المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الم يتعظ العرب من درس العراق؟!



الفرقاني
31-10-2005, 06:29 PM
المنار

الم يتعظ العرب من درس العراق؟!
تقرير "ميليس" .. رواية كتبها شذاذ الآفاق باخراج امريكي دماء في لبنان ودمشق تحت الحصار وتوطين اللاجئين الفلسطينيين

ما أشبه اليوم بالبارحة..
ما تعرض له العراق قبل شن الحرب عليه.. تتعرض له سورية الآن.. وفي دائرة الخطر نفسها تقف سوريا وفلسطين.. واذا بقي العرب امة وانظمة صامتين فان مصر والسعودية وغيرهما ستلحق ببغداد ودمشق.
اغتيال رفيق الحريري .. المستفيد الاول منه امريكا واسرائيل والجهات المتعاونة معهما في لبنان، واوكار المعارضة السورية ذات التربية الامريكية.
لهذه الاسباب سارعت واشنطن الى تشكيل لجنة تحقيق يقودها تيليف ميلس وهو صاحب سوابق مرفوضة.. واهداف التشكيل كانت واضحة منذ البداية.. توريط سوريا، ودفعها الى سحب قواتها من لبنان، وتوجيه رسائل شديدة على شكل انذارات الى الفلسطينيين ، واشاعة البلبلة والفوضى ومن تحتهما تمرير للكثير من الخطط الامريكية الاسرائيلية في لبنان اولا وسوريا ثانيا وجهات اخرى تباعا.
تشكيل اللجنة وضع ملف الاغتيال في متاهة، ولجنة التحقيق ليس هدفها كشف الحقيقة والوصول الى قاتلي الحريري، والتقرير الذي قدمه ميليس وان كان اوليا، فهو المادة التي سيستند اليها الامريكان وغيرهم للمضي في ترجمة السيناريوهات المعدة للمنطقة، وهي سيناريوهات تفرض رسم خرائط جديدة لدولها وتنصيب قيادات على المقاس الامريكي، لعرضها في كل الاوقات داخل (الفاترينا) الاسرائيلية.
الحريري اغتيل لتحقيق اهداف امريكية.. ولجنة التحقيق شكلت ايضا لاهداف امريكية.. وتوقيت اعلان التقرير الاولي جاء ايضا لاهداف امريكية.. فهو تعتيم على محاكمة الرئيس صدام( المزعوم)، وتعتيم على زيارة محمود عباس وما قاله بوش صراحة عندما تنصل من وعوده التي طرحها في السابق بشأن الدولة الفلسطينية، وفتح الباب لجلسة مجلس الامن الدولي لفرض عقوبات على سوريا.
منذ لحظة الاغتيال الاولى وبترتيب ودراسة انطلق زعماء سياسيون لبنانيون يتهمون سوريا.. والتف هؤلاء حول عائلة الرئيس الحريري، وبدأ تنفيذ السيناريو الامريكي.. اجراء الانتخابات النيابية، بعد مظاهرات واسعة، واطلق سراح سمير جعجع بطل مجازر صبرا وشاتيلا، وتمثلت عصاباته طرفا في المجلس النيابي، ودخلت فرنسا على الخط لدور في المنطقة وافقت عليه واشنطن ما دام يخدم المخططات الامريكية.. وفي لعبة مكشوفة، غادر قادة لبنانيون الى باريس ومعهم جعجع تحت ادعاء الخوف على حياتهم من الاغتيال.
وتبرز هنا حقيقة، يسهل على المبتدىء في السياسة ان يدركها وهي، ان مقتل رفيق الحريري في التوقيت الذي تم فيه وفي ظل حملات التحريض على سوريا لن يكون في صالح دمشق ،ان الاغتيال تم بعناية ودقة متناهيتين في ظل اصطفاف قام به وليد جنبلاط مع تعمية لعائلة الحريري، التي يفترض ان تدرس كل جوانب المسألة تفصيليا بحيادية ودقة حتى لا يتم توريطها.. ونضيع الحقيقة، حقيقة من قتل واغتال رفيق الحريري.. فالمطلوب هو البحث عن الجهة التي لها مصلحة في اغتيال الحريري.
انه سيناريو ترتيب جديد للساحة اللبنانية، تصفية المخيمات الفلسطينية وتوطين سكانها وسحب سلاحهم، وتوريط سوريا، واجبارها على سحب قواتها وفك التلاحم السوري اللبناني، وفرض حلول على الفلسطينيين الذين يناضلون من اجل حريتهم، وتعليق فشل وخسائر الامريكيين في العراق على كتف وكاهل سوريا، انه اشغال كامل لكل العرب بما تخطط له واشنطن، وتطويع للامة وقهر لشعوبها.. وهذا ما يجري الآن.
وتبرز، هنا، تساؤلات عديدة، لعل ابرزها:
لماذا قدم القاضي ميليس تقريره الآن.. قبيل عقد جلسة مجلس الامن الدولي لفرض عقوبات على سوريا؟!
لماذ قدم قاضي التحقيق تقريره وابقاه في الوقت نفسه مفتوحا؟!
التقرير المقدم لم يكن قادرا على اثبات شيء، في صلب القضية التي تشكلت لجنة التحقيق من اجلها ، فلماذا يروج له الامريكان على انه يحتوي الادلة كاملة؟!
لماذا هذه الضجة لتقرير هو عبارة عن لملمة لتحليلات وتوقعات طرحتها ولاكتها وسائل الاعلام منذ فترة، وفي كل يوم؟!
لماذا زج التقرير بمعظم الرؤوس المطلوبة امريكيا واسرائيليا؟!
التقرير اعطى الامريكان والاسرائيليين ورقة لممارسة قمعها في فلسطين والعراق، واشغال للامة عن هاتين الساحتين، ونزع لبنان وتحويلها الى قاعدة امريكية اسرائيلية.
تقرير ميليس فيه العديد من الشبهات والاسماء التي ذكرت ليس من باب الاتهام المباشر او وجود دلائل ثبوتية.
وسؤال آخر يطرح نفسه:
ماذا عن لقاءات ميليس السرية التي عقدها في مبنى السفارة الامريكية في عوكر بيروت وفي باريس ونيقوسيا مع ضباط المخابرات الامريكية.. وماذا عن شفافية لجنة التحقيق؟!
الواضح، ان السيناريو الامريكي المعد للبنان وسوريا آخذ في التحقق، فالمخيمات الفلسطينية محاصرة تمهيدا للتوطين .. وسوريا محاصرة، وهذا السيناريو ما كان ليتحقق او يجري العمل به لولا وقوع حدث كبير يجري استغلاله بتعاون مع جهات حليفة في ساحة الحدث نفسه، ومن هنا جاء اغتيال رفيق الحريري، فاستغل جسرا لتنفيذ السيناريو المذكور.. من هنا، فان الاغتيال هو مصلحة امريكية اسرائيلية، وليس مصلحة سورية.حتى لو تم بمشاركة سوريين ولبنانيين.
الهدف من اللعبة بجميع عناصرها، الاغتيال ولجنة التحقيق.. قد تحقق، والمنطقة دخلت مرحلة خطيرة صعبة، وسيكون لهذه اللبعة تداعيات رهيبة في اكثر من ساحة لتمتد سريعا الى ساحات اخرى تفتح شهية واشنطن لتمرير سيناريوهات اخرى في كل الساحات العربية، التي على ما يبدو باتت مهيئة بفعل صمت قياداتها وشعوبها.
ان تقرير ميليس القى بالمتهمين الحقيقيين بعيدا، وبقي اغتيال الحريري لغزا.. وواشنطن لا يعنيها مقتل الحريري، هي رتبته ورتبت اثاره ووجهت ردود الفعل عليه، واضاعت الحقيقة من خلال تشكيل لجنة تحقيق تأتمر بامر قيادة المخابرات الامريكية.
وواشنطن التي تتكبد خسائر فادحة في العراق، بعد ان شنت الحرب على هذا القطر دون وجه حق، وغطته باكاذيب تم كشفها غير قادرة على غزو دولة اخرى عسكريا فلجأت الى ألاعيب وضغوط وتخويف تساندها في المنطقة جهات حليفة معها، وتتلقى التعليمات منها، كما هو الحال في لبنان، الذي تحولت فيه القيادات الاجرامية الى قيادات في المجلس النيابي.
تقرير ميليس الذي يتألف من روايات وقصص رواها شذاذ آفاق وزعامات مهترئة في بيروت معروفة الارتباطات والامتدادات والعلاقات.. هذا التقرير لم يأت بجديد، انه مجرد التسريبات التي كانت تصدر عن بعض الدوائر المشبوهة امريكيا وفرنسيا واسرائيليا ولبنانيا.
ولكن، التقرير حقق ما خططت له امريكا، فهو اثار الفوضى، في المنطقة، واشغل الامة عن قضاياها، ووضع سوريا في دائرة الخطر، وضاعت لبنان لتسقط في براثن تل ابيب وواشنطن، وبات الفلسطينيون تحت وطأة المخططات الاسرائيلية دون انتباه عالمي، وتخلت ادارة البيت الابيض عن رؤية رئيسها وبدأ مشروع التوطين.
اسرائيل اتخذت سرا قرار العمل بمشروع الاستيطان الضخم المسمى E1 شرق القدس والجدار على وشك الانتهاء، والربط بين مدن الضفة الغربية عبر الانفاق والجسور ولا تواصل جغرافي، وغزة تقبع في سجن كبير، هذه هي تداعيات لجنة التحقيق بمقتل واغتيال رفيق الحريري، وجزار صبرا وشاتيلا قد يتسلم قيادة لبنان، وغدا تفتتح سفارة اسرئيلية في بيروت، كل هذه التداعيات بالفعل قد بدأت دون ان تحرك قيادات العرب ساكنا.
صمت العرب عما كانت تتعرض له العراق، بل شاركت القيادات العربية في ضرب العراق، كرها في صدام حسين.. وتشجعت امريكا فضربت في لبنان، وها هي تستعد لضرب سوريا بهذا الشكل او ذاك، وغدا تخلق ازمات لمصر فتنشغل، وفي السعودية بانتظار تطويع ومخططات تقسيم وفي السودان، والحبل على الجرار.
يقبع قادة العرب في قمقم الخوف، عادوا انفسهم وعادوا شعبهم، وبانوا غير قادرين على معارضة واشنطن.. لكن، هذا كله لن يحميهم من سيناريوهات الولايات المتحدة واسرائيل التي ستصلهم رغم تعاونهم الى درجة التبعية مع الادارة الامريكية.
انه المخطط الكبير الذي رسمه ووضعه المحافظون الجدد في الولايات المتحدة الاكثر صهيونية من الصهاينة، المخطط الذي يفتح ابواب العرب على مصاريعها لزحف وتغلغل اسرائيلي.
اشارات ذات دلالات
وعودة الى ايام ما قبل اغتيال الحريري، لقد كان هناك حشد وتحريض واضح ضد سوريا بمشاركة قوى واحزاب عززت علاقاتها وتحالفاتها مع اسرائيل والولايات المتحدة واقحمت فرنسا في المستنقع اللبناني.. وفي ذروته اغتيل رفيق الحريري، وعلى الفور كانت هناك خطوات جاهزة في حملات تحريض مرتب لها سلفا، فماذا يعني ذلك.
كذلك، سيارة الحريري كانت مجهزة باحدث الاجهزة الالكترونية مربوطة باقمار صناعية.. فكيف تم الاغتيال، ان الجهة التي نفذت حادث الاغتيال تملك وسائل متطورة وعلى علم تام بالشركات او اجهزة الدول المتقدمة التي زودت الحريري بهذه الاجهزة والوسائل، وهي جهة قامت بتفكيك هذه الوسائل ومثل هذه التقنية تملكها واشنطن وتل ابيب، ولا تملكها دول عربية، وهذه مسألة سارعت امريكا الى التعتيم عليها، وانطلقت بسرعة في توجيه الاتهامات واحداث البلبلة في الساحة اللبنانية.
وتبرز نقطة هامة.. للغاية، نطرحها، ونضعها برسم المجتمع الدولي.
ما دامت الولايات المتحدة تدعي حرصها على كشف حوادث الاغتيال باحثة عن العدالة، وملاحقة مرتكبي الجرائم ومعاقبتهم، فلماذا لم تحرك واشنطن ساكنا عندما اغتيل ياسر عرفات..؟! لماذا لم تسرع الى تشكيل لجنة تحقيق دولية، تستجوب قادة اسرائيل.
اليست ادارة جورج بوش، هي التي رحبت باغتيال الرئيس عرفات.. ورفضت حتى المساعدة في علاجه من التسمم الذي تعرض له؟!
وما هو سر "النخوة" التي ارتداها البيت الابيض عندما اغتيل رفيق الحريري؟!
ان تداعيات نشر التقرير خطيرة، وخططت لها واشنطن جيدا فلبنان تخرج من المنظومة العربية لتتحول الى خندق امريكي اسرائيلي ضد الامة، وقادة الميليشيات المرتبطون منذ زمن طويل مع تل ابيب يسيطرون على ساحة القطر اللبناني، وهم انفسهم توجه جهات عديدة اصابع الاتهام لهم باغتيال الحريري.
وسوريا دخلت دائرة الخطر والعزل والحصار والعقوبات.. وتوطين اللاجئين الفلسطينيين قد بدأ.. والسلطة الوطنية امام الحقد الاسرائيلي تقف وحيدة، وواشنطن تخلت عن تعهداتها..
والتساؤل الذي يطرح نفسه،هنا، امام هذه التداعيات الخطيرة، هو:
هل يبقى العرب صامتين، فتلحق بيروت ودمشق ببغداد؟! هل يتواصل صمتهم، لتغرق الساحات العربية بالدماء؟! ولماذا لا ينطلق القادة العرب الى دمشق تضامنا واسنادا، ورسالة الى بوش، بان شعوب الامة لم تعد تحتمل اكثر من مسلسل الاهانات الذي تتلقاه؟

منقول بتصرف

أبو شمخي
31-10-2005, 07:11 PM
ولماذا لا ينطلق القادة العرب الى دمشق تضامنا واسنادا. مقتبس/ الفرقاني

بعد وكت ليش هالإستعجال