منصور بالله
15-10-2005, 06:52 PM
جهاد أبو ناجي الزرقاوي ومقاومة أخوة مونيكا
الجزء ألأول
شبكة البصرة
حمد الشريدة
لم يحصل في التأريخ ما يحصل اليوم في العراق. لم يتعرض شعب في العالم كله لهجمه بهذه الشراسه ولم يقف شعب على مدى التأريخ وحيدا يذوذ عن نفسه وعن الحق كما يفعل شعب العراق اليوم.
ولم توفر آلة التحالف الشيطاني جهدا لمحاربة العراقيين وأفناؤهم بدءاً من المواجهه المسلحه ومرورا ً بتدمير حضارتهم وتأريخهم ونهب ثرواتهم بواسطة أطراف شتى ثم محاصرتهم من جهه أخرى بواسطة المخدرات سواء منها ألفعلي او المخدرات المعنويه كالدين والمذهب ثم في النهايه وحين فشلت كل هذه المخططات لم يجد ألتحالف الشيطاني إلا خلق المقاومه البديله.
لماذا تخلق قوات ألأحتلال مقاومه بديله؟
حين تعجز قوات ألأحتلال عن مواجهة مقاومه مسلحه بعد كل ما بذلته من جهود وبعد أن سخرت كل ألأمكانيات التي تملكها والتي يملكها حلفائها و حتى التي لا يملكونها يبقى هناك حل واحد لضرب هذه المقاومه في مصدر تموينها وتمويلها الستراتيجي.
إنه الشعب الذي تحارب دفاعا عنه.
فما دام هذا الشعب مؤمنا بهذه المقاومه وملتفا حولها فأنها ستستمر وتزيد وتتوسع، وحين ينفض الشعب عن هذه المقاومه ويتوقف عن ألأيمان بها ومساندتها فأن أي قوه في العالم لن تستطيع أن توقفها على قدميها.
وفي حالة العراق حاول المحتلون المستحيل لأيقاف المقاومه..حاولوا المواجهه العسكريه ففشلوا، حاولوا بالحرب الأستخباريه ففشلوا أيضا، إستعملوا العملاء فلم يفلحوا، جربوا فتاوى السيستاني فما نجحوا.
ما الذي يفعلونه إذا ً؟
لم يبق إلا أن يخلقوا مقاومه بديله تنفذ لهم ما يريدون..
مقاومه تقوم بعمليات تستهدف الشعب الذي تدافع عنه المقاومه الحقيقيه وتستقي منه الأمدادات والتمويل والحمايه.
فلا يعود أمام هذا الشعب إلا الأنفضاض من حول هذه المقاومه والتوجه لمساندة المحتل درءاً لخطرها وإتقاءاً من شراستها.
هل يظن ألأمريكان بأن العرب مازالوا لا يقرأون كما وصفهم موشي دايان ؟
هذه اللعبه ليست جديده وقد جربت من قبل ونحن نقرأ التأريخ الأسود لليانكيز ونتعلم منه.
لقد جرب الأمريكان أنفسهم هذه اللعبه من قبل وفي فيتنام بالذات.
كانت قوات فيتنام الجنوبيه التي تحارب إلى جانب القوات الأمريكيه في مواجهة الفييت كونغ تقوم بمهاجة القرى والبلدات المعزوله في غابات فيتنام وتقوم بارتكاب مجازر ومذابح ثم تأتي القوات ألأمريكيه وتدعي أنها قاتلت المقاومه الفيتناميه وهزمتها وأنها إكتشفت أنهم قد قاموا بأرتكاب مجازر ومذابح ضد المدنيين ثم تقوم وسائل إعلام أمريكا التي لها تأثير قوي بتوظيف هذه المجازر ونشرها ومن ثم يصدق البعض من الفيتناميين هذه الأدعاءات خصوصا من كان منهم تحت تأثير العاطفه بفقد عزيز أو قريب وينضم للأمريكان في محاربة أبناء شعبه.
ورغم أن المقاومه الفيتناميه في حينها كانت تتمتع بدعم هائل من قوتين عظميين هما ألأتحاد السوفيتي والصين و رغم أن أن العديد من دول العلم وقفت إلى جانبها ورغم كون المقاومه الفيتناميه كان لها مرجعيه عقائديه واضحه ومنظمه، رغم كل ذلك بقي من الفيتناميين من حارب إلى جانب ألأمريكان إلى آخر لحظه..لحظة سقوط السفاره ألأمريكيه في سايغون.
وهذا دليل على مقدار النجاح الذي حققته هذه الخطه ألأمريكيه الجهنميه.
إذا ً حين تفتق ذهن صهاينة واشنطن عن إعادة تطبيق هذه الخطه في العراق فقد كانوا يراهنون على عوامل عده كانت تصب في مصلحتهم:
1) أن المقاومه العراقيه تقف وحيده في مواجهة الوحش فلا دوله عظمى تسندها ولا دعم عالمي رسمي لها وحتى الدول العربيه التي ترتبط مع العراق بمعاهدة دفاع مشترك تصرفت وكأن الحرب تقع في كوكب آخر.
2) أن الكثير من العراقيين البسطاء يتبعون مرجعيه يمسك المحتل بزمامها وهو متعاون معها ويسيرها فهي تفتي بما يصب في صالح ألأحتلال والبسطاء يصدقون ما تفتي لهم به حتى لو رأوا بأم أعينهم ما يخالف ذلك.
3) أن ثالثة الحلفاء في الحرب على العراق ( إيران ) قد بثت مئات اللآلاف من عملائها المدربين في أرض العراق باغطيه عراقيه وأنهم يقومون ببث المعلومات والشائعات وتداولها في الشارع العراقي بما يعزل المقاومه العراقيه ويصورها بصوره غير حقيقيه.
4) إستغلال الكراهيه التي تملأ صدور البعض ضد عناصر في حكومة العراق الشرعيه ممن اسائوا إستخدام السلطه بما عاد بالكراهيه على النظام كله وتصوير المقاومه على أنها تقاتل لأعادة هؤلاء العناصر و ليس ألمقاومه من أجل حرية الوطن.
5) إستغلال أن المقاومه لا تستطيع التصريح بمرجعيتها أو عناصرها في الوقت الراهن لأسباب أمنيه، فقد كان الجميع يعرف من هو هوشي منه أو الجنرال دياب. أما في حربنا اليوم فأن التعريف باي عنصر من عناصر المقاومه يعني قتله وتصفيته على الفور.
6) السيطره التامه التي فرضها القطب الواحد على العالم كله من خلال ألأقتصاد وألأعلام ثم اضاف لها التلويح بورقة مساندة ألأرهاب وفرض مساندة التوجه ألأمريكي على الجميع حتى من كان ليس مقتنعا بألأدعات الأمريكيه.
هذه العوامل هي التي شجعت ألأمريكان على تكرار أللعبه التي أتقنوها في فيتنام و حققت نجاحا محدودا في العراق، وتوقعوا أن تلاقي حظوظا أفضل.
من حوله وينجو ويعتقل كل من يتعامل معه إلا هو.من منكم رأى الزرقاوي؟
كان هذا هو السؤال الذي كنت اطرحه على الجميع في العراق طوال السنتين الماضيتين، أقارب ..أصدقاء ..حكوميون..عملاء..مقاومين.. وحتى أمريكان.
من منكم رأى الزرقاوي؟
لا أحد رأى الزرقاوي، لم يره أحد ولم يلتقيه أحد ولم يعرفه أحد.
البعض قال أن هناك من رئآه، والبعض قال أنه سمع بأن البعض رئاه والبعض من الذين خطفوا وأطلق سراحهم قالوا بأنه كان يأتي ملثما ً وكان يقتل الرهائن بيديه ويطلق آخرين وحكايات كثيره.
البعض قال بأنهم ألقوا القبض على رجل إعتقدوا بأنه الزرقاوي وأن القوات الأمريكيه هاجمت مركز الشرطه وأطلقت الجميع.
وحكايات كثيره كلها عن شخص مجهول ملثم في أغلب ألأحيان يتمتع بسمات خارقه يقفز من أعلى الجسر إلى ألنهر وهو في حالة فيضان ثم لا تصيبه الطلقات ثم يجتاز النهر سباحه ويختفي أمام الناظرين. شخص تقصفه الطائرات ولا يصاب ويقتل الجميع
شخص تفوق على صدام حسين في العراق..فصدام الذي حكم العراق لخمس وثلاثين سنه و عنده أتباع يكادون يقدسونه وهم مستعدين ليفتدوه بأرواحهم وابنائهم، ومع ذلك أمسك به ألأمريكان.
ثم يأتي شخص كالزرقاوي لا عشيره له تحميه في العراق ولا سند له وقد قتل من العراقيين الكثيرين وليس العراقيين براضين عن توجهه المذهبي والديني ومع ذلك تدخل مطاردته العام الثالث دون أن تحقق أمريكا النجاح في الأمساك به!!!
وحين تشن القوات المحتله هجوما ويفشل تعيد السبب إلى براعة الزرقاوي وتخطيطه الستراتيجي النافذ مع اننا نعلم بأنه كان عامل مجاري في ألأردن ودراسته لا تتعدى المتوسطه في حين يتم تجاهل عباقرة القياده العسكريه العراقيه الذين تشهد لهم أرقى جامعات العالم والذين يقودون عمليات الدفاع والهجوم.
الوحيدين الذين رأوا الزرقاوي هم ..ألأمريكانالوحيدين الذين نشروا صورا عنه وعن وجوده هم ألأمريكان.
فصوره لا تأتي إلا عن طريقهم والصور الأخيره التي نشرت له نشرتها السي أن أن نقلا عن مصادر إستخباراتيه أمريكيه.
وجائت مناسبة نشر هذه الصور حين إنتشرت إشاعه عن ألقبض عليه.
ثم شرائطه الصوتيه تأتي ( عن طريق مصادر مجهوله ) وتسلم لقنوات تلفزيونيه ( الجزيره على ألأغلب) التي صرح مسؤليها أكثر من مره بأنهم وكل إتصالاتهم تحت المراقبه ألأمريكيه.
والغريب هو أني وأنا على بعد آلاف ألأميال وحين نشرت مقالات و بيانات للمقاومه من بريدي ألألكتروني وضعت تحت المراقبه الشديده وبريدي كذلك وأرسل لي فيروس دمر حاسوبي.
ومع ذلك تمر رسائل الزرقاوي دون أن يكتشف مصدرها وتعيد الجزيره إرسالها للسفاره ألأمريكيه لتأخذ الموافقه على نشرها وترد السفاره ألأمريكيه بالموافقه على نشرها ثم بعد أن تنشر يخرج المسؤولين ألأمريكين ليقولوا بأن الجزيره تنشر بيانات إرهابيه!
و ألأغرب أنه كلما وضع بوش في زاويه حرجه ألقى الزرقاوي له بحبل النجاة!!
فحين حوصر بوش في أهمية حرب العراق وتوجيه الموارد نحوها والتغاضي عن حرب ألأرهاب صرح بوش بأن حربه على العراق هي حرب على ألأرهاب وأن ترك العراق سيجعل من العراق لقمه سائغه للأرهابين وبالصدفه البحته تزامنت تصريحات بوش مع حمله من التفجيرات بحق العراقيين تبناها بالطبع الزرقاوي الذي هدد أيضا ً بشن حرب طائفيه تجتث شيعة العراق !!!
تجتث شيعة العراق.. لا المحتل ألأمريكي.
وبذلك اعطي للمحتل الحجه التي أرادها له بوش ليسكت بها ألأصوات ألأمريكيه المعارضه.
تحليل العمليات:
نهاية عام 2003 بدأت المقاومه العراقيه تشن عمليات آذت الأمريكان بصوره شديده عندها بدأ ألأمريكان تنفيذ خطتهم بأنشاء المقاومه ألأمريكيه.
بدأت القوات ألأمريكيه بتكوين القوه التي ستقوم بتنفيذ العمليات القذره ولكن لحين ألأنتهاء من منهاجها التدريبي كانت القوات ألمحتله تقوم بتنفيذ هذه العمليات فمثلا في الهجوم الذي نفذ على مقهى في الكرخ الجعيفر وألذي أدى إلى إستشهاد 25 عراقي، ظهر عراقيون على شاشة التلفاز ليقسموا أمام الكامرات بأنهم رأوا طائره امريكيه تطلق صاروخا ً على المكان.
وفي العمليه التي جرت في المحاويل أيضا ً ظهر أناس على شاشة التلفاز ليقسموا بأنهم شاهدوا صاروخا ينطلق من طائره امريكيه.
وكرت السبحه في العشرات من العمليات كان قاسمها المشترك صاروخ ينطلق من طائره أمريكيه وشهود يرون صاروخ من طائره ومن ثم بيان من الزرقاوي يتبنى العمليه. أما القاسم المشترك ألأعظم فهو الضحايا من العراقيين ألأبرياء.
علي أن أقر بأن الدعايه الأمريكيه قد اثرت بي أنا شخصيا وربطت بين هذه العمليات و بين المقاومه.
ولكن تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت وتخدع بعض الناس كل الوقت ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت.
كانت شهادات الشهود أوثق من أن تهمل وبدأت تؤثر في الروايه الأمريكيه لذلك جاء التحول في اسلوب العمل.
وتزامن هذا التحول مع إنتهاء مناهج تدريب قوة العمليات القذره وشروعها بالعمل الذي بدا منذ ربيع عام 2004 حيث توقف إستعمال السمتيات ألأمريكيه في تنفيذ التفجيرو تحولهم لأساليب أخرى.
كانت الخطوه ألأولى تتمثل في منع الصحافه من ألألتقاء بالشهود حيث صاروا يضربون طوقا حول موقع الهجوم ويحدون من حركة الصحافه ثم حتى وإن تم تسجيل لقاء فأن الرقابه ألأمريكيه والعراقيه العميله و سيف ألأرهاب المسلط على رقاب ألأعلاميين كفيل بغلق كل فم يقول بغير ما تريد إرادة المحتل.
ثم بدأ إستعمال القصف بقنابل السيليلوزية الغلاف الموجهه بالليزر ومن إرتفاعات عاليه فلا يراها شاهد وتنفجر دون أن تترك أثراً أو شظايا.
ثم بدأت عمليات تفخيخ سيارات المواطنين بعد أحتجازها ومن ثم تفجيرها من بعد. وصار المواطنين يرون عمليات إستشهاديه يكون الشهيد المفترض فيها مربوطة يداه بمقود السياره بسلاسل حديديه.
وفي كل ذلك تزامنت العمليات مع حمله إعلاميه من المحتل وعملائه و دفع طائفي بأتجاه إتهام طوائف الشعب العراقي بشن حملات ضد بعضهم البعض مع أن الحقيقه هي أنهم كلهم مستهدفين من المحتل وحلفه الشيطاني.
و لكي لايكون كلامنا محض إنشاء بلا دليل ملموس وحي فقد كنت طوال الفتره الماضيه أجمع المعلومات وألأدله لأضعها أمام من يبحث عن الحقائق.
توم غلانسي:
توم غلانسي عميل سابق للمخابرات الأمريكيه تقاعد من عمله وإتجه للكتابه. حيث بدا يكتب روايات تجمع ما بين عالم الجاسوسيه والعالم السري للأداره ألأمريكيه مع ميل واضح منه لتبني وجهة نظر اليمين ألأمريكي والجمهوري المتطرف خصوصا في نظرته للعالم على أن أميركا هي واحة الديمقراطيه في عالم من الوحوش لا يوفر حتى الحلفاء.
تتميز كتابات توم غلانسي بوفره في التفاصيل التقنيه مع فقر واضح في ألبناء ألأدبي وألأنشائي على الرغم من إستعانته بكتاب محترفين لتجاوز الضعف في تركيبته القصصيه.
و رغم ذلك كنت من المتابعين لكتاباته على مدى عقد كامل تابعت فيه كل ما استطاعت يدي الوصول له من كتبه، وذلك لأنها كانت تعطي فكره واضحه عن أساليب العمل ألأستخباري والعسكري الذي تتبعه أمريكا و طريقة تفكير ألأمريكان بعد أن نزيل عنها القشره والحشو الأدبي الفارغ.
وقد إكتسبت كتابات توم غلانسي شهره عالميه بعد أحداث ايلول سبتمبر عام 2001 لكون أن منفذي عملية سبتمبر 2001 قد طبقوا بحرفيه عاليه ماورد في كتاب توم غلانسي المسمى (دين ألشرف)
“Debt of Honor”
فقد أورد في كتابه هذا أن حربا قد إندلعت بين اليابان و الولايات المتحده بسبب خلاف تجاري إستغله ملياردير ياباني ليؤجج المشاعر اليابانيه التي تريد ألأنتقام من الولايات المتحده على هزيمة الحرب العالميه الثانيه ويستولي على الحكم في اليابان ثم تهاجم اليابان الولايات المتحده في مقتلها وهو إقتصادها وإختار رمزا لهذا الأقتصاد مركز التجاره العالمي و بالذات كومبيوتر مركز التجاره بواسطة فيروس لينهار سوق ألأوراق الماليه و ألأقتصاد ألأمريكي ثم وبعد أن تخسر اليابان الحرب ينتقم اليابنيون بأسقاط طائره جامبو جيت على البيت ألأبيض!
إذا فمنفذي هجمات سبتمبر نفذوا ما ورد في كتاب توم غلانسي حرفيا ً...
ولكن حيث ان زرع فيروس في كومبيوتر مركز التجاره العالمي لم يعد بالعمل السهل فأن ضرب برجي المركز بالطائرات قد أدى لنفس النتيجه، كما أنهم حاولوا ضرب البيت ألأبيض بالطائرات وأختاروا الجمبو جيت التي كان يقودها زياد الجراح ليضربوا البيت ألأبيض بالضبط كما ورد في كتاب توم غلانسي!
فهل قرأ إبن لادن كتاب توم ونفذه؟
أم أن المنفذ هو من همس في أذن توم بالمخطط الذي كانوا يتخيلونه ليضعه في كتاب قبل ضرب ألأبراج بسبع سنوات؟
سنترك الجواب لذكائكم ولكن ما علاقة كل هذا بموضوعنا؟
لتوم غلانسي كتاب أقدم قليلا من هذا الكتاب إسمه ( خطر واضح ومباشر )
"Clear and Present Danger"
في هذا الكتاب يتحدث توم عن عمليه تقوم بها السي آي أي في أمريكا الوسطى ضد عصابه من عصابات المخدرات حيث يتسلل افراد من القوات الخاصه الأمريكيه إلى معقل تاجر للمخدرات حيث يعقد أجتماع يضم قادة العصابات ثم يقوم هذا الفريق بتوجيه شعاع ليزر نحو سياره متوقفه في المرآب بينما تقوم طائره تابعه للبحريه ألأمريكيه من نوع أي-6 إنترودر بالقاء قنبلتها من على إرتفاع عال قبل ان تقفل عائده للحامله تاركة القنبله لتسقط بحريه على السياره المتوقفه ودون أن يحس أحد بوجود الطائره.
النتيجه كانت إنفجارا مروعا ً قتل كل من كان في المكان، ولكن التحقيق قال بأن القنبله كانت مزروعه في السياره. أي أن السياره كانت مفخخه وهي التي إنفجرت وقتلت كل من كان في المكان! لماذا؟
لأن القنبله التي القيت كانت من نوع ( قنبله موجهه بالليزر ذات غلاف سيليلوزي)
"Cellulose-Encased Laser-Guided Bomb"
الغلاف السيليلوزي يعني أن غلاف القنبله مصنوع من ورق مقوى أي كارتون قوي جدا ً أو مقوى.وهي مزوده براس موجه يتوجه بالليزر ويتبع شعاع ليزر ينعكس من الهدف بواسطة شخص على ألأرض.
ميزة قنبله من هذا النوع انها حين تنفجر لا تترك ورائها شظايا كونها مصنوعه من الورق المقوى الذي رغم كونه شديد الصلابه فأنه يحترق بالكامل و يتطاير رماده بفعل حرارة الأنفجار العاليه و تنعدم فيه تأثير الشظايا ولا يبقى إلا تاثير النيران. فهي إذا قنبله حارقه بمعنى الكلمه.
والجزء الوحيد المعدني هو الرأس الموجه بالليزر وحتى هذا فأنه مصنوع من ألألمنيوم وهو يذوب نتيجة الحراره العاليه و لايبقى منه أي جزء يمكن أن يدل عليه.
حقيقة لقد بحثت عن معلومات عن هذه القنبله في ألأنترنت ولكن دون جدوى..
ليس هناك أي معلومات عنها غير التي اوردها توم غلانسي في كتابه ( خطر واضح ومباشر)!
هل يمكن أن تكون من بنات خيال توم غلانسي؟
هذا مستبعد... فكل النقاد يجمعون على أن خيال توم خيال ضعيف وهذه القنبله هي ألأساس الذي بنى عليه روايته. في المقابل فأن الكل مجمعين على أن توم ناقل ممتاز للتفاصيل التقنيه.
أي أنه نقل مواصفات هذه القنبله من مصدر ما.
لماذا إذا ً لم نجد لها معلومات على ألأنترنت؟ مع أننا نجد معلومات عن أكثر اسلحة القوات ألأمريكيه سريه وتطورا ً؟
السبب بسيط ، لأنها ليست من اسلحة اي من القوات ألأمريكيه المسلحه! بل هي سلاح من اسلحة المخابرات ألأمريكيه.
لذلك يعد من الأسرار التي لا يسمح لأحد بألأطلاع عليها. فهو سلاح يستخدم في ألأغتيالات وعمليات القتل الجماعي التي تقيد غالبا ضد......السيارات المفخخه.
شبكة البصرة
السبت 11 رمضان 1426 / 15 تشرين الاول 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
الجزء ألأول
شبكة البصرة
حمد الشريدة
لم يحصل في التأريخ ما يحصل اليوم في العراق. لم يتعرض شعب في العالم كله لهجمه بهذه الشراسه ولم يقف شعب على مدى التأريخ وحيدا يذوذ عن نفسه وعن الحق كما يفعل شعب العراق اليوم.
ولم توفر آلة التحالف الشيطاني جهدا لمحاربة العراقيين وأفناؤهم بدءاً من المواجهه المسلحه ومرورا ً بتدمير حضارتهم وتأريخهم ونهب ثرواتهم بواسطة أطراف شتى ثم محاصرتهم من جهه أخرى بواسطة المخدرات سواء منها ألفعلي او المخدرات المعنويه كالدين والمذهب ثم في النهايه وحين فشلت كل هذه المخططات لم يجد ألتحالف الشيطاني إلا خلق المقاومه البديله.
لماذا تخلق قوات ألأحتلال مقاومه بديله؟
حين تعجز قوات ألأحتلال عن مواجهة مقاومه مسلحه بعد كل ما بذلته من جهود وبعد أن سخرت كل ألأمكانيات التي تملكها والتي يملكها حلفائها و حتى التي لا يملكونها يبقى هناك حل واحد لضرب هذه المقاومه في مصدر تموينها وتمويلها الستراتيجي.
إنه الشعب الذي تحارب دفاعا عنه.
فما دام هذا الشعب مؤمنا بهذه المقاومه وملتفا حولها فأنها ستستمر وتزيد وتتوسع، وحين ينفض الشعب عن هذه المقاومه ويتوقف عن ألأيمان بها ومساندتها فأن أي قوه في العالم لن تستطيع أن توقفها على قدميها.
وفي حالة العراق حاول المحتلون المستحيل لأيقاف المقاومه..حاولوا المواجهه العسكريه ففشلوا، حاولوا بالحرب الأستخباريه ففشلوا أيضا، إستعملوا العملاء فلم يفلحوا، جربوا فتاوى السيستاني فما نجحوا.
ما الذي يفعلونه إذا ً؟
لم يبق إلا أن يخلقوا مقاومه بديله تنفذ لهم ما يريدون..
مقاومه تقوم بعمليات تستهدف الشعب الذي تدافع عنه المقاومه الحقيقيه وتستقي منه الأمدادات والتمويل والحمايه.
فلا يعود أمام هذا الشعب إلا الأنفضاض من حول هذه المقاومه والتوجه لمساندة المحتل درءاً لخطرها وإتقاءاً من شراستها.
هل يظن ألأمريكان بأن العرب مازالوا لا يقرأون كما وصفهم موشي دايان ؟
هذه اللعبه ليست جديده وقد جربت من قبل ونحن نقرأ التأريخ الأسود لليانكيز ونتعلم منه.
لقد جرب الأمريكان أنفسهم هذه اللعبه من قبل وفي فيتنام بالذات.
كانت قوات فيتنام الجنوبيه التي تحارب إلى جانب القوات الأمريكيه في مواجهة الفييت كونغ تقوم بمهاجة القرى والبلدات المعزوله في غابات فيتنام وتقوم بارتكاب مجازر ومذابح ثم تأتي القوات ألأمريكيه وتدعي أنها قاتلت المقاومه الفيتناميه وهزمتها وأنها إكتشفت أنهم قد قاموا بأرتكاب مجازر ومذابح ضد المدنيين ثم تقوم وسائل إعلام أمريكا التي لها تأثير قوي بتوظيف هذه المجازر ونشرها ومن ثم يصدق البعض من الفيتناميين هذه الأدعاءات خصوصا من كان منهم تحت تأثير العاطفه بفقد عزيز أو قريب وينضم للأمريكان في محاربة أبناء شعبه.
ورغم أن المقاومه الفيتناميه في حينها كانت تتمتع بدعم هائل من قوتين عظميين هما ألأتحاد السوفيتي والصين و رغم أن أن العديد من دول العلم وقفت إلى جانبها ورغم كون المقاومه الفيتناميه كان لها مرجعيه عقائديه واضحه ومنظمه، رغم كل ذلك بقي من الفيتناميين من حارب إلى جانب ألأمريكان إلى آخر لحظه..لحظة سقوط السفاره ألأمريكيه في سايغون.
وهذا دليل على مقدار النجاح الذي حققته هذه الخطه ألأمريكيه الجهنميه.
إذا ً حين تفتق ذهن صهاينة واشنطن عن إعادة تطبيق هذه الخطه في العراق فقد كانوا يراهنون على عوامل عده كانت تصب في مصلحتهم:
1) أن المقاومه العراقيه تقف وحيده في مواجهة الوحش فلا دوله عظمى تسندها ولا دعم عالمي رسمي لها وحتى الدول العربيه التي ترتبط مع العراق بمعاهدة دفاع مشترك تصرفت وكأن الحرب تقع في كوكب آخر.
2) أن الكثير من العراقيين البسطاء يتبعون مرجعيه يمسك المحتل بزمامها وهو متعاون معها ويسيرها فهي تفتي بما يصب في صالح ألأحتلال والبسطاء يصدقون ما تفتي لهم به حتى لو رأوا بأم أعينهم ما يخالف ذلك.
3) أن ثالثة الحلفاء في الحرب على العراق ( إيران ) قد بثت مئات اللآلاف من عملائها المدربين في أرض العراق باغطيه عراقيه وأنهم يقومون ببث المعلومات والشائعات وتداولها في الشارع العراقي بما يعزل المقاومه العراقيه ويصورها بصوره غير حقيقيه.
4) إستغلال الكراهيه التي تملأ صدور البعض ضد عناصر في حكومة العراق الشرعيه ممن اسائوا إستخدام السلطه بما عاد بالكراهيه على النظام كله وتصوير المقاومه على أنها تقاتل لأعادة هؤلاء العناصر و ليس ألمقاومه من أجل حرية الوطن.
5) إستغلال أن المقاومه لا تستطيع التصريح بمرجعيتها أو عناصرها في الوقت الراهن لأسباب أمنيه، فقد كان الجميع يعرف من هو هوشي منه أو الجنرال دياب. أما في حربنا اليوم فأن التعريف باي عنصر من عناصر المقاومه يعني قتله وتصفيته على الفور.
6) السيطره التامه التي فرضها القطب الواحد على العالم كله من خلال ألأقتصاد وألأعلام ثم اضاف لها التلويح بورقة مساندة ألأرهاب وفرض مساندة التوجه ألأمريكي على الجميع حتى من كان ليس مقتنعا بألأدعات الأمريكيه.
هذه العوامل هي التي شجعت ألأمريكان على تكرار أللعبه التي أتقنوها في فيتنام و حققت نجاحا محدودا في العراق، وتوقعوا أن تلاقي حظوظا أفضل.
من حوله وينجو ويعتقل كل من يتعامل معه إلا هو.من منكم رأى الزرقاوي؟
كان هذا هو السؤال الذي كنت اطرحه على الجميع في العراق طوال السنتين الماضيتين، أقارب ..أصدقاء ..حكوميون..عملاء..مقاومين.. وحتى أمريكان.
من منكم رأى الزرقاوي؟
لا أحد رأى الزرقاوي، لم يره أحد ولم يلتقيه أحد ولم يعرفه أحد.
البعض قال أن هناك من رئآه، والبعض قال أنه سمع بأن البعض رئاه والبعض من الذين خطفوا وأطلق سراحهم قالوا بأنه كان يأتي ملثما ً وكان يقتل الرهائن بيديه ويطلق آخرين وحكايات كثيره.
البعض قال بأنهم ألقوا القبض على رجل إعتقدوا بأنه الزرقاوي وأن القوات الأمريكيه هاجمت مركز الشرطه وأطلقت الجميع.
وحكايات كثيره كلها عن شخص مجهول ملثم في أغلب ألأحيان يتمتع بسمات خارقه يقفز من أعلى الجسر إلى ألنهر وهو في حالة فيضان ثم لا تصيبه الطلقات ثم يجتاز النهر سباحه ويختفي أمام الناظرين. شخص تقصفه الطائرات ولا يصاب ويقتل الجميع
شخص تفوق على صدام حسين في العراق..فصدام الذي حكم العراق لخمس وثلاثين سنه و عنده أتباع يكادون يقدسونه وهم مستعدين ليفتدوه بأرواحهم وابنائهم، ومع ذلك أمسك به ألأمريكان.
ثم يأتي شخص كالزرقاوي لا عشيره له تحميه في العراق ولا سند له وقد قتل من العراقيين الكثيرين وليس العراقيين براضين عن توجهه المذهبي والديني ومع ذلك تدخل مطاردته العام الثالث دون أن تحقق أمريكا النجاح في الأمساك به!!!
وحين تشن القوات المحتله هجوما ويفشل تعيد السبب إلى براعة الزرقاوي وتخطيطه الستراتيجي النافذ مع اننا نعلم بأنه كان عامل مجاري في ألأردن ودراسته لا تتعدى المتوسطه في حين يتم تجاهل عباقرة القياده العسكريه العراقيه الذين تشهد لهم أرقى جامعات العالم والذين يقودون عمليات الدفاع والهجوم.
الوحيدين الذين رأوا الزرقاوي هم ..ألأمريكانالوحيدين الذين نشروا صورا عنه وعن وجوده هم ألأمريكان.
فصوره لا تأتي إلا عن طريقهم والصور الأخيره التي نشرت له نشرتها السي أن أن نقلا عن مصادر إستخباراتيه أمريكيه.
وجائت مناسبة نشر هذه الصور حين إنتشرت إشاعه عن ألقبض عليه.
ثم شرائطه الصوتيه تأتي ( عن طريق مصادر مجهوله ) وتسلم لقنوات تلفزيونيه ( الجزيره على ألأغلب) التي صرح مسؤليها أكثر من مره بأنهم وكل إتصالاتهم تحت المراقبه ألأمريكيه.
والغريب هو أني وأنا على بعد آلاف ألأميال وحين نشرت مقالات و بيانات للمقاومه من بريدي ألألكتروني وضعت تحت المراقبه الشديده وبريدي كذلك وأرسل لي فيروس دمر حاسوبي.
ومع ذلك تمر رسائل الزرقاوي دون أن يكتشف مصدرها وتعيد الجزيره إرسالها للسفاره ألأمريكيه لتأخذ الموافقه على نشرها وترد السفاره ألأمريكيه بالموافقه على نشرها ثم بعد أن تنشر يخرج المسؤولين ألأمريكين ليقولوا بأن الجزيره تنشر بيانات إرهابيه!
و ألأغرب أنه كلما وضع بوش في زاويه حرجه ألقى الزرقاوي له بحبل النجاة!!
فحين حوصر بوش في أهمية حرب العراق وتوجيه الموارد نحوها والتغاضي عن حرب ألأرهاب صرح بوش بأن حربه على العراق هي حرب على ألأرهاب وأن ترك العراق سيجعل من العراق لقمه سائغه للأرهابين وبالصدفه البحته تزامنت تصريحات بوش مع حمله من التفجيرات بحق العراقيين تبناها بالطبع الزرقاوي الذي هدد أيضا ً بشن حرب طائفيه تجتث شيعة العراق !!!
تجتث شيعة العراق.. لا المحتل ألأمريكي.
وبذلك اعطي للمحتل الحجه التي أرادها له بوش ليسكت بها ألأصوات ألأمريكيه المعارضه.
تحليل العمليات:
نهاية عام 2003 بدأت المقاومه العراقيه تشن عمليات آذت الأمريكان بصوره شديده عندها بدأ ألأمريكان تنفيذ خطتهم بأنشاء المقاومه ألأمريكيه.
بدأت القوات ألأمريكيه بتكوين القوه التي ستقوم بتنفيذ العمليات القذره ولكن لحين ألأنتهاء من منهاجها التدريبي كانت القوات ألمحتله تقوم بتنفيذ هذه العمليات فمثلا في الهجوم الذي نفذ على مقهى في الكرخ الجعيفر وألذي أدى إلى إستشهاد 25 عراقي، ظهر عراقيون على شاشة التلفاز ليقسموا أمام الكامرات بأنهم رأوا طائره امريكيه تطلق صاروخا ً على المكان.
وفي العمليه التي جرت في المحاويل أيضا ً ظهر أناس على شاشة التلفاز ليقسموا بأنهم شاهدوا صاروخا ينطلق من طائره امريكيه.
وكرت السبحه في العشرات من العمليات كان قاسمها المشترك صاروخ ينطلق من طائره أمريكيه وشهود يرون صاروخ من طائره ومن ثم بيان من الزرقاوي يتبنى العمليه. أما القاسم المشترك ألأعظم فهو الضحايا من العراقيين ألأبرياء.
علي أن أقر بأن الدعايه الأمريكيه قد اثرت بي أنا شخصيا وربطت بين هذه العمليات و بين المقاومه.
ولكن تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت وتخدع بعض الناس كل الوقت ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت.
كانت شهادات الشهود أوثق من أن تهمل وبدأت تؤثر في الروايه الأمريكيه لذلك جاء التحول في اسلوب العمل.
وتزامن هذا التحول مع إنتهاء مناهج تدريب قوة العمليات القذره وشروعها بالعمل الذي بدا منذ ربيع عام 2004 حيث توقف إستعمال السمتيات ألأمريكيه في تنفيذ التفجيرو تحولهم لأساليب أخرى.
كانت الخطوه ألأولى تتمثل في منع الصحافه من ألألتقاء بالشهود حيث صاروا يضربون طوقا حول موقع الهجوم ويحدون من حركة الصحافه ثم حتى وإن تم تسجيل لقاء فأن الرقابه ألأمريكيه والعراقيه العميله و سيف ألأرهاب المسلط على رقاب ألأعلاميين كفيل بغلق كل فم يقول بغير ما تريد إرادة المحتل.
ثم بدأ إستعمال القصف بقنابل السيليلوزية الغلاف الموجهه بالليزر ومن إرتفاعات عاليه فلا يراها شاهد وتنفجر دون أن تترك أثراً أو شظايا.
ثم بدأت عمليات تفخيخ سيارات المواطنين بعد أحتجازها ومن ثم تفجيرها من بعد. وصار المواطنين يرون عمليات إستشهاديه يكون الشهيد المفترض فيها مربوطة يداه بمقود السياره بسلاسل حديديه.
وفي كل ذلك تزامنت العمليات مع حمله إعلاميه من المحتل وعملائه و دفع طائفي بأتجاه إتهام طوائف الشعب العراقي بشن حملات ضد بعضهم البعض مع أن الحقيقه هي أنهم كلهم مستهدفين من المحتل وحلفه الشيطاني.
و لكي لايكون كلامنا محض إنشاء بلا دليل ملموس وحي فقد كنت طوال الفتره الماضيه أجمع المعلومات وألأدله لأضعها أمام من يبحث عن الحقائق.
توم غلانسي:
توم غلانسي عميل سابق للمخابرات الأمريكيه تقاعد من عمله وإتجه للكتابه. حيث بدا يكتب روايات تجمع ما بين عالم الجاسوسيه والعالم السري للأداره ألأمريكيه مع ميل واضح منه لتبني وجهة نظر اليمين ألأمريكي والجمهوري المتطرف خصوصا في نظرته للعالم على أن أميركا هي واحة الديمقراطيه في عالم من الوحوش لا يوفر حتى الحلفاء.
تتميز كتابات توم غلانسي بوفره في التفاصيل التقنيه مع فقر واضح في ألبناء ألأدبي وألأنشائي على الرغم من إستعانته بكتاب محترفين لتجاوز الضعف في تركيبته القصصيه.
و رغم ذلك كنت من المتابعين لكتاباته على مدى عقد كامل تابعت فيه كل ما استطاعت يدي الوصول له من كتبه، وذلك لأنها كانت تعطي فكره واضحه عن أساليب العمل ألأستخباري والعسكري الذي تتبعه أمريكا و طريقة تفكير ألأمريكان بعد أن نزيل عنها القشره والحشو الأدبي الفارغ.
وقد إكتسبت كتابات توم غلانسي شهره عالميه بعد أحداث ايلول سبتمبر عام 2001 لكون أن منفذي عملية سبتمبر 2001 قد طبقوا بحرفيه عاليه ماورد في كتاب توم غلانسي المسمى (دين ألشرف)
“Debt of Honor”
فقد أورد في كتابه هذا أن حربا قد إندلعت بين اليابان و الولايات المتحده بسبب خلاف تجاري إستغله ملياردير ياباني ليؤجج المشاعر اليابانيه التي تريد ألأنتقام من الولايات المتحده على هزيمة الحرب العالميه الثانيه ويستولي على الحكم في اليابان ثم تهاجم اليابان الولايات المتحده في مقتلها وهو إقتصادها وإختار رمزا لهذا الأقتصاد مركز التجاره العالمي و بالذات كومبيوتر مركز التجاره بواسطة فيروس لينهار سوق ألأوراق الماليه و ألأقتصاد ألأمريكي ثم وبعد أن تخسر اليابان الحرب ينتقم اليابنيون بأسقاط طائره جامبو جيت على البيت ألأبيض!
إذا فمنفذي هجمات سبتمبر نفذوا ما ورد في كتاب توم غلانسي حرفيا ً...
ولكن حيث ان زرع فيروس في كومبيوتر مركز التجاره العالمي لم يعد بالعمل السهل فأن ضرب برجي المركز بالطائرات قد أدى لنفس النتيجه، كما أنهم حاولوا ضرب البيت ألأبيض بالطائرات وأختاروا الجمبو جيت التي كان يقودها زياد الجراح ليضربوا البيت ألأبيض بالضبط كما ورد في كتاب توم غلانسي!
فهل قرأ إبن لادن كتاب توم ونفذه؟
أم أن المنفذ هو من همس في أذن توم بالمخطط الذي كانوا يتخيلونه ليضعه في كتاب قبل ضرب ألأبراج بسبع سنوات؟
سنترك الجواب لذكائكم ولكن ما علاقة كل هذا بموضوعنا؟
لتوم غلانسي كتاب أقدم قليلا من هذا الكتاب إسمه ( خطر واضح ومباشر )
"Clear and Present Danger"
في هذا الكتاب يتحدث توم عن عمليه تقوم بها السي آي أي في أمريكا الوسطى ضد عصابه من عصابات المخدرات حيث يتسلل افراد من القوات الخاصه الأمريكيه إلى معقل تاجر للمخدرات حيث يعقد أجتماع يضم قادة العصابات ثم يقوم هذا الفريق بتوجيه شعاع ليزر نحو سياره متوقفه في المرآب بينما تقوم طائره تابعه للبحريه ألأمريكيه من نوع أي-6 إنترودر بالقاء قنبلتها من على إرتفاع عال قبل ان تقفل عائده للحامله تاركة القنبله لتسقط بحريه على السياره المتوقفه ودون أن يحس أحد بوجود الطائره.
النتيجه كانت إنفجارا مروعا ً قتل كل من كان في المكان، ولكن التحقيق قال بأن القنبله كانت مزروعه في السياره. أي أن السياره كانت مفخخه وهي التي إنفجرت وقتلت كل من كان في المكان! لماذا؟
لأن القنبله التي القيت كانت من نوع ( قنبله موجهه بالليزر ذات غلاف سيليلوزي)
"Cellulose-Encased Laser-Guided Bomb"
الغلاف السيليلوزي يعني أن غلاف القنبله مصنوع من ورق مقوى أي كارتون قوي جدا ً أو مقوى.وهي مزوده براس موجه يتوجه بالليزر ويتبع شعاع ليزر ينعكس من الهدف بواسطة شخص على ألأرض.
ميزة قنبله من هذا النوع انها حين تنفجر لا تترك ورائها شظايا كونها مصنوعه من الورق المقوى الذي رغم كونه شديد الصلابه فأنه يحترق بالكامل و يتطاير رماده بفعل حرارة الأنفجار العاليه و تنعدم فيه تأثير الشظايا ولا يبقى إلا تاثير النيران. فهي إذا قنبله حارقه بمعنى الكلمه.
والجزء الوحيد المعدني هو الرأس الموجه بالليزر وحتى هذا فأنه مصنوع من ألألمنيوم وهو يذوب نتيجة الحراره العاليه و لايبقى منه أي جزء يمكن أن يدل عليه.
حقيقة لقد بحثت عن معلومات عن هذه القنبله في ألأنترنت ولكن دون جدوى..
ليس هناك أي معلومات عنها غير التي اوردها توم غلانسي في كتابه ( خطر واضح ومباشر)!
هل يمكن أن تكون من بنات خيال توم غلانسي؟
هذا مستبعد... فكل النقاد يجمعون على أن خيال توم خيال ضعيف وهذه القنبله هي ألأساس الذي بنى عليه روايته. في المقابل فأن الكل مجمعين على أن توم ناقل ممتاز للتفاصيل التقنيه.
أي أنه نقل مواصفات هذه القنبله من مصدر ما.
لماذا إذا ً لم نجد لها معلومات على ألأنترنت؟ مع أننا نجد معلومات عن أكثر اسلحة القوات ألأمريكيه سريه وتطورا ً؟
السبب بسيط ، لأنها ليست من اسلحة اي من القوات ألأمريكيه المسلحه! بل هي سلاح من اسلحة المخابرات ألأمريكيه.
لذلك يعد من الأسرار التي لا يسمح لأحد بألأطلاع عليها. فهو سلاح يستخدم في ألأغتيالات وعمليات القتل الجماعي التي تقيد غالبا ضد......السيارات المفخخه.
شبكة البصرة
السبت 11 رمضان 1426 / 15 تشرين الاول 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس