المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موقف الشيعة من الاحتلال والمقاومة



lkhtabi
29-12-2005, 03:55 PM
شبكة البصرة

اياد محمود حسين . برلين

افرزت الانتخابات التشريعية الرائعة فى فن التزوير الذى ليس له مثيلا فى العالم قاطبة بفوز قائمة اهل التقية (الائتلاف الشيعى الموحد) بأكثر من 75 بالمئة من اصوات الناخبين. ولولا فرق الموت الشيعية (عزرائيل) لما حصل هذا الانتصار الرائع والباهر على اعداء الحرية والديمقراطية (الارهابين) فى العراق. وبعد ان انتهت مهزلة الانتخابات المزورة كالسابق بحصول الحكيم وبطانيته بنسبة عظيمة من اصوات الشعب العراقى،(الم يصرح هذا البطل صديق الصهاينة والامريكان محررى العراق من الكتاتورية والظلم والطغيان، بأن الانتخابات الحالية ستزور مثل الانتخابات السابقة !!). وقد ضربت رقما قياسيا بهذا الفوز المبين على اعداء اهل البيت والدين ، القائم على تغير صناديق الاقتراع ، وتبديل اوراق التصويت ، فهنيئا لكم ياغربان الطائفية الشعوبية ، ومن معكم من اصحاب الطائفية المستدرجين بهذا الفوز الساحق . سيروا على الدرب بكل قوة وعزم وثبات وتصميم ، ونحن الطائفيون السذج والمغفلين من ورائكم نساندكم!. ونتمنى لكم فى المرة القادمة (اذا بقيتم فى الحكم) فوزا ساحقا على اعداء الديمقراطية والحرية لتصل نسب التصويت لصالحكم الى 99,99 % بفضل امريكا واية الله العظمى الامام بوش .

وبعد ان انتهت مزبلة الانتخابات المزورة ، فأن التحولات السياسية فى العراق مقبلة على هيجان شعبى واسع النطاق ، بعد ان اكتشفت الجماهير العراقية الواعية ان اصواتها تم التلاعب بها لصالح التحالف الشيعى الطائفى الشعوبى الذين يدعون الايمان بالاسلام ، واهل البيت الكرام، فأن التطورات ال! متصارعة التى يشهدها العراق الان تؤشر بدخول الوضع العام مرحلة الانعطاف الاستراتيجى الحاسم من خلال تطور وتصاعد وتيرة المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال الامريكى والقوى المتحالفة معها. هذه التطورات اثرت بقوة على العناصر والاحزاب التى جازفت بسمعتها فى المشاركة بالعملية السياذ 3ية فى ظل الاحتلال، واصبحوا يعيشون فى حالة الخوف من الاندحار السياسى بعد ان وقفت الى جانب خيار الحرب ضد الحكم الوطنى الشرعى للعراق ، وتعاونت مع المحتلين لاحتلال بغداد. انهم يتوسلون ببقاء قوات الاحتلال فى العراق حفاظا على مصالحهم التى تحققت بفضل هذا الاحتلال، وينادون بأن مقاومة القوات المتحالفة التى حررت العراق هو الارهاب بعينه. وان خروج هذه القوات لايمكن ان يتم الا بعد ان يستتب الامن وتندحر المقاومة الارهابية ، حسب منطقهم المريض ، وبعدها يمكن المطالبة بحل سلمى بجدولة الخرج لهذه القوات . واللافت للانتباه ان الداعين اليوم الى الحل السلمى ، والذين ينادون بعدم مقاومة القوات الامريكية! هم فى الاصل من اشد دعاة الحل العنفى فى قتل المواطنين العراقيين وتدمير بيوتهم وقراهم ومدنهم ، وهم فى غالبيتهم المطلقة ممن روجوا للاحتلال والغزو او المهادنة معه، حتى وان ادى ذلك الى احتلال العراق وتدمير بنيته التحتية تدميرا كاملا ، والغاء الجيش العراقى العريق من جذوره ، وفى المقدمة منهم الحكيم والجعفرى واحمد الجلبى. ان سلوكهم الخيانى هذا جلب الدمار والانقسام فى صفوف الشعب العراقى ، وجعل حب الحقد والانتقام والانقسام والخلاف يزاد اتساعا بين صفوف الشعب. انهم يريدون ان يبنوا عراقا جديدا قائما على الانقسام الطائفى بتحريك من هؤلاء الاغبياء المتأمرين اصحاب العمائم السود، حسب زعمهم وادعاہ 6هم ، الا انه لايمكن ان يبنى عراقا جديدا الا عن طريق انتصار المقاومة ودحر هؤلاء الاقزام اصحاب العمائم ذات الرؤوس المتعفنة بالخيانة . وهذه الاحزاب الدينية الرجعية المتأمرة ورجالها الذين جاءوا من وراء الحدود اصابها نوع من الذهول بسبب هذه التطورات فى الميدان العسكرى المقاوم ، والانعطافات السياسية والامن! ية المذهلة ، واصبحت تنتظر طلقة الرحمة من المقاومة العراقية ، وهى تستعد الان للفرار بعد ظهور اول ساعات الحسم فى الساحة من تطورات عمليات المقاومة وفصائلها المتعددة واتساع رقعتها جغرافيا وسياسيا .

اما رجال الدين وزعماء الطائفة الشيعية فى العراق كانوا يرفعون شعار الموت لامريكا (الشيطان الاكبر) وقد اختفى هذا الشعار بعد احتلال العراق ، واصبح بدلا عنه والمرفوع فى الساحة العراقية تأييد من يقولون تعيش امريكا المنقذة ، ومحررة الشعوب ولو على خجل، فأصبحت الخيانة للمبادىْ والعمل تحت قيادة الاحتلال وجهة نظر . ان ظهور بعض رجال الشيعة الموالين للامريكان اصبح لديهم الشجاعة مايكفى ليعبروا عن ارائهم الجريئة ، بعدما وجدوا المكان الامن فى ظل قوات الاحتلال ، وقد عبروا بصراحة وجرأة الى الانحياز الكامل للامريكان ، واصبحوا ادواتهم ومخالبهم ضمن مخطط مبرمج بمشاركة بعض الاحزاب الكردية يتم على مراحل ضمن ستراتيجية امريكية صهيونية لتكريس احتلال العراق ، والتغطية عليه بحجة تعزيز الحقوق السياسية للشيعة والاكراد المهضومة على حساب الوطن ، بعد تمرير الدستور بالتزوير لصالح تكريس الفدرالية فى المناطق الشمالية والجنوبية من العراق .

ان خروج بعض المظاهرات ، وبعض الانفار من رجال الدين الشيعة واتباعهم فى كربلاء، رافعين شعار البراءة من حزب البعث وافكاره القومية، والمطالبة بأعدام الرئيس الشرعى للعراق صدام حسين ، فهم احرار فى تفكيرهم المتعصب ومعتقداتهم البالية ضد حزب البعث، ولكن هذا لايعنى ان كل الشعب سيستجيب الى مطالبهم هذه . وان الذين قادوا هذه المظاهرة قد خانوا (اهل البيت) ومقولة الامام الخمينى عندما قال (انظروا الى موقفكم من امريكا فأن هى رضيت عنكم فأتهموا انفسكم) ربما لعلمه مسبقا ان الذين يؤمنون به ويتبعونه هم اول من سيخونون القضية التى رفع شعارها كذبا وبهتانا. لقد سقطوا فى مستنقع الخطيئة والخيانة جميعا كما سقط خميني قبلهم . وقادتهم ورثة الخمينى اذ يغازلون امريكا كاللواتى يتمنعن وهن الراغبات، يرفعون شعارات عدم مقاومة الاحتلال الا بالطرق السلمية ، والمشاركة بالعملية السياسية القائمة على التزوير كما حدث فى الانتخابات السابقة ، بعد ان كان شعارهم سابقا الموت لامريكا واسرائيل ، ويليتهم لو يعلموا ان هذه الشعارات تنسف وجودهم وتنسف المذهب الذى يعتنقونه .اننى اتعجب من هؤلاء علماء الدين الشيعة (شيعة امريكا) الذين جندتهم الاستخبارات الامريكية فى حربها الايديولوجية على الاسلام ، والذين يدعون ان العلمانية هى خير خدمة يمكن اسداها الى الاسلام . انهم يحملون الفكر الاسلامى مغلفا بالطائفية ويطالبون ببقاء قوات الاحتلال فى العراق . لقد وقع شيعة امريكا الصفويين بتحالفهم مع قوات الاحتلال فى ورطة كبيرة لانهم اقدموا على تحويل العراق الى مستنقع دماء بأرتكابهم الاعمال الاجرامية بحق الشعب العراق من قتل وتعذيب واختفاء مواطنين والى الابد فى مقابر جماعية ، فاقت ادعائتهم الكاذبة بوجود مقابر جماعية للنظام الشرعى السابق . انهم لايخجلون من انفسهم عندما يدعون كذبا فى اعتبار المقاومة الباسلة مجرد اعمال ارهابية تخريبية تقوم بها فلول صدام المنهزمة . ان موقفهم هذا يثير فى نفس المواطن العراقى الاشمئزاز والغثيان، هكذا انقلبت المقاييس عند هؤلاء الرجال المتدينين المعممين، وراحوا يعلنون ان مقاومة الاحتلال لايمكن ان يتم الا بالطرق السلمية والمشاركة بالعملية السياسية والانتخابات . لم اسمع ولم ارى شعبنا من شعوب العالم الثائرة ضد الظلم والتعسف والاستعمار والاحتلال ناضلت وكافحت واستطاعت ان تحرر اوطانها بالطرق السلمية والتوسل والخضوع للقوى المحتلة حتى يمكن فى نهاية المطاف تحرير الارض à 3ن قوى الاحتلال وتحقيق الاستقلال والسيادة . ورجوعا الى الماضى المشرف من تاريخ امتنا العربية المجيدة ، فأن ثورة الامام الحسين وموقعة كربلاء واستشهاده فيها لم تكن اسلوبا قائما على محاربة الامويين سلميا ، ولم ينشىء المذهب الشيعى ورجاله وانتشاره الا بالثورات الدائمة والمستمرة على محاربة الحكام الطغاة فى تلك العصور من تاريخ العراق .

ان الشيعة الذين يقفون هذا الموقف السلمى والمشاركة الطوعية فى هذه الانتخابات التى تديرها قوات الاحتلال غير اسلامية تحالفية امريكية صهيونية تحتل ارض الاسلام وتفرض ارادتها على الشعب العراقى ، وعلى العملاء الذين جاءت بهم معها من الخارج لحكم العراق بدون سيادة واستقلال حقيقيين ، هو تدمير لمبادىء هذا المذهب الذى يؤمنون به . واذا لم يكن تدميرا للمذهب الشيعى الذى قام على الثورات المستمرة ، فماذا نسميه اذا ؟ هل معاوية وابنه يزيد عدوا الله ، وايه الله العظمى بوش ناصر الاسلام والمسلمين ؟ . هل كان الحسين مستعدا للاستعانة بالروم لتحرير بلاد المسلمين من ظلم يزيد وحكمه؟ الم يكتب الامام على كرم الله وجهه الى قيصر الروم ، وقد بدأ يحرك جيوشه على ثغور المسلمين قائلا له (لايغرنك الذى بينى وبين معاوية ، فوالله لوحدثتك نفسك بالغزو لاسيرن اليك تحت راية صاحبى هذا) اليس هذا هو الحق المشرف الذى اتخذه الامام على ، بينما انتم اتخذتوا موقفا معاكسا مؤسفا ومخزيا كما فعلت دول الطوائف العربية فى بلاد الاندلس ، فلماذا لايحارب اخواننا الشيعة قوات الاحتلال والاشتراك مع باقى فصائل المقاومة الوطنية الشريفة ؟ اليس الجهاد فرض عين على كل مسلم اذا احتلت اراضيه ؟ . السيستانى خان الاسلام ومبادئه عندما هادن الاحتلال ولم يصدر فتوى بمحاربته ، وبهذا العمل الخائن فتح المجال الى هيمنة الامبريالية الامريكية على العراق مما ادى الى تقسيم العراق ، واشعال الحرب الطائفية ، وادخال مفاهيم بعيدة عن روح الاسلام مكن طرح المشاريع العلمانية والديمقراطية الغربية المزورة . وهل يحتاج اجتياح قوات الاحتلال ارض العراق الى تاخير فتوى الجهاد حتى ان تتجلى الامور وتتكشف حقيقة هذا الاحتلال ؟ اليست المسألة واضحة وضوح الشمس فى عز النهار. ان احتلال العراق ليس من اجل اعطاء الشعب العراقى الحرية والديمقراطية ، وانما هناك غايات واضحة بدأت تتكشف مراميها وهو فرض عملاء الادارة الامريكية لحكم العراق عن طريق تزوير ارادة الشعب كما حدث فى تمرير الدستور رغم انف الشعب العراقى، علماء المذهب الشيعى يعلمون ان اهداف الادارة الامريكية بخصوص العراق واضحة ومكشوفة ، الم يقل بوش فى خطاباته الحماسية المليئة بالبلاغة ان العراق يشكل اليوم محاور الارتكاز فى الحرب الشاملة على الارهاب ، اى انه يريد ان يسبق الاحداث فى ارسال رسالة الى زعماء الدين الشيعة فى العراق على ان اع! لان الجهاد الاسلامى هو بحد ذاته الارهاب الدولى ، ثم وعد بوش الشعب الامريكى بان الانسحاب الامريكى من العراق لن يحصل طالما ان هذا الارهاب لايزال قائما . فماذا نقول بعد كل هذه التصريحات التى يطلقها بوش ؟ ونحن نتسأل هل هناك مدة شرعية حددها المذهب الشيعى المسموح بها لبقاء قوات الاحتلال فى العراق . لقد اعلنت امريكا الحرب على العراق وشعبه منذ عام 1991 فى فرض ذلك الحصار الظالم الذى ليس له مثيلا فى تاريخ الشعوب قديما وحديثا ، الذى طال كل فئات الشعب العراقى ، مما ادى الى موت اكثر من مليون مواطن عراقى اكثرهم من الاطفال . اليس هذا الحصار ثم اعلان الحرب واحتلال العراق يستوجب اصدار الفتوى الشرعية للجهاد ، والمشاركة مع السنة فى المقاومة ؟ . ام كان الهدف اولا توزيع الحصص الطائفية والوزارية وتثبيتها فى الدستور الامريكى الصهيونى المزور ، كأنها الواقع الملموس فى ظل التغيرات التى حدثت على ارض الواقع العراقى ، ثم بعدها يأتى امر الجهاد . انها عملية مصلحية انتهازية ونفعية لاتخدم الا مرحلة معينة من تاريخ العراق .

لماذا شيعة بغداد وخاصة مدينة الثورة والكاظمية يؤيدون المقاومة ومؤازرتها بينما الحوزة العلمية النائمة فى النجف وكربلاء تجد نفسها ملزمة بالتعاون مع قوات الاحتلال وتطالب الشعب العراقى بالمشاركة الفعالة بالعملية السياسة ، وترفض رفضا قاطعا على اصدار الفتوى بالجهاد . وثم اخواننا الشيع! ة لماذا يتمسكون كل هذا التمسك الاعمى بمراجعهم الدينية الخائنة لتربة الوطن وشعبة . هل فقدوا ارادتهم وقيمهم واخلاقهم وعاداتهم ، ولم يعد يهمهم شؤون الوطن ووجود قوات الاحتلال بقرب مدنهم المقدسة . هناك كثير من الشيعة العرب الشرفاء فى العديد من مدن العراق يلحون على الاشتراك بالمقاومة الوطنية قبل فوات الاوان فشيعة بغداد اكثر فهما وتطورا فى سلوكهم عن شيعة النجف وباقى المدن الشيعية . ان الشيعى البغدادى اكثر تجاوبا واستجابة للمقاومة بعد ان نفض يديه من الحوزة العلمية النائمة ، وهم اول من سارعوا الى التأكيد على وحدة السنة والشيعة ، ووقوفهم صفا واحدا للدفاع عن وحدة العراق ، وطرد قوات الاحتلال الامريكي ، بينما الشيعة الصفويين اتباع الحكيم وبطانيته فى النجف يتظاهرون حاملين السلاح مطالبين ببقاء قوات الاحتلال حفاظا على مكاسبهم الطائفية التى حصلوا عليها من خلال احتلال العراق. وهذا هو سلوكهم الخيانى التأمرى على العراق وشعبه ، بينما شيعة بغداد اكثر ايمانا وارتباطأ بالدولة العراقية ووحدتها، بينما الشيعة الصفويين فى العراق انفصلت روابطهم عن الدولة والمجتمع ، واصبحوا مؤمنين بتقسيم العراق فدراليا اكثر من ايمانهم بوطنهم ، ونظام الدولة . وهذا مما ادى بدوره الى استخفافهم بالمقاومة العراقية والتى يشتد ويتعاظم عددها وقوتها ، واعتبروا المقاومين بالمجرمين والمخربن والارهابين ، ولم ي! ضعوا فى حسبانهم ان المقاومة قد تطورت واشتد بأسها وهى على ابواب المنطقة الخضراء تنتظر ساعة الحسم القريب ، وهذا سيجعل مستقبل الخونة امثال الحكيم والجعفرى وعلاوى والجلبى تحت رحمة المقاومة .

لقد كانت حجة اخواننا الشيعة قائمة على اساس عدم جواز الجهاد والمقاومة تحت راية صدام وازلامه (حسب منطقهم المتعجرف) كأن ازلام صدام ليسوا بالرجال الصناديد ، وليسوا مواطنين عراقيين شرفاء يبذلون دمائهم ، والغالى والنفيس من اجل دحر قوات الغزو وتحرير العراق ، او ربما يعتمدون على الدستور الحالي المضحك الذى ينص على اجتثاث البعث وافكاره القومية ورجاله الشجعان هكذا بجرة قلم . لقد وقع اخواننا الشيعة ضحية افتراءات الجعفرى والحكيم وغيرهم من العملاء ، الذين يلعبون لعبة الفتنة الطائفية بحجة استئصال البعث ، انها لعبة خطرة جدا ستقع اثارها القريبة جدا على كل من يؤيد ويساند هذه اللعبة التى يسمونها الديمقراطية والحرية . فى الواقع لم تعد المقاومة مجرد ردود افعال ولامجرد اعمال تخريبية تقوم بها فلول بعثية مهزومة كما يحلو لرجال الحكم الطائفيين ان ينعتوها بأستمرار ، لقد وقع اخواننا الشيعة ضحية اكاذيب عملاء ايران والامريكان من رجال الحكم الطائفى فى العراق ، لتردد بحجج باطلة وواهية انهم يجاملون الامريكان خوفا على مصالحهم الانية ، واننا نخاف عليهم من حساب التاريخ فى الدنيا ، وحساب الله فى الاخرة .

ان اشتداد حدة وتحسن نوعية وكمية العمليات المسلحة للمقاومة فى العراق كله ادخلت بعض القيادات الدينية فى جنوب العراق ، وفى بغداد امثال مقتى الصدر وجيشه المهدى فى متاهات التردد والضياع والخوف من المستقبل فى عدم الاشتراك فى المقاومة العراقية. لقد بدأت هذه القيادت تفقد رصيدها الشعبى ، وصدق شعاراتها الوطنية بسرعة كبيرة ، وتنصل بعض افرادها من هذا الجيش وراحت تطالب بالاشتراك فى المقاومة مع باقى الفصائل الاخرى . وفى نظرهم ان مرحلة المقاومة السلمية قد ماتت ، لان المرحلة الراهنة تتطلب من جميع القوى الشيعية والسنية الذى يجمعها شعار طرد قوات الغزو والاحتلال ان تقوم بتغير تفكيرها السياسى العقيم والانتقام من رجال حزب البعث واجتثاثهم، فتشرع فى تنظيم مقاومة شاملة تشمل العراق كله من الشمال حتى الجنوب ، وتحاصر الاجهزة السياسية العملية التى بادر الاحتلال الى اقامتها فى المنطقة الخضراء . فالمقاومة التى يقودها حزب البعث مع باقى الفصائل الوطنية والاسلامية اصبحت اكثر قدرة على التحرك ، وهى تحيط بغداد من كل الجوانب ، او بالاحرى انها تحيط المنطقة الخضراء ، وحتى ان بعض رجال المقاومة استطاعوا اختراق مسافات واسعة داخل هذه المنطقة التى فيها مقرات الحكومة العميلة ، والسفارة الامريكية .

قادة الشيعة يشعرون بحرج كبير من انتشار الاحساس المقاومى بين المواطنين العراقيين ، وموقفهم سيبدو مع مرور الوقت كخيانة للتراث الروحى والنضالى للشيعة وخصوصا فى ثورة العشرين . ولذا تعالت اصوات من جماهير الشيعة العرب الشرفاء تطالب بأعلان الجهاد ، وخاصة بعض انصار مقتدى الصدر . وعندما اعلن الصدر قراره السابق بتشكيل جيش المهدى ، استبشرنا خيرا، وقد كان اعتقادنا السابق قائما على ان هذا الجيش سيكون رافدا للمقاومة ، الا اننا مع مرور الزمن فقدنا الثقة بهذا الجيش الكارتونى ونظامه الطائفى الواضح كل الوضوح ، ومهما كانت نوازع مقتدى الصدر الحقيقية فى محاربة قوات الاحتلال ، وايمانه المخلص بالعراق العربى الموحد ، ونخوته العربية الصميمة لخدمة الاسلام والعراق وتحريره ، وطرد قوات الغزو الامريكية ، الا انه لم يكمل المشوار الذى سار عليه ، وتوقف نضاله الجهادى فى منتصف الطريق . ولكن سؤالنا المطروح على اخواننا الشيعة والملح ، الى متى تستمرون فى اتخاذ هذا الموقف السلبى من قوات الاحتلال، واهدافها السياسية فى العراق ؟ متى نسمع بألتحاقكم بقافلة المقاومة العراقية الوطنية ، ونفرح بالاخبار التى نسمعها من قبلكم بعملياتكم الجهادية التى تنفذوها ضد قوات الاحتلال.

ان الواجب الملقى على الشيعة العرب الشرفاء الابتعاد عن مراجعهم الدينية الرجعية المتعفنة بروح الطائفية ، والمتخاذلة والمتعاونة مع قوات الاحتلال ،(اليوم قبل الغد) وهذه اخر فرصة لهم بتوضيح موقفهم النهائى والصريح للشارع العراقى ، الذى يهان فيه المواطن ، وتداس كرامته من قبل جنود الاحتلال فأما ان يرفضوا الاحتلال رفضا قاطعا وصريحا ، ويشاركوا مشاركة فعالة وواسعة فى المقاومة العراقية ، ويستعدوا للقتال حتى لاتكون فتنة ، او يقفوا بجانبه ، لتحقيق مصالحهم الانية، والاشتراك فى المشروع السياسى للادارة الامريكية القائم على العملية السياسية الحالية فى ظل الاحتلال .

واخيرا اتمنى من اخواننا الشيعة توحيد نظرهتم مع اهل السنة فى العراق فى رفض الاحتلال، والقيادات الدينية المتعاونة معه، وان يحددوا والواجبات التى تقع عليهم لتوظيف هذا الرفض فى هذا المرحلة التاريخية من نضال العراق .

شبكة البصرة

الثلاثاء 25 ذو القعدة 1426 / 27 كانون الاول 2005

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس