منصور بالله
11-01-2006, 11:37 PM
الظواهري أولاً والزرقاوي تالياً :
ألم يجدر بالتنظيم اللذين يمثلانه :
تحقيق نصره في أفغانستان ،
إنْ كانا صادقين ! ؟ .
قبل أيام أتحفنا موقع ((الجزيرة)) بشريطٍ مصور يظهر فيه {الشيخ الدكتور المجاهد} أيمن الظواهري من مخبئه في أفغانستان ، يتوعد فيه الأمريكيين بالويل والثبور وعظائم الأمور ، متخذاً من الساحة العراقية ، المثال البارز على نشاط تنظيمه في العراق ، متخفياً حول نشاط الوطنيين الإسلاميين العراقيين ، وجهادهم الفذ ضد العدوانيين الصليبيين المتصهينين الذين غزو العراق واِحتلوه ، في إطار خطة سياسية عدوانية ، كشرت أنيابها وبرزت مخالبها منذ توقف الحرب العراقية الإيرانية في شهر آب عام 1988 ، كما يقول شوارتزكوف في مذكراته المعنونة : الأمر لا يحتاج إلى بطل ، يوم كان اللادنيون يواصلون جهادهم ضد الجيش الروسي ((السوفييتي)) في أفغانستان . لقد كان العراقيون يواجهون الخطر الأمريكي ـ الصهيوني منذ ذلك الحين ، والتيار الطائفي الوهابي كان محرضاً على العدوان ضد العراق ، وكلنا يتذكر فتاوى اِبن باز : المفتي الأول في المملكة والمرجع الأعلى للتيار الوهابي ، وجماعاته حول ضرورة نصرة حلفاء أمريكا ، وتحطيم العراق ! .
لقد عبأ الإمبرياليون / الصهاينة كل قواهم على الصعيد الأعرابي والمتأسلم ، ضد العراق ، بعد ذلك التاريخ ، كان هذان الطرفان هما الخنجر المستمر في ظهور العراقيين ، سواء أكانوا في الداخل العراقي أو الخارج العربي ، كان الإعلام الدعائي فضلاً عن تدفق الأموال على العملاء ، هو المظهر الرئيس في عملهما . الخطر الأخضر بدلاً من الخطر الأحمر ، لم نلمس له أي تأثير في المعترك العراقي في جواب الحق ضد الباطـل ، بل على العكس تماماً ، رأينا كل جهوده تصـب في آلة الدمار الأمريكية : الرؤية الفارســية الصفوية ، الرؤية الوهابية السائرة بذيل الرؤية الأمريكية ، الرؤية المباركية المصرية الأزهرية . . . كلهم كانوا المحرضين على تدمير العراق . جماعة علي عبد العزيز وأنصار الإسلام في شمال العراق هم الشظية الأخرى التي كانت تواصل ((جهادها)) ضد العراق .
موقع ((الجزيرة)) القطـَري الذي يتواجد مشرفاً أمريكياً في قناته يراقب كل الأخبار عن العراق ، الموقع الذي يحاول تمرير السم بالدسم من خلال ترويجه لأنصاف الحقائق عن خسائر الغزاة الأمريكيين وتدمير قوات المحتلين ، من جهة ، ولطالما ، من جهة أخرى ، رفض التنويه عن الأفلام التي ترسلها القوى المؤمنة بعراق وطني موحد وديمقراطي يرفل كل أبناؤه بالمساواة التامة في الحقوق والواجبات . . . هذا الموقع يذيع أخبار الظواهري والزرقاوي ويحرص ، كذلك ، على تكرار مريب له ، ولعدة مرات في موقعه .
عمليات المقاومة الوطنية ضد الأمريكيين تذاع لمرة واحدة أو مرتين ، فيما إذا أعلن عنها الأمريكيون ، قناة الجزيرة وغيرها ، تواصل بثها المتكرر للأفلام التسجيلية عن المتفجرات العشوائية أو المنظمة لعشرات المرات ، تظهر الخسائر البشرية العراقية بالتلسكوب ، وتمر مروراً عابراُ أمام العرض المجهري للعمليات البطولية للمقاومة الوطنية العراقية . ذلك الدور الدعائي / الإعلامي يجسد المفارقة الكبرى لما يريده الأمريكيون ، أنها تتغافل عن عمد حول الأعمال النضالية الفذة والمجيدة للوطنيين ، كانت كل الوجوه المسلمة المناضلة ، وما تزال ، غائبة عن شاشة ((الجزيرة)) القطرية ، فيما تظهر الوجوه التي أغلبها كالح السمات الصباحية المرتشية المرشومة من خطم أنفها للأمريكيين الصليبيين المتصهينين على وجه التحديد ، متحدثين باِسم الإسلام على الشاشة ، حول العراق وآفاق قضاياه الوطنية والسياسية المستقبلية . فيما جرى التعتيم على كل العناصر المتدينة الوطنية المخلصة للعراق : الوطن ، المجتمع . الشعب .
هل رأى أحدٌ ما صورة المجاهد العراقي الكبير آية الله الحسني البغدادي المعادي للاِحتلال الأمريكي ، ناهيك عن تسليط الأضواء على مواقفه السياسية الراهنة ؟ ! .
الظواهري يزايد على العراقيين الذين حطموا أسطورة النصر الأمريكي ومرغوا رؤوس الإدارة البوشية الصليبية المتصهينة بأوحال العراق . وكان الأجدر به ، من أجل مناصرة الموقف السياسي الوطني العراقي ، تصعيد العمل الاِستشهادي في أفغانستان ضد المحتلين الأمريكيين ، إنْ كان قادراً ، فإذا كان ما فعله الظواهريون واللادنيون هناك موازٍ لما فعله أبطال المقاومة الوطنية العراقية ، كانت نتائج الثمرات الطيبة تملأ الآفاق العراقية والعربية والإسلامية الآن ، كان ذلك المثال المحرِض على الفعل الثوري العملي المسلح ، إذا أشرقت الممارسة كان بيانها أوضع وأعلى فجراً من آلاف الكلمات والخطابات والإدعاءات . كنا نبتهج للأقوال المضخمة لعمل الأتباع في العراق ، ولكن مع كل الأسف نرى الزرقاوي : خيال المآتا يصول ويجول في أحاديث الدعاية الأنترنيتية ، ومهيجاً ـ في الآن نفسه ـ النزعات الطائفية البدائية المتعجرفة والسافلة عند جميع الناس المنضوين لأحزاب تستمد تعليماتها ، أساساً ، من إيران والسعودية .
الناس الذين يهبُّون مع كل ريح وينعقون مع كل ناعق ، أمعات يتبعون كبشهم الأكبر من تدقيق عقلي . . . هؤلاء يفتقدون الوعي الفكري والسياسي ، والوعي ذاك هو التجلي الأبهى والأوضح للثقافة العربية الإسلامية الرفيعة ، والإطلاع الثاقب على التراث العربي المضيء منذ حلف الفضول وإلى هذا اليوم .
أجهزة الأنترنيت العالمية تقع تحت النفوذ الحصري لأمريكا ، لا شك في ذلك ، ولم نسمع في يومٍ من الأيام أي إجراء ضد شبكة الزرقاوي ! . هل في الأمر تكمن الضرورة والفائدة السياسية للأمريكيين ؟ نرجِّح ذلك ، لم تقبض القوات الأمريكية أو العملاء على الزرقاوي وهو المقعد ، المقصوص اِحدي الرجلين ، أما الرئيس العراقي والمناضلين المقاومين فترصد حركاتهم ، ويؤسروا ، ويخضعون للسجون والتعذيب ، لماذا ؟ الجواب عند الأمريكيين حتماً ؟ يحاصر الأمريكيون الفلوجة ويستخدمون ضد أهاليها أسلحة الدمار الشامل ، والذريعة محاولة القبض على الزرقاوي ! . تهدم مدينة تل عفر والذريعة تحصن الزرقاوي فيها ! . ومصائر القائم والبصرة والموصل وحديثة ، وغيرها العديد من المدن ، متشابهة من حيث القصف والتدمير وتجريد الحملات العسكرية ضدها وضد سكانها العراقيين الوطنيين ، ومحاولة القبض على الزرقاوي هي الحجة ، تجري التفجيرات في مدن العراق كله ، والزرقاوي هو السبب ، معتقلات صولاغ ودريلاته وتيزابة وحرقه لجلود العراقيين تتم بنشاط ، وتجري تنفيذ عمليات الاِغتيال بحق الوطنيين ورميهم في الطرق أو مياه المجاري ، بذريعة البحث عن الزرقاوي ، ((والله اِحترنا يا قرعة منين نحبك)) ، فهو موجـود في كل مكان : في المدن والأقضـية والنواحـي ، وأضواء الإعلام عنه تختطف الأبصار ، والخطابات تروج في مختلف المحطات الفضائية ، أما لهذه الفرية أنْ تنتهي ؟ .
يقول الزرقاوي أنه نفذ 800 عملية اِستشهادية ضد الأمريكيين ، وقتل أربعين ألف من القوات الأمريكية ! ولكن ماذا كانت تفعل فصائل الجهاد العراقية الأخرى ؟ وقوات الجيش العراقي العسكرية المتفولذة في التدريب والتجريب في المعارك الحية ، والذي أقدم الأمريكيون بشخص الحاكم المدني المشبع بأفكار المحافظين الجدد ، الصليبيين المتصهينين ، على حله اِستجابة لنصائح كيان الاِغتصاب ، كما ذكر ذلك بول بريمر ، ماذا كانت تواجه في معاركها الواسعة ضد الأعداء الغزاة المحتلين ، في مختلف مدن العراق الذي تقابل فيهما الجمع المؤمن ضد الجمع الكافر وعملائه الاِنعزاليين من أتباع جلا / زاني والطائفيين الصفويين ؟ وهل أنَّ هؤلاء الإستشهاديين عراقيون أم لا ؟ . لا جواب في سياق فبركات خطاب الزرقاوي . الزرقاوي يفر من أفغانستان بساق واحدة ، ويدور في الأردن وإيران ويتمترس في الشمال العراقي ، في الزاوية الشمالية الشرقية التي حرثتها الطائرات الأمريكية بناءً على طلب جلال الطالباني كعربون مضاف لعمالته لأمريكا ، ومشاركة حزبه في مسعى قواته ضد المجتمع العراقي ، ومن ثم يتواجد في نواحي محافظة الأنبار : مدينة الرمادي وقصباتها ، ويتجول في العراق ، هل هناك من دلالة على غياب العقل في تفسير الأحداث ؟ هل اِمتلك الزرقاوي ((كلاو الخناس)) وأصبح أعور الدجال : يقود الناس والمجاهدين حيثما يريد وأينما يبغي ؟ ! . أم أنَّ وراء الأكمة ما ورائها ! .
مقارنة خطاب الزرقاوي بمفرداته السلفية الساذجة واِتجاهه الطائفي ، المبثوث من أغلب المحطات الفضائية ((العربية)) ، وفي مقدمتها محطة ((الجزيرة)) القطـَرية ، من ناحية . . . مقارنته بخطاب السيد عزة الدوري الذي تجاهلته كل الفضائيات ((العربية)) ، ولكنها سارعت إلى تلقف خبر اِستشهاده . والشهادة عند المؤمنين حقاً عادة . من ناحية ثانية . . . خطاب أبو أحمد الذي هو ريحانه الفكر الجهادي في الدين الإسلامي ، كما اِحتوت فضائله ، وفصلتها ، سور القرآن الكريم . . . مجرد مقارنتهما السريعة يبين محتواهما عمق الفارق بين الهدفين والأخلاقيتين ، البعد الطائفي للتصور الفكري ، والتحريض البدائي ، و((الكذب المصفط)) عند الزرقاوي ، أو مَنْ يفبرك الخطابات باِسم الزرقاوي ، قبالة كلمات خطاب المجاهد الدوري ، قائد الجمع المؤمن ، الذي روحيته جهاد غير هياب من الجبروت العالمي المنفلت العقال ، ولحمته فكر إسلامي أصيل قبل أنْ يغزوه الموروث اليهودي الصفوي ، وسداه إستكناه عميق لأبهى ما هو مختزن في التراث العربي الإسلامي على مستويات التحريض عند المؤمنين ضد الغزاة الكافرين ، والعملاء المنافقين التابعين لقوات العدو الغازية لبلد المسلمين والمحتلة لأراضيهم .
فهل نتعلم القراءة الواعية للتطورات الكلية التي يشهدها العراق ، واِستخلاص النتائج الصحيحة من خلال الإدراك العميق للحكمة العلوية الكبيرة : ((إعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية ، فإنَّ رواة العلم كثير ورعاته قليل)) ؟ .
ألم يجدر بالتنظيم اللذين يمثلانه :
تحقيق نصره في أفغانستان ،
إنْ كانا صادقين ! ؟ .
قبل أيام أتحفنا موقع ((الجزيرة)) بشريطٍ مصور يظهر فيه {الشيخ الدكتور المجاهد} أيمن الظواهري من مخبئه في أفغانستان ، يتوعد فيه الأمريكيين بالويل والثبور وعظائم الأمور ، متخذاً من الساحة العراقية ، المثال البارز على نشاط تنظيمه في العراق ، متخفياً حول نشاط الوطنيين الإسلاميين العراقيين ، وجهادهم الفذ ضد العدوانيين الصليبيين المتصهينين الذين غزو العراق واِحتلوه ، في إطار خطة سياسية عدوانية ، كشرت أنيابها وبرزت مخالبها منذ توقف الحرب العراقية الإيرانية في شهر آب عام 1988 ، كما يقول شوارتزكوف في مذكراته المعنونة : الأمر لا يحتاج إلى بطل ، يوم كان اللادنيون يواصلون جهادهم ضد الجيش الروسي ((السوفييتي)) في أفغانستان . لقد كان العراقيون يواجهون الخطر الأمريكي ـ الصهيوني منذ ذلك الحين ، والتيار الطائفي الوهابي كان محرضاً على العدوان ضد العراق ، وكلنا يتذكر فتاوى اِبن باز : المفتي الأول في المملكة والمرجع الأعلى للتيار الوهابي ، وجماعاته حول ضرورة نصرة حلفاء أمريكا ، وتحطيم العراق ! .
لقد عبأ الإمبرياليون / الصهاينة كل قواهم على الصعيد الأعرابي والمتأسلم ، ضد العراق ، بعد ذلك التاريخ ، كان هذان الطرفان هما الخنجر المستمر في ظهور العراقيين ، سواء أكانوا في الداخل العراقي أو الخارج العربي ، كان الإعلام الدعائي فضلاً عن تدفق الأموال على العملاء ، هو المظهر الرئيس في عملهما . الخطر الأخضر بدلاً من الخطر الأحمر ، لم نلمس له أي تأثير في المعترك العراقي في جواب الحق ضد الباطـل ، بل على العكس تماماً ، رأينا كل جهوده تصـب في آلة الدمار الأمريكية : الرؤية الفارســية الصفوية ، الرؤية الوهابية السائرة بذيل الرؤية الأمريكية ، الرؤية المباركية المصرية الأزهرية . . . كلهم كانوا المحرضين على تدمير العراق . جماعة علي عبد العزيز وأنصار الإسلام في شمال العراق هم الشظية الأخرى التي كانت تواصل ((جهادها)) ضد العراق .
موقع ((الجزيرة)) القطـَري الذي يتواجد مشرفاً أمريكياً في قناته يراقب كل الأخبار عن العراق ، الموقع الذي يحاول تمرير السم بالدسم من خلال ترويجه لأنصاف الحقائق عن خسائر الغزاة الأمريكيين وتدمير قوات المحتلين ، من جهة ، ولطالما ، من جهة أخرى ، رفض التنويه عن الأفلام التي ترسلها القوى المؤمنة بعراق وطني موحد وديمقراطي يرفل كل أبناؤه بالمساواة التامة في الحقوق والواجبات . . . هذا الموقع يذيع أخبار الظواهري والزرقاوي ويحرص ، كذلك ، على تكرار مريب له ، ولعدة مرات في موقعه .
عمليات المقاومة الوطنية ضد الأمريكيين تذاع لمرة واحدة أو مرتين ، فيما إذا أعلن عنها الأمريكيون ، قناة الجزيرة وغيرها ، تواصل بثها المتكرر للأفلام التسجيلية عن المتفجرات العشوائية أو المنظمة لعشرات المرات ، تظهر الخسائر البشرية العراقية بالتلسكوب ، وتمر مروراً عابراُ أمام العرض المجهري للعمليات البطولية للمقاومة الوطنية العراقية . ذلك الدور الدعائي / الإعلامي يجسد المفارقة الكبرى لما يريده الأمريكيون ، أنها تتغافل عن عمد حول الأعمال النضالية الفذة والمجيدة للوطنيين ، كانت كل الوجوه المسلمة المناضلة ، وما تزال ، غائبة عن شاشة ((الجزيرة)) القطرية ، فيما تظهر الوجوه التي أغلبها كالح السمات الصباحية المرتشية المرشومة من خطم أنفها للأمريكيين الصليبيين المتصهينين على وجه التحديد ، متحدثين باِسم الإسلام على الشاشة ، حول العراق وآفاق قضاياه الوطنية والسياسية المستقبلية . فيما جرى التعتيم على كل العناصر المتدينة الوطنية المخلصة للعراق : الوطن ، المجتمع . الشعب .
هل رأى أحدٌ ما صورة المجاهد العراقي الكبير آية الله الحسني البغدادي المعادي للاِحتلال الأمريكي ، ناهيك عن تسليط الأضواء على مواقفه السياسية الراهنة ؟ ! .
الظواهري يزايد على العراقيين الذين حطموا أسطورة النصر الأمريكي ومرغوا رؤوس الإدارة البوشية الصليبية المتصهينة بأوحال العراق . وكان الأجدر به ، من أجل مناصرة الموقف السياسي الوطني العراقي ، تصعيد العمل الاِستشهادي في أفغانستان ضد المحتلين الأمريكيين ، إنْ كان قادراً ، فإذا كان ما فعله الظواهريون واللادنيون هناك موازٍ لما فعله أبطال المقاومة الوطنية العراقية ، كانت نتائج الثمرات الطيبة تملأ الآفاق العراقية والعربية والإسلامية الآن ، كان ذلك المثال المحرِض على الفعل الثوري العملي المسلح ، إذا أشرقت الممارسة كان بيانها أوضع وأعلى فجراً من آلاف الكلمات والخطابات والإدعاءات . كنا نبتهج للأقوال المضخمة لعمل الأتباع في العراق ، ولكن مع كل الأسف نرى الزرقاوي : خيال المآتا يصول ويجول في أحاديث الدعاية الأنترنيتية ، ومهيجاً ـ في الآن نفسه ـ النزعات الطائفية البدائية المتعجرفة والسافلة عند جميع الناس المنضوين لأحزاب تستمد تعليماتها ، أساساً ، من إيران والسعودية .
الناس الذين يهبُّون مع كل ريح وينعقون مع كل ناعق ، أمعات يتبعون كبشهم الأكبر من تدقيق عقلي . . . هؤلاء يفتقدون الوعي الفكري والسياسي ، والوعي ذاك هو التجلي الأبهى والأوضح للثقافة العربية الإسلامية الرفيعة ، والإطلاع الثاقب على التراث العربي المضيء منذ حلف الفضول وإلى هذا اليوم .
أجهزة الأنترنيت العالمية تقع تحت النفوذ الحصري لأمريكا ، لا شك في ذلك ، ولم نسمع في يومٍ من الأيام أي إجراء ضد شبكة الزرقاوي ! . هل في الأمر تكمن الضرورة والفائدة السياسية للأمريكيين ؟ نرجِّح ذلك ، لم تقبض القوات الأمريكية أو العملاء على الزرقاوي وهو المقعد ، المقصوص اِحدي الرجلين ، أما الرئيس العراقي والمناضلين المقاومين فترصد حركاتهم ، ويؤسروا ، ويخضعون للسجون والتعذيب ، لماذا ؟ الجواب عند الأمريكيين حتماً ؟ يحاصر الأمريكيون الفلوجة ويستخدمون ضد أهاليها أسلحة الدمار الشامل ، والذريعة محاولة القبض على الزرقاوي ! . تهدم مدينة تل عفر والذريعة تحصن الزرقاوي فيها ! . ومصائر القائم والبصرة والموصل وحديثة ، وغيرها العديد من المدن ، متشابهة من حيث القصف والتدمير وتجريد الحملات العسكرية ضدها وضد سكانها العراقيين الوطنيين ، ومحاولة القبض على الزرقاوي هي الحجة ، تجري التفجيرات في مدن العراق كله ، والزرقاوي هو السبب ، معتقلات صولاغ ودريلاته وتيزابة وحرقه لجلود العراقيين تتم بنشاط ، وتجري تنفيذ عمليات الاِغتيال بحق الوطنيين ورميهم في الطرق أو مياه المجاري ، بذريعة البحث عن الزرقاوي ، ((والله اِحترنا يا قرعة منين نحبك)) ، فهو موجـود في كل مكان : في المدن والأقضـية والنواحـي ، وأضواء الإعلام عنه تختطف الأبصار ، والخطابات تروج في مختلف المحطات الفضائية ، أما لهذه الفرية أنْ تنتهي ؟ .
يقول الزرقاوي أنه نفذ 800 عملية اِستشهادية ضد الأمريكيين ، وقتل أربعين ألف من القوات الأمريكية ! ولكن ماذا كانت تفعل فصائل الجهاد العراقية الأخرى ؟ وقوات الجيش العراقي العسكرية المتفولذة في التدريب والتجريب في المعارك الحية ، والذي أقدم الأمريكيون بشخص الحاكم المدني المشبع بأفكار المحافظين الجدد ، الصليبيين المتصهينين ، على حله اِستجابة لنصائح كيان الاِغتصاب ، كما ذكر ذلك بول بريمر ، ماذا كانت تواجه في معاركها الواسعة ضد الأعداء الغزاة المحتلين ، في مختلف مدن العراق الذي تقابل فيهما الجمع المؤمن ضد الجمع الكافر وعملائه الاِنعزاليين من أتباع جلا / زاني والطائفيين الصفويين ؟ وهل أنَّ هؤلاء الإستشهاديين عراقيون أم لا ؟ . لا جواب في سياق فبركات خطاب الزرقاوي . الزرقاوي يفر من أفغانستان بساق واحدة ، ويدور في الأردن وإيران ويتمترس في الشمال العراقي ، في الزاوية الشمالية الشرقية التي حرثتها الطائرات الأمريكية بناءً على طلب جلال الطالباني كعربون مضاف لعمالته لأمريكا ، ومشاركة حزبه في مسعى قواته ضد المجتمع العراقي ، ومن ثم يتواجد في نواحي محافظة الأنبار : مدينة الرمادي وقصباتها ، ويتجول في العراق ، هل هناك من دلالة على غياب العقل في تفسير الأحداث ؟ هل اِمتلك الزرقاوي ((كلاو الخناس)) وأصبح أعور الدجال : يقود الناس والمجاهدين حيثما يريد وأينما يبغي ؟ ! . أم أنَّ وراء الأكمة ما ورائها ! .
مقارنة خطاب الزرقاوي بمفرداته السلفية الساذجة واِتجاهه الطائفي ، المبثوث من أغلب المحطات الفضائية ((العربية)) ، وفي مقدمتها محطة ((الجزيرة)) القطـَرية ، من ناحية . . . مقارنته بخطاب السيد عزة الدوري الذي تجاهلته كل الفضائيات ((العربية)) ، ولكنها سارعت إلى تلقف خبر اِستشهاده . والشهادة عند المؤمنين حقاً عادة . من ناحية ثانية . . . خطاب أبو أحمد الذي هو ريحانه الفكر الجهادي في الدين الإسلامي ، كما اِحتوت فضائله ، وفصلتها ، سور القرآن الكريم . . . مجرد مقارنتهما السريعة يبين محتواهما عمق الفارق بين الهدفين والأخلاقيتين ، البعد الطائفي للتصور الفكري ، والتحريض البدائي ، و((الكذب المصفط)) عند الزرقاوي ، أو مَنْ يفبرك الخطابات باِسم الزرقاوي ، قبالة كلمات خطاب المجاهد الدوري ، قائد الجمع المؤمن ، الذي روحيته جهاد غير هياب من الجبروت العالمي المنفلت العقال ، ولحمته فكر إسلامي أصيل قبل أنْ يغزوه الموروث اليهودي الصفوي ، وسداه إستكناه عميق لأبهى ما هو مختزن في التراث العربي الإسلامي على مستويات التحريض عند المؤمنين ضد الغزاة الكافرين ، والعملاء المنافقين التابعين لقوات العدو الغازية لبلد المسلمين والمحتلة لأراضيهم .
فهل نتعلم القراءة الواعية للتطورات الكلية التي يشهدها العراق ، واِستخلاص النتائج الصحيحة من خلال الإدراك العميق للحكمة العلوية الكبيرة : ((إعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية ، فإنَّ رواة العلم كثير ورعاته قليل)) ؟ .