المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضابط عراقي: لا "موالين" للزرقاوي في الفلوجة



القادم
21-06-2004, 11:01 AM
إسلام أون لاين

أعلن ضابط في الشرطة العراقية اليوم الأحد 20-6-2004 أنه لم يُعثَر على أي أثر لوجود مسلح في الموقع الذي تعرض للغارة الأمريكية الجوية في الفلوجة السبت 19-6-2004، والذي قال الجيش الأمريكي: إنه كان يختبئ فيه عناصر موالية لأبي مصعب الزرقاوي .

كما عبر سكان عراقيون في المدينة عن غضبهم مما زعمه الجيش الأمريكي من أن الموقع كان يختبئ فيه عناصر موالية لأبي مصعب الزرقاوي. وقال أحدهم لشبكة إسلام أون لاين: إن الغارة الأمريكية "استهتار وعدم اكتراث بدماء وأرواح العراقيين. كان الأجدر بهم الاستعانة بقوات الشرطة العراقية وعناصر لواء الفلوجة في المدينة في البحث عما يزعمون".

وقال النقيب محمد عبد الكريم في الفلوجة التي تعتبر من المعاقل السنية، والتي تبعد 50 كم غرب بغداد لوكالة الأنباء الفرنسية الأحد 20-6-2004: "لم نعثر على أي أثر لوجود مسلح" في الموقع الذي قصفته الطائرات الأمريكية في حي الجبيل بالمدينة، مؤكدا أن الغارة أسفرت عن سقوط 26 قتيلا و8 جرحى بين المدنيين.

وأوضح عبد الكريم أنه "تم تسجيل 18 قتيلا و8 جرحى في مستشفى المدينة، لكن جثث 6 آخرين نقلت مباشرة إلى المستشفى لدفنها بعد الغارة، وأنه تم انتشال جثتين أخريين مساء السبت من تحت الأنقاض".

وأكد الضابط العراقي أن "الغارة استهدفت حيا فقيرا جنوب الفلوجة، وبالتحديد منزل مواطن يدعى جاسم محمد فياض، وأوقعت عددا كبيرا من القتلى بين أفراد عائلته وجيرانه".

وقال: "هناك بين الشهداء 3 أطفال تتراوح أعمارهم من 8 إلى 12 عاما، وصبيتان، وفتى، وامرأة".

ونفى الضابط العراقي ما زعمه الجيش الأمريكي من أن الموقع الذي تعرض للقصف كان يختبئ فيه عناصر موالون للزرقاوي، مؤكدا أن "رجال الشرطة لم يلتقوا أبدا بمقاتلين عرب أو أجانب" خلال دورياتهم بالمدينة.

وقال: "إن عناصر الدفاع المدني العراقي (الذي أطلق عليه الآن اسم الحرس الوطني) ولواء الفلوجة (المؤلف من جنود الجيش السابق) الذين يقومون بدوريات يمكن أن يشهدوا على ذلك".

نساء وأطفال

في الوقت نفسه نفى المدرس "أبو فلاح" الذي تضرر بيته جراء القصف الأمريكي وجود أي عناصر مسلحة في المكان الذي قصفته قوات الاحتلال الأمريكي.

وأكد أبو فلاح لشبكة إسلام أون لاين الأحد أن "من يسكن هذه البيوت هم عوائل من الفلوجة مع نسائهم وأطفالهم".

كما قال أبو سامي الذي يسكن بالقرب من مكان القصف لشبكة إسلام أون لاين: "لم نتوقع أبدا حدوث مثل هذا الاعتداء على العوائل الآمنة، وخاصة بعدما تم الاتفاق في مايو 2004 (بين قوات الاحتلال ووجهاء مدينة الفلوجة) على وقف العمليات العسكرية".

وكان القائد المساعد للعمليات العسكرية لقوات الاحتلال في العراق الجنرال الأمريكي مارك كيميت قد أعلن في تصريحات صحفية السبت أن "قوات التحالف شنت غارة على مخبأ معروف لشبكة الزرقاوي جنوب شرق الفلوجة"، وهو ما أيده رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي، مشيرا إلى أن الحكومة العراقية أبلغت بالغارة قبل وقت قصير من تنفيذها.

"عمل جبان"

من جانبه تساءل وليد خالد رشيد -أحد سكان الفلوجة، الأستاذ في جامعة الأنبار-: "أيعطي ادعاءُ قوات الاحتلال بوجود مقاومين لهم في أي مكان الحقَّ والذريعةَ بإطلاق صواريخ الطائرات المقاتلة على الدور السكنية الآمنة بمن فيها؛ بحجة قتل هؤلاء المقاومين؟"، واصفا ما حدث بأنه "عمل جبان من قبل الاحتلال، وتصعيد جديد ضد الفلوجة".

وقال رشيد لشبكة إسلام أون لاين: إن الغارة الأمريكية "استهتار وعدم اكتراث بدماء وأرواح العراقيين. كان الأجدر بهم الاستعانة بقوات الشرطة العراقية وعناصر لواء الفلوجة في المدينة في البحث عما يزعمون".

وأضاف: "لم تشهد الفلوجة منذ احتلال العراق استقرارا وأمانا كما شهدته بعد توقيع اتفاقية الهدنة مع قوات الاحتلال، وتسلم لواء الفلوجة والشرطة العراقية الملف الأمني ومسئولية تسيير الدوريات".

في الوقت نفسه قال الشيخ حامد عبد المجيد -إمام وخطيب أحد مساجد بغداد- الذي كان في زيارة للفلوجة وقت قصفها السبت: "ما حدث يعد خرقا للهدنة في الفلوجة، ويرفع من حالة التوتر بين أهالي المدينة وقوات الاحتلال. هذا هو الغدر بعينه".

كما أكد الشيخ عبد المجيد الذهيبة -أحد مشايخ عشيرة الذهيبة في الفلوجة- أن الغارة الأمريكية الأخيرة أعادت لسكان المدينة "أجواء الحرب، والشعور بغدر الأمريكان في أي لحظة وتحت أي ذريعة".

وكانت قوات الاحتلال الأمريكية قد بدأت عملية عسكرية ضخمة ضد مدينة الفلوجة منذ الخامس من إبريل 2004 بعد مقتل 4 حراس أمن أمريكيين والتمثيل بجثث اثنين منهم في المدينة، واستمرت العملية حتى تم التوصل إلى اتفاق هدنة بين قوات الاحتلال ووجهاء من مدينة الفلوجة يوم 28-4-2004، بعدما أدت المواجهات العسكرية إلى مقتل نحو 700 عراقي وعشرات الجنود الأمريكيين.

ويقضي الاتفاق بأن تخضع الفلوجة بالكامل لقوة عراقية مكونة من 1100 جندي يقودهم أحد الضباط بالجيش العراقي السابق، وأن تنسحب القوات الأمريكية من داخل المدينة ومن مواقعها حولها.