المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معركة بعقوبة بعيون امريكية: مهارتهم أرعبت جنودنا



الأمين
29-06-2004, 09:01 AM
شبكة البصرة

بعقوبة 24 حزيران- جنود الفرقة مشاة الاولى الذين تركوا ارض المعركة يوم الخميس مرهقين بسبب وقع المعركة السريع والجنوني وشمس الصيف الحارقة لم يروا شيئا مثل هذا خلال الاشهر الثلاثة التي كانوا فيها هنا.
في المعركة التي استمرت من الفجر الى المغرب قام اكثر من 100 مقاتل مسلح في الانتشار في المنطقة واحتلال مباني المدينة واستخدموا تقنيات يقول عنها القادة الامريكيون انها تشبه ماكان يستخدمه الجيش العراقي. كان المقاومون مسلحين جيدا وتحركاتهم منسقة وقد اظهروا مستوى جديدا من القوة والمهارة التكتيكية ارعبت الجنود الذين كانوا يواجهونهم.

وفي نهاية اليوم استطاعت الدوريات المشاة والمدرعة من اخراج المقاومين من وسط المدينة رغم ان بعضهم ظل مسيطرا على مركزين لشرطة في مناطق معروفة بالعداء الطويل للاحتلال الاامريكي. قتل جنديان امريكيان بضمنهم قائد اصابته في مقتل قنبلة صاروخية.
ويقول اللفتنانت تي جي جرايدر (25 عاما) الذي قاتل فصيله اكثر من 12 ساعة :" كانوا بالتأكيد افضل ممن كنا نواجه عادة ولكني اعتقد ان مافعلناه هذا اليوم كان مهما."

والهجوم الذي يأتي قبل اسبوع من النهاية الرسمية للاحتلال ، يبين مدى الخطر الذي ستتعرض له الحكومة المؤقتة والتحديات التي سيكون على القوات الامريكية الباقية هنا ان تواجهها. ان الشرطة العراقية التي دربتها الولايات المتحدة كانت عجزت او هربت في معظم الاحيان عن مواجهة عدوا اكفأ منها. ويقول القادة العسكريون هنا ان المعركة في هذه المدينة التي تبعد 35 ميل الى شمال شرق بغداد لم تنته بعد.

لقد حارب المقاتلون بجماعات منسقة كبيرة ووضعوا افخاخا معقدة ومتطورة واحتلوا مباني المدينة حيث كان يبدو انهم يخططون منها لمعركة طويلة . وقد بدأوا اولا في الهجوم على شارعين مهمين في المدينة قاصدين عزل واكتساح مقر سلطة التحالف المحلي ومباني حكومية اخرى كما قال القادة العسكريون الامريكان.

وقد كان عدة قادة عسكريون امريكان قد اوحوا بأن المقاومين لابد وقد تعلموا تكتيكاتهم التي اظهروها في الايام الاخيرة من قادة حرب العصابات الماهرين من خارج المدينة ربما يقودهم مقاتلون اجانب قدموا الى العراق لمقاتلة الاحتلال. لقد لاحظوا ان تجار المدينة لم يستلموا تحذيرا بالهجمات كما فعلوا من قبل في انتفاضة نيسان . وكان العديد من الناس يحاولون الوصول الى اعمالهم في خلال ساعات الذروة ولكن القتال اعادهم من حيث اتوا.

ويبدو ان التحضير للمعركة استمر منذ اسابيع وقد حدد للهجمات لتكون جزءا من هجمات يوم الخميس التي اجتاحت العراق . وبعد ان استطاعت ضربات جوية امريكية قوية ان توقف تصاعد المقاومة هنا قبل المغرب وجد الجنود مخزونا كبيرا من الاسلحة في انقاض مبنى واماكن لمدافع منصوبة في كلية تقنية قريبة.

قال اللفتنانت كولونيل ستيف بوليمور قائد القوة المسؤولة عن بعقوبة وهو يشير الى عدوه :" انه مايزال هنا في المدينة . يختبيء الان ولكنه سوف يعود. انني اعيد تجميع القوات وسننتظر المعركة القادمة. ولكني لا اعرف متى ستكون."

لقد تسببت بعقوبة التي تقع وسط بساتين النخيل في المشاكل للقوات الامريكية طوال الاحتلال. كان يسيطر على حياتها السياسية لسنوات طويلة زمعماء العشائر والضباط العسكريين السابقين الذين كانوا يعيشون برفاهية حين كان صدام حسين في السلطة. والان الكثير منهم هم ضمن قوات وقادة المقاومة المحلية كما يقول القادة الامريكيون هنا.

وعلى مايعتقد الامريكيون فقد وجهت قوات بوليمور ضربة شديدة للمقاومة بمقتل مايعتقد انه قائد المقاومة في بعقوبة حسين علي سبتي في معركة في بهرز الاسبوع الماضي. وكان قد قتل 13 مقاوم وجندي امريكي في تلك المعركة. ولكن الهجمات على الجنود لم تتوقف.
خلال الاسابيع العديدة الماضية كان بوليمور يرسل فرق قناصة الى المدينة لقتل المقاومين الذين يزرعون الغاما مضادة للدبابات تحت جنح الظلام. وهذه الاغام المصنوعة من قذائف المدفعية وذخيرة الدبابات وتفجر بالريموت كونترول كانت قد قتلت الكثير من جنوده على طرق الامدادات الرئيسية.

وفي وقت متأخر من ليلة الاربعاء عمل جرايدر قائد الفصيل مع فريق قناصة في منطقة (التحرير) جنوب مركز الحكومة الذي يطل على شارع القنال وهو شارع رئيسي في المدينة التي يقطنها 250 الف نسمة، وقد اطلق القناص في الفريق على رجلين يزرعان قنابل وقال جرايدر ان الاثنين قتلا وهما رابع وخامس مقاوم يقتل ذلك الاسبوع.

بعد ذلك بقليل سمعت اصوات كلاشينكوف قريبة. واستمرت لعدة ساعات وهي تضيء سماء ساعات ماقبل الفجر بومضات الاطلاقات. ولكن جرادير ورجاله رجعوا الى معسكرهم في الساعة الرابعة والنصف فجرا وخلدوا الى النوم مباشرة.
بعد ساعتين عندما خرج رتل من مركبات البرادلي المقاتلة الى الحافة الغربية للمدينة تبحث عن الغام الطريق استيقظ الكابتن ترافيس فان هيك على صوت راديو زاعق في المكتب المجاور لغرفته.
كان الصوت يصرخ :" لقد اصبنا" كان فخا منصوبا بصواريخ وقنابل قتلت جنديين بضمنهم قائد الفصيل.

ويقول فان هيك 29 عاما من لوميرا في وسكنسون " ان المجموعة التي جاءت اليوم كانت اكثر دقة واكثر تنظيما مما رأينا سابقا. لقد انفجر القتال في هذا المكان اليوم."
وخلال الساعات القليلة التالية استولى المقاومون على مراكز الشرطة في بهرز في منطقة المفرق حيث قتلوا سبعة ضباط شرطة عراقيين .
وفي اثناء ذلك ، هرع الجنود بالمصابين من مركبات البرادلي الى مستشفى في المدينة. وقد تعرض رتل يحمل عدة جنود مصابين الى اطلاقات المقاومين عدة مرات وكأنهم كانوا ينتظرونهم. وقد تم تدمير مركبات البرادلي وكان على الجنود الامريكان ان يسحبون هذه المركبات الى المعسكر.

في الساعة 9 صباحا كان المقاومون قد استولوا على ثلاثة مبان في الجانب الشرقي من المدينة قرب ملعب كرة القدم. ويقول بوليمور انه تابع المقاومين يدخلون المباني وهم يأخذون مواقعهم القتالية هناك. وهنا أمر بالضربات الجوية.

بعد دقائق القيت على المباني ثلاثة قنابل زنة 500 رطل مما احالها الى انقاض. وقد كلف فصيل فان هيك بتأمين المنطقة والتفتيش في الانقاض. وجدوا عشرات من صواريخ 50 ملم وصناديق ذخيرة كلاشينكوف ومدافع هاون.

ويقول بوليمور :" يبدو ان ذلك كان تخطيطا لمعركة طويلة وليس مجرد اضرب واهرب."
وفي وقت سابق من ذلك اليوم اعلنت جماعة ترتبط بأبي مصعب الزرقاوي في خطاب باللغة العربية عبر القنوات الفضائية مسؤوليتها عن الاستيلاء على مراكز الشرطة . ولكن بوليمور الذي قال انه يعتقد ان اناسا من خارج المدينة قد يكونوا رتبوا للهجمات، يقول ان التكتيكات لاتتفق مع اسلوب الزرقاوي (السيارات المفخخة وذبح الرهائن)

قبل المغرب خف القتال في الشوارع وبعد ساعات وهم محاصرين في الدبابات ومركبات البرادلي في درجة حرارة تصل الى 111 درجة بدأ عشرات الجنود بالاحساس بتأثير الارهاق والجفاف الذي تسببه حرارة الجو. وكان يجب امدادهم بالسوائل بشكل عاجل.

كان الدمار كبيرا في مباني وسط المدينة . في الجامعة كان الزجاج المتطاير من النوافذ يملأ المكان وكان مجموعة من الناس قد بدأوا في نهب المباني حين ترك الجنود الامريكان الموقع ولكنهم توقفوا حالما عادت الوقات الامريكية .
بعد الظهر كانت مروحيات الاباتشي تحوم حول اطراف المدينة وهي تطلق الصواريخ التي ترسل اعمدة من الدخان الاوسد. وقال بوليمور فيما بعد ان المورحيات استهدفت سيارة سيدان سوداء كانت تحمل رجالا يرتدون ازياء المقاومة السوداء.
وظلت الشوارع خالية حتى بعد انتهاء القتال لمدة طويلة.

ترجمة دورية العراق

شبكة البصرة

الاثنين 10 جماد الاول 1425 / 28 حزيران 2004

الأمين
29-06-2004, 09:12 AM
ملاحظة على الهامش : الأمريكيون يردون أن يوحوا لنا أن المقاومة أخلت مواقعها بسبب مجهود الأمريكان الحربي لا بسبب تخطيط المقاومة المسبق بأن تكون السطرة على المدينة مؤقتة. و لو أن كان الأمريكيون يملكون هذه الإمكانية لما توانوا عن تطبيقها في الفلوجة.

ميتو
30-06-2004, 10:59 PM
البداية السرارة من الفلوجة
و بعدها صارت مثل النار فى الهشيم
اجتاحت كل ارجاء العراق
و صارت المقاومة اكثر دقة و حيوية
ابناء العراق الصامد
و ابناء المجاهد صدام
لن
و لم يخيبوا
باذن الله تعالى