المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحوار والمصالحة



lkhtabi
17-11-2005, 08:15 PM
شبكة البصرة

أبو مصطفى الخالدي

بعد نشري للموضوع الأخير المسمى (التاريخ عبرة فهل نعتبر؟)،والذي نشر في موقع البصرة يوم 14 تشرين ثاني 2005، وردتني رسائل يمكن تصنيف أصحابها الى ثلاثة فئات، الأولى هم عملاء الاحتلال وقاذوراته وردي عليهم قوله تعالى ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)، ولا يشرفني حوارهم والرد عليهم فهم قاذورات يعرفون مكانهم، اما الفئة الثانية فهم تجار سياسة لبسوا عباءة الوطنية وتمذهبوا مستغلين الموجة الطائفية التي يدعمها المحتل وقاذوراته، هؤلاء لا هم لهم إلا الحصول على! مكاسب وان كانت على حساب وحدة الوطن وسلامته وكرامة الشعب، فهؤلاء الزبد سيذهبون جفاء غير مأسوف عليهم، ولكن قبل فوات الأوان ننصحهم بان عاقبتهم ستكون وخيمة إن لم يرعووا فشعبنا واعي لما يحدث ولديه من الحصافة ما يمكنه من أن يميز بين المتاجرين بقضاياه وبين الوطنيين المدافعين عن الوطن وعنه، وندعوهم دعوة خالصة الى التوبة والإنابة فهم يعرفون الحق ولكن يغلبهم طبعهم كتجار فكان خيارهم لوطنهم للمتاجرة به وليتذكروا أمره في قوله سبحانه وتعالى ((َلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)) وإلا فأنهم من المنافقين الملعونين في الدنيا والآخرة وسيلعنهم التاريخ حيثما ذكر المنافقين والعملاء، ويقول عز من قائل في حق هؤلاء (( بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ))، ويقول (( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ))، ويقول سبحانه وتعالى أيضا ((الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ ال! ْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ))، نعم هؤلاء المتاجرين بالدين والوطن واللاهثين وراء مصالحهم الشخصية ويحاولون جر الناس معهم، حق القول عليهم وأمامهم فرصة أخيرة ليرعووا وينصاعوا للحق ويتبعوه ويعودوا إلى الصف الوطني ويتوبوا إلى الله، فأن قلوب أهلهم تغفر لمن تاب ولم يلطخ يده بقتل أو تقسيم وسرقة الوطن.

وهناك فئة ثالثة كتبوا لي وتكلموا معي هم أخوة أحبهم في الله وأحترمهم لمواقفهم الوطنية واحتسبهم مخلصين لله والوطن لا يزاود عليهم، هؤلاء الأخوة من حرصهم ومما لاقوه وشاهدوه ويشاهدوه من ظلم وقع على الوطن والمواطنين من قبل المحتل وقاذوراته، أظنهم اختاروا طريقا يعتقدون أنه الطريق الذي يجب أن يسلك وهو طريق الحوار والتوافق والمصالحة مع الاحتلال والحكومة العميلة وهو طريق ما سمي (بالعملية السياسية)، ظنا واجتهادا منهم أنهم يستطيعون أن يغيروا الواقع المفروض من قبل الاحتلال والأحزاب العميلة المشاركة في هذه العملية (السياسية)، وهم قادرون على ان يغيروا الواقع لان جماهير الشعب مثلهم وطنية وتحبهم وتبغض الاحتلال وأعوانه وتريد التغيير وهم بنوا سياستهم وتوجههم على مشاعر الجماهير وعلى أساس النزاهة والحيادية في العملية (السياسية) والانتخابات، الا أن واقع الحال والمعطيات الموجودة والمعلوم! ات المتاحة تقول أن الاحتلال وقاذوراته عاقدون العزم على تحييد هؤلاء والسيطرة عليهم وإسقاطهم سياسيا ومن يقاوم منهم، ففرق الموت بالمرصاد لهم فهم لا يريدون شرفاء ووطنيين وإنما يبحثون عن عملاء قذرين يطيعون وينفذون ما يأمرون، لهؤلاء الأخوة نقول أننا لا نعارض الحوار السياسي، ولكن مع من نتحاور؟ وعلى ماذا نتحاور؟ هل يجوز أن نتحاور ونتصالح مع المحتل وقاذوراته ومدننا تدك وتدمر وأبنائنا يقتلون ويعتقلون من غير أسباب؟ وتتهم مدن كاملة بالإرهاب وتعاقب عقوبات جماعية؟ وانتم تعلمون انه لا لشيء ألا أنهم يرفضون الاحتلال وتقسيم العراق وبيعه، أيجوز الحوار والمصالحة مع الجلاد والمحتل ودون مقابل؟! وبشرط أن نلغي ونتبراء من الشرفاء من أهلنا كون القاذورات تتهمهم بالإرهاب لأنهم يقاومون الاحتلال ويرفضوه؟! ا تريدون التصالح مع من دمر مدننا وقصفها بالكيماوي ومازال يفعل؟ ومع من تريدوننا ان نجلس؟ مع من يريد ويدعو إلى الإقصاء الطائفي والسياسي لشرائح واسعة من مجتمعنا؟ أنتصالح مع المجنون المسمى (سعدون الدليمي) وزير دفاعهم المعين الذي قال وكررها (أننا سنهدم بيوتهم فوق رؤوسهم ورؤوس أطفالهم ونسائهم كما ترون ذلك يو! ميا على شاشات التلفزيون) هل نكافئه على تهديداته هذه واعترافه بالجريمة وأن نسارع للتصالح معه ومع من يستمر بدفع فرق الموت لاغتيال الشرفاء والوطنين والكفاءات يوميا ومحاولة أفراغ العراق منهم؟؟؟.

لا وألف لا، أن التصالح والتفاوض مع هؤلاء وفي الوقت الراهن يعتبر انبطاح لهم واستسلاما ووفق شروطهم، فإذا ما أرادوا التصالح والتفاوض فعليهم هم الأقزام المنهارين المهزومين القبول بشروط المنتصرين أصحاب اليد العليا في البدء التي يحددونها والتي يجب أن تكون من أساسياتها ومبادئها الغير قابله للتفاوض والمناقشة ما يلي:

1. ان تتعهد جميع الأطراف بالمحافظة على وحدة العراق أرضا وشعبا والمحافظة على هويته العربية الاسلامية .

2. إدانة الاحتلال وتحديد جدول زمني مكفول دولياً لانسحاب قوات الاحتلال.

3. الاعتراف بحق الشعب العراقي بالمقاومة وان مقاومة الاحتلال في العراق حق مشروع، وتحديد معنى واضح للإرهاب والتفريق بينه وبين المقاومة.

4. العمل على إنهاء كل ما نتج أو ترتب عن الاحتلال وتعاقب الحكومات العميلة له من قرارات وقوانين أو كيانات.

5. العمل على حل الأجهزة الأمنية والجيش المواليين للاحتلال وإعادة الجيش العراقي الوطني العريق بكافة تشكيلاته، جيش واحد لشعب موحد يذود عن الوطن ويحميه.

6.إنهاء كل ما ترتب عن قرارات بريمر سيء الصيت من قانون حل وتسريح لوزارات ودوائر حكومية وتسريح موظفيها، وإعادتهم لوظائفهم وتعويضهم عما أصابهم وأصاب عوائلهم من جراء هذه القرارات الجائرة .

7.الإفراج عن المعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال والحكومة العميلة ممن تتهمهم قوات الاحتلال وحكومتهم بالمقاومة أو القيام بالأعمال العسكرية .

8. وقف كل العمليات العسكرية ضد المواطنين والمدن ووقف الاعتقالات بسبب الرفض للاحتلال وما ترتب عنه .

9.حل المليشيات المسلحة كافة ونزع أسلحتها .ومحاسبة من أساء الى الشعب وعذب واعتقل واغتال من هذه المليشيات والتشكيلات وتقديمهم للمحاكم المختصة للاقتصاص منهم .

10. تشكيل لجان محايدة للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها عناصر الأجهزة الأمنية وغيرها وقوات ما سمي بالجيش وميليشيات الأحزاب.

بالشروط أو المبادئ أعلاه وبالموافقة عليها يمكن لمن يريد ان يتصالح من الأخوة في الفئة الثالثة آنفة الذكر أن تحاور و توافق على المصالحة مع من تريد ولكن بدون هذه الشروط لا مصالحه مقبولة لأنها وقتها ستكون استسلام وتخلي عن المشروع الوطني للمقاومة، والتخلي عن المقاومة وتحييدها كما أسلفنا في المقال السابق والقضاء عليها والقبول بما يريده ويمليه الاحتلال وقتها ستكونون منفذين لما يريده المحتل ونحن لا نريد لكم هذا المصير، وعند تبنيكم مشروعا وطنيا يلبي طموحات كل الشعب العراقي ومطالبه وهي لا تعدو ولا تخرج تقريبا عن النقاط العشر سابقة الذكر ستلاقون دعما شعبيا عارما ومساندة، وانتم تفاوضون لا تنسوا أبدا دماء الشهداء التي سالت لتروي ثرى الوطن وهي الأساس في قبول من قبل التفاوض والحوار معكم صاغرا، ولا تنسوا الأسرى والمعتقلين ولا تنسوا بلدا دمر وسرق، اجعلوا كل هذا نصب أعينكم فانها ستعطيكم قوة ودفعا أضافيا، أضافه الى تسلحكم يجب ا! ن يكون أولا وأخرا بالأيمان بالله وقدرته وأيمانكم بحتمية النصر للمقاومة المجاهدة ولا تهنوا ولا تضعفوا ولا يغرنكم اعلامهم وإمكانياتهم المادية وتذكروا قوله عز من قائل (( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ))،وقوله ((ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ))

نعم أيها الأخوة نحن لسنا ضد الحوار والمصالحة والسلام، ولكننا ضد الاستسلام والقبول بالأمر الواقع والمفروض من قبل الاحتلال، فكما سبق وقلنا أن أمريكا وعملائها أهينوا ومرغت وجوههم في وحل الهزيمة نتيجة الفعل الجهادي للمقاومة الوطنية وهم يريدون من يمد يده لإنقاذهم فلا تكونوا انتم من المنقذين، بل أذيقوهم مرارة الهزيمة وجرعوهم السم بالإصرار على فرض شروط شعبكم عليهم وإحقاق الحق فاما ان يوافقوا صاغرين مدحورين، ما لم فضربات المجاهدين هي الكفيلية والسبيل الوحيد لطردهم بعد الاثخان بهم.

وصدق سبحانه وتعالى ((الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ))، ((وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ))، نعم هو مولانا فنعم المولى ونعم النصير، نسأله سبحانه أن ينصر المجاهدين في سبيله وان يثبت أقدامهم ويسدد رميهم وان يخذل أعدائهم، وان يرحم شهدائنا،ويفك اسر المأسورين.

abumustafa2005@maktoob.com

شبكة البصرة

الخميس 15 شوال 1426 / 17 تشرين الثاني 2005

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس