lkhtabi
09-12-2005, 03:08 AM
شبكة البصرة
د. فاضل بدران
لوحظَ أنّ العمليات العسكرية للمقاومة العراقية في بغداد وضواحيها أصبحت ذاتَ طبيعة فنية مدروسة ..ورغم أنّ المراقب يستطيع أن يتوقع أماكن ضرباتها إلا أن القدرة التخطيطية العالية وسرعة الوثوب والانسحاب وكثافة النيران تجعل من المستحيل على قوات الاحتلال أن تمنعها .. وكل هم قوات الاحتلال في الاشهر الاخيرة هو التقليل من حجم الخسائر بالهروب من مواقع المعارك ..ثم العودة والانتقام من السكان القريبين من مناطق التعرض لقواتهم الجبانة ..
أحد العسكريين القدامى ممن أحيل على التقاعد منذُ عشرة أعوام ..ويحمل العديد من النياشين من معارك القادسية ..قال لي يوم أمس:
ما يُنقل لي عن شهود العيان لأربع أو خمس معارك حدثت في محيط بغـداد خلال الاسابيع الاربعة الاخيرة تؤكد لي بما لايقبل الشك أنّ ما يجري هو عمليات عسكرية تعرضية وعمليات عسكرية استفزازية لجر قوات الاحتلال إلى معارك كبيرة قادمة في الوقت والمكان الذي هو على مايبدوا مُقرر من قيادة المقاومة) ثمَ أضاف( أعتقد إننا أمام معركة واحدة قد رُسمت فصولها بحنكة ودراية، وهي تشتمل على أهداف تكتيكية واضحة أهمها الاستنزاف المادي في الارواح والمعدات والحرب النفسية التي تُعجل من عملية الانهيار السريع للعدو والاستدراج لمواقع القتل.
وبسبب قلة خبرتي بما يقول، فقد سألتهُ عن هل أن القوات الأمريكية (العدو) لم تتعرف إلى ما تقولهُ أنتَ؟
فأجابني: نعم هي ترى ما أراه بالضبط!.. ولكن خياراتها محدودة بسبب إنعدام المرونة لدى القيادة العسكرية الميدانية المحكومة بما يريدهُ البيت الأبيض..وفي بعض الأحيان أستطيع وأنا في موقع اللادراية بالتفاصيل.. أستطيع أن أتوقع السلوك ألعملياتي للعدو من خلال ما يصرح بهِ الناطق بإسم الرئيس الأمريكي.
ولم أر غرابة في ذلك ..فأجبتهُ: وما العيب في ذلك؟..
فقال: العيب كبير.. والتأثير مدمر.. فالضباط الأمريكان يشعرون بالإحباط والمرارة وهم يرون أنهم يُقتلون هم وجنودهم بمعارك خاسرة-سوقياً- لإنقاذ رؤوس في الادارة المدنية.. وخاصةً إذا ما كانوا مُجبرين على سلوك تكتيكي مُعلن عنهُ..
وعدتُ لأسأله ُ :
وما الذي يجعل البنتاغون ينفذ ما تريد الادارة منهُ إذا لم يكن مقتنعاً بأن معاركهُ ستتكلل بالنجاح؟.. ولماذا يستمر بحربٍ خاسرة؟
أجاب: أنا مندهش لهذا السؤال!..لأنني ظننتك مطلع على الرشاوى التي تُدفعها الادارة الامريكية للقادة العسكريين في البنتاغون كي يستمروا في عملياتهم.. فالمئات من كبار الضباط الامريكيين في القيادة الوسطى وفي مقر البنتاغون وعدد من القيادات الميدانية في العراق قد أصبحوا يملكون ملايين الدولارات والاسهم في الشركات المستفيدة من النفط العراقي ومن صناعات الاسلحة ..وبقية الضباط –الصغار- لا حول لهم و لا قوة .. وهذا هو السبب الذي يجعل الارادة القتالية ضعيفة جداً.. إضافةً إلى السبب الجوهري وهو أن الجنود الأمريكان يشعرون أنهم خُدعواوأن الكونغرس والشعب الأمريكي قد خُدعَ من قبل الادارة الامريكية التي تبيع دمائهم من أجل أهدافٍ رأسمالية للقلة الحاكمة.
وأردتُ بهِ العودة للشأن العسكري ..فأعدت السؤال بطريقة مختلفة : ولماذا لا يضع الجيش الأمريكي –العدو- خططاً تتناسب والحال الذي يمر فيه في العراق..أقصد لماذا لايتحوط من أساليب المقاومة العراقية التي ذكرتها؟
فأجابني متأكداً:.. تجري الرياح بما لا يشتهي السَفَنُ!.. للعدو خطة واحدة تنطوي على ما يلي:
- تقليل الخسائر بين أفرادهِ والحفاظ على سريته
- تأجيل إنهيار نفسية ضباطهِ أقصى فترة ممكنة
- القيام بضربات موجعة للمدنيين من السكان مدارات لفشلهِ وخسائرهِ في المعارك الصغيرة - الكثيرة ليوهم الرأي العام الأمريكي والعالمي أنهُ ما زال مسيطراً على الامر
- التعجيل بالانسحاب إلى قواعدَ آمنة إنتظاراً للإنسحاب التام من العراق
إلى هنا ودخلت والعسكري الخبير بنقاش لم ينتهي بأذان الصلاة .. فلكلٍ منا رأيهُ بتوقعات الانسحاب وطرائقهِ.. وتوقيتاتهِ .. ذلك الجزأ من النقاش ربما –أقول ربما- سأكتب عنه في يومٍ قادم إن شاءَ ألله..
شبكة البصرة
الخميس 6 ذو القعدة 1426 / 8 كانون الاول 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
د. فاضل بدران
لوحظَ أنّ العمليات العسكرية للمقاومة العراقية في بغداد وضواحيها أصبحت ذاتَ طبيعة فنية مدروسة ..ورغم أنّ المراقب يستطيع أن يتوقع أماكن ضرباتها إلا أن القدرة التخطيطية العالية وسرعة الوثوب والانسحاب وكثافة النيران تجعل من المستحيل على قوات الاحتلال أن تمنعها .. وكل هم قوات الاحتلال في الاشهر الاخيرة هو التقليل من حجم الخسائر بالهروب من مواقع المعارك ..ثم العودة والانتقام من السكان القريبين من مناطق التعرض لقواتهم الجبانة ..
أحد العسكريين القدامى ممن أحيل على التقاعد منذُ عشرة أعوام ..ويحمل العديد من النياشين من معارك القادسية ..قال لي يوم أمس:
ما يُنقل لي عن شهود العيان لأربع أو خمس معارك حدثت في محيط بغـداد خلال الاسابيع الاربعة الاخيرة تؤكد لي بما لايقبل الشك أنّ ما يجري هو عمليات عسكرية تعرضية وعمليات عسكرية استفزازية لجر قوات الاحتلال إلى معارك كبيرة قادمة في الوقت والمكان الذي هو على مايبدوا مُقرر من قيادة المقاومة) ثمَ أضاف( أعتقد إننا أمام معركة واحدة قد رُسمت فصولها بحنكة ودراية، وهي تشتمل على أهداف تكتيكية واضحة أهمها الاستنزاف المادي في الارواح والمعدات والحرب النفسية التي تُعجل من عملية الانهيار السريع للعدو والاستدراج لمواقع القتل.
وبسبب قلة خبرتي بما يقول، فقد سألتهُ عن هل أن القوات الأمريكية (العدو) لم تتعرف إلى ما تقولهُ أنتَ؟
فأجابني: نعم هي ترى ما أراه بالضبط!.. ولكن خياراتها محدودة بسبب إنعدام المرونة لدى القيادة العسكرية الميدانية المحكومة بما يريدهُ البيت الأبيض..وفي بعض الأحيان أستطيع وأنا في موقع اللادراية بالتفاصيل.. أستطيع أن أتوقع السلوك ألعملياتي للعدو من خلال ما يصرح بهِ الناطق بإسم الرئيس الأمريكي.
ولم أر غرابة في ذلك ..فأجبتهُ: وما العيب في ذلك؟..
فقال: العيب كبير.. والتأثير مدمر.. فالضباط الأمريكان يشعرون بالإحباط والمرارة وهم يرون أنهم يُقتلون هم وجنودهم بمعارك خاسرة-سوقياً- لإنقاذ رؤوس في الادارة المدنية.. وخاصةً إذا ما كانوا مُجبرين على سلوك تكتيكي مُعلن عنهُ..
وعدتُ لأسأله ُ :
وما الذي يجعل البنتاغون ينفذ ما تريد الادارة منهُ إذا لم يكن مقتنعاً بأن معاركهُ ستتكلل بالنجاح؟.. ولماذا يستمر بحربٍ خاسرة؟
أجاب: أنا مندهش لهذا السؤال!..لأنني ظننتك مطلع على الرشاوى التي تُدفعها الادارة الامريكية للقادة العسكريين في البنتاغون كي يستمروا في عملياتهم.. فالمئات من كبار الضباط الامريكيين في القيادة الوسطى وفي مقر البنتاغون وعدد من القيادات الميدانية في العراق قد أصبحوا يملكون ملايين الدولارات والاسهم في الشركات المستفيدة من النفط العراقي ومن صناعات الاسلحة ..وبقية الضباط –الصغار- لا حول لهم و لا قوة .. وهذا هو السبب الذي يجعل الارادة القتالية ضعيفة جداً.. إضافةً إلى السبب الجوهري وهو أن الجنود الأمريكان يشعرون أنهم خُدعواوأن الكونغرس والشعب الأمريكي قد خُدعَ من قبل الادارة الامريكية التي تبيع دمائهم من أجل أهدافٍ رأسمالية للقلة الحاكمة.
وأردتُ بهِ العودة للشأن العسكري ..فأعدت السؤال بطريقة مختلفة : ولماذا لا يضع الجيش الأمريكي –العدو- خططاً تتناسب والحال الذي يمر فيه في العراق..أقصد لماذا لايتحوط من أساليب المقاومة العراقية التي ذكرتها؟
فأجابني متأكداً:.. تجري الرياح بما لا يشتهي السَفَنُ!.. للعدو خطة واحدة تنطوي على ما يلي:
- تقليل الخسائر بين أفرادهِ والحفاظ على سريته
- تأجيل إنهيار نفسية ضباطهِ أقصى فترة ممكنة
- القيام بضربات موجعة للمدنيين من السكان مدارات لفشلهِ وخسائرهِ في المعارك الصغيرة - الكثيرة ليوهم الرأي العام الأمريكي والعالمي أنهُ ما زال مسيطراً على الامر
- التعجيل بالانسحاب إلى قواعدَ آمنة إنتظاراً للإنسحاب التام من العراق
إلى هنا ودخلت والعسكري الخبير بنقاش لم ينتهي بأذان الصلاة .. فلكلٍ منا رأيهُ بتوقعات الانسحاب وطرائقهِ.. وتوقيتاتهِ .. ذلك الجزأ من النقاش ربما –أقول ربما- سأكتب عنه في يومٍ قادم إن شاءَ ألله..
شبكة البصرة
الخميس 6 ذو القعدة 1426 / 8 كانون الاول 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس