المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اعترف البيت الأبيض الأمريكي ـ لأول مرة ـ بوجود خطة لانسحاب القوات الأمريكية "تدريجيًا



lkhtabi
11-12-2005, 09:58 PM
مفكرة الإسلام: اعترف البيت الأبيض الأمريكي ـ لأول مرة ـ بوجود خطة لانسحاب القوات الأمريكية "تدريجيًا" من العراق بداية العام القادم "2006" على أن ينتهي هذا الانسحاب في غضون عامين، وقال "سكوت ماكليلان" المتحدث باسم البيت الأبيض إن هناك خطة للانسحاب في غضون عامين، وأنه وفقًا لتلك الخطة فإن 50 ألف جندي سينسحبون من الأراضي العراقية في عام 2006، على أن ينسحب الباقون "حوالي 100 ألف جندي" في العام التالي 2007، ووفقًا للخطة أيضًا فإنه سيتم الإبقاء على قوة عسكرية أمريكية صغيرة سواء داخل العراق ـ في قاعدة أو قواعد محصنة خارج المدن ـ أو في إحدى الدول المجاورة لاستخدامها عند الضرورة في توجيه ضربات إلى ما وصفته الخطة "بتجمعات المتمردين".

وفي إطار الخطة أيضًا ينبغي عدم السماح للسنّة بالعودة لحكم العراق، وإتاحة الفرصة للشيعة والأكراد للمشاركة في السلطة في إطار ترتيبات يقبلها الجميع !! ، ونقل الصلاحيات الأمنية إلى قوات الأمن العراقية والجيش العراقي الذي دربته الولايات المتحدة.

لا يعنينا بالطبع ما تتصور أمريكا أنها ستقوم به لصياغة عراق ما بعد الانسحاب؛ لأن هذا يخضع لعوامل كثيرة لن تستطيع الولايات المتحدة الاستعداد لها ووضع الخطط المناسبة لهذا اليوم، واستثمار تلك الهزيمة من أجل مصلحة العراق والعرب والمسلمين، علينا أن نفتح ملف "ما بعد الهزيمة الأمريكية في العراق"، وأن نستعد لسيناريوهات ما بعد الانسحاب الأمريكي من العراق.

وبداية فإن المشروع الأمريكي في العراق هو الجزء الأهم والأخطر في المشروع الإمبراطوري الأمريكي برمته، ومن ثَم فإن نتيجة هذا المشروع سوف تحدد إلى حد كبير شكل العالم، ومن هنا فإن اعتبار الهزيمة الأمريكية في العراق نقطة مفصلية في تاريخ العالم، بمعنى أننا يمكن في المستقبل المتوسط والبعيد أن نقول: "ما قبل الهزيمة الأمريكية في العراق"، و"ما بعد الهزيمة الأمريكية في العراق". وأن نؤرخ بهذا الحادث على أساس أن تغييرًا نوعيًا وخطيرًا في شكل المنطقة والعالم سيعتمد على ضوء تلك الهزيمة.

بداية فإننا نمتلك من الثقة في تحليلاتنا ـ بناء على محددات معلوماتية وإستراتيجية ـ أن نقول: إن المشروع الأمريكي في العراق قد مُني بهزيمة إستراتيجية ، وإن إعلان هذه الهزيمة وتحديد شكلها والاعتراف بها مجرد تحصيل حاصل، والمسألة لم تعد أكثر من مسألة وقت. وعلينا من ثَم أن نضع في اعتبارنا من الآن هذه الحقيقة، وأن ندرك بالتالي أن المشروع الإمبراطوري الأمريكي الصهيوني قد انهزم، وأن نراهن من الآن على قدرة الشعوب على انتزاع حقها وهزيمة أمريكا وأكبر من أمريكا.

وحسب المعطيات المقدّمة إعلامياً الآن؛ فإن الخسائر البشرية الأمريكية في عامين ونصف من الاحتلال حوالي 2500 جندي و 10 آلاف جريح، ومع الأخذ في الاعتبار أن البنتاجون لا يعلن إلا عن 20 % فقط من خسائره الحقيقية؛ فإن الرقم يقفز إلى عشرة آلاف جندي قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى، وأنه تم إنفاق أكثر من 300 مليار دولار على العمليات العسكرية في العراق في غضون عامين، وهو رقم يفوق توقعات وميزانيات الأمريكيين المرصودة لهذا الأمر، ومن ثَم فإن هذا الاستنزاف المادي والبشري لن يكون بلا سقف !! هذا بالإضافة إلى حالات الهروب من الجيش الأمريكي في العراق ـ يقدره البعض بـ خمسة آلاف جندي سنويًا، يلجئون إلى دول أخرى ثم يعودون إلى أمريكا لمواجهة المحاكمة.

ووفقاً لتقرير أعده السيناتور الأمريكي "كارل ليفين" بعد دراسة مع فريق عمل في العراق، فإن الروح المعنوية للجنود الأمريكيين متردية جدًا، وأنهم لا يفهمون لماذا جاءوا إلى العراق، وأنهم يريدون العودة فورًا إلى بلدهم؛ وهذا يعني أن التبرير الأخلاقي والمعنوي الأمريكي لهذه الحرب قد سقط بالنسبة لهؤلاء الجنود، وهذا يؤدي مباشرة إلى الهزيمة.

على الجانب الآخر، فإنه وفقًا للمعلومات المتاحة والتي لا يشك أحد فيها فإن :
ـ المقاومة العراقية اندلعت بعد شهرين فقط من سقوط بغداد.
ـ المقاومة استمرت في تصاعد مستمر منذ بدايتها، وبالرغم من أن القوات الأمريكية فعلت كل شيء للقضاء عليها سواء بتنظيم عمليات من أمثال الأفعى ذات الأجراس، وعقرب الصحراء، وعمليات الخنجر والرمح والسيف ... إلخ ، وبالرغم من اقتحام عشرات المدن العراقية، وبالرغم من استخدام العراقيين من العملاء، واستخدام جيش عراقي تم تكوينه لصالح الأمريكيين 60 ألف جندي وقوات شرطة، ومليشيات تابعة للشيعة والأكراد؛ فإن ذلك لم يزد المقاومة إلا إصرارًا، وفي كل مرة يتحدث الأمريكيون أو الحكومة العراقية عن إضعاف المقاومة فإن العمليات المنسوبة إلى المقاومة تزداد كمًا وكيفًَا.
ـ الإدارة الأمريكية استخدمت كل ما هو متاح وغير متاح سياسيًا، من غطاء دولي عن طريق الأمم المتحدة، إلى تشكيل حكومات عراقية بعضها معين والآخر منتخب، إلى محاولة إحداث فتنة طائفية بين العراقيين، إلى الضغط على دول الجوار بهدف دفعها إلى منع المقاومين من الدخول إلى العراق وغيرها من الوسائل. ومع ذلك فإن المقاومة تزداد كمًا ونوعًا.
من ناحية ثالثة، فإن الداخل الأمريكي ذاته بدأ يتحرك ضد الحرب، ويطالب بعودة الجنود الأمريكيين إلى بلادهم، وبعد أن كان غزو العراق يحظى بشعبية لدى الرأي العام الأمريكي، أظهرت استطلاعات الرأي العام مؤخراً أن نسبة الأمريكيين الذين يرفضون استمرار الحرب ويطالبون بعودة الجنود قد تزايدت عن الذين يطالبون باستمرار الحرب، وأن النسبة في زيادة مطردة.

ما بعد الهزيمة الأمريكية فإن عالمًا جديدًا سوف يتشكل، ستشعر فيه الشعوب بقدرتها على مواجهة العدوان الأمريكي والصمود أمام آلة الحرب الأمريكية الضخمة والهائلة، والتي قد تستطيع هزيمة الجيوش والدول بسهولة لوجود الفارق الهائل في ميزان القوى، ولكنها لا تستطيع هزيمة المجتمعات والشعوب وحركات المقاومة الشعبية، إنه عصر انتصار الإنسان على الآلة. عالم جديد ستتصاعد فيه حركات مقاومة العولمة، ورفض الخضوع للهيمنة الأمريكية الصهيونية، وسوف تصبح فيه الشعوب الإسلامية طليعة شعوب العالم في مواجهة الاستكبار والظلم، ويصبح فيه الإسلام أيديولوجية الفقراء والمستضعفين.

في عصر ما بعد الهزيمة الأمريكية في العراق ستتصاعد حركات المقاومة في كل مكان، ويبدأ العد التنازلي في عمر المشروع الصهيوني، وينفتح باب الأمل أمام استشراف نظام دولي اقتصادي اجتماعي سياسي لا مكان فيه للنهب والظلم والاستكبار.

ما بعد الهزيمة الأمريكية في العراق سيكون كل هم الولايات المتحدة الأمريكية النجاة بنفسها، ومنع وصول الإرهاب إلى أراضيها، وتقليل آثار الهزيمة ما أمكن ذلك، وسوف تظهر قوى وأقطاب دولية جديدة، ولن تنفرد الولايات المتحدة بالقوة في العالم، إنه عصر الإنسان.

تحية إلى المقاومة العراقية التي انتزعت هذا الفجر من دياجير الظلام.

lkhtabi
11-12-2005, 10:16 PM
وما مصير الأنظيمة الكارتونية في المشريق العربي والمغريب العربي ألتي ساهمت في تظمير عراق 10000 سنة حضارة ولعبت دور أفضل من مايسمى الكيان الصهيوني !! سنسمع في أقرب وقت أن حكام 22 دوله عربية هربو إلى سويسرا لاكن هيهات هيهات