imran
17-10-2005, 11:20 PM
شبكة البصرة
محمد الحسناوي / القدس العربي
في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي خضعت المنطقة العربية، ولاسيما سورية ومصر، للنفوذ الروسي بمختلف أشكاله، السياسي والفكري علي حد سواء، ووصل الأمر إلي درجة قيام أنظمة عربية ماركسية في كل من السودان (أيام النميري الأولي) وفي اليمن الجنوبي قبل وحدة اليمنين، وكانت الفاتحة المؤثرة صفقة الأسلحة التي أبرمتها مصر عبد الناصر مع تشيكوسلوفاكية نتيجة التضييق الأوروبي الأمريكي علي تسلح العرب في وجه التسلح الإسرائيلي واختلال ميزان القوي في المنطقة، وهلل العرب من المحيط إلي الخليج فرحين بكسر الطوق علي التسلح، زاد في ذلك تعاون الاتحاد السوفييتي ومن شايعه مع العرب في المحافل الدولية في القضية الفلسطينية وفي رد العدوان الثلاثي علي مصر وقناة السويس.
ومع كل تلك المؤثرات كان هناك تمييز متصاعد بين البعد السياسي والبعد الفكري للعلاقة بين العرب وبين روسية الشيوعية، تمارسه الأحزاب القومية والإسلامية علي حد سواء، بل إن الرئيس عبد الناصر الذي شق طريق العلاقات مع الكتلة الشرقية، وفتح باب النفوذ الروسي غير قاصد، كان رائداً في الفصل العملي بين البعد السياسي والبعد الفكري الماركسي للعلاقات. ففي بداية الوحدة مع سورية تمت مصادرة الحزب الشيوعي السوري الذي رفض الوحدة العربية بين القطرين، وظهر علي السطح خلافه مع غورباتشوف حول الأحزاب الشيوعية في المنطقة بدءاً بمصر، لكن ذلك لم يمنع من انصباغ مراكز القوي المصرية الحاكمة بالفكر الماركسي لمحاربة الإخوان المسلمين، ولملء الفراغ السياسي المصري، حتي مجيء خليفته أنور السادات، وتصفية مراكز القوي بالتوازي مع التحولات ضد الفكر والنفوذ الشيوعيين في المنطقة. وكانت الضربة القاصمة انفراط المنظومة الاشـــتراكية، بدءاً من روسية والاتحاد السوفييتي.
مع سقوط شاه إيران في مطلع الثمانينيات، وظهور الخميني والثورة الإيرانية، وقيام دولة الآيات في إيران، دخلت المنطقة تحت نفوذ جديد إيراني، أخذ يحل شيئاً فشيئاً محل النفوذ الروسي، لكأنما كتب علي العرب أن يخرجوا من نفوذ إلي نفــوذ، وأن لا تكون لهم استقلالية كاملة أو رسالة في الحياة، وهم أصحاب الرسالات السماوية، ومهبط الديانات، ومنبع الحضارات القديمة والوسطي.
لللعرب ـ ولا سيما دول الطوق حول فلسطين ـ مصلحة سياسية في توثيق العلاقة مع العالم الإسلامي، ولكن ليس لهم مصلحة في استيراد الشعوبية، واحتلال جزر أبي موسي وطنب الكبري وطنب الصغري، والتشكيك في القرآن الكريم، وفي سب الصحابة الكرام، وعلي الأخص الخلفاء الثلاثة وأمّ المؤمنين عائشة، رضي الله عنهم، وفي تمجيد الفارسي أبي لؤلؤة الذي اغتال الخليفة عمر بن الخطاب، فيقام له مزار مشهور إلي اليوم، ثم الطمس المنظم لهوية عربستان. ولا مصلحة للعرب في محو الهوية العربية للعراق، والاعتراف بقومية فارسية بين النهرين، وانسلاخ الجنوب العراقي باسم الفيدرالية، إلي آخر المتوالية.
أكثر العرب اليوم يجهلون أن بلاد فارس كانت منذ صدر الإسلام وإلي مدي قريب (سنيّة) أي تحب العرب ممثلين بالصحابة الكرام وبالعربية لغة القرآن الكريم، إلي أن ظهرت الحركة الصفوية في القرون الأخيرة، وفرضت التشيع الصفوي بالسيف، وأقامت مجازر جماعية وحروباً أهلية لتحقيق ذلك. وهذا يعني أن تصدير هذا التشيع إلي العالم العربي يوقد حروباً أهلية وفتناً داخلية وتناحراً نحن في غني عنه، فضلا عن كونه مورداً لنا موارد التهلكة في الدنيا والآخرة. فمثلا كلما اتجهت الخلافة العثمانية في الماضي لمناجزة أعدائها في أوروبا قام الصفويون باحتلال العراق وشغل الجيش العثماني من الشرق، هذا غير المجازر التي ترتكب في تلك الحروب. وقد تناقلت الصحف العربية المتخصصة (خطة سرية موجهة من مجلس شوري الثورة الثقافية الإيرانية إلي المحافظين في الولايات الإيرانية) ومدة هذه الخطة خمسون عاماً، علي خمس مراحل، الغاية منها تشييع أهل السنة المتبقين في إيران والدول المجاورة، وتصدير الثورة الإيرانية. (انظر مجلة البيان ـ المنتدي الإسلامي ـ لندن ـ عدد 123).
بصرف النظر عن الحديث حول (الهلال الشيعي) في المنطقة العربية، وعن التجاذبات السياسية حول هوية العراق العربية، وانتباه الأنظمة العربية المتأخر أو تقصيرها، وإسهام إيران في تسهيل احتلال الأمريكان لكل من أفغانستان والعراق.. سوف نقصر حديثنا علي النفوذ الإيراني في سورية، ومخاطره القريبة والبعيدة علي سورية العربية وعلي المنطقة بأسرها.
يتمثل النفوذ الإيراني في سورية بمظاهر متعددة، غبر المواقف السياسية الخارجية التي لا خلاف عليها، يجمع هذه المظاهر الدعوة للتشيع الصفوي، وذلك:
1ـ بقدوم دعاة يطوفون المدن والقري مثل الشيخ عبد الحميد المهاجر الذي خصص له برنامج في تلفزيون دمشق كل يوم جمعة، وآية الله عبد الصاحب الواحدي الموسوي، والشيخ علي البدري الذي يعد من كبار دعاة الشيعة في العالم (قام بإنشاء مراكز للتدريس ومكتبات للمطالعة في كل من اليمن والمغرب والجزائر وتنزانيا وغينيا وسيراليون وهولندا وألمانيا ولندن والسويد والدانمارك) وزار مصر والسودان، ونشط في محافظات حلب وضواحيها، وحمص وضواحيها، والحسكة والقامشلي والرقة واللاذقية وضواحيها ودير الزور، وافتتح عشرات المكتبات حتي هلك عام 1998م، والداعية العراقي عبد الزهرة.
2 ـ أو إقامة المناسبات الدينية والموالد أو المؤتمرات الثقافية، يحضرها مسؤولون رسميون، وتدعي إليها الجماهير، والمرأة التي نحضر واسمها زينب تقدم لها هدايا خاصة.
3ـ وبإقامة مراكز ثقافية أو حوزات دينية، كما هي الحال في ثلاث مناطق استراتيجية من القطر السوري، أولاها: في جنوب سورية.. الحوزة الدينية في دمشق العاصمة (ضاحية الست زينب: أكبر مركز لهم في سورية تكثر حواليه الحوزات والحسينيات، ويعد أكبر حوزة في العالم بعد النجف وقم). ثانيتها في شمال سورية (مركز النقطة أو المشهد) في ضاحية الأنصاري من حلب (مسجد ومكتبة ومرافق للولائم والاحتفالات) وقد شكل فيه (جمعية الإعمار والإحسان الإسلامية الجعفرية) التي أنجزت:
ـ بناء معهد الإمام الحسين للدراسات الإسلامية.
ـ بناء صحن آخر للمشهد.
ـ بناء ميتم.
ـ بناء مشغل.
ـ بناء موقف للسيارات القادمة.
ـ بناء مستوصف ومشفي خيري.
ثالثتها في شرقي شمال سورية.. المركز الثقافي الإيراني في مدينة الرقة، حيث الإطلال والاتصال بالبادية السورية والعشائر العربية (مقبرة لأهل الرقة تمّ الاستيلاء عليها، وتجريف القبور منها، والإبقاء علي قبرين، يقال إنهما ضريحان للصحابي الجليل عمار بن ياسر والتابعي أويس القرني، ليشاد حولهما مزار ومقام للعبادة ومرافق للولائم والاحتفالات ومكتبة).
4 ـ بناء المساجد والحسينيات في المدن والقري والأرياف السورية: مثل مسجد (صفية) في دمشق ـ حيّ العمارة منطقة السادات، مسجد في مدينة عدرا حول دمشق، مسجد في درعا (شارع كورنيش المطار الغربي) عام 2000م. ومسجد النقطة في حلب، ومسجد وحسينية في مدينة الطبقة، وحسينيات في قرية خشام قرب البصيرة، وفي قري الصغير والصعوة والكسرة التابعات لدير الزور، وحسينية في ناحية الجبسة الشذّادي التابعة للحسكة حيث آبار النفط والعمال قليلو الثقافة.
5 ـ بناء المشافي الخيرية: مشفي الخميني في دمشق ـ المشفي الخيري والمستوصف في حلب، والسيطرة علي (مشفي الهلال الأحمر) فيها.
6 ـ فتح مكتبات يسمونها الحوانيت، لإعارة الكتب وتوزيعها مجاناً، وربما خصصوا جوائز (عن كل كتاب ألف ليرة سورية) لمن يقرأ كتاباً أو أكثر، وتزداد الهبة بازدياد القراءة، وتوزيع بعض البرامج (السيديات) مثل السلسلة الإسلامية (المكتبة الإسلامية الشاملة) فضلاً عن الصحف والمجلات.
7 ـ تقديم تسـهيلات للراغبين بالدراسة في الجــامعات الإيرانيـــة في مخــتلف الاختصاصات.
8 ـ توزيع مبالغ من المال في بعض النواحي علي شكل قروض،فإذا جاء أجل موعد التقاضي يُعفي المستدين من قرضه.
9 ـ توجيه السياحة الدينية من إيران (للحج) إلي مقام السيدة زينب في دمشق، فقد ارتفع عدد الوافدين عام 1978 من سبعة وعشرين ألفاً إلي 202000 بعد خمس سنوات، أي تضاعف الرقم تسع مرات (نقلاً عن الدكتور محمد حبش، نقلاً جريدة تشرين الرسمية).
10 ـ ترتيب زيارات منظمة وموجهة إلي إيران.. لوجهاء سورية، مثل أساتذة كلية الشريعة، أو رؤساء العشائر العربية، بدعوات من السفير الإيراني بدمشق. إحــــدي هذه الزيارات مجموعة من شيوخ العشائر بقيادة حميد الجربا شيخ شمر، مثل فيصل العريف شيخ عشيرة خفاجة، وعواد العواملة شيخ عشيرة الوهب من قرية البويهج. والزائرون يعودون محملين بالهدايا والجيوب المنتفخة.
11 ـ توزيع جوالق الرز واللحم بالسكر علي بعض القري التي استجابت للدعاية المنظمة. وقد أثر الرز والسكر في قرية كاملة في ريف إدلب.
12 ـ صرف رواتب شهرية منظمة للمستجيبين للدعاية والعاملين عليها، ولاسيما في المنطقة الشرقية والجزيرة السورية والبادية. نتحفظ علي الأسماء أملاً في أن يستيقظ هؤلاء علي ما يراد منهم ولشعبهم ولوطنهم.
13 ـ تجنيد علماء دين مشهورين، والعهدة هنا علي المصادر الإيرانية، وعلي أن ما نسب للذين سوف نذكرهم لم يتم تكذيبه من أصحاب العلاقة حتي الآن.
14 ـ حفلات التزويج الجماعي، كالحفلة التي تمت في مشهد حلب لزواج 60عروساً نفقاتهم مدفوعة من السفارة الإيرانية ومن مكتب خامنئي، كما صرح عريف الحفل.
ولاستكمال الصورة نشير إلي أن هذه الأنشطة لا تمر دائماً بسلام، بسبب الاستفزاز الذي تحدثه بين المواطنين، ففي قرية (جديد بكارة) التابعة لدير الزور، نصب المتحولون خيمة كبيرة لاستقبال عبد الحميد المهاجر، فعمد أحد المواطنين المحتجين علي حضوره إلي حرق الخيمة علي من فيها، ففروا مذعورين.
متي حــصل كل هذا في سورية، وكيف، وإلي أين؟
لاشك أن سياسات الأسد الأب والأسد ابن هي العامل الأول لكل هذا وسواه مما لم نفصله، سياسة ( التشجيع الخفي والمعلن)، مما أوجد مظلة ومناخاً يشجعان الناشطين الإيرانيين، ويقمعان المعارضين السوريين، مما يضاعف الاحتقان الشعبي في سورية، ويوهن الجبهة الداخلية، في مرحلة بالغة الحرج والخطورة.
علي أن الخيوط الأولي تبدأ منذ زيارات موسي الصدر لشيوخ الجبل، جبل اللاذقية، ومن قبله آية الله شيرازي، واستصدار فتوي مشهورة، تلحق سكان تلك المنطقة بالشيعة الإثني عشرية.
النفوذ الإيراني الفكري الاجتماعي الاستيطاني في سورية وتداعياته يجب أن يفصل عن التعاون السياسي في القضايا الخارجية، وإلا كان معطلاً لها، وخطراً علي سورية شعباً وحكومة، وعلي المنطقة العربية بالتالي، فهل من سميع؟
شبكة البصرة
الجمعة 10 رمضان 1426 / 14 تشرين الاول 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
** كما هو معلوم ان من ادوار حزب اللات هو نشر نفوذ ايران في سوريا والاردن وفلسطين
منقول بتصرف
محمد الحسناوي / القدس العربي
في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي خضعت المنطقة العربية، ولاسيما سورية ومصر، للنفوذ الروسي بمختلف أشكاله، السياسي والفكري علي حد سواء، ووصل الأمر إلي درجة قيام أنظمة عربية ماركسية في كل من السودان (أيام النميري الأولي) وفي اليمن الجنوبي قبل وحدة اليمنين، وكانت الفاتحة المؤثرة صفقة الأسلحة التي أبرمتها مصر عبد الناصر مع تشيكوسلوفاكية نتيجة التضييق الأوروبي الأمريكي علي تسلح العرب في وجه التسلح الإسرائيلي واختلال ميزان القوي في المنطقة، وهلل العرب من المحيط إلي الخليج فرحين بكسر الطوق علي التسلح، زاد في ذلك تعاون الاتحاد السوفييتي ومن شايعه مع العرب في المحافل الدولية في القضية الفلسطينية وفي رد العدوان الثلاثي علي مصر وقناة السويس.
ومع كل تلك المؤثرات كان هناك تمييز متصاعد بين البعد السياسي والبعد الفكري للعلاقة بين العرب وبين روسية الشيوعية، تمارسه الأحزاب القومية والإسلامية علي حد سواء، بل إن الرئيس عبد الناصر الذي شق طريق العلاقات مع الكتلة الشرقية، وفتح باب النفوذ الروسي غير قاصد، كان رائداً في الفصل العملي بين البعد السياسي والبعد الفكري الماركسي للعلاقات. ففي بداية الوحدة مع سورية تمت مصادرة الحزب الشيوعي السوري الذي رفض الوحدة العربية بين القطرين، وظهر علي السطح خلافه مع غورباتشوف حول الأحزاب الشيوعية في المنطقة بدءاً بمصر، لكن ذلك لم يمنع من انصباغ مراكز القوي المصرية الحاكمة بالفكر الماركسي لمحاربة الإخوان المسلمين، ولملء الفراغ السياسي المصري، حتي مجيء خليفته أنور السادات، وتصفية مراكز القوي بالتوازي مع التحولات ضد الفكر والنفوذ الشيوعيين في المنطقة. وكانت الضربة القاصمة انفراط المنظومة الاشـــتراكية، بدءاً من روسية والاتحاد السوفييتي.
مع سقوط شاه إيران في مطلع الثمانينيات، وظهور الخميني والثورة الإيرانية، وقيام دولة الآيات في إيران، دخلت المنطقة تحت نفوذ جديد إيراني، أخذ يحل شيئاً فشيئاً محل النفوذ الروسي، لكأنما كتب علي العرب أن يخرجوا من نفوذ إلي نفــوذ، وأن لا تكون لهم استقلالية كاملة أو رسالة في الحياة، وهم أصحاب الرسالات السماوية، ومهبط الديانات، ومنبع الحضارات القديمة والوسطي.
لللعرب ـ ولا سيما دول الطوق حول فلسطين ـ مصلحة سياسية في توثيق العلاقة مع العالم الإسلامي، ولكن ليس لهم مصلحة في استيراد الشعوبية، واحتلال جزر أبي موسي وطنب الكبري وطنب الصغري، والتشكيك في القرآن الكريم، وفي سب الصحابة الكرام، وعلي الأخص الخلفاء الثلاثة وأمّ المؤمنين عائشة، رضي الله عنهم، وفي تمجيد الفارسي أبي لؤلؤة الذي اغتال الخليفة عمر بن الخطاب، فيقام له مزار مشهور إلي اليوم، ثم الطمس المنظم لهوية عربستان. ولا مصلحة للعرب في محو الهوية العربية للعراق، والاعتراف بقومية فارسية بين النهرين، وانسلاخ الجنوب العراقي باسم الفيدرالية، إلي آخر المتوالية.
أكثر العرب اليوم يجهلون أن بلاد فارس كانت منذ صدر الإسلام وإلي مدي قريب (سنيّة) أي تحب العرب ممثلين بالصحابة الكرام وبالعربية لغة القرآن الكريم، إلي أن ظهرت الحركة الصفوية في القرون الأخيرة، وفرضت التشيع الصفوي بالسيف، وأقامت مجازر جماعية وحروباً أهلية لتحقيق ذلك. وهذا يعني أن تصدير هذا التشيع إلي العالم العربي يوقد حروباً أهلية وفتناً داخلية وتناحراً نحن في غني عنه، فضلا عن كونه مورداً لنا موارد التهلكة في الدنيا والآخرة. فمثلا كلما اتجهت الخلافة العثمانية في الماضي لمناجزة أعدائها في أوروبا قام الصفويون باحتلال العراق وشغل الجيش العثماني من الشرق، هذا غير المجازر التي ترتكب في تلك الحروب. وقد تناقلت الصحف العربية المتخصصة (خطة سرية موجهة من مجلس شوري الثورة الثقافية الإيرانية إلي المحافظين في الولايات الإيرانية) ومدة هذه الخطة خمسون عاماً، علي خمس مراحل، الغاية منها تشييع أهل السنة المتبقين في إيران والدول المجاورة، وتصدير الثورة الإيرانية. (انظر مجلة البيان ـ المنتدي الإسلامي ـ لندن ـ عدد 123).
بصرف النظر عن الحديث حول (الهلال الشيعي) في المنطقة العربية، وعن التجاذبات السياسية حول هوية العراق العربية، وانتباه الأنظمة العربية المتأخر أو تقصيرها، وإسهام إيران في تسهيل احتلال الأمريكان لكل من أفغانستان والعراق.. سوف نقصر حديثنا علي النفوذ الإيراني في سورية، ومخاطره القريبة والبعيدة علي سورية العربية وعلي المنطقة بأسرها.
يتمثل النفوذ الإيراني في سورية بمظاهر متعددة، غبر المواقف السياسية الخارجية التي لا خلاف عليها، يجمع هذه المظاهر الدعوة للتشيع الصفوي، وذلك:
1ـ بقدوم دعاة يطوفون المدن والقري مثل الشيخ عبد الحميد المهاجر الذي خصص له برنامج في تلفزيون دمشق كل يوم جمعة، وآية الله عبد الصاحب الواحدي الموسوي، والشيخ علي البدري الذي يعد من كبار دعاة الشيعة في العالم (قام بإنشاء مراكز للتدريس ومكتبات للمطالعة في كل من اليمن والمغرب والجزائر وتنزانيا وغينيا وسيراليون وهولندا وألمانيا ولندن والسويد والدانمارك) وزار مصر والسودان، ونشط في محافظات حلب وضواحيها، وحمص وضواحيها، والحسكة والقامشلي والرقة واللاذقية وضواحيها ودير الزور، وافتتح عشرات المكتبات حتي هلك عام 1998م، والداعية العراقي عبد الزهرة.
2 ـ أو إقامة المناسبات الدينية والموالد أو المؤتمرات الثقافية، يحضرها مسؤولون رسميون، وتدعي إليها الجماهير، والمرأة التي نحضر واسمها زينب تقدم لها هدايا خاصة.
3ـ وبإقامة مراكز ثقافية أو حوزات دينية، كما هي الحال في ثلاث مناطق استراتيجية من القطر السوري، أولاها: في جنوب سورية.. الحوزة الدينية في دمشق العاصمة (ضاحية الست زينب: أكبر مركز لهم في سورية تكثر حواليه الحوزات والحسينيات، ويعد أكبر حوزة في العالم بعد النجف وقم). ثانيتها في شمال سورية (مركز النقطة أو المشهد) في ضاحية الأنصاري من حلب (مسجد ومكتبة ومرافق للولائم والاحتفالات) وقد شكل فيه (جمعية الإعمار والإحسان الإسلامية الجعفرية) التي أنجزت:
ـ بناء معهد الإمام الحسين للدراسات الإسلامية.
ـ بناء صحن آخر للمشهد.
ـ بناء ميتم.
ـ بناء مشغل.
ـ بناء موقف للسيارات القادمة.
ـ بناء مستوصف ومشفي خيري.
ثالثتها في شرقي شمال سورية.. المركز الثقافي الإيراني في مدينة الرقة، حيث الإطلال والاتصال بالبادية السورية والعشائر العربية (مقبرة لأهل الرقة تمّ الاستيلاء عليها، وتجريف القبور منها، والإبقاء علي قبرين، يقال إنهما ضريحان للصحابي الجليل عمار بن ياسر والتابعي أويس القرني، ليشاد حولهما مزار ومقام للعبادة ومرافق للولائم والاحتفالات ومكتبة).
4 ـ بناء المساجد والحسينيات في المدن والقري والأرياف السورية: مثل مسجد (صفية) في دمشق ـ حيّ العمارة منطقة السادات، مسجد في مدينة عدرا حول دمشق، مسجد في درعا (شارع كورنيش المطار الغربي) عام 2000م. ومسجد النقطة في حلب، ومسجد وحسينية في مدينة الطبقة، وحسينيات في قرية خشام قرب البصيرة، وفي قري الصغير والصعوة والكسرة التابعات لدير الزور، وحسينية في ناحية الجبسة الشذّادي التابعة للحسكة حيث آبار النفط والعمال قليلو الثقافة.
5 ـ بناء المشافي الخيرية: مشفي الخميني في دمشق ـ المشفي الخيري والمستوصف في حلب، والسيطرة علي (مشفي الهلال الأحمر) فيها.
6 ـ فتح مكتبات يسمونها الحوانيت، لإعارة الكتب وتوزيعها مجاناً، وربما خصصوا جوائز (عن كل كتاب ألف ليرة سورية) لمن يقرأ كتاباً أو أكثر، وتزداد الهبة بازدياد القراءة، وتوزيع بعض البرامج (السيديات) مثل السلسلة الإسلامية (المكتبة الإسلامية الشاملة) فضلاً عن الصحف والمجلات.
7 ـ تقديم تسـهيلات للراغبين بالدراسة في الجــامعات الإيرانيـــة في مخــتلف الاختصاصات.
8 ـ توزيع مبالغ من المال في بعض النواحي علي شكل قروض،فإذا جاء أجل موعد التقاضي يُعفي المستدين من قرضه.
9 ـ توجيه السياحة الدينية من إيران (للحج) إلي مقام السيدة زينب في دمشق، فقد ارتفع عدد الوافدين عام 1978 من سبعة وعشرين ألفاً إلي 202000 بعد خمس سنوات، أي تضاعف الرقم تسع مرات (نقلاً عن الدكتور محمد حبش، نقلاً جريدة تشرين الرسمية).
10 ـ ترتيب زيارات منظمة وموجهة إلي إيران.. لوجهاء سورية، مثل أساتذة كلية الشريعة، أو رؤساء العشائر العربية، بدعوات من السفير الإيراني بدمشق. إحــــدي هذه الزيارات مجموعة من شيوخ العشائر بقيادة حميد الجربا شيخ شمر، مثل فيصل العريف شيخ عشيرة خفاجة، وعواد العواملة شيخ عشيرة الوهب من قرية البويهج. والزائرون يعودون محملين بالهدايا والجيوب المنتفخة.
11 ـ توزيع جوالق الرز واللحم بالسكر علي بعض القري التي استجابت للدعاية المنظمة. وقد أثر الرز والسكر في قرية كاملة في ريف إدلب.
12 ـ صرف رواتب شهرية منظمة للمستجيبين للدعاية والعاملين عليها، ولاسيما في المنطقة الشرقية والجزيرة السورية والبادية. نتحفظ علي الأسماء أملاً في أن يستيقظ هؤلاء علي ما يراد منهم ولشعبهم ولوطنهم.
13 ـ تجنيد علماء دين مشهورين، والعهدة هنا علي المصادر الإيرانية، وعلي أن ما نسب للذين سوف نذكرهم لم يتم تكذيبه من أصحاب العلاقة حتي الآن.
14 ـ حفلات التزويج الجماعي، كالحفلة التي تمت في مشهد حلب لزواج 60عروساً نفقاتهم مدفوعة من السفارة الإيرانية ومن مكتب خامنئي، كما صرح عريف الحفل.
ولاستكمال الصورة نشير إلي أن هذه الأنشطة لا تمر دائماً بسلام، بسبب الاستفزاز الذي تحدثه بين المواطنين، ففي قرية (جديد بكارة) التابعة لدير الزور، نصب المتحولون خيمة كبيرة لاستقبال عبد الحميد المهاجر، فعمد أحد المواطنين المحتجين علي حضوره إلي حرق الخيمة علي من فيها، ففروا مذعورين.
متي حــصل كل هذا في سورية، وكيف، وإلي أين؟
لاشك أن سياسات الأسد الأب والأسد ابن هي العامل الأول لكل هذا وسواه مما لم نفصله، سياسة ( التشجيع الخفي والمعلن)، مما أوجد مظلة ومناخاً يشجعان الناشطين الإيرانيين، ويقمعان المعارضين السوريين، مما يضاعف الاحتقان الشعبي في سورية، ويوهن الجبهة الداخلية، في مرحلة بالغة الحرج والخطورة.
علي أن الخيوط الأولي تبدأ منذ زيارات موسي الصدر لشيوخ الجبل، جبل اللاذقية، ومن قبله آية الله شيرازي، واستصدار فتوي مشهورة، تلحق سكان تلك المنطقة بالشيعة الإثني عشرية.
النفوذ الإيراني الفكري الاجتماعي الاستيطاني في سورية وتداعياته يجب أن يفصل عن التعاون السياسي في القضايا الخارجية، وإلا كان معطلاً لها، وخطراً علي سورية شعباً وحكومة، وعلي المنطقة العربية بالتالي، فهل من سميع؟
شبكة البصرة
الجمعة 10 رمضان 1426 / 14 تشرين الاول 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
** كما هو معلوم ان من ادوار حزب اللات هو نشر نفوذ ايران في سوريا والاردن وفلسطين
منقول بتصرف