المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لغز خدام.. والمؤامرة علي سوريا



منصور بالله
08-01-2006, 09:36 PM
لغز خدام.. والمؤامرة علي سوريا
بقلم:مصطفي بكري
¼ خدام هو الشاهد الخفي الذي تحدثت عنه سوريا .. والآن يكشف عن وجهه سافرا
¼ الصحف الإسرائيلية تكشف حقيقة دوره وعلاقاته مع الاستخبارات
¼ لن يستطيع أن يلعب دور 'جلبي' جديد.. فالظروف مختلفة وغدا يلقون به إلي مزبلة التاريخ
في التاسعة من صباح يوم الثلاثاء الماضي كان موعدي دقائق معدودة استغرقتها المسافة من فندق الشام إلي القصر الجمهوري في قلب العاصمة السورية. كانت الحراسة أقل من العادية، لم تكن هناك أي بوابات للتفتيش أو غيره، ما أن صعدت السلم إلي الدور الأول حتي كان الرئيس بشار ينتظرني خارج غرفة اللقاء.
تذكرت علي الفور قصة اللقاء الذي جري بيني وبينه منذ نحو 5 سنوات قبيل رحيل الرئيس حافظ الأسد بنحو أسبوعين في استراحة خاصة بمنطقة جبل قيسون.
يومها ما أن وصلت إلي الاستراحة حتي وجدت الدكتور بشار يقف أمام باب غرفة اللقاء في انتظاري، إنها نفس الأخلاق النبيلة، نفس المشاعر الدافئة، وكأن الحكم لم يغير في الأمر شيئا.
قال الرئيس بشار: أتابعك وأقرأ ما تكتبه في 'الأسبوع' وأتابع مواقفك علي الفضائيات وأود أن أهنئك بداية بفوزك في مجلس الشعب.
قلت للرئيس: سعادتي بهذا اللقاء كبيرة، وقد حضرت مساء أمس وهانذا ألتقيكم اليوم رغم كل مشاغلكم فشكرا.
قال الرئيس بشار: لقد اخترت 'الأسبوع' للحوار معها في هذا الوقت تحديدا تقديرا لمواقفها العروبية والقومية، فأنا متابع لكل ما تكتبون وأنا أقدر مواقفكم دفاعا عن الأمة وثوابتها.
كان الرئيس بشار يبدو بسيطا كعادته، متفائلا بطبعه، لا تشعر معه بأية غربة، مثقف ملتزم ، عميق في تحليلاته واسع الاطلاع علي مجريات الأحداث عربيا وإقليميا ودوليا.
وبشار الأسد يتمتع بشعبية كبيرة في سوريا والوطن العروبي، فالجماهير التي أعجبت بخطابه السياسي الملتزم وصراحته المتميزة في القمم العربية التي تحدث فيها، لاتزال تري فيه واحدا من الهامات العربية الصامدة في مواجهة الهجمة الأمريكية والصهيونية علي المنطقة.
غير أن سوريا تتعرض الآن لحملة ظالمة، إنه نفس السيناريو الذي تعرض له العراق تحت حجج ومبررات ثبت كذبها، إنها نفس الادعاءات الظالمة، نفس الأدوات حتي وإن تغيرت الوجوه، لكنه نفس القبح، نفس درجة الخيانة والانضواء تحت راية العدو في مواجهة الوطن والشعب.
منذ فترة من الوقت وسوريا تتحدث عن الشاهد الخفي الذي سوف يظهر في لحظة ما ليدعم ادعاءات ميليس ولجنته المشبوهة، وبعد أن سقطت كل الحجج والمبررات التي ساقتها اللجنة، ظهر هذا الشاهد وراح يطل علينا من قصره الأسطوري الذي اشتراه له سعد الحريري في باريس.
ظهر عبدالحليم خدام ليطلق حملته المسمومة ضد وطنه، وضد النظام الذي ظل حتي وقت قريب ركنا رئيسيا من أركانه، لكنه الآن يتقمص دور البطل المنقذ، بعد أن جري عزله في المؤتمر العام لحزب البعث ومواجهته بفساده وفساد أبنائه الذي استشري علي الأرض السورية، بل وعبر المحيطات.
سمح له الأسد بالسفر إلي باريس، لم يعترض طريقه، ولم يفرض أية إجراءات قسرية ضد أسرته وأبنائه، ولكن خدام كان يضمر المؤامرة في عقله، وقرر هذه المرة. وبدعم مكشوف من أجهزة استخبارات دولية وإقليمية أن ينتهز الفرصة وأن يقدم نفسه خادما مطيعا وخنجرا مسموما في صدر الوطن.
وخدام لم يفاجئ من يعرفونه بهذا الموقف التآمري العميل، لكن الجديد هو اختلاف الدور، فبالأمس كان يعمل من خلف ستار، واليوم جاء ليتحول إلي شاهد ملك، كان دوره كما كان مخططا هو أن يظهر في المحكمة الدولية، ولكن صدور قرار مجلس الأمن الأخير ضد سوريا خالف كل هذه التوقعات، وأصبح الفشل يلاحق التقرير الثاني لميليس، ولذلك تم فرض عبدالحليم خدام في المعركة بشكل مباشر لخلق قاعدة قانونية جديدة تبني عليها لجنة التحقيق الدولية بعد أن نفدت كل مبرراتها في الماضي.
لقد خرج خدام في لقاء تليفزيوني أجرته معه إحدي القنوات الفرنسية ليطالب الرئيس بشار بالرحيل، ونسي أن يقول لنا إنه لا ينطق الآن إلا بلسان أسياده الذين صنعوه واستضافوه وراحوا الآن يستخدمونه كأداة طيعة وهم يدركون أنه لم يعد له وزن ولم تعد له قيمة في سوريا منذ زمن طويل.
في عام 1993 كان الرئيس اللبناني اميل لحود قائدا للجيش، وقد استدعاه السيد رفيق الحريري رئيس الوزراء في هذا الوقت وطلب منه ادخال الجيش اللبناني إلي الجنوب لمنع المقاومة من ضرب إسرائيل، إلا أن لحود رفض الطلب وهدد بالاستقالة، فأبلغه الحريري أن هذا الطلب يأتي استجابة لرغبة سورية، فأبدي لحود دهشته وأجري اتصالا بسوريا، فردت سوريا بأنه لا علاقة لها بهذا الأمر وتري فيه خطرا شديدا علي المقاومة، كان خدام يومها هو الذي أبلغ الحريري بأن سوريا تريد ادخال الجيش إلي الجنوب.
ومنذ عام 1998 كان الرئيس حافظ الأسد قد اتخذ قرارا بابعاد خدام عن الملف اللبناني بسبب ما ارتكبه من تجاوزات كبيرة علي الساحة اللبنانية، وعندما تولي الرئيس بشار الحكم عزله نهائيا ومنعه من حضور أي لقاء له علاقة بالشأن اللبناني بسبب التساؤلات التي ظلت حائرة عن حقيقة دوره في لبنان. وكلف خدام بعد ذلك بتولي ملف الإصلاح في سوريا، إلا أنه كان عائقا أمام أي إصلاح أو تطوير للحياة السياسية في البلاد، فقرر الرئيس بشار عزله أيضا بناء علي مطلب من الإصلاحيين، نفس الأمر بالنسبة للملف العراقي بعد الغزو الأجنبي، حيث فشل خدام فشلا كبيرا، ورفض الكثير من العراقيين التعامل معه، بل وساورتهم الشكوك بسبب بعض المواقف.
وبعد صدور قرار مجلس الأمن رقم 1559 تبني خدام جانب القرار وراح يردد أطروحات التيار اللبناني المعادي لسوريا وللعروبة مما دفع المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث إلي المطالبة بإقالته وطرده من الحزب نهائيا.
لقد قال خدام في الحديث الذي أدلي به لقناة العربية إنهم صوروا للرئيس بشار أن أمريكا ستأتي راكعة إليه، وعندما سألت الرئيس بشار علي هامش الحوار الصحفي نفي ذلك، وقال: إن أحدا لم يطرح ذلك، وهذا لفت انتباهي لشيء كان يحيرني وهو أن معظم الوفود الأمريكية والأوربية التي كانت تأتي لسوريا كانوا يقولون إن رهانكم في سوريا خاطئ، وعندما كنت استفسر عن الأمر كانوا يقولون أنتم تعتقدون أن أمريكا ستنهزم وتأتي راكعة، فأقول لهم غريب ولم نصرح بهذا الكلام ولم يطرحه أحد علينا ولم نفكر به لأن أمريكا لديها تاريخ من الهزائم من فيتنام وحتي العراق ولكنها بقيت قوة عظمي فكيف نراهن علي أن تأتينا راكعة؟!
كانت دوما تأتي للرئيس بشار أخبار بأن هناك في سوريا من ينقل أخبارا للخارج تتضمن رؤي غير صحيحة ومعلومات مغلوطة عن القيادة، وهكذا تمضي الأيام ويبدو أن خدام قرر أن يكشف عن وجهه سافرا هذه المرة، وأن يؤكد أنه ليس بغريب ولا بعيد عن أجهزة الاستخبارات الأمريكية والفرنسية والإسرائيلية، التي حولت قصره في باريس إلي 'محج' علي حد وصف صحيفة 'يديعوت أحرونوت' الصهيونية.
إذن نحن أمام 'كوهين' جديد أسفر عن وجهه سافرا، لكنه نسي أو تناسي أن موقفه هذا دفع الشارع السوري إلي الالتفاف صفا واحدا حول الرئيس بشار لأنه يدر ك أن المؤامرة لا تستهدف بشارا ولا النظام الحاكم فحسب، لكنها تستهدف سوريا لتلحقها بالعراق وتقيم علي أراضيها دويلات وكانتونات طائفية وعرقية في إطار مخطط تفتيت المنطقة وتمزيق أوصالها لحساب 'إسرائيل'.
لقد خرج علينا هذا البهلوان الكرتوني وليد جنبلاط بالأمس ليطالب واشنطن باحتلال سوريا، والاطاحة بنظامها علي غرار ما فعلت في العراق، وراح هذا 'الأفاق' يشن هجوما شرسا علي حزب الله والمقاومة في لبنان، ويبدو أنه نسي أو تناسي مقولته التاريخية التي أطلقها في يوم ما 'إذا لم تقبل سوريا بالوحدة مع لبنان فعلينا أن نفرض عليها الوحدة'!!
وهكذا يبدو أن السيناريو يتحرك في أكثر من اتجاه، من هنا كان قلق الرئيس مبارك كبيرا فتحرك علي الفور باتجاه الرياض وباريس وأجري اتصالا مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لايجاد حل يوقف المؤامرة علي سوريا، ويحد من وقاحة وتدخل لجنة التحقيق الدولية التي تطلب التحقيق مع الرئيس بشار ووزير الخارجية فاروق الشرع.
إن الأيام القادمة حبلي بالتطورات السياسية والمؤامرات التي تحاك في أكثر من عاصمة إقليمية ودولية،. ومن هنا يجب علي كل شرفاء هذه الأمة أن ينتفضوا دفاعا عن قلعة عربية صامدة وألا يسمحوا أبدا بتكرار سيناريو العراق مجددا.
إننا نعرف عن يقين أن سوريا العربية عصية علي السقوط، وأن نظامها الوطني لن يقبل أبدا بالأُندة المفروضة عليه، ولكن ذلك يوجب علينا جميعا أن نتكاتف وأن نوحد الجهود لمنع المؤامرة وكشف المتآمرين.

صدام العرب
13-01-2006, 11:18 AM
صدك حجي جرايد
مو هذا البكري هو وجريدته سوى 3 سبق صحفي في موضوع واحد مال أسر الريّس وكل سبق ما اله علاقة باللي قبله