منصور بالله
11-02-2006, 01:07 PM
منطق الدولة ومستلزمات المقاومة في الحالة العراقية
شبكة البصرة
الدكتور غالب الفريجات
استطاعت القيادة العراقية ان تبني مشروعها الوطني بكل ابعاده ، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والعلمية ، داخل محيط التحرر الوطني ، من خلال الارادة النضالية ، التي كانت تتسلح بها ، ومن خلال توفير السبل والمنافذ لتحقيق هذه الارادة ، والتي مكنت العراق ان يكون نموذجا في الارادة والتحدي والصمود ، وفيما بعد بالمقاومة الوطنية لقوى الغزو والعدوان الامبريالي الامريكي الصهيوني والشعوبي الفارسي .
القيادة الوطنية العراقية كانت تملك مشروعا وطنيا متقدما ، واستطاعت بكل عزم وارادة وطهارة ثورية ان تنحز هذا المشروع على الارض ، وقد اكدت نتائج الغزو البربري ان قيادة بهذا المستوى من نقاء وطهارة لم يعرفها التاريخ كانت وراء هذا الانجاز ، والا ماذا يعني ان لا تجد ادارة الاحتلال ولا عملائها وجواسيسها ان احدا من اعضاء هذه القيادة لا يملك دولارا واحدا ؟ ، وحيث ان الفساد المالي عنوان السقوط في وحل الضعف ، الذي يقود الى الابتزاز لممارسات غير وطنية .
الدولة العراقية قبل الغزو كانت قاسية على نفسها وناسها بالجد والجهد والعرق في سبيل الوطن والشعب ، وكان البعثيون اكثر فئات الشعب تضحية واقلهم استفادة ، وخاصة على مستوى القيادة ، وكانوا على وعي ودراية بالمخاطر التي تحيق بهم وبالعراق ، ومع ذلك كانوا يواصلون الليل بالنهار في العمل والسهر والتضحية ، حتى آخر لحظة من لحظات المواجهة النظامية مع العدو الامريكي .
كان مشروع الدولة الوطنية في العراق يعمل على جبهتين متلازمتين، جبهة البناء والصمود ، وجبهة الاعداد لمواجهة العدوان ، الذي يستهدف العراق ، فكان الاعداد للمقاومة الشعبية ، التي عملوا على توفير كل متطلباتها ومستلزماتها ، للتواصل مباشرة مع صفحة المواجهة النظامية ، التي كان العراق لا يعول عليها كثيرا ، للبون الشاسع ما بين امكانيات العدو وامكانيات العراق .
المقاومة العراقية التي انطلقت مع اول رصاصة استهدفت العراق ، لم تكن الا انجازا ثوريا للدولة الوطنية العراقية ، الدولة التي كانت تبسط نفوذها على عموم العراق سياسيا وعسكريا وشعبيا ، مما سهل على الدولة مهمة تنظيم قوى الشعب ، ومرة اخرى يقف البعثيون في مقدمة المقاومة ، ويشكلون عمودها الفقري ، وتدفع الدولة بكل امكانياتها لتدريب وتسليح اكبر قطاع ممكن من قطاعات الشعب ، وتبدو كذبة الديكتاتورية هنا ، في ان النظام الخائف والمعزول عن شعبه لا يقدم على تدريبه وتسليحه ، وحتى اطلاعه على مخازن السلاح .
وتبدأ المواجهة بين قوة الاحتلال وعملائه وجواسيسه من جهة ، وبين قوى الشعب المدربة والمسلحة والمنظمة من جهة اخرى ، وتظهر اكذوبة الديمقراطية والحرية ، لان الشعب الذي يتوق الى الحرية والديمقراطية على أيدي الامريكان وعملائهم ، للتخلص من نظامه الديكتاتوري على حد زعمهم ، لا يبدي هذه الشراسة في المقاومة ، والنظام الذي لا يملك شعبية لا يستطيع ان يجند كل هذه الطاقات لمقاومة الاحتلال ، ويذل اتباعه وعملاءه ، ويوقع خسائر فادحة في صفوف هذا الحشد من الغزاة .
الدولة الوطنية في العراق شكلت نموذجا في المقاومة والبناء ، ولولا انها كانت تشكل خطرا على الثالوث غير المقدس ، من امبرياليين وصهاينة وشعوبيين فرس ، لما حدث الغزو ، ولو ان النظام العراقي أراد سلامة رأسه وتنازل عن مبادئه ، لانخرط في خندق الكثيرين في المنطقة عربيا واسلاميا ، ولكنه ابى ان يكون كذلك ، لانه يملك مشروعه الوطني القومي ، والارادة على انطلاقة هذا المشروع ، والوسائل الكفيلة بان يحقق هذا المشروع هدفه قبل الغزو وبعد الغزو .
من لا يؤمن بانتصار المقاومة العراقية ، وان انتصارها قاب قوسين او ادنى ، هو من السذاجة بمكان ، لانه يظن ان الامريكان مستعدون كشعب ، ان يتركوا قيادة هوجاء بالتضحية باخر جندي امريكي ، من اجل النفط والكيان الصهيوني ، كما ان القيادة الامريكية نفسها ، قد استهلكتها الاكاذيب ، فلم يعد لها من مبرر على تفسير بقائها في العراق ، امام هذه الخسائر المادية والبشرية الهائلة .
ان منطق الدولة الوطنية وتوفير مستلزمات المقاومة في الحالة العراقية ، يؤكد ان العرب قادرون على تحقيق مشروعهم القومي التحرري ، وبناء دولتهم من الماء الى الماء ، اذا توفرت لهم الارادة ، والقيادة القادرة على توفير السبل والاساليب لتحقيق هذه الارادة ، فلقد كان كثير من العرب بعد سقوط بغداد قد اصابه الوهن والضعف وخارت قواه ، فكم من هؤلاء اليوم قد بقي على حاله بعد الانتصارات العظيمة ؟ ، التي تحققها المقاومة كل يوم على ارض العراق العظيم .
النموذج العراقي المقاوم قبل الغزو وبعد الغزو ، لم يعد ملكا عراقيا ، ولا حتى عربيا ، بل اصبح ملك الانسانية وشعوبها وقادتها ، التواقة الى الخلاص من الهمجية البربرية الغربية عموما والامريكية خصوصا ، وتحالفها مع الصهيونية ، فانظروا لما يجري في امريكا اللاتينية الساحة الخلفية للولايات المتحدة ، وتمعنوا جيدا في مواقف المناضل شافيز ، اول من كسر الحصار عن العراق ، واول من وبخ ما يسمى برئيس العراق الجديد الطالباني ، عندما حضر هذا الاخير مؤتمر دول امريكا اللاتينية والدول العربية ، والذي كاد ان يطرده من المؤتمر، لانه لايعترف به ممثلا للعراق .
انظروا للقيادة الشجاعة في المحاكمة المهزلة ، التي جسدت الشجاعة باكثر مما يمارسها من هم خارج قفص الاتهام ، قيادة تملك حريتها لانها تملك شجاعتها،وحكام لا يملكون شجاعتهم ، لانهم جبناء ، سلموا انفسهم وشعوبهم لمطامع ومصالح الاعداء .
القيادة العراقية التي في الاسر تستطيع ان تفاخر الدنيا ، انها قدمت في السلم وفي المواجهة ، مشروع بناء ومقاومة ، وان مشروعها قابل للنجاح ، وقادر على التجدد ، وهو مشروع وطن وامة تتوق الى الوحدة والحرية والعدالة ، مشروع امة مشبعة بالايمان ، وتملك القدرة في ترجمة هذا الايمان على ارض الواقع في كل الظروف .
الدولة العراقية قلبت كل المقاييس ، وجعلت من السلطة طريق بناء ومقاومة ، ولم تتلوث القيادة بالمفاساد ، التي تترافق مع السلطة ، الفساد الاداري والمالي ، او العهر الاخلاقي والسياسي ، ولا عرفت صالات القمار ولا فض الخمار ، ووضعت حدا بينها وبين الحياة ومفاتن الدنيا ومفاسد السلطة ، وامتازت بالطهر الثوري وبالايمان المحمدي .
لان الدولة الوطنية العراقية هكذا كانت ، استطاعت ان تقدم مشروعها الوطني القومي في السلم ، وتمكنت ايضا من حشد قوى الشعب بادائها وتنظيمها ، وتوفير كل المستلزمات الضرورية لانطلاقة مقاومتها الباسلة الشجاعة ، والتي تؤدي دورها باقتدار عال جدا ، استطاع بزمن قياسي ان يهشم وجه اعتى امبراطورية في العالم ، وسيجبرها على جر اذيال الهزيمة في القريب العاجل انشاء الله
شبكة البصرة
الدكتور غالب الفريجات
استطاعت القيادة العراقية ان تبني مشروعها الوطني بكل ابعاده ، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والعلمية ، داخل محيط التحرر الوطني ، من خلال الارادة النضالية ، التي كانت تتسلح بها ، ومن خلال توفير السبل والمنافذ لتحقيق هذه الارادة ، والتي مكنت العراق ان يكون نموذجا في الارادة والتحدي والصمود ، وفيما بعد بالمقاومة الوطنية لقوى الغزو والعدوان الامبريالي الامريكي الصهيوني والشعوبي الفارسي .
القيادة الوطنية العراقية كانت تملك مشروعا وطنيا متقدما ، واستطاعت بكل عزم وارادة وطهارة ثورية ان تنحز هذا المشروع على الارض ، وقد اكدت نتائج الغزو البربري ان قيادة بهذا المستوى من نقاء وطهارة لم يعرفها التاريخ كانت وراء هذا الانجاز ، والا ماذا يعني ان لا تجد ادارة الاحتلال ولا عملائها وجواسيسها ان احدا من اعضاء هذه القيادة لا يملك دولارا واحدا ؟ ، وحيث ان الفساد المالي عنوان السقوط في وحل الضعف ، الذي يقود الى الابتزاز لممارسات غير وطنية .
الدولة العراقية قبل الغزو كانت قاسية على نفسها وناسها بالجد والجهد والعرق في سبيل الوطن والشعب ، وكان البعثيون اكثر فئات الشعب تضحية واقلهم استفادة ، وخاصة على مستوى القيادة ، وكانوا على وعي ودراية بالمخاطر التي تحيق بهم وبالعراق ، ومع ذلك كانوا يواصلون الليل بالنهار في العمل والسهر والتضحية ، حتى آخر لحظة من لحظات المواجهة النظامية مع العدو الامريكي .
كان مشروع الدولة الوطنية في العراق يعمل على جبهتين متلازمتين، جبهة البناء والصمود ، وجبهة الاعداد لمواجهة العدوان ، الذي يستهدف العراق ، فكان الاعداد للمقاومة الشعبية ، التي عملوا على توفير كل متطلباتها ومستلزماتها ، للتواصل مباشرة مع صفحة المواجهة النظامية ، التي كان العراق لا يعول عليها كثيرا ، للبون الشاسع ما بين امكانيات العدو وامكانيات العراق .
المقاومة العراقية التي انطلقت مع اول رصاصة استهدفت العراق ، لم تكن الا انجازا ثوريا للدولة الوطنية العراقية ، الدولة التي كانت تبسط نفوذها على عموم العراق سياسيا وعسكريا وشعبيا ، مما سهل على الدولة مهمة تنظيم قوى الشعب ، ومرة اخرى يقف البعثيون في مقدمة المقاومة ، ويشكلون عمودها الفقري ، وتدفع الدولة بكل امكانياتها لتدريب وتسليح اكبر قطاع ممكن من قطاعات الشعب ، وتبدو كذبة الديكتاتورية هنا ، في ان النظام الخائف والمعزول عن شعبه لا يقدم على تدريبه وتسليحه ، وحتى اطلاعه على مخازن السلاح .
وتبدأ المواجهة بين قوة الاحتلال وعملائه وجواسيسه من جهة ، وبين قوى الشعب المدربة والمسلحة والمنظمة من جهة اخرى ، وتظهر اكذوبة الديمقراطية والحرية ، لان الشعب الذي يتوق الى الحرية والديمقراطية على أيدي الامريكان وعملائهم ، للتخلص من نظامه الديكتاتوري على حد زعمهم ، لا يبدي هذه الشراسة في المقاومة ، والنظام الذي لا يملك شعبية لا يستطيع ان يجند كل هذه الطاقات لمقاومة الاحتلال ، ويذل اتباعه وعملاءه ، ويوقع خسائر فادحة في صفوف هذا الحشد من الغزاة .
الدولة الوطنية في العراق شكلت نموذجا في المقاومة والبناء ، ولولا انها كانت تشكل خطرا على الثالوث غير المقدس ، من امبرياليين وصهاينة وشعوبيين فرس ، لما حدث الغزو ، ولو ان النظام العراقي أراد سلامة رأسه وتنازل عن مبادئه ، لانخرط في خندق الكثيرين في المنطقة عربيا واسلاميا ، ولكنه ابى ان يكون كذلك ، لانه يملك مشروعه الوطني القومي ، والارادة على انطلاقة هذا المشروع ، والوسائل الكفيلة بان يحقق هذا المشروع هدفه قبل الغزو وبعد الغزو .
من لا يؤمن بانتصار المقاومة العراقية ، وان انتصارها قاب قوسين او ادنى ، هو من السذاجة بمكان ، لانه يظن ان الامريكان مستعدون كشعب ، ان يتركوا قيادة هوجاء بالتضحية باخر جندي امريكي ، من اجل النفط والكيان الصهيوني ، كما ان القيادة الامريكية نفسها ، قد استهلكتها الاكاذيب ، فلم يعد لها من مبرر على تفسير بقائها في العراق ، امام هذه الخسائر المادية والبشرية الهائلة .
ان منطق الدولة الوطنية وتوفير مستلزمات المقاومة في الحالة العراقية ، يؤكد ان العرب قادرون على تحقيق مشروعهم القومي التحرري ، وبناء دولتهم من الماء الى الماء ، اذا توفرت لهم الارادة ، والقيادة القادرة على توفير السبل والاساليب لتحقيق هذه الارادة ، فلقد كان كثير من العرب بعد سقوط بغداد قد اصابه الوهن والضعف وخارت قواه ، فكم من هؤلاء اليوم قد بقي على حاله بعد الانتصارات العظيمة ؟ ، التي تحققها المقاومة كل يوم على ارض العراق العظيم .
النموذج العراقي المقاوم قبل الغزو وبعد الغزو ، لم يعد ملكا عراقيا ، ولا حتى عربيا ، بل اصبح ملك الانسانية وشعوبها وقادتها ، التواقة الى الخلاص من الهمجية البربرية الغربية عموما والامريكية خصوصا ، وتحالفها مع الصهيونية ، فانظروا لما يجري في امريكا اللاتينية الساحة الخلفية للولايات المتحدة ، وتمعنوا جيدا في مواقف المناضل شافيز ، اول من كسر الحصار عن العراق ، واول من وبخ ما يسمى برئيس العراق الجديد الطالباني ، عندما حضر هذا الاخير مؤتمر دول امريكا اللاتينية والدول العربية ، والذي كاد ان يطرده من المؤتمر، لانه لايعترف به ممثلا للعراق .
انظروا للقيادة الشجاعة في المحاكمة المهزلة ، التي جسدت الشجاعة باكثر مما يمارسها من هم خارج قفص الاتهام ، قيادة تملك حريتها لانها تملك شجاعتها،وحكام لا يملكون شجاعتهم ، لانهم جبناء ، سلموا انفسهم وشعوبهم لمطامع ومصالح الاعداء .
القيادة العراقية التي في الاسر تستطيع ان تفاخر الدنيا ، انها قدمت في السلم وفي المواجهة ، مشروع بناء ومقاومة ، وان مشروعها قابل للنجاح ، وقادر على التجدد ، وهو مشروع وطن وامة تتوق الى الوحدة والحرية والعدالة ، مشروع امة مشبعة بالايمان ، وتملك القدرة في ترجمة هذا الايمان على ارض الواقع في كل الظروف .
الدولة العراقية قلبت كل المقاييس ، وجعلت من السلطة طريق بناء ومقاومة ، ولم تتلوث القيادة بالمفاساد ، التي تترافق مع السلطة ، الفساد الاداري والمالي ، او العهر الاخلاقي والسياسي ، ولا عرفت صالات القمار ولا فض الخمار ، ووضعت حدا بينها وبين الحياة ومفاتن الدنيا ومفاسد السلطة ، وامتازت بالطهر الثوري وبالايمان المحمدي .
لان الدولة الوطنية العراقية هكذا كانت ، استطاعت ان تقدم مشروعها الوطني القومي في السلم ، وتمكنت ايضا من حشد قوى الشعب بادائها وتنظيمها ، وتوفير كل المستلزمات الضرورية لانطلاقة مقاومتها الباسلة الشجاعة ، والتي تؤدي دورها باقتدار عال جدا ، استطاع بزمن قياسي ان يهشم وجه اعتى امبراطورية في العالم ، وسيجبرها على جر اذيال الهزيمة في القريب العاجل انشاء الله