المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لواءان من الجيش الصهيوني بالقرب من بغداد بإمرة الجيش الامريكي-منقول



abufatima1
10-11-2005, 07:11 PM
حلف الشياطين الدور المشتـرك لأمريكا وإسرائيل فى العراق-منقول عن العرب اون لاين
د. رفعت سيد أحمد
ولأن الأمر ليس بهذه البساطة، وثمة وجود فعلى للإسرائيليين على أرض الرافدين، وهو وجود فى جزء منه واضح وجلى وفى جزء آخر متخفّ خلف شركات أمريكية وعربية وأوروبية، لذا لا بد من تحرير القضية، وإعادة قراءتها وفقاً للمعلومات التى أتت من مصادر لا نحسب أنها تكذب، لأن من مصلحتها بالأساس قول الحقيقة، فهى هيئات ومؤسسات "فى الغالب" أمريكية يهمها الربح والمكسب، والذى لن يأتى إلا بتقديم الحقيقة كاملة عن صورة العراق "الجديد"، العراق الذى تعمل فيه وتلعب به الشركات الاقتصادية الأمريكية فى تحالف وثيق مع الشركات الإسرائيلية، وفى كافة المجالات الاقتصادية والتسليحية والاعلامية.
ان الحقائق التى تداولتها وسائل الاعلام الغربية تقول الكثير، وتحتاج إلى تأمل لدلالات ما تقول، خاصة إذا كان أمننا القومى فى خطر كما هو حادث الآن.. فماذا تقول تلك الحقائق؟
قبل أيام نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية خبراً ذا دلالة، حيث قالت ان إسرائيل والأردن تبحثان إنشاء خط لأنابيب النفط من العراق إلى ساحل عسقلان على البحر المتوسط مروراً بالأراضى الأردنية. وقد بحث هذا الأمر فى الاجتماع الذى جرى قبل عدة أيـام فى نيويورك بين الملك الأردنى عبد الله الثانى ورئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون.
وأشار وزير الخارجية الإسرائيلية سيلفان شالوم إلى أن الأردن اتخذ قرارا استراتيجياً وأن الدولتين تنويان إنجاز مشاريع اقتصادية كبيرة وقد نشرت يديعوت أحرونوت أمر وجود مداولات بين الأردن والسلطة الفلسطينية لإعادة مئة ألف نازح إلى قطاع غزة بعد حل مشكلة المعابر الحدودية.
وكتب المراسل السياسى لصحيفة معاريف بن كسبيت، الذى يرافق رئيس الحكومة الإسرائيلية فى نيويورك، أن اللقاء بين شارون والملك عبد الله ركز أساسا على المواضيع الاقتصادية. وأشار إلى أن أهم المواضيع التى أثيرت فى هذا اللقاء مشروع إقامة خط أنابيب نفط من العراق عبر الأردن وحتى عسقلان حيث سيحمل النفط إلى ناقلات تتوجه به إلى أوروبا.
يقوى هذا الدور الاسرائيلى وجود بيئة سياسية واقتصادية مواتية، وهى بيئة الوجود الأمريكى المتمثل فى احتلال عسكرى حوالى "150 ألف جندى بأحدث المعدات القتالية" وارتهان القرار السياسى العراقى لصالح السفارة الأمريكية بالعراق ولصالح إدارة المحافظين الجدد فى واشنطن، مضاف إلى كل هذا وجود أكبر عملية نهب لاقتصاد العراق على أيدى شركات أمريكية بدعوى إعادة الإعمار، وهى شركات فى أغلبها يمتلكها رجال أعمال يهود أمريكيون ذوو ميول إسرائيلية جلية، ومن أبرز هذه الشركات ما يلي:
1ـ شركة هاليبرتن: والتى ارتبطت بفضيحة مالية وصلت إلى حوالى 11 مليار دولار ففى ديسمبر الماضى أعلن عضو الكونجرس الأمريكى الديمقراطى واكسمان ان هناك العديد من الشكاوى المتعلقة بطريقة توقيع العقود مع هذه الشركة وقد بلغت قيمتها 11 بليون دولار أمريكي، وأنه نتيجة ذلك قد تقرر فتح تحقيق جنائي، هذه الشركة يسيطر عليها قيادات تعمل ضمن لوبى المحافظين الجدد واللوبى الصهيونى ويهمها بالأساس مصلحة إسرائيل.
2ـ شركة لوكهيد مارتن: وقد حصلت خلال العام الماضى على عقود بقيمة 21.9 بليون دولار، لتزويد الجيش الأمريكى فى العراق بأقمار اصطناعية وطائرات وصواريخ عابرة. هذه الشركة تستفيد من كل مراحل الحرب دون استثناء ما عدا إعادة الاعمار وقد بلغت قيمة العقود التى حصلت عليها منذ غزو العراق بأكثر من 72 بليون دولار، ومعروف أن جماعات الضغط التابعة لهذه الشركة متغلغلة فى فروع ودوائر وأقسام البنتاجون كافة وأن من هؤلاء وزير البحرية الحالى جوردورن انجلند ووزير المواصلات نورم مينيتا "وكان سابقاً نائب رئيس شركة لوكهيد"، وبروسس جاكسون وجميعهم من أصدقاء وحلفاء إسرائيل المؤثرين.
3ـ شركة بيكتل: وتعتبر أكبر شركة متعهدة لبناء الطرقات والمدارس والمستشفيات ومحطات تصفية المياه ومحطات توليد الطاقة الكهربائية وكـل ما يدخل فى باب إعادة الإعمار.
4ـ شركة كاسبا وتيتان: وهى شركة مسئولة عن أمن السجون ومارس رجالها التعذيب فى أبو غريب بالتنسيق مع الجنود الأمريكيين.
5ـ كاستر باتلز: هذه الشركة أوقف الجيش الأمريكى التعامل معها بعد أن تبين أنها زورت أوراقاً وفواتير للخدمات المقدمة للجيش الأمريكى فى العراق بنسبة 162% عن القيمة الحقيقية وانها عمدت إلى إقامة شركات فرعية وهمية لها فى لبنان لتسهيل عملها والحصول على عقود جديدة.
6ـ شركة لورال ساتلايت وهى معنية بإقامة محطات رصد للأقمار الاصطناعية لحساب الجيش الأمريكى والقوات المتحالفة هناك، وهى محطات لرصد وتوجيه الصواريخ والطائرات بدون طيار.
7ـ شركة كوالكوم: ونشاطها يتعلق بالاتصالات ومحطات الرصد.
8ـ شركة ايجيز: وقد حصلت على عقد من أجل إعداد التنسيق بين مختلف المتعهدين والمقاولين المحليين فى العراق، ومعروف أن رئيس هذه الشركة قد أخضع فى وقت سابق للتحقيق بتهمة تهريب السلاح إلى سيراليون فى العام 1998 رغم اجراءات الحظر المفروضة يومذاك.
9ـ شركة بيرنج بوينت: وقد حصلت على عقد قيمته 240 مليون دولار من أجل تشجيع المنافسة فى القطاع التجارى الخاص فى العراق وحصلت على عقد آخر قيمته تزيد على مئة مليون دولار من أجل إعداد برنامج لتطوير القطاع الخاص أيضاً.
10ـ بيكش أسوشيت: مدير هذه الشركة من رجال اللوبى الصهيونى من أقرب أصدقاء الرئيس بوش وقد ساهم بـ 100000 دولار فى حملة بوش الثانية، وكانت هذه الشركة تتلقى 25000 دولار شهرياً من وزارة الخارجية لتدفعها إلى أحمد الشلبى والمؤتمر الوطنى العراقى أثناء وجوده فى أمريكا.
-ان هذا الوجود الاقتصادى والعسكرى الأمريكى مثل بيئة مواتية وفعالة لاحتضان الدور الاسرائيلي، وهذا ما تقوله الحقائق، فلقد كانت للحكومة العراقية السابقة والحالية مستشارون أمريكيون وبريطانيون معروفون بقربهم من المحافظين الجدد فى الولايات المتحدة، وعلاقاتهم الوطيدة مع إسرائيل. ويذكر البعض بدور مستشار وزارة الشباب والرياضة العراقية الأمريكى دون إيبرلى وهو رجل دين أصولى مقرب من الحركة الصهيونية، فيما برز دو ايردمان المتخصص فى مكافحة الارهاب، ومستشار وزارة المالية ديفيد نومى وفى وزارة الزراعة عدد من المستشارين وأبرزهم هولى شاتز ودون استونز وغيرهم من المستشارين الذين لهم علاقة بالمحافظين الجدد فى الادارة الأمريكية وإسرائيل، وذكرت المعلومات الواردة من بغداد أن ثمة إسرائيليين من أصل عراقى عادوا خلال الشهور الماضية إلى بغداد، وأجروا اتصالات مع بعض السماسرة العراقيين واستطاعوا التعرف على البيوت التى تركها آباؤهم عشية مغادرتهم العراق عند اعلان قيام إسرائيل على الأراضى الفلسطينية عام 1948، وأكد مصدر دبلوماسى عراقى موجود فى عمان أن العديد من العراقيين اليهود الذين يحملون حالياً الجنسية الإسرائيلية وصلوا إلى بغداد بحثاً عن منازلهم القديمة من جهة ولشراء عقارات من جهة أخري، إضافة إلى ما يتردد من أقاويل وشائعات عن شراء عناصر إسرائيلية "حكومية" لأراض فى شمال العراق، مجاورة للحدود السورية أو للحدود الإيرانية، أو قريبة من الحقول النفطية العراقية لتكون محطات رئيسية للتجسس وللحرب.
وفى تحقيق وثائقى مهم أشارت مجلة الصياد اللبنانية "يونيو 2005" عن التغلغل الاسرائيلى بالعراق إلى أن عناصر المخابرات الإسرائيلية بصدد توسيع حملتهم فى شمال العراق لشراء أراض من المواطنين الفقراء فى مناطق قريبة من الحدود العراقية مع ايران لجمع معلومات استخبارية مدققة عن كافة التحركات الحدودية فى الطرف الايرانى من الحدود، وذلك باستخدام عناصر محلية "كردية" تعمل على نطاق واسع فى تجارة التهريب بين البلدين.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن الموساد الاسرائيلى يستفيد فى تحركاته بشكل كامل من الأجهزة التكنولوجية الأمريكية المنصوبة شمال العراق على الحدود مع تركيا وسوريا وإيران.
وإذا علمنا بعد ذلك أنه ووفقاً للاحصاءات الأمريكية ذاتها فإن العراق يعمل بها الآن 18 شركة إسرائيلية بشكل علنى أو متخفّ وهذه الشركات تعمل فى كافة مجالات الاقتصاد والخدمات وهي: غسوليل بونيه: شركة بناء ـ تسيم: شركة نقل برى وبحرى ـ أرونسون: شركة تعمل فى مجال البنى التحتية ـ كاردان: شركة فى مجال المياه ـ أفريقيا ـ اسرائيل: شركة فى مجال انشاء الطرق ـ شركة لاسرائيل : وتعمل فى مجال تقطير المياه ـ بزان: وتعمل فى تشغيل مصافى تكرير النفط ـ شركة دان: باصات مستعملة ـ ريفنتكس: أجهزة وقائية أمنية ـ عيتس كمينيل: تعمل فى مجال صناعة الأبواب الحديدية المضادة للرصاص ـ تامى 4: تطهير مياه ـ تيمبو: بيرة ومشروبات أخرى ـ ترليدور: قضبان حديدية ـ تنورجز: تعمل فى مجال صناعة المطابخ ـ سكال: منتجات الكترونية ـ ناعان ـ دان: تعمل فى مجال صناعة أدوات الرى ـ سونول: تعمل فى مجال الوقود ـ دلتا: تعمل فى مجال صناعة الأقمشة.
- وإذا علمنا أيضاً أن لإسرائيل فى بغداد وحولها لواءين من الجيش يعملان تحت القيادة الأمريكية وبالتنسيق معها فى مجالات قمع عمليات المقاومة وأحياناً فى تفجير الأوضاع الطائفية من خلال استهداف مساجد الشيعة والسنة ومن خلال اغتيال العلماء والرموز العشائرية والسياسية، إذا علمنا كل هذا فإن الحقيقة تصبح ظاهرة للعيان أمام أعيننا وهى أن ثمة تحالفا استراتيجيا قد نشأ منذ سنوات بين الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل امتصاص ثروات العراق، وإنهاء دوره العربى والاسلامي، وتحويله إلى مجرد كيان مسخ لا قيمة له ولا فاعلية، إن هذه الحقيقة تلزم الأمة التى كان العراق ينتمى إليها بالجغرافيا والتاريخ، أن تفعل شيئاً لإيقاف هذا التغلغل الاجرامى فى شئونه وفى دوره، والذى لم يكتف بتخريب العراق، الدولة، والجيش فبدأ يسعى الى تحويلها الى عراق الطوائف المتصارعة، والأرض المحروقة التى لا رجاء منها ولا أمل فيها وإذا كان من واجب العرب على عراقهم أن يعيدوه إليهم، فإن من واجب العراقيين على عراقهم أن يستردوه، وبقوة من بين أنياب هذا التحالف الشرير بين الأمريكيين والصهاينة، وما أنبلها مهمة، نثق فى قدرة العراقيين على تحقيقها.