منصور بالله
01-01-2006, 05:18 PM
ما سر توقيت كلام خدام وماذا قال عنه رفاق صدام وهل كلامه له علاقة بترشيخ عبد المهدي
ما سر توقيت كلام خدام وماذا قال عنه رفاق صدام وهل كلامه له علاقة بترشيح عبد المهدي
كتب: سمير عبيد
أغلب العراقيين الذين كانوا على مقربة من دهاليز النظام العراقي السابق لم تفاجئهم تصريحات وتخريفات السيد عبد الحليم خدام التي أطلقها عبر قناة خطيرة تعمل ضمن المشروع الأميركي نحو المنطقة من حيث تدري أو لا تدري، فلقد كان الرجل معروفا للقيادة العراقية السابقة، فذات مرة وفي جلسة في باريس كان حاضرها أحد الأصدقاء الدبلوماسيين المخضرمين، حيث قال نائب الرئيس العراقي السابق السيد ( طارق عزيز) وهو يتحدث عن السياسة السورية، وتحديدا في نهاية التسعينات عندما قال ( إن رجل فرنسا و عميل لطرف في الصهيونية مقرها مدينة ليون الفرنسية في دمشق هو عبد الحليم خدام، فهو عميل مخضرم، ومخبر عبر أطراف لبنانية وأطراف نسائية للمخابرات الفرنسية، وواشنطن تعرف ذلك) وكذلك قالها السفير العراقي في أنقرة ، والذي أصبح مديرا للمخابرات العراقية المرحوم (رافع دحام) حيث قال الأخير ( إن القيادة السورية مخترقة ولدينا معلومات إن عبد الحليم خدام حلقة الوصل مع مخابرات أجنبية تمرر معلوماتها لإسرائيل)، ولكن الأمر الذي يثير علامات الإستفهام والذي يقود للأسئلة المهمة هل إن الرئيس الراحل حافظ الأسد رحمه الله كان لا يعلم بتحركات خدام، أم أن خدام كان عميلا مزدوجا، علما إن الرئيس الراحل يتمتع بذكاء غير عادي، وهل المخابرات السورية كانت عاجزة عن معرفة تحركات وإتصالات خدام، نحن نعتقد إن القيادة السورية في زمن الراحل الأسد كانت تتعامل كما يتعامل الغربيون في هكذا حاله، وهي وضع الشخص المشكوك به تحت المراقبة و دون علمه خصوصا إذا كان من وزن خدام، ومن ثم دراسة وفحص تحركاته إن كان بها نوعا من الفائدة يُترك العميل ليحس بالأمان، وإن كانت التحركات ليس بها خطرا على الدولة والنظام ،أيضا يُترك العميل تحت المراقبة، فلا ندري هل نحن جانبنا الصواب في هذا التحليل؟.
نحن نعرف إن السيد خدام كان رجلا مهما في الدولة السورية ونظامها، وكان يرأس ملفات خطيرة في ظل الأسد الأب رحمه الله، وفي زمن الرئيس الدكتور بشار الأسد، وكان جزء من جميع السياسات السورية الداخلية والخارجية، فلقد كان خدام ماسكا للملف اللبناني والفلسطيني والعراقي ، فهل نسى ما فعل باللبنانيين شخصيا، لذا فإن كانت هناك أخطاء فهو جزء منها على المستوى السياسي والحزبي والقانوني والإجتماعي، وكذلك إن كانت هناك شرائح من السوريين تعيش على القمامة ــ حسب زعم خدام ــ فهذا يعني إن خدام أول المسيئين لأنه الرجل المخول بالسياسة الداخلية كلها، وهو يتحمل هذه الكارثة الإنسانية ، ولكننا نعتقد عكس ما ذهب اليه خدام حيث هناك نظاما إشتراكيا في سوريا، بحيث لا يمكن أن تكون هناك عائلة سورية واحدة تعيش على القمامة مع إعترافنا هناك عوز مادي وتدهور إقتصادي نتيجة الفساد الذي يمارس من قبل الذين لا ضمير لهم، ونتيجة ضعف إمكانيات البلد حيث يعتمد على الزراعة والصيد والسياحة وجزء بسيط جدا من النفط،فلقد كان السيد خدام على رأس هؤلاء الفاسدين، بل كان يحمي معظمهم بحيث وصل بالسيد خدام التهاون في دفن النفايات السامة في الأراضي السورية، وهذه جريمة تدخل ضمن بنود الجرائم العظمى ،أي يحمّل الأرض السورية سفاحا ،أي شيئا غير شرعي ويفتك بالأرض والبشر والنبات والبيئة، أما غسيل الأموال والصفقات فحدث ولا حرج في هذا، فمن أين جاءت العفة وجاء بياض اليد للسيد خدام ،هل وجده في باريس، أم في مدينة ليون حيث تجمع الماسونية والحركة الصهيونية،أم وجده من خلال النسيمات العليلة التي تهب عليه من حدائق قصر أوناسيس، أم من النسيمات العليلة التي تجلبها أمواج شاطىء نيس، نحن نعتقد ومن جانب إجتماعي وأخلاقي وفي جميع بلدان العالم لا يجوز للسارق واللص التحدث عن الأمانة ونظافة اليد، ولا يجوز للمومس التحدث عن الشرف والأخلاق، ولا يجوز للبخيل التحدث عن الكرم وحاتم الطائي، ولا يجوز للقاتل التحدث عن البراءة والإنسانية والحياة، فأنت قاتل نعم قاتل، ويا ليتك قاتل إنسان واحد أو مجموعة إنك قاتل شعب بأكمله عندما سهلت دفن النفايات االسامة في الأراضي السورية الطاهرة، وتحديدا في باديتها التي سحقها الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وصلاح الدين والعظمة وكل الشرفاء رحمهم الله أمواتا وأحياء.
فلقد تيقنا أنك (لا حليم) بدليل أنك إنبطحت أمام بضعة ملايين من أجل شهادة زور يباح من خلالها بلد، ويسبى ويقتل من خلالها شعب ثلاث أرباعه صفق لك ،ولأكثر من ثلاثين سنة، وتيقنا إنك (لا حليم) عندما شتمت حكومتك وأنت كنت جزء منها، وشتمت زملاءك في السياسة والمجتمع، بل تجنيت في أمور خطيرة ضد بلدك، فسوريا ليس ملكا لأحد كي تصب ضدها غضبك وحقدك كونك تكره الجنرال غزاله أو تختلف مع الرئيس بشار الأسد ، فلو كنت حليما لقلت الى الجهات التي ورطتك، والشخصيات التي وضعت ملايينها في حسابك ( أنا لا أقدر أن أكون ضد بلدي، وضد نظام كنت جزء منه، لهذا أعتذر وأني تقاعدت من السياسة، وأريد أن أعيش بقية عمري لكتاباتي وأحفادي، وتظهر على التلفزيون وتقول تحية لشعبي السوري،و أني أخطأت لأني شاركت ببعض الأخطاء، وأبنائي أخطأوا، و فاتحتني الجهات لأعمل ضد سوريا وضد الرئيس بشار ورفضت، لهذا أودعكم وأني متقاعد من السياسة وسأعيش بقي عمري حيث أرغب والسلام عليكم) حينها ستكون زعيم الشرفاء ليس أمام الشعب السوري فحسب بل أمام الشعوب العربية كلها، ولكنك لا تقدر على هذا لأن هذا الكلام يقوله الرجال الرجال، ويقوله كرماء النفس واليد، ويقوله القادة الذين يبهرهم التاريخ المجيد، أما أنت فهمك المال ونفسك وشخصك فقط، فلقد جيرت نهاية حياتك السياسية والإجتماعية بعار كبير على المستوى الشخصي والعائلي.... وهو سوء العاقبة.
ولقد تيقنا إنك فعلا ( خدام) مع تقديرنا لأسرتك في الشام وقبيلتك ومذهبك السني الذي تريد قناة العربية وغير العربية تسويقه طائفيا منذ يومين، لقد خدمت هواة السياسة، فوالله من المخجل ومن المعيب أن يحركك طفل لازال يتهجى الأبجدية السياسية وهو ما يسمى بالشيخ ( سعد الحريري) مع تقديرنا العالي لوالده المرحوم رفيق الحريري وعمته السيدة الفاضلة نازك الحريري وكل الشرفاء في عائلة الحريري، وفي قرية( بصرى) السورية التي ولد بها رفيق الحريري، ومن المعيب أن تكون خاتما بيد شلّة من السياسيين اللبنانيين كانوا ينتظرون ساعات بل أيام على مكتبك يا خدام ،ومن المعيب أن تكون أحد رجال لاهف خزائن لبنان وبشهادة اللبنانيين هو وزير المال السابق ورئيس الوزراء اللبناني الحالي السنيورة ( فلماذا لا يحقق ميلس مع السنيورة الذي كان يملك أسرار حسابات الحريري ولبنان، وهل المليارات غير كافية لدفع بعض الناس للقتل أو التآمر أو المشاركة بالقتل؟) وتحت مبدأ النفس آمارة بالسوء...!.
سر توقيت كلام خدام..!
لقد سجلت الدبلوماسية السورية نجاحات عدة على الصعيد السياسي والدبلوماسي أخيرا، وخصوصا حول قضية مقتل الرئيس الحريري والقرارات التي صدرت ظلما ضد سوريا، فهذا بحد ذاته زرع الفرقة بين أعضاء مجلس الأمن والأمم المتحدة، خصوصا عندما نجحت سوريا في إدارة الأزمة، وإستقال نتيجتها ميلس، وجاء قرار مخفف حول تقرير ميلس الثاني، ووصل الضباط الى فيينا بوساطة روسية وتسهيل نمساوي، هذا كله جعل واشنطن تبحث عن أي دليل ضد سوريا ولكنها يبدو عاجزة، لهذا وحسب المعلومات السرية الواردة لبعض المعاهد الإستراتيجية إنها أي واشنطن وبعض الدول بصدد تجريم حزب البعث في سوريا، وتحميل الرئيس السوري بشار ذلك، لهذا جاء السيد خدام كحلقة داعمة لهذا التوجه، وهناك حلقات أخرى ومن خلال قناة إعلامية إختيرت بعناية لهذا الغرض، لتكون ضمن المشروع الغربي والأميركي ضد سوريا مثلما كانت ضمن المشروع ضد العراق، فهذا دليل إن فرنسا هي التي ستبدأ بالمشروع نحو سوريا، أي هي التي ستكون في الواجهة ومعها واشنطن ولندن ،فلهذا ترتب البيت العراقي وضمن إنتخايات جاءت نتائجها بتزوير لصالح الطرف الذي فيه رجل فرنسا وهو السيد ( عادل عبد المهدي) والذي يراد له تشكيل الحكومة العراقية المقبلة ليكون رئيسا للوزراء، وهناك دفاعا مستميتا من أجل رئاسته للحكومة العراقية المقبلة، والهدف واضح جدا وهو سوريا وتطويقها، ومن يراهن ويقول إن إيران قادرة على إيقاف عبد المهدي كونه عضوا في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية المدعوم من يران، نقول لهؤلاء إن السيد عادل عبد المهدي كان بعثيا، وإشترك في الحرس القومي ومجازره في عام 1963، ثم أصبح شيوعيا، وبعدها أصيح يساريا، ثم عاد ليكون يساريا يؤمن بالعنف والصدام، ثم عاد وأصبح إسلاميا، وهو من الشخصيات التي كانت ولازالت مقيمه في فرنسا، لهذا ليست هناك مشكله أن يكون عبد المهدي مقاتلا فرنسيا بلسان عربي، ولأجل هذا قربّوا الحزب الإسلامي العراقي، وهو جناح الإخوان المسلمين في العراق ليكون شريكا في الحكم، وهو المتآخي مع الإخوان المسلمين في سوريا، لهذا فالقضية هي ربط حلقة بحلقة صعودا للحلقات الأخرى ضمن سيناريو معروف ،ولكن جميع السيناريوهات، وإن كانت محكمة وقوية تسقط أمام الجبهة الداخلية المتراصة، وتسقط أمام الإيمان بالدفاع عن الوطن والتراب والمقدسات والتاريخ، ونحن على يقين إن الشعب السوري قادر على صد المخطط الأميركي الصهيوني، فبيد سوريا أوراق مهمة وخطيرة ويمكنها اللعب بها بطريقة ذكية، لذا لابد من وضع إستراتيجتها من الآن، وضمن بحث أسوأ الإحتمالات صعودا الى الأحسن كي توجد الحلول والإستراتيجيات لكل إحتمال.
لذا فتصعيد جنبلاط ضد سوريا وحلفاء سوريا، وظهور خدام على العربية هي سياسات تصعيدية لتخلخل الداخل السوري، ولتخلخل الإلتفاف السوري حول قيادته وبلده، خصوصا عندما ينظر المواطن السوري صوب العراق وما حصل ويحصل بها من دمار وموت وجوع، ونقول لخدام إن العراقيين الآن يعيش عدد كبير منهم على القمامة نتيجة ديموقراطيتك سيدك بوش وبلير، ونتيجة النهب والفساد الذي قام به ويقوم به الأميركان والمجموعات العراقية التي أتوا بها لتكون على رأس السلطة، فالعراق بلد النفط يعيش آلاف من شعبه على القمامة يا خدام، فوالله خسرت الدنيا والآخرى، وخسرت إحترامك لنفسك وإحترام الناس لك .
ولكني أسجل عتبي على القيادة السورية التي سمحت بجلسة البرلمان التي أعطت قيمة لهذا الرجل، فالجلسة أعطته قيمه ليرتفع سعره وسعر أقواله أمام السياسي الناشىء سعد الحريري وأمام المخابرات الفرنسية، فكان الأجدر ترك الباب للناس كي تعبر عن شعورها أمام دائرة القضاء السوري للمطالبة بمحاكمة الرجل على ملفات خطيرة، ومنها قذفه القيادة السورية والشعب السوري والوطن السوري، والمطالبة بفتح ملف فساد خدام وعائلته... فمن هنا نتمنى من القيادة السورية وضع خطط عاجلة للنزول الى الشارع والداخل السوري لردم الفجوات، مع إعطاء العفو العام لكل شخصية سورية مهما كبر حجمها ومنصبها أو صغر الإعتراف بالخطأ إن كانت متورطة مع مجموعة تعمل ضد سوريا في الداخل والخارج، لتأتي الى أماكن مخصصة سلفا للتزكية والإعتراف بالخطأ بشرط السرية حفاظا على هذا المواطن والمسؤول التائب وجزاه الله خيرا.
وكل عام وسوريا وشعبها وجميع الشعوب العربية بألف خير.
كاتب ومحلل سياسي عراقي
Samiroff@hotmail.com
ما سر توقيت كلام خدام وماذا قال عنه رفاق صدام وهل كلامه له علاقة بترشيح عبد المهدي
كتب: سمير عبيد
أغلب العراقيين الذين كانوا على مقربة من دهاليز النظام العراقي السابق لم تفاجئهم تصريحات وتخريفات السيد عبد الحليم خدام التي أطلقها عبر قناة خطيرة تعمل ضمن المشروع الأميركي نحو المنطقة من حيث تدري أو لا تدري، فلقد كان الرجل معروفا للقيادة العراقية السابقة، فذات مرة وفي جلسة في باريس كان حاضرها أحد الأصدقاء الدبلوماسيين المخضرمين، حيث قال نائب الرئيس العراقي السابق السيد ( طارق عزيز) وهو يتحدث عن السياسة السورية، وتحديدا في نهاية التسعينات عندما قال ( إن رجل فرنسا و عميل لطرف في الصهيونية مقرها مدينة ليون الفرنسية في دمشق هو عبد الحليم خدام، فهو عميل مخضرم، ومخبر عبر أطراف لبنانية وأطراف نسائية للمخابرات الفرنسية، وواشنطن تعرف ذلك) وكذلك قالها السفير العراقي في أنقرة ، والذي أصبح مديرا للمخابرات العراقية المرحوم (رافع دحام) حيث قال الأخير ( إن القيادة السورية مخترقة ولدينا معلومات إن عبد الحليم خدام حلقة الوصل مع مخابرات أجنبية تمرر معلوماتها لإسرائيل)، ولكن الأمر الذي يثير علامات الإستفهام والذي يقود للأسئلة المهمة هل إن الرئيس الراحل حافظ الأسد رحمه الله كان لا يعلم بتحركات خدام، أم أن خدام كان عميلا مزدوجا، علما إن الرئيس الراحل يتمتع بذكاء غير عادي، وهل المخابرات السورية كانت عاجزة عن معرفة تحركات وإتصالات خدام، نحن نعتقد إن القيادة السورية في زمن الراحل الأسد كانت تتعامل كما يتعامل الغربيون في هكذا حاله، وهي وضع الشخص المشكوك به تحت المراقبة و دون علمه خصوصا إذا كان من وزن خدام، ومن ثم دراسة وفحص تحركاته إن كان بها نوعا من الفائدة يُترك العميل ليحس بالأمان، وإن كانت التحركات ليس بها خطرا على الدولة والنظام ،أيضا يُترك العميل تحت المراقبة، فلا ندري هل نحن جانبنا الصواب في هذا التحليل؟.
نحن نعرف إن السيد خدام كان رجلا مهما في الدولة السورية ونظامها، وكان يرأس ملفات خطيرة في ظل الأسد الأب رحمه الله، وفي زمن الرئيس الدكتور بشار الأسد، وكان جزء من جميع السياسات السورية الداخلية والخارجية، فلقد كان خدام ماسكا للملف اللبناني والفلسطيني والعراقي ، فهل نسى ما فعل باللبنانيين شخصيا، لذا فإن كانت هناك أخطاء فهو جزء منها على المستوى السياسي والحزبي والقانوني والإجتماعي، وكذلك إن كانت هناك شرائح من السوريين تعيش على القمامة ــ حسب زعم خدام ــ فهذا يعني إن خدام أول المسيئين لأنه الرجل المخول بالسياسة الداخلية كلها، وهو يتحمل هذه الكارثة الإنسانية ، ولكننا نعتقد عكس ما ذهب اليه خدام حيث هناك نظاما إشتراكيا في سوريا، بحيث لا يمكن أن تكون هناك عائلة سورية واحدة تعيش على القمامة مع إعترافنا هناك عوز مادي وتدهور إقتصادي نتيجة الفساد الذي يمارس من قبل الذين لا ضمير لهم، ونتيجة ضعف إمكانيات البلد حيث يعتمد على الزراعة والصيد والسياحة وجزء بسيط جدا من النفط،فلقد كان السيد خدام على رأس هؤلاء الفاسدين، بل كان يحمي معظمهم بحيث وصل بالسيد خدام التهاون في دفن النفايات السامة في الأراضي السورية، وهذه جريمة تدخل ضمن بنود الجرائم العظمى ،أي يحمّل الأرض السورية سفاحا ،أي شيئا غير شرعي ويفتك بالأرض والبشر والنبات والبيئة، أما غسيل الأموال والصفقات فحدث ولا حرج في هذا، فمن أين جاءت العفة وجاء بياض اليد للسيد خدام ،هل وجده في باريس، أم في مدينة ليون حيث تجمع الماسونية والحركة الصهيونية،أم وجده من خلال النسيمات العليلة التي تهب عليه من حدائق قصر أوناسيس، أم من النسيمات العليلة التي تجلبها أمواج شاطىء نيس، نحن نعتقد ومن جانب إجتماعي وأخلاقي وفي جميع بلدان العالم لا يجوز للسارق واللص التحدث عن الأمانة ونظافة اليد، ولا يجوز للمومس التحدث عن الشرف والأخلاق، ولا يجوز للبخيل التحدث عن الكرم وحاتم الطائي، ولا يجوز للقاتل التحدث عن البراءة والإنسانية والحياة، فأنت قاتل نعم قاتل، ويا ليتك قاتل إنسان واحد أو مجموعة إنك قاتل شعب بأكمله عندما سهلت دفن النفايات االسامة في الأراضي السورية الطاهرة، وتحديدا في باديتها التي سحقها الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وصلاح الدين والعظمة وكل الشرفاء رحمهم الله أمواتا وأحياء.
فلقد تيقنا أنك (لا حليم) بدليل أنك إنبطحت أمام بضعة ملايين من أجل شهادة زور يباح من خلالها بلد، ويسبى ويقتل من خلالها شعب ثلاث أرباعه صفق لك ،ولأكثر من ثلاثين سنة، وتيقنا إنك (لا حليم) عندما شتمت حكومتك وأنت كنت جزء منها، وشتمت زملاءك في السياسة والمجتمع، بل تجنيت في أمور خطيرة ضد بلدك، فسوريا ليس ملكا لأحد كي تصب ضدها غضبك وحقدك كونك تكره الجنرال غزاله أو تختلف مع الرئيس بشار الأسد ، فلو كنت حليما لقلت الى الجهات التي ورطتك، والشخصيات التي وضعت ملايينها في حسابك ( أنا لا أقدر أن أكون ضد بلدي، وضد نظام كنت جزء منه، لهذا أعتذر وأني تقاعدت من السياسة، وأريد أن أعيش بقية عمري لكتاباتي وأحفادي، وتظهر على التلفزيون وتقول تحية لشعبي السوري،و أني أخطأت لأني شاركت ببعض الأخطاء، وأبنائي أخطأوا، و فاتحتني الجهات لأعمل ضد سوريا وضد الرئيس بشار ورفضت، لهذا أودعكم وأني متقاعد من السياسة وسأعيش بقي عمري حيث أرغب والسلام عليكم) حينها ستكون زعيم الشرفاء ليس أمام الشعب السوري فحسب بل أمام الشعوب العربية كلها، ولكنك لا تقدر على هذا لأن هذا الكلام يقوله الرجال الرجال، ويقوله كرماء النفس واليد، ويقوله القادة الذين يبهرهم التاريخ المجيد، أما أنت فهمك المال ونفسك وشخصك فقط، فلقد جيرت نهاية حياتك السياسية والإجتماعية بعار كبير على المستوى الشخصي والعائلي.... وهو سوء العاقبة.
ولقد تيقنا إنك فعلا ( خدام) مع تقديرنا لأسرتك في الشام وقبيلتك ومذهبك السني الذي تريد قناة العربية وغير العربية تسويقه طائفيا منذ يومين، لقد خدمت هواة السياسة، فوالله من المخجل ومن المعيب أن يحركك طفل لازال يتهجى الأبجدية السياسية وهو ما يسمى بالشيخ ( سعد الحريري) مع تقديرنا العالي لوالده المرحوم رفيق الحريري وعمته السيدة الفاضلة نازك الحريري وكل الشرفاء في عائلة الحريري، وفي قرية( بصرى) السورية التي ولد بها رفيق الحريري، ومن المعيب أن تكون خاتما بيد شلّة من السياسيين اللبنانيين كانوا ينتظرون ساعات بل أيام على مكتبك يا خدام ،ومن المعيب أن تكون أحد رجال لاهف خزائن لبنان وبشهادة اللبنانيين هو وزير المال السابق ورئيس الوزراء اللبناني الحالي السنيورة ( فلماذا لا يحقق ميلس مع السنيورة الذي كان يملك أسرار حسابات الحريري ولبنان، وهل المليارات غير كافية لدفع بعض الناس للقتل أو التآمر أو المشاركة بالقتل؟) وتحت مبدأ النفس آمارة بالسوء...!.
سر توقيت كلام خدام..!
لقد سجلت الدبلوماسية السورية نجاحات عدة على الصعيد السياسي والدبلوماسي أخيرا، وخصوصا حول قضية مقتل الرئيس الحريري والقرارات التي صدرت ظلما ضد سوريا، فهذا بحد ذاته زرع الفرقة بين أعضاء مجلس الأمن والأمم المتحدة، خصوصا عندما نجحت سوريا في إدارة الأزمة، وإستقال نتيجتها ميلس، وجاء قرار مخفف حول تقرير ميلس الثاني، ووصل الضباط الى فيينا بوساطة روسية وتسهيل نمساوي، هذا كله جعل واشنطن تبحث عن أي دليل ضد سوريا ولكنها يبدو عاجزة، لهذا وحسب المعلومات السرية الواردة لبعض المعاهد الإستراتيجية إنها أي واشنطن وبعض الدول بصدد تجريم حزب البعث في سوريا، وتحميل الرئيس السوري بشار ذلك، لهذا جاء السيد خدام كحلقة داعمة لهذا التوجه، وهناك حلقات أخرى ومن خلال قناة إعلامية إختيرت بعناية لهذا الغرض، لتكون ضمن المشروع الغربي والأميركي ضد سوريا مثلما كانت ضمن المشروع ضد العراق، فهذا دليل إن فرنسا هي التي ستبدأ بالمشروع نحو سوريا، أي هي التي ستكون في الواجهة ومعها واشنطن ولندن ،فلهذا ترتب البيت العراقي وضمن إنتخايات جاءت نتائجها بتزوير لصالح الطرف الذي فيه رجل فرنسا وهو السيد ( عادل عبد المهدي) والذي يراد له تشكيل الحكومة العراقية المقبلة ليكون رئيسا للوزراء، وهناك دفاعا مستميتا من أجل رئاسته للحكومة العراقية المقبلة، والهدف واضح جدا وهو سوريا وتطويقها، ومن يراهن ويقول إن إيران قادرة على إيقاف عبد المهدي كونه عضوا في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية المدعوم من يران، نقول لهؤلاء إن السيد عادل عبد المهدي كان بعثيا، وإشترك في الحرس القومي ومجازره في عام 1963، ثم أصبح شيوعيا، وبعدها أصيح يساريا، ثم عاد ليكون يساريا يؤمن بالعنف والصدام، ثم عاد وأصبح إسلاميا، وهو من الشخصيات التي كانت ولازالت مقيمه في فرنسا، لهذا ليست هناك مشكله أن يكون عبد المهدي مقاتلا فرنسيا بلسان عربي، ولأجل هذا قربّوا الحزب الإسلامي العراقي، وهو جناح الإخوان المسلمين في العراق ليكون شريكا في الحكم، وهو المتآخي مع الإخوان المسلمين في سوريا، لهذا فالقضية هي ربط حلقة بحلقة صعودا للحلقات الأخرى ضمن سيناريو معروف ،ولكن جميع السيناريوهات، وإن كانت محكمة وقوية تسقط أمام الجبهة الداخلية المتراصة، وتسقط أمام الإيمان بالدفاع عن الوطن والتراب والمقدسات والتاريخ، ونحن على يقين إن الشعب السوري قادر على صد المخطط الأميركي الصهيوني، فبيد سوريا أوراق مهمة وخطيرة ويمكنها اللعب بها بطريقة ذكية، لذا لابد من وضع إستراتيجتها من الآن، وضمن بحث أسوأ الإحتمالات صعودا الى الأحسن كي توجد الحلول والإستراتيجيات لكل إحتمال.
لذا فتصعيد جنبلاط ضد سوريا وحلفاء سوريا، وظهور خدام على العربية هي سياسات تصعيدية لتخلخل الداخل السوري، ولتخلخل الإلتفاف السوري حول قيادته وبلده، خصوصا عندما ينظر المواطن السوري صوب العراق وما حصل ويحصل بها من دمار وموت وجوع، ونقول لخدام إن العراقيين الآن يعيش عدد كبير منهم على القمامة نتيجة ديموقراطيتك سيدك بوش وبلير، ونتيجة النهب والفساد الذي قام به ويقوم به الأميركان والمجموعات العراقية التي أتوا بها لتكون على رأس السلطة، فالعراق بلد النفط يعيش آلاف من شعبه على القمامة يا خدام، فوالله خسرت الدنيا والآخرى، وخسرت إحترامك لنفسك وإحترام الناس لك .
ولكني أسجل عتبي على القيادة السورية التي سمحت بجلسة البرلمان التي أعطت قيمة لهذا الرجل، فالجلسة أعطته قيمه ليرتفع سعره وسعر أقواله أمام السياسي الناشىء سعد الحريري وأمام المخابرات الفرنسية، فكان الأجدر ترك الباب للناس كي تعبر عن شعورها أمام دائرة القضاء السوري للمطالبة بمحاكمة الرجل على ملفات خطيرة، ومنها قذفه القيادة السورية والشعب السوري والوطن السوري، والمطالبة بفتح ملف فساد خدام وعائلته... فمن هنا نتمنى من القيادة السورية وضع خطط عاجلة للنزول الى الشارع والداخل السوري لردم الفجوات، مع إعطاء العفو العام لكل شخصية سورية مهما كبر حجمها ومنصبها أو صغر الإعتراف بالخطأ إن كانت متورطة مع مجموعة تعمل ضد سوريا في الداخل والخارج، لتأتي الى أماكن مخصصة سلفا للتزكية والإعتراف بالخطأ بشرط السرية حفاظا على هذا المواطن والمسؤول التائب وجزاه الله خيرا.
وكل عام وسوريا وشعبها وجميع الشعوب العربية بألف خير.
كاتب ومحلل سياسي عراقي
Samiroff@hotmail.com