منصور بالله
15-10-2005, 06:42 PM
الإصلاح يبدأ من الباجور
بقلم : محمود شنب
mahmoudshanap@yahoo.com
mahmoudshanap@hotmail.com
حزب الشيطان يحكم مصر منذ أمد بعيد .. هذا الحزب طور نفسه وتوائم مع المتغيرات العالمية وجعل لكل قانون مخرجًَا وقفل مخارج الإصلاح بقوانين معيبة وشاذة ، وأصبح لأعضاء هذا الحزب فى مصر باع طويل فى شتى مجالات الفساد ، وانعكس ذلك على تصرفاتهم فى التحدث ببجاحة واستعلاء ودون حياء ، وأصبحوا يلقبون أنفسهم بألقاب لا تتوائم مع سنن الحياة فأصبحوا يلقبوا أنفسهم بأسياد القرار ، وما عبارة "سيد قراره" إلا مثالا للغطرسة والغرور والاستعلاء والتكبر بعدما أصبح للواحد منهم متسع رهيب من السطوة والنفوذ وفعل كل الموبقات دون خوف من حساب أو عقاب أو أدنى مساءلة ... وها هم وزراء الداخلية السابقون يعيشون داخل المنطقة الخضراء التى حددت معالمها الحصانات البرلمانية وحماية النظام ، فلم يُسأل أىٍ منهم عن ما اقترفته يداه من جرائم تعذيب واعتقال واغتصاب ، ولا عما نهبه دون وجه حق من أموال الشعب ولا عن تستره على فضائح اللصوص من أصحاب النفوذ ، وها هو فاروق حسنى ـ وزير الثقافة المدلل ـ يرتع فى منصبه ويجدد لنفسه بذكاء مبايعة النظام له من خلال تقديم استقالة صورية لرئيس الجمهورية يرفضها الأخير ليبقى فى منصبه رغم أنف الجميع ومخرجًا لسانه لكل طوائف الشعب المصرى ولا يستحى من أن الجميع يوصمه بالشذوذ ، وها هو يوسف والى ـ مجرم القرن العشرين ـ يتمتع بكل مزايا النظام رغم كل جرائمه القذرة التى أتت على الشعب المصرى من القواعد وجعلته من القواعد ، فلا الأحكام لها قيمة ولا القرائن أو الشواهد أو ما أثبتته التحقيقات التى أجريت مع مساعديه نالت منه ومن جرائمه ، وها هو شيخ الأزهر مازال باقيًا على منبر رسول الله يدمر ما يستطيع تدميره دون خوف من الله ، فلم يدافع يومًا عن فضيلة ولم ينتقد ـ ولو لمرة واحدة ـ النظام ولم يعلن غضبته لله فى أى أمر من أمور المسلمين ... يتحدث فى السياسة والحلال والحرام إذا كانت الفتوى تخص أمريكا واليهود ، ويصمت صمت القبور إذا كانت الفتوى تخص العراق وفلسطين وسائر ديار المسلمين ... لقد حملت المدرعات الأمريكية فى العراق فتواه الخاصة بضرورة المشاركة فى الانتخابات وطافت بها شوارع بغداد ، ونراه يجرم إسقاط برج واحد فى أمريكا ولم يجرم إسقاط أبراج عقولنا فى طول البلاد وعرضها .. لم يتصدى لإقامة مسابقات لاختيار ملكات جمال مصر ، ولم يعطى الحماية لمن دخلن فى الإسلام من نساء الأقباط فى مصر وردهن مبارك لأصحاب ملتهم الأولى ، ولم يغضب لسحل الشيخ سيد عسكر على أسفلت النظام ، ولم يغضب لما يحدث على شواطئ شرم الشيخ ، ولم .. ولم .. ولم ... إلى ما لا نهاية من أعمال غدر وخيانة دفع ثمنها الأزهر الشريف من سمعته وهيبته ومكانته فذهب الأزهر وبقى الشيخ .
إن نماذج حزب الشيطان فى مصر عديدة وكثيرة لكن يظل أبرزهم على الساحة دون منازع .. كمال الشاذلى ـ الأقدم فى ممارسة الباطل والأكبر فى التصدى لكل محاولات الإصلاح وإنقاذ البلاد .. لم يشعر للحظة واحدة أنه سيقف بين يدى الله لا محالة فتوغل فى الإجرام وتوغل فى الكذب والتهجم ، فأخذ يسخر من هذا ويسب هذا ويستهزئ من هذا ، ... يتحدث باستعلاء ، وبثقة وهو فاقد الأهلية والشرعية .. يربطه بالنظام حبل طويل طرفه القذر فى رقبته وطرفه الأقذر فى يد فتحى سرور ، وبمجرد شد الحبل أو هزه ينتفض وينقض على كل من يحاول الإصلاح ليعقب على كل من يريد الإصلاح بفاصل من الردح والإهانة والاستهزاء الذى يعقبه تصفيق حاد من اللصوص والأوغاد فتضيع الحقيقة وينفض المزاد دون أن يحدث إصلاح فى البلاد .
لقد أفسد ـ صاحب الوجه الكئيب والسمات القابضة ـ العمل السياسى فى البلاد وجعل الأمور الجادة تدار بالفهلوة والألفاظ السوقية ولعب الثلاث ورقات .. لم يدافع بحجة أو يرد بأدلة أو قرائن وإنما بإنتفاخ صدر منفوخ على لا شئ اللهم غل دفين ومرض لعين وجرثومة كبر لا تبرأ ولا تلين !!
ويا أهل الباجور ...
نعلم أن ما أصابكم لم يكن ليخطئكم وأنه مفروض عليكم مثلما هو مفروض علينا ، ونعلم أيضًا أنه ينجح سواء أعطيتموه أصواتكم أو لم تعطوه ، ولكن أما آن الآوان لأن تتظاهروا فى وجه هذا الغاصب وتغضبوا للحق ؟!!
أما آن الآوان لأن تقولوا لا ـ بعدما تعدت مصائبه حدود الباجور والمنوفية وعمت كل أرجاء الجمهورية ؟!!
أليست هذه مصر التى سيسألكم الله عنها يوم القيامة ؟!!
أليست هذه مصر التى يعيش على ترابها خير أجناد الأرض ؟!!
أليست هذه مصر التى علمت الإنسانية معنى العزة والكرامة ؟!!
نعم .. قد يوفر لكم تواجده بهذه الصورة الغليظة كل ما تحتاجون إليه من سبل عيش وحياة رغده وخير وفير ، ولكن ألم يُستقطع كل ذلك من لحم الدولة وعرق الكادحين ؟!!
إن ما يفعله لكم فى عام تستطيع راقصة واحدة أن تفعله لكم فى يوم واحد ..
فيفى عبده الآن لديها ثروة تفوق ثروة كمال الشاذلى أضعاف مضاعفة ، فهل هذه الثروة حلال والإنفاق منها حلال ؟!!
فيفى عبده ـ وهى مازالت ترقص ـ تفطر الصائمين على موائد الرحمن ، فهل سيتقبل الله منها دون ندم منها أو توبة واقلاع عن معاصى ؟!!
الرجل الحُر يغلق بيته على بناته ويعلمهم الفضيلة فى ظل الجوع ، ويغرس فيهم الشرف فى عز الحاجة ، ويصونهم من الخدمة فى البيوت ... ما الذى يمكن أن يحدث لو أطلق هذا الوالد الكريم العنان لفتاة واحدة من فتياته لتحترف البغاء أو الرقص وتنتشلهم من الفقر وتنقذهم من الحاجة والعجز ؟!!
لماذا لم يفعل أحدنا ذلك ويصبر العمر على جوعه وفقره ؟!!
لماذا لا نبيع أعراضنا فى أسواق النخاسة من أجل حياة أخرى غير التى نحياها ؟!!
ما الذى يمنعنا من فعل ذلك ونحن نملك كل مقومات هذا العمل الذى لا يحتاج إلى علم أو فهلوة ؟!!
إنه الإيمان بالله ومسئولية صيانة العرض والشرف والكسب الحلال .
كمال الشاذلى ليس بإله يرزق ولا بخالق يخلق ولا بقادر على أن يخلد نفسه إلى أبد الآبدين ..
إن أفقر رجل فى الباجور أغنى منه ، وأدنى رجل فى الباجور أشرف منه ، فما بالنا نبخس أنفسنا ونعلى من شأن أقزام ما لهم مكانة ولا شأن !!
إقتلوا الراقصة فى بيتها وأحيوا الشرف فى دائرتكم .. أريقوا الخمر فى الوحل واشربوا الماء الزلال .. عيشوا أحرار واعتمدوا على الحق واستغنوا بالخالق عن المخلوق .. إكسروا هذا الطوق وانقذوا مصر وأنفسكم وأسقطوا هذا الطاغيه فى الانتخابات القادمة .. أريحونا من هذا الوجه الكئيب وارحموا مصر من كل هذا الخراب الرهيب .
إجمعوا أمركم على أى إنسان غيره واعتصموا بالله هو مولاكم نِعم المولى ونِعم النصير .
إن ضرر كمال الشاذلى تعدى حدودكم وحدود الوطن وانتقل بجرائمه إلى خارج مصر ليغطى أرض فلسطين وأفغانستان والعراق .
إن الظلم ظلمات يوم القيامة ، وأنتم مسئولون أمام الله عن مقاومة هذا المنكر ولكم شرف المحاولة والله يثيب على النوايا وليس على النتائج .
حطموا الأغلال والأصنام وارفضوا طعام فيفى عبده واسعوا إلى الرزق الحلال وعمل الخير .
نعيش الآن زمن الهوان الصرف الذى ليس له سقف .. لم نعد نترحم على أيام الانتصارات أو الفتوحات أو التحديات ولم نعد نترحم على أيام الشرف العربى وأيام الرفعة والعزة والكرامة ... صرنا نترحم على أيام نشجب وندين ونستنكر ، نترحم على مبدأ الأرض مقابل السلام وعلى كل ما كان معيبًا وناصفـًا ، بعدما سحب الحكام من تحت أقدامنا بساط العزة والكرامة وفرطوا فى الأرض والعرض وعاشوا حراس أمن على حدود إسرائيل ...
نعيش على أرض الهوان عراه ويتفرج على أشلائنا اليهود والنصارى وكل ملل الأرض ..
ننتظر أن يرحمنا عابر سبيل أو جند من السماء وشبابنا يسد عين الشمس ..
ننتظر من ينظر إلينا بعين العطف ويرحمنا مما نحن فيه بعدما تركنا الله وعشنا فى كنف أمريكا ..
ننتظر استراحة الطامع والمحارب وشبع الجاشع والغاصب ..
حرماتنا صارت مستباحة طولا وعرضا وشرقا وغربا ، وأصبح الهوان العربى سببًا رئيسى فى تقارب الغرب وتوحده ونبذ خلافاته .. لم يعد هناك صراع غربى غربى .. كل الصراعات صارت عربية وقد وجد الغرب فينا ضالته ومتعته ورفعته وعزته .. دول أوروبا كلها صارت موحدة والتى عاشت تتقاتل فيما بينها أيام كنا أعزاء فى ديارنا ، والحروب العالمية خير شاهد على ذلك ..
اليوم ... وبعد أن صرنا غنيمة ليس لها صاحب نظر إلينا الجميع نظرة الذئاب الجائعة للأغنام الضالة التائهة ، وصدق الشاعر حين قال فى الشطر الثانى من حكمته الخالدة :
أصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
كان الغرب من قبل هو الذى يأكل بعضه بعضًا ، وعندما وجد مأكله فى خيراتنا ومشربه فى بترولنا نسى خصوماته وتصافح وتسامح وتفرغ الجميع لنا وتحولت المعادلة على جورها إلى ما هو أقسى من الجور وأصعب .. تحولت المعادلة من الأرض مقابل السلام ..
إلى السلام مقابل السلام ..
إلى الإسلام مقابل السلام ، بعد أن فقدنا كل مقومات التماسك وجلسنا فى موقع المشاهد .. نشاهد المجازر فى فلسطين وكأنها مجازر وهمية وخدع سينمائية نشاهدها بقلوب بلاستيكية لا تتعاطف مع أى شئ ، ونشاهد ما يحدث فى العراق وكأن العراق ليس منا ولسنا منه !!
أعطانا الله كل شئ وأعطينا الغرب كل شئ !!
تركنا النور وسرنا فى الظلام خلف حفنة مأجورة من الأقزام ..
والآن جاء وقت تقديم النصيحة لأهل الباجور خاصة والمنوفية عامة وأقول لهم ولكل مسلم على أرض الوطن :
أرفض وجود الطاغيه فإن رفضك قاتله الغرب يأكل بعضه إن لم يجد ما يأكله
يا أهل الباجور ...
إنكم إن لم تشعروا بالعار الذى لحق بكم فإنكم لا تستحقون الحياة ... إن كمال الشاذلى يهدم فى مصر كل يوم قيمة ويغتال فى كل صباح فضيلة ويذبح شرف الأمانة ويهدر ماء الكرامة ، وكأنه قد أقسم على ألا يفعل الخير أبدًا وألا يناصر الحق أبدًا وأن يظل ديوثـًا للنظام ما بقى على قيد الحياة ... واليوم أمامكم فرصة التغيير فلا تفوتوها .. إهدموا المعبد على رأس هذا الأفاك وتحرروا من قيود العبودية التى فرضها عليكم وعيشوا عيشة الشرفاء ..
يا أهل الباجور ...
وحدوا الجهود ونظموا الصفوف وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ... ارفعوا عنا وعنكم رجس الشيطان ... اقفلوا البوابة التى يصلنا منها الإفك والضلال ، وإذا أراد الله وانتصرتم على هذا الباغى ستزيحوا عن البلاد همًا كبيرًا وعقبة كؤود فى طريق الإصلاح واستعادة الحقوق .
يا أهل الباجور ...
من أيام تحتمس إلى أيام مبارك وكمال الشاذلى نائبًا عنكم .. ألم تشاهدوا إفكه وضلاله وزيفه وبهتانه وفضائحه تنقل على الهواء مباشرة بالصوت والصورة إلى كل أرجاء الدنيا ؟!!
لا حجة لكم فى مقاومة الفساد ودك حصون الطغاه ..
يا أهل الباجور ...
لقد فتنكم الله فماذا أنتم فاعلون ؟!!
هل سترضوا بالحياة الدنيا ومتعتها على حساب رضا الله وجنته ؟!!
والذى نفسى بيده لا عذر لكم اليوم ، فالقضية باتت واضحة .. إما كفر وإما إيمان .
حاولوا ويكفيكم شرف المحاولة ، والله يثيب على النوايا لا النتائج ... أما أن تتركوه ينجح بالتذكيه فهذا هو العار بعينه وهذا هو الخسران المبين .
يا أهل الباجور ...
يقول تعالى فى سورة الأنفال : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ـ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ ـ ِإنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ ـ وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ـ وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ـ وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ـ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ـ يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )) صدق الله العظيم .
بقلم : محمود شنب
mahmoudshanap@yahoo.com
mahmoudshanap@hotmail.com
حزب الشيطان يحكم مصر منذ أمد بعيد .. هذا الحزب طور نفسه وتوائم مع المتغيرات العالمية وجعل لكل قانون مخرجًَا وقفل مخارج الإصلاح بقوانين معيبة وشاذة ، وأصبح لأعضاء هذا الحزب فى مصر باع طويل فى شتى مجالات الفساد ، وانعكس ذلك على تصرفاتهم فى التحدث ببجاحة واستعلاء ودون حياء ، وأصبحوا يلقبون أنفسهم بألقاب لا تتوائم مع سنن الحياة فأصبحوا يلقبوا أنفسهم بأسياد القرار ، وما عبارة "سيد قراره" إلا مثالا للغطرسة والغرور والاستعلاء والتكبر بعدما أصبح للواحد منهم متسع رهيب من السطوة والنفوذ وفعل كل الموبقات دون خوف من حساب أو عقاب أو أدنى مساءلة ... وها هم وزراء الداخلية السابقون يعيشون داخل المنطقة الخضراء التى حددت معالمها الحصانات البرلمانية وحماية النظام ، فلم يُسأل أىٍ منهم عن ما اقترفته يداه من جرائم تعذيب واعتقال واغتصاب ، ولا عما نهبه دون وجه حق من أموال الشعب ولا عن تستره على فضائح اللصوص من أصحاب النفوذ ، وها هو فاروق حسنى ـ وزير الثقافة المدلل ـ يرتع فى منصبه ويجدد لنفسه بذكاء مبايعة النظام له من خلال تقديم استقالة صورية لرئيس الجمهورية يرفضها الأخير ليبقى فى منصبه رغم أنف الجميع ومخرجًا لسانه لكل طوائف الشعب المصرى ولا يستحى من أن الجميع يوصمه بالشذوذ ، وها هو يوسف والى ـ مجرم القرن العشرين ـ يتمتع بكل مزايا النظام رغم كل جرائمه القذرة التى أتت على الشعب المصرى من القواعد وجعلته من القواعد ، فلا الأحكام لها قيمة ولا القرائن أو الشواهد أو ما أثبتته التحقيقات التى أجريت مع مساعديه نالت منه ومن جرائمه ، وها هو شيخ الأزهر مازال باقيًا على منبر رسول الله يدمر ما يستطيع تدميره دون خوف من الله ، فلم يدافع يومًا عن فضيلة ولم ينتقد ـ ولو لمرة واحدة ـ النظام ولم يعلن غضبته لله فى أى أمر من أمور المسلمين ... يتحدث فى السياسة والحلال والحرام إذا كانت الفتوى تخص أمريكا واليهود ، ويصمت صمت القبور إذا كانت الفتوى تخص العراق وفلسطين وسائر ديار المسلمين ... لقد حملت المدرعات الأمريكية فى العراق فتواه الخاصة بضرورة المشاركة فى الانتخابات وطافت بها شوارع بغداد ، ونراه يجرم إسقاط برج واحد فى أمريكا ولم يجرم إسقاط أبراج عقولنا فى طول البلاد وعرضها .. لم يتصدى لإقامة مسابقات لاختيار ملكات جمال مصر ، ولم يعطى الحماية لمن دخلن فى الإسلام من نساء الأقباط فى مصر وردهن مبارك لأصحاب ملتهم الأولى ، ولم يغضب لسحل الشيخ سيد عسكر على أسفلت النظام ، ولم يغضب لما يحدث على شواطئ شرم الشيخ ، ولم .. ولم .. ولم ... إلى ما لا نهاية من أعمال غدر وخيانة دفع ثمنها الأزهر الشريف من سمعته وهيبته ومكانته فذهب الأزهر وبقى الشيخ .
إن نماذج حزب الشيطان فى مصر عديدة وكثيرة لكن يظل أبرزهم على الساحة دون منازع .. كمال الشاذلى ـ الأقدم فى ممارسة الباطل والأكبر فى التصدى لكل محاولات الإصلاح وإنقاذ البلاد .. لم يشعر للحظة واحدة أنه سيقف بين يدى الله لا محالة فتوغل فى الإجرام وتوغل فى الكذب والتهجم ، فأخذ يسخر من هذا ويسب هذا ويستهزئ من هذا ، ... يتحدث باستعلاء ، وبثقة وهو فاقد الأهلية والشرعية .. يربطه بالنظام حبل طويل طرفه القذر فى رقبته وطرفه الأقذر فى يد فتحى سرور ، وبمجرد شد الحبل أو هزه ينتفض وينقض على كل من يحاول الإصلاح ليعقب على كل من يريد الإصلاح بفاصل من الردح والإهانة والاستهزاء الذى يعقبه تصفيق حاد من اللصوص والأوغاد فتضيع الحقيقة وينفض المزاد دون أن يحدث إصلاح فى البلاد .
لقد أفسد ـ صاحب الوجه الكئيب والسمات القابضة ـ العمل السياسى فى البلاد وجعل الأمور الجادة تدار بالفهلوة والألفاظ السوقية ولعب الثلاث ورقات .. لم يدافع بحجة أو يرد بأدلة أو قرائن وإنما بإنتفاخ صدر منفوخ على لا شئ اللهم غل دفين ومرض لعين وجرثومة كبر لا تبرأ ولا تلين !!
ويا أهل الباجور ...
نعلم أن ما أصابكم لم يكن ليخطئكم وأنه مفروض عليكم مثلما هو مفروض علينا ، ونعلم أيضًا أنه ينجح سواء أعطيتموه أصواتكم أو لم تعطوه ، ولكن أما آن الآوان لأن تتظاهروا فى وجه هذا الغاصب وتغضبوا للحق ؟!!
أما آن الآوان لأن تقولوا لا ـ بعدما تعدت مصائبه حدود الباجور والمنوفية وعمت كل أرجاء الجمهورية ؟!!
أليست هذه مصر التى سيسألكم الله عنها يوم القيامة ؟!!
أليست هذه مصر التى يعيش على ترابها خير أجناد الأرض ؟!!
أليست هذه مصر التى علمت الإنسانية معنى العزة والكرامة ؟!!
نعم .. قد يوفر لكم تواجده بهذه الصورة الغليظة كل ما تحتاجون إليه من سبل عيش وحياة رغده وخير وفير ، ولكن ألم يُستقطع كل ذلك من لحم الدولة وعرق الكادحين ؟!!
إن ما يفعله لكم فى عام تستطيع راقصة واحدة أن تفعله لكم فى يوم واحد ..
فيفى عبده الآن لديها ثروة تفوق ثروة كمال الشاذلى أضعاف مضاعفة ، فهل هذه الثروة حلال والإنفاق منها حلال ؟!!
فيفى عبده ـ وهى مازالت ترقص ـ تفطر الصائمين على موائد الرحمن ، فهل سيتقبل الله منها دون ندم منها أو توبة واقلاع عن معاصى ؟!!
الرجل الحُر يغلق بيته على بناته ويعلمهم الفضيلة فى ظل الجوع ، ويغرس فيهم الشرف فى عز الحاجة ، ويصونهم من الخدمة فى البيوت ... ما الذى يمكن أن يحدث لو أطلق هذا الوالد الكريم العنان لفتاة واحدة من فتياته لتحترف البغاء أو الرقص وتنتشلهم من الفقر وتنقذهم من الحاجة والعجز ؟!!
لماذا لم يفعل أحدنا ذلك ويصبر العمر على جوعه وفقره ؟!!
لماذا لا نبيع أعراضنا فى أسواق النخاسة من أجل حياة أخرى غير التى نحياها ؟!!
ما الذى يمنعنا من فعل ذلك ونحن نملك كل مقومات هذا العمل الذى لا يحتاج إلى علم أو فهلوة ؟!!
إنه الإيمان بالله ومسئولية صيانة العرض والشرف والكسب الحلال .
كمال الشاذلى ليس بإله يرزق ولا بخالق يخلق ولا بقادر على أن يخلد نفسه إلى أبد الآبدين ..
إن أفقر رجل فى الباجور أغنى منه ، وأدنى رجل فى الباجور أشرف منه ، فما بالنا نبخس أنفسنا ونعلى من شأن أقزام ما لهم مكانة ولا شأن !!
إقتلوا الراقصة فى بيتها وأحيوا الشرف فى دائرتكم .. أريقوا الخمر فى الوحل واشربوا الماء الزلال .. عيشوا أحرار واعتمدوا على الحق واستغنوا بالخالق عن المخلوق .. إكسروا هذا الطوق وانقذوا مصر وأنفسكم وأسقطوا هذا الطاغيه فى الانتخابات القادمة .. أريحونا من هذا الوجه الكئيب وارحموا مصر من كل هذا الخراب الرهيب .
إجمعوا أمركم على أى إنسان غيره واعتصموا بالله هو مولاكم نِعم المولى ونِعم النصير .
إن ضرر كمال الشاذلى تعدى حدودكم وحدود الوطن وانتقل بجرائمه إلى خارج مصر ليغطى أرض فلسطين وأفغانستان والعراق .
إن الظلم ظلمات يوم القيامة ، وأنتم مسئولون أمام الله عن مقاومة هذا المنكر ولكم شرف المحاولة والله يثيب على النوايا وليس على النتائج .
حطموا الأغلال والأصنام وارفضوا طعام فيفى عبده واسعوا إلى الرزق الحلال وعمل الخير .
نعيش الآن زمن الهوان الصرف الذى ليس له سقف .. لم نعد نترحم على أيام الانتصارات أو الفتوحات أو التحديات ولم نعد نترحم على أيام الشرف العربى وأيام الرفعة والعزة والكرامة ... صرنا نترحم على أيام نشجب وندين ونستنكر ، نترحم على مبدأ الأرض مقابل السلام وعلى كل ما كان معيبًا وناصفـًا ، بعدما سحب الحكام من تحت أقدامنا بساط العزة والكرامة وفرطوا فى الأرض والعرض وعاشوا حراس أمن على حدود إسرائيل ...
نعيش على أرض الهوان عراه ويتفرج على أشلائنا اليهود والنصارى وكل ملل الأرض ..
ننتظر أن يرحمنا عابر سبيل أو جند من السماء وشبابنا يسد عين الشمس ..
ننتظر من ينظر إلينا بعين العطف ويرحمنا مما نحن فيه بعدما تركنا الله وعشنا فى كنف أمريكا ..
ننتظر استراحة الطامع والمحارب وشبع الجاشع والغاصب ..
حرماتنا صارت مستباحة طولا وعرضا وشرقا وغربا ، وأصبح الهوان العربى سببًا رئيسى فى تقارب الغرب وتوحده ونبذ خلافاته .. لم يعد هناك صراع غربى غربى .. كل الصراعات صارت عربية وقد وجد الغرب فينا ضالته ومتعته ورفعته وعزته .. دول أوروبا كلها صارت موحدة والتى عاشت تتقاتل فيما بينها أيام كنا أعزاء فى ديارنا ، والحروب العالمية خير شاهد على ذلك ..
اليوم ... وبعد أن صرنا غنيمة ليس لها صاحب نظر إلينا الجميع نظرة الذئاب الجائعة للأغنام الضالة التائهة ، وصدق الشاعر حين قال فى الشطر الثانى من حكمته الخالدة :
أصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
كان الغرب من قبل هو الذى يأكل بعضه بعضًا ، وعندما وجد مأكله فى خيراتنا ومشربه فى بترولنا نسى خصوماته وتصافح وتسامح وتفرغ الجميع لنا وتحولت المعادلة على جورها إلى ما هو أقسى من الجور وأصعب .. تحولت المعادلة من الأرض مقابل السلام ..
إلى السلام مقابل السلام ..
إلى الإسلام مقابل السلام ، بعد أن فقدنا كل مقومات التماسك وجلسنا فى موقع المشاهد .. نشاهد المجازر فى فلسطين وكأنها مجازر وهمية وخدع سينمائية نشاهدها بقلوب بلاستيكية لا تتعاطف مع أى شئ ، ونشاهد ما يحدث فى العراق وكأن العراق ليس منا ولسنا منه !!
أعطانا الله كل شئ وأعطينا الغرب كل شئ !!
تركنا النور وسرنا فى الظلام خلف حفنة مأجورة من الأقزام ..
والآن جاء وقت تقديم النصيحة لأهل الباجور خاصة والمنوفية عامة وأقول لهم ولكل مسلم على أرض الوطن :
أرفض وجود الطاغيه فإن رفضك قاتله الغرب يأكل بعضه إن لم يجد ما يأكله
يا أهل الباجور ...
إنكم إن لم تشعروا بالعار الذى لحق بكم فإنكم لا تستحقون الحياة ... إن كمال الشاذلى يهدم فى مصر كل يوم قيمة ويغتال فى كل صباح فضيلة ويذبح شرف الأمانة ويهدر ماء الكرامة ، وكأنه قد أقسم على ألا يفعل الخير أبدًا وألا يناصر الحق أبدًا وأن يظل ديوثـًا للنظام ما بقى على قيد الحياة ... واليوم أمامكم فرصة التغيير فلا تفوتوها .. إهدموا المعبد على رأس هذا الأفاك وتحرروا من قيود العبودية التى فرضها عليكم وعيشوا عيشة الشرفاء ..
يا أهل الباجور ...
وحدوا الجهود ونظموا الصفوف وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ... ارفعوا عنا وعنكم رجس الشيطان ... اقفلوا البوابة التى يصلنا منها الإفك والضلال ، وإذا أراد الله وانتصرتم على هذا الباغى ستزيحوا عن البلاد همًا كبيرًا وعقبة كؤود فى طريق الإصلاح واستعادة الحقوق .
يا أهل الباجور ...
من أيام تحتمس إلى أيام مبارك وكمال الشاذلى نائبًا عنكم .. ألم تشاهدوا إفكه وضلاله وزيفه وبهتانه وفضائحه تنقل على الهواء مباشرة بالصوت والصورة إلى كل أرجاء الدنيا ؟!!
لا حجة لكم فى مقاومة الفساد ودك حصون الطغاه ..
يا أهل الباجور ...
لقد فتنكم الله فماذا أنتم فاعلون ؟!!
هل سترضوا بالحياة الدنيا ومتعتها على حساب رضا الله وجنته ؟!!
والذى نفسى بيده لا عذر لكم اليوم ، فالقضية باتت واضحة .. إما كفر وإما إيمان .
حاولوا ويكفيكم شرف المحاولة ، والله يثيب على النوايا لا النتائج ... أما أن تتركوه ينجح بالتذكيه فهذا هو العار بعينه وهذا هو الخسران المبين .
يا أهل الباجور ...
يقول تعالى فى سورة الأنفال : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ـ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ ـ ِإنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ ـ وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ـ وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ـ وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ـ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ـ يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )) صدق الله العظيم .