منصور بالله
21-11-2005, 04:19 PM
مؤتمر الوفاق: خدمة مجانية لامريكا
شبكة البصرة
القدس العربي 21/11/2005
احتلت مسألة توسيع العملية السياسية في العراق النقطة الاولي في مشروع جدول اعمال مؤتمر الوفاق الوطني العراقي، الامر الذي يعني تحقيق مطامح الادارة الامريكية، والاعتراف بشرعية احتلالها للعراق وكل افرازاته الراهنة علي الارض.
فالادارة الامريكية سعت وتسعي من خلال سلسلة الانتخابات والاستفتاءات المتلاحقة ايجاد قوة دفع سياسية للعملية السياسية المنبثقة عن الاحتلال، للايحاء بان مشروعها في التغيير، ورغم كلفته البشرية والمادية الهائلة، بدأ يحقق اهدافه بصورة تدريجية.
جامعة الدول العربية، وامينها العام السيد عمرو موسي لعبا دورا كبيرا في انجاز هذه الخدمة العظيمة، من حيث تعريب العملية السياسية الامريكية، وجمع معسكرين متناقضين لا يمكن ان يجتمعا، وهم المؤيدون للاحتلال المتعاملون معه من ناحية، والمعارضون له من الناحية الاخري.
واللافت ان الجامعة العربية تقدم هذه الخدمة للادارة الامريكية مجانا ودون اي مقابل، فلم يتم تحرك الامين العام للجامعة في اتجاه العراق، وزيارته لبغداد في اطار اتفاق مشروط مع هذه الادارة، اي ان تدفع بخريطة الطريق في فلسطين الي الامام، وتجبر اسرائيل وحكومتها علي احترام قرارات الشرعية الدولية، وتخفيف الضغوط المتصاعدة علي سورية.
السيد عمرو موسي قال امس ان نجاحا كبيرا قد تحقق علي صعيد بناء الثقة بين الاطراف المجتمعة، وشاركه التفاؤل نفسه الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي، حيث قال الاخير ان العملية شهدت انفراجا وان النقاشات داخل اللجان كانت ناجحة ومثمرة.
والدكتور الجعفري محق في تفاؤله، فقد حظيت حكومته باعتراف عربي، وشرعية من قبل فصائل المعارضة العراقية الرافضة للعملية السلمية مثل هيئة علماء المسلمين، ونجح الامين العام للجامعة في ترتيب لقاء مطول بين رئيس الهيئة الدكتور حارث الضاري والدكتور الجعفري، وهو لقاء ينطوي علي الكثير من المعاني والاشارات، ابرزها سقوط الكثير من اعتراضات الهيئة علي شرعية الحكم الحالي في بغداد، والعملية السياسية التي افرزته، وتعاون اقطابه الواضح والصريح مع غزو العراق ومن ثم احتلاله من قبل القوات الاجنبية.
العرب، ونحن هنا نتحدث عن الحكومات، كانوا حصان طروادة الذي سهل الغزو الامريكي للعراق، سواء من حيث فتح اراضيهم وقواعدهم لانطلاق القوات الغازية، او من خلال الصمت المطبق، وكأن الدولة التي تتعرض لهذا الغزو، وتفقد اكثر من مئة الف من ابنائها شهداء بفعل غاراته ليست دولة عربية، خاصة بعد ان تبين ان كل الادعاءات حول اسلحة الدمار الشامل، او الصلة بالقاعدة مجرد اكاذيب.
ومن المفارقة ان العرب الرسميين انفسهم، يستخدمون الجامعة العربية لتشريع الاحتلال وعمليته السياسية في العراق، نيابة عن الادارة الامريكية وبطلب منها، اي انهم يقدمون عجلة انقاذ مجانية لهذه الادارة التي باتت مكروهة ليس فقط في مختلف انحاء المعمورة، وانما داخل الولايات المتحدة الامريكية نفسها.
مؤتمر الوفاق في القاهرة هو مؤتمر الانظمة والجهات المرتبطة بالاحتلال مع بعض استثناءات قليلة، وربما يحقق بعض النجاحات علي صعيد الحوار بين بعض الطامعين في كعكة الحكم، ولكن هذه النجاحات تظل محدودة للغاية، طالما ان الطرف الاهم في المعادلة السياسية العراقية، قد غاب عن هذا المؤتمر وهو المقاومة العراقية، صاحبة الكلمة الاهم والاقوي علي ارض الواقع.
شبكة البصرة
الاثنين 19 شوال 1426 / 21 تشرين الثاني 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
شبكة البصرة
القدس العربي 21/11/2005
احتلت مسألة توسيع العملية السياسية في العراق النقطة الاولي في مشروع جدول اعمال مؤتمر الوفاق الوطني العراقي، الامر الذي يعني تحقيق مطامح الادارة الامريكية، والاعتراف بشرعية احتلالها للعراق وكل افرازاته الراهنة علي الارض.
فالادارة الامريكية سعت وتسعي من خلال سلسلة الانتخابات والاستفتاءات المتلاحقة ايجاد قوة دفع سياسية للعملية السياسية المنبثقة عن الاحتلال، للايحاء بان مشروعها في التغيير، ورغم كلفته البشرية والمادية الهائلة، بدأ يحقق اهدافه بصورة تدريجية.
جامعة الدول العربية، وامينها العام السيد عمرو موسي لعبا دورا كبيرا في انجاز هذه الخدمة العظيمة، من حيث تعريب العملية السياسية الامريكية، وجمع معسكرين متناقضين لا يمكن ان يجتمعا، وهم المؤيدون للاحتلال المتعاملون معه من ناحية، والمعارضون له من الناحية الاخري.
واللافت ان الجامعة العربية تقدم هذه الخدمة للادارة الامريكية مجانا ودون اي مقابل، فلم يتم تحرك الامين العام للجامعة في اتجاه العراق، وزيارته لبغداد في اطار اتفاق مشروط مع هذه الادارة، اي ان تدفع بخريطة الطريق في فلسطين الي الامام، وتجبر اسرائيل وحكومتها علي احترام قرارات الشرعية الدولية، وتخفيف الضغوط المتصاعدة علي سورية.
السيد عمرو موسي قال امس ان نجاحا كبيرا قد تحقق علي صعيد بناء الثقة بين الاطراف المجتمعة، وشاركه التفاؤل نفسه الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي، حيث قال الاخير ان العملية شهدت انفراجا وان النقاشات داخل اللجان كانت ناجحة ومثمرة.
والدكتور الجعفري محق في تفاؤله، فقد حظيت حكومته باعتراف عربي، وشرعية من قبل فصائل المعارضة العراقية الرافضة للعملية السلمية مثل هيئة علماء المسلمين، ونجح الامين العام للجامعة في ترتيب لقاء مطول بين رئيس الهيئة الدكتور حارث الضاري والدكتور الجعفري، وهو لقاء ينطوي علي الكثير من المعاني والاشارات، ابرزها سقوط الكثير من اعتراضات الهيئة علي شرعية الحكم الحالي في بغداد، والعملية السياسية التي افرزته، وتعاون اقطابه الواضح والصريح مع غزو العراق ومن ثم احتلاله من قبل القوات الاجنبية.
العرب، ونحن هنا نتحدث عن الحكومات، كانوا حصان طروادة الذي سهل الغزو الامريكي للعراق، سواء من حيث فتح اراضيهم وقواعدهم لانطلاق القوات الغازية، او من خلال الصمت المطبق، وكأن الدولة التي تتعرض لهذا الغزو، وتفقد اكثر من مئة الف من ابنائها شهداء بفعل غاراته ليست دولة عربية، خاصة بعد ان تبين ان كل الادعاءات حول اسلحة الدمار الشامل، او الصلة بالقاعدة مجرد اكاذيب.
ومن المفارقة ان العرب الرسميين انفسهم، يستخدمون الجامعة العربية لتشريع الاحتلال وعمليته السياسية في العراق، نيابة عن الادارة الامريكية وبطلب منها، اي انهم يقدمون عجلة انقاذ مجانية لهذه الادارة التي باتت مكروهة ليس فقط في مختلف انحاء المعمورة، وانما داخل الولايات المتحدة الامريكية نفسها.
مؤتمر الوفاق في القاهرة هو مؤتمر الانظمة والجهات المرتبطة بالاحتلال مع بعض استثناءات قليلة، وربما يحقق بعض النجاحات علي صعيد الحوار بين بعض الطامعين في كعكة الحكم، ولكن هذه النجاحات تظل محدودة للغاية، طالما ان الطرف الاهم في المعادلة السياسية العراقية، قد غاب عن هذا المؤتمر وهو المقاومة العراقية، صاحبة الكلمة الاهم والاقوي علي ارض الواقع.
شبكة البصرة
الاثنين 19 شوال 1426 / 21 تشرين الثاني 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس