المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دستور المشيخات العراقية



منصور بالله
16-10-2005, 12:32 PM
دستور المشيخات العراقية
2005/10/15

عبد الباري عطوان
لا نشك لحظة واحدة، في ان ما قاله نبيل شعث وزير الاعلام الفلسطيني نقلا عن بوش من انه يتلقي تعليمات من الرب تأمره بخوض الحروب ضد المسلمين في افغانستان والعراق، ولكن الامر الذي يبعث علي الحيرة والدهشة هو عن عدم ابلاغ هذا الرب الرئيس بوش عن مكان اختباء الثلاثي الاخطر الذي يهدد امريكا، وهما الشيخ اسامة بن لادن، زعيم القاعدة، والدكتور ايمن الظواهري نائبه، وابو مصعب الزرقاوي، واليهما المتوج في بلاد الرافدين؟!
ونذهب الي ما هو ابعد من ذلك قليلا ونسأل عن عدم تلقي الرئيس بوش انذارات من الوحي الالهي حول موعد اعصار كاترينا وشقيقتها ريتا حتي يأخذ احتياطاته، ويوفر الحماية لمواطنيه، ويحفظ حياتهم؟
ولعل النصيحة الاهم التي كان يجب ان يوجهها الرب الي صفيه الرئيس بوش هي تلك التي تتعلق بالاوضاع في العراق، من حيث اعطاؤه صورة عما ستكون عليها الامور بعد احتلال بغداد من فوضي دموية وتصاعد عمليات المقاومة، وتفشي الجريمة، وانفجار الحرب الاهلية الطائفية.
العراقيون يذهبون اليوم وللمرة الثانية في اقل من عام للتصويت علي مسودة الدستور، وبلادهم تواجه اصعب فترات تاريخها، وشعبها يعاني من الرباعي المرعب: الاحتلال، الفساد، الارهاب، والجريمة، ناهيك عن انهيار الخدمات بكل انواعها، مثل الصحة والكهرباء والتعليم والامن!
التصويت علي مسودة الدستور يأتي في اطار استراتيجية امريكية واضحة، تقوم علي اساس اشغال الشعب العراقي عن واقعه البائس في عملية سياسية عجفاء تخدم الاجندة الامريكية لا العراقية، وللايحاء بأن الامور تسير علي ما يرام.فالمطلوب وفق هذه الاستراتيجية ان يظل الشعب العراقي متعلقا بسراب الديمقراطية، ومنشغلا في صراعاته الطائفية والعرقية، حتي لا يلتفت الي الاحتلال الذي هو ام الكبائر و مصدر الشرور . ففي غضون عامين كانت هناك عدة حلقات لهذا المسلسل بدأت بمجلس الحكم السيء الذكر، ثم النقل المسرحي للسيادة الي حكومة اياد علاوي في اول تموز (يوليو) العام المنصرم، وبعد ذلك الانتخابات التشريعية في كانون الثاني (يناير)، واليوم التصويت علي مسودة الدستور، وبعد شهرين بالتمام والكمال انتخابات تشريعية اخري لانتخاب جمعية وطنية جديدة.
حلقات متعددة من ممارسة احد ابرز مظاهر الديمقراطية، اي الذهاب الي صناديق الاقتراع، والادلاء بالاصوات، وسط سيرك اعلامي معد بعناية، ولا ديمقراطية علي الارض.
الغزو الامريكي للعراق لم يحوله الي واحة للديمقراطية النموذجية، وانما ميدان خصب للفساد والسرقات والجريمة المنظمة، والمحسوبية، في اسوأ اشكالها. فالوزارات جري توزيعها علي الاحزاب الطائفية، وكل حزب ملأ الوظائف باعضائه، او بالاحري من اقارب الرئيس وانسبائه، وسرق الميزانيات وحولها في حسابات خارجية.
ان ما هو اسوأ من الفساد والارهاب والسيارات المفخخة تأكيدات بوش المتكررة بان الاوضاع تتحسن في العراق، وان الجيش العراقي يقاتل الارهابيين ببسالة جنبا الي جنب مع القوات الامريكية!
الرئيس الامريكي يكذب، فالجيش العراقي الذي يتحدث عنه غير موجود الا علي الورق!
هيئة الاذاعة البريطانية قالت في احدي استطلاعاتها ان اكثر من خمسين في المئة من الجنود العراقيين يمكثون في بيوتهم، ولا يلتحقون بوحداتهم خوفا من هجمات المقاومة، وترفض القيادة الامريكية في العراق فصلهم او قطع رواتبهم لانها تخشي ان ينضموا الي المقاومة.
الدستور الذي سيصوت العراقيون اليوم لاقراره او رفضه دستور طائفي تفتيتي يزيل العراق كقوة اقليمية كبري في الشرق الاوسط، ويحوله الي مرتع لنفوذ الدول المجاورة وتدخلاتها. دستور يحول العراق الي مشيخة نفطية كل هم اهلها الاكل حتي التخمة، وادمان كرة القدم والمسلسلات التخديرية، واغاني محطات روتانا وشريكاتها السطحية المغرقة في الخلاعة.لا نستطيع ان نتنبأ بنتيجة الاستفتاء ،ولكن ما نستطيع ان نتنبأ به، وقياسا علي استفتاءات وانتخابات سابقة، هو ان الاوضاع في العراق ستزداد تدهورا، علي الاصعدة كافة. فالانتخابات التشريعية لم توقف العنف والسيارات المفخخة، بل زادتها عددا وفاعلية، والدستور الجديد والطريقة التي صيغ فيها، سيضيف اسبابا جديدة لاشعال الفتنة، والمزيد من الهجمات.العراق يعيش حالة من الانهيار الشامل، والفوضي الدموية، والحكومة غير موجودة الا في ادبيات السرقة والفساد، ومحصورة في اقل من اميال مربعة تسمي المنطقة الخضراء، ولا تعرف ما يجري خارج اسوارها. ويكفي التدليل علي واقع هذه الحكومة المزري، ان قطبيها رئيس الجمهورية جلال الطالباني لا يتحدث مع رئيس وزرائه ابراهيم الجعفري، واذا اراد الاول زيارة الثاني، فان عليه ان يبلغ القوات الامريكية بهذه الرغبة قبل اربعة وعشرين ساعة علي الاقل، رغم ان المسافة بين مقريهما لا تزيد عن خمس دقائق مشيا علي الاقدام؟!
العراق يعيش ازمة سياسية الي جانب ازمات معيشية اخري مزمنة، وطالما استمر الاحتلال، واستمرت معاناة العراقيين فان هذه الازمات ستتفاقم، وستوحد المعاناة الشعب العراقي ضد الاحتلال وضد المنخرطين في مشاريعه السياسية. فلم يقبل شعب في التاريخ الاحتلال، والشعب العراقي المعروف بكرامته وعزة نفسه الوطنية لن يكون استثناء.

أبو شمخي
18-10-2005, 12:55 AM
العراق العربي يصاغ دستوره بقم وطهران بمباركة أمريكا وشارون والشعب العربي يجتر برسيم على أبواب المسلخ لذبحه.