المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مع الأحداث 54! انهيار أحجار الدومينو!



منصور بالله
02-12-2005, 12:07 PM
مع الأحداث 54! انهيار أحجار الدومينو!

شبكة البصرة

د. نوري المرادي



عشت يا صدام!

حان الحساب يا حسني مبارك!

بعد قائمة المتعة، قائمة الخمسات الثلاث!

هسام قد اسقط ميلسَ وبوش وجنبلاط وصفير معا!

استريحوا وأريحوا أيها الكهـول، فالحاتم جيش العراق وفتيانه!



طالت الفترة منذ آخر حلقة من سلسلة مع الأحداث، وقد تغيرت أمور وبانت مخاف وكأن لاعبين جدد يستعدون. وقبل يومين خرج علينا وفيق زنانه السامرائي، وهو بنظارته السميكة التي تستر لا رجولته، وأعلن أن بضعة منظمات جهادية اتصلت به وعبره بالرئيس الطلي للتباحث. ولا تعليق كثير على كلام مخنث كوفيق. إنما للتذكير فقط، فوفيق زنانه وقبل سبعة أشهر، وقبلها بأربعة أشهر، ادعى أيضا الكلام ذاته وتبين أنه كاذب. ونصيحة أخيرة لوفيق وهي: "يا وفيق، حتى لو تجاوزت المقاومة الوطنية العراقية على نفسها المحال السابع وارتأت التباحث مع مجرم حلبجه وبشتاشان وخائن العراق طليباني، فعبر رجل، وليس عبرك يا عشر رجل ودون!". ومن الأخبار أيضا قول سعدان الديلمي أن جنود التحالف يقاتلون من أجل الحرية، وتصريح الطلباني للفاتيكان بأن الدستور لن يكون إسلاميا، وفتوى الإمام البغدادي عن الدستور. ولا أنسى خطف مجموعة أمريكية لأجانب بينهم ألمان، في العراق، لدفع الحكومة الألمانية الجديدة بقيادة ميركل، لدعم الأمريكان أو مساعدتهم بشيء. لكن ميركل لن تتدخل لذا أتوقع أن يعمد الخاطفون لتصفية المخطوفين لمحو آثار الجريمة. الأمر الذي يذكرنا مجددا بقضية السيدة ماركريت حسن التي طواها النسيان.

لكن بضعة أحداث أرى فيها انقلابا للحال في الشرق الأوسط.

وعليه:



أولا

سرت بين جماعة أبورغال حمى الدعاية للقائمة 731 التي يرأسها عميل المخابرات أياد علاوي. فهم ينشرون الدعاية ومرة يصورون الأمر حذاقة سياسية من رئيسهم حميد مجيد دعم بها وطنية أياد علاوي، وأخرى ضربة معلم من حميد الذكي نكأ بها الطائفية. والحقيقة ليست هذه ولا تلك. فقوى مجموعة أبورغال انهارت ولم يعد فيهم حتى من ينصح حميد مجيد بعدم استعمال أحمر الشفاه أو الظهور مرة واحدة دون تلك الابتسامة البليدة المطبقة على وجهه. ومن تابع المؤتمر المتلفز لإعلان قائمة علاوى لابد ولاحظ حركات الدلع الاستعراضية لحميد مجيد خلف الناطق باسم القائمة. لكن ليس هذا المهم. إنما شخص كحميد مجيد ليس له أن ينكأ الطائفية لكونه دخل حكومة الاحتلال الأولى عن الطائفية، وكانت مقراته ترفع علم المجلس الأعلى إلى جانب العلم الأحمر إلى يوم تأسست حكومة علاوي. وقيل شهرين فقط فاتح حميد مجيد الزنيم الحكيم ليضمه إليه فرفض. ثم توسل الصدريين فتطيروا، وأحمد الكلب فألبسهم الباب. ورد عليه الكرد بإهانة. فحين ذكر حميد مجيد الكرد بالنضال المشترك ودفاع الشيوعيين عن استقلال الكرد واستثناء كردستان من الحصار،، الخ. أجابه مكتب الطِلِباني، باقتضاب موضحا: ((الذي فرض عليكم الدفاع عن الكرد ليس مبادئكم وإنما الذي قاد لكم معركة هندرين!))

ومن قاد معركة هندرين التي يتفاخر بها الشيوعيون، هو ضابط الموساد، عُميت!

أما عليوي، ففي مثل هذا الوقت من العام الماضي رفض استرحام جماعة حميد مجيد للتحالف. وهو إن عاد الآن وضمهم إلى حريمه، فلحسابات، ليس بينها قوة الجماعة ولا جماهيريتها ولا لذكاء ابورغال ولا لموقف وطني وعلاوي هو عميل الـ 16 جهاز مخابرات. فعلاوي قد يفوز بشيء لكن بترتيبات وتزويرات مسبقة وليس بقوة شعبية في الشارع. ومن هنا دخل أبورغال أو خرج، فلا تأثير له.

الجميل أن بعد هجوم الصدرين على مقر مدينة الثورة صدر ما لايقل عن 15 بيان تأبين وتضامن من السويد، واحد مثلا، عن. "المعهد السويدي العراقي لتعليم الديمقراطية في الشرق الأوسط" وآخر عن "جمعية الأكاديميين العراقيين الديمقراطيين في اسكندنافيا وشمال أوربا" وثالث عن: "قيادات تنظيمات الخارج وجنوب السويد للحزب الشيوعي العراقي" ورابع عن: "لجان تنسيق الأحزاب الديمقراطية في العراق والخارج" الخ،، رغم أن عدد منتسبي كل هذه المنظمات الخمس عشرة مع هيئاتها الإدارية هو: 21 فردا بالتمام والكمال، ويجتمعون في قاعة بأبعاد 5×8 م في بناية قديمة في مالمو.



ثانيا

وعلى ذكر القوائم فقد غيرت قائمة التحالف الشيعي رقمها السابق 169 إلى 555 أو (ثري فايف). وكل التخريجات التي سيدعيها المتابعون لمعنى هذا الرقم 555 في القرآن أو التلمود ستجانب الحقيقة. ذلك أن الخوف من خسارة هذه الانتخابات بات واقعا ماثلا. وحيث فشلوا بتحقيق أي من وعودهم السابقة، بل صارت تلك الوعود لعنة عليهم، انتهجوا مذهب الميكافيلية والتقية السياسية، ولكن على طريقة السيدة الإيطالية ججلينا. لذا قدموا أعز ما يملكون، أو أعز ما تبقى لديهم، وهو ثلاث خمسات،،، إغراءا. ورغم أن جسدها جميل لكن ججلينا بغي، والنظر إليها أو امتلاكها زنا، يعاقب عليه الله. أما الخمسات، فهي مقززة مقرفة، لكنها لثلاث آيات عظام، سستاني وجعفري وحكيم. ونيلها بركة،، أو هكذا يفترضون.

على أية حال!

أن ما أسموه بالانتخابات في العام الماضي كان مفبركا جملة وتفصيلا. وتقسيم المقاعد حسم كليا قبل التصويت بثلاثة أشهر. ومجاراة للشكليات أعلنت كل قائمة أهدافا دون أن تكون تفهمها أو تعلم إمكانية تحقيقها. على سبيل المثال وبمقابلة متلفزة أعلن إبراهيم اشيقر أن أحد الأهداف الرئيسية لقائمة المتعة 169 هو: ((أن نقول للاحتلال 2 لا وليس لا واحدة)). ومعلوم أن عاقلا لا يطرح هكذا هدف أقل ما يقال عنه أنه قبض ريح. المهم أن الشعارات والأهداف التي طرحت كانت شكلية وحسب. وتصدر قائمة الائتلاف كان مقصودا ومسبقا من قبل صناع القرار في واشنطن. مصطنعا بناءً على تصور مغلوط مسبق لحجم وتأثير التيار الصفوي أو لحجم المرجعية السستانية التي خرّجتها الماسونية ونصبتها على العراق، أو بناءً على لعبة سياسة طويلة النفس، حيث يقدم هذا التيار ليحترق فتتهيأ الأجواء لعميل جديد، كعلاوي أو شخص مجهول حتى الآن، سيفترض به العراقيون أهون الشرور. المهم إن هذا التيار تصدر وصدق أن الحال صارت ملكا عضوضا أبديا فانفلت عن عقاله وأتى ما لم يأته طاغوت سابق طوال التاريخ. بل قد تأفف لما أتوه مجرم فاشي كبير كجلال طِلِباني.

وفي السياسة عادة ما ينتبه المتابعون لسلوك أحد المتذاكين، فيتخذوه مسبارا. ومثل هذا السياسي هو أحمد الكلب. وأحمد الذي يمني كل من إيران وأمريكا والسعودية وسوريا وبريطانيا وإسرائيل والأردن، الأماني، لا يعلم أنه كركوز يستخدمه الجميع كمسبار وحسب. بينما لايثق به أحد مطلقا. فحتى ملك الأردن الذي يستقبل أحمد الكلب أو وكيله بمطارات القاعدة الجوية الأردنية، حتى هذا الملك وحين يتوادد مع أحمد الكلب، فكواحدة من علامات الود لإسرائيل. ومن سلوك أحمد الكلب تنتبه أصحاب العلاقة من خصيان المحتلين أن قائمة التحالف الصفوية بارت وولى زمانها، وعلى أطرافها أن تلحق أنفسها وتتبرأ عاجلا. وهكذا حدث، وانسحبت الأطراف، وكإثبات للبراءة فضحت الكثير من الأسرار، التي أهمها على الإطلاق أن هذه القائمة هي التي نفذت وبالتعاون مع الموساد فواجع الصحن الحيدري وعاشوراء في كربلاء والنجف والكاظمين والأهم والأخطر فاجعة جسر الأئمة. وهذه القائمة حصرا من أفشل التحقيقات بشأن هذه الفواجع!

والشعب العراقي وقواه الواعية تعلم جيدا أن قائمة المتعة الصفوية وراء هذه الفواجع، لكن أن تتسرب المفردات العينية من جماعة الائتلاف ذاته فهذا وثيقة، أججت حتما حقد الشيعة على هذه القائمة وهيّأتهم للثأر. لذا خايرت نواة هذا الائتلاف (حكيم - اشيقر) نفسها عما يمكن أن يقيها الفناء المحتوم، فرأته بالإيغال بإبادة ما يمكن من الشعب العراقي لإثارة الرعب، على أن تشتمل الإبادة الشيعة حصرا ليشعر الشيعة أنهم في خطر، فيجبرون على الانضواء تحتها. وقد جربت الصهيونية هذا في العراق على اليهود ما بين 1948 – 1954 ونجح. والصهيونية هي على أية حال والدة تيار المرجعية السستانية الصفوي. ومن الجانب الآخر وحيث لابد من الغطاء الإعلامي، فبإشراف من كيشوانها الأعظم سستاني، استخارت هذه النواة القرآن وكتابي "الصحيفة السجادية" و "مفاتيح الجنان" فأجاب القدر بأن الدعاية الانتخابية الأعظم أثرا في النفوس ستكون حين تتخذ هذه القائمة خمسات ثلاثة، شعارا. فحدث، لكن لم تنتبه أن الله سبحانه وتعالى قد بدأ يتدخل علنا في الوضع العراقي. فهو الذي مكر ببوش وأوحى له بغزو العراق ليورطه، وهو الذي ينصر المجاهدين فيسدد رميهم ويثبت خطاهم. وهو الذي مكر بآيات التلمودوصفوية وزوق لهم اتخاذ ثلاث خمسات شعارا ليجعل منهم أضحوكة للعالمين!



ثالثا

قبل الغزو كتبت أن أكبر خاسرين بعدما يتضح مسار مشروع غزو العراق، طرفان، مافيا الطرزان (الكرد) وعائلة الصباح. وقد اتضح المسار وبات لا أحد يشك أنه نحو الهاوية. وها هما رمزا عائلة الصباح الأمير وولي عهده، ينتهيان وهما على قيد الحياة. حيث استولى صباح الأحمد على مقاليد الأمور وأزاح (فعليا) الأمير وولي العهد. بل إن صباح الأحمد وبعد أن ضبط الأمور لصالحه قال وهو متوجه لشهر استجمام، حرفيا: ((لا! لن أمس الأمير والشيخ سعد بسوء طالما بقيا على قيد الحياة!)) وهذا عمليا وبالعرف الدبلوماسي إعلان لا يقبل التأويل بأن صباح الأحمد صار الآمر الناهي وأنه وضع الأمير السابق وولي عهده تحت الإقامة الجبرية.

أما عن مصر فقد نبهت قبل عام أيضا إلى أن محاولة حسني توريث الحكم لابنه السفيه حبظلم، ستنتهي أخيرا بانقلاب عسكري يطيح براس حبظلم وكل ما يتبقى من عائلة حسني عن أجسادهم. ولم يتوقع أحد أن حسني سيسمع أو يغير من نهجه. بل حتى وحين تبين أن نسبة فوزه بالانتخابات كانت دون 19% أي اقل مما كان سيحصله مسؤول في نادي الزمالك لو ترشح؛ حتى بعد هذه بقي حسني متشبثا بتوريث ابنه السفيه، وأرسل لأجل ذلك عشرات البعثات للدراسات العليا المتخصصة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا؛ مفترضا أن صناعة الأبطال ناجحة دائما. ولم يعط أي انتباه لحقيقة أن ابنه حبظلم مرتش بليد وما عداها فيفتقد كل شيء. وسار في الغي واصطنع مسرحية الصراع بين ما سماه التيار القديم بقيادته هو وتيار التجديد بقيادة ابنه حبظلم في الحزب الوطني. وهي ترهات ختم عليها المصريون احتقارا قبل شهور. ثم جاءت انتخابات مجلس الشعب الحالية، فنحا مبارك للبلطجة وشراء الأصوات، ودونما وازع ولو للتفكير بالعواقب. وقد بدأت العواقب تظهر، وأعلنها الشارع المصري صراحة من أنه لا يريد مبارك ولا حبظلم. ومبارك لازال لا يفهم.

ومن هنا وحيث سد مبارك الطريق وجه التغيير الداخلي الوئيد، فلابد من الثورة. ولابد أن التنظيمات السرية قد اختمرت شعبيا وعسكريا، ليستعد حكم ونهج مبارك للارتقاء إلى المقصلة.

المهم أن ينتبه حسنى إلى أمرين، الأول أن سيده شارون قد سارع إلى تغييرات جذرية في تفكيره ومنهجه وقد حزر ما ستؤول إليه الحال بعد النصر العراقي المحتوم، لذا نشد السلم. والأمر الثاني أن ((اليغتشوا ماتوا)) في مصر وفي غيرها وبقي الأباة الثوريون الذي لا يهابون ولا يستحون قول الحق ولو على رؤوسهم.

وقد أعذر من أنذر!



رابعا

ظهر الرئيس الأسير صدام حسين مجددا في قاعة المحكمة قبل أسبوع، وضمن جلسات ما أسماه العملاء والمحتلون "محكمة العصر" التي توسموا منها حكما أكيدا بالإعدام على المتهمين.

وحقيقة فقد ظهر المتهمون بالحال ذاتها من الصمود والأنفة ورباط الجأش، وبما يشير إلى أن هذا طبع وسلوك، وليس افتعال ظهر في الجلسة الاولى وانتهى أو قضى عليه التعذيب والتنكيل الذي تعرض له المتهمون خلال الفترة بين الجلستين. كما ظهر الرئيس الأسير على عادته ملقنا حاكمه وقاضيه دروس الوطنية وأصول القضاء. والقاضي بدوره، وبعقلانية ومهنية واضحة قبل تلك الدروس ورأى فيها الحق فأخذ بها. ثم ظهر محاميان جديدان، وهما وزيرا عدل سابقين ومحاميان فاعلان، ليضيفا إلى المحكمة بعدا دوليا فيخرجاها ولو مؤقتا عن سيطرة الطائفية. وكلا المحاميين مشهود له بالمهنية وقوة الدفاع. وكلاهما طعن بشرعية المحكمة علنا، وأوقعا المعنيين بورطة لا محسودة. وفي المحكمة عرضوا شهادة متلفزة عن محتضر، ولقطة من شريط مدمج. مثلما وقتوا المحكمة لتتلازم ودعاياتهم الانتخابية. لكن الأمر ارتد عليهم وبشكل كارثي غير مسبوق.

فالمظاهرات التي أريد لها أن تواكب الجلسات وتطالب بإعدام المتهمين، كانت بائسة إلى الدرجة التي لا تصدق. فلم تتعد بضع عشرات في الثورة، وأقل منها بكثير في الدجيل ذاتها. وكلا المظاهرتين رفعتا صور الخنزير النافق باقر حكيم وأخوه المأفون عبدو وصنعتا مت قبل مجلس آل الحكيم وتيار الصدر. ومعلوم أنها مظاهرات دعا لها مقتدى ليبرهن للشارع أنه لازال ممسكا بزمام أمر أتباعه رغم ارتداده. وفشل. ودعا لها حكيم ليظهر للعراقيين مدى شعبيته. وفشل. لكن هذا يبقى أهون من الأمر المهول.

فلا مجال للشك بأن أمريكا وحكومة الغلمان قد قدموا تهمة الدجيل على التهم الأخرى لأفترضهم أنها الأقوى شهودا والأشد حبكا والأوضح وقائعا. وعندما يصدر حكم الإعدام بموجبها على صدام حسين وصحبه، فلا داعي لمواصلة المحاكمات. وبذلك تبقى طي الكتمان قضايا غاية في الخطورة كمسؤولية الخنزير النافق باقر حكيم عن مقتل الصدر، ومسؤولية الطِلِباني في فاجعة حلبحة ومسؤولية برزاني عن الأنفال ومسؤولية إيران في حرب الخليج. لكن القرص المدمج الذي عرضه الادعاء عدة مرات كدليل إتهام تحول إلى دليل براءة قاطع. فالرئيس الذي صوروه للعالمين دكتاتورا فاشيا دمويا لا يتورع القتل المزاجي، هذا الرئيس يرى وجها لوجه متآمرا على حياته ونظامه ولا يسحب مسدسه ويقتله فورا بل يأمر بالتحقيق معه. وحيث لا أحد يجرؤ على مخالفة تعليماته، فما صدر من عقوبات لاحقة تم قطعا بناءً على مجرى قضائي سليم ومحاكم مختصة. وهذا ما يؤكده شاهد الإثبات الأساس، المتوفي فيما بعد، والذي بين أيضا أن عدد المعاقبين هو 8 فقط وليس 148، والعقاب لم يكن طائفيا، ولم يجر تعذيب لانتزاع الاعترافات وأن أحدا غير لجان التحقيق لم يتدخل رغم أن الجميع يستلم أوامره من شقيق الرئيس مباشرة. أي هو إثبات قاطع على البراءة أيضا.

ولا مجال للشك بأن العملاء والأمريكان قد شاهدوا القرص المدمج وراجعوا شهادة الراحل مرات ومرات. وبناءً عليهما معا اقتنعوا أن قضية الدجيل وحدها تكفي للحكم 20 مرة بإعدام صدام وصحبه. وبهذا صرح شهبوري وأحمد الكلب وعبدو وإشيقر ووفيق سامرائي وعادل عبد المهدي وناطق باسم خارجية أمريكا أيضا.

فهل هؤلاء جهلة إلى الحد الذي رأوا بما عرضوه كاف للإعدام، بينما يراه حتى الطفل براءة؟!

لا طبعا! ليسوا جهلة، بل أحقر بكثير!

فأصحاب قرار احتلال العراق، ومن فرط الثقة بالنفس أو بناءَ على معلومات مغلوطة، أعدوا أعذارا احتياطية واهية لم يهتموا لقوة حبكها ولا لمواضيعها اصلا. ولنعد إلى فلم كولن باول الذي قدمه إلى مجلس الأمن يوم 15 شباط 2003. وهو فلم ضحك عليه العالمين لخلوه من أي إثبات على جرم أسلحة دمار شامل أو غيره. بينما السناتور جورج مكاين الذي نافس كلنتون على رئاسة أمريكا، شاهد الفلم وأعلن أن صدام يستحق عدة مرات إعدام عليه. أي تماما كما قال خصيان الاحتلال حين شاهدوا القرص المدمج وشهادة الراحل. وجورج مكاين وهؤلاء العملاء ليسوا جهلة، إنما قد مسخت عقولهم بغسيل دماغ عظيم فصاروا إمعات خرفان يرددون ما يقال لهم. وصاحب مشروع الاحتلال كان قد قرر لصدام إعداما مسرحيا، لكن الأحداث حاصرته وأجبرته على تقديم البراهين، فقدمها، لكن أدمغتهم الممسوخة لم تفهم المعنى القضائي للبراهين المقدمة، وهي أصلا لا تعرف غير الترديد. وحين شاهدوا إثباتات الادعاء، رددوا ما حشر مسبقا بأفواههم، فتصورها أدلة إعدام. وعلى هذا الأساس قد كان عبدو حكيم وجعفري مقتنعين أن الشريط المدمج وشهادة الراحل ستعدم صدام. لكن وحيث تبين أن للبشر رأيا آخر، لذا جن جنونهما واتهما البشر بمحاباة صدام وعدم التشدد معه. ولم ينتبها أنهما بعض ممن أراد لعب ورقة القضاء ضد صدام. أي أنهم لا يجيدون حتى لعبة يقترحونها هم.

والسؤال الأهم كم من قضية صورها لنا هؤلاء السفلة على غير حقيقتها؟!



خامسا

قد كان مؤتمر القاهرة للمصالحة العراقية،، ومضى إلى المزابل لا يندبه أحد ولا يعرف ما انتهى إليه من بيان. وقد أصدر الحزب الشيوعي - الكادر عن هذا المؤتمر بيانا مقتضبا نبه المجتمعين بأنهم سوى ضيوف على وليمة من لحم فطيس. وهذا ما كان!

فلم يكن للمجتمعين من قرار ولا حول ولا طول ولا عين على الساحة العراقية. ولا أمريكا رأت بهم شيئا، لذاها سارعت وختمت على هذا المؤتمر بما يستحقه. فبعد أن أدى المؤتمر مهمته الوحيدة وهي التغطية على هزيمتها في معارك المنطقة الغربية، سارعت أمريكا وأفشلت ما تبقى منه قبل أن يجف حبر بيانه النهائي.

فقد تباهى المجتمعون بما تصوروه إشراكا لهم بالرأي عن مصير العراق، وأنهم تحصلوا عن تلميح بإمكانية جدولة الانسحاب، وأنهم قالوا شيئا عن قضية السجناء، وأن لهم ميانة ما على المقاومة الوطنية الباسلة. لكن أمريكا طلبت من سفيرها زلماي بعد يومين من نهاية المؤتمر أن يتفاوض مع إيران لحل القضية العراقية. وأعلنت صراحة أنها لا يمكن أن تنتصر على المقاومة ويجب أن تتفاوض معها مباشرة وليس عبر وسطاء. كما طوى النسيان قضية السجناء. والأهم هو إلغاء بوش علنا لأية جدولة للانسحاب من العراق. لكن بوش ألغى الانسحاب ليس بالتشبث بالعراق، ليعطي للمؤتمرين فرصة القول أن ما حصله المؤتمرون من اليمين الأمريكي المتطرف هو ما كان ممكنا فقط؛ بل ألغاه بعملية هروب مشين إلى الأمام.

فجدولة الانسحاب تقتضي الالتزام بمواقيت محددة، تمتد على الأقل 3 – 4 سنين. لكن أسلحة المقاومة الفتاكة وهجوماتها المتلاحقة صارت تجعل البقاء يوما واحدا غضافيا بمثابة الكارثة على الإمريكان. ولم يعد من احتياط لأمريكا لسد النقص، ولا لتبديل قواتها. لذا صار الحل الوحيد هو تمديد خدمة العسكر العامل بالعراق، ليكون عرضة لمسالخ المقاومة. لهذا رفض بوش الجدولة، وعوضا أعلن أنه سينسحب من المدن أولا، وينسحب كليا من العراق حين يرى أن جيش العراقي صار قادرا على حفظ الأمن. وقد يرى بوش غدا أن الجيش العراقي صار قادرا، وقد يرى هذا بعد غد أو بعد أسبوع أو شهر. لكن ليس بعد سنة أو اثنتين. أي سينسحب قبل الجدولة بكثير الكثير. أي قد لحق مؤتمر القاهرة بشرم الشيخ ودول الجوار والمانحين ،، الخ من فذلكات متشابهة المنهج والمصير.

لكن بعض تبعات المؤتمر على الجانب الذي رأى بنفسه وطنيا. فتعليقا على فلم "جمهورية الفلوجة" هاجم العميل الصهيوني مثال الآلوسي أهل الفلوجة وهيئة علماء المسلمين، بل قال لمثنى حارث الضاري أربعة حرفيا أن: (( أنتم ورطتم أهل الفلوجة ودفعتموهم للحرب كي تصبحوا وزراء، لكن هذا لن يتم لكم. فالعملية السياسية قد سارت على الوجه الصحيح ولا مكان لكم وللإرهاب على أرض العراق)) لكن مثنى الذي كان واحدا من أقطاب مؤتمر مصالحة القاهرة، لم يجرؤ على الرد ولو ببنت شفة، ليسكت هذا الكلب، مثلما لم يذكر شيئا عن الاحتلال ولا قال أن الفلوجة قاومت احتلال!

والفلوجة المقدسة كما يعلم السيد مثنى، قاومت احتلالا وليس اعتداءات شخصية على أهليها. والفلوجة ثارت بوجه احتلال ومنها بدأ انهيار مشروع الاحتلال. وهي رمز وحدة العراق. ولو شاءت الفلوجة توزيرا لنالت رئاسة الوزراء رغم أنف سستاني وبوش معا. ومن هنا فلييئس الدكتور مثنى، ولن يصبح وزيرا أو نصف وزير!



سادسا

وهو مثال حي على ما سبق من حجج لغزو العراق. وأعني به قميص عثمان الحريري.

ولا أحد يشك بمصداقية هسام ووطنيته ووطنية الشعب الكردي وحرصه على سوريا والعراق. وهسام وأمثاله هم الكرد وليس مافيا الطرزان. وربما رأى هسام مسبقا أرواح من سيسقط بغزو سوريا الذي تشكل شهادته واحدا من مبرراته، تطارده، لذاه عاجل وتبرأ. لكن موقفه النبيل هذا سوى قمة جبل الجليد. وسترعو حتما رموز أخرى وتعلن المخافي للعالمين. ذلك أن الغشاوة النفسية التي رمتها أمريكا على العيون والعقول قد زالت. وزلزال الحركة الجهادية قادم، ولم يتوقف الجهاد قبل تحرير الشرق الأوسط برمته. وها نحن نشاهد حاخام العدوانية الصهيونية الأكبر وعدو العرب الأشد والقاتل الأكثر دموية أرييل شارون ينشد السلام، خوفا من العاقبة القادمة. مثله مثل زميله الملك عبد الله الذي احتاط لنفسه بحكومة مخابرات.

وحقيقة سمعت من صديق أن السيد وليد اختلف مع الحريري على صفقة تجارية، لذا تآمر على قتله أو على إخفاء قاتله ليضرب عصافير بحجر. وهذا مجرد قالة لا أساس لها. لكن الغربة في موقف وليد أن يكون يعلم القاتل الحقيقي لصديقه وصاحب الفضل التجاري عليه - الحريري، ويتستر على هذا القاتل متعاونا بذلك مع الأنجلوصهيون وممهدا لغزو سوريا ولبنان معا. إما السؤال الأغرب، هو موقف أولاد الحريري ذاتهم. فما الدافع لأن يتعاونوا مع هؤلاء الأنجلوصهيون ويتستروا على قاتل أبيهم الحقيقي، بل ويجيروا قتله لصالح غزو سوريا ولبنان أيضا؟! أهي هفوة، أم غسيل دماغ كالذي تعرض له سستاني وحكيم ومن لف لفهم من الخونة؟!



ملخصا!

وباختصار شديد، سلمت يدك يا جيش تحرير العراق!

سلمت أيديكم أيها المقاتلون يا أبطال المقاومة الوطنية العراقية وأنصارها الطير الأبابيل!

قد صمدتم وقاتلتم قتال الأبطال فأفشلتم مشروع احتلال العراق ورددتم كيد كل ذي كيد إلى نحره. وهاهم بدأوا يتساقطون! فإياكم ايها الأبطال والتوقف، وإياكم ورحمة العدو أو رحمة عملائه!

واصلوا أيها الأبطال الليل بالنهار، وحيث ثقفتموهم

المهند
02-12-2005, 08:20 PM
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2005/12/25.jpg

عشت يا صدام
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2006/02/35.jpg

ali2004
03-12-2005, 06:55 PM
اللهم نصرك الذى وعدت

منصور بالله
03-12-2005, 08:30 PM
عاش العراق حرا وليهزم الاحتلال..

عاشت المقاومة العراقية الباسلة وعاش جيش تحرير العراق..

المجد والخلود لشهداء العراق الأكرمين..

والله أكبر.. الله أكبر..

montasir
04-12-2005, 11:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بورك فيك يا دكتور مرادي.. والى مزيد من مقالاتك الرائعة