عبدالغفور الخطيب
26-01-2006, 03:02 PM
هل ما حدث في فلسطين زلزالا أم فرمتة وضع ؟
لا يعلم المراقب ، هل يبادر الى تهنئة الشعب الفلسطيني الشقيق المرابط ، على إنجازه لعملية الانتخابات بما آلت اليه من نتائج و انتقال الكلمة العليا الظاهرية من فضاء ( حركة فتح ) الى فضاء ( حركة حماس ) .
ونحن نحترم قرار الشعب الفلسطيني احتراما كاملا ، لا لأننا لم نقدم له ما يجعلنا بوضع يستطيع الكلام بشؤونه ، فقط ، بل لأن تجربته في ظل الاحتلال والتي تعادل قرونا من تجاربنا الرتيبة ، تجعله أكثر دراية وخبرة و تكيف مع ما يتخذ من خطوات ..
و نحن إذ نتكلم بهذا الموضوع ، فهو لأنه من المواضيع التي تحتل مع الموضوع العراقي صدارة لائحة اهتمام المثقفين العرب ، وله علاقة صميمية بكل موضوع ، بل يشكل الايقاع الثابت للحن كل حركة في الوطن العربي ، ومن هنا نجد او نتذرع بايجاد الصلة التي تعطينا العذر للكلام .
فتح حركة ، ضمت أطيافا فكرية منذ نشأتها الأولى في أواسط الستينات ، بين القومية والاسلامية و حتى اليسارية ، ونشأت في أجواء الفضاء العربي السائد آنذاك ، متأثرة به ومكونة خبرات كوادرها السياسية على هامش ذلك الفضاء ، وأخذت تطور فقهها السياسي ، على ضوء تطور الفقه القومي الذي تراجعت حدة نبرته و تكيفت مع الوضع الدولي ، خصوصا بعد هزيمة حزيران عام 1967 ، ثم أدت التطورات التي حدثت على ضوء أحداث أيلول في الأردن و من بعدها لبنان و من بعدها تونس ، الى تصليب الشكل الأدائي السياسي لقيادة فتح والتي كانت لها الكلمة العليا في منظمة التحرير الفلسطينية .
و بعد مؤتمر مدريد ، انفجر الحجم الهائل من المسكوت عنه ، ليتحول الى أداء ، كان سيمر في ظل الانكسار النفسي الذي حصل في العراق ، وما رافقه من تغيير على الساحة الدولية .
في هذه الأثناء ، صعدت منذ الثمانينات حركة حماس ، كجيل جديد من رحم فلسطين الشعب والأرض ومن الداخل ، لتتكيف مع تلك التغيرات الدولية والعربية والمحلية ، فكانت عزاء لليائسين من أبناء الأمة و مصدرا لتعويض كل تراجع حدث على الساحتين الفلسطينية والعربية .
لقد تعزز رصيد حماس ، الحركة ، بما قدمته من شهداء وما قدم اليها من شهادات خارجية ـ وان كانت ليست بحاجتها ـ من قبل الدوائر الصهيونية والامبريالية ، حيث كلما هوجمت ماديا او معنويا ، كلما تعززت مكانتها محليا وعربيا ، وطبعا على صعيد فعل او ردة فعل الشعب وليس على الصعيد الرسمي .
لكن ما يجعلنا حائرين ونحن نرقب بأعين و مشاعر ، ممزوجة بالإعجاب و الفخر على قدرة هذا الشعب على المقاومة و فنون القتال وفنون التكيف السياسي ، فان ما يقلق من يراقب هو :
1 ـ ان تراث التعاطي السياسي حصر ، في السابق بفضاءات فتح ومنظمة التحرير ، وان وقفت كوادر تلك المنظمة موقف المتفرج المعارض ، الذي يراهن على قلة تلك الخبرات ، فهي نقطة مثيرة للتوجس .
2 ـ ان إدارة الأموال ومخابئها و طرق صرفها ، لم تكن حماس على ما أظن على دراية كاملة بها ، أو على الأقل أن تكون قادرة على التعرف عليها بسرعة والتصرف بها كشريك حقيقي له تراث بتلك الناحية .
3 ـ ان أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية و الحكومية ، هي أقرب أن تكون من ممتلكات فتح الخاصة .. وهو عنوان يحمل أكثر من احتمال .
4 ـ ان الرؤية الدولية ، وكذلك العربية الرسمية ، قد تتقبل صعود نجم حماس بحياء ديمقراطي كاذب ، ولذا لا أتوقع أن تسهم تلك الجهات بتسهيل مهمة حماس في إدارة شؤون السلطة .
5 ـ اذا اتجهت حماس للتكيف مع كل تلك الظروف فانها قد تفقد من بريق جماهيريتها ، وهو ما لا نرغب به .
مع ذلك نقول .. حيا الله نضال الشعب الفلسطيني ، وحماه من كل مكروه داخلي وخارجي ، و هداهم الله للوصول الى صيغة تحمي نضالهم ودمائهم و أعراضهم .
وعاشت فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر ..
والمجد والخلود لكل شهيد سقط على أرضها
لا يعلم المراقب ، هل يبادر الى تهنئة الشعب الفلسطيني الشقيق المرابط ، على إنجازه لعملية الانتخابات بما آلت اليه من نتائج و انتقال الكلمة العليا الظاهرية من فضاء ( حركة فتح ) الى فضاء ( حركة حماس ) .
ونحن نحترم قرار الشعب الفلسطيني احتراما كاملا ، لا لأننا لم نقدم له ما يجعلنا بوضع يستطيع الكلام بشؤونه ، فقط ، بل لأن تجربته في ظل الاحتلال والتي تعادل قرونا من تجاربنا الرتيبة ، تجعله أكثر دراية وخبرة و تكيف مع ما يتخذ من خطوات ..
و نحن إذ نتكلم بهذا الموضوع ، فهو لأنه من المواضيع التي تحتل مع الموضوع العراقي صدارة لائحة اهتمام المثقفين العرب ، وله علاقة صميمية بكل موضوع ، بل يشكل الايقاع الثابت للحن كل حركة في الوطن العربي ، ومن هنا نجد او نتذرع بايجاد الصلة التي تعطينا العذر للكلام .
فتح حركة ، ضمت أطيافا فكرية منذ نشأتها الأولى في أواسط الستينات ، بين القومية والاسلامية و حتى اليسارية ، ونشأت في أجواء الفضاء العربي السائد آنذاك ، متأثرة به ومكونة خبرات كوادرها السياسية على هامش ذلك الفضاء ، وأخذت تطور فقهها السياسي ، على ضوء تطور الفقه القومي الذي تراجعت حدة نبرته و تكيفت مع الوضع الدولي ، خصوصا بعد هزيمة حزيران عام 1967 ، ثم أدت التطورات التي حدثت على ضوء أحداث أيلول في الأردن و من بعدها لبنان و من بعدها تونس ، الى تصليب الشكل الأدائي السياسي لقيادة فتح والتي كانت لها الكلمة العليا في منظمة التحرير الفلسطينية .
و بعد مؤتمر مدريد ، انفجر الحجم الهائل من المسكوت عنه ، ليتحول الى أداء ، كان سيمر في ظل الانكسار النفسي الذي حصل في العراق ، وما رافقه من تغيير على الساحة الدولية .
في هذه الأثناء ، صعدت منذ الثمانينات حركة حماس ، كجيل جديد من رحم فلسطين الشعب والأرض ومن الداخل ، لتتكيف مع تلك التغيرات الدولية والعربية والمحلية ، فكانت عزاء لليائسين من أبناء الأمة و مصدرا لتعويض كل تراجع حدث على الساحتين الفلسطينية والعربية .
لقد تعزز رصيد حماس ، الحركة ، بما قدمته من شهداء وما قدم اليها من شهادات خارجية ـ وان كانت ليست بحاجتها ـ من قبل الدوائر الصهيونية والامبريالية ، حيث كلما هوجمت ماديا او معنويا ، كلما تعززت مكانتها محليا وعربيا ، وطبعا على صعيد فعل او ردة فعل الشعب وليس على الصعيد الرسمي .
لكن ما يجعلنا حائرين ونحن نرقب بأعين و مشاعر ، ممزوجة بالإعجاب و الفخر على قدرة هذا الشعب على المقاومة و فنون القتال وفنون التكيف السياسي ، فان ما يقلق من يراقب هو :
1 ـ ان تراث التعاطي السياسي حصر ، في السابق بفضاءات فتح ومنظمة التحرير ، وان وقفت كوادر تلك المنظمة موقف المتفرج المعارض ، الذي يراهن على قلة تلك الخبرات ، فهي نقطة مثيرة للتوجس .
2 ـ ان إدارة الأموال ومخابئها و طرق صرفها ، لم تكن حماس على ما أظن على دراية كاملة بها ، أو على الأقل أن تكون قادرة على التعرف عليها بسرعة والتصرف بها كشريك حقيقي له تراث بتلك الناحية .
3 ـ ان أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية و الحكومية ، هي أقرب أن تكون من ممتلكات فتح الخاصة .. وهو عنوان يحمل أكثر من احتمال .
4 ـ ان الرؤية الدولية ، وكذلك العربية الرسمية ، قد تتقبل صعود نجم حماس بحياء ديمقراطي كاذب ، ولذا لا أتوقع أن تسهم تلك الجهات بتسهيل مهمة حماس في إدارة شؤون السلطة .
5 ـ اذا اتجهت حماس للتكيف مع كل تلك الظروف فانها قد تفقد من بريق جماهيريتها ، وهو ما لا نرغب به .
مع ذلك نقول .. حيا الله نضال الشعب الفلسطيني ، وحماه من كل مكروه داخلي وخارجي ، و هداهم الله للوصول الى صيغة تحمي نضالهم ودمائهم و أعراضهم .
وعاشت فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر ..
والمجد والخلود لكل شهيد سقط على أرضها