جرائم خطيرة وكبيرة أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
1ـ طباعة الكتب التى تسب الله ورسوله وتشكك فى صحيح العقيدة على نفقة الدولة وطابور العملاء .
2ـ إقامة طقوس ماجنة وفرض أنماط حياة غريبة على المجتمع المصرى منها على سبيل المثال إقامة مسابقات لملكات الجمال وحماية عبدة الشيطان ( الرئيس مبارك تدخل شخصيًا وألغى الأحكام التى صدرت بحقهم ) ونشر الإباحية والتعرى والتساهل فى حالات الدعارة والزواج العرفى بين طلبة الجامعات .
3ـ محاربة النموذج الإسلامى بمنع ومحاربة الحجاب بالمدارس ووسائل الإعلام ومطاردة الملتحين وأصحاب التوجهات الإسلامية وحجبهم عن الوظائف القيادية .
4ـ وضع القيود على العبادات بقفل المساجد عدا أوقات الصلاة ومنع الإعتكاف فيها إلا بتصريح وإعاقة بناء المساجد والتوسع فى بناء الكنائس .
5ـ تعاون مصر مع دول الغرب فى الاعتداء على العراق والنيل من كرامة شعبه وحاكمه والتصدى لكل أشكال المقاومة الإسلامية المنطقية وعلى الأخص فى كل من فلسطين والعراق وأفغانستان ( اعترف مبارك بنفسه بأنه قد أمد القوات الأمريكية بالمعلومات اللازمة والضرورية فى حربها ضد أفغانستان والعراق ) .
6ـ فى عهد مبارك أيضًا حدث ما هو أشد وأقسى من الرسومات الكاريكاتيرية على الإسلام حيث منع مبارك المسيحيات اللاتى دخلن فى الإسلام وقام بتسليمهن إلى أصحاب ملتهم الأولى وتم سجنهم فى الدير وحلق شعورهن حتى جلد الرأس .
هل يستطيع الكاريكاتير الدنماركى أن يفعل ما فعله حسنى مبارك فى الإسلام ؟!!
هذا الكاريكاتير الوضيع مهما بلغ من براعة وحجة وانتشار وتوسع لا يمكن أن يخرج مسلمًا واحدًا من الإسلام مثلما فعل حسنى مبارك .
نغضب كثيرًا ونشطاط غضبًا عندما تأتى الإساءة للإسلام من كافر رغم أن هذا أمرًا معروفـًا ومتوقع ولا يمثل مفاجأة ، لكننا لا نغضب بنفس القدر إذا ما أتت الإساءة من حكام وكتاب ينتسبون زورًا للإسلام ، شأننا فى ذلك شأن الشاب الذى يضرب والديه وينهرهما لكنه لا يتحمل أن يسبهما أحدًا غيره فى حين أن الوالدين قد يتحملا إهانة الغريب ولا يتحملا إهانة وعقوق الأبناء لأن العشم يظل دائمًا فى القريب وليس البعيد .
فى الدول النامية تشتاط الشعوب غضبًا إذا ما انهزم فريقها فى كرة القدم ولا تقبل أن يفوز عليه أحدًا بينما لا تغضب إذا ما انهزمت الأوطان فى كافة نواحى الحياة وتخلفت عن كل الأمم فى كل المجالات .
يقول تعالى فى كتابه العزيز : (( لا تحسبوه شر لكم بل هو خيرًا لكم )) وفى أحيان كثيرة يرى الإنسان الأشياء على غير حقيقتها ويتصور الشر فى الخير أو الخير فى الشر ، وما حدث بسبب الكاريكاتير الغربى على الرغم من وقاحته ووضاعته إلا أنه حمل للأمة الإسلامية من الخير الكثير والعديد وضرره لم يعدو غير ضررًا معنويًا ونفسيًا لكنه لا ينال من الرسول قيد أنملة ، فسيدنا محمد لا يمكن أن تنال منه أقلام الأرض ولو اجتمعت فما بالنا برسم مغرض جاء كتنفيس وضيع لثقافة وضيعة وأمة خاوية لا تحمل من الخير أى قدر !!
لقد حرك هذا الكاريكاتير الآثم الماء الآثن والراكد واستخرج من الأمة همم حسبناها غابت واندثرت .. لقد مضى على الأمة وقت طويل لا تتحرك ولا تتأثر والغرب يرمى عليها كل يوم فضلاته ونفاياته وقاذوراته وأوساخه دون حراك أو تألم إلى أن جاء هذا الكاريكاتير الوضيع من حيث لا يحتسب ولا نحتسب وفعل فينا ما لم تفعله حراك الأقلام الشريفة والمخلصة ، ولقد جاءت ردة الفعل الإسلامى قوية ومعبرة وشاهد العالم كله أمة غير الأمة وشباب غير الشباب ، وتلك كانت الرسالة الأهم التى استوعبها الغرب حيث شاهد أمة بإمكانها قلب الدنيا رأسًا على عقب لمجرد التعرض بكاريكاتير تافه وحقير لمقام رسولنا الكريم ..
إن أمة تنتفض لمجرد الإقتراب من رسولها الكريم هى أحق بالحياة من أمم ضالة تسخر من كل ما هو مقدس وعظيم .
ليس فى إسلامنا أو رسولنا ضعف نخشى منه أو نخشى عليه ، ولو كان ديننا بهذا الضعف لكانت الوثنية خير منه .
إن أحدًا على وجه الأرض لا يمكنه النيل من الإسلام قيد أنملة .. قد نحارب وقد نهزم وقد نشرد ونقتل ، لكن الإسلام يبقى عزيزًا شامخًا نستمد منه الحكمة والقوة ، والإسلام ينتشر فى بلاد الغرب أكثر مما ينتشر فى أوطاننا ، وينتشر أكثر من خلال صناعات الغرب وأدواته التى يسرت لكل باحث ما يريده ويستهواه من غير قوافل دعوة أو توعية .. إنه التمكين الإلهى الذى تخضع له كل الكائنات شرقها وغربها كبيرها وصغيرها .. أعلاها وأدناها ..
نحارب ونـُـقتل لأن الله يريد أن يتخذ منا شهداء ، ونحاصر ونسجن لأن الله يريد أن يمحص الخبيث من الطيب ، والله غالب على أمره ولو كره الكافرون .