الناصر
12-06-2004, 12:38 AM
مع الأحداث 29 مماليك أبوناجي، ومعاهدة سيفرس
شبكة البصرة
د. نوري المرادي
القيادات الكردية لا تلدغ من جحر واحد مرتين فقط!
طوبى لفتيان شنعار الأشاوس لأنهم جند الله الذين يرثون الأرض!
لا رأي لمن لا يُطاع! لذا فألف قرار من مجلس الأمن في ذيل حمار!
أيام المماليك، وكلما صعد نجم مملوك وطغى، ثأر لمعاناته من العبودية السابقة. وحيث هو لا يستطيع الثأر من سيده الحر ولا من مليكه، فسيكون ثأره بزملائه المماليك الأقربين ثم الأبعدين منهم.
لو أعدنا النظر بالإحداث العالمية، لرأينا أن أوربا بدأت تحنو على أُمَيْرِيكا حنو المرضعات على الفطيم. وأن الأمم تمخضت فولدت حبرا على ورق. ومرت الزهرة قرب الشمس فارتفعت حرارة نفط الجزيرة وبدأ يتحين الإنفجار.
ومن مفردات أحداث الأسبوع أيضا قول الإمام مقتدى الصدر أن العراق بحاجة إلى بيت للجميع وليس للشيعة فقط. ومناكدة التصريحات ما بين السستاني والطرزان. وأخيرا وليس آخرا، مناعي محضيات مجلس الإمعات المنحل التي بدأت تتناقلها الأخبار بين الفينة وأختها.
وعليه :
اولا :
بعد العز والأبهة والتنقل بسيارت ليموزين مدرعة وحماية أمريكية، وبعد تكبر على الناس وسمسرات ورشى وفيوء وسرقات، وبعد كل هذه الخيلاء على الناس ولو مقابل الإستحمار والإستبغال لأي جندي أمريكي كان وإن خادم لخادم بريمر، وبعد أن افترضوا أنفسهم شيئا فشرّعوا لخدمهم وعوائلهم السرقات والخاوة، هاهم أعضاء مجلس المحضيات المنحل الآن ملفوظون من سيدهم ومالك رقابهم، ومطلوبين من الشعب العراقي الذي لا يسكت على ثأر مهما طال الزمن. ما بالك والعراقي، حين يحقد يشمل المحقود عليه حتى سابع ظهر. وهؤلاء الأعضاء المحميون سابقا ولو تحت عجيزة مولاهم، هاهم الآن بلا حمايات ولا أبهات. ومن تقتضي الضرورة أن يجاب توسله فيلحق بأحد مؤسسات الإحتلال أو صنيعتها حكومة البغال، فمؤقتا وحسب، وحتى وهو في عمله المؤقت سيشعر أولا بالفارق الهائل للمرتب. فأين 50 الف دولار كان يتقاضاها كعضو لمجلس المحضيات و30 الف لمناوبه، أين هذا من 1000 دولار كأعلى مرتب سيتقاضاه في وضعه الجديد، إذا وجد له وضع جديد بين حشر من المماليك أمثاله. وسيرون أيضا الشماتة والتحقير من قبل مرؤوسيهم السابقين - زملاء عملهم أو رؤساهم الحاليين. وسينتقمون من يعضهم البعض أيما انتقام. والمملوك ينتقم من المملوك، وليس من السيد.
ومن هنا، فلو بكى هؤلاء المحضيات المماليك أنفسهم ومجدهم الغابر، فالأمر طبيعي، بحكم أن النهاية وبشكلها المخزى الذي تم، كانت متوقعة حتى من الصبيان.
ولا مراء أن هؤلاء المحضيات أيضا فكروا بها، إن ليس قبل تشكيل المجلس، فعلى الأقل خلال الشهر الأول من تكوينه، يوم شاهدوا بريمر بالفم المليان ينهر مسعود البرزاني، الذي أبدى زعلا وأراد أن يغادر المجلس، قائلا: (أنت هنا مأمور، وأنا الآمر، إن قلت لك إجلس تجلس وإن قلت لك قم تقوم وإن قلت لك أخرج تخرج! وأنا أقول لك الآنsit down! ) فجلس مسعود، ولم يبدر منه سوى أن عدل عمامته إلى اليسار قليلا!
هذا مسعود، المفترض أنه يقود ميلشيا مسلحة من 20 الف جحش! فكيف بمستنقع العفن الذي لا يقود سوى إبنه!
المهم أن نهاية كهذه لأناس كهؤلاء معلومة وبدت بوادرها تتضح منذ الأيام الأولى للغزو لكن أي من هؤلاء الأشخاص، لم يكن ليستطيع شيئا لرد المصير.
ولا حول لهؤلاء ولا قوة لأنهم أساسا أحنوا رقابهم طوعا وطوقوها بالنير وقفلوه وسلموا مفتاحه لهذا السيد الذي وحين رآهم على هذا المستوى من الذلة، وضعهم في موضعهم الذي يستحقون. أي جعل منهم ( ضِمْد حراثة)1 ليس له من حياته سوى العلف والسياط.
ومن هنا فبكائيات مستنقع العفن على حاله مثلها مثل تنهدات أبورغال على خروج حزبه صفر اليدين إلى ألاعيب أحمد الكلب من تأسيس وكالة الأنباء الشيعية إلى منظمة الثأر الشيعية إلى البيت الشيعي، إلى رسالة الطرزان التي تهدد بوش بالإنسحاب من الحكومة ما لم يحتو نص القرار جملة عن القانون المقبور،،الخ هذه كلها يجملها المثل الشعبي ( حاجة المخنوق يرفس)
فقد مات هؤلاء وإلى الجحيم!
وسابقا، كان أي من هؤلاء الخونة يهدد دولة العراق بحضوته عند أمريكا وإسرائيل. وكلما افترضوا أن حيفا طالهم نادوا أمريكا وقدموا ظهورهم لتمتطيها ضد العراق والمنطقة. لكن الأمر الآن مختلف كليا. فالمحيف والظالم هو أمريكا التي ملكت رقابهم وأخذت عليهم آلاف الضمانات والقيود. ولا شيء لهم الآن غير البكاء على الأطلال وقراءة الفاتحة خوف ساعة عقاب لا يلحقوا بها حتى التشهد.
ثانيا :
سبق للدول صاحبة القرار بوراثة الرجل المريض والواقفة خلف وعد بلفور، وضحكت على القيادات الإقطاعية الكردية في بداية القرن الماضي وجعلتها تسحب تأييدها عن السلطان العثماني، فجردته من قوته ونفته إلى جنوب أفريقيا. وهذا السلطان ولشدة حبه للكرد أسس كتيبتي حمايته الشخصية منهم. وسماه الأكراد وقتها (باف كردان) أي أبو الأكراد. لكن القيادات الكردية الإقطاعية خانته في ساعة الشدة وحيث دخل في معركة كسر العظم مع الماسونية والصهيونية بقيادة تركيا الفتاة. خانه القادة الإقطاعيون الكرد، بوعد قيل أن معاهدة سيفرس تتضمنه لأعطائهم وطنا قوميا بين بحيرة وان وشمال الموصل. وكشفت روسيا أمر المعاهدة وأعلنتها على الملأ فتيبن أنها لا تحوي وعدا لا من قريب ولا من بعيد.
ولم يستطع القادة الإقطاعيون شيئا، سوى البكاء أولا، ثم ويا للغرابة، رموا كل بيضهم بسلة العدو الأول والأساس للمنطقة - بريطانيا وأمريكا وفرنسا. ويقال، إن هذا الرمي لم يكن أملا بشيء وإنما درء الفضائح. بدليل، أن هذه الدول طلبت من وزير جمهورية مهاباد السيد الملا مصطفى البرزاني، خيانة جمهورية مهاباد الكردية، فخانها دنما تردد. حيث وفي الليلة قبل هجوم قوات شاه إيران على الجمهورية الفتية، هرب البرزاني مع 400 من ضباطه إلى باكو وترك الجمهورية لقوات الشاه فسحقتها وأعدمت رئيسها القاضي محمد خلال ساعات فقط.
وقبيل الغزو الأخير على العراق، وضعت القيادات الكردية كل بيضها بسلة الغزو، على أمل سيفرس ثانية. وما من مواطن في المنطقة إلا وحذر هذه القيادات من مغبة تناسي الماضي، وما من أحد إلا وحذرها مغبة التعامل (مع الشيطان) وأنه سيجلب الأحقاد على الكرد من كل قوميات وأثنيات المنطقة. لكن، هذه القيادات وهي مخدرة بوعود براقة، نست أولا ما وعدها به الإسرائيليون في الستينات والسبعينات، ونست كيف أستعملها الإسرائيليون كإشغال خلفي للجيش العراقي، ونست أيضا ما كان من وعد سيفرس. فأدارت ظهرها للجميع، وصارت جهارا نهارا توطئ للغزو، وتتآمر لصالحه، بل ومنحت الأمريكان مناطق شاسعة في شمال العراق وصارت مغلقة ولم يعد حتى أقرب الأكراد حضوة لأمريكا في حول من الدخول أو معرفة ما يجري عليها.
وحدث الغزو، وكان الكرد أول كبوش فدائه. فرغم كل ما قدمته المافيا لأمريكا، كان من بين أول ضحايا الأمريكان هو ضرب قافلة كردية بها أصهار وأقارب مسعود فقتلوهم. ولم يستطع مسعود شيئا. ثم سحب المحتلون أسلحتهم الثقيلة فسكتوا، ثم سحبوا الدينار السويسري منهم ولم يقووا على شيء وسحبوا أخيرا منهم معابر التهريب والخاوة على حدود العراق مع إيران وتركيا وسوريا.
ولم يتعظ المافيوزين. بل عملوا استقبالا باذخا لغارنر، فلم ينفعهم. ثم صاروا جحوشا لجنود المحتل، كلما وقع بمأزق يقدمهم على كتائبه ليتلقوا الضربة عنه. وقاتلوا معه وعنه في الفلوجة والنجف وكربلاء والرمادي وبعقوبة وبغداد، وكانوا الأشد تعذيبا للمسجونين العراقيين والأشد إيغالا بالوشايات. حتى لم يعد لهم من الشعب العراقي كله غير أبورغال وحفنة الخونة معه. بينما وغرت الصدور بالإحقاد ومن المنطقة كلها.
وسابقا، وكأمثالهم من المعارضة الخونة، كانت مافيا القيادة الكردية، تهدد العراق والمنطقة بحضوتها عند إسرائيل وأمريكا. أما الآن، وحيث الظالم هو أمريكا وإسرائيل، فلا شفيع ولا نصير. والحقيقة فأمريكا أو إسرائيل لم تظلماهم، إنماهما تصرفتا حسب مصالحهما أولا، وحسبما عرفتاه عن هذه القيادة التي لا تقرأ التاريخ ومستعدة لأن تلدغ من الجحر الواحد الف مرة.
والمافيا، كما يبدو نست أيضا ما كان، لذا وقبل أن يتخذ مجلس الأمن قراره الأخير هددت وهاجت وماجت، إن لم يتضمن القرار شيئا عن القانون المسخ الذي صنعه الأمريكان تحت إسم إدارة الدولة. إلا أن الأمريكان ولمعرفتهم بحجم غريمهم، أو حقيقة لكثرة ما لهم عليهم من نقاط ضعف، لم يكلفوا أنفسهم حتى بإعارة الإنتباه.
لم يلتفتوا إلى المافيا، لأن ليس لهذه المافيا بعد اليوم ما، ومن تستجير به، أو تهدد بحضوتها عنده!
وسيكون أول عقاب ستتلقاء هذه المافيا على يد أحرار الكرد ذاتهم.
ثالثا :
يبدو أن أمريكا بدأت لا تتحرج الإعلان عن خسارتها على ارض العراق، خصوصا بعد خساراتها المتتالية لمعاركها الثلاث الأخيرة في المدن المقدسة: الفلوجة والنجف والصدر. فها هو بوش يتوسل فرنسا وألمانيا وغيرها أن لا تعارض ما سيطرحه على مجلس الأمن، وها هي أوربا العجوز تعود وتحن على أمريكا، وإن رياءً، فأعطتها القرار الذي تريد (1546).
والحقيقة، فالقيادة الأمريكية كما يبدو أعديت من زميلتها المافيا الكردية. فهي تفعل كل شيء إلا أن تتعظ. فأمريكا وقبل عام فقط توسلت أوربا وحصلت على دعم قرار أممي بتشريع الإحتلال. وتوسلت أوربا وحصلت بعده على قرار تنصيب مجلس المحضيات، وتوسلت أوربا وحصلت على قرار تشكيل حكومة الغلمان، ثم وأخيرا وليس آخرا، ها هي تتوسل أوربا لتحصل على القرار 1546 فما الذي تغير على أرض الوقائع؟! هل فترت المقاومة، هل قل عدد قتلى العدو، هل طرحت المقاومة أمرا خارج إطار الطرد غير المشرط لقوات الإحتلال عن العراق؟؟؟!
ويوم صدر قرار تشريع الإحتلال في العام الماضي، استبشر الأمريكان وفرح بغالهم وقالوا إن العراق ((الجديد)) سيكون كذا وكيت، ثم ماهي سوى أيام ثلاثة أو أربعة، حتى تبين أنه قرار حبر على ورق، سرعانما اضطر بوش إثره لعمل تلك ارحلة المسرحية ليرفع معنويات أجناده التي بلغت الحضيض. وحين أستصدر قرارا بتشكيل مجلس الإمعات قال قائلهم أيضا وهلل مهللم وعدد حسنات هذا العراق الجديد، الذي كان للتو قديما أو شيئا من هذا القبيل. وبعد يومين أو ثلاثة تبين أن هذا المجلس ليس سوى إمعات محضيات تنابل فهموا خطأ أنهم شيئا. ثم أظهر العدو معركة مقتل عدي وقصي، وفرح الذين ورقصت اللائي، وليومين أو ثلاثة وعادت أحزان المحتلين وبغالهم. ثم مرت الأيام وأعلن أسر الرئيس وأظهروه بما حلا لهم، فتبين أن الأمر أجج المقاومة ولم يضعفها. وهكذا حتى أستصدروا القرار من الأمم المتحدة، فأعلنت الأفراح ونشرت المسرات، وصحب بوش عجل بني إسرائيل معه في عربة دمية، وقيل أن عليوي سيجلب للعراقين السمك من مجرة الظلمان. بينما على عشية صدور هذا القرار حصرا أكل المحتلون ضربة كركوك الميمونة التي أفنت 1500 جندي حرقا مع آلياتهم.
إن صاحب كل القرارات على الساحة العراقية، ومالك ناصيتها والموجه لها ولظروف المعركة الميدانية، هو ليس الأمم المتحدة ولا أوربا، قديمها أو حديثها ولا الجامعة العربية ولا أحد أصلا غير أحرار العراق – فتيان المقاومة الوطنية العراقية، بكل أطيافها وفئاتها.
المقاومة العراقية هي صاحبة القرار وهي صاحبة الفعل، وهي التي تطيعها الساحة والمعطيات وهي التي تفرض الشرط. ومن هنا، فلا رأي لمجلس الأمم ولا لأحد غير هؤلاء الفتيان. ومن هنا أيضا فكل القرارات، وإن لم يع المحتل حتى اللحظة بأنها حبر على ورق، فأنا أقترح عليه أمرا، يفعله مرة ويستريح. وهو أن يأخذ ورقة ويضع عليها أختام دول العالم ومنظماته الموالية للأنجلوصهيونيا علنا أو سرا. وليضع عليه أيضا أختام الجامعة العربية والأوبك والأوابك وما إليها. يضع الأختام ويكتب على هذه الورقة النص الذي يريد! ولير، إن كان هذا سيعصم جلده من السلخ على أرض العراق، أو أن يؤخر التحرير ساعة.
والإمام علي (ك) قال: لا رأي لمن لا يطاع!
ومجلس الأمن لم يعد مؤسسة تطاع. والشعب العراقي، وهو يرى الكلاب الضارية الضالة تحتل بلده، ليس في وارد الإستماع لأحد غير ضميره وأعرافه، ولا في وارد إطاعة قرار غير التحرير، ولا سيستخدم آلة لتحقيق هذا غير السلاح.
ومن هنا!
فلا حكومة البغال التي أعلنت لها حرمة، ولا قرار مجلس الأمن الأخير له حرمة
ولا برقيات التهاني بين بلير وهوش بول بوش تعنى العراقيين.
المهم أن يحذر إخواننا العرب التورط!
فأي جيش يأتي إلى أرض العراق بقرار من مجالس أو كولسات، هذا الجيش حتى وإن تسلح بجريد النخل فسيكون هدفا مشروعا للمقاومة، وسيكون حكمه حكم المحتلين وأذنابهم الخونة العملاء!
وقد أعذر من أنذر!
--
1 ضِمد الحراثة : تسمي دارجة في اليمن لزوج الثيران المخصية الذي يجر المحراث
شبكة البصرة
الجمعة 23 ربيع الثاني 1425 / 11 حزيران 2004
شبكة البصرة
د. نوري المرادي
القيادات الكردية لا تلدغ من جحر واحد مرتين فقط!
طوبى لفتيان شنعار الأشاوس لأنهم جند الله الذين يرثون الأرض!
لا رأي لمن لا يُطاع! لذا فألف قرار من مجلس الأمن في ذيل حمار!
أيام المماليك، وكلما صعد نجم مملوك وطغى، ثأر لمعاناته من العبودية السابقة. وحيث هو لا يستطيع الثأر من سيده الحر ولا من مليكه، فسيكون ثأره بزملائه المماليك الأقربين ثم الأبعدين منهم.
لو أعدنا النظر بالإحداث العالمية، لرأينا أن أوربا بدأت تحنو على أُمَيْرِيكا حنو المرضعات على الفطيم. وأن الأمم تمخضت فولدت حبرا على ورق. ومرت الزهرة قرب الشمس فارتفعت حرارة نفط الجزيرة وبدأ يتحين الإنفجار.
ومن مفردات أحداث الأسبوع أيضا قول الإمام مقتدى الصدر أن العراق بحاجة إلى بيت للجميع وليس للشيعة فقط. ومناكدة التصريحات ما بين السستاني والطرزان. وأخيرا وليس آخرا، مناعي محضيات مجلس الإمعات المنحل التي بدأت تتناقلها الأخبار بين الفينة وأختها.
وعليه :
اولا :
بعد العز والأبهة والتنقل بسيارت ليموزين مدرعة وحماية أمريكية، وبعد تكبر على الناس وسمسرات ورشى وفيوء وسرقات، وبعد كل هذه الخيلاء على الناس ولو مقابل الإستحمار والإستبغال لأي جندي أمريكي كان وإن خادم لخادم بريمر، وبعد أن افترضوا أنفسهم شيئا فشرّعوا لخدمهم وعوائلهم السرقات والخاوة، هاهم أعضاء مجلس المحضيات المنحل الآن ملفوظون من سيدهم ومالك رقابهم، ومطلوبين من الشعب العراقي الذي لا يسكت على ثأر مهما طال الزمن. ما بالك والعراقي، حين يحقد يشمل المحقود عليه حتى سابع ظهر. وهؤلاء الأعضاء المحميون سابقا ولو تحت عجيزة مولاهم، هاهم الآن بلا حمايات ولا أبهات. ومن تقتضي الضرورة أن يجاب توسله فيلحق بأحد مؤسسات الإحتلال أو صنيعتها حكومة البغال، فمؤقتا وحسب، وحتى وهو في عمله المؤقت سيشعر أولا بالفارق الهائل للمرتب. فأين 50 الف دولار كان يتقاضاها كعضو لمجلس المحضيات و30 الف لمناوبه، أين هذا من 1000 دولار كأعلى مرتب سيتقاضاه في وضعه الجديد، إذا وجد له وضع جديد بين حشر من المماليك أمثاله. وسيرون أيضا الشماتة والتحقير من قبل مرؤوسيهم السابقين - زملاء عملهم أو رؤساهم الحاليين. وسينتقمون من يعضهم البعض أيما انتقام. والمملوك ينتقم من المملوك، وليس من السيد.
ومن هنا، فلو بكى هؤلاء المحضيات المماليك أنفسهم ومجدهم الغابر، فالأمر طبيعي، بحكم أن النهاية وبشكلها المخزى الذي تم، كانت متوقعة حتى من الصبيان.
ولا مراء أن هؤلاء المحضيات أيضا فكروا بها، إن ليس قبل تشكيل المجلس، فعلى الأقل خلال الشهر الأول من تكوينه، يوم شاهدوا بريمر بالفم المليان ينهر مسعود البرزاني، الذي أبدى زعلا وأراد أن يغادر المجلس، قائلا: (أنت هنا مأمور، وأنا الآمر، إن قلت لك إجلس تجلس وإن قلت لك قم تقوم وإن قلت لك أخرج تخرج! وأنا أقول لك الآنsit down! ) فجلس مسعود، ولم يبدر منه سوى أن عدل عمامته إلى اليسار قليلا!
هذا مسعود، المفترض أنه يقود ميلشيا مسلحة من 20 الف جحش! فكيف بمستنقع العفن الذي لا يقود سوى إبنه!
المهم أن نهاية كهذه لأناس كهؤلاء معلومة وبدت بوادرها تتضح منذ الأيام الأولى للغزو لكن أي من هؤلاء الأشخاص، لم يكن ليستطيع شيئا لرد المصير.
ولا حول لهؤلاء ولا قوة لأنهم أساسا أحنوا رقابهم طوعا وطوقوها بالنير وقفلوه وسلموا مفتاحه لهذا السيد الذي وحين رآهم على هذا المستوى من الذلة، وضعهم في موضعهم الذي يستحقون. أي جعل منهم ( ضِمْد حراثة)1 ليس له من حياته سوى العلف والسياط.
ومن هنا فبكائيات مستنقع العفن على حاله مثلها مثل تنهدات أبورغال على خروج حزبه صفر اليدين إلى ألاعيب أحمد الكلب من تأسيس وكالة الأنباء الشيعية إلى منظمة الثأر الشيعية إلى البيت الشيعي، إلى رسالة الطرزان التي تهدد بوش بالإنسحاب من الحكومة ما لم يحتو نص القرار جملة عن القانون المقبور،،الخ هذه كلها يجملها المثل الشعبي ( حاجة المخنوق يرفس)
فقد مات هؤلاء وإلى الجحيم!
وسابقا، كان أي من هؤلاء الخونة يهدد دولة العراق بحضوته عند أمريكا وإسرائيل. وكلما افترضوا أن حيفا طالهم نادوا أمريكا وقدموا ظهورهم لتمتطيها ضد العراق والمنطقة. لكن الأمر الآن مختلف كليا. فالمحيف والظالم هو أمريكا التي ملكت رقابهم وأخذت عليهم آلاف الضمانات والقيود. ولا شيء لهم الآن غير البكاء على الأطلال وقراءة الفاتحة خوف ساعة عقاب لا يلحقوا بها حتى التشهد.
ثانيا :
سبق للدول صاحبة القرار بوراثة الرجل المريض والواقفة خلف وعد بلفور، وضحكت على القيادات الإقطاعية الكردية في بداية القرن الماضي وجعلتها تسحب تأييدها عن السلطان العثماني، فجردته من قوته ونفته إلى جنوب أفريقيا. وهذا السلطان ولشدة حبه للكرد أسس كتيبتي حمايته الشخصية منهم. وسماه الأكراد وقتها (باف كردان) أي أبو الأكراد. لكن القيادات الكردية الإقطاعية خانته في ساعة الشدة وحيث دخل في معركة كسر العظم مع الماسونية والصهيونية بقيادة تركيا الفتاة. خانه القادة الإقطاعيون الكرد، بوعد قيل أن معاهدة سيفرس تتضمنه لأعطائهم وطنا قوميا بين بحيرة وان وشمال الموصل. وكشفت روسيا أمر المعاهدة وأعلنتها على الملأ فتيبن أنها لا تحوي وعدا لا من قريب ولا من بعيد.
ولم يستطع القادة الإقطاعيون شيئا، سوى البكاء أولا، ثم ويا للغرابة، رموا كل بيضهم بسلة العدو الأول والأساس للمنطقة - بريطانيا وأمريكا وفرنسا. ويقال، إن هذا الرمي لم يكن أملا بشيء وإنما درء الفضائح. بدليل، أن هذه الدول طلبت من وزير جمهورية مهاباد السيد الملا مصطفى البرزاني، خيانة جمهورية مهاباد الكردية، فخانها دنما تردد. حيث وفي الليلة قبل هجوم قوات شاه إيران على الجمهورية الفتية، هرب البرزاني مع 400 من ضباطه إلى باكو وترك الجمهورية لقوات الشاه فسحقتها وأعدمت رئيسها القاضي محمد خلال ساعات فقط.
وقبيل الغزو الأخير على العراق، وضعت القيادات الكردية كل بيضها بسلة الغزو، على أمل سيفرس ثانية. وما من مواطن في المنطقة إلا وحذر هذه القيادات من مغبة تناسي الماضي، وما من أحد إلا وحذرها مغبة التعامل (مع الشيطان) وأنه سيجلب الأحقاد على الكرد من كل قوميات وأثنيات المنطقة. لكن، هذه القيادات وهي مخدرة بوعود براقة، نست أولا ما وعدها به الإسرائيليون في الستينات والسبعينات، ونست كيف أستعملها الإسرائيليون كإشغال خلفي للجيش العراقي، ونست أيضا ما كان من وعد سيفرس. فأدارت ظهرها للجميع، وصارت جهارا نهارا توطئ للغزو، وتتآمر لصالحه، بل ومنحت الأمريكان مناطق شاسعة في شمال العراق وصارت مغلقة ولم يعد حتى أقرب الأكراد حضوة لأمريكا في حول من الدخول أو معرفة ما يجري عليها.
وحدث الغزو، وكان الكرد أول كبوش فدائه. فرغم كل ما قدمته المافيا لأمريكا، كان من بين أول ضحايا الأمريكان هو ضرب قافلة كردية بها أصهار وأقارب مسعود فقتلوهم. ولم يستطع مسعود شيئا. ثم سحب المحتلون أسلحتهم الثقيلة فسكتوا، ثم سحبوا الدينار السويسري منهم ولم يقووا على شيء وسحبوا أخيرا منهم معابر التهريب والخاوة على حدود العراق مع إيران وتركيا وسوريا.
ولم يتعظ المافيوزين. بل عملوا استقبالا باذخا لغارنر، فلم ينفعهم. ثم صاروا جحوشا لجنود المحتل، كلما وقع بمأزق يقدمهم على كتائبه ليتلقوا الضربة عنه. وقاتلوا معه وعنه في الفلوجة والنجف وكربلاء والرمادي وبعقوبة وبغداد، وكانوا الأشد تعذيبا للمسجونين العراقيين والأشد إيغالا بالوشايات. حتى لم يعد لهم من الشعب العراقي كله غير أبورغال وحفنة الخونة معه. بينما وغرت الصدور بالإحقاد ومن المنطقة كلها.
وسابقا، وكأمثالهم من المعارضة الخونة، كانت مافيا القيادة الكردية، تهدد العراق والمنطقة بحضوتها عند إسرائيل وأمريكا. أما الآن، وحيث الظالم هو أمريكا وإسرائيل، فلا شفيع ولا نصير. والحقيقة فأمريكا أو إسرائيل لم تظلماهم، إنماهما تصرفتا حسب مصالحهما أولا، وحسبما عرفتاه عن هذه القيادة التي لا تقرأ التاريخ ومستعدة لأن تلدغ من الجحر الواحد الف مرة.
والمافيا، كما يبدو نست أيضا ما كان، لذا وقبل أن يتخذ مجلس الأمن قراره الأخير هددت وهاجت وماجت، إن لم يتضمن القرار شيئا عن القانون المسخ الذي صنعه الأمريكان تحت إسم إدارة الدولة. إلا أن الأمريكان ولمعرفتهم بحجم غريمهم، أو حقيقة لكثرة ما لهم عليهم من نقاط ضعف، لم يكلفوا أنفسهم حتى بإعارة الإنتباه.
لم يلتفتوا إلى المافيا، لأن ليس لهذه المافيا بعد اليوم ما، ومن تستجير به، أو تهدد بحضوتها عنده!
وسيكون أول عقاب ستتلقاء هذه المافيا على يد أحرار الكرد ذاتهم.
ثالثا :
يبدو أن أمريكا بدأت لا تتحرج الإعلان عن خسارتها على ارض العراق، خصوصا بعد خساراتها المتتالية لمعاركها الثلاث الأخيرة في المدن المقدسة: الفلوجة والنجف والصدر. فها هو بوش يتوسل فرنسا وألمانيا وغيرها أن لا تعارض ما سيطرحه على مجلس الأمن، وها هي أوربا العجوز تعود وتحن على أمريكا، وإن رياءً، فأعطتها القرار الذي تريد (1546).
والحقيقة، فالقيادة الأمريكية كما يبدو أعديت من زميلتها المافيا الكردية. فهي تفعل كل شيء إلا أن تتعظ. فأمريكا وقبل عام فقط توسلت أوربا وحصلت على دعم قرار أممي بتشريع الإحتلال. وتوسلت أوربا وحصلت بعده على قرار تنصيب مجلس المحضيات، وتوسلت أوربا وحصلت على قرار تشكيل حكومة الغلمان، ثم وأخيرا وليس آخرا، ها هي تتوسل أوربا لتحصل على القرار 1546 فما الذي تغير على أرض الوقائع؟! هل فترت المقاومة، هل قل عدد قتلى العدو، هل طرحت المقاومة أمرا خارج إطار الطرد غير المشرط لقوات الإحتلال عن العراق؟؟؟!
ويوم صدر قرار تشريع الإحتلال في العام الماضي، استبشر الأمريكان وفرح بغالهم وقالوا إن العراق ((الجديد)) سيكون كذا وكيت، ثم ماهي سوى أيام ثلاثة أو أربعة، حتى تبين أنه قرار حبر على ورق، سرعانما اضطر بوش إثره لعمل تلك ارحلة المسرحية ليرفع معنويات أجناده التي بلغت الحضيض. وحين أستصدر قرارا بتشكيل مجلس الإمعات قال قائلهم أيضا وهلل مهللم وعدد حسنات هذا العراق الجديد، الذي كان للتو قديما أو شيئا من هذا القبيل. وبعد يومين أو ثلاثة تبين أن هذا المجلس ليس سوى إمعات محضيات تنابل فهموا خطأ أنهم شيئا. ثم أظهر العدو معركة مقتل عدي وقصي، وفرح الذين ورقصت اللائي، وليومين أو ثلاثة وعادت أحزان المحتلين وبغالهم. ثم مرت الأيام وأعلن أسر الرئيس وأظهروه بما حلا لهم، فتبين أن الأمر أجج المقاومة ولم يضعفها. وهكذا حتى أستصدروا القرار من الأمم المتحدة، فأعلنت الأفراح ونشرت المسرات، وصحب بوش عجل بني إسرائيل معه في عربة دمية، وقيل أن عليوي سيجلب للعراقين السمك من مجرة الظلمان. بينما على عشية صدور هذا القرار حصرا أكل المحتلون ضربة كركوك الميمونة التي أفنت 1500 جندي حرقا مع آلياتهم.
إن صاحب كل القرارات على الساحة العراقية، ومالك ناصيتها والموجه لها ولظروف المعركة الميدانية، هو ليس الأمم المتحدة ولا أوربا، قديمها أو حديثها ولا الجامعة العربية ولا أحد أصلا غير أحرار العراق – فتيان المقاومة الوطنية العراقية، بكل أطيافها وفئاتها.
المقاومة العراقية هي صاحبة القرار وهي صاحبة الفعل، وهي التي تطيعها الساحة والمعطيات وهي التي تفرض الشرط. ومن هنا، فلا رأي لمجلس الأمم ولا لأحد غير هؤلاء الفتيان. ومن هنا أيضا فكل القرارات، وإن لم يع المحتل حتى اللحظة بأنها حبر على ورق، فأنا أقترح عليه أمرا، يفعله مرة ويستريح. وهو أن يأخذ ورقة ويضع عليها أختام دول العالم ومنظماته الموالية للأنجلوصهيونيا علنا أو سرا. وليضع عليه أيضا أختام الجامعة العربية والأوبك والأوابك وما إليها. يضع الأختام ويكتب على هذه الورقة النص الذي يريد! ولير، إن كان هذا سيعصم جلده من السلخ على أرض العراق، أو أن يؤخر التحرير ساعة.
والإمام علي (ك) قال: لا رأي لمن لا يطاع!
ومجلس الأمن لم يعد مؤسسة تطاع. والشعب العراقي، وهو يرى الكلاب الضارية الضالة تحتل بلده، ليس في وارد الإستماع لأحد غير ضميره وأعرافه، ولا في وارد إطاعة قرار غير التحرير، ولا سيستخدم آلة لتحقيق هذا غير السلاح.
ومن هنا!
فلا حكومة البغال التي أعلنت لها حرمة، ولا قرار مجلس الأمن الأخير له حرمة
ولا برقيات التهاني بين بلير وهوش بول بوش تعنى العراقيين.
المهم أن يحذر إخواننا العرب التورط!
فأي جيش يأتي إلى أرض العراق بقرار من مجالس أو كولسات، هذا الجيش حتى وإن تسلح بجريد النخل فسيكون هدفا مشروعا للمقاومة، وسيكون حكمه حكم المحتلين وأذنابهم الخونة العملاء!
وقد أعذر من أنذر!
--
1 ضِمد الحراثة : تسمي دارجة في اليمن لزوج الثيران المخصية الذي يجر المحراث
شبكة البصرة
الجمعة 23 ربيع الثاني 1425 / 11 حزيران 2004