المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الورطة الشيعية !



bufaris
13-01-2006, 10:20 PM
الورطة الشيعية !


جناية الاحزاب الشيعية ومن ورائها المرجعية لا تستثني الشيعة في العراق بل تشملهم، ويمكنك القول ان نتائجها اخطر على الشيعة من سواهم !

وبوادر الفشل الأكيد للمشروع الصفوي على ارض الرافدين جعل ادواته يتخبطون فيكشفون ما حقه الاخفاء في سباق مع زمن لن يكون في مصلحتهم حتما واذا كان قادة الاحزاب و روؤساء المذهب لا يأوون الى اسرتهم دون تفحص الحقائب والرزم قرب الوسادات استعدادا للهرب؛ فان الهرب ليس وسيلة سهلة يتمكن الجميع من فعلها في الوقت المناسب !.

هؤلاء القادة و الروؤساء ورطوا عوام الشيعة في العراق مثلما ورطوا الشيعة في كل مكان فجعلوهم في حالة دفاع عن المذهب الذي يتهم بالعمالة للامريكان والتعاون معهم في تدمير البلاد ونهبها والسعي لتقسيم العراق بالتوافق والتواطئ مع المحتلين والصهاينة والذي جعل التوريط سهلا، ان الادوات المنفذه للمشروع الانكلو/صفوي تتعامل مع جموع اغلبها جاهل، منقاد للمراجع من دونهم، يحركونهم حيث تشاء مصلحتهم التي هي في الغالب روح القطيع التي تغذيها المؤسسة الشيعية في العراق من تابعيها احجارا على رقعة شطرنج.

ومن المعلوم ان التشيع، منذ نشأته الاولى، وهو كيان حزبي اكثر من كونه مذهبا في الفقه، هو حزب يستند على مؤسسة حركية لها قيادات تراتبية، و وكلاء ميدانيين ونظام للجباية الدائمة (باسم الخُمس او سهم السيد) فضلا عن النذور والتبرعات والكفارات، ولهذا الكيان قدرة واسعة على جمع الانصار سواء باستغلال التجمعات عند زيارات قبور الائمة، او بالفتوى والتحريض لحشد المتظاهرين لاستعراض القوة او للضغط السياسي او لارهاب الخصوم !

والذي يعطي الاحزاب الشيعية ورموز المرجعية المرونة اللازمة للحركة في ساحة السياسية، مبدأ (التقية) الذي يستخدمونه بمهارة في بيئة لا تحمل عقدة في التعامل معه، إذا اصبحت (التقية) جزءا من السلوك الجمعي والفردي في آن واحد، لا يجد اهلها حرجا عند انكشافه بتحولهم الى آلية أخرى هي التأويل والتبرير الامر الذي ادى الى انعدام الثوابت سواء على المستوى العقيدي بمعناه الاسلامي الشمولي، او على المستوى الوطني، ما دام كل فعل او قول او وعد يمكن تبريره ولو بالمضحكات من الحجج !.

ومنذ الاحتلال الامريكي للعراق في نيسان 2003؛ فقد جندت الاجزاب الشيعية والمراجع، عوام الشيعة لتنفيذ المشروع الامريكي عبر تخديرهم بالوعود والعزف على وتر المظلومية والتناغم مع الجموع - بل بتشجيعها- عل تدمير المؤسسات الحكومية ونهبها والانخراط في المؤسسات العسكرية والامنية الموالية للمحتلين؛ والتي تستهدف القوى الوطنية والمجاهدة فضلا عن استهداف اهل السنة والجماعة و وصمهم بالارهاب؛ وهنا تجدر الاشارة الى أمر يتناقله العراقيون هو ان جنود الاحتلال يعدون كل سُني ارهابيا وكل شيعي لصا(علي بابا) وقد كانت اعظم جنايات الاحزاب والمرجعية على عوام الشيعة ان وضعتهم في خندق يقابل خندقا يضم العراقيون الاخرين باجمعهم !.

فمنذ الانتخابات السابقة في كانون الثاني من هذا العام؛ مرورا بالاستفتاء على مسودة الدستور المشؤوم وحتى انتخابات مجلس النواب في 15 كانون الاول من هذا العام كان الشيعة دائما في الصف الذي يحقق للمحتلين تنفيذ ارادتهم والسير في مشروعهم برغم من الشيعة انفسهم بطبقاتهم الشعبية المعدمة، اصابهم ما اصاب غيرهم من الفوضى وانعدام الامن والبطالة وتردي الخدمات لكن الفتوى كانت جاهزة على الدوام لتوجيه القطيع الى انتخاب قائمة شملتها بركة المرجعية ودعمها، او التصويت للقائمة 555 المستنسخة عن قائمة (الشمعة) سيئة الصيت، وعندما يحاول اي عراقي ان يجهد فكره بالتفكير في اي انجاز حققته القائمة الشيعية في المرحلتين، فلن يجد الا (انجازاً) واحدا التنكيل باهل السنة والجماعة عموما وبالمجاهدين والمقاومين على وجه الخصوص ! الامر الذي جعل اهل السنة يتهمون المصوتين للقائمة بانهم يصوتون لدماء العراقيون ان تسفك ! وبالتالي فقد وضعوهم في خانة المحتلين وعملائهم، وهو امر خطير للغاية لكنه مدروس بدقة ومقصود لذاته لشق الصف العراقي شقا سوف يكون من الصعب ان يخاطب على المدى المنظور !

والا فاي انسان عنده مسكة من العقل ينقاد لمبايعة الجعفري والطباطبائي (الحكيم) وصولاغ، ويعد ذلك مبايعة للامام علي رضي الله عنه وركوبا في سفينة النجاة مع المعصومين للوصول الى ارض اللبن والعسل في (فدرالية الجنوب) التي اعد لها الطباطبائي الحكيم منذ اجتماعات (المعارضة) في لندن نهاية عام 1992، و وعدهم باقامتها اخيرا في آب 2005 باستعراض هائج لمناسبة قتل اخيه !.

وقد كان من اساليب التحشيد ان صوروا لعوام الشيعة انهم اغلبية وان مظلوميتهم التاريخية انتهت عل يد الامريكان وتابعيهم الملتحقين بهم في المنافي، وان المقاومين المجاهدين يريدون اعادتهم الى الحظيرة بالقتل على الهوية وبالمفخخات وبالقتل الجماعي؛ ولهذا فعلى (اتباع آل البيت) التعاون مع الشيطان لاحباط ما يريده (التكفيريون والوهابيون وازلامهم النظام السابق) وقد اعان على نشر هذه الافتراءات عمليات مجهولة مشبوهة طالت المدنيين في الساحات وفي الحسينيات؛ يتبين بعد الفحص الدقيق ان المستفيدين منها هم اما من المحتلين او الاجهزة الاستخبارتية الايرانية او مليشيات الاحزاب الشيعية نفسها؛ لتكريس الانقسام وضمان عدم تمرد القطيع او منحه فرصة للتفكير !

الكتلة السياسية الشيعية فشلت فشلا ذريعا في كل شيء فشلت في ادارة السلطة لانها طائفية لا تقنع احدا بانها غير ذلك، وفشلت لانها تفتقر الى النخب الممتازة التي تصلح لبناء الدول واقامة المؤسسات الوطنية، وفشلت لان ارتباطها العضوي بالمخابرات الايرانية وبالمحتلين، نزع عنها اية مسحة وطنية يمكنها التستر خلفها؛ وفشلت لان خطابها متخلف، ولان بنيتها فاسدة ولان رموزها متهمون في ذممهم.

الكتلة السياسية الشيعية احزابا ومرجعيات فشلت في اغتنام الفرصة التاريخية التي ظنت ان تعاونها مع المحتلين هو ثمنها لانها سقطت في فخ سحيق، وجرت وراءها عوام الشيعة الذين سوف يكون عليهم فعل الكثير ليعودوا الى صف الوطنيين، والى الجسم العراقي الواحد؛ وهي ورطة عظيمة دون شك.


كتبه لوكالة حق نعمان الجبوري