منصور بالله
17-01-2006, 10:53 PM
لماذا يتخوف العرب من التسلح النووي الإيراني
شبكة البصرة
د. محمد صالح المسفر - الشرق القطرية
بداية فإني من أنصار تسلح العرب والمسلمين عموماً بالسلاح الرادع الفعال، سلاح يرهبون به عدو الله وعدوهم، دفاعا عن الإنسان والأوطان والثروات. عبر التاريخ فإن العرب هم محط جميع الغزوات الباغية عليهم من فرس ومغول وتتار وصليبيين وصهاينة، قد يسأل سائل لماذا هذا الاستهداف للعرب منذ القدم؟ في تقديري لأنهم يحملون بين أيديهم مشروعا إنسانيا حضاريا من اجل احترام الإنسان والمساواة بين عباد الرحمن، يملكون مشروع تغيير إلى الأفضل ورفض العبودية والهيمنة والاستبداد بخيرات الأرض كما يفعل النظام الرأسمالي الذي هو الباعث لكل الحروب والأزمات عبر العالم من اجل الهيمنة على مصادر الثروات، إلى جانب المشروع الحضاري الإنساني الذي بيد العرب فإن أرضهم تملك تحت صعيدها اكبر مخزون للطاقة والثروات الاستراتيجية، إنها تملك مفاتيح المواصلات العالمية جوا وبرا وبحرا. إنها تملك كل مقومات القوة والقدرة للتصدي والمواجهة للبغاة الطامعين في خيرات الشعوب التي منحها الله لعباده أصحاب الأرض، مثال لتلك القوة والقدرة ما يجري في العراق اليوم وكذلك فلسطين في مواجهة البغاة رغم تفوقهم. إن العالم يعرف القدرات ويعرف مصادر القوة عند العرب وعلى ذلك أمعنوا في تفريق الصفوف بين مكونات هذه الأمة وأوقعوا الكثير من قادتها في براثن الفساد والرذائل وحالوا دون تسلحهم كما يجب وأبقوهم مجالا حيويا لشراء ما تنتجه مصانع الغرب لهم من أسلحة ذات قدرات متواضعة فأصبحوا بذلك أسرى أمام القوى الباغية.
السؤال الذي يجب طرحه هو لماذا التخوف العربي من امتلاك إيران للسلاح النووي؟ يرى البعض أن جمهورية إيران الإسلامية ومن قبلها نظام شاه إيران لم يظهروا حسن النوايا تجاه جيرانهم العرب، فقد كانت أطماع إيران وما برحت في مملكة البحرين، وما زالت تحتل الجزر الثلاث التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة لأكثر من ثلاثين عاما، وما انفكت مشكلة الحدود البحرية معلقة بين الكويت والسعودية وإيران وكذلك بعض دول مجلس التعاون الأخرى. إنها ترفض رفضا قاطعا حق العرب حتى في استخدام كلمة الخليج العربي، وقد هددت بمقاطعة فعاليات آسياد المزمع إقامتها في قطر هذا العام إذا رأت شعارا مكتوبا أو مرسوما يدل ضمنا أو صراحة على استخدام عبارة الخليج العربي. لم تقبل بتسمية الخليج باسم «الخليج الإسلامي» ولم تقبل بتسميته «خليج الطاقة» لم تسمح باستخدام عبارة وكالة أنباء الخليج العربي، لم ترد الطائرات العراقية اللاجئة إليها أثناء حرب عام 1991م، التي شنتها قوات التحالف ضد العراق الشقيق، وتعاونت مع أمريكا لاحتلال العراق عام 2003 بإدخال جحافل الغوغائية واللصوص وجحافل الشعوبيين للانتقام من العراق فعاثوا فيه فساداً ونهباً وسلباً وما انفكوا يفعلون، أججت الصراع بين فئات الشعب العراقي قبل سقوط النظام السياسي - أحداث مارس 1991م - وبعده وما زالت قواتها فاعلة داخل العراق بشكل كثيف لا تساعده على الاستقرار.
من هذا المنطلق يقول أصحاب هذا الرأي كيف نطمئن على مستقبلنا ومستقبل أجيالنا إذا امتلكت إيران سلاحا نوويا أو أي نوع من أسلحة الدمار الشامل؟ إيران دولة من دول العالم الثالث وهي لا تملك التقنية المتقدمة للحيلولة دون وقوع تسرب نووي إلى الأجواء والمياه الخليجية، علماً أن الدول الخليجية تعتمد في حياتها اليومية على تحلية مياه الخليج، وما هي الضمانات التي تمنع إيران استخدام هذا السلاح الفتاك في حالة وقوع خلاف بينها وبين أي من دول حوض الخليج العربي، وقد علمنا استخدامها للأسلحة المحرمة دوليا في حربها مع العراق في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي ومأساة حلبشة الكردية شاهد على ذلك كما تقول تقارير وزارة الدفاع الأمريكية.
إن الخطر الأعظم على عالمنا العربي هو الخطر الصهيوني الجاثم على ارض فلسطين والجولان، انه خطر عقائدي وخطر سلاح أن منطقة الخليج العربي تحيطها دول متسلحة نوويا وهي الهند والباكستان وإسرائيل وهذه إيران تطرق الباب، في حالة إيران لا يغرنكم الضجيج الأمريكي حول تسلحها والمد والجزر الأوروبي في هذا الشأن إنهم لا يمانعون من امتلاك إيران للتقنية العسكرية مادامت غير موجهة للكيان الصهيوني.
والسؤال الثاني الذي يجب طرحه، لماذا العرب لا يلجون هذا الميدان، فلديهم المال والعلماء والصحاري الواسعة لإجراء تجاربهم، والسوق العالمي مملوء «بالمعرفة» في هذا المجال قابل للبيع والشراء؟ مع الأسف الشديد أستطيع القول إن معظم قادتنا لا يعرفون عدوهم ويعتقدون أنهم باصطفافهم إلى جانب الإمبراطورية الجديدة أمريكا ستكون واقية لهم من كل خطر وهذا أمر مخيف، فأمريكا لا تعرف الصداقة وإنما المصالح فإذا رأت أن أرباحها ستتحقق بأعلى معدلات الربح إذا اصطفت إلى جانب إيران أو الهند أو إسرائيل فإنها سرعان ما تنقلب على أصدقائها العرب، والتاريخ مملوء بالعبر لمن يعتبر.
للخروج من هذا الخوف والتخوف العربي من تسلح إيران فإن الحل الامثل هو التسلح بمثل ما يتسلحون به وليس بتكديس السلاح التقليدي كما يفعل قادة دول الخليج والجزيرة العربية، إيران تملك قوة بحرية لا يستهان بها متضمنة عدداً من الغواصات الحربية بينما دول مجلس التعاون لا تملك بين قواتها البحرية غواصات وهي دول مستهدفة وتطل على ثلاثة بحار غاية في الأهمية وقواتها البرية لا تقارن بقوات إيران وكذلك قوتها الصاروخية.
آخر القول: إن العدو يتربص بكم من كل جانب فعدوا لهم ما استطعتم من قوة وألا فإنكم تقودوننا - أوطانا وشعوبا - إلى التهلكة.
شبكة البصرة
الثلاثاء 17 ذو الحجة 1426 / 17 كانون الثاني 2006
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
شبكة البصرة
د. محمد صالح المسفر - الشرق القطرية
بداية فإني من أنصار تسلح العرب والمسلمين عموماً بالسلاح الرادع الفعال، سلاح يرهبون به عدو الله وعدوهم، دفاعا عن الإنسان والأوطان والثروات. عبر التاريخ فإن العرب هم محط جميع الغزوات الباغية عليهم من فرس ومغول وتتار وصليبيين وصهاينة، قد يسأل سائل لماذا هذا الاستهداف للعرب منذ القدم؟ في تقديري لأنهم يحملون بين أيديهم مشروعا إنسانيا حضاريا من اجل احترام الإنسان والمساواة بين عباد الرحمن، يملكون مشروع تغيير إلى الأفضل ورفض العبودية والهيمنة والاستبداد بخيرات الأرض كما يفعل النظام الرأسمالي الذي هو الباعث لكل الحروب والأزمات عبر العالم من اجل الهيمنة على مصادر الثروات، إلى جانب المشروع الحضاري الإنساني الذي بيد العرب فإن أرضهم تملك تحت صعيدها اكبر مخزون للطاقة والثروات الاستراتيجية، إنها تملك مفاتيح المواصلات العالمية جوا وبرا وبحرا. إنها تملك كل مقومات القوة والقدرة للتصدي والمواجهة للبغاة الطامعين في خيرات الشعوب التي منحها الله لعباده أصحاب الأرض، مثال لتلك القوة والقدرة ما يجري في العراق اليوم وكذلك فلسطين في مواجهة البغاة رغم تفوقهم. إن العالم يعرف القدرات ويعرف مصادر القوة عند العرب وعلى ذلك أمعنوا في تفريق الصفوف بين مكونات هذه الأمة وأوقعوا الكثير من قادتها في براثن الفساد والرذائل وحالوا دون تسلحهم كما يجب وأبقوهم مجالا حيويا لشراء ما تنتجه مصانع الغرب لهم من أسلحة ذات قدرات متواضعة فأصبحوا بذلك أسرى أمام القوى الباغية.
السؤال الذي يجب طرحه هو لماذا التخوف العربي من امتلاك إيران للسلاح النووي؟ يرى البعض أن جمهورية إيران الإسلامية ومن قبلها نظام شاه إيران لم يظهروا حسن النوايا تجاه جيرانهم العرب، فقد كانت أطماع إيران وما برحت في مملكة البحرين، وما زالت تحتل الجزر الثلاث التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة لأكثر من ثلاثين عاما، وما انفكت مشكلة الحدود البحرية معلقة بين الكويت والسعودية وإيران وكذلك بعض دول مجلس التعاون الأخرى. إنها ترفض رفضا قاطعا حق العرب حتى في استخدام كلمة الخليج العربي، وقد هددت بمقاطعة فعاليات آسياد المزمع إقامتها في قطر هذا العام إذا رأت شعارا مكتوبا أو مرسوما يدل ضمنا أو صراحة على استخدام عبارة الخليج العربي. لم تقبل بتسمية الخليج باسم «الخليج الإسلامي» ولم تقبل بتسميته «خليج الطاقة» لم تسمح باستخدام عبارة وكالة أنباء الخليج العربي، لم ترد الطائرات العراقية اللاجئة إليها أثناء حرب عام 1991م، التي شنتها قوات التحالف ضد العراق الشقيق، وتعاونت مع أمريكا لاحتلال العراق عام 2003 بإدخال جحافل الغوغائية واللصوص وجحافل الشعوبيين للانتقام من العراق فعاثوا فيه فساداً ونهباً وسلباً وما انفكوا يفعلون، أججت الصراع بين فئات الشعب العراقي قبل سقوط النظام السياسي - أحداث مارس 1991م - وبعده وما زالت قواتها فاعلة داخل العراق بشكل كثيف لا تساعده على الاستقرار.
من هذا المنطلق يقول أصحاب هذا الرأي كيف نطمئن على مستقبلنا ومستقبل أجيالنا إذا امتلكت إيران سلاحا نوويا أو أي نوع من أسلحة الدمار الشامل؟ إيران دولة من دول العالم الثالث وهي لا تملك التقنية المتقدمة للحيلولة دون وقوع تسرب نووي إلى الأجواء والمياه الخليجية، علماً أن الدول الخليجية تعتمد في حياتها اليومية على تحلية مياه الخليج، وما هي الضمانات التي تمنع إيران استخدام هذا السلاح الفتاك في حالة وقوع خلاف بينها وبين أي من دول حوض الخليج العربي، وقد علمنا استخدامها للأسلحة المحرمة دوليا في حربها مع العراق في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي ومأساة حلبشة الكردية شاهد على ذلك كما تقول تقارير وزارة الدفاع الأمريكية.
إن الخطر الأعظم على عالمنا العربي هو الخطر الصهيوني الجاثم على ارض فلسطين والجولان، انه خطر عقائدي وخطر سلاح أن منطقة الخليج العربي تحيطها دول متسلحة نوويا وهي الهند والباكستان وإسرائيل وهذه إيران تطرق الباب، في حالة إيران لا يغرنكم الضجيج الأمريكي حول تسلحها والمد والجزر الأوروبي في هذا الشأن إنهم لا يمانعون من امتلاك إيران للتقنية العسكرية مادامت غير موجهة للكيان الصهيوني.
والسؤال الثاني الذي يجب طرحه، لماذا العرب لا يلجون هذا الميدان، فلديهم المال والعلماء والصحاري الواسعة لإجراء تجاربهم، والسوق العالمي مملوء «بالمعرفة» في هذا المجال قابل للبيع والشراء؟ مع الأسف الشديد أستطيع القول إن معظم قادتنا لا يعرفون عدوهم ويعتقدون أنهم باصطفافهم إلى جانب الإمبراطورية الجديدة أمريكا ستكون واقية لهم من كل خطر وهذا أمر مخيف، فأمريكا لا تعرف الصداقة وإنما المصالح فإذا رأت أن أرباحها ستتحقق بأعلى معدلات الربح إذا اصطفت إلى جانب إيران أو الهند أو إسرائيل فإنها سرعان ما تنقلب على أصدقائها العرب، والتاريخ مملوء بالعبر لمن يعتبر.
للخروج من هذا الخوف والتخوف العربي من تسلح إيران فإن الحل الامثل هو التسلح بمثل ما يتسلحون به وليس بتكديس السلاح التقليدي كما يفعل قادة دول الخليج والجزيرة العربية، إيران تملك قوة بحرية لا يستهان بها متضمنة عدداً من الغواصات الحربية بينما دول مجلس التعاون لا تملك بين قواتها البحرية غواصات وهي دول مستهدفة وتطل على ثلاثة بحار غاية في الأهمية وقواتها البرية لا تقارن بقوات إيران وكذلك قوتها الصاروخية.
آخر القول: إن العدو يتربص بكم من كل جانب فعدوا لهم ما استطعتم من قوة وألا فإنكم تقودوننا - أوطانا وشعوبا - إلى التهلكة.
شبكة البصرة
الثلاثاء 17 ذو الحجة 1426 / 17 كانون الثاني 2006
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس