المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسد الرافدين؛ أبو أنس الشامي



lkhtabi
07-01-2006, 07:48 PM
[الكاتب: لقمان البغدادي]


بِاللهِ يا مَن قد تمُرُّ بِحُفرَةٍ فَتَرى بِها شَخصَ الإِباءِ مُوَسَّدا

أَبْلِغ أَبا أنسِ الشهيد تَحيّةً وَقُلِ السَلامُ عَلَيكَ يا عَلَم الهُدى

يا أَيُّها الشَيخُ الجَليلُ تَرَكتَ لي عَيناً مُسَهَّدَةً وَجَفناً أَرمَدا

وَلظىً تُؤَجَّجُ في حشايَ تَأَسُّفاً وَيَزيدُها ماءُ الدُموعِ تَوَقُّدا

فَيَلومُني العُذّالُ فيكَ لأَنَّني مِن بَعدِ فَقدِكَ ما عَرَفتُ تَجَلُّدا

وَتَقولُ؛ " هذا الدَربُ دَربُ رِجالِنا فَاِصبِر فأيَّ مُهَنَّدِ لن يُغمَدا ؟

إن كُنتَ لن تَقوى على لأواءِهِ فَاسلُك سَبيلَ القاعِدينَ مُعَبَّدا

وَليَهنِ أرضَ الرافِدَينِ وَأَهلَها مَجداً بِأَقحَافِ الجَماجِمِ شُيِّدا "

أَوَلَستُ أُعذَر في بُكائي قائِداً مِن بعدهِ الإِسلامُ عادَ كَما بَدَا (1)

أَوَلَستُ أُعذَر في بُكائي صارِماً عَضباً (2) على التَثليثِ كان مُجَرَّدا

دُقَّت رِقاب الخائِنِينَ بِحَدِّهِ وَأَقامَ عُبّادَ الصَليبِ وَأَقعَدا

لَو سالَ ما سَفَكَ الجِهادُ مِن الدِما مُذ سَلَّهُ لَرَأَيتَ بَحراً مُزبِدا

أَو زادَ نُبلُ المَرءِ مِن أَيّامِهِ لَبقَى على طولِ الزَّمانِ مُخَلَّدا

ولكم تَمَنَّت أَن تَكونَ فَوارِسٌ مِن أُسدِ " قاعِدَةِ الجِهادِ " لَهُ الفِدا

مَن إن رَأَيتَ النّورَ.. نور جَبِينِهِ فَلَقَد رَأَيتَ الكَوْكَبَ المُتَوقِّدا

وَإِذا تَكلَّمَ في المَجالِسِ قُلتَ ذا ورِثَ النبيَّ الهاشميَّ مُحَمَّدا

أوّاهُ في بَغدَادَ كَم مِن بقعةٍ نُصبَ الصَليبُ بِها وَكانَت مَسجِدا

كَم غادَةٍ عَبَثَ العُلوجُ بِعَرضِها وَمُوَحَّدٍ بـ "أبي غريب" مُصَفَّدا

نَشَدوكَ بِالإِسلامِ فَكَّ إِسارِهم فَهَبَبتَ في خَيرِ البَرِيَّةِ (3) مُنجِدا

فَلَرُبَّ كَفّارٍ عَنيدٍ مُلحِدٍ لَمّا رَآكَ بِمُقلَتَيهِ تَشَهَّدا

وَلَرُبَّ مُعتَلٍ الحِجَا لم تأْتِهِ إلاّ ظُباةَ (4) المَشرِفِيَّةِ عُوّدا

وَعَزيز قَومٍ مُترَفٍ أَرهَقَتهُ ذُلا وَكانَ الطاغِيَ المُتَمَرِّدا

وَمدجّجونَ بقَضِّهِم وقَضيضهِم ‍ لمَّا هَزَزتَ الرُّمحَ خرُّوا سُجَّدا

للهِ دَرُّكَ يا أخا المَجدِ الَّذي نالَ المكارمَ والعُلا والسؤدَدَا

لَن يَهنَأَ الأَعْلاَجُ في أَرضٍ وَقَد أَبقى بِها الرَحمَنُ صِنوَكَ "أَحمَدا" (5)

فَلَسَوفَ نَمنَعُ ما منَعتَ مِن الحِمَى وَلَسَوفَ نَرمي مَن رَمَيتَ مِن العِدا

فَبِمِثلِ فِعلِكَ يُرْتَجى نَيلِ العُلا وَبِمِثلِ شَخصَكَ لا الخَوالِفَ يُقتَدى

صَلّى عَلَيكَ اللهُ (6) في ملكوتهِ ما طارَ طَيرٌ أو تَرَنَّمَ مُنِشِدا



--------------------------------------------------------------------------------

1) أي غريباً، قال صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء)، رواه مسلم.
2) العَضْبُ: السيف القاطع.
3) سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ من خير الناس؟ فقال: (مؤمن يجاهد بنفسه وماله)، متفق عليه.
4) الظُّبَةُ: حَدُّ السَّيْف في طَرَفه.
5) الشيخ أحمد الخلايلة؛ أبو مصعب الزرقاوي.
6) قال عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أتاه قوم بصدقتهم، قال: "اللهم صل عليهم")، متفق عليه، قال الصنعاني: (اُستدل بالحديث على جواز الصلاة على غير الأنبياء) (سبل السلام: ج2/ ص260).


صندوق الأدوات


طباعة
إلى صديق
إلى المفضلة
تنبيه عن خطأ



محرك البحث

بحث في الصفحة


بحث متقدم »



شارك معنا

شارك معنا في نشر إصدارات المجاهدين. . . رسالة إلى كل من يملك كتاباً أو مجلة أو شريطاً . . . تتمة





قريبا في المنبر

مجموعة رسائل لعلماء العراق - من عرب وأكراد - في بيان كفر طائفة الرافضة، منها...
صب العذاب على من سب الأصحاب/ تاليف؛ علامة العراق محمود شكري الآلوسي.
اليمنيات المسلولة على الرافضة المخذولة/ تأليف؛ الشيخ زين العابدين بن يوسف الكردي، مفتي بغداد، من علماء القرن العاشر الهجري.
رسالة في كفر طائفة الرافضة وبيان أن دارهم دار حرب/ تأليف؛ العلامة عبد الله الربتكي الكردي، من علماء القرن العاشر الهجري.
النكت الشنيعة في بيان الخلاف بين الله تعالى والشيعة/ تأليف؛ العلامة إبراهيم بن صبغة الدين الحيدري، مفتي بغداد، من علماء القرن الثاني عشر الهجري.
الأجوبة العراقية على الأسئلة اللاهورية/ تأليف؛ العلامة محمود شكري الآلوسي.







--------------------------------------------------------------------------------