المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحرب العراقية الإيرانية لم تنته، وهناك فصول مرعبة تنتظر العراقيين، والمحيّر موقف...



منصور بالله
18-12-2005, 12:47 PM
الحرب العراقية الإيرانية لم تنته، وهناك فصول مرعبة تنتظر العراقيين، والمحيّر موقف واشنطن...!




بقلم: سمير عبيد *



من قال إن الحرب العراقية الإيرانية إنتهت فهو واهم، فلقد تجسدت أمام عيون معظم الناس والمتابعين والمحللين للملف العراقي إن إيران لازالت تخوض الحرب ضد العراقيين والعراق، ولازال العرب يتفرجون على ذبح وتشريد وإهانة أشقاءهم العراقيين، وإن إيران ستبدأ بالفصل الأخير من هذه المعركة، والتي ستكون رحاها هذه المرة في العاصمة بغداد وغربها، بعد أن وضعت الجنوب العراقي ،وإقليم الفرات الأوسط في جيبها من خلال التدخل ، ووضعت السليمانية أيضا في جيبها من خلال تحالفها مع جلال الطالباني الذي يعتبرها ظهيرا له ضد طموحات مسعود البرزاني.



فإيران التي لقفت تمثيلية ــ الزرقاوي ــ الأميركية وغذتها ودعمتها من خلال رسالة الزرقاوي الطويلة التي جاءت العام الماضي، والتي أعلن من خلالها الحرب على الشيعة في العراق، والتي كانت بفلسفة شيعية بحته ــ أي ديباجتها ــ وجعلتها حقيقة عند الكثيرين من خلال الإعلام العربي والعراقي المؤجر، لهي قادرة على تغذية كثير من الحيل الماكرة والتي تجر أميركا نحوها وهي صاغرة، وذلك نتيجة قوة إيران وضعف أميركا في العراق، فإيران عرفت تلعب أوراقها بذكاء، و على طاولة بعيدة عن أرضها من خلال الطاولات البديلة في أفغانستان ولبنان والنووي والعراق، وربما في سوريا مستقبلا.



فلقد تبينت مشاهد الحلبة المقبلة تقريبا، حيث ستكون هناك معركة دموية ذات طابع طائفي في العراق، وسيكون حطب تلك النار أو تلك المعركة هم ( الشيعة والسنة العرب) في العراق، ويبدو هناك تواطىء وإتفاق مع بعض الأطراف الكردية على هذا، أي إن مسرحية الزرقاوي التي إشتركت بها إيران وبعض الأطراف الكردية والشيعية الموالية الى إيران لها فصل آخر أو ستنتهي، ليبدأ مسلسل جديد أو حلقة جديدة من الحرب العراقية الإيرانية التي لم تنته بعد، حيث تريد إيران تطبيق شعارات الحرب التي رُفعت ( من طهران حتى بغداد) و (من قم حتى النجف وكربلاء).

والأطراف الكردية من جانبها تريد الإنتقال من لعبة الزرقاوي المشتركة الى لعبة ــ ملف كركوك ــ تلك المدينة العراقية الغنية بالنفط، وذات الأكثرية التركمانية، والتي تتعرض الى أبشع عمليات التهجير القسري ضد العرب والتركمان من قبل المليشيات الكردية ــ البشمركة ــ و تتعرض الى سياسات تكريدية وفي كل شيء، وبالتواطؤ مع قائمة الأئتلاف الشيعي الموالية الى إيران، والتي تريد فصل الجنوب العراقي لصالحها، وبدعم الأطراف الكردية تحت شعار ــ ملف مقابل ملف ـــ أو تحت شعار ــ أعطيك هنا فأعطيني هناك ــ !!.

الألغاز المحيرة... والفتن المستترة...!



ولكن من الألغاز المحيرة، هي موقف الولايات المتحدة في العراق، والذي سمح للإيرانيين بالتغلغل لهذه الدرجة، فهل كان ضمن إتفاق مسبق، أم أن الولايات المتحدة خُدعت في العراق من قبل بعض حلفاؤها العراقيين ذات الولاء المزدوج ( إيراني أميركي)، أم هناك خطط أميركية لجر إيران نحو ساحة المعركة، أو نحو الأرض الحرام للإنقضاض عليها، أو إدخالها في معركة فاصلة؟



حتى وإن كانت الخطط كذلك، هل الولايات المتحدة قادرة للقيام بمعركة ضد الإيرانيين، نحن لا نعتقد هي قادرة على ذلك، لأن إيران أقوى من الولايات المتحدة في العراق وربما حتى في المنطقة، بدليل أوعز الرئيس الأميركي بوش لسفيره في بغداد (خليل زاده) للتباحث مع الإيرانيين حول الوضع العراقي ، ودارت إجتماعات في السليمانية وفي بغداد من أجل هذا الموضوع.

وعطفا على إحتمالية خطة أميركا لجر إيران نحو المعركة، فهنا سيكون حطبها الشعب العراقي والثروات العراقية، فهل أميركا مستعدة للتضحية بالثروات العراقية وأولها النفط لصالح إيران، أو لصالح حلفاء إيران من العراقيين ــ أمراء الحرب ــ وهل مستعدة لإحتمالية حرب طويلة يحترق أو ينفذ من خلالها النفط العراقي تبذيرا وحرقا ونهبا، وهل مستعدة أن تذبح قسما آخر من الشعب العراقي، وهل هي مستعدة أن تعطي خسائر إضافية من قواتها في تلك المعركة؟.... نحن لا نعتقد هي قادرة على ذلك، إلا من خلال ضربات نووية محدودة ومركزة ، كالضربات التي هددوا بها نظام صدام عن طريق روسيا أثناء الحرب، فتم تسليم بغداد ــ حسب بعض المصادر العسكرية والغربية ــ وكذلك حسب التقارير التي نُشرت أخيرا.



نحن نعتقد إن الولايات المتحدة لا تريد الإنسحاب من العراق إطلاقا، لأن الرئيس بوش يراهن على متغيرات داخلية في العراق، بل إن الإستراتيجية الجديدة بعد الإنتخابات العراقية الأخيرة، هي إجبار الحكومة على توقيع الإتفاقيات السرية مع واشنطن، بحكم أنها شرعية ودائمة لأربع سنوات، وكذلك التصديق والموافقة على القوانين التي صاغها الحاكم المدني السابق ــ بول بريمر ــ والتي هي بمثابة رهن العراق أرضا وسماءا ومياها، وحتى رهن ما تحت الأرض العراقية الى الشركات الأميركية هذا من جانب.


أما الجانب الآخر من الخطة الإستراتيجية فتريد واشنطن إحراف فوهة بندقية المقاومة العراقية، وفوهة بندقية المجموعات العربية السلفية التي دخلت العراق نحو الإيرانيين المتغلغلين في العراق، وكذلك نحو حلفاء إيران من السياسيين العراقيين هم ومليشياتهم، وتحت تعبئة طائفية على المستوى الإعلامي والسياسي والعقائدي.



ونتيجة ذلك دعمت قوات الإحتلال القائمة ( السنية) التي يقودها الحزب الإسلامي سرا، والذي بالغ بدعايته الإنتخابية والتي لا تتلائم مع إمكانياته التي يعرفها الشعب العراقي، وكذلك بالغ في تمرير عمليات غير قانونية أثناء الإنتخابات الأخيرة، وعلى مرأى من قوات الإحتلال والحرس الوطني التابع لوزارة الداخلية ــ ولدى الكاتب بعض الأدلة على ذلك ــ.



وجاء ذلك مباشرة بعد رفض الدكتور ــ صالح المطلق ــ لعرض السفير الأميركي خليل زاده له بإجتماع سبق العملية الإنتخابية، عندما طلب منه الأخير الدخول بقائمة سنية حيث أجابه الدكتور المطلق ( أني لست سنيا بل أنا مواطن عراقي وقائمتي عراقية) ونتيجة ذلك قام بعض المحسوبين على الحزب الإسلامي بالقيام ببعض المضايقات والصدامات ضد قائمة المطلق، ووصل الحال الى توزيع المنشورات المعادية لقائمة المطلق هذا من جانب.



أما من الجانب الآخر فهناك إجتماعات سرية جرت بين الدكتور عدنان الدليمي واللواء العليان مع السفير الأميركي، وتعهد السفير الأميركي بدعمهم حتى النهاية كما أوعدهم أن يكون اللواء العليان رئيسا للجمهورية العراقية، وكذلك حصلت إجتماعات سرية مع الدكتور طارق الهاشمي وهو الأمين العام للحزب الإسلامي، والذي أوعده السفير زاده بوزارة الدفاع العراقية كونه كان ضابطا ومدرسا في كلية الأركان، وكذلك كان رئيسا للأركان على جيش محلول عندما عينه بول بريمر بهذا المنصب ، ونتيجة ذلك صرح الهاشمي قبيل الإنتخابات وغزلا للأميركان والى مجموعة الجعفري ( نحن نطالب ببقاء القوات الأميركية في العراق فإنسحابها يسبب مشكلة كبيرة).



كيف سقط الجلبي بحيلة خامنئي.....!



ويبدو كان لقائمة ــ الأئتلاف الشيعي ــ الموالية الى إيران مجساتها التي تتابع الأمور والتحركات، خصوصا بعد أن تعرضت الى بعض الإنشقاقات الطوعية مثل خروج ــ الدباغ وبحر العلوم)، وبعض الإنشقاقات الإجبارية مثل خروج ( الدكتور الجلبي) حيث تم طرده من قبل عبد العزيز الطبطبائي ،عندما قال له ــ وحسب مصدر مسؤول في قائمة الأئتلاف ــ ( أنت يا دكتور عبء علينا، فنرجو منك الخروج من الأئتلاف بهدوء، وإن بقيت فليس لك إلا مقعد واحد أو مقعدين) ونتيجة تلك المساومة خرج الجلبي لوحده ، ولكن المصادر القريبة أخبرتنا إن الجلبي وقع ضحية حالة نصب قامت بها ــ خلية إيرانية ــ تابعة لمرشد الجمهورية الإسلامية ــ علي خامنئي ــ حيث سربت له بعض الأسرار التمويهية عن الملف النووي الإيراني، والتي طار بها مسرعا نحو الولايات المتحدة أخيرا ليقدمها الى واشنطن ومنها ــ كمبيوتر يحمل معلومات عن المفاعل النووي الإيراني ــ ووقعت واشنطن في حيلة الجلبي مرة أخرى، ولكن لأيام على ما يبدو هذه المرة ، ومن هنا سقط الجلبي في الإمتحان الإيراني، وكذلك في إمتحان عبد العزيز الطابطبائي المرتبط بخامنئي روحيا وفقهيا وعقائديا.

وللعودة لمجسات قائمة الأئتلاف الشيعي الموالي لإيران ،فبعد أن فقدت القائمة بريقها نتيجة مسلسل السجون السرية التي إتضح إن وزير الداخلية ــ باقر صولاغي ــ يشرف عليها بشكل مباشر، وهو العنصر الفاعل في قائمة الأئتلاف،و كذلك دخولها في حرب سجالية مع الدكتور علاوي وقائمته ــ القائمة العراقية ــ وإتهام المليشيات التابعة لمنظمة بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية بالقيام بعمليات الخطف والقتل والتعذيب والتغييب بحق العلماء والأطباء وأبناء الطائفة السنية، وضد المعارضين لها من أبناء الطائفة الشيعية العربية في العراق، لهذا لجأت للمظاهرات ضد ـ قناة الجزيرة ــ عشية الإنتخابات وكأنها كانت تبحث عن أي عمل أو فعالية، علما إن تلك الحلقة ــ حلقة برنامج الإتجاه المعاكس ــ كانت من أهدأ الحلقات التي تناولت مرجعية السيستاني والطابطبائي والجعفري وصولاغي، ولكن الغاية كانت واضحة نتيجة الإحباط والتململ الذي كانت تعاني منه القائمة، وكي تجر المرجعية والسيستاني جرا نحو القائمة ونجحت في ذلك، و على الأقل بنظر البسطاء والأميين من الناس.



تصريحات وتحركات إستباقية لسيناريو الدم.....!



ومن هنا عرفت القائمة أنها لن تجني ما جنته في الإنتخابات الأولى، فجاءت تصريحات ــ هادي العامري ــ الأمين العام لمنظمة بدر حيث قال ــ سنلجأ الى السلاح في حالة تغيير النتائج لغير قائمة الأئتلاف ــ وكذلك صرح الجعفري وقال ــ لن نتنازل عن الإنجازات التي حققناها مهما كلف الأمر ــ وهي تهديدات حربية وتصعيدية، ومن هنا جاء الإعلان عن فوز قائمة الأئتلاف بـ ( 130) مقعدا في البرلمان القادم، وفوزها بخمس محافظات عراقية في جنوب العراق، وأعطت الضوء الأخضر الى الفضائيات الطائفية للقيام بغسل أدمغة الناس، وأعلنت إن نسبة المصوتين في العاصمة بغداد ولصالح قائمتهم بلغ حوالي ( 2 مليون و300 ألف مواطن) وهذا كله لا يتلائم أبدا مع الزمن الذي تم الإعلان من خلاله عن النتائج، أي في ليلة إنتهاء الإنتخابات، وكذلك لا تتلائم النتائج والتصريحات والأرقام مع الإمكانيات الفنية واللوجستية المتوفرة، ونتيجة ذلك جاء نفي ــ المفوضية المستقلة للإنتخابات ــ حيث قالت وعلى لسان مندوبها ( إن جميع الأرقام والأقوال غير صحيحة، وليس هناك جهة مخولة لا عراقية ولا غربية إلا المفوضية بالإعلان عن النتائج والأرقام ).



ومن هنا برز طرف فتيل الفتنة، وفتيل سيناريو الدم ، وفتيل فصل الحرب العراقية الإيرانية ذات الطابع الطائفي، فهناك يحتفل وعلى نفس الطريقة أنصار الحزب الإسلامي السني بفوز قائمتهم ــ وهي بإشارة أميركية على ما يبدو ــ لتأجيج الموقف مع طرف الأئتلاف الشيعي من جهة، ولزرع الفتنة بين السنة أنفسهم من جهة أخرى.


وفي الجنوب هناك الإحتفالات بفوز قائمة الأئتلاف تخللها تصريحات من مسؤولين في القائمة والدولة على أنهم فازوا بالأكثرية، وهنا سيكون الصدام بين قائمة الأئتلاف والأحزاب الشيعية الأخرى العلمانية والدينية والليبرالية، فمن هنا ستبدأ المعركة المدمرة بين تلك الأطراف ، ومن هناك معركة مرشحة ضد الأحزاب الإسلامية السنية وبتوطىء من بعض الأطراف الكردية .



وهنا ستنجح أميركا بالبقاء في العراق للتفرج وبحجة فصل الفرقاء، وهنا ستجبر الدول للقدوم نحو العراق بحجة مساعدة الشعب العراقي، والذي سيقود الى قوات عربية وإسلامية فاصلة بين الأطراف المتخاصمة، وهذه ربما الثمار المزيفة لمؤتمر القاهرة الأخير، و لمؤتمر السعودية الخاص بمنظمة المؤتمر الإسلامي.



لذا فقائمة الأئتلاف الشيعي عرفت كيف تهيج الناس، وتغسل أدمغتهم إستباقيا، حيث سيكونوا هؤلاء على درجة من الإستعداد النفسي والعقائدي للدفاع عن فوزهم الذي رسخوه إستباقيا في أذهان الناس، والذي أخذ التعبئة الطائفية ضد التيارات السنية العربية ،والتعبئة الإيديولوجية ضد قائمة الدكتور علاوي والقوائم العروبية والقومية وغيرها، أي ضد العلمانيين والكفرة حسب منطق الدعايات الإنتخابية التي خرجت عن رجال الدين الشيعة، والذين يوالون قائمة الأئتلاف المدعومة من إيران.



ففي جميع الحالات أصبحت الضحية واضحة، وهي الشيعة العرب والسنة العرب في العراق، والرابح الأكبر هي إيران، والأطراف الموالية لها من جانب، ومن هناك الرابح الأكبر هي إسرائيل والأطراف الكردية الموالية لها، لذا نحن على موعد مع ثقافة أميركية تغيّر فوهة البندقة من صدرها نحو صدور العراقيين أنفسهم، وهناك خلايا جاهزة للمساعدة في إنجاح المشروع الأميركي، وهنا نعطي مثال بسيط ( في يوم الخميس 8/12/2005 الساعة 12 ظهرا قامت سيارة نوع ــ بي أم ــ سوداء اللون حجم 735 بإطلاق نار عشوائي في منطقة إمام قاسم في كركوك، وجرح نتيجة ذلك عنصرين من الشرطة و3 مواطنين عراقيين، فتبعها المواطنون ومفارز الشرطة وهي في طريقها الى السليمانية، فتم قتل شخصين داخل السيارة في ناحية الربيع ، وبعدها إحترقت السيارة، فهبطت نحوها مباشرة مروحية أميركية وإنتشلت الجثث والجرحى من مكان الحادث، وسط ذهول الناس والشرطة) أكد ذلك مصدر رفيع من شرطة كركوك، وكذلك نشر في دار بابل للدراسات والإعلام... وتزامن ذلك مع مؤتمر مريب عُقد في لندن في 10.12.2005 وصدر عنه بيان ختامي نشر في وسائل الإعلام العربية، ومنها صحيفة القدس العربي في 12/12/2005 وجاء عن الملتقى الأول لمثقفي وناشطي السنة في العراق، حيث جاء في البيان ( إن أهل السنة بحاجة ماسه الى إعادة إكتشاف الذات ، وتصويب مفاهيم معاصرة أقصتهم عن أدوارهم التاريخية في إدارة شؤون مجتمعاتهم) فلا ندري من هي الجهة التي رعت هكذا مؤتمر، وكيف يسقط المثقف في مربع الطائفية وهو الذي يُلزم عليه محاربتها وفي جميع الميادين، ولكن يبدو هي تحركات إستباقية أيضا لنفس المشروع الخطير الذي نتكلم عنه.



وتصريحات إيرانية مرعبة.. وإحتمالات مدمرة...!



لو عدنا قليلا الى الوراء حيث مخيم رفحاء الصحراوي في العربية السعودية، والذي حُجز فيه اللاجئين العراقيين بعد حرب الكويت، وكان ولازال بمساحة ( 2 في 1) كم، وفي صحراء قاحلة حيث توزع اللاجئين على أسماء محافظاتهم وهي ( النجف والسماوة والناصرية والبصرة والديوانية وكربلاء والحلة، ومجموعة صغيرة من بغداد) هل تعلمون ماذا حدث؟



لقد ثُبتت حدود لكل محافظة، وقسما منها شكلت حكومات ولجان، وحدثت معارك ضارية بين المحافظات، راح ضحيتها بعض القتلى ومئات الجرحى، بحيث وصل الحد بإستخدام ثوابت الأسلاك الشائكة ــ أعمدة حديدية ــ وتم ضربها وطرقها لأيام لتتحول الى سيوف وحراب تم إستعمالها في معارك الكر والفر، وتحت شعارات سياسية وطائفية وقبلية، وعلى المواد الغذائية وحصص الماء وغيرها.



جئنا بهذا المثل البسيط كي نعطي صورة على المستقبل القاتم في حالة إعلان إقليم الجنوب العراقي، وفي حالة تطبيق فقرات الدستور المرعب، والذي يقر حكومات الاقاليم، وحكومات المحافظات، فكم هي المعارك والصدامات التي ستحدث بين تلك المحافظات وتلك الاقاليم، وكم سيكون عدد العصابات التي تقوم بقطع الطرق والإستلاء على خطوط الأمداد، وكم من القبائل التي ستعلن العصيان ، فهذا سيحدث حتما عندما يقرر ( عبد العزيز الطابطبائي) الإيفاء بوعده الى قائمة الأئتلاف المواليه الى إيران، بأنه سيعلن إقليم الجنوب ومهما كانت النتائج ــ حسب قوله ــ أي بجرة قلم يحول العراق ملكا له، ويحول ولاء العراقيين ومصيرهم بيده، وتحت صيغة يجب، والتي تتنافى مع عمل السياسيين الديموقراطيين، بل هي كلمة ــ يجب ــ مرادفه لأقوال السياسيين الديكتاتوريين فقط.





لذا لا ندري هل يريد عبد العزيز إعطاء الجنوب العراقي تعويضا الى إيران، فهو أعلن قبل أقل من عامين إنه لابد من دفع تعويضات الى إيران تقدر بـ ( 100 مليار دولار)، وفي خطبة الجمعة الماضية أكد هاشمي رفسنجاني على تعويضات الحرب لصالح إيران، مستندا على تصريح من جانب الأمم المتحدة قال أن العراق بدأ بالحرب ضد إيران، وهذا ينافي التصريحات التي قالها الجعفري ووزير الدفاع الدليمي عندما عادا من إيران قبل أشهر( إن أيران ليس لديها نية للمطالبه بتعويضات إطلاقا) فلا ندري هل هي إشارة في حالة جاء علاوي، أم هي إشارة إن الجنوب العراقي سعره 100 مليار دولار، وعليه لابد من السيطره عليه ، وهل هي إشارة للأميركان بدفعها مقابل عدم التغلغل في العراق، خصوصا وإن الرفسنجاني إعتبر الإنتخابات نصرا للعراقيين ضد الولايات المتحدة، مع العلم إن الأخيرة هي التي حددت الإنتخابات وطريقتها وتوقيتاتها.. فلا ندري أيهما المنافق والمخاتل..!.



لذا نحن نتوقع أن يكون هناك صداما عنيفا بين التيار الصدري ومنظمة بدر التابعة للمجلس الأعلى ،لأن لا نعتقد سوف ينسى التيار الصدري ثأره، وكذلك لا يستطيع التيار الصدري تحمل إملاءات المجلس الأعلى بقيادة عبد العزيز، لهذا فالصدام متوقع، وكذلك نتوقع أن تعلن مدينة الصدر العصيان داخل بغداد، لتعلن حكومتها المحلية على غرار حكومات المحافظات، وهنا ستقسم العاصمة العراقية بغداد، خصوصا عندما يتشبث السنة بأرضهم ومواقعهم في المعركة القادمة التي ستخوضها إيران في بغداد وغربها، وهنا لا ننسى الدور الذي سيقوم به أحمد الجلبي لرد الضربة التي وجهها له عبد العزيز الطابطابائي، خصوصا والجلبي لديه علاقات وطيدة مع بعض قيادات التيار الصدري، فهل سيضرب الجلبي عصفورين بحجر، أي يضرب علاوي والطبطابائي من خلال التيار الصدري؟.



ويبقى الجانب البريطاني المتحالف مع الجانب الأميركي فهو الآخر لن ينسحب من العراق، وإن حصلت إنسحابات فهي جزئية، ويتم تعويضها سرا بالجنود البريطانيين، أو بالموالين لها جدا من العراقيين، فحتما سيقوم الجانب البريطاني بدوره إتجاه تأجيج الصدام بين التيار الصدري وأنصار المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في البصرة من أجل تأزم الأمور، وفرض السيناريوهات التي تريدها بريطانيا والولايات المتحدة.



لذا فالعراق مقبل على فوضى عارمة، كذلك مقبل على حرب ضروس بين إيران وأذنابها من جانب، وبين التيارات الشيعية العربية والسنية من جانب آخر.

كاتب ومحلل سياسي عراقي

18/12/2005

samiroff@hotmail.com

أبو شمخي
18-12-2005, 04:20 PM
أولا وقبل التعليق ألف لعنة عليك يا سمير عبيد وعلى ساسك القذر.
ثانيا ألا يثبت كل ما كتبته انت هنا ما يؤيد وطنية صدام حسين وحكومته وإخلاصه للعراق ووقوفه بوجه كل مخططات أعداء العراق؟؟
ألا يثبت كل هذا ما كان يحذر منه صدام حسين قبل الغزو بعشرات السنين؟؟؟
ألا يثبت كل هذا بأن قيادة حزب البعث هي أشرف من كل عصاباتك ولصوصك الذين طبلت وصفقت لهم قبل أكثر من سنتين ونصف؟؟؟
ثم تأتي أنت اليوم لتكرر مقولات أشراف العراقيين من العرب المخلصين قبل احتلال العراق والذين تنبؤا بنية أمريكا والصهيونية وإيران ومخططاتهم ضد العراق.
فعلا ... أخطأ من ظن يوما أن للثعلب دينا

منصور بالله
19-12-2005, 12:15 PM
نعم يا اخي الحرب لم تنتهي بعد و ابشع فصولها... تكتب اليوم بدماء الشهداء ...