منصور بالله
28-12-2005, 12:02 PM
الهروب!
بقلم:مصطفي بكري
فجأة ودون سابق إنذار أعلن وزير الدفاع الأمريكي 'دونالد رامسفيلد' أن بلاده قررت بدء سحب قواتها من العراق بحلول ربيع 2006 القادم .. البداية ستكون بخفض القوات من 17 إلي 15 لواء، علي أن ينتهي انسحاب كامل القوات المحتلة في عام 2007 علي حد تعبير أحد أدوات المحتل ممن يحتلون موقعا بارزا في الحكومة التي تعمل تحت رعاية المحتل وإشرافه.
وهذا القرار يتناقض كليا مع كافة التصريحات التي أدلي بها الرئيس الأمريكي جورج بوش حتي وقت قريب، إلا أن تصاعد حجم الأزمة الداخلية الأمريكية دفع إدارة الرئيس جورج بوش إلي اتخاذ هذا القرار الذي يمثل هزيمة ساحقة للقوات الأمريكية بل وللمشروع الامبراطوري لحكم العالم الذي حمل لواءه 'المحافظون الجدد' في واشنطن.
صحيح أن 'رامسفيلد' زعم ان التغييرات التي طرأت علي الموقف الأمريكي سببها الاعتراف بحجم التقدم الذي احرزه الشعب العراقي الذي أصبح يتولي مسئولية أكبر عن بلاده، إلا أن كافة المؤشرات تؤكد أن إدارة الرئيس بوش لم تجد أمامها من خيار سوي الانسحاب العاجل والسريع والهروب الفوري من أرض العراق.
لقد استطاعت المقاومة العراقية الباسلة بصمودها الأسطوري أن تلحق أشد الأذي بالمحتل، وأن تكبده خسائر فادحة وصلت علي حد تعبير مراقبين محايدين إلي 164000 قتيل أمريكي من بينهم 24000 أمريكي و140 ألفا من الأمريكيين الحاصلين علي 'الجرين كارد'، ناهيك عن عشرات الآلاف من الجرحي الآخرين!!وأمام هذه الخسائر الفادحة التي لاتزال واشنطن تتكتم نشر تفاصيلها كان طبيعيا أن تنهار معنويات الجنود في مسرح المعارك، وأن يهرب الآلاف منهم إلي الصحراء خوفا علي حياتهم بعد أن حاصرتهم المقاومة في كل مكان وأثارت الرعب والهلع في النفوس.
لقد أذاعت وكالة 'الأسوشيتدبرس' تقريرا مؤخرا من مسرح العمليات في العراق يرصد حالة الجنود الأمريكيين علي أرض العراق واستشهدت ببعض أقوال الجنود التي عكست مدي الانهيار النفسي الذي لحق بالجميع دون استثناء.
يقول الرقيب أول 'توني جريسكي' 36 عاما من ولاية اريزونا العدو متواجد في أي مكان، وفي كل مكان، وليس هناك أي بطاقة هوية علي القنابل المزروعة علي جانبي الطريق تشير إلي ذلك العدو، اننا نواجه عدوا لا نعرفه، عدوا ليس له أي وجه ولا يتبع الخطط القتالية، كما أنه يوزع أنصبة القتل علي قوات التحالف دون تمييز'.
أما الملازم ثان 'سيراف تاونسيند' 23 عاما فيقول: 'إنك لا تستطيع قيادة الجنود لأنه ليس هناك من تقودهم ضده .. وأضاف 'إن المقاومة تستطيع أن تكمن للجيش علي بعد ميلين من منطقة تواجدهم، فقط يكون معهم جهاز تفجير عن بعد ويقومون بتفجير قنابلهم ارتجالية الصنع، وهذا هو الوضع علي الأرض، إنهم يجلسون في مناطق مريحة آمنة بينما يفجرون جنودنا إلي أشلاء'!!
لقد رصدت 'الأسوشيتدبرس' العديد من الشهادات الحية لضباط وجنود أمريكيين تكشف حجم الانهيار والخوف الذي يجتاح القوات الأمريكية والحليفة علي أرض العراق وهو ما يعكس في جانبه الآخر القدرات الأسطورية التي تتمتع بها المقاومة العراقية الباسلة التي سيطرت علي الساحة وأصبحت هي صاحبة القرار الوحيد علي الأرض.
لقد كانت واشنطن قد قررت منذ فترة من الوقت بناء العديد من القواعد الأمريكية البعيدة عن الشوارع والمدن العراقية تمهيدا لنقل القوات الأمريكية إليها في وقت لاحق، إلا أن تدهور الأوضاع علي الساحة العراقية دفع رامسفيلد إلي أن ينفي ذلك صراحة عندما قال: 'إن الولايات المتحدة ليس لديها أي خطط لإنشاء قاعدة دائمة في العراق'.
وهكذا يبدو أن هذه التصريحات التي اطلقها رامسفيلد كان المقصود من ورائها تهدئة مشاعر الجنود والضباط الأمريكيين الذين بعثوا بآلاف الرسائل إلي البنتاجون يطالبون فيها بالبحث عن مخرج سريع للهروب من المستنقع الذي سقطت فيه قوات الاحتلال.
وكان 'ديك تشيني' نائب الرئيس الأمريكي الذي زار العراق قبيل زيارة رامسفيلد مباشرة قد ووجه بعاصفة من الغضب من الضباط والجنود الأمريكيين الذين سألوه مباشرة عن الثمن الذي يستحق التضحية بكل هؤلاء الأمريكيين الذين قتلوا في العراق، خاصة بعد التصريح الأخير الذي أدلي به الرئيس بوش والذي أكد فيه اعترافه بخطأ حساباته في شن الحرب علي العراق!!
وقد رفع ديك تشيني تقريرا عاجلا إلي الرئيس بوش طالب فيه بالاسراع بعملية الانسحاب من العراق نهائيا وتسليم السلطة للعراقيين بعد أن تحول الجنود الأمريكيون إلي فئران في مصيدة جري إغلاقها عليهم بينما يستمتع الآخرون بقتلهم الواحد تلو الآخر.
وهكذا جري الاتفاق بين بوش تشيني كونداليزا رامسفيلد لإعلان القرار سريعا بقصد بث روح الأمل في الجنود وتهدئة الأحوال في الداخل الأمريكي خاصة بعد تفجر فضيحة 'التنصت' التي أصبحت الآن واحدة من أهم التحديات التي تواجه الرئيس بوش أمام مجلسي النواب والشيوخ.
ان المتوقع خلال الفترة القادمة وفي ضوء التداعيات التي تشهدها الساحتان العراقية والأمريكية هو فرض المزيد من الاحكام والحصار علي تصرفات الرئيس بوش ودفعه إلي الاسراع بعملية الانسحاب أو السعي الحثيث لاسقاطه من موقعه الرئاسي انقاذا للمصالح الأمريكية وحرصا علي وقف مسلسل الخسائر البشرية والمادية للأمريكيين.
ان ذلك يدعونا نحن العرب إلي ان نتوقف عن أداء الخدمة المجانية لواشنطن والسير في ركابها والخضوع لمطالبها والصمت علي جرائمها.ان إدارة بوش تبدو الآن في موقف ضعيف للغاية وهي ليست مستعدة في كل الأحوال لفتح جبهة جديدة علي الساحة العربية أو الدولية، انها فقط تبحث عن مخرج لها من المستنقع العراقي وهي لذلك تمارس البلطجة علي سوريا وتطلق الكيان الصهيوني في لبنان لارتكاب عمليات قتل بقصد إلصاقها بنظام الرئيس بشار، لإجباره علي التدخل المباشر في العراق والبحث عن طريق للانقاذ.من هنا يمكن فهم هذا السيناريو الذي تشهده العلاقات بين البلدين والهدف هو اقناع سوريا بإرسال قوات عسكرية إلي الساحة العراقية لتحل محل القوات الأمريكية المنسحبة وللتفاهم مع المقاومة لضمان انسحاب آمن للأمريكيين وحلفائهم من العراق.
وإذا كنا علي يقين ان سوريا لن تستطيع أبدا التفريط في ثوابتها الوطنية والقومية، وان النظام يستمد مشروعيته من هذه الثوابت، فإن علي الأمة أن تعيد حساباتها وأن تراجع مواقفها لتقف في الخندق الذي يحمي شرفها وعزتها ويوقف مسلسل الهيمنة والتآمر الذي ينتقل من بلد إلي آخر بفعل حالة الهوان والخنوع والاستسلام.
لقد أثبتت المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق أن العدو الأمريكي الصهيوني لن يستطيع تحقيق النصر طالما بقيت البندقية الشعبية مشهرة، وطالما أضحت ثقافة المقاومة هي اللغة السائدة في الشارع العربي.إن أزمتنا الحقيقية ليست في الشارع، لكنها في الحكام الذين قبلوا بالأمر الواقع وتعاملوا معه، وارتضوا لأنفسهم بالهوان والهزيمة تحت مزاعم اثبتت المقاومة أنها غير صحيحة، بل هي مجرد شماعات يبررون بها قبولهم بالإملاءات الأمريكية والصهيونية المعادية لمصلحة الأوطان والأمة.
إن نجاح مشروع المقاومة العراقية وفشل المشروع الاحتلالي والسياسي للأمريكيين في العراق خاصة بعد كشف عمليات التزوير الواسعة في الانتخابات العراقية كل ذلك يمنحنا المزيد من الأمل نحو تغيير الواقع والخروج من حالة اليأس والهوان إلي إعادة بناء الذات علي أسس جديدة تستلهم تجربة المقاومة وقدراتها علي الصمود وتحقيق النصر.
لقد اثبتت تلك التجارب ان أمتنا العربية تمتلك إمكانات هائلة وإرادة حديدية لا تلين، وقدرة علي الإبداع النضالي تعجز عن مواجهتها كل الامكانات العسكرية لقوي الشر، ولذلك إذا أردنا حقا الخروج من الأزمة فليس أمامنا من طريق سوي مشروع واحد ووحيد .. انه مشروع المقاومة.
-
بقلم:مصطفي بكري
فجأة ودون سابق إنذار أعلن وزير الدفاع الأمريكي 'دونالد رامسفيلد' أن بلاده قررت بدء سحب قواتها من العراق بحلول ربيع 2006 القادم .. البداية ستكون بخفض القوات من 17 إلي 15 لواء، علي أن ينتهي انسحاب كامل القوات المحتلة في عام 2007 علي حد تعبير أحد أدوات المحتل ممن يحتلون موقعا بارزا في الحكومة التي تعمل تحت رعاية المحتل وإشرافه.
وهذا القرار يتناقض كليا مع كافة التصريحات التي أدلي بها الرئيس الأمريكي جورج بوش حتي وقت قريب، إلا أن تصاعد حجم الأزمة الداخلية الأمريكية دفع إدارة الرئيس جورج بوش إلي اتخاذ هذا القرار الذي يمثل هزيمة ساحقة للقوات الأمريكية بل وللمشروع الامبراطوري لحكم العالم الذي حمل لواءه 'المحافظون الجدد' في واشنطن.
صحيح أن 'رامسفيلد' زعم ان التغييرات التي طرأت علي الموقف الأمريكي سببها الاعتراف بحجم التقدم الذي احرزه الشعب العراقي الذي أصبح يتولي مسئولية أكبر عن بلاده، إلا أن كافة المؤشرات تؤكد أن إدارة الرئيس بوش لم تجد أمامها من خيار سوي الانسحاب العاجل والسريع والهروب الفوري من أرض العراق.
لقد استطاعت المقاومة العراقية الباسلة بصمودها الأسطوري أن تلحق أشد الأذي بالمحتل، وأن تكبده خسائر فادحة وصلت علي حد تعبير مراقبين محايدين إلي 164000 قتيل أمريكي من بينهم 24000 أمريكي و140 ألفا من الأمريكيين الحاصلين علي 'الجرين كارد'، ناهيك عن عشرات الآلاف من الجرحي الآخرين!!وأمام هذه الخسائر الفادحة التي لاتزال واشنطن تتكتم نشر تفاصيلها كان طبيعيا أن تنهار معنويات الجنود في مسرح المعارك، وأن يهرب الآلاف منهم إلي الصحراء خوفا علي حياتهم بعد أن حاصرتهم المقاومة في كل مكان وأثارت الرعب والهلع في النفوس.
لقد أذاعت وكالة 'الأسوشيتدبرس' تقريرا مؤخرا من مسرح العمليات في العراق يرصد حالة الجنود الأمريكيين علي أرض العراق واستشهدت ببعض أقوال الجنود التي عكست مدي الانهيار النفسي الذي لحق بالجميع دون استثناء.
يقول الرقيب أول 'توني جريسكي' 36 عاما من ولاية اريزونا العدو متواجد في أي مكان، وفي كل مكان، وليس هناك أي بطاقة هوية علي القنابل المزروعة علي جانبي الطريق تشير إلي ذلك العدو، اننا نواجه عدوا لا نعرفه، عدوا ليس له أي وجه ولا يتبع الخطط القتالية، كما أنه يوزع أنصبة القتل علي قوات التحالف دون تمييز'.
أما الملازم ثان 'سيراف تاونسيند' 23 عاما فيقول: 'إنك لا تستطيع قيادة الجنود لأنه ليس هناك من تقودهم ضده .. وأضاف 'إن المقاومة تستطيع أن تكمن للجيش علي بعد ميلين من منطقة تواجدهم، فقط يكون معهم جهاز تفجير عن بعد ويقومون بتفجير قنابلهم ارتجالية الصنع، وهذا هو الوضع علي الأرض، إنهم يجلسون في مناطق مريحة آمنة بينما يفجرون جنودنا إلي أشلاء'!!
لقد رصدت 'الأسوشيتدبرس' العديد من الشهادات الحية لضباط وجنود أمريكيين تكشف حجم الانهيار والخوف الذي يجتاح القوات الأمريكية والحليفة علي أرض العراق وهو ما يعكس في جانبه الآخر القدرات الأسطورية التي تتمتع بها المقاومة العراقية الباسلة التي سيطرت علي الساحة وأصبحت هي صاحبة القرار الوحيد علي الأرض.
لقد كانت واشنطن قد قررت منذ فترة من الوقت بناء العديد من القواعد الأمريكية البعيدة عن الشوارع والمدن العراقية تمهيدا لنقل القوات الأمريكية إليها في وقت لاحق، إلا أن تدهور الأوضاع علي الساحة العراقية دفع رامسفيلد إلي أن ينفي ذلك صراحة عندما قال: 'إن الولايات المتحدة ليس لديها أي خطط لإنشاء قاعدة دائمة في العراق'.
وهكذا يبدو أن هذه التصريحات التي اطلقها رامسفيلد كان المقصود من ورائها تهدئة مشاعر الجنود والضباط الأمريكيين الذين بعثوا بآلاف الرسائل إلي البنتاجون يطالبون فيها بالبحث عن مخرج سريع للهروب من المستنقع الذي سقطت فيه قوات الاحتلال.
وكان 'ديك تشيني' نائب الرئيس الأمريكي الذي زار العراق قبيل زيارة رامسفيلد مباشرة قد ووجه بعاصفة من الغضب من الضباط والجنود الأمريكيين الذين سألوه مباشرة عن الثمن الذي يستحق التضحية بكل هؤلاء الأمريكيين الذين قتلوا في العراق، خاصة بعد التصريح الأخير الذي أدلي به الرئيس بوش والذي أكد فيه اعترافه بخطأ حساباته في شن الحرب علي العراق!!
وقد رفع ديك تشيني تقريرا عاجلا إلي الرئيس بوش طالب فيه بالاسراع بعملية الانسحاب من العراق نهائيا وتسليم السلطة للعراقيين بعد أن تحول الجنود الأمريكيون إلي فئران في مصيدة جري إغلاقها عليهم بينما يستمتع الآخرون بقتلهم الواحد تلو الآخر.
وهكذا جري الاتفاق بين بوش تشيني كونداليزا رامسفيلد لإعلان القرار سريعا بقصد بث روح الأمل في الجنود وتهدئة الأحوال في الداخل الأمريكي خاصة بعد تفجر فضيحة 'التنصت' التي أصبحت الآن واحدة من أهم التحديات التي تواجه الرئيس بوش أمام مجلسي النواب والشيوخ.
ان المتوقع خلال الفترة القادمة وفي ضوء التداعيات التي تشهدها الساحتان العراقية والأمريكية هو فرض المزيد من الاحكام والحصار علي تصرفات الرئيس بوش ودفعه إلي الاسراع بعملية الانسحاب أو السعي الحثيث لاسقاطه من موقعه الرئاسي انقاذا للمصالح الأمريكية وحرصا علي وقف مسلسل الخسائر البشرية والمادية للأمريكيين.
ان ذلك يدعونا نحن العرب إلي ان نتوقف عن أداء الخدمة المجانية لواشنطن والسير في ركابها والخضوع لمطالبها والصمت علي جرائمها.ان إدارة بوش تبدو الآن في موقف ضعيف للغاية وهي ليست مستعدة في كل الأحوال لفتح جبهة جديدة علي الساحة العربية أو الدولية، انها فقط تبحث عن مخرج لها من المستنقع العراقي وهي لذلك تمارس البلطجة علي سوريا وتطلق الكيان الصهيوني في لبنان لارتكاب عمليات قتل بقصد إلصاقها بنظام الرئيس بشار، لإجباره علي التدخل المباشر في العراق والبحث عن طريق للانقاذ.من هنا يمكن فهم هذا السيناريو الذي تشهده العلاقات بين البلدين والهدف هو اقناع سوريا بإرسال قوات عسكرية إلي الساحة العراقية لتحل محل القوات الأمريكية المنسحبة وللتفاهم مع المقاومة لضمان انسحاب آمن للأمريكيين وحلفائهم من العراق.
وإذا كنا علي يقين ان سوريا لن تستطيع أبدا التفريط في ثوابتها الوطنية والقومية، وان النظام يستمد مشروعيته من هذه الثوابت، فإن علي الأمة أن تعيد حساباتها وأن تراجع مواقفها لتقف في الخندق الذي يحمي شرفها وعزتها ويوقف مسلسل الهيمنة والتآمر الذي ينتقل من بلد إلي آخر بفعل حالة الهوان والخنوع والاستسلام.
لقد أثبتت المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق أن العدو الأمريكي الصهيوني لن يستطيع تحقيق النصر طالما بقيت البندقية الشعبية مشهرة، وطالما أضحت ثقافة المقاومة هي اللغة السائدة في الشارع العربي.إن أزمتنا الحقيقية ليست في الشارع، لكنها في الحكام الذين قبلوا بالأمر الواقع وتعاملوا معه، وارتضوا لأنفسهم بالهوان والهزيمة تحت مزاعم اثبتت المقاومة أنها غير صحيحة، بل هي مجرد شماعات يبررون بها قبولهم بالإملاءات الأمريكية والصهيونية المعادية لمصلحة الأوطان والأمة.
إن نجاح مشروع المقاومة العراقية وفشل المشروع الاحتلالي والسياسي للأمريكيين في العراق خاصة بعد كشف عمليات التزوير الواسعة في الانتخابات العراقية كل ذلك يمنحنا المزيد من الأمل نحو تغيير الواقع والخروج من حالة اليأس والهوان إلي إعادة بناء الذات علي أسس جديدة تستلهم تجربة المقاومة وقدراتها علي الصمود وتحقيق النصر.
لقد اثبتت تلك التجارب ان أمتنا العربية تمتلك إمكانات هائلة وإرادة حديدية لا تلين، وقدرة علي الإبداع النضالي تعجز عن مواجهتها كل الامكانات العسكرية لقوي الشر، ولذلك إذا أردنا حقا الخروج من الأزمة فليس أمامنا من طريق سوي مشروع واحد ووحيد .. انه مشروع المقاومة.
-