منصور بالله
04-02-2006, 01:12 PM
مصانع مبارك وشركاه
بقلم : محمود شنب
mahmoudshanap@yahoo.com
mahmoudshanap@hotmail.com
قواعد الباطل تظل هزيلة وضعيفة مهما علت وارتفعت وبدت للعيان بأنها قوية ومتينة .. هذا ما حدث للكيان الصهيونى فى الأيام القليلة الماضية .. لقد شاهدنا وشاهد العالم كله معنا مدى الرعب والفزع الذى أصاب الكيان الصهيونى وقادة كل من أمريكا والتحالف الصليبى لمجرد تصريح أدلى به أحمدى نجاد بخصوص عدم أحقية الكيان الصهيونى فى العيش فى المنطقة ، ثم شاهدنا نفس الرعب وأكثر عندما نجحت حماس ووصول بعض أصحاب الحقوق والمبادئ إلى سدرة الحكم فى فلسطين ...
تصريحات أحمدى نجاد أصابت الكيان الصهيونى بما يشبه الصاعقة ، ولم يهدئ من روع إسرائيل هرولة الغرب الظالم لإستنكار ما قاله أحمدى نجاد عن اليهود ... حدث ذلك لمجرد إصدار تصريحات عابرة للخنوع وليست صواريخ عابرة للحدود .... حقا إن بيوت الظلمة أوهى من بيوت العنكبوت !!
وتكرر نفس الشئ بمجرد فوز حماس فى الانتخابات التشريعية الأخيرة حيث اهتزت أركان الدنيا لمجرد وصول مجموعة بسيطة لا تملك مال ولا سلاح إلى سدرة الحكم ، لكنها تملك عقيدة ثابتة وراسخة اجتهد الغرب كثيرًا فى ترويضها ومعه العلمانيون والليبراليون فى المنطقة وقد تصورا أنهم قد نجحوا فى ذلك إلى أن فاجأهم الشعب الفلسطينى بما يشبه المعجزة والصاعقة فانقلب السحر على الساحر وانكشف زيف العالم المتحضر الذى صدع رؤوسنا بالديمقراطية والحرية ومع أول اختبار سقطت كل الشعارات وتهاوت كل الحجج وانكشفت ألاعيب الحواه .
لم ينتظر العالم حتى يتم تشكيل الحكومة الفلسطينية ، ولم يصبر الخونه حتى لبعض الوقت كى يتمكنوا من الحكم والتمييز والظهور بمظهر من يقف على الحياد ... لقد هددوا بقطع المعونات وعدم التعامل حتى من قبل أن تظهر النتيجة النهائية للانتخابات !!
لقد تحركوا على مسودة النتائج وعلى ما تسرب من لجان الفرز ، وعندما فشلت التهديدات حركوا أعوانهم فى المنطقة من أجل إيجاد حل سريع لتلك الكارثة ، وصدرت التعليمات المصرية بتحرك عمر سليمان ، وفى لمح البصر صرح مدير المخابرات المصرية لوكالات الأنباء ـ دون خجل أو حياء ـ بأن ( محمود عباس لن يكلف حماس بتشكيل الحكومة إلا إذا إعترفت بإسرائيل ونبذت العنف ) .. ولأن التصريح خطير فقد تضاربت حول صحته البيانات لكن المؤكد أن عمر سليمان يفعل ذلك وأكثر .
وماذا يتبقى من حماس إذا ما فعلت ما يريده الجبناء ؟!!
إلى هذا الحد نقتل الأمل بأيدينا !!
وإلى هذا الحد بلغت جرائم الخيانة القذرة فى التعامل مع كل بارقة أمل تلوح للأمة على أيادى من تصورنا أنهم يعملون من أجل مصالحنا !!
إن ما قاله عمر سليمان يمثل الوصفة المصرية المتوقعة للخروج من الأزمة ، وهذا ما جعل حماس تدعو : ( اللهم إكفينى شر أصدقائى ، أما أعدائى فأنا كفيلة بهم ) .
إن ما قاله عمر سليمان يمثل بحق رأى القيادة المصرية التى تحولت منذ أمد بعيد إلى اليد الطولى التى تحمل معاول الهدم فى المنطقة ، فكل مطرقة شيطانية يضرب بها الأعداء رؤوس المقاومة الإسلامية مكتوب على ذراعها "صناعة مصرية" "مصانع حسنى مبارك وشركاه" تطبيقا للحكمة الخالدة ( لا يكسر الشجرة إلا فرع منها ) وفى نفس الاتجاه لم يكن غريبًا أن نسمع عمرو موسى ـ أمين عام الجامعة العربية ـ وهو يقول منذ أيام قليلة : ( لا مانع من إرسال قوات عربية إلى العراق إذا لزم الأمر ) وكل ذلك من أجل وأد المقاومة وفرض الأمر الواقع الذى تريده أمريكا على الشعب العراقى وكأن القوات العربية الفاشلة ستنجح فيما فشلت فيه قوات التحالف فى العراق !!كل هذه التحركات المريبة صدرت بعد الفشل العربى الذريع فى الإلتفاف حول المقاومة العراقية بعد فشل مؤتمر الوفاق العراقى الذى عقد بالقاهرة بأوامر أمريكية داخل أروقة الجامعة العربية .
يقول أحمد مطر بمناسبة عقد مؤتمرات القمة العربية دون جدوى :
إرفعوا أقلامكم عنها قليلا ـ "يقصد فلسطين"
وإملأوا أفواهكم صمتا طويلا
لا تجيبوا دعوة القدس ولو بالهمس
كى لا تسلبوا أطفالها الموت النبيلا
دونكم هذه الفضائيات فاستوفوا بها
( غادَر أو عاد .. وبوسوا بعضكم وارتشفوا قالا وقيلا )
ثم عودوا واتركوا القدس لمولاها
فما أعظم بلواها إذا فرت من الباغى لتلقى الوكيلا !!
هؤلاء هم الوكلاء فى المنطقة .. مبارك وخادم الحرمين وعبدالله الثانى ملك الأردن سليل الخيانة والغدر وخلفهم يقف كل حكام العرب خانعون خائفون موافقون مؤيدون حتى لا يقال عنهم "مارقون" ..
إن كل الحلول للمشاكل المستعصية على أمريكا لم تعد تخرج إلا من القاهرة والرياض بعد أن تفرغت الأردن لتدريب قوات الشرطة والجيش العراقيين من أجل التصدى للمقاومة العراقية !!
لقد شعرنا بالوجعية عندما خرس كل حاكم عربى ولم يتصل بحماس مهنئـًا بفوزها الكاسح مثلما هو متبع فى كل بلدان العالم ..
ألم يكن مبارك أول المهنئين للإرهابى شارون عند فوزه فى الانتخابات الإسرائيلية ؟!!
ألم يكن مبارك أول المهنئين للمجرم بوش بعد فوزه المشكوك فيه فى انتخابات الرئاسة الأمريكية ؟!!
لماذا لم يفعلها مبارك وأخواته مع حماس ؟!!
هل لابد من الإذن الأمريكى ؟!!
لماذا لم يفعلها شيخ الأزهر الذى ترك الدين وعمل بالسياسة بعد أن توضأ بالنجاسة وفق المنظومة الأمريكية ؟!!
لماذا لم يفعلها مجلس الشعب المصرى بتركيبته الجديدة ولو بطلب من كتلة الإخوان المسلمين ؟!!
إنه الواقع المرير الذى تعيشه الأمة دون خطأ واحد فى التطبيق أو الممارسة ..
إن كل ما يجرى فى العالم فى هذه الفترة الحالكة يمكن التشكيك فى صحته وفى مشروعيته إلا ما يجرى على أرض فلسطين فلا أحد يمكنه أن يشكك أو يغالط أو يخادع ، إذا إستثنينا حفنة المنتفعين أرباب السوابق ممن يلتفوا حول محمود عباس ويتستروا خلف الواقعية والحكمة والتعقل ، فيما عدا ذلك فلا يستطيع مخلوق أن يشكك فى اختيار الشعب الفلسطينى الذى يدفع كل يوم ثمن الدفاع عن حريته وكرامته ، والشعب الذى يدفع من لحمه ثمن حريته ـ أبناء وزوجات وأجداد وأحفاد ـ لا يمكن أن يساوم على حقوقه ولا يمكن أن يكذب أو يتجمل لأن بطولاته ليست زائفة ولا مصطنعة .
لا أحد يستطيع أن يشكك فى نتائج الانتخابات الفلسطينية ويدعى بأن فوز حماس جاء نتيجة زيف أو تدليس .. فى المسألة الفلسطينية يخرس الأفاكون ويضع كل عميل لسانه تحت الحذاء الأمريكى إلى أن تجد أمريكا مخرج من هذه الأزمة المستحكمة بعدها يحق لأمريكا أن تطلق له العنان من جديد ليسب المقاومة ويلعن المقاومين .
إن نتائج الانتخابات الفلسطينية تأتى تعبيرًا وتصديقـًا لقوله تعالى : (( ونريد أن نمن على الذين أستضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين )) القصص ـ 5 .
ويا أصحاب الواقعية ألم يكفكم صمود الفلسطينيين كل هذه المدة فى وجه أسفل وأحقر وأقذر وأجبن مخلوقات الله ؟!!
ألا يكفيكم وصول حماس كمطلب شعبى فى فلسطين ؟!!
ماذا حققتم بواقعية الخنوع والذل واستجداء السلام وجعله خياركم الأوحد مع إسرائيل ؟!!
هل حققتم مكاسب ؟!!
هل أعدتم القدس ؟!!
هل أعدتم شيئـًا من حقوقنا المسلوبة فى طول الوطن وعرضه ؟!!
لقد صبر أطفال الحجارة إلى أن صاروا رجال الأمة .. صبروا واتقوا ورضوا واحتسبوا ..
وفى القرآن الكريم آيات كثيرة تحثنا على الجهاد والتحلى بالصبر وعدم استعجال الأمور ، وفى أواخر سورة يوسف يقول تعالى : (( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين )) .
وها نحن الآن نجد الإعجاز بأعيننا .0. الطفل الذى كان عمره عند بداية الانتفاضة عشر سنوات ـ تزيد أو تقل ـ صار اليوم رجلا يشكل الحكومة ويجلس على رأس السلطة فى فلسطين فى الوقت الذى تحول فيه المجرم شارون إلى خنزير مشلول سيعيش العمر محمولا على دراجة كالتى أغتال عليها الشيخ أحمد ياسين و .... (( إن ربك لبالمرصاد )) .
الطفل الفلسطينى الذى ضحك عليه القواعد والمخلفون من قبل وهو يرجم الصهاينة بالحجارة أيام الانتفاضة الأولى صار اليوم يرجمهم بمدافع الهاون وصواريخ القسام محلية الصنع ..
الطفل الفلسطينى هذا هو الذى أجبر شارون على الإنسحاب من قطاع غزة والنوم فى المستشفى بعد أن رد له الصاع صاعين وأرقده طريح الفراش ..
الطفل الفلسطينى هذا هو الذى ضحك على مبارك وعمر سليمان وخادم الحرمين وعبدالله الثانى سليل الخيانة ..
هذا الطفل هو الذى فجع قلبه فى مقتل الشيخ ياسين والرنتيسى وسار فى مواكب الشهداء .. شهيد وراء شهيد .. إلى أن اكتمل عوده واندمل جرحه ونادى بأعلى صوت : هل من منافس ؟!!
إنه نبت الأرض الطاهرة التى ارتوت بدماء الشهداء لا بعرق الغوانى والساقطات ..
هذا الطفل الرجل هو النبت الطبيعى لجيل الشهداء الذى وقفت فيه الأم الفلسطينية إلى جوار إبنها الذى يتلو قسم الشهادة قبل أن يذهب ويفجر نفسه فى حشود الطغاه ..
إنه النبت الطاهر الذى استبدلت فيه الفتيات المسلمات أثواب الفرح بالأحزمة الناسفة ..
ألا يحق لهذا الجيل أن يتربع على رأس السلطة ويهز العالم كالزلزال حتى يفيق ؟!!
إنه الجيل الوحيد بين كل أجيال العرب الذى يحق له أن يزهو ويفرح ويلتقط الأنفاس من قبل أن يواصل مسيرة الكفاح والمقاومة ..
ستظل فلسطين دومًا بمثابة الشاهد الوحيد على حال الأمة العربية والإسلامية .. قد يضاف لها حالة أو أكثر لكن كل الحالات تأخذ دورتها وتنتهى وتبقى المشكلة الفلسطينية بمثابة الشاهد الوحيد الذى يدلنا على حال الأمة الحقيقى .
إن الحياة ـ منذ الأذل ـ تقوم على صراع الخير والشر وما يصاحب ذلك من متطلبات ومعطيات وأولويات .. الخير يصحبه العدل والمقاومة ، والشر يصحبه الجشع والظلم ، وما بين هذا وهذا يُختبر البشر وتظهر معادنهم ، ومخطئ من ينظر للحياة على أنها فرصته الوحيدة للتمتع واللهو وتحقيق المكاسب والشهوات .
لقد خلق الله الكون وأنزل من السماء دستورًا ينظم العلاقة بين الخالق والمخلوق وبين البشر والبشر .. اليهود أخذوا نصيبًا من الكتاب وأفسدوا هذا الجزء وأصبحوا اليوم ليسوا على شئ ، والنصارى أخذوا نصيبًا من هذا الكتاب لكنهم أفسدوا بعضه وتركوا بعضه إلى أن صاروا مثل اليهود ليسوا على شئ ، أما المسلمون فقد أعطاهم الله الكتاب كله وتعهد بحفظه ، ولذلك فإن الذى يتغير فى الإسلام هو الفرد وليس النهج .. يتغير السلوك وليس الدستور ، والذى انهزم فى هذه الأيام هم المسلمون وليس الإسلام .. يتغير الإنسان إلى الأفضل أو الأسوأ على قدر التزامه وارتباطه بالدين ، لكنه لا يستطيع ولا يستطيع معه العالم كله أن ينال من القرآن ما تناله الإبرة من ماء المحيط (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنه له لحافظون )) ... يضيع من المسلمون ما يضيع ثم يستردوه بالجهاد ، وما يعود إليهم بالجهاد يضيع ثانيًا بالتفريط والبعد عن الدين ، وسيظل الإسلام يمثل ميزان العدل القائم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
أنظروا من يدافع اليوم عن الإسلام ويقف فى وجه كل من يتعرض له بالاساءة فى دول الغرب الملحد .. هل هم الحكام أم الشعوب الإسلامية التى تؤدب الأجارم بالمقاطعة التى ليس لها حل شأنها فى ذلك شأن من يفجر نفسه وسط الأعداء كوسيلة ردع ومقاومة ليس لها حل .وكلمة أخيرة أقولها لكل المشككين والخونة والتابعين : الذى نجح فى المقاومة أيسر له وأسهل أن ينجح فى السياسة ... على الأقل سيكون أمام حماس أكثر من خيار فلديها المقاومة ولديها السياسة ، وسيظل المؤمن دائمًا كيس .. فطن .. وليس كما يتصور البلهاء "كيس قطن" .
*****
الأخوين : نعمان ونور
فى هذا الزمن الردئ تحول المثل الشعبى الذى يقول "أخرة خدمة الغزى علقه" ليصبح : أخرة خدمة الغزى غلق الأحزاب ..
هذا ما حدث لنعمان جمعه وأيمن نور الذى لم يشفع لهما تفعيلهما للمادة 76 والترشح لرئاسة الجمهورية أمام حسنى مبارك رغم كل ما أخذ على التعديل من نواقص وعيوب ورفض أغلب الشرفاء له ... إلا أن نزول الأخوين جمعه ونور كان نذير شؤم وخراب عليهما وعلى حزبيهما ، وما أن إنفض المولد وحقق الحزب الوطنى ما يريد حتى استدار النظام لنعمان وأيمن وفعل بهما ما لم يفعله بوش فى الحكام العرب ، وعادت ريمه إلى عادتها القديمة فى جرائدنا القومية حيث انتهى عهد التمجيد والتبجيل والاحترام والتقدير لكل من أيمن نور ونعمان جمعه ، وانتهى الأمر بواحد خلف القضبان والآخر على الرصيف !!
ويا رب لك الحمد والمنة ، فلم يُجمد حزب العمل إلا لأسباب يفخر بها كل مسلم ومسلمة ، ولم تغلق جريدة الشعب إلا بسبب الدفاع عن الله ورسوله وليس عن المادة 76 ونظام حسنى مبارك !!
إن الفرق بالتأكيد كبير كبير ... بين من كان يطبل للراقصة وبين من كان يدافع عن الدين حتى لو تساوى الجميع فى الحبس والتجميد والإلغاء .
*****
أسامه بن لادن
نفسى أعيش وياك فى حفرة نفسى أشرب من قعر بير
نفسى أنام ع الأرض جنبـك أو على هلاهيل الحصيـر
نفسى أكون مرهون بأمرك وأمشى ع الأشواك وأطير
نفسى أقبل نعل كعبــــــــك وأجعلك ع الكون أميــــــر
*****
الجزيرة والرقص على السلالم
يسعد كل مسلم برؤية ومشاهدة العظماء ، والعظماء فى هذا الزمن ثلاثة على رأسهم أسامه بن لادن وأيمن الظواهرى ، والظهور المتكرر لأيمن الظواهرى يسعدنا كثيرًا لأنه يطمئنا على صحته ويغيظ المجرم بوش ، لكن الظهور المتكرر يرعبنا خشية أن يكون التواصل سببًا فى الإيقاع بأسد مصر المرابط فى الكهوف الأفغانية ، ففى كل مرة يظهر فيها نضع الأيادى على الصدور خوفـًا عليه من أن تناله أيادى الشر المتربصة به .
ولو علمت الجزيرة مقدار الجهد والمغامرة الذى يصاحب كل شريط يصل إليها ما حذفت منه فقرة واحدة وما بخست حق المجاهدين بحال من الأحوال ، فلا يعقل أن تصر الجزيرة فى كل مرة على اختزال الوقت الثمين للمجاهدين وتحويله إلى بضع دقائق مبتورة ومشوهة وبأصوات المذيعين !!
إن أقل ما يمكن عمله هو أن تبث الجزيرة الشريط كاملاً وأن تعيد إلينا أصوات العظماء أمثال عبدالبارى عطوان وهانى السباعى فى التعقيب المنصف والأمين لأن سيمفونية الجهاد الرائعة لا تكتمل روعتها إلا إذا عُزفت أوراق النوتة الموسيقية كاملة ، ولن يحدث ذلك إلا من خلال البث الكامل للشريط والتعقيب الأمين عليه ، أما سياسة مسك العصا من المنتصف والرقص على السلالم فإن ذلك لا يفيد .
لقد أولاك الله يا جزيرة شرف بث هذه الشرائط النادرة ـ دون غيرك ـ فلا أقل من أن تؤدى نعمة الله عليكِ وتبثى الشريط كاملاً لكى يصبح السبق ملحمة تردين من خلالها على من طردوكى من بلاد الرافدين وأرض الحرمين .
يا جزيرة "الأحباب" ... أسأل الله أن يهديكى سبيل الرشاد .
*****
القاضى والجلاد
أصبحت باهتة ومملة تلك المحاكمة التى يقف فيها ثالث العظماء ليسمع شهادة أطفال فى السادسة والثامنة من أعمارهم ..
المحاكمة مهزلة ..
ومهزلة أخلاقية يتحمل مسئوليتها حكام العرب أشباه الرجال ..
لقد تغير القاضى النزيه رزكار أمين وأستبدل بجزار يدعى رؤوف رشيد وما هو بالرؤوف أو الرشيد لكنه يقف على رأس قائمة العبيد ـ يُعبد الأرض لقوات الاحتلال ويشفى الغليل من أبو الرجال .
إن التناغم الواضح بين القاضى والمدعو جعفر الموسوى رئيس هيئة الدفاع يجعلنا نجزم بأن المؤهلات الأخلاقية لكلا العميلان لا ترقى للجلوس على المنصة التى تحمل ميزان العدل .
إن فاقد الشئ لا يعطيه ، ومثلما أفسد القاضى السفيه جلسات المحاكمة الأولى بعد تغيير القاضى رزكار أمين أفسد باقى الجلسات بغبن وغباء وجهل بأحكام القضاء ، إذ كيف يحاكم رئيس شرعى بأوامر من قوات الاحتلال التى سعت فى العراق دمارًا وخرابًا معتمدة على حفنة من الخونة والعملاء ؟!!
المصيبة أن حكامنا يتفرجون مثل غيرهم دون شعور بالخجل أو المسئولية .. يتفرجوا كالأطفال على محاكمة الرجال دون شعور بالإهانة أو العار ، فليس أحدًا منهم بعيدًا عن هذا الموقف فى يوم من الأيام ... ألم يشارك الأسد أمريكا فى ضرب العراق منذ سنوات قليلة ، وها هو نجله الآن يواجه بالتهديد والحصار ... كل شئ قابل للتكرار ففى مصر والسعودية جرائم تفوق بما لا يقاس بحجم الجرائم التى تنسب للبطل صدام ..
إن كل شئ قابل للتكرار طالما بقى الصمت العربى مستمرًا تاركـًا بوش الأرعن يعمل فى المنطقة قاضٍ وجلاد !!.
بقلم : محمود شنب
mahmoudshanap@yahoo.com
mahmoudshanap@hotmail.com
قواعد الباطل تظل هزيلة وضعيفة مهما علت وارتفعت وبدت للعيان بأنها قوية ومتينة .. هذا ما حدث للكيان الصهيونى فى الأيام القليلة الماضية .. لقد شاهدنا وشاهد العالم كله معنا مدى الرعب والفزع الذى أصاب الكيان الصهيونى وقادة كل من أمريكا والتحالف الصليبى لمجرد تصريح أدلى به أحمدى نجاد بخصوص عدم أحقية الكيان الصهيونى فى العيش فى المنطقة ، ثم شاهدنا نفس الرعب وأكثر عندما نجحت حماس ووصول بعض أصحاب الحقوق والمبادئ إلى سدرة الحكم فى فلسطين ...
تصريحات أحمدى نجاد أصابت الكيان الصهيونى بما يشبه الصاعقة ، ولم يهدئ من روع إسرائيل هرولة الغرب الظالم لإستنكار ما قاله أحمدى نجاد عن اليهود ... حدث ذلك لمجرد إصدار تصريحات عابرة للخنوع وليست صواريخ عابرة للحدود .... حقا إن بيوت الظلمة أوهى من بيوت العنكبوت !!
وتكرر نفس الشئ بمجرد فوز حماس فى الانتخابات التشريعية الأخيرة حيث اهتزت أركان الدنيا لمجرد وصول مجموعة بسيطة لا تملك مال ولا سلاح إلى سدرة الحكم ، لكنها تملك عقيدة ثابتة وراسخة اجتهد الغرب كثيرًا فى ترويضها ومعه العلمانيون والليبراليون فى المنطقة وقد تصورا أنهم قد نجحوا فى ذلك إلى أن فاجأهم الشعب الفلسطينى بما يشبه المعجزة والصاعقة فانقلب السحر على الساحر وانكشف زيف العالم المتحضر الذى صدع رؤوسنا بالديمقراطية والحرية ومع أول اختبار سقطت كل الشعارات وتهاوت كل الحجج وانكشفت ألاعيب الحواه .
لم ينتظر العالم حتى يتم تشكيل الحكومة الفلسطينية ، ولم يصبر الخونه حتى لبعض الوقت كى يتمكنوا من الحكم والتمييز والظهور بمظهر من يقف على الحياد ... لقد هددوا بقطع المعونات وعدم التعامل حتى من قبل أن تظهر النتيجة النهائية للانتخابات !!
لقد تحركوا على مسودة النتائج وعلى ما تسرب من لجان الفرز ، وعندما فشلت التهديدات حركوا أعوانهم فى المنطقة من أجل إيجاد حل سريع لتلك الكارثة ، وصدرت التعليمات المصرية بتحرك عمر سليمان ، وفى لمح البصر صرح مدير المخابرات المصرية لوكالات الأنباء ـ دون خجل أو حياء ـ بأن ( محمود عباس لن يكلف حماس بتشكيل الحكومة إلا إذا إعترفت بإسرائيل ونبذت العنف ) .. ولأن التصريح خطير فقد تضاربت حول صحته البيانات لكن المؤكد أن عمر سليمان يفعل ذلك وأكثر .
وماذا يتبقى من حماس إذا ما فعلت ما يريده الجبناء ؟!!
إلى هذا الحد نقتل الأمل بأيدينا !!
وإلى هذا الحد بلغت جرائم الخيانة القذرة فى التعامل مع كل بارقة أمل تلوح للأمة على أيادى من تصورنا أنهم يعملون من أجل مصالحنا !!
إن ما قاله عمر سليمان يمثل الوصفة المصرية المتوقعة للخروج من الأزمة ، وهذا ما جعل حماس تدعو : ( اللهم إكفينى شر أصدقائى ، أما أعدائى فأنا كفيلة بهم ) .
إن ما قاله عمر سليمان يمثل بحق رأى القيادة المصرية التى تحولت منذ أمد بعيد إلى اليد الطولى التى تحمل معاول الهدم فى المنطقة ، فكل مطرقة شيطانية يضرب بها الأعداء رؤوس المقاومة الإسلامية مكتوب على ذراعها "صناعة مصرية" "مصانع حسنى مبارك وشركاه" تطبيقا للحكمة الخالدة ( لا يكسر الشجرة إلا فرع منها ) وفى نفس الاتجاه لم يكن غريبًا أن نسمع عمرو موسى ـ أمين عام الجامعة العربية ـ وهو يقول منذ أيام قليلة : ( لا مانع من إرسال قوات عربية إلى العراق إذا لزم الأمر ) وكل ذلك من أجل وأد المقاومة وفرض الأمر الواقع الذى تريده أمريكا على الشعب العراقى وكأن القوات العربية الفاشلة ستنجح فيما فشلت فيه قوات التحالف فى العراق !!كل هذه التحركات المريبة صدرت بعد الفشل العربى الذريع فى الإلتفاف حول المقاومة العراقية بعد فشل مؤتمر الوفاق العراقى الذى عقد بالقاهرة بأوامر أمريكية داخل أروقة الجامعة العربية .
يقول أحمد مطر بمناسبة عقد مؤتمرات القمة العربية دون جدوى :
إرفعوا أقلامكم عنها قليلا ـ "يقصد فلسطين"
وإملأوا أفواهكم صمتا طويلا
لا تجيبوا دعوة القدس ولو بالهمس
كى لا تسلبوا أطفالها الموت النبيلا
دونكم هذه الفضائيات فاستوفوا بها
( غادَر أو عاد .. وبوسوا بعضكم وارتشفوا قالا وقيلا )
ثم عودوا واتركوا القدس لمولاها
فما أعظم بلواها إذا فرت من الباغى لتلقى الوكيلا !!
هؤلاء هم الوكلاء فى المنطقة .. مبارك وخادم الحرمين وعبدالله الثانى ملك الأردن سليل الخيانة والغدر وخلفهم يقف كل حكام العرب خانعون خائفون موافقون مؤيدون حتى لا يقال عنهم "مارقون" ..
إن كل الحلول للمشاكل المستعصية على أمريكا لم تعد تخرج إلا من القاهرة والرياض بعد أن تفرغت الأردن لتدريب قوات الشرطة والجيش العراقيين من أجل التصدى للمقاومة العراقية !!
لقد شعرنا بالوجعية عندما خرس كل حاكم عربى ولم يتصل بحماس مهنئـًا بفوزها الكاسح مثلما هو متبع فى كل بلدان العالم ..
ألم يكن مبارك أول المهنئين للإرهابى شارون عند فوزه فى الانتخابات الإسرائيلية ؟!!
ألم يكن مبارك أول المهنئين للمجرم بوش بعد فوزه المشكوك فيه فى انتخابات الرئاسة الأمريكية ؟!!
لماذا لم يفعلها مبارك وأخواته مع حماس ؟!!
هل لابد من الإذن الأمريكى ؟!!
لماذا لم يفعلها شيخ الأزهر الذى ترك الدين وعمل بالسياسة بعد أن توضأ بالنجاسة وفق المنظومة الأمريكية ؟!!
لماذا لم يفعلها مجلس الشعب المصرى بتركيبته الجديدة ولو بطلب من كتلة الإخوان المسلمين ؟!!
إنه الواقع المرير الذى تعيشه الأمة دون خطأ واحد فى التطبيق أو الممارسة ..
إن كل ما يجرى فى العالم فى هذه الفترة الحالكة يمكن التشكيك فى صحته وفى مشروعيته إلا ما يجرى على أرض فلسطين فلا أحد يمكنه أن يشكك أو يغالط أو يخادع ، إذا إستثنينا حفنة المنتفعين أرباب السوابق ممن يلتفوا حول محمود عباس ويتستروا خلف الواقعية والحكمة والتعقل ، فيما عدا ذلك فلا يستطيع مخلوق أن يشكك فى اختيار الشعب الفلسطينى الذى يدفع كل يوم ثمن الدفاع عن حريته وكرامته ، والشعب الذى يدفع من لحمه ثمن حريته ـ أبناء وزوجات وأجداد وأحفاد ـ لا يمكن أن يساوم على حقوقه ولا يمكن أن يكذب أو يتجمل لأن بطولاته ليست زائفة ولا مصطنعة .
لا أحد يستطيع أن يشكك فى نتائج الانتخابات الفلسطينية ويدعى بأن فوز حماس جاء نتيجة زيف أو تدليس .. فى المسألة الفلسطينية يخرس الأفاكون ويضع كل عميل لسانه تحت الحذاء الأمريكى إلى أن تجد أمريكا مخرج من هذه الأزمة المستحكمة بعدها يحق لأمريكا أن تطلق له العنان من جديد ليسب المقاومة ويلعن المقاومين .
إن نتائج الانتخابات الفلسطينية تأتى تعبيرًا وتصديقـًا لقوله تعالى : (( ونريد أن نمن على الذين أستضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين )) القصص ـ 5 .
ويا أصحاب الواقعية ألم يكفكم صمود الفلسطينيين كل هذه المدة فى وجه أسفل وأحقر وأقذر وأجبن مخلوقات الله ؟!!
ألا يكفيكم وصول حماس كمطلب شعبى فى فلسطين ؟!!
ماذا حققتم بواقعية الخنوع والذل واستجداء السلام وجعله خياركم الأوحد مع إسرائيل ؟!!
هل حققتم مكاسب ؟!!
هل أعدتم القدس ؟!!
هل أعدتم شيئـًا من حقوقنا المسلوبة فى طول الوطن وعرضه ؟!!
لقد صبر أطفال الحجارة إلى أن صاروا رجال الأمة .. صبروا واتقوا ورضوا واحتسبوا ..
وفى القرآن الكريم آيات كثيرة تحثنا على الجهاد والتحلى بالصبر وعدم استعجال الأمور ، وفى أواخر سورة يوسف يقول تعالى : (( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين )) .
وها نحن الآن نجد الإعجاز بأعيننا .0. الطفل الذى كان عمره عند بداية الانتفاضة عشر سنوات ـ تزيد أو تقل ـ صار اليوم رجلا يشكل الحكومة ويجلس على رأس السلطة فى فلسطين فى الوقت الذى تحول فيه المجرم شارون إلى خنزير مشلول سيعيش العمر محمولا على دراجة كالتى أغتال عليها الشيخ أحمد ياسين و .... (( إن ربك لبالمرصاد )) .
الطفل الفلسطينى الذى ضحك عليه القواعد والمخلفون من قبل وهو يرجم الصهاينة بالحجارة أيام الانتفاضة الأولى صار اليوم يرجمهم بمدافع الهاون وصواريخ القسام محلية الصنع ..
الطفل الفلسطينى هذا هو الذى أجبر شارون على الإنسحاب من قطاع غزة والنوم فى المستشفى بعد أن رد له الصاع صاعين وأرقده طريح الفراش ..
الطفل الفلسطينى هذا هو الذى ضحك على مبارك وعمر سليمان وخادم الحرمين وعبدالله الثانى سليل الخيانة ..
هذا الطفل هو الذى فجع قلبه فى مقتل الشيخ ياسين والرنتيسى وسار فى مواكب الشهداء .. شهيد وراء شهيد .. إلى أن اكتمل عوده واندمل جرحه ونادى بأعلى صوت : هل من منافس ؟!!
إنه نبت الأرض الطاهرة التى ارتوت بدماء الشهداء لا بعرق الغوانى والساقطات ..
هذا الطفل الرجل هو النبت الطبيعى لجيل الشهداء الذى وقفت فيه الأم الفلسطينية إلى جوار إبنها الذى يتلو قسم الشهادة قبل أن يذهب ويفجر نفسه فى حشود الطغاه ..
إنه النبت الطاهر الذى استبدلت فيه الفتيات المسلمات أثواب الفرح بالأحزمة الناسفة ..
ألا يحق لهذا الجيل أن يتربع على رأس السلطة ويهز العالم كالزلزال حتى يفيق ؟!!
إنه الجيل الوحيد بين كل أجيال العرب الذى يحق له أن يزهو ويفرح ويلتقط الأنفاس من قبل أن يواصل مسيرة الكفاح والمقاومة ..
ستظل فلسطين دومًا بمثابة الشاهد الوحيد على حال الأمة العربية والإسلامية .. قد يضاف لها حالة أو أكثر لكن كل الحالات تأخذ دورتها وتنتهى وتبقى المشكلة الفلسطينية بمثابة الشاهد الوحيد الذى يدلنا على حال الأمة الحقيقى .
إن الحياة ـ منذ الأذل ـ تقوم على صراع الخير والشر وما يصاحب ذلك من متطلبات ومعطيات وأولويات .. الخير يصحبه العدل والمقاومة ، والشر يصحبه الجشع والظلم ، وما بين هذا وهذا يُختبر البشر وتظهر معادنهم ، ومخطئ من ينظر للحياة على أنها فرصته الوحيدة للتمتع واللهو وتحقيق المكاسب والشهوات .
لقد خلق الله الكون وأنزل من السماء دستورًا ينظم العلاقة بين الخالق والمخلوق وبين البشر والبشر .. اليهود أخذوا نصيبًا من الكتاب وأفسدوا هذا الجزء وأصبحوا اليوم ليسوا على شئ ، والنصارى أخذوا نصيبًا من هذا الكتاب لكنهم أفسدوا بعضه وتركوا بعضه إلى أن صاروا مثل اليهود ليسوا على شئ ، أما المسلمون فقد أعطاهم الله الكتاب كله وتعهد بحفظه ، ولذلك فإن الذى يتغير فى الإسلام هو الفرد وليس النهج .. يتغير السلوك وليس الدستور ، والذى انهزم فى هذه الأيام هم المسلمون وليس الإسلام .. يتغير الإنسان إلى الأفضل أو الأسوأ على قدر التزامه وارتباطه بالدين ، لكنه لا يستطيع ولا يستطيع معه العالم كله أن ينال من القرآن ما تناله الإبرة من ماء المحيط (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنه له لحافظون )) ... يضيع من المسلمون ما يضيع ثم يستردوه بالجهاد ، وما يعود إليهم بالجهاد يضيع ثانيًا بالتفريط والبعد عن الدين ، وسيظل الإسلام يمثل ميزان العدل القائم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
أنظروا من يدافع اليوم عن الإسلام ويقف فى وجه كل من يتعرض له بالاساءة فى دول الغرب الملحد .. هل هم الحكام أم الشعوب الإسلامية التى تؤدب الأجارم بالمقاطعة التى ليس لها حل شأنها فى ذلك شأن من يفجر نفسه وسط الأعداء كوسيلة ردع ومقاومة ليس لها حل .وكلمة أخيرة أقولها لكل المشككين والخونة والتابعين : الذى نجح فى المقاومة أيسر له وأسهل أن ينجح فى السياسة ... على الأقل سيكون أمام حماس أكثر من خيار فلديها المقاومة ولديها السياسة ، وسيظل المؤمن دائمًا كيس .. فطن .. وليس كما يتصور البلهاء "كيس قطن" .
*****
الأخوين : نعمان ونور
فى هذا الزمن الردئ تحول المثل الشعبى الذى يقول "أخرة خدمة الغزى علقه" ليصبح : أخرة خدمة الغزى غلق الأحزاب ..
هذا ما حدث لنعمان جمعه وأيمن نور الذى لم يشفع لهما تفعيلهما للمادة 76 والترشح لرئاسة الجمهورية أمام حسنى مبارك رغم كل ما أخذ على التعديل من نواقص وعيوب ورفض أغلب الشرفاء له ... إلا أن نزول الأخوين جمعه ونور كان نذير شؤم وخراب عليهما وعلى حزبيهما ، وما أن إنفض المولد وحقق الحزب الوطنى ما يريد حتى استدار النظام لنعمان وأيمن وفعل بهما ما لم يفعله بوش فى الحكام العرب ، وعادت ريمه إلى عادتها القديمة فى جرائدنا القومية حيث انتهى عهد التمجيد والتبجيل والاحترام والتقدير لكل من أيمن نور ونعمان جمعه ، وانتهى الأمر بواحد خلف القضبان والآخر على الرصيف !!
ويا رب لك الحمد والمنة ، فلم يُجمد حزب العمل إلا لأسباب يفخر بها كل مسلم ومسلمة ، ولم تغلق جريدة الشعب إلا بسبب الدفاع عن الله ورسوله وليس عن المادة 76 ونظام حسنى مبارك !!
إن الفرق بالتأكيد كبير كبير ... بين من كان يطبل للراقصة وبين من كان يدافع عن الدين حتى لو تساوى الجميع فى الحبس والتجميد والإلغاء .
*****
أسامه بن لادن
نفسى أعيش وياك فى حفرة نفسى أشرب من قعر بير
نفسى أنام ع الأرض جنبـك أو على هلاهيل الحصيـر
نفسى أكون مرهون بأمرك وأمشى ع الأشواك وأطير
نفسى أقبل نعل كعبــــــــك وأجعلك ع الكون أميــــــر
*****
الجزيرة والرقص على السلالم
يسعد كل مسلم برؤية ومشاهدة العظماء ، والعظماء فى هذا الزمن ثلاثة على رأسهم أسامه بن لادن وأيمن الظواهرى ، والظهور المتكرر لأيمن الظواهرى يسعدنا كثيرًا لأنه يطمئنا على صحته ويغيظ المجرم بوش ، لكن الظهور المتكرر يرعبنا خشية أن يكون التواصل سببًا فى الإيقاع بأسد مصر المرابط فى الكهوف الأفغانية ، ففى كل مرة يظهر فيها نضع الأيادى على الصدور خوفـًا عليه من أن تناله أيادى الشر المتربصة به .
ولو علمت الجزيرة مقدار الجهد والمغامرة الذى يصاحب كل شريط يصل إليها ما حذفت منه فقرة واحدة وما بخست حق المجاهدين بحال من الأحوال ، فلا يعقل أن تصر الجزيرة فى كل مرة على اختزال الوقت الثمين للمجاهدين وتحويله إلى بضع دقائق مبتورة ومشوهة وبأصوات المذيعين !!
إن أقل ما يمكن عمله هو أن تبث الجزيرة الشريط كاملاً وأن تعيد إلينا أصوات العظماء أمثال عبدالبارى عطوان وهانى السباعى فى التعقيب المنصف والأمين لأن سيمفونية الجهاد الرائعة لا تكتمل روعتها إلا إذا عُزفت أوراق النوتة الموسيقية كاملة ، ولن يحدث ذلك إلا من خلال البث الكامل للشريط والتعقيب الأمين عليه ، أما سياسة مسك العصا من المنتصف والرقص على السلالم فإن ذلك لا يفيد .
لقد أولاك الله يا جزيرة شرف بث هذه الشرائط النادرة ـ دون غيرك ـ فلا أقل من أن تؤدى نعمة الله عليكِ وتبثى الشريط كاملاً لكى يصبح السبق ملحمة تردين من خلالها على من طردوكى من بلاد الرافدين وأرض الحرمين .
يا جزيرة "الأحباب" ... أسأل الله أن يهديكى سبيل الرشاد .
*****
القاضى والجلاد
أصبحت باهتة ومملة تلك المحاكمة التى يقف فيها ثالث العظماء ليسمع شهادة أطفال فى السادسة والثامنة من أعمارهم ..
المحاكمة مهزلة ..
ومهزلة أخلاقية يتحمل مسئوليتها حكام العرب أشباه الرجال ..
لقد تغير القاضى النزيه رزكار أمين وأستبدل بجزار يدعى رؤوف رشيد وما هو بالرؤوف أو الرشيد لكنه يقف على رأس قائمة العبيد ـ يُعبد الأرض لقوات الاحتلال ويشفى الغليل من أبو الرجال .
إن التناغم الواضح بين القاضى والمدعو جعفر الموسوى رئيس هيئة الدفاع يجعلنا نجزم بأن المؤهلات الأخلاقية لكلا العميلان لا ترقى للجلوس على المنصة التى تحمل ميزان العدل .
إن فاقد الشئ لا يعطيه ، ومثلما أفسد القاضى السفيه جلسات المحاكمة الأولى بعد تغيير القاضى رزكار أمين أفسد باقى الجلسات بغبن وغباء وجهل بأحكام القضاء ، إذ كيف يحاكم رئيس شرعى بأوامر من قوات الاحتلال التى سعت فى العراق دمارًا وخرابًا معتمدة على حفنة من الخونة والعملاء ؟!!
المصيبة أن حكامنا يتفرجون مثل غيرهم دون شعور بالخجل أو المسئولية .. يتفرجوا كالأطفال على محاكمة الرجال دون شعور بالإهانة أو العار ، فليس أحدًا منهم بعيدًا عن هذا الموقف فى يوم من الأيام ... ألم يشارك الأسد أمريكا فى ضرب العراق منذ سنوات قليلة ، وها هو نجله الآن يواجه بالتهديد والحصار ... كل شئ قابل للتكرار ففى مصر والسعودية جرائم تفوق بما لا يقاس بحجم الجرائم التى تنسب للبطل صدام ..
إن كل شئ قابل للتكرار طالما بقى الصمت العربى مستمرًا تاركـًا بوش الأرعن يعمل فى المنطقة قاضٍ وجلاد !!.