المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تجارة الجهاد



lkhtabi
31-01-2006, 10:55 PM
--------------------------------------------------------------------------------

http://www.farouqomar.com/Montada/images/bsm.gif

[الكاتب: عمر عبد الرحمن]
إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، وعلى من اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد...

فيقول رب العزة تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

أيها الإخوة الأجلاء...

إن الله افترض علينا فرائض لابد من أدائها والقيام بها، ومن هذه الفرائض ما غاب عن الناس طويلاً وابتعدوا عنه كثيراً مثل فريضة الجهاد في سبيل الله.

الجهاد في سبيل الله؛ هو ذروة سنام الإسلام، وقد رغّب الإسلام في أداء هذه الفريضة، كما رهب من تركها أشد الترهيب.

رغب في الجهاد الكتابُ والسنةُ، فها هي آيات الكتاب العزيز تبين لنا؛ أن أعظم تجارة يؤديها المسلم هو الجهاد في سبيل الله، والذي يدلنا عليها إنما هو رب الوجود، وخالق الأرض والسموات، الذي خلق الأنفس ووهب الأموال؛ يطلب منا الأنفس والأموال ثم يعطينا عليها عطاءً عظيماً، يشتري منا الأنفس والأموال وهو خالق الأنفس وواهب الأموال، ويعطينا الجنة ثمنا لهذا الشراء؛ {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}.

هذه التجارة؛ تجارة كلها ربح، لا خسارة فيها، كلها مكسب، لا ضرار فيه ولا هلاك، يدلنا الله عليها بصيغة محببة إلى النفس ونداء باسم الإيمان؛ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.

أول ربح هذه التجارة؛ النجاة من عذاب أليم، ثم مغفرة الذنوب، ودخول جنات تجري من تحتها الأنهار، والإقامة في مساكن طيبة في جنات عدن... فأي فوز أعظم من هذا وأكبر؟! {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

ويعلم خالق النفوس؛ أن هذه النفوس يحبب إليها الثمن العاجل والربح الذي لا يتأخر، فجعل لنا ربحاً عاجلاً؛ {أُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}.

فأي تجارة أربح من هذا وأكسب؟ الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله بالمال والنفس؛ {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.

ويبين لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم؛ أنه لا يوجد عمل يعدل الجهاد في ثوابه وأجره، فيسأله الرجل الذي علم من أحاديث رسوله؛ أن أجر الجهاد عظيم، فيقول له: (دلني على عمل يعدل الجهاد؟)، فقال صلى الله عليه وسلم: (لا أجده!)، ثم بين ما أجمل، وفصل بعد ذلك كلمة "لا أجده"، فقال: (هل تستطيع إذا خرج المجاهد؛ أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر؟ وتصوم ولا تفطر؟)، فقال الرجل: (ومن يستطيع ذلك؟!) [2].


كذلك يبين لنا شفيعنا صلى الله عليه وسلم ماذا في الجنة من درجات، يبين؛ (إن في الجنة مئة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، أعدها الله للمجاهدين في سبيله، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى، فمنه تتفجر أنهار الجنة، وفوقه عرش الرحمن) [4].

هذه الدرجات للمجاهدين، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى، لكن لا تسألوه وأنتم قعود! متكاسلون عن الجهاد! إنما سلوه وأنتم مقبلون على الجهاد، غير مدبرين، "لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً، مقبلاً غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة"... سلوه وأنتم سائرون على الجهاد أو مقبلون أو مجاهدون في إحدى ميادين الجهاد.

وإذا رغّب الإسلام في فعل الجهاد، فقد رهب من تركه، وأعد العذاب الأليم وعقاب الفاسقين لمن ترك الجهاد في سبيل الله، ونجد هذه العقوبات قد نزلت بالأمة حينما تخلت عن هذه الفريضة وابتعدت عنها، فما ترك قوم الجهاد إلا أورثهم الله ذلاً، لا ينزعه عنهم حتى يرجعوا إلى الجهاد في سبيل الله - كما أخبر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم -

وهذا الذل الذي يقبل على الأمة من كل مكان، وتحيط بها أعداءها، ويقبلون عليهم، ويتداعون عليهم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، فيسألون: (أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟!)، قال: (لا! بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل) [5].

نحن ألف مليون وأكثر؛ غثاء كغثاء السيل، لو كنا حشرات لأبدنا أعدائنا! لو كنا ذباباً لأفسدنا الحياة على أعدائنا!

وهذا الرعب الذي كان يُلقى في قلوب الكافرين بالنسبة لمعاداتهم للمسلين... هذا الرعب قد أُزيل... كان الرعب يُلقى في قلوب الذين كفروا كما قال تعالى: {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ}، {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ}؛ هذا الرعب قد نُزع من قلوب الكفار، والمهابة منا قد أُخرجت من نفوسهم.

(ولينزعن الله من قلوب أعدائكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن)، قالوا: (وما الوهن يا رسول الله؟)، قال: (حب الدنيا وكراهية الموت)( [6].

إن حب الدنيا قد سيطر على نفوسنا، والإخلاد إلى الأرض، واتباع الهوى والركون إلى العاجلة وحب السلامة وحب الكسب والنجاة، كل ذلكم من خصال المنافقين واليهود؛ قد زحف إلى قلوب المسلمين... اليهود [الذين] عرفنا القرآن صفاتهم؛ {فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ}، أصبحنا لا نتمنى الموت، ونكره لقاء الله، فيكره الله لقاء من لم يحب لقائه، وقعنا في كل ذلك، كرهنا الموت وأحببنا الدنيا، وأدبرنا عن الآجلة وأقبلنا على العاجلة، {إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً}.

فما بال هذه الأمة قد زحف إليها من صفات اليهود وخصال المنافقين الذين كانوا يستأذنون ويعتذرون؛ أصبح المسلمون لا يحبون الجهاد خوفاً من الموت، والقرآن يبين لنا أن الجهاد في سبيل الله وإلقاء النفس في أُتون المعارك لا يقلل العمر ولا ينقص من الأجل، وأن القعود والجبن والتخاذل لا يزيد في العمر ولا يمد في الأجل، {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}، {قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً}، {قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً}؛ تبين الآيات أن الآجال بيد الله والأعمار - بإذن الله - لا ينقص منها ذهاب إلى المعركة ولا إقبال على الجهاد؛ {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً}.

إن الجبن والخور والضعف لا يزيد في العمر شيئاً، فرب قاعد متخاذل؛ يموت قبل من يدخل إلى ميادين الجهاد، يموت على فراشه موتة الضعيف الجبان، فلا نامت أعين الجبناء.

أما المجاهد في سبيل الله؛ فإنه يموت في وقته المحدد، أو يقتل على أجله المحتوم، لكنه يموت موتة الشرف والكرامة والرفعة، يموت فتتلقاه الحور العين وإلى الجنة مأواه.

وهكذا يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الشجاعة والإقدام، فكما يقول علي كرم الله وجهه: (كنا إذا احمرت الحدق وأشتد البأس؛ أتقينا برسول الله، فما يكون أحدٌ أقرب إلى العدو منه) [7].

هكذا شجاعة النبي الحبيب، وهو يقول وقد فر أصحابه عنه:

أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب [8]

يعلمنا الشجاعة والإقدام، فما بال الجبن والخوّر والضعف قد سيطر على هذه الأمة؟!

حينما استمسكوا بفريضة الجهاد؛ طويت لهم الأرض طوياً، وفتحوا أعظم قارتين وقتها - أفريقيا وآسيا - وملكوا مفاتيح البحار، فلما تركوا الجهاد؛ أورثهم الله ذلاً، لا ينزعه عنهم، وأقبلت عليهم الأمم، واستعمروهم، وأخرجوهم من الأندلس، كما فتتوا الخلافة الإسلامية العباسية وما بعدها... كل ذلك لأنهم تركوا الجهاد في سبيل الله.

والقرآن يُنذر ويُحذر ويُعاتب ويُوبخ بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ}، ما لكم؟! ما الذي حدث لكم؟! ما الذي نزل بكم؟! ما الذي أصابكم؟! مالكم إذا قيل لكم؛ جاهدوا في سبيل الله تثاقلتم إلى الأرض وارتميتم إلى الأرض؟ كأنكم الثقل الشديد الذي لا يريد أن يفارق الأرض، وكأنكم الصخر والحجر الكبير الذي كلما رفعه الرافعون إلى أعلى نزل إلى الأرض بعنف وشدة! {اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ}.

ويسوق القرآن استفهام التوبيخ والتقريع؛ {أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ}، ما الذي دفعكم إلى ترك الجهاد؟ رضاكم بالدنيا واستمتاعكم بها وترككم للآخرة وانصرافكم عنها؟! مع أن الكل يعلم أن متاع الأخرى دائم باق، ومتاع الدنيا قليل زائل؛ {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}، {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ}، فـ {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ}؟

إن الذي يترك الجهاد في سبيل الله؛ مرتكب كبيرة من الكبائر، لا يتوب عنها إلا إذا قام بهذه الفريضة، وهو إذا مات؛ مات على شعبة من شعب النفاق [9]... فاحذروا على أنفسكم، وخافوا الله وراقبوه، خافوا أن تموتوا على شعبة من شعب النفاق، خافوا أن تموتوا على كبيرة من الكبائر، خافوا أن تساهموا في إيراث الذلة والمهانة والحقارة لهذا الأمة؛ حينما تتركوا فريضة الجهاد.

ثم يشتد القرآن بعد التوبيخ والتأنيب إلى طريق التهديد والوعيد: {إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، إلا تجاهدوا في سبيل الله؛ يعذبكم عذاباً أليماً، وليس العذاب في الآخرة فقط، بل عذاب الدنيا عاجل وسريع، عذاب الدنيا الذي وقع فيه المسلمون وأصبحت مشاكلهم كثيرة ومعقدة؛ مشاكل في الغذاء والدواء والكساء والمساكن والمواصلات، ماذا بقي في حياتهم لا مشاكل فيه؟!

{إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ}؛ يرفعون راية الجهاد، ويقبلون على القتال في سبيل الله.

{وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً}؛ لا وزن لكم ولا قيمة ما دمتم قد انصرفتم عن الجهاد، {وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

هذا العذاب الأليم الذي يحيط بنا، وأشد ذلك ما نشاهده في العالم الإسلامي؛ إن الإنسان لا يأمن على نفسه ولا عرضه ولا دمه، وأن الحياة هناك حياة شديدة وعنفية في كل أمر، وإن هذا العذاب يلاحقنا، فلماذا لا نجاهد في سبيل الله؟!

إن ميادين الجهاد تناديكم، فهلموا إليها، وأسرعوا الخطى لتجاهدوا في سبيل الله، لا تخذلوا إخوانكم، ولا تسلموهم لأعداءهم، فرسولكم الكريم يقول: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يسلمه) [10]، فكيف تخذلون إخوانكم؟! وكيف تسلمونهم لأعداءهم؟!

لقد أصبحت الأمة الإسلامية [بتركها] الجهاد في الحضيض، فلما رفع الأفغان راية الجهاد في سبيل الله - كما رفعها الفلسطينيون والإريتريون وغيرهم من الشعوب الإسلامية - أخذ المسلمون يشتد بأسهم وتأتيهم عزتهم ويقوى جانبهم، فلماذا نتخلى عنهم؟ لماذا نؤثر السلامة والنجاة؟ لماذا نؤثر ونحب الإخلاد إلى الأرض؟ لما نتبع الهوى؟ لماذا نحب الدنيا ونكره الآخرة؟ لماذا نكره الموت؟ مع أن الموت آت لا ريب فيه!

فيا أيها الإخوة الأجلاء...

قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض، اسرعوا إلى الفردوس الأعلى، اسرعوا إلى الجهاد في سبيل الله، وخوضوا ميادين الجهاد، اعلوا رايته، وارفعوا كلمة الله، وقوموا بواجبكم، ولا تضيعوا الأمانة التي ربطت بأعناقكم، فاسرعوا الخطى إلى الجهاد والرباط في سبيل الله، ولاتخذلوا إخوانكم، فأعدائكم يتربصون بكم، ويتمنون أن تتأخروا حتى يكون المسلمون هناك لقمة سائغة، وبعد - لا قدر الله - استيلائهم على الأفغان يذهبون إلى باكستان ثم سائر الدول، كذلك في فلسطين وفي إرتريا، فاحذروا عاقبة الأمور واسرعوا الخطى إلى الجهاد في سبيل الله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
منبر التوحيد والجهاد