المهند
17-11-2005, 01:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ " صدق الله العظيم.
إلى كل المجاهدين والمقاتلين والمرابطين على ثرى العراق الشماء
إلى شعبنا العراقي العظيم
إلى أبناء أمتنا العربية والإسلامية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ إنطلقت شرارة المقاومة ضد العدو الذي إحتل بلادنا وتوجيهها ضربات الحق لأعتى قوة غاشمة عرفها التأريخ فتزهق الباطل وتدميه، والشعب العراقي يواجه حرب إبادة وحشية شاملة تشنها قوات الإحتلال بعد أن عجز الأمريكان ومن والاهم في التخلص من مأزقهم في مواجهة المقاتلين الصناديد الذين أبلوا وأبدعوا في ضرباتهم المميتة لمرتكزات الإحتلال، وبعد أن فشلوا في كسر إرادة الشعب العراقي رغم كل المحاولات التي بذلوها لتطويق المقاومة والقضاء عليها عبر عمليات الإرهاب المنظم بحق شعبنا المتمثل في الإجتياحات الوحشية لمدن العراق المنتفضة والإعتقالات والإغتيالات المستمرة والقيام بالأعمال الإجرامية من تفجيرات وضرب للمدنيين الآمنين التي تنفذها فرقهم الخاصة والزمر التابعة للسلطة العميلة التي تخدم مشروع المحتلين وبتشجيع وبتخطيط منهم.
إن العراق يواجه اليوم إحتلالاً مزدوجاً، هو الإحتلال الأمريكي ـ البريطاني الصهيوني من جهة والإحتلال الإيراني الصفوي من جهة أخرى، والجميع يعمل على تدمير هذا البلد وإرثه التأريخي والحضاري وتمزيقه وطمس هويته وتشتيت شعبه عبر إقامة دولة مسخ بهيكل حكومي مصطنع يدور في فلك الإدارة الأمريكية الصهيونية ويتقاسموها مع إيران الصفوية. إن مخططهم هذا يجري تحت أغطية مثل العملية السياسية أو الدستور أو الإنتخابات أو مسميات أخرى وهي جميعها لا قيمة لها أمام المقاومة فهي من جزئيات الإحتلال المنهارة الواحدة تلو الأخرى، وهي لا تقوي على مواجهة الشعب ومقاومته الباسلة، إذ أن شرع الله وقدرته هي الغالبة، يؤازر الحق وينصره على الباطل فيسود الأول ويسقط وينهار الثاني.
إن من حق شعبنا أن يمارس الدفاع عن نفسه بكل ما أوتي له من أسلحة وإمكانيات، وإننا نعلنها للعالم أجمع أن المقاومة العراقية هي الممثل الشرعي الوحيد لشعب العراق وأن فعلها لا ولن يتوقف إلى أن يتم طرد المحتلين من أرض الرافدين. وسوف لن يكون هناك إستقرار لا في العراق ولا في كل المنطقة طالما أن الحرب الوحشية التي يشنها الإحتلال ضد شعبنا تأخذ طابع حرب شاملة ومفتوحة وهي حتماً ستتجاوز بتأثيرها الحدود الجغرافية للعراق. إن الشعب العراقي المنتفض والمؤمن بحتمية النصر على إستعداد دائم للتضحية وهو قادر على هزيمة الإحتلال ولا يأبه بالقدرة العسكرية للعدو وإنما يتسائل عن غياب الدور العربي والدولي المتفهم لطبيعة المواجهة. فقد أصبح الدور العربي أداة مسخرة للتغطية على تنفيد المخطط الأمريكي الصهيوني لتدمير العراق وتمزيقه وإضفاء القبول الرسمي على كل ما جرى ويجري لشعب العراق. لهذا فإننا نقولها بصراحة لكل المعنيين أن غياب الدور العربي على جميع الأصعدة أسس لغطاء شرعي للإحتلال ومرتكزاته ولكل الخراب والدمار الذي لحق بالعراق وأبنائه، بل إنه مارس ذلك فعلا وتلك حقيقة لا ولن تغيب عن بال الشعب العراقي ولا الشعب العربي أبداً وسيذكرها التأريخ بتفاصيلها مثلما يتذكر لحد الآن تداعيات إحتلال فلسطين الحبيبة وتخلي العرب عن دورهم في وأده. كما ونقولها بكل أسف أن الكثير من أشقائنا العرب وفي مختلف العناوين والمسميات، لم يدركوا مغزى المخطط الأمريكي الصهيوني الإيراني، ولا فحوى رسالة الشعب العراقي ومقاومته البطلة. إذ أن الأمريكان والصهاينة لا يمتلكون إلا سياسة وإستراتيجية واحدة هي الحرب والعدوان والسيطرة على الشعوب ومقدراتها وخيراتها وتدمير ثقافتها وحضارتها، وأن ما يقومون به في العراق أو في فلسطين المحتلة هو مخطط عدواني شامل يستهدف إخضاع الأمة العربية والإسلامية وفرض الإستسلام عليها وتسليم مقدراتها بيد الصهيونية، وإن هذا العدوان سيطال دولاً عربية أخرى عاجلاً أم آجلاً. يضاف إلى ذلك تغلغل إيران الواضح في العراق من أجل إقتسامه مع الأمريكان وتحقيق أحلام الحقد الفارسي الدفين على الأمة العربية. ولكن بعد أن فاض الدم العراقي المسفوح على طريق الجهاد من أجل التحرير وغطى كل بقعة من عراقنا الحبيب وإنتشر فعله المقاوم العزوم، أصبح الأمر أكثر صعوبة وخطورة على الأمريكان وكل حلفائهم وفي مقدمتهم الحكام العرب وأنظمتهم الخانعة الذليلة التي يشكل الإستقرار فيها أهمية خاصة للمصالح الإستراتيجية الأمريكية والصهيونية بسبب ثروتها النفطية. إلا أننا نقولها لكل أشقائنا العرب أن إحتلال العراق حالة طارئة زائلة، وسيذكر التأريخ شخوص المرحلة كل على قدر فعله وموقفه، وسوف لن يستثنى أحد من ذلك سواء كان كياناً معنوياً أو شخصياً.
لقد واجهت المقاومة وفصائها المجاهدة حرباً إعلامية كبيرة إستخدمت فيها كل مقدرات الإعلام ووسائله وأساليب التدبير المخابراتي لتشويه صورتها، وقد ساهم ذلك إلى حد كبير في خلط الأوراق في أذهان الناس، خاصة وأن أغلب وسائل الإعلام تخضع لسيطرة جهات رسمية خنعت لمشروع التدمير الذي يستهدف الأمة وفي مقدمتهم الحكام المتسلطين على رقاب الشعب العربي الذين أعانتهم على ذلك إدارة الشر والعهر الأمريكية ومعها الصهيونية العالمية. بل إن تلك الوسائل راحت تتعمد في نشر أخبار جرائم تستهدف المواطنين الآمنين الأبرياء التي تقوم بها الفرق الخاصة التابعة لأجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والصهيونية والإيرانية وتلقي بتبعتها على فصائل المقاومة الجهادية الباسلة التي هي براء منها، في حين أنها تتكتم على عمليات المقاومة الحقيقية وتتعمد تهميشها وإظهارها بمظهر المقاومة الضعيفة والمعزولة عن الشعب العراقي.
إن تعدد فصائل المقاومة كان وما زال يمثل عامل قوة لها وليس عامل ضعف، كما ثبت أن التنسيق العملياتي واللوجستي القائم بينها يشكل إرباكاً وإرهاقاً كبيراً لقوات الإحتلال، يضاف إلى ذلك عامل قوة آخر ألا وهو الهدف الذي إجتمعت عليه جميع الفصائل وهو مقاتلة المحتلين وطردهم من أرض الرافدين هم وعملائهم وكل من سهل لغزو بلادنا ودمرها وخربها وقتل أبناء شعبنا وإعتدى على أعراضنا. إن إستراتيجية كل فصائل المقاومة، على تعدد وتباين المنهج والتوجه الفكري والسياسي لها، هي تحرير العراق من المحتلين وأذنابهم الذين جاءوا بهم من خارج العراق. وإنطلاقا من هذه الإستراتيجية وخططها المتدرجة حسب مراحل المنازلة مع الغزاة المحتلين فقد وجدت فصائل المقاومة وقياداتها وقيادات القوى السياسية الوطنية التي تدعهما وتقف معها في خندق واحد، خندق رفض الإحتلال ومقاومته، أن تتصدى لأمر مهم وهو تعزيز الجهد السياسي لصفوف المقاومة وفصائلها، ولا شك أن نجاح المقاومة في تحقيق ذلك سيزيد من إرتباك الإحتلال وتخبطه. وأزاء التساؤل الذي يوجه دائماً لفصائل المقاومة من مختلف الأوساط السياسية العراقية والعربية والإسلامية عن التحرك السياسي للمقاومة تجاه من يجب أن يوضعوا أمام المسؤولية التأريخية لدعم الجهاد في العراق أولاً وتجاه العالم ثانياً، فقد أصبح أمر تشكيل جبهة سياسية للمقاومة ضرورة ملحة من أجل وأد كل المحاولات التي تهدف إلى عزلها سياسياً، وكذلك لإجهاض الخطط الخبيثة التي تحاك ضدها، ومن أجل إسقاط كل الذرائع والحجج التي يتشدق بها المتخاذلون. وبعد التوكل على الله الواحد الأحد فقد إلتأم شمل فصائل المقاومة العراقية والقوى السياسية الداعمة لها وشخصيات وطنية عراقية وإتفقوا على تشكيل جبهة سياسية تمثل المقاومة وتعبرعن مواقفها وعن أفقها السياسي وتتحدث بإسمها. يضاف إلى ذلك ضرورة التحرك على منظمات وحركات السلام العالمية من أجل الإعتراف بالمقاومة العراقية وشرعية تمثيلها للشعب العراقي الذي أصبح أمراً مهماً من أجل حشد الدعم والتأييد العالمي لها وحتى التحرير بإذن الله.
لذا نعلن لأبناء شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية عن قرارنا بتشكيل الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية العراقية التي تضم الفصائل الجهادية المنضوية تحت قيادة المجلس العسكري الاعلى للمجهادين والقوى السياسية الوطنية الرافضة للاحتلال.
وتقرر أن يكون الأخ الشيخ مجيد الكعود ناطقاً رسمياً بإسم الجبهة.
إن الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية العراقية هي الجهة السياسية الموحدة التي تمثل جميع هذه الفصائل وتتبنى مطالبها التي هي مطالب الشعب العراقي المشروعة في إنجاز التحرير الكامل لأرض العراق من الإحتلال وما نجم عنه وتساهم في إعداد البرنامج السياسي الموحد الذي يمثل مصالح شعبنا العصي على الأمريكان ومؤامرات المتآمرين والعملاء، وستتولى الجبهة أيضاً مهمة الإعلام السياسي للمقاومة.
إن عمل الجبهة ينطلق من مبدأ أن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير العراق وإعادة السيادة لأهله وإن مصدر قوتها هو شرعيتها وأنها مقاومة مفتوحة ومستمرة إلى أن يرحل آخر جندي أجنبي عن أرض العراق ويتم الإعتراف بحقوق العراق المشروعة التي ترتبت جراء العدوان عليه وما نجم عن الإحتلال من خراب وتدمير وتقتيل. وليفهم كل أعداء العراق أن المقاومة العراقية لا تسير وفقا للنموذج المعتاد في مقاومة الإستعمار بل تعدته وتفوقت عليه في فعلها وقدرتها وتخطيطها وتكتيكاتها، وإن الجهد السياسي والإعلامي والتحرك العالمي هو جزء مكمل للمقاومة المسلحة وهو وجه آخر لمعركتنا من أجل طرد الإحتلال وتحرير العراق.
يجب أن لا يظن الخائبون والمتصيدون في الماء العكر أن تشكيل هذه الجبهة الواسعة يعني بأننا منتقلون من حالة إمتشاق السيوف وطرد الغزاة بالدم إلى مفاوضات الورق والقلم. إذ أن الذي إستطاع أن يسقط العنجهية الأمريكية ويمرغها بوحل الهزيمة والإنكسار سيبقى هو صاحب القرار إلى أن يندحر المحتلون وأعوانهم هاربين مخذولين من أرض الرافدين الحبيبة. وعلى شعبنا وأصدقائنا أن يعلموا أن فصائل المقاومة لا تستخف بقوة المحتل ولكنها لاتخشاها، بل هي تنطلق من قناعة ثابتة بأن المعركة مع الإحتلال تحسمها الإرادة الأقوى وهي إرداة الشعب العراقي لأنها مستمدة من الإيمان بالله سبحانه وتعالى وبالمشروعية والحق والعدل ومن الإيمان الروحي والعقائدي بقدرة أمتنا العربية والإسلامية وبقيمها العظيمة وتأريخها المجيد والإرث الحضاري الذي جعلها أمة تمتلك إرادة أصيلة حطمت كل جيوش الغزو ومشاريعهم الخائبة على مر التأريخ. كما أن القدرة الحقيقية للجيوش وللمقاتلين هي ليست القدرة العسكرية والتعبوية وإنما هي الإرداة والصبر والثبات والإيمان الذي يعتمر في العقول والصدور ويجعل المجاهدين يقتحمون الردى وهم في شوق لنيل إحدى الحسنيين، أما النصر والتحرير أو الشهادة. وعلى الغزاة أن يدركوا بأن أبطال القادسية والمدائن ونهاوند واليرموك لم تكن قوتهم توازي قوة أعدائهم الهائلة ولكن الهزيمة كانت من نصيب أعدائهم بإذن الله سبحانه وتعالى وعونه، وأن المجاهدين العراقيين بمختلف مسمياتهم يلحقون اليوم بقوات الإحتلال خسائر حقيقية مع إمتداد زمن المنازلة الذى يحاول العدو المتهستر على جعله قصيراً كي يتخلص من ورطته. إن فصائل المقامة تعمل بإذن الله على جعل هذا الزمن ثقيلاً وطويلا عليه وتثخن بجراحه إلى أن يترنح وينهزم مدحوراً أمام إرادة الحق والإيمان المنصورة بقدرة العزيز الجبار.
إننا واعون أن نعت المقاومة من قبل المحتلين وأقزامهم بشتى الأوصاف والنعوت والإشاعة بأنها تمثل فئة أو جهة معينة، لا يهدف إلا لتحقيق مكاسب سياسية وإعلامية للعدو من أجل التأثير على جذوة الكفاح والجهاد، وتلك محاولات يائسة من أجل نزع الشرعية عن المقاومة الباسلة وحرمانها من العمق الوطني وبالتالي تسهيل إستهدافها وتطويقها إعلامياً وسياسياً وإعاقتها عن المضي في إنجاز مشروع التحرير الوطني. كما إن فصائل المقاومة تدرك جيداً وتراقب عن كثب أي تحرك عدواني ومهما كان شكله من شأنه المساس بها. ولهذا فإنها تحذر من العناصر المشبوهة والمدسوسة ومن تشكيلات وهمية قد تنتحل أسماء لفصائل مقاومة أو تتحدث بإسمها لأهداف مغرضة في محاولة لبث الفرقة والصدام بين فصائل الجهاد والمقاومة، وذلك من طبيعة الأمور التي تدركها المقاومة العراقية جيداً وتراقبها عن كثب حيث واجهت حركات المقاومة والتحرر في العالم مخططات ودسائس من هذا النوع بهدف تشويهها وصرفها عن أهدافها الرئيسية وتحجيم الدعم الشعبي لها.
إننا ندعو القوى الوطنية الرافضة للإحتلال وكل أبناء شعبنا العراقي والعربي وكل المسلمين وكل الشرفاء في العالم وكل المجاهدين بالمال وبالقلم من نساء ورجال إلى تكثيف حملات الدعم للمقاومة العراقية، وأهمها الدعم السياسي والاعلامي، الذي يجب أن يؤكد على مشروعية المقاومة وحق الشعب العراقي المشروع في مقاومة الإحتلال والتصدي له بالسلاح وإشاعة ثقافة المقاومة وإعادة الإعتبار لقيم الجهاد والكفاح ضد الإحتلال والتصدي لكل محاولات التشوية التي تتعرض لها المقاومة وفضح عمليات التدمير والإرهاب والقتل وإهانة المقدسات والإساءة إلى الحرمات التي يقوم بها الإحتلال وعملائه وكشف الأساليب والخطط الخبيثة التي ينفذها الأمريكان والصهاينة والصفويين للنيل منها ومن وحدة العراق وشعبه، والتعبير عن الرغبة الشعبية المشروعة والنبيلة في تبني المقاومة المسلحة والإلتحاق بصفوفها.
( قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ) صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق
15 شوال 1426 هجرية المصادف الخميس 17 تشرين الثاني 2005
"وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ " صدق الله العظيم.
إلى كل المجاهدين والمقاتلين والمرابطين على ثرى العراق الشماء
إلى شعبنا العراقي العظيم
إلى أبناء أمتنا العربية والإسلامية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ إنطلقت شرارة المقاومة ضد العدو الذي إحتل بلادنا وتوجيهها ضربات الحق لأعتى قوة غاشمة عرفها التأريخ فتزهق الباطل وتدميه، والشعب العراقي يواجه حرب إبادة وحشية شاملة تشنها قوات الإحتلال بعد أن عجز الأمريكان ومن والاهم في التخلص من مأزقهم في مواجهة المقاتلين الصناديد الذين أبلوا وأبدعوا في ضرباتهم المميتة لمرتكزات الإحتلال، وبعد أن فشلوا في كسر إرادة الشعب العراقي رغم كل المحاولات التي بذلوها لتطويق المقاومة والقضاء عليها عبر عمليات الإرهاب المنظم بحق شعبنا المتمثل في الإجتياحات الوحشية لمدن العراق المنتفضة والإعتقالات والإغتيالات المستمرة والقيام بالأعمال الإجرامية من تفجيرات وضرب للمدنيين الآمنين التي تنفذها فرقهم الخاصة والزمر التابعة للسلطة العميلة التي تخدم مشروع المحتلين وبتشجيع وبتخطيط منهم.
إن العراق يواجه اليوم إحتلالاً مزدوجاً، هو الإحتلال الأمريكي ـ البريطاني الصهيوني من جهة والإحتلال الإيراني الصفوي من جهة أخرى، والجميع يعمل على تدمير هذا البلد وإرثه التأريخي والحضاري وتمزيقه وطمس هويته وتشتيت شعبه عبر إقامة دولة مسخ بهيكل حكومي مصطنع يدور في فلك الإدارة الأمريكية الصهيونية ويتقاسموها مع إيران الصفوية. إن مخططهم هذا يجري تحت أغطية مثل العملية السياسية أو الدستور أو الإنتخابات أو مسميات أخرى وهي جميعها لا قيمة لها أمام المقاومة فهي من جزئيات الإحتلال المنهارة الواحدة تلو الأخرى، وهي لا تقوي على مواجهة الشعب ومقاومته الباسلة، إذ أن شرع الله وقدرته هي الغالبة، يؤازر الحق وينصره على الباطل فيسود الأول ويسقط وينهار الثاني.
إن من حق شعبنا أن يمارس الدفاع عن نفسه بكل ما أوتي له من أسلحة وإمكانيات، وإننا نعلنها للعالم أجمع أن المقاومة العراقية هي الممثل الشرعي الوحيد لشعب العراق وأن فعلها لا ولن يتوقف إلى أن يتم طرد المحتلين من أرض الرافدين. وسوف لن يكون هناك إستقرار لا في العراق ولا في كل المنطقة طالما أن الحرب الوحشية التي يشنها الإحتلال ضد شعبنا تأخذ طابع حرب شاملة ومفتوحة وهي حتماً ستتجاوز بتأثيرها الحدود الجغرافية للعراق. إن الشعب العراقي المنتفض والمؤمن بحتمية النصر على إستعداد دائم للتضحية وهو قادر على هزيمة الإحتلال ولا يأبه بالقدرة العسكرية للعدو وإنما يتسائل عن غياب الدور العربي والدولي المتفهم لطبيعة المواجهة. فقد أصبح الدور العربي أداة مسخرة للتغطية على تنفيد المخطط الأمريكي الصهيوني لتدمير العراق وتمزيقه وإضفاء القبول الرسمي على كل ما جرى ويجري لشعب العراق. لهذا فإننا نقولها بصراحة لكل المعنيين أن غياب الدور العربي على جميع الأصعدة أسس لغطاء شرعي للإحتلال ومرتكزاته ولكل الخراب والدمار الذي لحق بالعراق وأبنائه، بل إنه مارس ذلك فعلا وتلك حقيقة لا ولن تغيب عن بال الشعب العراقي ولا الشعب العربي أبداً وسيذكرها التأريخ بتفاصيلها مثلما يتذكر لحد الآن تداعيات إحتلال فلسطين الحبيبة وتخلي العرب عن دورهم في وأده. كما ونقولها بكل أسف أن الكثير من أشقائنا العرب وفي مختلف العناوين والمسميات، لم يدركوا مغزى المخطط الأمريكي الصهيوني الإيراني، ولا فحوى رسالة الشعب العراقي ومقاومته البطلة. إذ أن الأمريكان والصهاينة لا يمتلكون إلا سياسة وإستراتيجية واحدة هي الحرب والعدوان والسيطرة على الشعوب ومقدراتها وخيراتها وتدمير ثقافتها وحضارتها، وأن ما يقومون به في العراق أو في فلسطين المحتلة هو مخطط عدواني شامل يستهدف إخضاع الأمة العربية والإسلامية وفرض الإستسلام عليها وتسليم مقدراتها بيد الصهيونية، وإن هذا العدوان سيطال دولاً عربية أخرى عاجلاً أم آجلاً. يضاف إلى ذلك تغلغل إيران الواضح في العراق من أجل إقتسامه مع الأمريكان وتحقيق أحلام الحقد الفارسي الدفين على الأمة العربية. ولكن بعد أن فاض الدم العراقي المسفوح على طريق الجهاد من أجل التحرير وغطى كل بقعة من عراقنا الحبيب وإنتشر فعله المقاوم العزوم، أصبح الأمر أكثر صعوبة وخطورة على الأمريكان وكل حلفائهم وفي مقدمتهم الحكام العرب وأنظمتهم الخانعة الذليلة التي يشكل الإستقرار فيها أهمية خاصة للمصالح الإستراتيجية الأمريكية والصهيونية بسبب ثروتها النفطية. إلا أننا نقولها لكل أشقائنا العرب أن إحتلال العراق حالة طارئة زائلة، وسيذكر التأريخ شخوص المرحلة كل على قدر فعله وموقفه، وسوف لن يستثنى أحد من ذلك سواء كان كياناً معنوياً أو شخصياً.
لقد واجهت المقاومة وفصائها المجاهدة حرباً إعلامية كبيرة إستخدمت فيها كل مقدرات الإعلام ووسائله وأساليب التدبير المخابراتي لتشويه صورتها، وقد ساهم ذلك إلى حد كبير في خلط الأوراق في أذهان الناس، خاصة وأن أغلب وسائل الإعلام تخضع لسيطرة جهات رسمية خنعت لمشروع التدمير الذي يستهدف الأمة وفي مقدمتهم الحكام المتسلطين على رقاب الشعب العربي الذين أعانتهم على ذلك إدارة الشر والعهر الأمريكية ومعها الصهيونية العالمية. بل إن تلك الوسائل راحت تتعمد في نشر أخبار جرائم تستهدف المواطنين الآمنين الأبرياء التي تقوم بها الفرق الخاصة التابعة لأجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والصهيونية والإيرانية وتلقي بتبعتها على فصائل المقاومة الجهادية الباسلة التي هي براء منها، في حين أنها تتكتم على عمليات المقاومة الحقيقية وتتعمد تهميشها وإظهارها بمظهر المقاومة الضعيفة والمعزولة عن الشعب العراقي.
إن تعدد فصائل المقاومة كان وما زال يمثل عامل قوة لها وليس عامل ضعف، كما ثبت أن التنسيق العملياتي واللوجستي القائم بينها يشكل إرباكاً وإرهاقاً كبيراً لقوات الإحتلال، يضاف إلى ذلك عامل قوة آخر ألا وهو الهدف الذي إجتمعت عليه جميع الفصائل وهو مقاتلة المحتلين وطردهم من أرض الرافدين هم وعملائهم وكل من سهل لغزو بلادنا ودمرها وخربها وقتل أبناء شعبنا وإعتدى على أعراضنا. إن إستراتيجية كل فصائل المقاومة، على تعدد وتباين المنهج والتوجه الفكري والسياسي لها، هي تحرير العراق من المحتلين وأذنابهم الذين جاءوا بهم من خارج العراق. وإنطلاقا من هذه الإستراتيجية وخططها المتدرجة حسب مراحل المنازلة مع الغزاة المحتلين فقد وجدت فصائل المقاومة وقياداتها وقيادات القوى السياسية الوطنية التي تدعهما وتقف معها في خندق واحد، خندق رفض الإحتلال ومقاومته، أن تتصدى لأمر مهم وهو تعزيز الجهد السياسي لصفوف المقاومة وفصائلها، ولا شك أن نجاح المقاومة في تحقيق ذلك سيزيد من إرتباك الإحتلال وتخبطه. وأزاء التساؤل الذي يوجه دائماً لفصائل المقاومة من مختلف الأوساط السياسية العراقية والعربية والإسلامية عن التحرك السياسي للمقاومة تجاه من يجب أن يوضعوا أمام المسؤولية التأريخية لدعم الجهاد في العراق أولاً وتجاه العالم ثانياً، فقد أصبح أمر تشكيل جبهة سياسية للمقاومة ضرورة ملحة من أجل وأد كل المحاولات التي تهدف إلى عزلها سياسياً، وكذلك لإجهاض الخطط الخبيثة التي تحاك ضدها، ومن أجل إسقاط كل الذرائع والحجج التي يتشدق بها المتخاذلون. وبعد التوكل على الله الواحد الأحد فقد إلتأم شمل فصائل المقاومة العراقية والقوى السياسية الداعمة لها وشخصيات وطنية عراقية وإتفقوا على تشكيل جبهة سياسية تمثل المقاومة وتعبرعن مواقفها وعن أفقها السياسي وتتحدث بإسمها. يضاف إلى ذلك ضرورة التحرك على منظمات وحركات السلام العالمية من أجل الإعتراف بالمقاومة العراقية وشرعية تمثيلها للشعب العراقي الذي أصبح أمراً مهماً من أجل حشد الدعم والتأييد العالمي لها وحتى التحرير بإذن الله.
لذا نعلن لأبناء شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية عن قرارنا بتشكيل الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية العراقية التي تضم الفصائل الجهادية المنضوية تحت قيادة المجلس العسكري الاعلى للمجهادين والقوى السياسية الوطنية الرافضة للاحتلال.
وتقرر أن يكون الأخ الشيخ مجيد الكعود ناطقاً رسمياً بإسم الجبهة.
إن الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية العراقية هي الجهة السياسية الموحدة التي تمثل جميع هذه الفصائل وتتبنى مطالبها التي هي مطالب الشعب العراقي المشروعة في إنجاز التحرير الكامل لأرض العراق من الإحتلال وما نجم عنه وتساهم في إعداد البرنامج السياسي الموحد الذي يمثل مصالح شعبنا العصي على الأمريكان ومؤامرات المتآمرين والعملاء، وستتولى الجبهة أيضاً مهمة الإعلام السياسي للمقاومة.
إن عمل الجبهة ينطلق من مبدأ أن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير العراق وإعادة السيادة لأهله وإن مصدر قوتها هو شرعيتها وأنها مقاومة مفتوحة ومستمرة إلى أن يرحل آخر جندي أجنبي عن أرض العراق ويتم الإعتراف بحقوق العراق المشروعة التي ترتبت جراء العدوان عليه وما نجم عن الإحتلال من خراب وتدمير وتقتيل. وليفهم كل أعداء العراق أن المقاومة العراقية لا تسير وفقا للنموذج المعتاد في مقاومة الإستعمار بل تعدته وتفوقت عليه في فعلها وقدرتها وتخطيطها وتكتيكاتها، وإن الجهد السياسي والإعلامي والتحرك العالمي هو جزء مكمل للمقاومة المسلحة وهو وجه آخر لمعركتنا من أجل طرد الإحتلال وتحرير العراق.
يجب أن لا يظن الخائبون والمتصيدون في الماء العكر أن تشكيل هذه الجبهة الواسعة يعني بأننا منتقلون من حالة إمتشاق السيوف وطرد الغزاة بالدم إلى مفاوضات الورق والقلم. إذ أن الذي إستطاع أن يسقط العنجهية الأمريكية ويمرغها بوحل الهزيمة والإنكسار سيبقى هو صاحب القرار إلى أن يندحر المحتلون وأعوانهم هاربين مخذولين من أرض الرافدين الحبيبة. وعلى شعبنا وأصدقائنا أن يعلموا أن فصائل المقاومة لا تستخف بقوة المحتل ولكنها لاتخشاها، بل هي تنطلق من قناعة ثابتة بأن المعركة مع الإحتلال تحسمها الإرادة الأقوى وهي إرداة الشعب العراقي لأنها مستمدة من الإيمان بالله سبحانه وتعالى وبالمشروعية والحق والعدل ومن الإيمان الروحي والعقائدي بقدرة أمتنا العربية والإسلامية وبقيمها العظيمة وتأريخها المجيد والإرث الحضاري الذي جعلها أمة تمتلك إرادة أصيلة حطمت كل جيوش الغزو ومشاريعهم الخائبة على مر التأريخ. كما أن القدرة الحقيقية للجيوش وللمقاتلين هي ليست القدرة العسكرية والتعبوية وإنما هي الإرداة والصبر والثبات والإيمان الذي يعتمر في العقول والصدور ويجعل المجاهدين يقتحمون الردى وهم في شوق لنيل إحدى الحسنيين، أما النصر والتحرير أو الشهادة. وعلى الغزاة أن يدركوا بأن أبطال القادسية والمدائن ونهاوند واليرموك لم تكن قوتهم توازي قوة أعدائهم الهائلة ولكن الهزيمة كانت من نصيب أعدائهم بإذن الله سبحانه وتعالى وعونه، وأن المجاهدين العراقيين بمختلف مسمياتهم يلحقون اليوم بقوات الإحتلال خسائر حقيقية مع إمتداد زمن المنازلة الذى يحاول العدو المتهستر على جعله قصيراً كي يتخلص من ورطته. إن فصائل المقامة تعمل بإذن الله على جعل هذا الزمن ثقيلاً وطويلا عليه وتثخن بجراحه إلى أن يترنح وينهزم مدحوراً أمام إرادة الحق والإيمان المنصورة بقدرة العزيز الجبار.
إننا واعون أن نعت المقاومة من قبل المحتلين وأقزامهم بشتى الأوصاف والنعوت والإشاعة بأنها تمثل فئة أو جهة معينة، لا يهدف إلا لتحقيق مكاسب سياسية وإعلامية للعدو من أجل التأثير على جذوة الكفاح والجهاد، وتلك محاولات يائسة من أجل نزع الشرعية عن المقاومة الباسلة وحرمانها من العمق الوطني وبالتالي تسهيل إستهدافها وتطويقها إعلامياً وسياسياً وإعاقتها عن المضي في إنجاز مشروع التحرير الوطني. كما إن فصائل المقاومة تدرك جيداً وتراقب عن كثب أي تحرك عدواني ومهما كان شكله من شأنه المساس بها. ولهذا فإنها تحذر من العناصر المشبوهة والمدسوسة ومن تشكيلات وهمية قد تنتحل أسماء لفصائل مقاومة أو تتحدث بإسمها لأهداف مغرضة في محاولة لبث الفرقة والصدام بين فصائل الجهاد والمقاومة، وذلك من طبيعة الأمور التي تدركها المقاومة العراقية جيداً وتراقبها عن كثب حيث واجهت حركات المقاومة والتحرر في العالم مخططات ودسائس من هذا النوع بهدف تشويهها وصرفها عن أهدافها الرئيسية وتحجيم الدعم الشعبي لها.
إننا ندعو القوى الوطنية الرافضة للإحتلال وكل أبناء شعبنا العراقي والعربي وكل المسلمين وكل الشرفاء في العالم وكل المجاهدين بالمال وبالقلم من نساء ورجال إلى تكثيف حملات الدعم للمقاومة العراقية، وأهمها الدعم السياسي والاعلامي، الذي يجب أن يؤكد على مشروعية المقاومة وحق الشعب العراقي المشروع في مقاومة الإحتلال والتصدي له بالسلاح وإشاعة ثقافة المقاومة وإعادة الإعتبار لقيم الجهاد والكفاح ضد الإحتلال والتصدي لكل محاولات التشوية التي تتعرض لها المقاومة وفضح عمليات التدمير والإرهاب والقتل وإهانة المقدسات والإساءة إلى الحرمات التي يقوم بها الإحتلال وعملائه وكشف الأساليب والخطط الخبيثة التي ينفذها الأمريكان والصهاينة والصفويين للنيل منها ومن وحدة العراق وشعبه، والتعبير عن الرغبة الشعبية المشروعة والنبيلة في تبني المقاومة المسلحة والإلتحاق بصفوفها.
( قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ) صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق
15 شوال 1426 هجرية المصادف الخميس 17 تشرين الثاني 2005