الناصر صلاح الدين
27-06-2004, 08:07 PM
حفرة السيد الرئيس (1-2) : القبض على صدام.. كل السيناريوهات بلا شاهد!
صدام حسين لم يكن في الحفرة، ولم يقبض عليه مساء الأحد 13ديسمبر 2003، هكذا قالت لنا ماريا فيرا سيديريل، الصحفية السويدية، المراسلة في بغداد لمحطة تلفزيون Wtn، في رواية جديدة عن القبض على الرئيس العراقي، وإذا صحت هذه الرواية، فإنها سوف تغير كثيرا من فصول الدراما العراقية. ألقت ماريا كرة النار، وهي تحكي عن أن فيلم أمريكا لم يكن إلا مشاهد صنعها مخرج بارع في هوليوود، وأن فرقة التدخل السريع دلتا لم تعثر عليه، ولا حتى فرقة إيهود باراك التي كانت هناك، إنما قبيلة البو نمر، بسبب الانتقام من الرئيس العراقي.
الرواية الجديدة ليست مفاجأة فقط، ولكنها قد تكشف حقائق مثيرة عن وضع صدام حسين الآن، مع وجود صفقة تقول عنها ماريا أنها ستبرم في الأيام المقبلة.
ولأن حكاية ماريا مثيرة، بحثنا عن سيرة امرأة، عملت مراسلة في بغداد 15عاما، اقتربت فيها من الأماكن الحساسة وراحت تحكي ما في جعبتها.
كانت ماريا قد جاءت من بلاد غزاة الشمال، لتحط الرحال في بلاد مابين النهرين، وكانت قد قطعت آلاف الأميال، مدفوعة بشغف غامض لتغطي أخبار الحروب والنزاعات في البؤر الساخنة، في إفريقيا والشرق الأوسط، لأن هذه الأماكن تملك جاذبية خاصة، وتقول: عندما قررت المغامرة والذهاب إلى هناك قرأت آلاف الصفحات عن شعوبها، وعن أنظمتها السياسية، وثقافاتها، وعاداتها وتقاليدها الاجتماعية، وكان كل ما تشير إليه الكتب رائعا ومنظما، لكنني لم أجد في الواقع ما حكته الكتب، بل اكتشفت شيئا آخر، وكان على أن أبدأ من نقطة الصفر، ولحظتها تذكرت نصيحة أصدقائي الكبار بأن كل بلد في هذه المنطقة يختلف عن الآخر، كان ذلك قاسيا وصعبا علي، كمراسلة صحفية، وفي الوقت نفسه أنثى في منطقة يسودها الرجال.
كانت الحرب العراقية - الإيرانية في عامها الثامن، وفي ذلك الوقت أطلقوا عليها الحرب الكبيرة المنسية، لكنها اتخذت مسارا خطرا عندما اندلعت حرب ناقلات النفط في الخليج، وفي تلك اللحظة تدخلت الدول الكبري، خاصة أمريكا ريغان في المياه الدافئة بأساطيلها العسكرية، وكان ذلك أول ظهور علني للأساطيل الضخمة وحاملات الطائرات بموافقة صامتة من دول المنطقة، لضمان وصول النفط إلى أسواق العالم، وكان مضيق هرمز في الخليج مسرحا للاحتكاك بين البوارج الإيرانية والأمريكية، وهدأت المياه، ولكن في المدن العراقية والإيرانية كان السكان على الجانبين يتلقون الهدايا من الصواريخ، فيما عرف بحرب المدن، ولم يعد أمام مخترعي هذه الحرب إلا التدخل الحاسم لإيقافها، فقد انتفي الغرض منها.
كانت اجتماعات الكواليس في عواصم الغرب تتواصل لإخراج المشهد النهائي، وبدت الأمم المتحدة وكأنها تذكرت فجأة القرار 598الصادر من مجلس الأمن عقب انفجار الحرب في 1980/9/22، لكنها وضعته في أدراجها طيلة ثماني سنوات حتى وافق الزعيم الإيراني آية الله الخوميني قائلا: (إنني أتجرع السم وأوافق على وقف النار).
وكان طارق عزيز، نائب رئيس الوزراء العراقي في ذلك الوقت هو بطل المفاوضات مع الجانب الإيراني برعاية الأمم المتحدة لضمان سريان وقف الحرب على جميع الجبهات بدءا من 1988/8/8، وفي ذلك اليوم وصلت ماريا فيرا سيديريل إلى بغداد، وكان عزيز قد رزق بابن جديد أسماه صدام.
تقول ماريا كانت مهمتي في البداية صحفية، وبعدها أعود إلى السويد غير أنني وقعت في غرام الحضارة العراقية، فقد أثار فضولي شط العرب، وحدائق بابل، فهذه الأماكن قرأت عنها في كتب التاريخ، وفوجئت بأنني أراها وأعيش بينها. في تلك الفترة كان الناس خائفين من كل شيء، وعرفت ماريا أن النظام العراقي في طريقه إلى الانهيار، مهما طالت الأعوام، فالأجواء كانت حبلي بانفجار هائل قد يحدث بين لحظة وأخرى، وتقول: دفعني الفضول الصحفي لمعرفة ما يدور في نفوس العراقيين العائدين من حرب طويلة، ولكن دون أن أحطم القواعد المعمول بها في البلاد، وعندما بدأت أقترب من معرفة المجتمع حصلت على كثير من الأشياء الممنوعة، وظللت أحتفظ بها، دون أن أورط احداً، فالموت كان بالمرصاد لكل من يتكلم في الممنوع.
كنت أنظر في عيون الناس فأعرف أن هناك أشياء تدور، والعيون هي مرايا الناس، وكم كانت حزينة، ومررت بأوقات صعبة، ورويدا بدأت أعرف مسئولين بحكم عملي الصحفي، وأحصل على أخبار مهمة، وكنت غادرت العراق على أن أعود إليه في وقت لاحق، وفجأة تناقلت وكالات الأنباء خبرا قنبلة هو غزو العراق للكويت في صبيحة 2أغسطس 1990، وكان علي أن أكون في بغداد في تلك اللحظة، ووصلت إليها في صبيحة اليوم التالي، وكان الناس يحتفلون بالانتصار الكبير في الشوارع، وبقيت أربعة أسابيع، حتى غادرت العراق في وقت كانت فيه السلطات قد أخذت بعض الأجانب كرهائن ودروع بشرية واعتبرتهم جواسيس ولحسن حظي لم أوضع في نفس الموقف المؤلم، إنني كنت أحتفل مع من يحتفلون، ولا أذهب إلى المكان الخطأ.
ودارت عجلة الحرب في عاصفة الصحراء، وعاد المراسلون الأجانب إلى بغداد مرة أخرى وصار المكان الأكثر جاذبية في العالم لفضول الصحفيين، وبعد هذه الحرب اكتشفنا حجم الدمار، فقد كانت وزارة الإعلام العراقية تأخذنا إلى مواقع تعرضت للقصف، خاصة ملجأ العامرية، وكان المشهد مريعا، فكل ما رأيناه كان الحطام فحسب.
بعد هذه الحرب الأكبر بعد الحرب العالمية الثانية قررت ماريا البقاء في العراق، لأنها كما تحكي: شعرت بأن عاصفة الصحراء سوف تغير أشياء كثيرة بدءا من هذا المكان، وبالفعل بدأت لعبة جديدة هي الحصار، وعقوبات الأمم المتحدة، ولجان التفتيش، وعشت في قلب هذه الأحداث، بدءا من اقترابي من مصادر الأخبار في الأمم المتحدة، وفي السلطة العراقية، إلى المواطن العادي، وحاورت طارق عزيز، وسعدون حمادي، رئيس البرلمان، وطه ياسين رمضان، نائب رئيس الوزراء، ونزار حمدون، المندوب العراقي في الأمم المتحدة في أثناء الأزمة، ثم رؤساء لجان التفتيش ريتشارد باتلر ورالف إيكيوس، وهانز بليكس، وعرفت إلى أي مدي كانت لعبة القط والفار بين صدام حسين والولايات المتحدة الأمريكية عبر الأمم المتحدة، وهي لعبة استمرت 13عاما حتى جاءت حرب بوش الأخيرة، وقد سجلت أسرار تلك الفترة الطويلة في كتابي (ملفات صدام 1002كابوس عراقي).
تقول ماريا عندما نجحت في تقديم أسئلة إلى صدام حسين، بعد محاولات عديدة فاشلة، رفض الإجابة عنها، فقد كانت تدور حول الكويت والأكراد، فبعد أن داعب شواربه قال غاضبا كيف تجرئين على توجيه مثل هذه الأسئلة إلى صدام حسين، فسرت رعدة في مفاصلي، ولكنني استجمعت قواي وقلت إنها أسئلة صحفية وليست شخصية، غير أنه غادر المكان، وجاء ضباطه وقالوا سوف يقابلك في موعد آخر، ولكن هذا لم يحدث بعد ذلك قط، فقد كان مشغولا في تفاصيل الحرب المقبلة.
جاءت ماريا إلى - الأهرام العربي - ومنحتها قصة مختلفة عن القبض على صدام حسين، وكيف فشلت أمريكا بكل أجهزتها الأمنية (السي آي إيه) و( الإف بي آي) والاستخبارت العسكرية في العثور عليه، حيث كان يواصل إذاعة بياناته المسجلة من مكان سري، وتقول ماريا إن الموساد جهاز المخابرات الإسرائيلية كان هناك أيضا، ولكن قبيلة البو نمر من عشائر الدليم سبقت الجميع في الحصول على الصيد الثمين انتقاما من صدام بعد أن قتل كثيرا من أبنائها في أوقات سابقة، وكان الثمن 100مليون دولار، لتحصل أمريكا على مجد الانتصار على شاشات التلفزيون، ويحصل جندي المارينز على شخصية العام.
من الذي عثر على صدام؟ كنا جميعا ضحية لأكاذيبهم.. ولم يكن في العراق إلا عيونهم وآذانهم.. وبالتالي فإن الوحيد الذي يعرف يقينا كيف سقط صدام.. هو صدام نفسه، فلا الحفرة ولا سباطة البلح الأصفر التي كانت تطل عليها ولا طبيب فحص القمل والأسنان ولا تلك الحقيبة المعدنية المموهة التي عرضوها وبها 750ألف دولار قالوا إنها كانت معه، وأنه كان يتحرك بها في سيارة تويوتا برتقالية أجرة بالعداد ولا غير ذلك من إكسسوار فيلم الكارتون الاستعراضي الذي انتهى بظهور بول بريمر في مؤتمر صحفي يعلن للعالم: أيها السيدات والسادة.. لقد جئنا به، لم يكن أي من ذلك كفيلا بإقناع المشاهدين في بقاع الأرض بأن هذه القصة واقعية أو أنها تستند على أي أساس من الصحة، وكانت الصفقة هي العملة الوحيدة التي تداولتها أيدي الناس في سوق البحث عن عنوان للحقيقة في خبر اعتقال الأمريكيين للركن المهيب.. صدام حسين.
فلم تكن عشرة أيام قد انقضت على إعلان انتهاء فعاليات كرنفال صيد الرئيس العراقي المخلوع، عندما بدأت فئران الشك تلعب في عب الصحافة العالمية، ففي 23ديسمبر الماضي صدرت صحيفة الصنداي هيرالد الأسكتلندية وعلى متنها تحليل للكاتب ديفيد برات عنوانه: من الذي عثر حقا على صدام؟.. وفي هذا التحليل تساءل الكاتب عمن يستحق تلك المكافأة البالغ حجمها 25مليون دولار التي رصدتها الإدارة الأمريكية ثمنا لرأس صدام.. خاصة وأن اعتقاله أعقب عملية بحث طالت 249يوما، وأن فريق البحث عنه كان يضم صفوة من محترفي الصيد على رأسهم قوة التدخل 20، وهي واحدة من أمهر فرق العمل السري التابعة للبنتاجون، وفريق سري آخر يدعى (الثعلب الرمادي) غري فوكس وهو متخصص في اختراق الاتصالات باللاسلكي والهاتف الثابت والمحمول.. وهي اختراعات بالطبع لم يكن صدام في حاجة إليها خلال رحلة اختفائه.. إذن لم يكن هناك من سبيل إلا الاعتماد على العملاء والمخبرين أو ما تداوله العراقيون من معلومات بشأنه.. وهنا ينطلق الكاتب اعتمادا على أدلة باهتة للقول بأن الأكراد بقيادة أسدهم كوسرات رسول على هم الذين عثروا على صدام حسين وأنهم أبلغوا رفاقهم في البحث من الأمريكيين، بموضع اعتقالهم له في منطقة قرب تكريت وأنه قد تم التفاهم بين الطرفين على أن تبدو القوات الأمريكية وكأنها هي التي ألقت القبض عليه.. وأنهم رفضوا قبض المكافأة لقاء الحصول على مكاسب سياسية من واشنطن!!
صفقة كردية وفي التاريخ نفسه.. ظهرت صحيفة الصنداي إكسبريس البريطانية، وعلى متنها تقرير عنوانه أسر صدام وتسليمه كان من فعل الأكراد استند إلى تصريحات أدلى بها ضابط مخابرات بريطاني اشترط عدم ذكر اسمه مفادها أن الحزب الوطني الكردستاني هو الذي اعتقل صدام بعد أن خانته قبيلة الجبور العراقية على خلفية انتقامهم من ولده عدي الذي اغتصب واحدة من بناتهم.. ويظهر هنا اختلاف كبير في القصة، وإن كانت الصحيفة قد كررت المزاعم بأن شخصية كردية بارزة قد أهدت الصيد العراقي الثمين للأمريكيين مقابل الدعم السياسي للأكراد في مطالبهم بالاستقلال وإعلان دولة كردستان.. ونقلت الصحيفة عن ضابط مخابرات غربي متخصص في شئون الشرق الأوسط بالحرف: أن صدام لم يعتقل بفعل جهود المخابرات البريطانية أو الأمريكية.. فكلنا كنا نعرف أن كثيرين يريدون النيل منه وأن سقوطه كان مسألة وقت!!
المدهش، أن الصحيفة ذاتها نشرت في موضع آخر بنفس العدد تصريحا للقائد الأمريكي ستان مورفي المسئول عن المعلومات بالكتيبة الأولى من الفرقة الأمريكية الرابعة مشاة المتمركزة في تكريت، أكد فيه أن الرجل الذي سلم صدام حسين للأمريكيين كان ساعده الأيمن على مدار الشهور الثمانية الأخيرة السابقة على اعتقاله.. ولكن مورفي لم يحدد اسم هذا الرجل العراقي البالغ من العمر 50سنة والذي خدم صدام منذ أن كان مراهقا إلى أن بلغ قمة ثقته لدرجة أهلته لأن يكون ذراعه اليمنى.. والذي تم اعتقاله بدوره بعد أن ركز الأمريكيون أنظارهم عليه من بداية يوليو2003، إلى أن حان وقت قطاف رأسه بعد أن تبين لهم أنه وراء بعض أعمال العنف التي قامت بها المقاومة العراقية ضد الأمريكيين وأنه كان يمد رجال المقاومة بالسلاح والأموال وينقل إليهم أوامر صدام!!
وقال مورفي إن الرجل أفلت من ثلاثة كمائن نصبها الأمريكيون له في تكريت وسامراء وبيجي في الأسبوع الأول من ديسمبر إلى أن تم القبض عليه في 12ديسمبر 2003في بغداد، وأنه خلال استجوابه كشف عن الحفرة التي كان صدام يختبئ فيها في الدورة قرب تكريت حيث تم الأطباق على صدام في اليوم التالي!! وهكذا نرى أن روايات بيع صدام في إطار صفقات وخيانات كانت قد اندلعت في الصحف الغربية ورددت أصداءها الصحافة الروسية وفي مقدمتها موسكو تايمز قبل أن تخرج مجلة النيوزويك في اليوم العاشر 22ديسمبر بقصتها الخرافية كيف جئنا بصدام التي كتبها إيفان توماس ورود نوردلاند لتبيع للناس تصريحات الفريق ريكاردو سانشيز قائد القوات الأمريكية في العراق، والذي بالغ في وصف المشاق والصعاب التي لاقاها فريق البحث الأمريكي دلتا ونيفي سيل ومجموعات المخابرات المركزية، إلى أن وجدوا صدام في عش العنكبوت في قرار حفرة طينية.. وأثر أسر صدام على جهود الأمريكيين في تحرير العراق.
مقابل ماذا! وبصرف النظر عن كل تلك الروايات التي يناقض بعضها البعض.. فالسؤال الذي يستحق أن يشارك في البحث عن إجابته كل فرق مخابرات العالم هو: لماذا هيمنت على رؤوس الصحفيين في أنحاء متفرقة من العالم فكرة الصفقة في عملية أسر صدام حسين؟.. ولماذا لم يصدق أحد الروايات الأمريكية الرسمية؟.. ولماذا اندلعت أعمال كتائب أنصار نظرية المؤامرة في الإنترنت تدرس وتحقق في بضع بلحات صفراء ظهرت على نخلة قصيرة بائسة كل ذنبها أنها كانت تجاور الحفرة؟.. وكذلك تلك الأبحاث المعمقة التي تناولت صور القبض على صدام ذي اللحية والتي كانت تحاول البرهنة على أن الرجل الذي بحوزة الأمريكيين ليس صدام من أساسه؟!
الحق أن جانبا من الإجابة يكمن في دراسة قيمة أعدها جاكوب هورنبرغر مؤسس ورئيس مؤسسة مستقبل الحرية التي تتخذ من فيرفاكس في ولاية فرجينيا الأمريكية مقرا لها.. هذه الدراسة صدرت بعد 48ساعة بالضبط من إعلان ختام مهرجان اعتقال صدام السينمائي في بغداد.. وكان عنوانها: أسر صدام يعني الكثير من المشاكل للمسئولين الأمريكيين.. وفي هذه الدراسة قال هورنبرجر: يرفض الأمريكيون محاكمة صدام علنا. لأنهم يخشون مما بحوزته من أسرار.. أقلها قد يحدث حرجا بالغا للحكومة الأمريكية ولإدارة الرئيس السابق ريغان وإدارة الرئيس جورج بوش الأب.. وبالذات لدونالد رامسفيلد وزير الدفاع الحالي.. ومن هذه الأسرار مثلا.. مدى العلاقة التي كانت تربط ما بين صدام وإدارة ريجان وبوش الأب.. وتلك الصورة الشهيرة التي يتصافح فيها رامسفيلد وصدام في بغداد عام 1983والتي تنتشر في معظم صفحات الإنترنت.. وعن الظروف التي التقطت فيها هذه الصورة.. وما الأمر الذي كان الطرفان يتناقشان فيه وأية ترتيبات أو اتفاقات تمت خلاله؟.. لا شك أن شهادة صدام العلنية في أي محكمة قد تجيب بوضوح مطلق عن هذه الأسئلة، وهي أمور قد تقذف بالرعب في نفوس عدد لا بأس به من المسئولين الأمريكيين.. وبالذا ت عندما يتعلق الأمر بأسلحة الدمار الشامل التي منحتها أمريكا لصدام في هذا الوقت ليستخدمها ضد الإيرانيين، ثم ليستخدموها هم ضده في استصدار قرار من الأمم المتحدة لفرض الحصار عليه لنحو 12سنة، ثم ليستخدمها الرئيس الحالي بوش في تبرير غزوه للعراق ذاتها!! وبالرغم من حقيقة أن أحدا لم يعثر على أي من أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة، إلا أن مفهوم الصفقة الذي هيمن ولايزال على رؤوس كبار الصحفيين والمحللين والمعلقين في العالم، يجد لنفسه مرتكزا في تناقض السياسات الأمريكية إزاء صدام وافتقارها للمصداقية والمنطق، وثرائها المبالغ فيه في اصطناع الأكاذيب وترويجها.. الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه لروايات من كل الأصناف بعضها نشر وبعضها الآخر في طريقه للنشر.. لن يحسمها سوى أن يفتح صدام فمه، أو أن يباغتنا بالرحيل الغامض حاملا معه سره الدفين.. إلى الأبد.
هل قرأت هذا يااخي محب المجاهدين هل هذا صحيح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ :(
هل يمكن ان يكون هذا ما حدث ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ :(
أرجوك ثم أرجوك ثم أرجوك ان تحبرنا بالحقيقة والله العظيم إنني محتار إلى درجة غير معقولة وأنا متأكد أن الكثيرين غيري محتارين بشأن القائد المجاهد صدام حسين حفظه الله
وأعود وأقول لك هل القائد صدام بخير وهل هو حقا ً غير معقتل وهل هو الذي يقود المقاومة العظيمة .
والسلام عيكم ورحمة الله وبركاته
وعاش العراق حراً عربياً أبياً
وعاشت فاسطين عربية من البحر إلى النهر وعاش البواسل من الشعب العراقي
والنصر بإذن الله وليخسأ الخاسؤن
منقول الموضوع عن الساحة السياسية
صدام حسين لم يكن في الحفرة، ولم يقبض عليه مساء الأحد 13ديسمبر 2003، هكذا قالت لنا ماريا فيرا سيديريل، الصحفية السويدية، المراسلة في بغداد لمحطة تلفزيون Wtn، في رواية جديدة عن القبض على الرئيس العراقي، وإذا صحت هذه الرواية، فإنها سوف تغير كثيرا من فصول الدراما العراقية. ألقت ماريا كرة النار، وهي تحكي عن أن فيلم أمريكا لم يكن إلا مشاهد صنعها مخرج بارع في هوليوود، وأن فرقة التدخل السريع دلتا لم تعثر عليه، ولا حتى فرقة إيهود باراك التي كانت هناك، إنما قبيلة البو نمر، بسبب الانتقام من الرئيس العراقي.
الرواية الجديدة ليست مفاجأة فقط، ولكنها قد تكشف حقائق مثيرة عن وضع صدام حسين الآن، مع وجود صفقة تقول عنها ماريا أنها ستبرم في الأيام المقبلة.
ولأن حكاية ماريا مثيرة، بحثنا عن سيرة امرأة، عملت مراسلة في بغداد 15عاما، اقتربت فيها من الأماكن الحساسة وراحت تحكي ما في جعبتها.
كانت ماريا قد جاءت من بلاد غزاة الشمال، لتحط الرحال في بلاد مابين النهرين، وكانت قد قطعت آلاف الأميال، مدفوعة بشغف غامض لتغطي أخبار الحروب والنزاعات في البؤر الساخنة، في إفريقيا والشرق الأوسط، لأن هذه الأماكن تملك جاذبية خاصة، وتقول: عندما قررت المغامرة والذهاب إلى هناك قرأت آلاف الصفحات عن شعوبها، وعن أنظمتها السياسية، وثقافاتها، وعاداتها وتقاليدها الاجتماعية، وكان كل ما تشير إليه الكتب رائعا ومنظما، لكنني لم أجد في الواقع ما حكته الكتب، بل اكتشفت شيئا آخر، وكان على أن أبدأ من نقطة الصفر، ولحظتها تذكرت نصيحة أصدقائي الكبار بأن كل بلد في هذه المنطقة يختلف عن الآخر، كان ذلك قاسيا وصعبا علي، كمراسلة صحفية، وفي الوقت نفسه أنثى في منطقة يسودها الرجال.
كانت الحرب العراقية - الإيرانية في عامها الثامن، وفي ذلك الوقت أطلقوا عليها الحرب الكبيرة المنسية، لكنها اتخذت مسارا خطرا عندما اندلعت حرب ناقلات النفط في الخليج، وفي تلك اللحظة تدخلت الدول الكبري، خاصة أمريكا ريغان في المياه الدافئة بأساطيلها العسكرية، وكان ذلك أول ظهور علني للأساطيل الضخمة وحاملات الطائرات بموافقة صامتة من دول المنطقة، لضمان وصول النفط إلى أسواق العالم، وكان مضيق هرمز في الخليج مسرحا للاحتكاك بين البوارج الإيرانية والأمريكية، وهدأت المياه، ولكن في المدن العراقية والإيرانية كان السكان على الجانبين يتلقون الهدايا من الصواريخ، فيما عرف بحرب المدن، ولم يعد أمام مخترعي هذه الحرب إلا التدخل الحاسم لإيقافها، فقد انتفي الغرض منها.
كانت اجتماعات الكواليس في عواصم الغرب تتواصل لإخراج المشهد النهائي، وبدت الأمم المتحدة وكأنها تذكرت فجأة القرار 598الصادر من مجلس الأمن عقب انفجار الحرب في 1980/9/22، لكنها وضعته في أدراجها طيلة ثماني سنوات حتى وافق الزعيم الإيراني آية الله الخوميني قائلا: (إنني أتجرع السم وأوافق على وقف النار).
وكان طارق عزيز، نائب رئيس الوزراء العراقي في ذلك الوقت هو بطل المفاوضات مع الجانب الإيراني برعاية الأمم المتحدة لضمان سريان وقف الحرب على جميع الجبهات بدءا من 1988/8/8، وفي ذلك اليوم وصلت ماريا فيرا سيديريل إلى بغداد، وكان عزيز قد رزق بابن جديد أسماه صدام.
تقول ماريا كانت مهمتي في البداية صحفية، وبعدها أعود إلى السويد غير أنني وقعت في غرام الحضارة العراقية، فقد أثار فضولي شط العرب، وحدائق بابل، فهذه الأماكن قرأت عنها في كتب التاريخ، وفوجئت بأنني أراها وأعيش بينها. في تلك الفترة كان الناس خائفين من كل شيء، وعرفت ماريا أن النظام العراقي في طريقه إلى الانهيار، مهما طالت الأعوام، فالأجواء كانت حبلي بانفجار هائل قد يحدث بين لحظة وأخرى، وتقول: دفعني الفضول الصحفي لمعرفة ما يدور في نفوس العراقيين العائدين من حرب طويلة، ولكن دون أن أحطم القواعد المعمول بها في البلاد، وعندما بدأت أقترب من معرفة المجتمع حصلت على كثير من الأشياء الممنوعة، وظللت أحتفظ بها، دون أن أورط احداً، فالموت كان بالمرصاد لكل من يتكلم في الممنوع.
كنت أنظر في عيون الناس فأعرف أن هناك أشياء تدور، والعيون هي مرايا الناس، وكم كانت حزينة، ومررت بأوقات صعبة، ورويدا بدأت أعرف مسئولين بحكم عملي الصحفي، وأحصل على أخبار مهمة، وكنت غادرت العراق على أن أعود إليه في وقت لاحق، وفجأة تناقلت وكالات الأنباء خبرا قنبلة هو غزو العراق للكويت في صبيحة 2أغسطس 1990، وكان علي أن أكون في بغداد في تلك اللحظة، ووصلت إليها في صبيحة اليوم التالي، وكان الناس يحتفلون بالانتصار الكبير في الشوارع، وبقيت أربعة أسابيع، حتى غادرت العراق في وقت كانت فيه السلطات قد أخذت بعض الأجانب كرهائن ودروع بشرية واعتبرتهم جواسيس ولحسن حظي لم أوضع في نفس الموقف المؤلم، إنني كنت أحتفل مع من يحتفلون، ولا أذهب إلى المكان الخطأ.
ودارت عجلة الحرب في عاصفة الصحراء، وعاد المراسلون الأجانب إلى بغداد مرة أخرى وصار المكان الأكثر جاذبية في العالم لفضول الصحفيين، وبعد هذه الحرب اكتشفنا حجم الدمار، فقد كانت وزارة الإعلام العراقية تأخذنا إلى مواقع تعرضت للقصف، خاصة ملجأ العامرية، وكان المشهد مريعا، فكل ما رأيناه كان الحطام فحسب.
بعد هذه الحرب الأكبر بعد الحرب العالمية الثانية قررت ماريا البقاء في العراق، لأنها كما تحكي: شعرت بأن عاصفة الصحراء سوف تغير أشياء كثيرة بدءا من هذا المكان، وبالفعل بدأت لعبة جديدة هي الحصار، وعقوبات الأمم المتحدة، ولجان التفتيش، وعشت في قلب هذه الأحداث، بدءا من اقترابي من مصادر الأخبار في الأمم المتحدة، وفي السلطة العراقية، إلى المواطن العادي، وحاورت طارق عزيز، وسعدون حمادي، رئيس البرلمان، وطه ياسين رمضان، نائب رئيس الوزراء، ونزار حمدون، المندوب العراقي في الأمم المتحدة في أثناء الأزمة، ثم رؤساء لجان التفتيش ريتشارد باتلر ورالف إيكيوس، وهانز بليكس، وعرفت إلى أي مدي كانت لعبة القط والفار بين صدام حسين والولايات المتحدة الأمريكية عبر الأمم المتحدة، وهي لعبة استمرت 13عاما حتى جاءت حرب بوش الأخيرة، وقد سجلت أسرار تلك الفترة الطويلة في كتابي (ملفات صدام 1002كابوس عراقي).
تقول ماريا عندما نجحت في تقديم أسئلة إلى صدام حسين، بعد محاولات عديدة فاشلة، رفض الإجابة عنها، فقد كانت تدور حول الكويت والأكراد، فبعد أن داعب شواربه قال غاضبا كيف تجرئين على توجيه مثل هذه الأسئلة إلى صدام حسين، فسرت رعدة في مفاصلي، ولكنني استجمعت قواي وقلت إنها أسئلة صحفية وليست شخصية، غير أنه غادر المكان، وجاء ضباطه وقالوا سوف يقابلك في موعد آخر، ولكن هذا لم يحدث بعد ذلك قط، فقد كان مشغولا في تفاصيل الحرب المقبلة.
جاءت ماريا إلى - الأهرام العربي - ومنحتها قصة مختلفة عن القبض على صدام حسين، وكيف فشلت أمريكا بكل أجهزتها الأمنية (السي آي إيه) و( الإف بي آي) والاستخبارت العسكرية في العثور عليه، حيث كان يواصل إذاعة بياناته المسجلة من مكان سري، وتقول ماريا إن الموساد جهاز المخابرات الإسرائيلية كان هناك أيضا، ولكن قبيلة البو نمر من عشائر الدليم سبقت الجميع في الحصول على الصيد الثمين انتقاما من صدام بعد أن قتل كثيرا من أبنائها في أوقات سابقة، وكان الثمن 100مليون دولار، لتحصل أمريكا على مجد الانتصار على شاشات التلفزيون، ويحصل جندي المارينز على شخصية العام.
من الذي عثر على صدام؟ كنا جميعا ضحية لأكاذيبهم.. ولم يكن في العراق إلا عيونهم وآذانهم.. وبالتالي فإن الوحيد الذي يعرف يقينا كيف سقط صدام.. هو صدام نفسه، فلا الحفرة ولا سباطة البلح الأصفر التي كانت تطل عليها ولا طبيب فحص القمل والأسنان ولا تلك الحقيبة المعدنية المموهة التي عرضوها وبها 750ألف دولار قالوا إنها كانت معه، وأنه كان يتحرك بها في سيارة تويوتا برتقالية أجرة بالعداد ولا غير ذلك من إكسسوار فيلم الكارتون الاستعراضي الذي انتهى بظهور بول بريمر في مؤتمر صحفي يعلن للعالم: أيها السيدات والسادة.. لقد جئنا به، لم يكن أي من ذلك كفيلا بإقناع المشاهدين في بقاع الأرض بأن هذه القصة واقعية أو أنها تستند على أي أساس من الصحة، وكانت الصفقة هي العملة الوحيدة التي تداولتها أيدي الناس في سوق البحث عن عنوان للحقيقة في خبر اعتقال الأمريكيين للركن المهيب.. صدام حسين.
فلم تكن عشرة أيام قد انقضت على إعلان انتهاء فعاليات كرنفال صيد الرئيس العراقي المخلوع، عندما بدأت فئران الشك تلعب في عب الصحافة العالمية، ففي 23ديسمبر الماضي صدرت صحيفة الصنداي هيرالد الأسكتلندية وعلى متنها تحليل للكاتب ديفيد برات عنوانه: من الذي عثر حقا على صدام؟.. وفي هذا التحليل تساءل الكاتب عمن يستحق تلك المكافأة البالغ حجمها 25مليون دولار التي رصدتها الإدارة الأمريكية ثمنا لرأس صدام.. خاصة وأن اعتقاله أعقب عملية بحث طالت 249يوما، وأن فريق البحث عنه كان يضم صفوة من محترفي الصيد على رأسهم قوة التدخل 20، وهي واحدة من أمهر فرق العمل السري التابعة للبنتاجون، وفريق سري آخر يدعى (الثعلب الرمادي) غري فوكس وهو متخصص في اختراق الاتصالات باللاسلكي والهاتف الثابت والمحمول.. وهي اختراعات بالطبع لم يكن صدام في حاجة إليها خلال رحلة اختفائه.. إذن لم يكن هناك من سبيل إلا الاعتماد على العملاء والمخبرين أو ما تداوله العراقيون من معلومات بشأنه.. وهنا ينطلق الكاتب اعتمادا على أدلة باهتة للقول بأن الأكراد بقيادة أسدهم كوسرات رسول على هم الذين عثروا على صدام حسين وأنهم أبلغوا رفاقهم في البحث من الأمريكيين، بموضع اعتقالهم له في منطقة قرب تكريت وأنه قد تم التفاهم بين الطرفين على أن تبدو القوات الأمريكية وكأنها هي التي ألقت القبض عليه.. وأنهم رفضوا قبض المكافأة لقاء الحصول على مكاسب سياسية من واشنطن!!
صفقة كردية وفي التاريخ نفسه.. ظهرت صحيفة الصنداي إكسبريس البريطانية، وعلى متنها تقرير عنوانه أسر صدام وتسليمه كان من فعل الأكراد استند إلى تصريحات أدلى بها ضابط مخابرات بريطاني اشترط عدم ذكر اسمه مفادها أن الحزب الوطني الكردستاني هو الذي اعتقل صدام بعد أن خانته قبيلة الجبور العراقية على خلفية انتقامهم من ولده عدي الذي اغتصب واحدة من بناتهم.. ويظهر هنا اختلاف كبير في القصة، وإن كانت الصحيفة قد كررت المزاعم بأن شخصية كردية بارزة قد أهدت الصيد العراقي الثمين للأمريكيين مقابل الدعم السياسي للأكراد في مطالبهم بالاستقلال وإعلان دولة كردستان.. ونقلت الصحيفة عن ضابط مخابرات غربي متخصص في شئون الشرق الأوسط بالحرف: أن صدام لم يعتقل بفعل جهود المخابرات البريطانية أو الأمريكية.. فكلنا كنا نعرف أن كثيرين يريدون النيل منه وأن سقوطه كان مسألة وقت!!
المدهش، أن الصحيفة ذاتها نشرت في موضع آخر بنفس العدد تصريحا للقائد الأمريكي ستان مورفي المسئول عن المعلومات بالكتيبة الأولى من الفرقة الأمريكية الرابعة مشاة المتمركزة في تكريت، أكد فيه أن الرجل الذي سلم صدام حسين للأمريكيين كان ساعده الأيمن على مدار الشهور الثمانية الأخيرة السابقة على اعتقاله.. ولكن مورفي لم يحدد اسم هذا الرجل العراقي البالغ من العمر 50سنة والذي خدم صدام منذ أن كان مراهقا إلى أن بلغ قمة ثقته لدرجة أهلته لأن يكون ذراعه اليمنى.. والذي تم اعتقاله بدوره بعد أن ركز الأمريكيون أنظارهم عليه من بداية يوليو2003، إلى أن حان وقت قطاف رأسه بعد أن تبين لهم أنه وراء بعض أعمال العنف التي قامت بها المقاومة العراقية ضد الأمريكيين وأنه كان يمد رجال المقاومة بالسلاح والأموال وينقل إليهم أوامر صدام!!
وقال مورفي إن الرجل أفلت من ثلاثة كمائن نصبها الأمريكيون له في تكريت وسامراء وبيجي في الأسبوع الأول من ديسمبر إلى أن تم القبض عليه في 12ديسمبر 2003في بغداد، وأنه خلال استجوابه كشف عن الحفرة التي كان صدام يختبئ فيها في الدورة قرب تكريت حيث تم الأطباق على صدام في اليوم التالي!! وهكذا نرى أن روايات بيع صدام في إطار صفقات وخيانات كانت قد اندلعت في الصحف الغربية ورددت أصداءها الصحافة الروسية وفي مقدمتها موسكو تايمز قبل أن تخرج مجلة النيوزويك في اليوم العاشر 22ديسمبر بقصتها الخرافية كيف جئنا بصدام التي كتبها إيفان توماس ورود نوردلاند لتبيع للناس تصريحات الفريق ريكاردو سانشيز قائد القوات الأمريكية في العراق، والذي بالغ في وصف المشاق والصعاب التي لاقاها فريق البحث الأمريكي دلتا ونيفي سيل ومجموعات المخابرات المركزية، إلى أن وجدوا صدام في عش العنكبوت في قرار حفرة طينية.. وأثر أسر صدام على جهود الأمريكيين في تحرير العراق.
مقابل ماذا! وبصرف النظر عن كل تلك الروايات التي يناقض بعضها البعض.. فالسؤال الذي يستحق أن يشارك في البحث عن إجابته كل فرق مخابرات العالم هو: لماذا هيمنت على رؤوس الصحفيين في أنحاء متفرقة من العالم فكرة الصفقة في عملية أسر صدام حسين؟.. ولماذا لم يصدق أحد الروايات الأمريكية الرسمية؟.. ولماذا اندلعت أعمال كتائب أنصار نظرية المؤامرة في الإنترنت تدرس وتحقق في بضع بلحات صفراء ظهرت على نخلة قصيرة بائسة كل ذنبها أنها كانت تجاور الحفرة؟.. وكذلك تلك الأبحاث المعمقة التي تناولت صور القبض على صدام ذي اللحية والتي كانت تحاول البرهنة على أن الرجل الذي بحوزة الأمريكيين ليس صدام من أساسه؟!
الحق أن جانبا من الإجابة يكمن في دراسة قيمة أعدها جاكوب هورنبرغر مؤسس ورئيس مؤسسة مستقبل الحرية التي تتخذ من فيرفاكس في ولاية فرجينيا الأمريكية مقرا لها.. هذه الدراسة صدرت بعد 48ساعة بالضبط من إعلان ختام مهرجان اعتقال صدام السينمائي في بغداد.. وكان عنوانها: أسر صدام يعني الكثير من المشاكل للمسئولين الأمريكيين.. وفي هذه الدراسة قال هورنبرجر: يرفض الأمريكيون محاكمة صدام علنا. لأنهم يخشون مما بحوزته من أسرار.. أقلها قد يحدث حرجا بالغا للحكومة الأمريكية ولإدارة الرئيس السابق ريغان وإدارة الرئيس جورج بوش الأب.. وبالذات لدونالد رامسفيلد وزير الدفاع الحالي.. ومن هذه الأسرار مثلا.. مدى العلاقة التي كانت تربط ما بين صدام وإدارة ريجان وبوش الأب.. وتلك الصورة الشهيرة التي يتصافح فيها رامسفيلد وصدام في بغداد عام 1983والتي تنتشر في معظم صفحات الإنترنت.. وعن الظروف التي التقطت فيها هذه الصورة.. وما الأمر الذي كان الطرفان يتناقشان فيه وأية ترتيبات أو اتفاقات تمت خلاله؟.. لا شك أن شهادة صدام العلنية في أي محكمة قد تجيب بوضوح مطلق عن هذه الأسئلة، وهي أمور قد تقذف بالرعب في نفوس عدد لا بأس به من المسئولين الأمريكيين.. وبالذا ت عندما يتعلق الأمر بأسلحة الدمار الشامل التي منحتها أمريكا لصدام في هذا الوقت ليستخدمها ضد الإيرانيين، ثم ليستخدموها هم ضده في استصدار قرار من الأمم المتحدة لفرض الحصار عليه لنحو 12سنة، ثم ليستخدمها الرئيس الحالي بوش في تبرير غزوه للعراق ذاتها!! وبالرغم من حقيقة أن أحدا لم يعثر على أي من أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة، إلا أن مفهوم الصفقة الذي هيمن ولايزال على رؤوس كبار الصحفيين والمحللين والمعلقين في العالم، يجد لنفسه مرتكزا في تناقض السياسات الأمريكية إزاء صدام وافتقارها للمصداقية والمنطق، وثرائها المبالغ فيه في اصطناع الأكاذيب وترويجها.. الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه لروايات من كل الأصناف بعضها نشر وبعضها الآخر في طريقه للنشر.. لن يحسمها سوى أن يفتح صدام فمه، أو أن يباغتنا بالرحيل الغامض حاملا معه سره الدفين.. إلى الأبد.
هل قرأت هذا يااخي محب المجاهدين هل هذا صحيح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ :(
هل يمكن ان يكون هذا ما حدث ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ :(
أرجوك ثم أرجوك ثم أرجوك ان تحبرنا بالحقيقة والله العظيم إنني محتار إلى درجة غير معقولة وأنا متأكد أن الكثيرين غيري محتارين بشأن القائد المجاهد صدام حسين حفظه الله
وأعود وأقول لك هل القائد صدام بخير وهل هو حقا ً غير معقتل وهل هو الذي يقود المقاومة العظيمة .
والسلام عيكم ورحمة الله وبركاته
وعاش العراق حراً عربياً أبياً
وعاشت فاسطين عربية من البحر إلى النهر وعاش البواسل من الشعب العراقي
والنصر بإذن الله وليخسأ الخاسؤن
منقول الموضوع عن الساحة السياسية