lkhtabi
17-11-2005, 03:00 PM
2005/11/17
بعد ان تحقق للولايات المتحدة السيطرة شبه المطلقة علي الامم المتحدة ومن خلالها علي العالم، يبدو انها افتتحت حربا عالمية اخري، ليست اقل اهمية من الحروب التقليدية وربما تكون اخطر منها.
وتبدو الولايات المتحدة في مواجهة 875 مليون مستخدم للشبكة عبر العالم، ليس هذا فحسب بل ان الولايات المتحدة التي تتحكم بهذا الاختراع المدهش تمتلك 7 اجهزة كومبيوتر عملاقة تتحكم في تدفق وتنظيم وسرقة كل الاسرار التي تريد، فيما تجأر اوروبا التي تملك 3 اجهزة فقط بالشكوي، فيما تسيطر اليابان علي جهاز واحد فقط، وباقي المجتمع الدولي لا يملك شيئا، ويسبح بعقله وعلمه واسراره بين هذه الاجهزة التي تتحكم بكل كبيرة وصغيرة تعبر اسلاك النت.
الصراع الذي انتقل من قمة جنيف السابقة، وتقوده اوروبا والبرازيل وايران وغيرها من الدول النامية، يبدو محتدما الان في تونس والهدف اقناع امريكا بالموافقة علي نقل ادارة الشبكة الي هيئة الامم المتحدة او اي هيئة دولية اخري، غير ان واشنطن مصرة علي رفضها.
فهل سيكون مصير قمة تونس العالمية، والتي يحضرها 17 الف دبلوماسي وسفراء 170 بلدا كمصير قمة جنيف، التي فشلت في ردم الهوة الرقمية بين الدول الغنية والفقيرة؟
لعل من المبكر التكهن بذلك، خاصة مع وجود نية واصرار غير مسبوق من الدول المعارضة للوصل لحل لهذه المسألة التي تؤرق التجارة الدولية ايضا؟
وكما نصبت الولايات المتحدة نفسها كشرطي للعالم السياسي والاقتصادي، تصر ان تكون شرطي الانترنت كذلك، باعتبار ان البنتاغون هو من اخترع هذا الانجاز العظيم في الستينات، وباعتبارها تستضيف الانظمة الرائدة وتمول الجانب الاعظم من عمليات التطوير.
فاذا كانت واشنطن تولي أهمية بالغة إلي تكنولوجيا الإعلام والاتصال، نظرا لأهمية الدور الذي تلعبه في التنمية الشاملة لكل مواطني العالم، فلماذا تحرم هذه الدول الاستفادة من المنافع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لتكنولوجيا الإعلام والاتصال بما في ذلك الإنترنت؟!
يبقي أن القمة العالمية لمجتمع المعلومات هذه تمثل فرصة هامة جدا لإبراز المبدأ الأساسي المتعلق بحرية التعبير المضمن بالفقرة 19 للوثيقة الدولية لحقوق الإنسان، والتي أكدت عليها الدورة الأولي للقمة العالمية لمجتمع المعلومات في جنيف عام 2003 .
دعونا ننتظر نتائج القمة حينما يذوب ثلج الوعود الامريكــــية علي مرج الاماني للدول النامية.
ديما عودة
لندن
6
بعد ان تحقق للولايات المتحدة السيطرة شبه المطلقة علي الامم المتحدة ومن خلالها علي العالم، يبدو انها افتتحت حربا عالمية اخري، ليست اقل اهمية من الحروب التقليدية وربما تكون اخطر منها.
وتبدو الولايات المتحدة في مواجهة 875 مليون مستخدم للشبكة عبر العالم، ليس هذا فحسب بل ان الولايات المتحدة التي تتحكم بهذا الاختراع المدهش تمتلك 7 اجهزة كومبيوتر عملاقة تتحكم في تدفق وتنظيم وسرقة كل الاسرار التي تريد، فيما تجأر اوروبا التي تملك 3 اجهزة فقط بالشكوي، فيما تسيطر اليابان علي جهاز واحد فقط، وباقي المجتمع الدولي لا يملك شيئا، ويسبح بعقله وعلمه واسراره بين هذه الاجهزة التي تتحكم بكل كبيرة وصغيرة تعبر اسلاك النت.
الصراع الذي انتقل من قمة جنيف السابقة، وتقوده اوروبا والبرازيل وايران وغيرها من الدول النامية، يبدو محتدما الان في تونس والهدف اقناع امريكا بالموافقة علي نقل ادارة الشبكة الي هيئة الامم المتحدة او اي هيئة دولية اخري، غير ان واشنطن مصرة علي رفضها.
فهل سيكون مصير قمة تونس العالمية، والتي يحضرها 17 الف دبلوماسي وسفراء 170 بلدا كمصير قمة جنيف، التي فشلت في ردم الهوة الرقمية بين الدول الغنية والفقيرة؟
لعل من المبكر التكهن بذلك، خاصة مع وجود نية واصرار غير مسبوق من الدول المعارضة للوصل لحل لهذه المسألة التي تؤرق التجارة الدولية ايضا؟
وكما نصبت الولايات المتحدة نفسها كشرطي للعالم السياسي والاقتصادي، تصر ان تكون شرطي الانترنت كذلك، باعتبار ان البنتاغون هو من اخترع هذا الانجاز العظيم في الستينات، وباعتبارها تستضيف الانظمة الرائدة وتمول الجانب الاعظم من عمليات التطوير.
فاذا كانت واشنطن تولي أهمية بالغة إلي تكنولوجيا الإعلام والاتصال، نظرا لأهمية الدور الذي تلعبه في التنمية الشاملة لكل مواطني العالم، فلماذا تحرم هذه الدول الاستفادة من المنافع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لتكنولوجيا الإعلام والاتصال بما في ذلك الإنترنت؟!
يبقي أن القمة العالمية لمجتمع المعلومات هذه تمثل فرصة هامة جدا لإبراز المبدأ الأساسي المتعلق بحرية التعبير المضمن بالفقرة 19 للوثيقة الدولية لحقوق الإنسان، والتي أكدت عليها الدورة الأولي للقمة العالمية لمجتمع المعلومات في جنيف عام 2003 .
دعونا ننتظر نتائج القمة حينما يذوب ثلج الوعود الامريكــــية علي مرج الاماني للدول النامية.
ديما عودة
لندن
6