المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النظام المصري فقد عقله



حجي بطاطا
03-12-2005, 08:36 AM
رموز النظام
وحيتانه،ومومياواته،
تتساقط بشكل مخجل
امام مرشحين بسطاء من عامة الشعب
يريدون انقاذ بلدهم مما تعيشه
من ذل وهوان و جوع


من شاهد الصدامات بين قوات الامن المصرية
والناخبين في بعض مراكز الاقتراع يوم
امس الاول لا يمكن ان يصدق ان هذا يحدث
في مصر، واثناء احدي جولات الانتخابات
البرلمانية، فاطلاق الرصاص علي
الناخبين، وضربهم بالعصي وكعوب
البنادق، ورد هؤلاء بقذف الشرطة
بالحجارة، كلها مناظر تذكر بنابلس
وغزة وجنين وليس بمدن مصر الآمنة
المطمئنة المسالمة.
النظام المصري فقد اعصابه،
وربما عقله ايضاً، ازاء الفوز
الكبير الذي حققته جماعة الاخوان المسلمين في جولتي الانتخابات الاولي والثانية،
فقرر اللجوء الي التزوير بوسائل
العنف والبلطجة، ومنع الناخبين
بالقوة من الادلاء باصواتهم
لصالح مرشحي المعارضة، ولهذا لم
يكن مفاجئاً ان يعلن نادي القضاة
مقاطعته لاي انتخابات مقبلة،
ما لم تتحقق كل شروطه في
الاشراف علي العملية الانتخابية
منذ البداية وحتي النهاية.
مصر تشهد حالياً سابقة خطيرة
في البلطجة والتزوير والاعتداء
علي القضاة بالضرب، واغلاق
المنافذ الي صناديق الاقتراع،
واعتقال مئات المرشحين
والناشطين خاصة من جماعة
الاخوان المسلمين.
النظام المصري بدأ يشعر ان
الشارع يتحول ضده، ويصوت للمعارضة
احتجاجاً، ويأساً، بعد ان طفح كيله،
ولم يعد يصدق كل الاحاديث عن الاصلاح،
ومواجهة الفساد، وهي الاحاديث نفسها
التي استمع اليها طوال الثلاثين عاماً
الماضية، وبدل استخلاص الدروس
بطريقة علمية، والبحث عن الاسباب
الحقيقية لهذ الثورة الاحتجاجية
المعبرة عن نفسها عبر ظاهرة حضارية،
ومن خلال صناديق الاقتراع، لجأ
النظام الي اساليب العنف والقمع
والتزوير، وكأننا لسنا في القرن
الواحد والعشرين.
حصول جماعة الاخوان علي ستة وسبعين
مقعداً في الجولتين الاولي والثانية
اصاب النظام ولجنة سياساته بحالة
من الارتباك، تفاقمت بشكل واضح،
بعد ان بدأت رموزه وحيتانه،
ومومياواته، تتساقط بشكل مخجل
امام مرشحين بسطاء من عامة الشعب
يريدون انقاذ بلدهم مما تعيشه
من ذل وهوان وجوع، وتسلط جماعة
البيزنس التي تتاجر بكرامته
ودماء شعبه.
مرشحو الاخوان والمستقلين
فازوا لان معظمهم جاء الي صناديق
الاقتراع علي دراجات هوائية ا
و مشياً علي الاقدام، او في وسائل
النقل العام المختنقة بركابها،
بينما سقط مرشحو الحزب الحاكم
لانهم، او معظمهم، وصل الي
صناديق الاقتراع في سيارات
الشبح المظللة الزجاج،
يدخنون السيجار الضخم،
ومحاطين بمجموعة من الهتيفة
والبلطجية، ينثرون مئات الآلاف
من الجنيهات عداً ونقداً لشراء
اصوات المعدمين والمسحوقين
الذين وصلوا الي حافة الجوع
بفعل فسادهم ونظامهم.
النظام المصري يريد تحقيق
معادلة مستحيلة، ارضاء السيد
الامريكي دافع الصدقات بالايحاء
بانه يطبق الاصلاحات، والاستمرار
في الوقت نفسه في الهيمنة
وسياساته القمعية والسيطرة
علي مقدرات البلاد وتسخيرها
في خدمة بطانته وافراد عائلته.
النتائج جاءت بائسة، فلا الانتخابات
عكست رغبة حقيقية في الاصلاح، ولا هيمنة النظام مرشحه للاستمرار بعد ان تحرك الشعب، وبدأ يرفع صوته عالياً معترضاً علي كل الممارسات السابقة.
العالم كله شاهد، وعبر شاشات
التلفزة، قوات الامن وهي تنهال
ضرباً علي الناخبين، مثلما شاهد
الموقف علي حقيقته نائب السفير
البريطاني الذي تجول في الدوائر
الانتخابية وعلامات الامتعاض بادية
علي وجهه. ومثلما لجأ الشعب
الجزائري الي العنف كرد علي
تزوير ارادته الانتخابية واختياره
السياسي ربما يلجأ الشعب المصري
للشيء نفسه.
مصر تشهد حاليا بوادر تحول
ديمقراطي حقيقي، اظهرت الجماهير
من خلاله تعطشها لانتخاب مجلس شعب
يمثل طموحاتها، ويلبي مطالبها
في الرقابة علي المؤسسة التنفيذية،
الامر الذي يؤكد ان ما قاله
الرئيس مبارك اثناء زيارته
الاخيرة لواشنطن بان الشعب
المصري غير ناضج للديمقراطية لا
ينطوي علي اي ذرة من الصحة،
ولا يعكس فهماً علمياً لطبيعة
الشعب المصري، لانه وببساطة
شديدة لا يعرف هذا الشعب.
فكيف سيعرفه وهو يقضي معظم
ايامه في منتجع شرم الشيخ
تاركاً الحكم لافراد عائلته
وبطانتها الفاسدة.
الشعب المصري اثبت انه اكثر
نضجاً من الحكومة، وتصرف
بطريقة حضارية، وذهب الي صناديق
الاقتراع بهدوء ونظام ليس لهما مثيل
الا في الدول العريقة ديمقراطياً،
ولم يلجأ مطلقاً الي العنف،
ما حدث ان الحكومة المفترض
انها في قمة النضج ومتقدمة
علي شعبها بفضل تنظيرات لجنة
السياسات في الحزب الحاكم،
هي التي لجأت الي العنف،
واطلاق النار، وعرقلة العملية
الانتخابية. انه شعب صبور صبر
الجمال، ولكنه اذا ثار فإن ثورته
مدمرة لا تتوقف حتي تطيح بكل
ما هو امامها.
مصر لن تصبح جزائر اخري الا
اذا ارادها النظام ان تكون كذلك،
وهناك مؤشرات كثيرة تصب في هذا
الاتجاه للاسف، كشفت عنها بوضوح
ممارسات اليومين الماضيين.
النظام لا يستطيع مواجهة صعود
الاخوان والمعارضة بالعنف والتزوير،
وانما من خلال الاصلاح، ومكافحة
الفقر والجوع، من خلال خطط
تنمية طموحة وعلمية، تخلق
الوظائف للعاطلين عن العمل،
وتقضي علي الفارق الطبقي
الفاحش في البلاد.
كان لافتاً ان الغالبية الساحقة
من رجالات النظام تحدثوا في كل
شيء الا القضية الاساسية المطلوب
الحديث عنها، وهي عن خططهم
لمرحلة ما بعد الانتخابات.
والسبب بسيط وهو انه
لا توجد لديهم أي خطط.
فلجنة السياسات التي يتزعمها
السيد جمال مبارك، ومجموعة
من ابناء الذوات الذين يلتفون
حوله، عجزت عن اصلاح الحزب الحاكم،
فكيف نتوقع منها، وهي التي تحكم
فعلاً، ان تصلح بلداً غارقا في
الفساد ويضم سبعين مليون نسمة
نصفهم تحت خط الفقر، ويعيشون
علي اقل من دولارين يومياً.
عجلة التغيير انطلقت في مصر،
ومن كفر الشيخ تحديداً،
وقودها دماء أول شهيد للديمقراطية
سقط برصاص قوات الامن، ومن المؤكد
انها لن تتوقف حتي تصل الي هدفها
النهائي في تثبيت اسس اصلاح حقيقي،
ينحاز الي الفقراء والمحرومين،
ويعيد لمصر كرامتها ومكانتها
الحقيقية كقوة اقليمية عظمي،
سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وثقافياً.
وهذه العملية قطعاً لن تتوقف
عند حدودها، بل ستمتد الي
المنطقة بأسرها، وستصبح مصر،
وليس العراق المحتل، نموذجاً
لتصدير الديمقراطية والاصلاح
والعدالة والكرامة لمحيطها.



القدس العربي (عبد الباري عطوان)

منصور بالله
03-12-2005, 12:48 PM
اصاب النظام ولجنة سياساته بحالة
من الارتباك، تفاقمت بشكل واضح،
بعد ان بدأت رموزه وحيتانه،
ومومياواته، تتساقط بشكل مخجل
امام مرشحين بسطاء من عامة الشعب
يريدون انقاذ بلدهم مما تعيشه
من ذل وهوان وجوع، وتسلط جماعة
البيزنس التي تتاجر بكرامته
ودماء شعبه.