الفرقاني
29-10-2005, 01:01 AM
هل يصح أن يفطر الصائم على منتجات أمريكية؟
د. ابراهيم علوش
كم هو غريبٌ مشهد بعض الأخوة الصائمين الملتزمين وهم يتناولون عند الإفطار مشروبات غازية أمريكية! ونلاحظ الصائم يفطر أحياناً على سيجارة مارلبور عندما يؤذن المؤذن أو على منتجات أمريكية أخرى. وقد أثرت هذا الموضوع مع أخوة إسلاميين غير ملتزمين بالمقاطعة، فقالوا هات لنا دليلاً شرعياً على ضرورة المقاطعة. ولست أدعي الفقه ولا القدرة على الإتيان بدليل شرعي، ولسوف أترك هذا الأمر لأهله، ولكني أود أن أطرح وجهة نظر متواضعة فيما أراه تناقضاً صارخاً بين الصوم من جهة والإفطار على منتجات أمريكية من جهة أخرى.
هل تفطر على دم أخيك؟ قد تقول أن الدم محرم، والميتة ولحم الخنزير، ولكن هذه الشركات التي لا تقاطعها تدفع من أرباحها حصة لدعم الكيان الصهيوني، وتذهب بعض ضرائبها لدعم الآلة العسكرية الأمريكية في العراق، وفي الحالتين يقتلون إخوتك، فعندما تقدم لها مالاً تفطر عملياً على دم أخيك.
هل تتشبه بأعداء الأمة؟ قد تقول إن التشبه بالعدو نوعٌ من الموالاة، ومن والاهم فهو منهم، فإنك لا تفعل، ولكن الكثير من الماركات العالمية للسجائر والوجبات السريعة والمشروبات الغازية وماركات الجينز وغيرها ليست مجرد منتوجات فحسب، بل عناوين لما يسمى نمط الحياة الأمريكية، فهي منتجات ثقافية لا استهلاكية فحسب، أي أنك تتشبه هنا، بعد صيامك، بأعداء الأمة. ولعل واحداً من أهم الموضوعات التي تستند إليها الأمة في الإسلام اليوم هي دوره في مقاومة الغزو الثقافي، فكيف توفق بين صيامك اقتناعاً بالإسلام وبين التشبه بأعداء الأمة؟ وكل هذه الأشياء، من السجائر للوجبات السريعة للمشروبات الغازية للجينز لها بدائل غير أمريكية، فعلام التهافت لاستهلاك دعاية العدو الثقافية؟ هل تجد لذةً في إظهار الماركات المعبرة عن نمط الحياة الأمريكية أمام الناس؟ وكيف يجوز ذلك لصائم؟
أخي العزيز وأختي العزيزة، هل تفعل ما يخالف مصلحة الأمة؟ قد تقول إن هذه أمتكم أمةٌ واحدة، فأنت لا تخالفها ولا تسير عكس مصلحتها ولا تفعل ما يفيد أعداءها، ولا تزيغ عنها ولا يفعل ذلك إلا هالك، وأنت تعرف أن العدو يسعى لاستباحة الأمة أرضاً وشعباً وموارد وخيرات. فهو يقاتل لأسبابٍ مادية منها مصالح سياسية وعسكرية ومنها السيطرة على الأسواق والنفط، أي إن السيطرة الاقتصادية جزءٌ أساسٌ في المشروع المعادي بالرغم من أن بوش الصغير يزعم التحدث مع الرب عز وجل. وأنت عندما تشتري المنتجات الأمريكية تحقق للعدو جزءاً صغيراً من هدفه في السيطرة على أسواق الأمة وقوتها الشرائية. أفلا يخالف ذلك مصلحة الأمة؟
فليسمح لي المفطرون على المنتجات الأمريكية، إن هذا لا يتفق مع أخلاقيات الصيام برأيي المتواضع، حيث يفترض بالصيام أن يعلم ضبط النفس وتنسيق الخطوة مع الجماعة.
ولست من الذين يصعبون الأمور ويعقدونها، بل أقول أخي المواطن قاطع ما استطعت إلى المقاطعة بديلاً. فرب أشياء لا نستطيع مقاطعتها بسبب عدم توافر بدائل مناسبة لها، مثل الخبز والبرنامج الذي يشغل الكومبيوتر والطائرة التي نسافر بها وبعض أنواع الدواء وغيرها، وعندها لا حول ولا قوة إلا بالله، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، فشعار «قاطع ما استطعت إلى المقاطعة بديلاً» استراتيجية مرنة لتطبيق المقاطعة وللتثقيف بها. مثلاً، إخوتنا في أمريكا قد لا يستطيعون مقاطعة المنتجات الأمريكية، فليسعوا إذن لمقاطعة المنتجات الصهيونية، وإخوتنا في الأرض المحتلة في فلسطين قد لا يستطيعون اليوم مقاطعة المنتجات الصهيونية، فحاولوا لذلك أن يقاطعوا المنتجات الأمريكية. وفي الحالتين، يكون الهدف هو ممارسة المقاطعة كشكل من أشكال المقاومة وتعميق الوعي بضرورة القطيعة مع العدو.
ولا حرج على المقاتل في فلسطين المحتلة أن يستخدم أسلحة صهيونية، ولا على المقاتل العراقي أن يستخدم أسلحةً أمريكية، ولكن شتان ما بين ذلك وبين عقد الصفقات العسكرية وغير العسكرية مع أمريكا والكيان الصهيوني.
د. ابراهيم علوش
كم هو غريبٌ مشهد بعض الأخوة الصائمين الملتزمين وهم يتناولون عند الإفطار مشروبات غازية أمريكية! ونلاحظ الصائم يفطر أحياناً على سيجارة مارلبور عندما يؤذن المؤذن أو على منتجات أمريكية أخرى. وقد أثرت هذا الموضوع مع أخوة إسلاميين غير ملتزمين بالمقاطعة، فقالوا هات لنا دليلاً شرعياً على ضرورة المقاطعة. ولست أدعي الفقه ولا القدرة على الإتيان بدليل شرعي، ولسوف أترك هذا الأمر لأهله، ولكني أود أن أطرح وجهة نظر متواضعة فيما أراه تناقضاً صارخاً بين الصوم من جهة والإفطار على منتجات أمريكية من جهة أخرى.
هل تفطر على دم أخيك؟ قد تقول أن الدم محرم، والميتة ولحم الخنزير، ولكن هذه الشركات التي لا تقاطعها تدفع من أرباحها حصة لدعم الكيان الصهيوني، وتذهب بعض ضرائبها لدعم الآلة العسكرية الأمريكية في العراق، وفي الحالتين يقتلون إخوتك، فعندما تقدم لها مالاً تفطر عملياً على دم أخيك.
هل تتشبه بأعداء الأمة؟ قد تقول إن التشبه بالعدو نوعٌ من الموالاة، ومن والاهم فهو منهم، فإنك لا تفعل، ولكن الكثير من الماركات العالمية للسجائر والوجبات السريعة والمشروبات الغازية وماركات الجينز وغيرها ليست مجرد منتوجات فحسب، بل عناوين لما يسمى نمط الحياة الأمريكية، فهي منتجات ثقافية لا استهلاكية فحسب، أي أنك تتشبه هنا، بعد صيامك، بأعداء الأمة. ولعل واحداً من أهم الموضوعات التي تستند إليها الأمة في الإسلام اليوم هي دوره في مقاومة الغزو الثقافي، فكيف توفق بين صيامك اقتناعاً بالإسلام وبين التشبه بأعداء الأمة؟ وكل هذه الأشياء، من السجائر للوجبات السريعة للمشروبات الغازية للجينز لها بدائل غير أمريكية، فعلام التهافت لاستهلاك دعاية العدو الثقافية؟ هل تجد لذةً في إظهار الماركات المعبرة عن نمط الحياة الأمريكية أمام الناس؟ وكيف يجوز ذلك لصائم؟
أخي العزيز وأختي العزيزة، هل تفعل ما يخالف مصلحة الأمة؟ قد تقول إن هذه أمتكم أمةٌ واحدة، فأنت لا تخالفها ولا تسير عكس مصلحتها ولا تفعل ما يفيد أعداءها، ولا تزيغ عنها ولا يفعل ذلك إلا هالك، وأنت تعرف أن العدو يسعى لاستباحة الأمة أرضاً وشعباً وموارد وخيرات. فهو يقاتل لأسبابٍ مادية منها مصالح سياسية وعسكرية ومنها السيطرة على الأسواق والنفط، أي إن السيطرة الاقتصادية جزءٌ أساسٌ في المشروع المعادي بالرغم من أن بوش الصغير يزعم التحدث مع الرب عز وجل. وأنت عندما تشتري المنتجات الأمريكية تحقق للعدو جزءاً صغيراً من هدفه في السيطرة على أسواق الأمة وقوتها الشرائية. أفلا يخالف ذلك مصلحة الأمة؟
فليسمح لي المفطرون على المنتجات الأمريكية، إن هذا لا يتفق مع أخلاقيات الصيام برأيي المتواضع، حيث يفترض بالصيام أن يعلم ضبط النفس وتنسيق الخطوة مع الجماعة.
ولست من الذين يصعبون الأمور ويعقدونها، بل أقول أخي المواطن قاطع ما استطعت إلى المقاطعة بديلاً. فرب أشياء لا نستطيع مقاطعتها بسبب عدم توافر بدائل مناسبة لها، مثل الخبز والبرنامج الذي يشغل الكومبيوتر والطائرة التي نسافر بها وبعض أنواع الدواء وغيرها، وعندها لا حول ولا قوة إلا بالله، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، فشعار «قاطع ما استطعت إلى المقاطعة بديلاً» استراتيجية مرنة لتطبيق المقاطعة وللتثقيف بها. مثلاً، إخوتنا في أمريكا قد لا يستطيعون مقاطعة المنتجات الأمريكية، فليسعوا إذن لمقاطعة المنتجات الصهيونية، وإخوتنا في الأرض المحتلة في فلسطين قد لا يستطيعون اليوم مقاطعة المنتجات الصهيونية، فحاولوا لذلك أن يقاطعوا المنتجات الأمريكية. وفي الحالتين، يكون الهدف هو ممارسة المقاطعة كشكل من أشكال المقاومة وتعميق الوعي بضرورة القطيعة مع العدو.
ولا حرج على المقاتل في فلسطين المحتلة أن يستخدم أسلحة صهيونية، ولا على المقاتل العراقي أن يستخدم أسلحةً أمريكية، ولكن شتان ما بين ذلك وبين عقد الصفقات العسكرية وغير العسكرية مع أمريكا والكيان الصهيوني.