khaled73
06-11-2005, 04:20 PM
اخوانى الاعزاء
هذه المقالة تلقى الضوء عن الدور البارز الذى لعبته اجهزة الامن العراقية الخاصة فى حماية دولة العراق امام اجهزة المخابرات العالمية الباغية التى دخلت العراق اثناء فترة الحصار .... و مازالت
تحية لافرادها و القائمين عليها و ابشروا ان نصر الله قريب
http://www.iraqpatrol.com/php/index.php?showtopic=12448
ترجمة دورية العراق
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif
سكوت ريتر (الى اليمين) وسيمور هيرش (الى اليسار)
محادثة علنية رعاها معهد ذي نيشن في جمعية الثقافة الاخلاقية في نيويورك شارك فيها الصحفي المعروف سيمور هيرش ومفتش الاسلحة السابق في العراق سكوت ريتر يناقشان فيها كيف استغلت السي آي اي وخربت عمل الامم المتحدة من اجل تحقيق اجندة سياسة خارجية في الشرق الاوسط. اعتمدت المحادثة على الكشف الذي قدمه كتاب ريتر الجديد (اسرارالعراق) واحدث كتاب لهيرش وعنوانه تسلسل القيادة: الطريق من 11/9 الى ابو غريب .
السيد هيرش- ما سأفعله هو سؤال سكوت عدة اسئلة . لقد قرأت كتابه اكثر من مرة واساسا سوف نحاول ان نحصل على بعض المتعة . تصوروا سكوت وانا مثل اوركسترا صغيرة تعزف على ظهر سفينة التيتانك وهي تغرق لأننا في وسط مشكلة خطيرة هنا. ولهذا ياسكوت قبل ان نبدأ في الحديث عن كيفية وصولنا الى حيث نحن الان، رأيي الشخصي هو ان لدينا خيارين في العراق. الخيار الاول : يمكننا ان نخرج قواتنا جميعا بحلول منتصف هذه الليلة . والخيار الثاني هو ان نخرجهم جميعا بحلول منتصف ليلة غد. وهكذا فإني اتساءل ماهو موقفك من هذا . ماهو رأيك ؟
السيد ريتر - حسنا . ارى ان العراق امة على نار. هناك مشكلة مرعبة لا تواجه شعب العراق فقط ولكن الولايات المتحدة وكل العالم . والوقود الذي يغذي هذه النار هو وجود القوات الامريكية والبريطانية . وهذا مايقر به نفس الجنرالات المسؤولين عن الاعمال العسكرية في العراق. لهذا فأن افضل طريقة لاطفاء الناء هو فصل الوقود عن اللهب. ولهذا اؤيد بشدة عودة القوات الى الوطن باسرع وقت ممكن .
اليوم هو افضل يوم لنا في العراق ، اما الغد فسيكون اسوأ واليوم الذي يليه اكثر سوءا . ولكن علينا ايضا ان ندرك ان احد الاساباب التي منعتنا من دخول بغداد عام 1991 والاطاحة بصدام اننا كنا نعرف انه اذا تخلصت من صدام ولم يكن لديك فكرة جيدة عمن يحل محله فسوف ينزلق العراق الى فوضى عارمة ، وقد فعلنا ذلك الان . تخلصنا من صدام ولم يكن لدينا اية فكرة عمن يأخذ مكانه وسحب القوات هو نصف المشكلة.
علينا ايضا ان نتعامل مع ثلاث قضايا حرجة ظهرت منذ الاحتلال:
1- الشيعة ولا اقصد كل الشيعة في العراق بل اقصد هذه الصفوة السياسية الموالية لايران والتي ادارت انقلاب وهم الذين يديرون الحكومة الان .
2- السنة ، اننا نعمل باستمرار ضد انتشار الاصولية الاسلامية المناهضة للامريكان وقد دفعناهم الى التطرف. واذا انسحبنا وتركنا الوضع كما هو نكون
قد حولنا المناطق السنية الى بؤرة مشاعر مناهضة للامريكان مثل افغانستان جديدة . . بؤرة لتكاثر القاعدة .
3- والشيء الذي لا يتكلم عنه احد في وسائل الاعلام هو الاكراد. لقد اعطينا الكرد هذا الاحساس الكاذب بأنهم سيحصلون على وطن مستقل ومع ذلك فقد
قالت تركيا حليفتنا في الناتو ان هذا لن يحدث ابدا . واذا سمحنا للاكراد للتحرك الى الامام نحو الاستقلال فسوف نجبر الاتراك الى التدخل العسكري المتطرف
في وقت دعيت فيه تركيا اخيرا للانضمام الى الاتحاد الاوربي بعد مفاوضات 15 سنة . اذا تحرك الاتراك ضد الاكراد سوف تتوقف تلك المفاوضات مما يعني ان اوربا رفضت تركيا التي سوف تتجه الى احضان الاسلام المتطرف المناهض لامريكا. اذن هي ليست مسألة سحب القوات فقط. يجب علينا ان نعترف ان هناك 3 قضايا ضخمة جارية في العراق والتي سوف تؤثر على الامن القومي للولايات المتحدة ونحتاج الى سياسة للتعامل معها ولكن ابقاء قواتنا في العراق ليس جزءا من تلك السياسة.
السيد هيرش- كيف تسحبهم ، ماهي السرعةالممكنة ؟
السيد ريتر- كلما كان اسرع كلما كان افضل. اقصد اترك تلك المسألة الى الخبراء العسكريين لتقرير كيف يمكن ذلك . هناك بعض المناطق في العراق
يمكنك فيها حرفيا ان تبدأ الخروج فورا . ولكننا لدينا قوات كثيرة في المكان ولدينا بنى تحتية كثيرة في المكان ولدينا تمرد نشيط سوف يستغل اي نقطة ضعف. ولكني اضمن لك هذا : اذا ذهبنا الى المتمردين - وانا اعتقد اننا اليوم لدينا بعض اشكال التواصل مع المتمردين - وقلنا لهم اننا سوف ننسحب ويجب ايقاف كل الهجمات. سوف يفعلون كل جهدهم لاخلاء الطرق من العبوات الناسفة .
السيد هيرش- احد الاشياء المدهشة في كتابك انه ليس عن ادارة بوش واذا كان هناك اي اشرار في الكتاب فمنهم ساندي بيرغر مستشار الامن القومي لكلنتون ومادلين اولبرايت.
وشيء آخر يبهر القاريء في هذا الكتاب هو كمية القصص الجديدة والمعلومات. سكوت يصف بالتفصيل ومن مصادر يسميها سنتين او ثلاث سنوات كانت الحكومة الامريكية تحاول ايقاف عملية التفتيش. في رأيك خلال هذه السنوات من 91 الى 98 خاصة السنوات الثلاثة الاخيرة هل كانت الولايات المتحدة مهتمة
بنزع سلاح العراق .؟
السيد ريتر - حسنا . حقيقة المسألة هي ان الولايات المتحدة لم تكن يوما مهتمة بنزع اسلحة العراق. ان جل قرار مجلس الامن الذي خلق آلية التفتيش على الاسلحة ودعا العراق لنزع السلاح كان منصبا على شيء واحد فقط وهو آلية لاستمرار العقوبات الاقتصادية التي فرضت في آب 1990 المتعلقة بتحرير الكويت . حررنا الكويت وشاركت في تلك الحرب وهكذا كان المرء يفكر ان العقوبات سوف ترفع .
ولكن الولايات المتحدة كانت في حاجة الى ايجاد آلية لاستمرار احتواء صدام لأن السي آي اي قالت ان كل ماعلينا فعله هو انتظار 6 شهور وسوف يسقط صدام . وهذه الالية هي العقوبات . كانوا في حاجة الى تبرير . التبرير كان نزع السلاح. وقد كتبوا قرار الفصل السابع لمجلس الامن الذي يدعو الى نزع السلاح بالنص في الفقرة 14 ان العراق اذا تعاون فإن العقوبات سوف ترفع . خلال اشهر من هذا القرار - خلال اشهر ، الرئيس جورج بوش الاب ووزير خارجيته جيمس بيكر كانا يقولان علنا وليس بشكل خاص انه حتى لو تعاون العراق والتزم بنزع السلاح فإن العقوبات الاقتصادية سوف تستمر حتى يطاح بصدام .
وهذا برهان على ان نزع السلاح كان مفيدا لاطالة العقوبات وتسهيل تغيير النظام . ولم يكن الموضوع خاص بنزع السلاح ولم يكن الامر خاصا بالتخلص
من اسلحة دمار شامل . لقد بدأت المسألة مع جورج بوش الاب واستمرت السياسة خلال 8 سنوات من حكم كلينتون وادت بنا الى هذه النتيجة الكارثية
الراهنة تحت ادارة بوش الحالية .
السيد هيرش - الشيء الذي لا استطيع ان افهمه فكرة ان الجميع كانوا يعتقدون قبل مارس 2003 ان صدام لديه اسلحة . انها اسطورة والواقع هو هذا : عند الحديث مع اشخاص عملوا في اونسكوم وايضا في وكالة الطاقة الذرية كانوا يعرفون بشكل واضح انه بحلول 1997 كان احتمال وجود اسلحة لدى صدام ضئيلا وكان هناك الكثير من العاملين في وزارة الخارجية وفي وزارة الطاقة وفي السي آي اي الذي لايصدقون ان هناك اسلحة. واعتقد ان التاريخ سوف يحكم على هذه الهستريا الجماعية التي كانت لدينا حول صدام والاسلحة واحد الاسئلة التي تردد الان هو لماذا لم يقل لنا صدام هذا . او هل قال لنا ؟
السيد ريتر - بالتأكيد قال لنا . انظر يجب ان نكون صادقين . أجبر العراقيون في 1991 على اعطائنا تصريحا كاملا حول مايملكونه من اسلحة دمار شامل ولكنهم لم يفعلوا ذلك . كذبلوا علينا فلم يذكروا ان لديهم برنامج اسلحة نووية ولم يذكروا لنا برامج اسلحة بيولوجية وقللوا من قدراتهم الكيماوية والصواريخ البالستية . كان صدام حسين يقصد ان يحتفظ بقدرات ردع ستراتيجية ليس فقط امام ايران وانما اسرائيل ايضا . مالم يحسب حسابه هو دقة المفتشين . وبسرعة في حزيران 1991 اجبرناه على الاعتراف بأن لديه برامج اسلحة نووية ودفعناه في صيف 1991 الى ان يدمر مالديه كما يفعل تاجر المخدرات الذي يطرق البوليس بابه فيرمي المخدرات في التواليت ويسحب عليها الماء ، فعل العراقيون ذلك لأنهم لم يرغبوا في اعلامنا بكذبهم علينا .
فجروا اسلحتهم ودفنوها في الصحراء ثم حاولوا ان يستمروا في روايتهم بأنهم قالوا الحقيقة . في 1992 اجبروا مرة اخرى من قبل المفتشين الى الاعتراف بكل شيء . الناس يسألون لماذا لم يعترف صدام حسين بأنه دمر اسلحته ؟ في 1992 قدموا تصريحا قالوا فيه ان كل شيء قد دمر ولم يعد لدينا شيء . في 1995 قدموا كل الوثائق التي لديهم ومرة اخرى على غير رغبة منهم فقد ضغط عليهم المفتشون لعدة سنوات . ولكن النتيجة انه منذ 1995 لم يعد في العراق اسلحة. ولم يعد هناك وثائق. ولم يعد هناك قدرة انتاج في العراق لأننا كنا نراقب البنى التحتية الصناعية كلها باحدث الاجهزة التكنولوجية كان نظام مراقبة اسلحة الاشد صرامة في التاريخ.
واكثر من هذا عرفت السي آي اي هذا والاستخبارات البريطانية عرفت هذا والمخابرات الاسرائلية عرفت هذا والمخابرات الالمانية وكل العالم عرف ذلك .
ولكنهم لم يقروا بأن العراق نزع سلاحه لأنه لم يكن احد قادر على قول ذلك ولكنهم كانوا يعرفون بشكل محدد ان القدرة العراقية لانتاج اسلحة دمار شامل كانت صفر وان العراق لم يعد تهديدا ابدا فيما يتعلق الامر باسلحة الدمارالشامل.
السيد هيرش - العنصر الاخر في كل هذا طبعا هو هذا : عندما كان سكوت يكتب كتابه كانت هناك اشياء تحدث داخل منظمته لم يكن يعرف بها كانت العمليات تقوم بها السي آي اي . احد الاشياء التي كانت تحدث هي اننا حين استفزينا صدام وطالبنا ان ندخل القصور كان خوفهم طبعا اننا سنحاول اغتياله وانظروا . .
السيد ريتر - هذا بالضبط ماحدث . اقصد .انظروا كانت السياسة الامريكية هي تغيير النظام . اولا ارادوا ان يكونوا سلبيين . . سوف نحتوي صدام بالعقوبات الاقتصادية وسوف ينهار بعد 6 شهور. فشلوا . سوف نضغط على العراقيين وسوف ندفع بضابط سني الى تطبيق الحل الذي يكلف 75 سنت - ثمن طلقة 9 ملم في رأس صدام وسوف يتولى الضابط السني الحكم . اذا اردتم برهانا على فساد طبيعة سياسة تغيير الانظمة افهموا هذا : ان الامر لم يكن تغيير نظام او التخلص من حزب البعث او تحويل العراق الى ديمقراطية حديثة في اوائل التسعينات . كانت المسألة هي الخلاص من رجل واحد اسمه صدام حسين واذا استبدل بضابط سني يحكم العراق بنفس الطريقة كان ذلك لابأس به وهذا يبين لكم مقدار النفاق في كل شيء فعلناه .
ولكن السي آي اي كانت تعاني من صعوبة الوصول الى صدام حيث كان لديه جهاز امن فعال . في عام 1995 كان بقاء صدام قد اصبح مسؤولية سياسية تقع على عاتق بيل كلينتون وكان يناضل لاعادة ترشيحه لمدة ثانية في 1996 وتحول الى السي آي اي وطلب منهم التخلص من صدام في صيف 1996 قائلا : اريد ذلك الرجل ان يرحل . وعملت السي آي اي مع المخابرات البريطانية . جاءوا بشخص اسمه اياد علاوي . قد يكون اسما معروفا للناس الان فقد كان لفترة رئيس وزراء مؤقت للعراق بعد الاحتلال الامريكي. وقبل ان يكون رئيس وزراء مؤقت كان عميلا بأجر لدى المخابرات البريطانية والسي آي اي وعمل معهم من اجل تنسيق انقلاب يتطلب تجنيد اشخاص داخل العراق من اجل الاستعداد للاطاحة بصدام . ولكنك تحتاج الى زناد مسدس والزناد كان لجنة التفتيش التي ساعدت في تنظيمها .
كنا نظن اننا نفتش عن الاسلحة ولكن اتضح ان السي آي اي كانت تضعنا هناك من اجل التفتيش على مواقع قوات الامن التي تحمي صدام حسين .
وكان المتوقع انهم سوف يمنعوننا وبعد ذلك حين نتراجع سوف نقوم بضربة جوية تشل قوات امن صدام .
والمكان الوحيد الذي اردنا دخوله كان اللواء الثالث ولم يسمحوا لنا بدخوله وقالت السي اي اي لا تهتموا اننا نعرف هؤلاء الشباب . انهم ليسوا اشرارا . بل كان المفروض بهم ان ينهضوا ويطيحوا بصدام . حسنا كانت المخابرات العراقية فعالة جدا في اختراق هذه المؤامرة وقد افشلوها ولم يحدث شيء فيما يتعلق بازاحة صدام . ماعدا شيء واحد كان العراقيون واعين للدور الذي لعبته السي آي اي في اختراق الاونسكوم واستخدام معداتها . وذروة المأساة في هذا انه منذ ذلك الحين في كل مرة كان يذهب مفتش اسلحة من الامم المتحدة ويرتدي البيريه الزرقاء لم يكن العراقيون ينظرون اليه باعتباره شخصا جاء لنزع سلاح العراق وانما جاء لقتل رئيسهم ,. وكانوا على حق.
السيد هيرش - متى علمت بكل هذا ؟
السيد ريتر - كنا نعرف دائما حول مسألة تغير النظام . اقصد منذ اللحظة الاولى لعملي كنا نعلم هذا . وفيما يتعلق بالاختراق فأنت تعرف بعض الناس قالوا انها كانت غلطتي لأني انا الذي ضممت للفريق شخصا سأسميه موداز وجماعة العمليات الخاصة وهم الذين يقومون بالعمليات التآمرية للسي آي اي . لقد استعنا
بهم في 1992 وفي 1993 لأنه كان من الصعب تنفيذ التفتيش في العراق .تعرف لن يكونوا اكثر الناس ودا في العالم حين تحاول دخول موقع لا يريدونك ان تدخله . ولا تستطيع ان تقوم بالعمل بصحبة علماء رقيقي الحاشية بل تحتاج الى اناس غلاظ والسي آي اي لديها الكثير من هؤلاء الذين يستطيعون تقديم العون اللوجستي والتخطيط ويستطيعون القيام بالاتصالات في البيئة المخيفة . وهكذا استخدمنا هؤلاء في حزيران .
المشكلة حدثت بعد ذلك حين بدأنا نقوم بمتابعة التفتيش .اولا كان العراقيون يأتون الي ويقولون :" سيد ريتر ماذا تفعل ؟ المفروض انك مفتش ولكنك تقوم بكل هذا العمل السيء . اننا نعلم بمحاولات تآمرالسي آي اي . اننا نعلم بما حدث في حزيران."
حسنا ، ماذا حدث في حزيران ؟ ثم فجأة بدأنا نفتش مواقع وارى وثائق وبدأت تدق اشارات في رأسي . او يا الهي ان الوحدة التي لم ترد السي آي اي ان نذهب اليها هي الوحدة التي صفاها صدام حسين بعد فشل المؤامرة لأنها الوحدة التي كانت تحاول الاطاحة بصدام . هذا شيء سخيف . وتفهم فجأة انه تم استغلالك من قبل الولايات المتحدة رغم انهم اقوى شعوب العالم في مجلس الامن الذي نعمل نحن المفتشين لديه .
اذن كيف تستدير الى رئيسك وتقول :" انت . . لقد استخدمتنا ؟ لن نتحمل هذا "حسنا . انك لا تستطيع ان تفعل هذا . ما تستطيعه هو الاستمرار في عملك للمحافظة على صدقية العملية التي تم افسادها بشكل مأساوي .
السيد هيرش - السؤال هو اذا كلينتون لم يكن جيدا فأين نحن الان ؟
السيد ريتر : اريد ان اوضح هذه النقطة : مسألة ان كلنتون لم يكن جيدا . تعلم ان هناك الكثير من الحديث داخل اللجنة القضائية التي يسيطر عليها الديمقراطيون حول مطاردة ادارة بوش على جرائم وعلى الكذب على الكونغرس الخ وانا اؤيد هذا بشدة .ابدأوا المقاضاة ولكن لاتتوقفوا عند بوش . اذا اردتم مقاضاة حقيقية وعادلة وجهوا التهم لمادلين اولبرايت وساندي بيرغر وكل شخص في ادارة كلينتون ارتكب نفس جريمة ادارة بوش: الكذب خلال اداء عملك الرسمي: هذه جريمة كبرى وسوء سلوك يعاقب عليها الدستور بالادانة . اذن دعونا لا نجعل من هذا حدثا لسلخ بوش فقط. ان هذا فشل ليس في ادارة بوش وحده وانما فشل الولايات المتحدة الامريكية وعلينا ان ننظر في المرأة ونقر بذلك . لقد استغلت ادارة بوش فشلا منظما من جانب الولايات المتحدة ككل ، فشلا ليس للسلطة التنفيذية وانما التشريعية وهي الكونغرس.
لقد تهاون الكونغرس في مسؤولياته بموجب الدستور لعدة سنوات ثم هناك وسائل الاعلام ونعم يجب ادانة وسائل الاعلام . ولكن اتعلم ؟ ان الاعلام يطعم الشعب الامريكي السم الذي يرغبون في تناوله . ويبدو اننا شعب الولايات المتحدة الامريكية نريد اخبارنا في لقيمات لا تزيد عن ثلاث دقائق مع قضمات صوت لمدة ثلاثين ثانية او اقل ويجب الا تكون معقدة كثيرا حتى نستطيع هظمها . اذن مافعلناه هو اننا سمحنا لانفسنا خلال عقد التسعينات ان نكون مبرمجين لقبول كل شيء سلبي يقال عن نظام صدام حسين بدون سؤال وهذا ماجعل بيع حرب تقوم على اكاذيب اسهل مهمة واجهت ادارة بوش.
السيد هيرش - كانت دائما هناك الحجة بأن الفضيلة الوحيدة لما فعلناه مهما كان سيئا هو اننا تخلصنا من دكتاتور سيء . ما جوابك على ذلك ؟
السيد ريتر- هذا يوحي بفكرة ان الغاية تبررالوسيلة . اقصد مانقوله هنا هو من يهتم بكذبة ؟ من يهتم باسلحة الدمار الشامل. لقد تخلصنا من الشرير ! الغايات تبرر الوسائل . ولابد ان اكون صريحا . اذا كان اي شخص هنا يسمي نفسه مواطنا امريكيا ويصادق على فكرة الغاية تبرر الوسيلة ، مزق جواز سفرك واخرج من بلادي . لأن هذه بلاد مؤسسة على حكم القانون كما وضعه الدستور الامريكي ، الدستور الذي اقسم الرجال والنساء الذين يخدموننا على احترامه . ان الديمقراطية قبيحة . احيانا لاتعمل بشكل جيد كما نريدها . ولكنك اذا كنت جالسا هنا وتقول حين يذكر صدام ان الغاية تبرر الوسيلة ، فأين تتوقف ؟ اين تتوقف ؟
انك لا تستطيع ان تقول لي انها ستتوقف هنا. ان المسألة تتعلق بحكم القانون والدستور . واذا اردنا ان نتخلص من صدام كان يجب ان نناقش ونجادل ونتحاور حول الاسباب الحقيقة لانخترع اكاذيب اسلحة الدمار الشامل.
السيد هيرش- ولكن دعني اسألك هذا السؤال ، كشخص يعرف الجيش جيدا ، ما رأيك بامتناع الجيش من الحديث العلني؟
السيد ريتر - لن اقول انه لا ينبغي عليهم الكلام العلني. اقصد سيكون شيئا رائعا اذا عاد الجنود من العراق وقالوا ان هذه الحرب لا يمكن كسبها وهي حرب لا اخلاقية تماما . ولن استطيع ان استمر في المشاركة في هذه الحرب. ولكن من الصعب جدا الطلب من جندي ان يفعل مالايفعله المواطن الامريكي العادي.
اقصد لماذا نضع العبء على الجندي للحديث ضد الحرب بدلا من ان نضع العبء على الجمهور الامريكي ليكون اكثر قوة وتمكنا وللغضب مما يحدث ؟ لدينا انتخابات قادمة في 2006 وبدلامن ان ننتظر ان يستقيل الجنود لماذا لا نصوت ضد كل نائب في الكونغرس صوت لصالح الحرب ؟
السيد هيرش - هل لديك اي تفاؤل بهذا الخصوص؟
السيد ريتر - كلا . ولكن اتمنى ذلك.
اقصد ان الحقيقة المرة هي ان احد اسباب مناهضتي لهذه الحرب ليس فقط انها بنيت على كذبة ولكن لانها انعكاس لواقع اقر عام 1991 : اذا ازلت صدام ولا تعرف من يقوم مقامه لن تحظى الا بالفوضى . هذه هي المشكلة والكل يقول اننا لا نستطيع الانسحاب حتى نحل كل المشاكل .
سيداتي وسادتي ، لن يكون هناك حل انيق في العراق . ليس هناك عصا سحرية نحركها لحل هذه المشكلة .اذا خرجنا ولدينا خطة فستكلف مع ذلك حياة 30 الف عراقي . دعونا ندرك هذا سيكون هناك اراقة دماء في العراق . سيقتل احدهم الاخر ولن نوقف ذلك .
اذا استمرينا في البقاء فقد يصبح العدد 60 الف او 90 الف بدلا من 30 الف. وفي نهاية الامر لقد خلقنا سيناريو كابوسي في العراق وافضل شيء نفعله هو تقليل الفشل . وهذا ما اتحدث عنه وللاسف هو جواب غير مقبول سياسيا . يقول الناس كلا يجب ان ننتصر يجب ان ننال النصر . ولكن لن يكون هناك نصر .
السيد هيرش- ما هي فرص توسيع الحرب ؟ ماهي فرص توسيع الحرب الى سوريا او حتى ايران ؟
السيد ريتر- الشيء المحزن الان ان ادارة بوش مزدحمة بالاشخاص الذين لايفهمون الحرب والذين لم يدخلوا الجيش في حياتهم . ولم يحضروا اية معركة
وهم لا يعرفون ماذا يعني ان يمون ابن او صديق او اخ او رفيق.
ولهذا لدينا وزيرة خارجية مثل كوندليزا رايس لديها الجرأة لتقف امام الشعب الامريكي لتقول ان الحرب هي الضامن الوحيد للسلم والامان . ثم تشهد امام
الكونغرس لتقول ليس فقط ان العراق قد يأخذ عشر سنوات اخرى من استثمار وقتنا ودمئنا واموالنا ولكن قد تكون سوريا وايران الاهداف التالية لادارة بوش. وهكذا فإن هذه الادارة لم تتعلم شيئا ولكن الاسوأ ان الكونغرس لم يتعلم شيئا فلم يسألوا كوندليزا اية اسئلة صعبة والان لدينا الشعب الامريكي .
ماهو الدرس الذي تعلمناه وماهو الفعل الذي سنقوم به .
المصدر: ذي نيشن 26/10/2005
** ترجمة دورية العراق - يرجى الاشارة الى الدورية عند اعادة النشر وشكرا .
هذه المقالة تلقى الضوء عن الدور البارز الذى لعبته اجهزة الامن العراقية الخاصة فى حماية دولة العراق امام اجهزة المخابرات العالمية الباغية التى دخلت العراق اثناء فترة الحصار .... و مازالت
تحية لافرادها و القائمين عليها و ابشروا ان نصر الله قريب
http://www.iraqpatrol.com/php/index.php?showtopic=12448
ترجمة دورية العراق
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif
سكوت ريتر (الى اليمين) وسيمور هيرش (الى اليسار)
محادثة علنية رعاها معهد ذي نيشن في جمعية الثقافة الاخلاقية في نيويورك شارك فيها الصحفي المعروف سيمور هيرش ومفتش الاسلحة السابق في العراق سكوت ريتر يناقشان فيها كيف استغلت السي آي اي وخربت عمل الامم المتحدة من اجل تحقيق اجندة سياسة خارجية في الشرق الاوسط. اعتمدت المحادثة على الكشف الذي قدمه كتاب ريتر الجديد (اسرارالعراق) واحدث كتاب لهيرش وعنوانه تسلسل القيادة: الطريق من 11/9 الى ابو غريب .
السيد هيرش- ما سأفعله هو سؤال سكوت عدة اسئلة . لقد قرأت كتابه اكثر من مرة واساسا سوف نحاول ان نحصل على بعض المتعة . تصوروا سكوت وانا مثل اوركسترا صغيرة تعزف على ظهر سفينة التيتانك وهي تغرق لأننا في وسط مشكلة خطيرة هنا. ولهذا ياسكوت قبل ان نبدأ في الحديث عن كيفية وصولنا الى حيث نحن الان، رأيي الشخصي هو ان لدينا خيارين في العراق. الخيار الاول : يمكننا ان نخرج قواتنا جميعا بحلول منتصف هذه الليلة . والخيار الثاني هو ان نخرجهم جميعا بحلول منتصف ليلة غد. وهكذا فإني اتساءل ماهو موقفك من هذا . ماهو رأيك ؟
السيد ريتر - حسنا . ارى ان العراق امة على نار. هناك مشكلة مرعبة لا تواجه شعب العراق فقط ولكن الولايات المتحدة وكل العالم . والوقود الذي يغذي هذه النار هو وجود القوات الامريكية والبريطانية . وهذا مايقر به نفس الجنرالات المسؤولين عن الاعمال العسكرية في العراق. لهذا فأن افضل طريقة لاطفاء الناء هو فصل الوقود عن اللهب. ولهذا اؤيد بشدة عودة القوات الى الوطن باسرع وقت ممكن .
اليوم هو افضل يوم لنا في العراق ، اما الغد فسيكون اسوأ واليوم الذي يليه اكثر سوءا . ولكن علينا ايضا ان ندرك ان احد الاساباب التي منعتنا من دخول بغداد عام 1991 والاطاحة بصدام اننا كنا نعرف انه اذا تخلصت من صدام ولم يكن لديك فكرة جيدة عمن يحل محله فسوف ينزلق العراق الى فوضى عارمة ، وقد فعلنا ذلك الان . تخلصنا من صدام ولم يكن لدينا اية فكرة عمن يأخذ مكانه وسحب القوات هو نصف المشكلة.
علينا ايضا ان نتعامل مع ثلاث قضايا حرجة ظهرت منذ الاحتلال:
1- الشيعة ولا اقصد كل الشيعة في العراق بل اقصد هذه الصفوة السياسية الموالية لايران والتي ادارت انقلاب وهم الذين يديرون الحكومة الان .
2- السنة ، اننا نعمل باستمرار ضد انتشار الاصولية الاسلامية المناهضة للامريكان وقد دفعناهم الى التطرف. واذا انسحبنا وتركنا الوضع كما هو نكون
قد حولنا المناطق السنية الى بؤرة مشاعر مناهضة للامريكان مثل افغانستان جديدة . . بؤرة لتكاثر القاعدة .
3- والشيء الذي لا يتكلم عنه احد في وسائل الاعلام هو الاكراد. لقد اعطينا الكرد هذا الاحساس الكاذب بأنهم سيحصلون على وطن مستقل ومع ذلك فقد
قالت تركيا حليفتنا في الناتو ان هذا لن يحدث ابدا . واذا سمحنا للاكراد للتحرك الى الامام نحو الاستقلال فسوف نجبر الاتراك الى التدخل العسكري المتطرف
في وقت دعيت فيه تركيا اخيرا للانضمام الى الاتحاد الاوربي بعد مفاوضات 15 سنة . اذا تحرك الاتراك ضد الاكراد سوف تتوقف تلك المفاوضات مما يعني ان اوربا رفضت تركيا التي سوف تتجه الى احضان الاسلام المتطرف المناهض لامريكا. اذن هي ليست مسألة سحب القوات فقط. يجب علينا ان نعترف ان هناك 3 قضايا ضخمة جارية في العراق والتي سوف تؤثر على الامن القومي للولايات المتحدة ونحتاج الى سياسة للتعامل معها ولكن ابقاء قواتنا في العراق ليس جزءا من تلك السياسة.
السيد هيرش- كيف تسحبهم ، ماهي السرعةالممكنة ؟
السيد ريتر- كلما كان اسرع كلما كان افضل. اقصد اترك تلك المسألة الى الخبراء العسكريين لتقرير كيف يمكن ذلك . هناك بعض المناطق في العراق
يمكنك فيها حرفيا ان تبدأ الخروج فورا . ولكننا لدينا قوات كثيرة في المكان ولدينا بنى تحتية كثيرة في المكان ولدينا تمرد نشيط سوف يستغل اي نقطة ضعف. ولكني اضمن لك هذا : اذا ذهبنا الى المتمردين - وانا اعتقد اننا اليوم لدينا بعض اشكال التواصل مع المتمردين - وقلنا لهم اننا سوف ننسحب ويجب ايقاف كل الهجمات. سوف يفعلون كل جهدهم لاخلاء الطرق من العبوات الناسفة .
السيد هيرش- احد الاشياء المدهشة في كتابك انه ليس عن ادارة بوش واذا كان هناك اي اشرار في الكتاب فمنهم ساندي بيرغر مستشار الامن القومي لكلنتون ومادلين اولبرايت.
وشيء آخر يبهر القاريء في هذا الكتاب هو كمية القصص الجديدة والمعلومات. سكوت يصف بالتفصيل ومن مصادر يسميها سنتين او ثلاث سنوات كانت الحكومة الامريكية تحاول ايقاف عملية التفتيش. في رأيك خلال هذه السنوات من 91 الى 98 خاصة السنوات الثلاثة الاخيرة هل كانت الولايات المتحدة مهتمة
بنزع سلاح العراق .؟
السيد ريتر - حسنا . حقيقة المسألة هي ان الولايات المتحدة لم تكن يوما مهتمة بنزع اسلحة العراق. ان جل قرار مجلس الامن الذي خلق آلية التفتيش على الاسلحة ودعا العراق لنزع السلاح كان منصبا على شيء واحد فقط وهو آلية لاستمرار العقوبات الاقتصادية التي فرضت في آب 1990 المتعلقة بتحرير الكويت . حررنا الكويت وشاركت في تلك الحرب وهكذا كان المرء يفكر ان العقوبات سوف ترفع .
ولكن الولايات المتحدة كانت في حاجة الى ايجاد آلية لاستمرار احتواء صدام لأن السي آي اي قالت ان كل ماعلينا فعله هو انتظار 6 شهور وسوف يسقط صدام . وهذه الالية هي العقوبات . كانوا في حاجة الى تبرير . التبرير كان نزع السلاح. وقد كتبوا قرار الفصل السابع لمجلس الامن الذي يدعو الى نزع السلاح بالنص في الفقرة 14 ان العراق اذا تعاون فإن العقوبات سوف ترفع . خلال اشهر من هذا القرار - خلال اشهر ، الرئيس جورج بوش الاب ووزير خارجيته جيمس بيكر كانا يقولان علنا وليس بشكل خاص انه حتى لو تعاون العراق والتزم بنزع السلاح فإن العقوبات الاقتصادية سوف تستمر حتى يطاح بصدام .
وهذا برهان على ان نزع السلاح كان مفيدا لاطالة العقوبات وتسهيل تغيير النظام . ولم يكن الموضوع خاص بنزع السلاح ولم يكن الامر خاصا بالتخلص
من اسلحة دمار شامل . لقد بدأت المسألة مع جورج بوش الاب واستمرت السياسة خلال 8 سنوات من حكم كلينتون وادت بنا الى هذه النتيجة الكارثية
الراهنة تحت ادارة بوش الحالية .
السيد هيرش - الشيء الذي لا استطيع ان افهمه فكرة ان الجميع كانوا يعتقدون قبل مارس 2003 ان صدام لديه اسلحة . انها اسطورة والواقع هو هذا : عند الحديث مع اشخاص عملوا في اونسكوم وايضا في وكالة الطاقة الذرية كانوا يعرفون بشكل واضح انه بحلول 1997 كان احتمال وجود اسلحة لدى صدام ضئيلا وكان هناك الكثير من العاملين في وزارة الخارجية وفي وزارة الطاقة وفي السي آي اي الذي لايصدقون ان هناك اسلحة. واعتقد ان التاريخ سوف يحكم على هذه الهستريا الجماعية التي كانت لدينا حول صدام والاسلحة واحد الاسئلة التي تردد الان هو لماذا لم يقل لنا صدام هذا . او هل قال لنا ؟
السيد ريتر - بالتأكيد قال لنا . انظر يجب ان نكون صادقين . أجبر العراقيون في 1991 على اعطائنا تصريحا كاملا حول مايملكونه من اسلحة دمار شامل ولكنهم لم يفعلوا ذلك . كذبلوا علينا فلم يذكروا ان لديهم برنامج اسلحة نووية ولم يذكروا لنا برامج اسلحة بيولوجية وقللوا من قدراتهم الكيماوية والصواريخ البالستية . كان صدام حسين يقصد ان يحتفظ بقدرات ردع ستراتيجية ليس فقط امام ايران وانما اسرائيل ايضا . مالم يحسب حسابه هو دقة المفتشين . وبسرعة في حزيران 1991 اجبرناه على الاعتراف بأن لديه برامج اسلحة نووية ودفعناه في صيف 1991 الى ان يدمر مالديه كما يفعل تاجر المخدرات الذي يطرق البوليس بابه فيرمي المخدرات في التواليت ويسحب عليها الماء ، فعل العراقيون ذلك لأنهم لم يرغبوا في اعلامنا بكذبهم علينا .
فجروا اسلحتهم ودفنوها في الصحراء ثم حاولوا ان يستمروا في روايتهم بأنهم قالوا الحقيقة . في 1992 اجبروا مرة اخرى من قبل المفتشين الى الاعتراف بكل شيء . الناس يسألون لماذا لم يعترف صدام حسين بأنه دمر اسلحته ؟ في 1992 قدموا تصريحا قالوا فيه ان كل شيء قد دمر ولم يعد لدينا شيء . في 1995 قدموا كل الوثائق التي لديهم ومرة اخرى على غير رغبة منهم فقد ضغط عليهم المفتشون لعدة سنوات . ولكن النتيجة انه منذ 1995 لم يعد في العراق اسلحة. ولم يعد هناك وثائق. ولم يعد هناك قدرة انتاج في العراق لأننا كنا نراقب البنى التحتية الصناعية كلها باحدث الاجهزة التكنولوجية كان نظام مراقبة اسلحة الاشد صرامة في التاريخ.
واكثر من هذا عرفت السي آي اي هذا والاستخبارات البريطانية عرفت هذا والمخابرات الاسرائلية عرفت هذا والمخابرات الالمانية وكل العالم عرف ذلك .
ولكنهم لم يقروا بأن العراق نزع سلاحه لأنه لم يكن احد قادر على قول ذلك ولكنهم كانوا يعرفون بشكل محدد ان القدرة العراقية لانتاج اسلحة دمار شامل كانت صفر وان العراق لم يعد تهديدا ابدا فيما يتعلق الامر باسلحة الدمارالشامل.
السيد هيرش - العنصر الاخر في كل هذا طبعا هو هذا : عندما كان سكوت يكتب كتابه كانت هناك اشياء تحدث داخل منظمته لم يكن يعرف بها كانت العمليات تقوم بها السي آي اي . احد الاشياء التي كانت تحدث هي اننا حين استفزينا صدام وطالبنا ان ندخل القصور كان خوفهم طبعا اننا سنحاول اغتياله وانظروا . .
السيد ريتر - هذا بالضبط ماحدث . اقصد .انظروا كانت السياسة الامريكية هي تغيير النظام . اولا ارادوا ان يكونوا سلبيين . . سوف نحتوي صدام بالعقوبات الاقتصادية وسوف ينهار بعد 6 شهور. فشلوا . سوف نضغط على العراقيين وسوف ندفع بضابط سني الى تطبيق الحل الذي يكلف 75 سنت - ثمن طلقة 9 ملم في رأس صدام وسوف يتولى الضابط السني الحكم . اذا اردتم برهانا على فساد طبيعة سياسة تغيير الانظمة افهموا هذا : ان الامر لم يكن تغيير نظام او التخلص من حزب البعث او تحويل العراق الى ديمقراطية حديثة في اوائل التسعينات . كانت المسألة هي الخلاص من رجل واحد اسمه صدام حسين واذا استبدل بضابط سني يحكم العراق بنفس الطريقة كان ذلك لابأس به وهذا يبين لكم مقدار النفاق في كل شيء فعلناه .
ولكن السي آي اي كانت تعاني من صعوبة الوصول الى صدام حيث كان لديه جهاز امن فعال . في عام 1995 كان بقاء صدام قد اصبح مسؤولية سياسية تقع على عاتق بيل كلينتون وكان يناضل لاعادة ترشيحه لمدة ثانية في 1996 وتحول الى السي آي اي وطلب منهم التخلص من صدام في صيف 1996 قائلا : اريد ذلك الرجل ان يرحل . وعملت السي آي اي مع المخابرات البريطانية . جاءوا بشخص اسمه اياد علاوي . قد يكون اسما معروفا للناس الان فقد كان لفترة رئيس وزراء مؤقت للعراق بعد الاحتلال الامريكي. وقبل ان يكون رئيس وزراء مؤقت كان عميلا بأجر لدى المخابرات البريطانية والسي آي اي وعمل معهم من اجل تنسيق انقلاب يتطلب تجنيد اشخاص داخل العراق من اجل الاستعداد للاطاحة بصدام . ولكنك تحتاج الى زناد مسدس والزناد كان لجنة التفتيش التي ساعدت في تنظيمها .
كنا نظن اننا نفتش عن الاسلحة ولكن اتضح ان السي آي اي كانت تضعنا هناك من اجل التفتيش على مواقع قوات الامن التي تحمي صدام حسين .
وكان المتوقع انهم سوف يمنعوننا وبعد ذلك حين نتراجع سوف نقوم بضربة جوية تشل قوات امن صدام .
والمكان الوحيد الذي اردنا دخوله كان اللواء الثالث ولم يسمحوا لنا بدخوله وقالت السي اي اي لا تهتموا اننا نعرف هؤلاء الشباب . انهم ليسوا اشرارا . بل كان المفروض بهم ان ينهضوا ويطيحوا بصدام . حسنا كانت المخابرات العراقية فعالة جدا في اختراق هذه المؤامرة وقد افشلوها ولم يحدث شيء فيما يتعلق بازاحة صدام . ماعدا شيء واحد كان العراقيون واعين للدور الذي لعبته السي آي اي في اختراق الاونسكوم واستخدام معداتها . وذروة المأساة في هذا انه منذ ذلك الحين في كل مرة كان يذهب مفتش اسلحة من الامم المتحدة ويرتدي البيريه الزرقاء لم يكن العراقيون ينظرون اليه باعتباره شخصا جاء لنزع سلاح العراق وانما جاء لقتل رئيسهم ,. وكانوا على حق.
السيد هيرش - متى علمت بكل هذا ؟
السيد ريتر - كنا نعرف دائما حول مسألة تغير النظام . اقصد منذ اللحظة الاولى لعملي كنا نعلم هذا . وفيما يتعلق بالاختراق فأنت تعرف بعض الناس قالوا انها كانت غلطتي لأني انا الذي ضممت للفريق شخصا سأسميه موداز وجماعة العمليات الخاصة وهم الذين يقومون بالعمليات التآمرية للسي آي اي . لقد استعنا
بهم في 1992 وفي 1993 لأنه كان من الصعب تنفيذ التفتيش في العراق .تعرف لن يكونوا اكثر الناس ودا في العالم حين تحاول دخول موقع لا يريدونك ان تدخله . ولا تستطيع ان تقوم بالعمل بصحبة علماء رقيقي الحاشية بل تحتاج الى اناس غلاظ والسي آي اي لديها الكثير من هؤلاء الذين يستطيعون تقديم العون اللوجستي والتخطيط ويستطيعون القيام بالاتصالات في البيئة المخيفة . وهكذا استخدمنا هؤلاء في حزيران .
المشكلة حدثت بعد ذلك حين بدأنا نقوم بمتابعة التفتيش .اولا كان العراقيون يأتون الي ويقولون :" سيد ريتر ماذا تفعل ؟ المفروض انك مفتش ولكنك تقوم بكل هذا العمل السيء . اننا نعلم بمحاولات تآمرالسي آي اي . اننا نعلم بما حدث في حزيران."
حسنا ، ماذا حدث في حزيران ؟ ثم فجأة بدأنا نفتش مواقع وارى وثائق وبدأت تدق اشارات في رأسي . او يا الهي ان الوحدة التي لم ترد السي آي اي ان نذهب اليها هي الوحدة التي صفاها صدام حسين بعد فشل المؤامرة لأنها الوحدة التي كانت تحاول الاطاحة بصدام . هذا شيء سخيف . وتفهم فجأة انه تم استغلالك من قبل الولايات المتحدة رغم انهم اقوى شعوب العالم في مجلس الامن الذي نعمل نحن المفتشين لديه .
اذن كيف تستدير الى رئيسك وتقول :" انت . . لقد استخدمتنا ؟ لن نتحمل هذا "حسنا . انك لا تستطيع ان تفعل هذا . ما تستطيعه هو الاستمرار في عملك للمحافظة على صدقية العملية التي تم افسادها بشكل مأساوي .
السيد هيرش - السؤال هو اذا كلينتون لم يكن جيدا فأين نحن الان ؟
السيد ريتر : اريد ان اوضح هذه النقطة : مسألة ان كلنتون لم يكن جيدا . تعلم ان هناك الكثير من الحديث داخل اللجنة القضائية التي يسيطر عليها الديمقراطيون حول مطاردة ادارة بوش على جرائم وعلى الكذب على الكونغرس الخ وانا اؤيد هذا بشدة .ابدأوا المقاضاة ولكن لاتتوقفوا عند بوش . اذا اردتم مقاضاة حقيقية وعادلة وجهوا التهم لمادلين اولبرايت وساندي بيرغر وكل شخص في ادارة كلينتون ارتكب نفس جريمة ادارة بوش: الكذب خلال اداء عملك الرسمي: هذه جريمة كبرى وسوء سلوك يعاقب عليها الدستور بالادانة . اذن دعونا لا نجعل من هذا حدثا لسلخ بوش فقط. ان هذا فشل ليس في ادارة بوش وحده وانما فشل الولايات المتحدة الامريكية وعلينا ان ننظر في المرأة ونقر بذلك . لقد استغلت ادارة بوش فشلا منظما من جانب الولايات المتحدة ككل ، فشلا ليس للسلطة التنفيذية وانما التشريعية وهي الكونغرس.
لقد تهاون الكونغرس في مسؤولياته بموجب الدستور لعدة سنوات ثم هناك وسائل الاعلام ونعم يجب ادانة وسائل الاعلام . ولكن اتعلم ؟ ان الاعلام يطعم الشعب الامريكي السم الذي يرغبون في تناوله . ويبدو اننا شعب الولايات المتحدة الامريكية نريد اخبارنا في لقيمات لا تزيد عن ثلاث دقائق مع قضمات صوت لمدة ثلاثين ثانية او اقل ويجب الا تكون معقدة كثيرا حتى نستطيع هظمها . اذن مافعلناه هو اننا سمحنا لانفسنا خلال عقد التسعينات ان نكون مبرمجين لقبول كل شيء سلبي يقال عن نظام صدام حسين بدون سؤال وهذا ماجعل بيع حرب تقوم على اكاذيب اسهل مهمة واجهت ادارة بوش.
السيد هيرش - كانت دائما هناك الحجة بأن الفضيلة الوحيدة لما فعلناه مهما كان سيئا هو اننا تخلصنا من دكتاتور سيء . ما جوابك على ذلك ؟
السيد ريتر- هذا يوحي بفكرة ان الغاية تبررالوسيلة . اقصد مانقوله هنا هو من يهتم بكذبة ؟ من يهتم باسلحة الدمار الشامل. لقد تخلصنا من الشرير ! الغايات تبرر الوسائل . ولابد ان اكون صريحا . اذا كان اي شخص هنا يسمي نفسه مواطنا امريكيا ويصادق على فكرة الغاية تبرر الوسيلة ، مزق جواز سفرك واخرج من بلادي . لأن هذه بلاد مؤسسة على حكم القانون كما وضعه الدستور الامريكي ، الدستور الذي اقسم الرجال والنساء الذين يخدموننا على احترامه . ان الديمقراطية قبيحة . احيانا لاتعمل بشكل جيد كما نريدها . ولكنك اذا كنت جالسا هنا وتقول حين يذكر صدام ان الغاية تبرر الوسيلة ، فأين تتوقف ؟ اين تتوقف ؟
انك لا تستطيع ان تقول لي انها ستتوقف هنا. ان المسألة تتعلق بحكم القانون والدستور . واذا اردنا ان نتخلص من صدام كان يجب ان نناقش ونجادل ونتحاور حول الاسباب الحقيقة لانخترع اكاذيب اسلحة الدمار الشامل.
السيد هيرش- ولكن دعني اسألك هذا السؤال ، كشخص يعرف الجيش جيدا ، ما رأيك بامتناع الجيش من الحديث العلني؟
السيد ريتر - لن اقول انه لا ينبغي عليهم الكلام العلني. اقصد سيكون شيئا رائعا اذا عاد الجنود من العراق وقالوا ان هذه الحرب لا يمكن كسبها وهي حرب لا اخلاقية تماما . ولن استطيع ان استمر في المشاركة في هذه الحرب. ولكن من الصعب جدا الطلب من جندي ان يفعل مالايفعله المواطن الامريكي العادي.
اقصد لماذا نضع العبء على الجندي للحديث ضد الحرب بدلا من ان نضع العبء على الجمهور الامريكي ليكون اكثر قوة وتمكنا وللغضب مما يحدث ؟ لدينا انتخابات قادمة في 2006 وبدلامن ان ننتظر ان يستقيل الجنود لماذا لا نصوت ضد كل نائب في الكونغرس صوت لصالح الحرب ؟
السيد هيرش - هل لديك اي تفاؤل بهذا الخصوص؟
السيد ريتر - كلا . ولكن اتمنى ذلك.
اقصد ان الحقيقة المرة هي ان احد اسباب مناهضتي لهذه الحرب ليس فقط انها بنيت على كذبة ولكن لانها انعكاس لواقع اقر عام 1991 : اذا ازلت صدام ولا تعرف من يقوم مقامه لن تحظى الا بالفوضى . هذه هي المشكلة والكل يقول اننا لا نستطيع الانسحاب حتى نحل كل المشاكل .
سيداتي وسادتي ، لن يكون هناك حل انيق في العراق . ليس هناك عصا سحرية نحركها لحل هذه المشكلة .اذا خرجنا ولدينا خطة فستكلف مع ذلك حياة 30 الف عراقي . دعونا ندرك هذا سيكون هناك اراقة دماء في العراق . سيقتل احدهم الاخر ولن نوقف ذلك .
اذا استمرينا في البقاء فقد يصبح العدد 60 الف او 90 الف بدلا من 30 الف. وفي نهاية الامر لقد خلقنا سيناريو كابوسي في العراق وافضل شيء نفعله هو تقليل الفشل . وهذا ما اتحدث عنه وللاسف هو جواب غير مقبول سياسيا . يقول الناس كلا يجب ان ننتصر يجب ان ننال النصر . ولكن لن يكون هناك نصر .
السيد هيرش- ما هي فرص توسيع الحرب ؟ ماهي فرص توسيع الحرب الى سوريا او حتى ايران ؟
السيد ريتر- الشيء المحزن الان ان ادارة بوش مزدحمة بالاشخاص الذين لايفهمون الحرب والذين لم يدخلوا الجيش في حياتهم . ولم يحضروا اية معركة
وهم لا يعرفون ماذا يعني ان يمون ابن او صديق او اخ او رفيق.
ولهذا لدينا وزيرة خارجية مثل كوندليزا رايس لديها الجرأة لتقف امام الشعب الامريكي لتقول ان الحرب هي الضامن الوحيد للسلم والامان . ثم تشهد امام
الكونغرس لتقول ليس فقط ان العراق قد يأخذ عشر سنوات اخرى من استثمار وقتنا ودمئنا واموالنا ولكن قد تكون سوريا وايران الاهداف التالية لادارة بوش. وهكذا فإن هذه الادارة لم تتعلم شيئا ولكن الاسوأ ان الكونغرس لم يتعلم شيئا فلم يسألوا كوندليزا اية اسئلة صعبة والان لدينا الشعب الامريكي .
ماهو الدرس الذي تعلمناه وماهو الفعل الذي سنقوم به .
المصدر: ذي نيشن 26/10/2005
** ترجمة دورية العراق - يرجى الاشارة الى الدورية عند اعادة النشر وشكرا .