المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اشادة مبارك الخنزير المتسرعة بشارون



lkhtabi
30-11-2005, 08:57 PM
لا نعرف ما هي المعايير التي استند اليها الرئيس حسني مبارك عندما اطلق فتوي سياسية حاسمة وفريدة من نوعها، اكد فيها ان ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي هو السياسي الاسرائيلي الوحيد القادر علي تحقيق السلام مع الفلسطينيين، ولكن ما نعرفه ان ماضي شارون، ومجازره في حق الشعب الفلسطيني، وسياساته التوسعية التي مارسها ويمارسها تجعله مجتمعة عكس ما تحدث عنه الرئيس المصري، اي انه الشخص الوحيد القادر علي توتير الاوضاع ودفعها نحو الصدام والحرب لا السلام.
الرئيس مبارك قال في حديثه لصحيفة اي بي سي الاسبانية ان شارون هو الوحيد بين السياسيين الاسرائيليين القادر علي اتخاذ القرارات الصعبة، والالتزام بما يقوله، وتنفيذه علي الارض، وهذا صحيح، فشارون فعلاً يقول ويفعل، فهو الذي اتخذ القرار الصعب بغزو لبنان، وهو الذي اتخذ قراراً صعباً آخر بارتكاب مجازر صبرا وشاتيلا، واعادة احتلال الضفة الغربية، وفرض الاقامة الجبرية علي الرئيس الراحل ياسر عرفات لعدة سنوات، انتهت بموته مسموماً في مكتبه.
فالقدرة علي اتخاذ القرارات الصعبة لا تعني ان هذه القرارات ستكون في مصلحة السلام او الفلسطينيين علي وجه التحديد. بل ربما تكون علي العكس من ذلك تماماً. وهناك امثلة عديدة في هذا الصدد.
وربما يكون الرئيس مبارك ينطلق في احكامه هذه من قرار شارون بالانسحاب من قطاع غزة، وفرض هذا القرار علي حزب الليكود، ومواجهة حملة انتقادات شديدة من قبل غلاة اليمين، ولكن شارون اتخذ خطوة الانسحاب من قطاع غزة من منطلقات اسرائيلية بحتة، وللحفاظ علي العامل الديموغرافي اليهودي في فلسطين، وليس حباً في الفلسطينيين، ورغبة في تخفيف معاناتهم تحت الاحتلال، أو احتراماً لتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
فشارون اجلي سبعة آلاف مستوطن من قطاع غزة، ليعيد توطين عشرين الف آخرين في الضفة الغربية، ومصادرة ضعف مساحة قطاع غزة في المناطق المحاذية للقدس الشرقية المحتلة لتوسيع مستوطنة معاليه ادوميم بحيث يفصل المدينة المقدسة عن مدن الضفة الغربية بالكامل، ويحول دون اي تواصل بينها وبين بيت لحم ورام الله.
الاشادة بشارون بهذه الطريقة لا تخدم عملية السلام، خاصة عندما تصدر عن رئيس اكبر دولة عربية، لانها تشجعه علي التمسك بسياساته الحالية التي يرفض فيها اي تفاوض حول عودة القدس او مناقشة حق العودة للاجئين الفلسطينيين، بل ويرفض حتي لقاء السيد محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، لانه لا يعتبره شريكاً في عملية السلام.
ولعل ما هو اخطر من ذلك، ان مثل هذه الاشادة، تعطي شارون صك براءة، وتقدمه الي العالم كحمامة سلام، وتمسح عنه كل مجازره السابقة، بما فيها تلك التي ارتكبها في حق الشعب المصري، وخاصة مجزرة بحر البقر، وثغرة الدفرسوار الشهيرة.
شارون خرج من حزب الليكود، ليس لكونه رجلاً حريصاً علي السلام، وانما لانه يتصرف كملك لا يريد اي منافسة من خصومه، ولانه ايضاً يريد فرض رؤيته للسلام، اي قيام دولة فلسطينية علي اربعين في المئة من الضفة الغربية، علي ان تكون رام الله عاصمتها، وان لا تكون لها اي سيادة او حدود مفتوحة علي الاردن او غيرها.
فالشروط التي فرضها شارون علي المصريين والفلسطينيين لافتتاح معبر رفح تؤشر الي طبيعة الدولة الفلسطينية التي يخطط لعرضها علي الفلسطينيين، اي ان يظل للامن الاسرائيلي الاشراف الكامل علي معابرها، فاذا كان معبر رفح افتتح برقابة اسرائيلية كاملة، فإن هناك 372 معبراً ونقطة تفتيش في الضفة الغربية، واكثر من 150 مستوطنة، وهذا باشراف شارون وتنفيذه. فكيف يمكن ان يكون هذا الرجل هو رجل السلام؟
ان مثل هذه الاشادات المتسرعة وغير المنطقية هي التي تجعل نواب الحزب الحاكم يسقطون كالذباب في الانتخابات المصرية البرلمانية.
9