المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نهاية خدام !



منصور بالله
01-01-2006, 05:56 PM
نهاية خدام !
من باريس وتحديدا من قصر المليونير 'أوناسيس' الذي اشتراه له سعد الحريري نجل رفيق الحريري اطلق عبدالحليم خدام قنابله 'الفشنك' من علي شاشة قناة العربية علي النظام الذي ظل أحد أركانه حتي وقت قريب، وراح يحرض ضد بلاده وكأنه يقدم نفسه خادما أمينا لمن احتضنوه وقاموا علي رعايته في فرنسا.
وحديث خدام يأتي بعد حديث تحريضي ورديء أدلي به سعد الحريري علي شاشة القناة ذاتها وراح يستعدي فيه المجتمع الدولي علي سوريا ويطالب بإسقاط نظامها الوطني بصورة أثارت استياء الكثيرين علي مختلف توجهاتهم، ولم يشهد التاريخ ولو مرة واحدة أن السيد عبدالحليم خدام كان من دعاة الإصلاح والتغيير منذ التحاقه بحزب البعث في الخمسينيات حتي وصل إلي موقع نائب رئيس الجمهورية في عام 1984 وإلي أن اتخذ المؤتمر القطري لحزب البعث قرارا بعزله من موقعه في العام الماضي.
ويشهد الشارع السوري ان خدام كان واحدا من أهم الذين أفسدوا واستغلوا مناصبهم ومنحوا أولادهم مميزات واستغلالا للنفوذ أثمر عن ثروات ضخمة تقدر بمئات الملايين من الدولارات.
في سوريا كان الكل يتحدث عن أبنائه جمال وجهاد وباسم والشركات التي يمتلكونها 'سلسلة مطاعم كبري، سلسلة شركات إنتاج سينمائي، شركة كبري للتجارة مع السعودية' .. كان الناس يتحدثون همسا عن براميل النفايات المشعة التي دفنها نجله جمال في بادية تدمر، وكانوا يتحدثون عن الابتزاز الذي يمارسه هو وأنجاله في مواجهة الجميع.
وعبدالحليم خدام كان يتولي الإشراف الكامل علي الملف اللبناني، وهو مسئول بالتبعية مسئولية مباشرة عن كافة التجاوزات التي شهدتها الساحة اللبنانية خاصة في فترة تولي غازي كنعان صديقه المقرب والذي لعب دورا كبيرا في تعيينه وزيرا للداخلية.
وفي المؤتمر القطري الأخير كان بشار الأسد قد اتخذ قراره بإجراء تغييرات وإبعاد الذين اساءوا للسلطة واستغلوا النفوذ، وكان خدام في مقدمة هؤلاء، يومها خرج غاضبا بعد معركة كلامية مع السيد فاروق الشرع وقرر الاعتكاف في منزله.
لم يتعمد الرئيس بشار إهانته، بل حتي عندما طلب السفر إلي الخارج للعلاج وكتابة مذكراته وافق الرئيس بشار علي الفور، ولم يكن بخلده أن الرجل الذي طلب من أبنائه تصفية أعمالهم الضخمة في سوريا يعد لمؤامرة كبري علي بلاده، وانه ارتهن نفسه خادما للفرنسيين والأمريكان.
وفي باريس جرت لقاءات متعددة بين خدام ومسئولين كبار في عدد من البلدان الغربية والشرق أوسطية.
وراح خدام يطرح نفسه بديلا (الجلبي السوري) ويرتدي مسوح الرهبان ، بل راح يعلن انه مستعد لتوقيع اتفاق مع الصهاينة ويلعب الدور المطلوب منه في العراق.
وعندما جاءت اللحظة المناسبة، نسي وتناسي أن سوريا هي وطنه وأنها اعطته الكثير، تفجرت بداخله كل عوامل الحقد والضغينة وراح ومن علي شاشة العربية يصب الاتهامات علي بلاده ويحملها مسئولية اغتيال الحريري، بل ويبدي استعداده للعب دور الخادم الأمين مثله مثل هؤلاء الذين جيء بهم لحكم العراق.
قد يظن خدام انه بذلك الحديث قد يفجر الأوضاع في سوريا ويدفع بالجماهير إلي الخروج للشارع وينسي أو يتناسي ان قرار الحرب والقيادة بإبعاده عن موقعه القيادي كان استجابة لمطالب الجماهير التي ملت من فساده وفساد أبنائه، وكانت تري فيه عائقا قويا أمام عملية الإصلاح والتحديث.
كنا سنحترم عبدالحليم خدام لو قال هذا الكلام وهو في السلطة أو من داخل سوريا، أما أن يطلقه من باريس التي تآمرت وكانت وراء إصدار القرار 1559، فهذا يجعلنا نتساءل عن الدور الذي لعبه في تخريب الأوضاع خلال توليه لموقعه في سوريا.
لقد كان عبدالحليم خدام صاحب لسان بذيء في مواجهة الجميع، كان يوجه شتائمه إلي مصر وإلي العرب، وكان يزايد علي الجميع، ولكن يبدو أن كل ذلك كان واحدا من الأدوار التي كان يلعبها وبمشاركة أحد الأنظمة العربية (السعودية )المعروفة بتآمرها ضد كل ما هو وطني وقومي علي أرض هذه الأمة.
ان عبدالحليم خدام كشف عن وجهه سافرا وأكد بحديثه انه ليس أكثر من أداة تحركها خيوط لم تعد خافية علي أحد، ولذلك فقد أطلق علي نفسه طواعية رصاصة الرحمة، ونسي أن سوريا كلها ألقت به إلي مزبلة التاريخ منذ وقت طويل.
بقيت كلمة أخيرة أوجهها إلي الرئيس بشار الأسد، هناك أكثر من عبدالحليم خدام علي الأرض السورية يفسدون كل شيء ويتآمرون ضد الإصلاح والتحديث ويسعون إلي مد الخيوط مع الأعداء، ويمارسون النهب المنظم حتي أضحت حكاياتهم مثار حديث كافة الأوساط .. لقد حان الوقت للتخلص من كل هؤلاء، ولذلك فالشارع السوري ينتظر قراراتك ويدرك تماما حجم المؤامرة التي تحاك ضد مواقفك.
ان سوريا العربية لن تسقط بسقوط متآمر هنا أو هناك، لن تسقطها تصريحات دون كيشوت العصر وليد جنبلاط، ولن تسقطها مؤامرات السنيورة ولا أموال سعد الحريري وتأمر خصيان ال سعود ولا كلمات يهذي بها عبدالحليم خدام .. سوريا قلعة للصمود، رقم صعب في المعادلة وسوف تبقي هامتها عالية، لا تعرف الاستسلام ولا الخنوع.