lkhtabi
25-12-2005, 07:00 PM
شبكة البصرة
علي حطاب
بعد تزايد التكاليف السياسية والعسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة في حربها على العراق، ومع استمرار مسلسل الفضائح الذي بدأ بعمليات التعذيب في أبوغريب حتي وصل الى شراء الصحف "الديمقراطية" في العراق والسجون السرية في أوربا ، يبدو أن الإدارة الأمريكية قد سلمت أفغنستان الى حلف الناتو أو بالأصح الى الأوربيين! . وهكذا بدأت في عملية سحب فعلي لقواتها من هناك مقابل إنتشار قوات حلف الناتو خارج العاصمة كابول الذي إشترط مسئوليه عدم مطاردة عناصر حركة طلبان مثلما كان يفعل الأمريكيين ، الأمر الذي يعني أن التواجد الأمريكي في أفغنستان قد تأثربوضوح أيضاً بسبب حرب الولايات المتحدة في العراق.
لقد ضربت التكاليف الباهضة للحرب فى العراق وأسبابها غير المشروعة والفضائح التي صاحبتها كل مخططات الإدارة الأمريكية الخارجية وكل مصداقيتها الداخلية التي لم تكن محل سؤال أبداً مباشرةً بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبرمن العام 2001 .
وسط هذه الاجواء الملبدة بغيوم لا تنتهي ، قفز عضو الكونجرس الديمقراطي البارز جون مارثا من سفينة الحرب علناً يوم 17-11-2005 بعد أن كان من أشد المتحمسين لها ، يومها أخذت حركة مناهضة الحرب على العراق في الولايات المتحدة منحى جديداً وجدياً ...
كما يعني وصول عدد القتلى الرسمي من الجنود الأمريكيين في العراق الي الرقم 2160 إقترابه شيئاً فشيئاً من الرقم الرمز 2986 وهو رقم القتلى الامريكيين نتيجة هجمات الحادي عشرمن سبتمبر ، وهو السبب في إعلان الولايات المتحدة حربها على ماتسميه الإرهاب !
أنفقت الولايات المتحدة في حربها على العراق مبلغ 277 مليار دولارأمريكي وهي تنفق الان من مبلغ 50 مليار دولارعلى الطاولة على حد تعبير جون مارثا وتستعد الإدارة الأمريكية قريباً لطلب مبلغ 100 مليار إضافية لتغطية مصاريفها الحربية في العام 2006 ، هذا غير المبالغ التي تم إنفاقها منذ البداية على المعلومات الإستخبارتية والتي تجاوزات ما أنفقته دول العالم مجتمعة على اجهزة استخبارتها وهي تتجاوز أيضاً الدخل القومي الإجمالي لكثير من دول العالم ، مما جعل مؤشر العجز في الميزانية الأمريكية والذي هو الان حوالي 800 ملياردولار يقترب شيئاً فشيئاً من الرقم التاريخي المخيف وهو واحد ترليون !
مع بداية العام الجديد يبدأ العد التنازلي لإجراء إنتخابات أعضاء الكونجرس في شهر نوفمبرالقادم حيث يقابل أولئك الأعضاء الناخبين ، ويعني هذا التقابل شعوراً بالخوف لديهم من فقدان مواقعهم إذا ما أستمر الوضع كما هو عليه الان !
تذكرت وسائل الإعلام الأمريكية تغطية الأصوات المناهضة للحرب وعرض التكاليف البشرية والمالية الباهضة لها أكثر من إي وقت مضي في الشهور الأخيرة من هذا العام ، بسبب إرتفاع أصوات وزيادة عدد معارضي هذه الحرب حتي وصل الأمر الى بداية عرض قصص وصورالقتلى والجرحي على قنوات أمريكية معروفة مما يساهم في زيادة المعارضة لهذه الحرب.
لقد قرأ جون مارثا ماهو قادم ، عدد القتلى الذي يرتفع الى الرقم الرمز ، والرقم التاريخي الذي يقترب في عجز الميزانية ، كما أراد في نفس الوقت بذكاء ، لم نكن نتمناه له ، توفير بديل لسياسة بوش أمام الناخبين في شهر نوفمبرالقادم لتقديم نوع من المصداقية للنظام الأمريكي بأكمله وقد عبر عن هذا بوضوح عندما قال في خطابه يوم 17-11-2005 "إن الشعب الأمريكي أصبح بعيداً أمامنا" ويقصد أننا (أعضاء الكونجرس) أصبحنا بعيدين عن شعورالشعب الأمريكي الذي تجاوزنا بمراحل في معارضتة لهذه الحرب.
بدأت الإدارة الأمريكية في محاولة لتخفيف هذه الضغوط وكسب بعض الوقت عن طريق الإعلان أولاً أن الوضع الأمني يتحسن في العراق ، وثانياً محاولة إقناع الرأي العام الأمريكي أنها بدأت في عملية سحب جزئي لقواتها للحصول على وقت لتدريب ما يسمى الجيش العراقي مع المحاولة في نفس الوقت إجراء تفاوض من نوع ما مع المقاومة العراقية لتحقيق الأمن في العراق وبأسرع وقت ممكن ، وثالثاً تريد استراتيجية خروج مشرفة من العراق حتي وإن تخلت عن جزء من السلطة لبعض جماعات من تلك المقاومة.
إن الوقت يداهم الإدارة الأمريكية فعلاً ، وعليها الان أن تسابق الزمن لإيجاد حل سريع قبل الإنتخابات القادمة ، ولم يتبقي لها أمام الشعب الأمريكي من كروت إلا كرت واحد من وجهة نظري وهو جدولة الإنسحاب الذي قد تستعمله قبل تلك الإنتخابات لكسب مزيد من الوقت حتي العام 2007 حتي يتم توفيرنوع من الإقناع يقدمه أعضاء الكونجرس من الحزب الجمهوري للناخبين .
لكن إستخدام هذا الكرت من قبل الإدارة سيعني تراجعاً كبيراً أمام شعبها ، يفقدها ما تبقى من قناعة شعبها أنها لديها خطة في العراق ، والأهم أنه يعني تحديد تاريخ إنتصار كبير للمقاومة العراقية ... الحقيقة إن العام القادم أو بالاصح العشرة شهور القادمة ستكون حاسمة للإدارة الأمريكية إما أن تفقد كل شئ أو أن تربح - لا سمح الله - بعض الشئ أمام شعبها!!
ويكفي الإشارة هنا الى ما قاله رئيس أركان جيش الولايات المتحدة السابق ريتشارد مايرز أمام لجنة العلاقات الخارجية للكونجرس " إن إنتصار الولايات المتحدة على المتمردين في العراق يعادل في أهميته بالنسبة للولايات المتحدة إنتصارها في الحرب العالمية الثانية" .
وأتوقع أنه كلما ضاقت الحلقة على الإدارة الأمريكية كلما تم تسريع ما يسمى محاكمة الرئيس صدام حسين خلال العام القادم وقد تستعمل هذه المحاكمة لإيذاء الرئيس أو الإيعاز لعملاء الولايات المتحدة بإيذاء الرئيس خارج المحكمة ، الأمر الذي يوفر على المحكمة إصدار أي حكم غير عادل في حقه !
في المقابل عامل الوقت مفتوح وفي صالح المقاومة العراقية تماماً بشرطين الإستمرارية وعدم السماح للولايات المتحدة التفريق بين مسمياتها.
إن الدولة الأعظم في مأزق شعبي وسياسي وعسكري وأقتصادي كبير وقد بدأ الوقت اللازم لها للخروج من هذا المأزق بشكل مشرف يستنفذ ، ويجب عدم إعطاء الفرصة لها للخروج منه بشكل مشرف !
أما رئيسها "الذكي" فهو بالإضافة الى أنه واجهة هذا المأزق فهو إيضاً ، ومن أجل تخفيف الضغوط على إدارته ، جعل من نفسه في ورطة قانونية مستقبلية أمام أسر جنوده الذين قتلوا أو حتي جرحوا في العراق عندما قبل المسئولية عن الحرب التي شنها بسبب معلومات إستخباراتية مغلوطة فاتحاً الباب أمام دعاوى قانونية وتعويضات لا حد لها !!
عام مبارك وكله خير- إن شاء الله !
شبكة البصرة
الاحد 23 ذو القعدة 1426 / 25 كانون الاول 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
علي حطاب
بعد تزايد التكاليف السياسية والعسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة في حربها على العراق، ومع استمرار مسلسل الفضائح الذي بدأ بعمليات التعذيب في أبوغريب حتي وصل الى شراء الصحف "الديمقراطية" في العراق والسجون السرية في أوربا ، يبدو أن الإدارة الأمريكية قد سلمت أفغنستان الى حلف الناتو أو بالأصح الى الأوربيين! . وهكذا بدأت في عملية سحب فعلي لقواتها من هناك مقابل إنتشار قوات حلف الناتو خارج العاصمة كابول الذي إشترط مسئوليه عدم مطاردة عناصر حركة طلبان مثلما كان يفعل الأمريكيين ، الأمر الذي يعني أن التواجد الأمريكي في أفغنستان قد تأثربوضوح أيضاً بسبب حرب الولايات المتحدة في العراق.
لقد ضربت التكاليف الباهضة للحرب فى العراق وأسبابها غير المشروعة والفضائح التي صاحبتها كل مخططات الإدارة الأمريكية الخارجية وكل مصداقيتها الداخلية التي لم تكن محل سؤال أبداً مباشرةً بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبرمن العام 2001 .
وسط هذه الاجواء الملبدة بغيوم لا تنتهي ، قفز عضو الكونجرس الديمقراطي البارز جون مارثا من سفينة الحرب علناً يوم 17-11-2005 بعد أن كان من أشد المتحمسين لها ، يومها أخذت حركة مناهضة الحرب على العراق في الولايات المتحدة منحى جديداً وجدياً ...
كما يعني وصول عدد القتلى الرسمي من الجنود الأمريكيين في العراق الي الرقم 2160 إقترابه شيئاً فشيئاً من الرقم الرمز 2986 وهو رقم القتلى الامريكيين نتيجة هجمات الحادي عشرمن سبتمبر ، وهو السبب في إعلان الولايات المتحدة حربها على ماتسميه الإرهاب !
أنفقت الولايات المتحدة في حربها على العراق مبلغ 277 مليار دولارأمريكي وهي تنفق الان من مبلغ 50 مليار دولارعلى الطاولة على حد تعبير جون مارثا وتستعد الإدارة الأمريكية قريباً لطلب مبلغ 100 مليار إضافية لتغطية مصاريفها الحربية في العام 2006 ، هذا غير المبالغ التي تم إنفاقها منذ البداية على المعلومات الإستخبارتية والتي تجاوزات ما أنفقته دول العالم مجتمعة على اجهزة استخبارتها وهي تتجاوز أيضاً الدخل القومي الإجمالي لكثير من دول العالم ، مما جعل مؤشر العجز في الميزانية الأمريكية والذي هو الان حوالي 800 ملياردولار يقترب شيئاً فشيئاً من الرقم التاريخي المخيف وهو واحد ترليون !
مع بداية العام الجديد يبدأ العد التنازلي لإجراء إنتخابات أعضاء الكونجرس في شهر نوفمبرالقادم حيث يقابل أولئك الأعضاء الناخبين ، ويعني هذا التقابل شعوراً بالخوف لديهم من فقدان مواقعهم إذا ما أستمر الوضع كما هو عليه الان !
تذكرت وسائل الإعلام الأمريكية تغطية الأصوات المناهضة للحرب وعرض التكاليف البشرية والمالية الباهضة لها أكثر من إي وقت مضي في الشهور الأخيرة من هذا العام ، بسبب إرتفاع أصوات وزيادة عدد معارضي هذه الحرب حتي وصل الأمر الى بداية عرض قصص وصورالقتلى والجرحي على قنوات أمريكية معروفة مما يساهم في زيادة المعارضة لهذه الحرب.
لقد قرأ جون مارثا ماهو قادم ، عدد القتلى الذي يرتفع الى الرقم الرمز ، والرقم التاريخي الذي يقترب في عجز الميزانية ، كما أراد في نفس الوقت بذكاء ، لم نكن نتمناه له ، توفير بديل لسياسة بوش أمام الناخبين في شهر نوفمبرالقادم لتقديم نوع من المصداقية للنظام الأمريكي بأكمله وقد عبر عن هذا بوضوح عندما قال في خطابه يوم 17-11-2005 "إن الشعب الأمريكي أصبح بعيداً أمامنا" ويقصد أننا (أعضاء الكونجرس) أصبحنا بعيدين عن شعورالشعب الأمريكي الذي تجاوزنا بمراحل في معارضتة لهذه الحرب.
بدأت الإدارة الأمريكية في محاولة لتخفيف هذه الضغوط وكسب بعض الوقت عن طريق الإعلان أولاً أن الوضع الأمني يتحسن في العراق ، وثانياً محاولة إقناع الرأي العام الأمريكي أنها بدأت في عملية سحب جزئي لقواتها للحصول على وقت لتدريب ما يسمى الجيش العراقي مع المحاولة في نفس الوقت إجراء تفاوض من نوع ما مع المقاومة العراقية لتحقيق الأمن في العراق وبأسرع وقت ممكن ، وثالثاً تريد استراتيجية خروج مشرفة من العراق حتي وإن تخلت عن جزء من السلطة لبعض جماعات من تلك المقاومة.
إن الوقت يداهم الإدارة الأمريكية فعلاً ، وعليها الان أن تسابق الزمن لإيجاد حل سريع قبل الإنتخابات القادمة ، ولم يتبقي لها أمام الشعب الأمريكي من كروت إلا كرت واحد من وجهة نظري وهو جدولة الإنسحاب الذي قد تستعمله قبل تلك الإنتخابات لكسب مزيد من الوقت حتي العام 2007 حتي يتم توفيرنوع من الإقناع يقدمه أعضاء الكونجرس من الحزب الجمهوري للناخبين .
لكن إستخدام هذا الكرت من قبل الإدارة سيعني تراجعاً كبيراً أمام شعبها ، يفقدها ما تبقى من قناعة شعبها أنها لديها خطة في العراق ، والأهم أنه يعني تحديد تاريخ إنتصار كبير للمقاومة العراقية ... الحقيقة إن العام القادم أو بالاصح العشرة شهور القادمة ستكون حاسمة للإدارة الأمريكية إما أن تفقد كل شئ أو أن تربح - لا سمح الله - بعض الشئ أمام شعبها!!
ويكفي الإشارة هنا الى ما قاله رئيس أركان جيش الولايات المتحدة السابق ريتشارد مايرز أمام لجنة العلاقات الخارجية للكونجرس " إن إنتصار الولايات المتحدة على المتمردين في العراق يعادل في أهميته بالنسبة للولايات المتحدة إنتصارها في الحرب العالمية الثانية" .
وأتوقع أنه كلما ضاقت الحلقة على الإدارة الأمريكية كلما تم تسريع ما يسمى محاكمة الرئيس صدام حسين خلال العام القادم وقد تستعمل هذه المحاكمة لإيذاء الرئيس أو الإيعاز لعملاء الولايات المتحدة بإيذاء الرئيس خارج المحكمة ، الأمر الذي يوفر على المحكمة إصدار أي حكم غير عادل في حقه !
في المقابل عامل الوقت مفتوح وفي صالح المقاومة العراقية تماماً بشرطين الإستمرارية وعدم السماح للولايات المتحدة التفريق بين مسمياتها.
إن الدولة الأعظم في مأزق شعبي وسياسي وعسكري وأقتصادي كبير وقد بدأ الوقت اللازم لها للخروج من هذا المأزق بشكل مشرف يستنفذ ، ويجب عدم إعطاء الفرصة لها للخروج منه بشكل مشرف !
أما رئيسها "الذكي" فهو بالإضافة الى أنه واجهة هذا المأزق فهو إيضاً ، ومن أجل تخفيف الضغوط على إدارته ، جعل من نفسه في ورطة قانونية مستقبلية أمام أسر جنوده الذين قتلوا أو حتي جرحوا في العراق عندما قبل المسئولية عن الحرب التي شنها بسبب معلومات إستخباراتية مغلوطة فاتحاً الباب أمام دعاوى قانونية وتعويضات لا حد لها !!
عام مبارك وكله خير- إن شاء الله !
شبكة البصرة
الاحد 23 ذو القعدة 1426 / 25 كانون الاول 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس