Ya Kahee
16-01-2006, 06:06 AM
زياد طارق عزيز: طارق عزيز ليس من أشباه الرجال حتى يبيع وطنه!
شبكة البصرة
حوار فاطمة بن عبد الله الكرّاي
تونس ـ الشروق
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/attachment.php?attachmentid=1734&stc=1&d=1137380703
الاعتزاز بالوالد بدا هو نفسه.. والافتخار بصمود أحد رجالات العصر بدا هو نفسه.. على الخط الآخر من الهاتف، كان زياد طارق عزيز الابن الأكبر لوزير خارجية العراق الأسبق وأحد رفاق صدّام حسين في مرحلتي النضال من حياة العراق... كانت نبرته وهو يرد على أسئلتي تنم عن مشاعر طفل يتلهّف للقاء أمه وزوجته وأخته اللواتي كن في زيارة الى السيد طارق عزيز المعتقل بسجون الاحتلال الأمريكي... عند اجراء هذا اللقاء (أمس ظهرا) كانت الوالدة ومعها بنتاها وكنّتها وحفيدتها «رانيا» التي رآها الجد طارق عزيز لأول مرة بعد ولادتها وهو في المعتقل في طريقهن الى عمّان حيث مقر اقامة العائلة بعد ان صادر الاحتلال ومن معه منزل القيادي العراقي طارق عزيز... لم ينتظر «زياد» عودة الاهل من زيارة المعتقل، بحيث تمكن من كل المعلومات وردود الفعل التي لمستها الزائرات لرب الأسرة في معتقله السيء والذي لا يستجيب لأدنى ظروف الاعتقال...
بادرته بالسؤال عن آخر أخبار الوالد في المعتقل، فكان جوابه كما عهدته لما التقيته منذ سنتين في عمان يوم تسليم «بريمر» ما يسمى بمقاليد السلطة للعراقيين جواب فيه نخوة وهو يتحدث عن والده، وجواب فيه تفنيد شديد لما روّجه الاحتلال في فترات سابقة وربما لاحقة عن موقف طارق «عزيز» من النظام العراقي الذي كان هو أحد أركانه ومن صدّام حسين الذي كان أحد رفاقه ومرافقيه لأكثر من 40 عاما...
قال زياد طارق عزيز في معرض ردّه على السؤال:
آخرالاخبار هي ان أمي وأختي وزوجتي وابنتي رانيا (رضيعة) التقوا أبي بمعية المحامي الاستاذ «بديع عارف عزت» في معتقله لدى القوات الأمريكية... صحة أبي «تعبانة» ووجدوه يعاني من وضع صحي سيء، وبدون طاقم أسنان منذ ستة أشهر... وقالت لي الوالدة، إن وزنه تناقص كثيرا فعلاوة على معاناته من المرض، فهو يعتمد في أكله على السوائل فقط... وفي هذا التوقيت الشتوي والذي معروف بأنه بارد جدا في العراق، مازال والدي يرتدي ملابس صيفية... وأبلغ العائلة عند لقائه امس (أمس الاول الجمعة) انه لم يتلق أي «رزمة» من التي كنا نبعثها له عبر هيئة الصليب الاحمر الدولي... فأنا شخصيا بعثت له خلال سنة 2005 سبع (7) «رزم» فيها الملابس الشتوية وحليب و»بسكويت» لأننا نعلم بموضوع «طقم الاسنان»... أبي أكد لأمي انه لم يتلق وأي شيء، وكان تأكيده هذا أمام الأمريكان في المعتقل الذين يحضرون المقابلات... وهي على فكرة مقابلة لا تدوم اكثر من نصف ساعة.
هنا أردفت سؤالا استيضاحيا عن عدد الزيارات التي أمكن لعائلة طارق عزيز الحصول عليها طيلة مدة اعتقاله فقال محدثي مواصلا كلامه:
هذه المقابلة التي تمت امس (الاول) الجمعة هي الثالثة في غضون 34 شهرا هي مدة اعتقال والدي... علما وان طارق عزيز كان قد سلّم نفسه طوعا يوم 24 نيسان 2003... وهنا ربطت هذه المعلومة بما كان روّجه الأمريكان وجماعة مجلس الحكم وقتها من ان طارق عزيز سيكون الشاهد ضد النظام وضد صدّام حسين، فسألته عن سر تلك الحكايات وقبل ان يواصل زياد طارق عزيز حديثه عن حالة والده آثر القول: تتذكرين سيدتي انه منذ اعتقال أبي تحدث الامريكان وعملاؤهم على طارق عزيز وانه سكيون الشاهد الوحيد... ضد النظام وضد صدّام، لكن أبي فنّد تلك الأقاويل وقال بالحرف لمحاميه وللأمريكان : لن أشهد ضد السيد الرئيس صدّام حسين... ثم تعرفين أن الأمريكان كقوة احتلال لهم أساليب رخيصة... فمثلا آخر الأنباء عن المفرج عنهم من سجون الاحتلال، فقد كشف «صتّام القعود» انهم (الأمريكان) يساومون الجميع... بمن فيهم هو بالرغم من ان السيد «الكعود» ليس رجل سياسة... الأمريكان يريدون من المعتقلين ان ينتقدوا فترة الرئيس صدّام... لكنهم لم يتوفّقوا في ذلك وحتى ان هم وجدوا فقد وجدوا نزرا قليلا ممن تعاونوا معهم... وأبي ليس منهم... ولن يكون منهم... هذا أبي الذي أعرفه منذ ولدت.. منذ 40 عاما، هو نفسه لم يتغير... رجل مبادئ... وأن مثل تلك الأقاويل ليست من مبادئه ولا من تكوينه ولا علاقة لها بنضاله وبشخصيته... فالذي عاش كل هذا العمر على مبادئ الاخلاص للوطن.. وللفكرة.. لا يمكن ان يفرّط فيها في آخر عمره... أبي سلّم نفسه، لأنه على يقين أنه لم يكن على خطأ.. وقد سلّم نفسه حفاظا على أسرته... عندما استولوا على بيتنا (الأمريكان وقوات بدر كما ذكر بنفسه)...
الأمريكان كقوة احتلال يحاولون استمالة النفوس معهم... لكن هؤلاء من أمثال «أبوي» (والدي) ورفاقه هم رجال صادقون... ناضلوا واعتقلوا في السابق وهم لا يلجأون الى باريس لينتقدوا نظامهم بعد أن يكونوا قد نهبوا بلدهم... طارق عزيز ورفاقه رجال ليسوا أشباه رجال...
لم تزل النخوة والاعتزاز بوالده متواصلة حتى سألته ثانية عما قاله «الوالد» للعائلة التي زارته الجمعة في معتقله : لقد طلب منهم أبي أن نتّصل بالسيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية حتى يتدخل لدى الأمريكان وكذلك ما يسمى بالحاكم بالعراق حتى يفرجوا عنه او يحاكموه... المهم ان صحته وظروف اعتقاله السيئة لم تعد تحتمل.
أمي نقلت لي الصورة بالتفصيل.. عبر الهاتف، كان والدي يبدو هزيلا جسديا لكنه مرتفع المعنويات بشكل كبير... همته عالية... وكان يوصي الاهل بأن نصمد... نعم كان يشجعهم على الصمود بمعنويات عالية... كان شديد الفرح بحفيدته رانيا ابنتي التي جاءت للدنيا وجدها في المعتقل، تماما كما ازددت أنا سنة 1966 وكان والدي في المعتقل... وقابلني أول مرة وهو في المعتقل حين أخذتني أمي اليه... التاريخ بعيد نفسه مع طارق عزيز...
قال زياد طارق عزيز... لم يكن بيد العائلة ما تفعله مع رئيسها المعتقل، فالامور الصحية من مسؤوليات الجهة التي تقوم بالاعتقال... وهنا شدد زياد طارق عزيز انه سيقصد اليوم الاحد مكتب الصليب الاحمر في عمان حتى يستفسر ويشكو وضع والده، ولماذا لم تصل الامتعة المرسلة من العائلة سواء من عمان أو من بغداد عبر الصليب الاحمر الى المعتقل طارق عزيز.
أما عن اطلاق سراحه وهل ان للمحامي خطة في ذلك فقد رد محدثي وهو يتروى في الاجابة بعد السؤال:
الجميع يعلم ان اطلاق السراح هو قرار بيد الامريكان... وليس قرارا عراقيا... المحامي أرسل مناشدات الى زلماي خليل زادة الحاكم الامريكي للعراق وأرسل مناشدات الى البابا ولبوش... ولكل الذين يتشدقون بالانسانية... فإلى الآن لم توجه لوالدي تهمه، فإما ان يحاكموه او يطلقوا سراحه... ونحن نطالب من جهتنا كعائلة بفريق طبي محايد ومستقل من الصليب الاحمر او الاخضر لا يهم، المهم ان يصدر تقريرا موضوعيا عن صحة والدي... فقد أصبح والدي متباطئا في الكلام والنطق... ونحن نشك ان يكون عرضة الى جلطة أخرى مثل التي حدثت معه قبل الغزو والحرب في مارس 2003 نحن نحمّل الاحتلال وما يسمى بالحكومة العراقية مسؤولية حياة وصحة والدي طارق عزيز... أبي يقبع في سجن بمكان بائس.
شبكة البصرة
الاحد 15 ذو الحجة 1426 / 15 كانون الثاني 2006
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
شبكة البصرة
حوار فاطمة بن عبد الله الكرّاي
تونس ـ الشروق
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/attachment.php?attachmentid=1734&stc=1&d=1137380703
الاعتزاز بالوالد بدا هو نفسه.. والافتخار بصمود أحد رجالات العصر بدا هو نفسه.. على الخط الآخر من الهاتف، كان زياد طارق عزيز الابن الأكبر لوزير خارجية العراق الأسبق وأحد رفاق صدّام حسين في مرحلتي النضال من حياة العراق... كانت نبرته وهو يرد على أسئلتي تنم عن مشاعر طفل يتلهّف للقاء أمه وزوجته وأخته اللواتي كن في زيارة الى السيد طارق عزيز المعتقل بسجون الاحتلال الأمريكي... عند اجراء هذا اللقاء (أمس ظهرا) كانت الوالدة ومعها بنتاها وكنّتها وحفيدتها «رانيا» التي رآها الجد طارق عزيز لأول مرة بعد ولادتها وهو في المعتقل في طريقهن الى عمّان حيث مقر اقامة العائلة بعد ان صادر الاحتلال ومن معه منزل القيادي العراقي طارق عزيز... لم ينتظر «زياد» عودة الاهل من زيارة المعتقل، بحيث تمكن من كل المعلومات وردود الفعل التي لمستها الزائرات لرب الأسرة في معتقله السيء والذي لا يستجيب لأدنى ظروف الاعتقال...
بادرته بالسؤال عن آخر أخبار الوالد في المعتقل، فكان جوابه كما عهدته لما التقيته منذ سنتين في عمان يوم تسليم «بريمر» ما يسمى بمقاليد السلطة للعراقيين جواب فيه نخوة وهو يتحدث عن والده، وجواب فيه تفنيد شديد لما روّجه الاحتلال في فترات سابقة وربما لاحقة عن موقف طارق «عزيز» من النظام العراقي الذي كان هو أحد أركانه ومن صدّام حسين الذي كان أحد رفاقه ومرافقيه لأكثر من 40 عاما...
قال زياد طارق عزيز في معرض ردّه على السؤال:
آخرالاخبار هي ان أمي وأختي وزوجتي وابنتي رانيا (رضيعة) التقوا أبي بمعية المحامي الاستاذ «بديع عارف عزت» في معتقله لدى القوات الأمريكية... صحة أبي «تعبانة» ووجدوه يعاني من وضع صحي سيء، وبدون طاقم أسنان منذ ستة أشهر... وقالت لي الوالدة، إن وزنه تناقص كثيرا فعلاوة على معاناته من المرض، فهو يعتمد في أكله على السوائل فقط... وفي هذا التوقيت الشتوي والذي معروف بأنه بارد جدا في العراق، مازال والدي يرتدي ملابس صيفية... وأبلغ العائلة عند لقائه امس (أمس الاول الجمعة) انه لم يتلق أي «رزمة» من التي كنا نبعثها له عبر هيئة الصليب الاحمر الدولي... فأنا شخصيا بعثت له خلال سنة 2005 سبع (7) «رزم» فيها الملابس الشتوية وحليب و»بسكويت» لأننا نعلم بموضوع «طقم الاسنان»... أبي أكد لأمي انه لم يتلق وأي شيء، وكان تأكيده هذا أمام الأمريكان في المعتقل الذين يحضرون المقابلات... وهي على فكرة مقابلة لا تدوم اكثر من نصف ساعة.
هنا أردفت سؤالا استيضاحيا عن عدد الزيارات التي أمكن لعائلة طارق عزيز الحصول عليها طيلة مدة اعتقاله فقال محدثي مواصلا كلامه:
هذه المقابلة التي تمت امس (الاول) الجمعة هي الثالثة في غضون 34 شهرا هي مدة اعتقال والدي... علما وان طارق عزيز كان قد سلّم نفسه طوعا يوم 24 نيسان 2003... وهنا ربطت هذه المعلومة بما كان روّجه الأمريكان وجماعة مجلس الحكم وقتها من ان طارق عزيز سيكون الشاهد ضد النظام وضد صدّام حسين، فسألته عن سر تلك الحكايات وقبل ان يواصل زياد طارق عزيز حديثه عن حالة والده آثر القول: تتذكرين سيدتي انه منذ اعتقال أبي تحدث الامريكان وعملاؤهم على طارق عزيز وانه سكيون الشاهد الوحيد... ضد النظام وضد صدّام، لكن أبي فنّد تلك الأقاويل وقال بالحرف لمحاميه وللأمريكان : لن أشهد ضد السيد الرئيس صدّام حسين... ثم تعرفين أن الأمريكان كقوة احتلال لهم أساليب رخيصة... فمثلا آخر الأنباء عن المفرج عنهم من سجون الاحتلال، فقد كشف «صتّام القعود» انهم (الأمريكان) يساومون الجميع... بمن فيهم هو بالرغم من ان السيد «الكعود» ليس رجل سياسة... الأمريكان يريدون من المعتقلين ان ينتقدوا فترة الرئيس صدّام... لكنهم لم يتوفّقوا في ذلك وحتى ان هم وجدوا فقد وجدوا نزرا قليلا ممن تعاونوا معهم... وأبي ليس منهم... ولن يكون منهم... هذا أبي الذي أعرفه منذ ولدت.. منذ 40 عاما، هو نفسه لم يتغير... رجل مبادئ... وأن مثل تلك الأقاويل ليست من مبادئه ولا من تكوينه ولا علاقة لها بنضاله وبشخصيته... فالذي عاش كل هذا العمر على مبادئ الاخلاص للوطن.. وللفكرة.. لا يمكن ان يفرّط فيها في آخر عمره... أبي سلّم نفسه، لأنه على يقين أنه لم يكن على خطأ.. وقد سلّم نفسه حفاظا على أسرته... عندما استولوا على بيتنا (الأمريكان وقوات بدر كما ذكر بنفسه)...
الأمريكان كقوة احتلال يحاولون استمالة النفوس معهم... لكن هؤلاء من أمثال «أبوي» (والدي) ورفاقه هم رجال صادقون... ناضلوا واعتقلوا في السابق وهم لا يلجأون الى باريس لينتقدوا نظامهم بعد أن يكونوا قد نهبوا بلدهم... طارق عزيز ورفاقه رجال ليسوا أشباه رجال...
لم تزل النخوة والاعتزاز بوالده متواصلة حتى سألته ثانية عما قاله «الوالد» للعائلة التي زارته الجمعة في معتقله : لقد طلب منهم أبي أن نتّصل بالسيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية حتى يتدخل لدى الأمريكان وكذلك ما يسمى بالحاكم بالعراق حتى يفرجوا عنه او يحاكموه... المهم ان صحته وظروف اعتقاله السيئة لم تعد تحتمل.
أمي نقلت لي الصورة بالتفصيل.. عبر الهاتف، كان والدي يبدو هزيلا جسديا لكنه مرتفع المعنويات بشكل كبير... همته عالية... وكان يوصي الاهل بأن نصمد... نعم كان يشجعهم على الصمود بمعنويات عالية... كان شديد الفرح بحفيدته رانيا ابنتي التي جاءت للدنيا وجدها في المعتقل، تماما كما ازددت أنا سنة 1966 وكان والدي في المعتقل... وقابلني أول مرة وهو في المعتقل حين أخذتني أمي اليه... التاريخ بعيد نفسه مع طارق عزيز...
قال زياد طارق عزيز... لم يكن بيد العائلة ما تفعله مع رئيسها المعتقل، فالامور الصحية من مسؤوليات الجهة التي تقوم بالاعتقال... وهنا شدد زياد طارق عزيز انه سيقصد اليوم الاحد مكتب الصليب الاحمر في عمان حتى يستفسر ويشكو وضع والده، ولماذا لم تصل الامتعة المرسلة من العائلة سواء من عمان أو من بغداد عبر الصليب الاحمر الى المعتقل طارق عزيز.
أما عن اطلاق سراحه وهل ان للمحامي خطة في ذلك فقد رد محدثي وهو يتروى في الاجابة بعد السؤال:
الجميع يعلم ان اطلاق السراح هو قرار بيد الامريكان... وليس قرارا عراقيا... المحامي أرسل مناشدات الى زلماي خليل زادة الحاكم الامريكي للعراق وأرسل مناشدات الى البابا ولبوش... ولكل الذين يتشدقون بالانسانية... فإلى الآن لم توجه لوالدي تهمه، فإما ان يحاكموه او يطلقوا سراحه... ونحن نطالب من جهتنا كعائلة بفريق طبي محايد ومستقل من الصليب الاحمر او الاخضر لا يهم، المهم ان يصدر تقريرا موضوعيا عن صحة والدي... فقد أصبح والدي متباطئا في الكلام والنطق... ونحن نشك ان يكون عرضة الى جلطة أخرى مثل التي حدثت معه قبل الغزو والحرب في مارس 2003 نحن نحمّل الاحتلال وما يسمى بالحكومة العراقية مسؤولية حياة وصحة والدي طارق عزيز... أبي يقبع في سجن بمكان بائس.
شبكة البصرة
الاحد 15 ذو الحجة 1426 / 15 كانون الثاني 2006
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس