المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما الذي نحتاجه اليوم ؟؟!!!!!!



lkhtabi
02-02-2006, 03:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ,

والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين


--------------------------------------------------------------------------------



إن هذا الوقت الذي نحن فيه يحتاج إلى أصحاب الهمم العالية والعزائم القوية .. جاء رجل إلى العباس بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس فقال له : جئتك بحاجة صغيرة فقال : "اطلب لها رجلا صغيرا".

فحيهلا ان كنت ذا همة فقد ..... حدا بك حادي الاشواق فاطوي المراحل
ولا تنتظر بالسير رفقة قاعد ...... ودعه ، فان العزم يكفيك حامـــلا

لا ينفعنا اليوم تسطير العلم وجمعه في الكراريس والكتب أو حتى في الصدور دون العمل به ، لقد كان بعض السلف رضوان الله عليهم يقول: ( ويل للذي لا يعلم مرة وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات).

"لا ينفعنا اليوم البكاء والنحيب على حال الأمة فـ "إن الحسرة والتألم وتصعيد الزفرات ليست سوى وسيلة سلبية لا تجرح قوى الباطل ـ بل لا تخدشها ـ ، وهي لا بأس بها إن كانت حافزا للعمل ومضاعفة الجهد ، ولكنها تتغلب الى امر بالغ الخطورة إذا لم يعقبها عمل ايجابي مثمر ، إذ تكون وسيلة لامتصاص النقمة على الأوضاع الفاسدة ، ومن ثم الركون اليها ،وعلى احسن الفروض : استمرار هذه النقمة ، ولكن بشكل جامد لا حياة فيه يؤدي الى شلل الحركة . وليس افضل لقوى الباطل من هذا الوضع" (الشيخ محمد أحمد الراشد) .

لا وقت لدينا اليوم للتقاعس عن الجهاد ، وأضعف الإيمان اليوم نصرة المجاهدين ، إن لم يكن بالنفس ، فبالمال والرأي والكلمة والدعاء ، قال ابن العربي "وقد تكون حالة يجب فيها نفير الكل إذا تعين الجهاد على الأعيان بغلبة العدو على قطر من الأقطار، أو لحلوله بالعقر، فيجب على كافة الخلق الجهاد .." (أحكام القرآن 2/954)

ولاكن ماذا يفعل المسلم إذا تقاعس الناس عن نصرة المجاهدين !! لقد أجاب عن ذلك ابن العربي رحمه الله حين قال: "فكيف يصنع الواحد إذا قعد الجميع؟ يعمد إلى أسير واحد فيفديه ويغزو بنفسه إن قدر وإلا جهز غازيا". (أحكام القرآن 2/954)

إن الإنسان لا يُسأل عن فعل غيره فـ "كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ " (المدثر : 38) ، والإنسان لا يُحاسب يوم القيامة مع جماعته أو أقربائه "وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا" (مريم : 95) ، فعلى المرئ أن يعذر عند الله ، وأن يفدي نفسه من النار إن استطاع.

"عجب ربنا من رجل غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه فعلم ما عليه فرجع حتى أهرق دمه، فيقول الله عز وجل لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رغبه فيما عندي وشفقه مما عندي حتى أهرق دمه". (رواه أبوداود وأحمد \وهو حسن) ، ولو تركنا تفسير هذا الحديث للمنهزمين لقالوا: كان الأولى بهذا الرجل أن ينهزم مع الجيش ، فهم أبداً من هزيمة إلى هزيمة ، ليس من طبيعتهم الإقدام ، لقد تعودوا أن يكونوا الأذيال!!

إن أهل العلم في زماننا هذا قلة قليلة ، والعاملين بعلمهم قليل من هذه القلة ، وربما استوحش المؤمن هذا الطريق لقلة الأصحاب فعليه أن يستأنس بالله سبحانه وتعالى .. قال الحسن بن زياد : كلمة سمعتها من الفضيل بن عياض لا تستوحش طرق الهدى لقلة أهلها- السالكين- ولا تغتر بكثرة الهالكين ).

وقد استعمل عمر بن عبد العزيز ميمون بن مهران على الجزيرة وعلى قضائها وعلى خراجها، فمكث حينا ثم كتب إلى عمر يستعفيه عن ذلك، وقال معتذرا:
كلفتني ما لا أطيق أقضي بين الناس وأنا شيخ كبير رقيق ، فكتب إليه عمر :"اجْبِ من الخراج الطيب ، واقض بما استبان لك، فإذا التبس عليك أمر فارفعه إلي ، فان الناس لو كان إذا كبر عليهم أمر تركوه ما قام لهم دين ولا دنيا " (البداية والنهاية 9/317)

إن هذا الجهاد لا يمكن أن يتوقف في يوم من الأيام ، فهو ماضٍ حتى أن يقاتل آخر هذه الأمة الدجال ""لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِهِ يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُم مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ" (البخاري) وفي لفظ: "حتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَالَ" ، فان استطعت أن تكون من الطائفة المقاتلة فافعل وإلا فكن لهم عوناً بمالك ولسانك ودعائك ، واسأل الله القبول واستغفره لتقصيرك.

إن شرف حمل لواء الإسلام لا يتأتى إلا لمن امتلأ قلبه بالإيمان .. يقول الشيخ عبدالله عزام رحمه الله ".. ولقد رأيت أن الشجاعة في المعركة عمادها القلب، فإذا امتلأ القلب بالإيمان فإن الخوف من الموت يقل ، بل أحيانا تجد البعض يقبل على الموت بشوق عجيب كما وصفهم أبو تمام :

يستعذبون مناياهم كأنهم ..... لا يخرجون من الدنيا إذا قتلوا

فالشجاعة وقودها الإيمان: " هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا" (الفتح : 4)
وأهم ما يكسر حاجز الخوف لدى الإنسان بعد الإيمان خوض غمار الحروب ، فهذا العامل ينتزع الرهبة يوما بعد يوم من النفس البشرية، ويجتث الفزع من أعماق القلب ، ولقد عشنا هذه القضية في أفغانستان، وأضحى الخوف من ولوج المعارك يقل تدريجيا، حتى أصبح اقتحام الأهوال من أسعد الأمور لقلوبنا ، وأضحى العزف على الرصاص من أحب الأشياء إلى أسماعنا، وصرنا نردد :

يلذ لأذنـي صلـيل السلاح ..... ويهيـج نفسـي مسـيل الدِّمـا
فكيف اصطباري لكيد الحقود ..... وكيـف احتمالـي لنـيل العـدا

ولقد رأينا بعض المجاهدين الأفغان يستحيون من الإنبطاح أو التخفي أو طأطأة الرؤوس حينما تنفتح عليهم الحمم كوابل متدفق من السماء" . (انتهى كلامه رحمه الله)

لقد خاف بعض الدعاة وتردد آخرون حينما رأوا الحمم النارية وآثار الدمار الذي خلفته الأسلحة الصليبية في ديار المسلمين ، فقال بعضهم بضرورة وقف الجهاد ووقف التحرش بالكفار ، وزين لهم الشيطان فكرة "الندية المادية" وأن على المسلمين أن ينتظروا حتى تكون لهم قوة الكفار المادية ، ونسي هؤلاء بأن هذه الأمة لم تنتصر يوماً بعددها وعدتها ، وإنما النصر من عند الله الذي ينصر عباده المؤمنين .. نسي هؤلاء ما فعله الأفغان الحفاة العراة بالسوفييت ، ونسي هؤلاء ما فعله (بل يفعله) الشيشان (على قلة عددهم وعدتهم) بالروس ، ونسي هؤلاء ما فعله المجاهدون في الصومال بأمريكا ، وفلسطين وما أدراكم ما فلسطين !!

إن الأجساد قد تموت وهي واقفة ، أما القلوب الحية فلا تزال تنبض بالإيمان الذي يدفعها إلى الشعور بالعظمة والإستعلاء على هذه الحياة فتدفع بصاحبها لخوض المنايا لا يبالي أين تصيبه:

قلت للصقر وهو في الجو عال ......... اهبط الأرض فالهواء جديب
قال لي الصقر: في جناحي وعزمي .... وعنان السماء مرعي خصيبأقول للذين يئسوا من وعد الله ونصره ، الذين ضربوا أخماساً بأسداس ولم تخترق قلوبهم الفضاء: كيف لبشر أخلدوا إلى الأرض أن يَهزموا أناس قلوبهم معلقة في السماء. " أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد" (الزمر : 36)
"والعاقبة للمتقين".. "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ" (الشعراء : 227) ..




الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية

Global Islamic Media Front



والله أكبر- ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لايعلمون

رصد لأخبار المجاهدين وتحريض للمؤمنين

من مقال للشيخ حسين بن محمود حفظه الله