منصور بالله
19-01-2006, 05:31 PM
هناك مخططات مشؤومة: الليبراليون الجُدد ومروجوا المشروع الأميركي يجتمعون في فيينا قريبا
هناك مخططات مشؤومة: الليبراليون الجُدد ومروجوا المشروع الأميركي يجتمعون في فيينا قريبا
بقلم: سمير عبيد *
لتكن البداية مع المثل العراقي العتيق الذي يقول ( عادت حليمة الى عادتها القديمة) حيث يجسّد هذا المثل عدم التوبة وتبرير الأشياء وتحت حجج وردية للوصول الى ما تريده حليمه، وحليمة اليوم متمثلة بالولايات المتحدة، والمروجين الى مشاريعها في منطقتنا، والذين أطلقنا عليهم تسمية ــ الليبرليون الجُدد ــ وهم خليط من الإسلاميين والماركسيين والبعثيين واليساريين والليبراليين والعلمانيين، والذين معظمهم من المتقاعدين أو المطرودين من أحزابهم ومنظماتهم ودولهم، أو فاشلين أو مستوطنين أو مغمورين، ولكنهم جميعا يقفون في خانة الإنتهازية وبيع المواقف بمزاد من يدفع أكثر.
لذا من الضروري التذكير بالمشروع الأميركي الذي جاء الى العراق والمنطقة، والذي هدفه فرض أجندة دولية جديدة وصولا الى سايكس بيكو جديدة، وهذا ما تجسّد في العراق ومن خلال الدستور العراقي المرعب الذي يجيز التقسيم، وولادة المشيخات في العراق ،وبحماية كهنوتية ذات قدسية، فأنها الديموقراطية الجديدة التي تبشر بها الولايات المتحدة.
ولهذا المشروع خطوط مكمله للخط العسكري والإستراتيجي والسياسي و منها (الخط الإعلامي والثقافي والفكري) فلأجل ــ الخط الإعلامي ــ دعمت الولايات المتحدة بعض الصحف العربية الكبرى والصغرى في داخل البلدان العربية وفي الخارج، ثم دعمت بعض المجلات والمواقع الإلكترونية، وأسست قسما كبيرا منها، وصولا لدعم كثير من الفضائيات العربية حيث أصبح الدعم أميركيا وبالملايين لهذه الواجهات، و من أجل التبشير بالمشروع الأميركي ،وإحتلال العقول قبل بسط الإحتلال الأميركي على الأرض والسماء والماء، أي تجارة التدليس واللعب على مشاعر الناس وإفساد أذواقها وفرض عليها ثقافة جديدة ووافدة من شوارع وحارات أميركا، والإصرار على تعميم ثقافة الهيشك بيشك.
اما لأجل ـ الخط الثقافي ــ فهم قرروا تغيير المناهج التربوية والدراسية على هواهم ومزاجهم، وبدعم من الذين أبتلت بهم الأمة العربية والإسلامية وهم ( الليبراليون الجُدد) ففي الكويت مثلا حيث تم طبع وتوزيع (القرآن الأميركي) الجديد بعنوان ( كتاب الفرقان) ولقد تم نشره وتوزيعه على شبكات الإنترنيت، ناهيك عن الدس والحذف في كتب التربية الوطنية والتاريخ، والإنتقاص من القادة العظام وتغيير مفاهيم الشعوب من الكرامة نحو الإنبطاح، ومن الشرف والعفة صوب الإسترخاص، ومن الدفاع عن الوطن نحو الدفاع عن الطائفة، ومن المقاومة الشريفة نحو التثقيف على أنها إرهابا.
أما لأجل ــ الخط الفكري ــ فهم فتحوا المراكز الإستراتيجية والمعاهد التي تُعنى بالتنمية والديموقراطية وحقوق الإنسان والمرأة والطفل والشفافية وغيرها من العناوين البراقة في دولنا العربية وفي الخارج، وكانت سببا رئيسيا في التعجيل نحو الحرب على العراق، ونحو التأزم على سوريا ولبنان، حيث تطوعت تلك المراكز والمعاهد المدعومة من دوائر أميركية معظمها يؤمن بالمشاريع الصهيونية من أجل تقديم الدراسات والمشورات التي تفرش الأرض نحو الإحتلال والهيمنة بحجة الشعارات الكاذبة والزائفة،والتي فضحتها الأحداث والأفعال بعد سقوط نظام صدام حسين، حيث تبينت أنها واجهات كارتونية مهمتها التسفيه والضحك على عقول الناس، فمن منا لايريد التغيير والتجديد،ولكن ليس بهذه الطريقة الفوضوية والإنقلابية التي تقود الى الكارثة ونسيان الهدف ،حيث بعد حين ستصبح شعوبنا العربية كالغراب الذي أراد تقليد مشية الحمامة فنسى مشيته ولم يتعلم مشية الحمامة، فبقي ( ينطنط ) وتارة يقفز وتارة يطير.
لذا فهؤلاء الذين نطلق عليهم تسمية (الليبراليون الجُدد) أو الذين يلعقون الموائد في الغرف السرية، ما هم إلا الخطر الحقيقي على أجيالنا وشعوبنا وثقافتنا وديننا وحضارتنا، حيث يريدون طمس كل ماهو جميل وقوي ومتين وإستبداله بالهجين والُمزروق المدفوع الثمن، وتحت ديموقراطية الـ ( ميك آب) التي تخدع الناس والعيون والأذواق والعقول، فهؤلاء هم سبب البلاء على شعوبنا، وسبب قدوم الولايات المتحدة الأميركية لتدوس على كرامتنا في العراق، وفي أفغانستان وفلسطين ولبنان والبقية تأتي، وتحت مبدأ إستراتيجية الحروب الإستباقية التي تقررت نتيجة أحداث لحد الآن المؤلف لها والقاضي والمحامي والناشر والمحلّف هي الولايات المتحدة ونقصد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ( والتي ندينها بشدة كونها حصدت أرواح الأبرياء).
لذا نتحدى ليبراليا واحدا من هؤلاء يقنعنا إن من قام بذلك تنظيم القاعدة أو طالبان أو خلايا إسلامية أو غيرها، فليس هناك دليلا واحدا يؤيد النظرية الأميركية، بل هناك أدلة عديدة ومنها تحول الى كتب وصور تفند الرواية الأميركية، ولكن الغاية منها هي الحرب القذرة التي نراها في العراق، وهي حربا حضارية ودينية وثقافية، ومن يعتقد غير ذلك عليه التمحيص والتحليل، وماالتهديد القذر على سوريا من خلال إستخدام دم المرحوم الحريري شماعة وسبببا رخيصا نحو خنق الشعب السوري إلا بلطجة جديدة، وهكذا في لبنان الذي يقف على كف عفريت، فهل ما نراه في فلسطين والعراق ليس إرهابا وليس إجراما؟.
وحيث الطائرات والمدافع والدبابات تحصد بأرواح العراقيين والفلسطينيين، فهل هؤلاء من الإرهابيين ومنذ متى أصبحت هذه الشعوب إرهابية؟، وهناك شركات المتعاقدين تقتل بالأبرياء العراقيين وعلى مرآى من عدسات الكاميرات، فهل هذه مجاملة أم تمرين أم إرهاب؟، وهل قتل 100 ألف عراقي بريء حسب الإحصائيات البريطانية، وحسب تصريحات سيدهم ونبيهم الجديد بوش 30 ألفا فقط.. عرسا أم إرهابا؟
فلماذا عندما يقاوم الإنسان المظلوم وفي بلده وعلىأرضه يتحول الى إرهابي؟، فهل العراقي المقاوم ذهب الى أميركا وشهر سلاحه بوجه الأميركيين، أم أن أميركا هي التي جاءت بجيوشها نحو العراق لتهدم دولة كاملة، وتهد جيشا محترما، لتختزل الدولة بالمنطقة الخضراء، وتبدل الجيش بالمليشيات التي تقتل على الهوية في العراق، فهل هذه نعمة وليس نقمة، وهل هذه الديموقراطية التي تتكلمون عنها، فأنها لا تصل الى 1% من ديموقراطية بنغلادش!!؟.
جميع هذه الأسئلة نطرحها على هؤلاء الذين سيجتمعون في العاصمة النمساوية ( فيينا) وتحت شعارهم البراق (( يداً بيد من أجل عالم آمن، ضد التطرف والإرهاب) فنقولها وبقوة لا يشرفنا أن نضع أيادينا بأياديكم، فأنكم تكذبون كل لحظة ودقيقة وساعة ويوم، فالذي وصل منكم لسدة الحكم وبدعم أميركي تحول الى ( إرهابي فضيع) فهل نسيتم ما فعله أصحابكم وأصدقائكم وزملائكم في خلية الدرس التي أسستها الدوائر الأميركية والغربية قبيل الحرب على العراق في ( ديترويت، ولندن، وجورجيا ، والكويت، واليونان، وقبرص ، وتركيا، والمنطقة الشمالية في العراق، والسويد، والمانيا ، وكندا، وقطر) وغيرها، فهل سمعتم بمجازر زملائكم في الكوفة و النجف الأشرف وفي الفلوجة والكوت والناصرية أم أن هذا لا يعنيكم؟، وهل سمعتم ما فعل زملائكم في سجون الجادرية وساحة النسور وغيرها أم أن هذا ليس من واجبكم؟،و هل سمعتم بالمجازر في الكرابلة والعبيدي والرمادي وبهرز وغيرها أم إن هذا إفتراء منا؟، وهل شاهدتم أو قرأتم كيف تم ألقاء القبض على خلية إنجليزية تقوم بالتفجيرات وزرع العبوات في البصرة أم أن هذا مشروعا كونهم أسيادا لكم؟ ، وهل شاهدتم الصور وهي تشرح لنا كيف يقتل هؤلاء المتعاقدين مع الجيش الأميركي الناس والعزل في شوارع العراق أم أن هذا المصور والصحفي من الإرهابيين؟، وهل شاهدتم الفيلم الذي يشرح بالصورة ماذا فعل الفسفور الأبيض بأجساد النساء والأطفال والشيوخ في الفلوجة،حيث أجسادهم وعظامهم مائعة، وملابسهم كاملة وتحت شعار ( الموت المحجّب أو المحتشم) هل شاهدتم أم إن المخرج والصحفي الإيطالي من أيتام صدام مثلما تتهمون من يخالفكم في الرأي؟.
وهناك مئات الأسئلة التي يجب أن نطرحها على هؤلاء الذين جاءوا من أجل مؤتمرهم هذا، والذي شعاره عكس باطنه، فهؤلاء جاءوا كي يخططوا من جديد وربما ضد سوريا ،وجاءوا كي يعالجوا الأخطاء التي وقعوا بها ومنها قبولهم الرشاوي من البنتاغون كي يمرروا مقالات وتحليلات لجنود أميركان وضباط أميركان وصهاينة في الصحف العراقية من أجل تحويل الهزيمة الى نصر ، لذا نحن نعتقد لا صحفكم شريفة ولا مجلاتكم ولا قنواتكم الفضائية فهي مجرد عاهرة تعرض لمن يدفع، والمشكلة تعرض على فراش أهلها ،وسرير زوجها ــ الله أكبر ــ .
لقد توزع بيان أولي عن هذا المؤتمر، وفيه يتباكون على ضحايا ما يسمى بالإرهاب في عمان، ولندن، والعراق، وأندونيسيا، والولايات المتحدة، وأسبانيا وغيرها، والتركيز جدا على أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، فهي وسائل رخيصة للإستجداء والتلاعب على عواطف المواطن الغربي، من أجل دعمهم في مناصبهم ومشاريعهم وجرائدهم وقنواتهم، أنه مؤتمر الإرتزاق والإستجداء الخليع وباسم الدين، وهي مزايدات رخيصة وإتهام للأهل والدين الذين ينتمون له، فمن منا لا يدين التفجيرات في أنفاق لندن ومدريد وفي كل بقعة من العالم ،فهي جرائم بحق الإبرياء، ولكن لماذا تلامسون القشور ولا تلامسوا لب المشكلة، لو كنتم فعلا أنتم اتيتم لمناقشة سبب ظاهرة الإرهاب، فالمشكلة هي ردات فعل لما يحصل في فلسطين والعراق وافغانستان من قهر وقتل وإستهتار بحقوق الإنسان والأديان والشعوب والكرامات، ونحن هنا لا نبرر تلك الأفعال والأعمال ، ولكن نبحث عن الحل والأسباب معا، وأنتم لا تجدون الحل إطلاقا، بل أنتم تزيدون النار حطبا، فبضائعتكم خاسرة أمام الشعوب العربية عامة والشعب العراقي كونكم شركاء بالجرائم التي تقوم بها الولايات المتحدة في العراق، لذا ليس لبضاعتكم سوقا هناك إلا عند الغربيين، وإنها جاءت من أجل الإرتزاق والنهب غير المشروع، وهنا لا نريد أن ندخل بسجال مع (المنظمة) التي دعت لهذا المؤتمر، فهي معروفه بأعضاءها وتوجهاتها ، وهي لا تختلف عن عمل وتوجهات الخلايا التي تأسست قبيل الحرب على العراق.
فبهذه المناسبة نعلم االقراء بأسماء بعض الذين سيحضرون الى هذا الإجتماع الذي سيعقد في فندق( هيلتون فيينا) وذلك من 21 ــ23 من الشهر الجاري ولعام 2006، ولكي تعرفوا غايات المؤتمر عليكم الإطلاع على ( بعض) الأسماء المدعوة والتي هي بعيدة عن المشروع الأميركي جــدددددددددددددددا....( والعاقل يفتهم):
1. د. أياد علاوي / رئيس وزراء حكومة الإحتلال الثانية
2. عفيف الأخضر/ تونس
3. جمال الدين البنا / مصر
4. د عزيز الحاج/ فرنسا
5. د سعد بن طفله العجمي / وزير كويتي سابق
6. حميد الكفائي/ ناطق باسم مجلس الحكم في فترة بول بريمر
7. محمد الهوني/ ليبيا
8. أياد جمال الدين/ جيران بول بريمر سابقا وزاده حاليا في المنطقة الخضراء/ رجل دين
9. د أحمد حسون بدر الدين/ مفتي سوريا !!!!!!!!!!
10. محمد عبد الجبار/ رئيس تحرير صحيفة الصباح الممولة أميركيا
11. د صالح القلاب / وزير أردني سابق( أصبح وزيرا لأشهر)
12. آية الله سعيد مهجراني/ أيراني / رئيس منظمة حوار الأديان
13. د عبد الخالق حسين / كاتب يمدح بالإحتلال/ عراقي
14. د عبد القادر الجنابي/ شاعرعراقي/ ومن المحررين في إيلاف ومن المؤيدين للمشروع الأميركي
15. محمد حمادي / إعلامي من الإمارات
16. د عبد الحميد الأنصاري/ عميد كلية الشريعة / قطر
17. الغامدي/ رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية
18. ويقول البيان هناك 100 شخصية أخرى فيبدو لا يريدون كشف هوياتهم
19. وطبعا معهم مجموعة تقيم في النمسا ومن المؤيدين للمشروع الأميركي والإحتلال لا داعي لذكر أسمائهم كي يبقى المقال متماسكا.
الى هنا وأترك الحكم للقارىء الفطن، كي يحلل ويعرف المغزى من هذا المؤتمر، والذي ليس بعيدا عن ما يحدث في العراق، وما سيحدث في سوريا ( شدّوا الأحزمة فالله مع الشعوب).
كاتب محلل سياسي
18/1/2006
samiriff@hotmail.com
هناك مخططات مشؤومة: الليبراليون الجُدد ومروجوا المشروع الأميركي يجتمعون في فيينا قريبا
بقلم: سمير عبيد *
لتكن البداية مع المثل العراقي العتيق الذي يقول ( عادت حليمة الى عادتها القديمة) حيث يجسّد هذا المثل عدم التوبة وتبرير الأشياء وتحت حجج وردية للوصول الى ما تريده حليمه، وحليمة اليوم متمثلة بالولايات المتحدة، والمروجين الى مشاريعها في منطقتنا، والذين أطلقنا عليهم تسمية ــ الليبرليون الجُدد ــ وهم خليط من الإسلاميين والماركسيين والبعثيين واليساريين والليبراليين والعلمانيين، والذين معظمهم من المتقاعدين أو المطرودين من أحزابهم ومنظماتهم ودولهم، أو فاشلين أو مستوطنين أو مغمورين، ولكنهم جميعا يقفون في خانة الإنتهازية وبيع المواقف بمزاد من يدفع أكثر.
لذا من الضروري التذكير بالمشروع الأميركي الذي جاء الى العراق والمنطقة، والذي هدفه فرض أجندة دولية جديدة وصولا الى سايكس بيكو جديدة، وهذا ما تجسّد في العراق ومن خلال الدستور العراقي المرعب الذي يجيز التقسيم، وولادة المشيخات في العراق ،وبحماية كهنوتية ذات قدسية، فأنها الديموقراطية الجديدة التي تبشر بها الولايات المتحدة.
ولهذا المشروع خطوط مكمله للخط العسكري والإستراتيجي والسياسي و منها (الخط الإعلامي والثقافي والفكري) فلأجل ــ الخط الإعلامي ــ دعمت الولايات المتحدة بعض الصحف العربية الكبرى والصغرى في داخل البلدان العربية وفي الخارج، ثم دعمت بعض المجلات والمواقع الإلكترونية، وأسست قسما كبيرا منها، وصولا لدعم كثير من الفضائيات العربية حيث أصبح الدعم أميركيا وبالملايين لهذه الواجهات، و من أجل التبشير بالمشروع الأميركي ،وإحتلال العقول قبل بسط الإحتلال الأميركي على الأرض والسماء والماء، أي تجارة التدليس واللعب على مشاعر الناس وإفساد أذواقها وفرض عليها ثقافة جديدة ووافدة من شوارع وحارات أميركا، والإصرار على تعميم ثقافة الهيشك بيشك.
اما لأجل ـ الخط الثقافي ــ فهم قرروا تغيير المناهج التربوية والدراسية على هواهم ومزاجهم، وبدعم من الذين أبتلت بهم الأمة العربية والإسلامية وهم ( الليبراليون الجُدد) ففي الكويت مثلا حيث تم طبع وتوزيع (القرآن الأميركي) الجديد بعنوان ( كتاب الفرقان) ولقد تم نشره وتوزيعه على شبكات الإنترنيت، ناهيك عن الدس والحذف في كتب التربية الوطنية والتاريخ، والإنتقاص من القادة العظام وتغيير مفاهيم الشعوب من الكرامة نحو الإنبطاح، ومن الشرف والعفة صوب الإسترخاص، ومن الدفاع عن الوطن نحو الدفاع عن الطائفة، ومن المقاومة الشريفة نحو التثقيف على أنها إرهابا.
أما لأجل ــ الخط الفكري ــ فهم فتحوا المراكز الإستراتيجية والمعاهد التي تُعنى بالتنمية والديموقراطية وحقوق الإنسان والمرأة والطفل والشفافية وغيرها من العناوين البراقة في دولنا العربية وفي الخارج، وكانت سببا رئيسيا في التعجيل نحو الحرب على العراق، ونحو التأزم على سوريا ولبنان، حيث تطوعت تلك المراكز والمعاهد المدعومة من دوائر أميركية معظمها يؤمن بالمشاريع الصهيونية من أجل تقديم الدراسات والمشورات التي تفرش الأرض نحو الإحتلال والهيمنة بحجة الشعارات الكاذبة والزائفة،والتي فضحتها الأحداث والأفعال بعد سقوط نظام صدام حسين، حيث تبينت أنها واجهات كارتونية مهمتها التسفيه والضحك على عقول الناس، فمن منا لايريد التغيير والتجديد،ولكن ليس بهذه الطريقة الفوضوية والإنقلابية التي تقود الى الكارثة ونسيان الهدف ،حيث بعد حين ستصبح شعوبنا العربية كالغراب الذي أراد تقليد مشية الحمامة فنسى مشيته ولم يتعلم مشية الحمامة، فبقي ( ينطنط ) وتارة يقفز وتارة يطير.
لذا فهؤلاء الذين نطلق عليهم تسمية (الليبراليون الجُدد) أو الذين يلعقون الموائد في الغرف السرية، ما هم إلا الخطر الحقيقي على أجيالنا وشعوبنا وثقافتنا وديننا وحضارتنا، حيث يريدون طمس كل ماهو جميل وقوي ومتين وإستبداله بالهجين والُمزروق المدفوع الثمن، وتحت ديموقراطية الـ ( ميك آب) التي تخدع الناس والعيون والأذواق والعقول، فهؤلاء هم سبب البلاء على شعوبنا، وسبب قدوم الولايات المتحدة الأميركية لتدوس على كرامتنا في العراق، وفي أفغانستان وفلسطين ولبنان والبقية تأتي، وتحت مبدأ إستراتيجية الحروب الإستباقية التي تقررت نتيجة أحداث لحد الآن المؤلف لها والقاضي والمحامي والناشر والمحلّف هي الولايات المتحدة ونقصد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ( والتي ندينها بشدة كونها حصدت أرواح الأبرياء).
لذا نتحدى ليبراليا واحدا من هؤلاء يقنعنا إن من قام بذلك تنظيم القاعدة أو طالبان أو خلايا إسلامية أو غيرها، فليس هناك دليلا واحدا يؤيد النظرية الأميركية، بل هناك أدلة عديدة ومنها تحول الى كتب وصور تفند الرواية الأميركية، ولكن الغاية منها هي الحرب القذرة التي نراها في العراق، وهي حربا حضارية ودينية وثقافية، ومن يعتقد غير ذلك عليه التمحيص والتحليل، وماالتهديد القذر على سوريا من خلال إستخدام دم المرحوم الحريري شماعة وسبببا رخيصا نحو خنق الشعب السوري إلا بلطجة جديدة، وهكذا في لبنان الذي يقف على كف عفريت، فهل ما نراه في فلسطين والعراق ليس إرهابا وليس إجراما؟.
وحيث الطائرات والمدافع والدبابات تحصد بأرواح العراقيين والفلسطينيين، فهل هؤلاء من الإرهابيين ومنذ متى أصبحت هذه الشعوب إرهابية؟، وهناك شركات المتعاقدين تقتل بالأبرياء العراقيين وعلى مرآى من عدسات الكاميرات، فهل هذه مجاملة أم تمرين أم إرهاب؟، وهل قتل 100 ألف عراقي بريء حسب الإحصائيات البريطانية، وحسب تصريحات سيدهم ونبيهم الجديد بوش 30 ألفا فقط.. عرسا أم إرهابا؟
فلماذا عندما يقاوم الإنسان المظلوم وفي بلده وعلىأرضه يتحول الى إرهابي؟، فهل العراقي المقاوم ذهب الى أميركا وشهر سلاحه بوجه الأميركيين، أم أن أميركا هي التي جاءت بجيوشها نحو العراق لتهدم دولة كاملة، وتهد جيشا محترما، لتختزل الدولة بالمنطقة الخضراء، وتبدل الجيش بالمليشيات التي تقتل على الهوية في العراق، فهل هذه نعمة وليس نقمة، وهل هذه الديموقراطية التي تتكلمون عنها، فأنها لا تصل الى 1% من ديموقراطية بنغلادش!!؟.
جميع هذه الأسئلة نطرحها على هؤلاء الذين سيجتمعون في العاصمة النمساوية ( فيينا) وتحت شعارهم البراق (( يداً بيد من أجل عالم آمن، ضد التطرف والإرهاب) فنقولها وبقوة لا يشرفنا أن نضع أيادينا بأياديكم، فأنكم تكذبون كل لحظة ودقيقة وساعة ويوم، فالذي وصل منكم لسدة الحكم وبدعم أميركي تحول الى ( إرهابي فضيع) فهل نسيتم ما فعله أصحابكم وأصدقائكم وزملائكم في خلية الدرس التي أسستها الدوائر الأميركية والغربية قبيل الحرب على العراق في ( ديترويت، ولندن، وجورجيا ، والكويت، واليونان، وقبرص ، وتركيا، والمنطقة الشمالية في العراق، والسويد، والمانيا ، وكندا، وقطر) وغيرها، فهل سمعتم بمجازر زملائكم في الكوفة و النجف الأشرف وفي الفلوجة والكوت والناصرية أم أن هذا لا يعنيكم؟، وهل سمعتم ما فعل زملائكم في سجون الجادرية وساحة النسور وغيرها أم أن هذا ليس من واجبكم؟،و هل سمعتم بالمجازر في الكرابلة والعبيدي والرمادي وبهرز وغيرها أم إن هذا إفتراء منا؟، وهل شاهدتم أو قرأتم كيف تم ألقاء القبض على خلية إنجليزية تقوم بالتفجيرات وزرع العبوات في البصرة أم أن هذا مشروعا كونهم أسيادا لكم؟ ، وهل شاهدتم الصور وهي تشرح لنا كيف يقتل هؤلاء المتعاقدين مع الجيش الأميركي الناس والعزل في شوارع العراق أم أن هذا المصور والصحفي من الإرهابيين؟، وهل شاهدتم الفيلم الذي يشرح بالصورة ماذا فعل الفسفور الأبيض بأجساد النساء والأطفال والشيوخ في الفلوجة،حيث أجسادهم وعظامهم مائعة، وملابسهم كاملة وتحت شعار ( الموت المحجّب أو المحتشم) هل شاهدتم أم إن المخرج والصحفي الإيطالي من أيتام صدام مثلما تتهمون من يخالفكم في الرأي؟.
وهناك مئات الأسئلة التي يجب أن نطرحها على هؤلاء الذين جاءوا من أجل مؤتمرهم هذا، والذي شعاره عكس باطنه، فهؤلاء جاءوا كي يخططوا من جديد وربما ضد سوريا ،وجاءوا كي يعالجوا الأخطاء التي وقعوا بها ومنها قبولهم الرشاوي من البنتاغون كي يمرروا مقالات وتحليلات لجنود أميركان وضباط أميركان وصهاينة في الصحف العراقية من أجل تحويل الهزيمة الى نصر ، لذا نحن نعتقد لا صحفكم شريفة ولا مجلاتكم ولا قنواتكم الفضائية فهي مجرد عاهرة تعرض لمن يدفع، والمشكلة تعرض على فراش أهلها ،وسرير زوجها ــ الله أكبر ــ .
لقد توزع بيان أولي عن هذا المؤتمر، وفيه يتباكون على ضحايا ما يسمى بالإرهاب في عمان، ولندن، والعراق، وأندونيسيا، والولايات المتحدة، وأسبانيا وغيرها، والتركيز جدا على أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، فهي وسائل رخيصة للإستجداء والتلاعب على عواطف المواطن الغربي، من أجل دعمهم في مناصبهم ومشاريعهم وجرائدهم وقنواتهم، أنه مؤتمر الإرتزاق والإستجداء الخليع وباسم الدين، وهي مزايدات رخيصة وإتهام للأهل والدين الذين ينتمون له، فمن منا لا يدين التفجيرات في أنفاق لندن ومدريد وفي كل بقعة من العالم ،فهي جرائم بحق الإبرياء، ولكن لماذا تلامسون القشور ولا تلامسوا لب المشكلة، لو كنتم فعلا أنتم اتيتم لمناقشة سبب ظاهرة الإرهاب، فالمشكلة هي ردات فعل لما يحصل في فلسطين والعراق وافغانستان من قهر وقتل وإستهتار بحقوق الإنسان والأديان والشعوب والكرامات، ونحن هنا لا نبرر تلك الأفعال والأعمال ، ولكن نبحث عن الحل والأسباب معا، وأنتم لا تجدون الحل إطلاقا، بل أنتم تزيدون النار حطبا، فبضائعتكم خاسرة أمام الشعوب العربية عامة والشعب العراقي كونكم شركاء بالجرائم التي تقوم بها الولايات المتحدة في العراق، لذا ليس لبضاعتكم سوقا هناك إلا عند الغربيين، وإنها جاءت من أجل الإرتزاق والنهب غير المشروع، وهنا لا نريد أن ندخل بسجال مع (المنظمة) التي دعت لهذا المؤتمر، فهي معروفه بأعضاءها وتوجهاتها ، وهي لا تختلف عن عمل وتوجهات الخلايا التي تأسست قبيل الحرب على العراق.
فبهذه المناسبة نعلم االقراء بأسماء بعض الذين سيحضرون الى هذا الإجتماع الذي سيعقد في فندق( هيلتون فيينا) وذلك من 21 ــ23 من الشهر الجاري ولعام 2006، ولكي تعرفوا غايات المؤتمر عليكم الإطلاع على ( بعض) الأسماء المدعوة والتي هي بعيدة عن المشروع الأميركي جــدددددددددددددددا....( والعاقل يفتهم):
1. د. أياد علاوي / رئيس وزراء حكومة الإحتلال الثانية
2. عفيف الأخضر/ تونس
3. جمال الدين البنا / مصر
4. د عزيز الحاج/ فرنسا
5. د سعد بن طفله العجمي / وزير كويتي سابق
6. حميد الكفائي/ ناطق باسم مجلس الحكم في فترة بول بريمر
7. محمد الهوني/ ليبيا
8. أياد جمال الدين/ جيران بول بريمر سابقا وزاده حاليا في المنطقة الخضراء/ رجل دين
9. د أحمد حسون بدر الدين/ مفتي سوريا !!!!!!!!!!
10. محمد عبد الجبار/ رئيس تحرير صحيفة الصباح الممولة أميركيا
11. د صالح القلاب / وزير أردني سابق( أصبح وزيرا لأشهر)
12. آية الله سعيد مهجراني/ أيراني / رئيس منظمة حوار الأديان
13. د عبد الخالق حسين / كاتب يمدح بالإحتلال/ عراقي
14. د عبد القادر الجنابي/ شاعرعراقي/ ومن المحررين في إيلاف ومن المؤيدين للمشروع الأميركي
15. محمد حمادي / إعلامي من الإمارات
16. د عبد الحميد الأنصاري/ عميد كلية الشريعة / قطر
17. الغامدي/ رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية
18. ويقول البيان هناك 100 شخصية أخرى فيبدو لا يريدون كشف هوياتهم
19. وطبعا معهم مجموعة تقيم في النمسا ومن المؤيدين للمشروع الأميركي والإحتلال لا داعي لذكر أسمائهم كي يبقى المقال متماسكا.
الى هنا وأترك الحكم للقارىء الفطن، كي يحلل ويعرف المغزى من هذا المؤتمر، والذي ليس بعيدا عن ما يحدث في العراق، وما سيحدث في سوريا ( شدّوا الأحزمة فالله مع الشعوب).
كاتب محلل سياسي
18/1/2006
samiriff@hotmail.com