المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة تشهد بتطور المقاومة العراقية



عبدالغفور الخطيب
18-10-2005, 12:22 AM
المقاومة المتطورة في العراق وظفت أخطاء أمريكا الإستراتيجية لصالحها

بغداد : ميسون جبوري

قدم الأستاذ في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن أنتوني كوردسمان دراسة بعنوان المقاومة المتطورة في العراق تناولت بالتفصيل أخطاء أمريكا الإستراتيجية وأخطاءها في اختيارها إستراتيجية ذات أهداف لما بعد الصراع غير واقعية ومن غير الممكن تحقيقها, وتخطيطها لحرب أرادت أن تخوضها وليس للسلام الذي كان من المؤكد أن يعقب هذه الحرب.


مبيناً أن أكثر أخطائها وضوحاً هو تبريرها الأساس لخوض حرب على خطر مبني على تقدير مخابراتي عن جهود عراقية لصنع أسلحة دمار شامل، وهو ما تبين للولايات المتحدة في ما بعد أنه لا وجود له.


ومن ضمن الأخطاء التي أشارت لها الدراسة هي ارتكاب الولايات المتحدة خطأً أشد خطورة وهو خطأ الإغفال التام لمشكلات العالم الحقيقي في عمليات تحقيق الاستقرار وبناء الدولة، وارتكاب أخطاء سياسية وعسكرية كاسحة خلقت الكثير من مناخ المقاومة في العراق.

واستعرض كورد سمان في دراسته قائمة طويلة من الإخفاقات التي تفاقمت بفعل مشكلات أخرى، منها: الإخفاق في تقدير النزعة القومية العراقية، والإخفاق في تقدير حجم مشكلات العراق، والإخفاق في رؤية الاختلافات العرقية والطائفية في العراق، والاعتماد المفرط على جماعات المنفيين بما لهم من مصداقية محدودة ونفوذ محدود في العراق، بالإضافة إلى الإخفاق في توقع خطر المقاومة وتسرب المتطرفين من الخارج، على الرغم من التحذير المخابراتي الهام، والإخفاق في تقديم تقدير نزيه لطبيعة المقاومة العراقية وحجمها، وهي تنمو وتصبح باطراد أشد خطورة.



وتناولت دراسة كوردسمان عدة جوانب منها إخفاق الولايات المتحدة في خلق الظروف السياسية المناسبة للتقليل من الاستياء الشعبي من قوات التحالف وفي خلق المناخ السياسي الذي يمكن أن يسهل مهمة استبدال هذه القوات بقوات عراقية فعالة.

وأوضح بالتفصيل تطور أساليب المقاومة في العراق كتنفيذ سلسلة متعقبة من الكمائن وتطوير خليط مركب وكمائن باستخدام أسلحة صغيرة وبسيطة مثل الأسلحة الأوتوماتيكية وقذائف الهاون وار . بي.جي والمهاجمة من مواقع نائية ومتعددة أو استخدام تجهيزات موقوتة .

بالإضافة إلى خلق شبكات غير رسمية موزعة لأغراض القيادة والسيطرة والاتصالات وأجهزة الحاسوب بطريقة متعمدة، واستغلال نقاط الضعف في المخابرات الأمريكية، حيث تعلم المقاومون أن المخابرات الأمريكية تكون في أكمل أحوالها حول توصيف الأشياء وحسابها، وأن الولايات المتحدة تملك قدرات ضئيلة في قياس وتوصيف المشاة وأعضاء المقاومة والجرحى والخسائر البشرية، وهم يستغلون نقاط الضعف هذه في هجماتهم .

كما أن المقاومين يستغلون وظيفة بث الرسائل النصية على الهواتف الخلوية للاتصال في محاولة تجنب التصنت الالكتروني من الجانب الأمريكي، وغالباً ما يستخدم المقاومون أكثر من جهاز واحد لتوصيل الرسالة كي لا يلتقط الذين يتنصتون إلا جزءاً من الرسالة، ويستغل المقاومون أيضاً بطء رد الفعل العراقي والأمريكي على الصعيد التكتيكي وأنماطهم التكتيكية والأمنية والحركية الثابتة، واستخدام تكرار الحوادث وتوزيع الهجمات بالشكل الذي ينهك إمكانات المخابرات والاستطلاع والتعقب الأمريكية، بالإضافة إلى استخدام الانبعاث والتسلل من جديد والتمركز والاختباء والعودة للظهور والتفرق تحت الضغط أو حين تبدو الهزيمة مرجحة دع الأمريكيين يأخذون مدينة فارغة أو هدفاً فارغاً عد إلى الظهور حينما يتراجع الوجود التكتيكي الأمريكي.

وأشار كوردسمان في دراسته إلى أن المقاومين طوروا قدراتهم في الهجوم على الرغم من القتال الخطير الذي خاضوه في الفلوجة والموصل وسامراء، وتعلموا القدر الكثير عن كيفية استخدام أسلحتهم وصنع تجهيزات متفجرة مرتجلة أكثر تطوراً، وعن التخطيط للهجمات والكمائن وتحسين أمنهم وتحديد مواقع و أهداف هجماتهم، وبالتحديد الأهداف التي تترك أثراً سياسياً وإعلامياً.