الفرقاني
08-10-2005, 02:37 PM
على الرغم من العمليات العسكرية الواسعة التي يشنها الجيش الأمريكي
ارتفاع في وتيرة المقاومة و الأنبار تؤكد فشل الاستراتيجية الأمريكية في العراق
بغداد - قدس برس - إياد الدليمي
هل انتهت الحرب فعلا في التاسع من نيسان (أبريل) 2003، عندما دخلت القوات الأمريكية بغداد، وأسقطت التمثال، الذي يرمز للرئيس العراقي السابق صدام حسين، في حفل أريد له أن يكون حدثا مشهودا؟.
يجمع المراقبون، بعد نحو عامين ونصف العام من الاحتلال والمقاومة العراقية، التي تمكنت من تعطيل كافة المشاريع الأمريكية في العراق، على أن الحرب لم تنته في ذلك التاريخ، وإنما هي قد بدأت فيه بالفعل. فالحرب لا تزال قائمة، لها ألف وجه، وألف عنوان، والرصاص مازال يسمع في أرجاء العراق، والقنابل والتفجيرات لا تزال هي دليل من لا دليل له إلى العراق عامة، وعاصمته بغداد خاصة.
فعلى الرغم من العشرات من العمليات العسكرية واسعة النطاق، التي شنها الجيش الأمريكي في العراق، إلا أن وتيرة أعمال المقاومة المسلحة في العراق لا تزال في تصاعد، وربما إعلان الجيش الأمريكي يوم الجمعة (7/10)، الذي أشار إلى مقتل ثمانية من جنوده في عمليات متفرقة ينبأ بذلك.
ووفقا لإحصاءات الجيش الأمريكي، التي نشرتها وسائل الإعلام، فإن شهر أيلول (سبتمبر) قد شهد لوحده 2500 هجوما، أي ما بين 75 إلى 90 هجوما يوميا، وهو إشارة واضحة على أن المقاومة في العراق مازالت قادرة على الضرب بقوة، على الرغم من كل العمليات التي شنتها القوات الأمريكية، كما يشير إلى ذلك المحلل السياسي مصطفى الشجيري.
ويذهب الشجيري إلى "أن ما جرى في العراق بعد أكثر من عامين ونصف العام، يدل دلالة واضحة على أن العنف غير قابل للتوقف، وأن ما يقوم بفعل المقاومة في العراق هو من سيقرر متى وكيف ستتوقف الهجمات. أما الجيش الأمريكي ووحداته العسكرية، فقد سجلت فشلا ذريعا في مجابهة عراق ما بعد الاحتلال، وربما القرار الأخير بزيادة عديد وعدد تلك القوات، قبل الاستفتاء على الدستور العراقي يدل على ذلك".
ويؤكد المحلل العراقي على أن القوات الأمريكية والإدارة الأمريكية ذاتها فشلت في إنشاء جيش وقوات عراقية قادرة على أن تقدم الدعم والإسناد للجيش الأمريكي، "حيث لا تزال تلك القوات تفتقد إلى الكثير من مقومات الجيوش الناجحة، وربما يقف على رأس ذلك الاندفاع الحقيقي للانخراط في صفوف الجيش والقوات الأمنية، حيث لا يزال الدافع الأساس للمتطوعين هو المال ولا شيء غير المال"، كما يقول.
المحافظات السنية عموما، والأنبار بشكل خاص، هي ساحة الحرب الرئيسية، التي تخوضها القوات الأمريكية، حيث يشير التقرير الصادر عن الجيش الأمريكي إلى أن نسبة 85 في المائة من العمليات المسلحة تجري في بغداد والأنبار والموصل وصلاح الدين، وهي مدن ذات أغلبية سنية، بالإضافة إلى محافظة ديالى، ومركزها مدينة بعقوبة.
كما أشار التقرير الأمريكي إلى أن الهجمات بواسطة العبوات الناسفة شكلت نسبة 45 في المائة من مجمل الهجمات، وهو أمر رأى فيه المراقبون أنه يمثل تبدلا إلى حد ما في استراتيجية رجال المقاومة العراقيين، إذ إن هذا الأسلوب يضمن لهم تجنيب المدنيين الخسائر، بالإضافة إلى أنه أكثر فتكا بالقوات الأمريكية.
محافظة الأنبار التي تقع غرب العاصمة بغداد، وتعد واحدة من أكبر المحافظات العراقية مساحة، كانت هي المسرح الأعنف للمواجهات، وأغلب عمليات الجيش الأمريكي تجري فيها، إذ شنت القوات الأمريكية أكثر من عشرين عملية واسعة النطاق، كلها جرت في محافظة الأنبار منذ الغزو الأمريكي للعراق، في آذار (مارس) من العام 2003.
وكانت أوسع تلك العمليات هي التي استهدفت مدينة الفلوجة نهاية العام الماضي، في حين أعلن الجيش الأمريكي أن عملياته الجارية حاليا في حديثة، غرب العراق، هي الأوسع هذا العام. وعلى الرغم من كل تلك العمليات الواسعة ضد الأنبار، إلا أن المحافظة مازالت عصية على السيطرة، إذ فشلت القوات الأمريكية والعراقية التي تساندها في إخضاع مدن صغيرة وقرى مثل القائم وسعده والكرابلة، ناهيك عن مدينة الفلوجة، التي عادت للمقاومة، على الرغم من الوجود العسكري الأمريكي المكثف.
ويرى المراقبون أن الأوضاع في الأنبار تعد دليلا كافيا على فشل القوات الأمريكية وإستراتيجيتها العسكرية في العراق، إذ لم تفلح كل الهجمات العسكرية واسعة النطاق، التي شنتها القوات الأمريكية على تلك المحافظة، في إيقاف العمليات العسكرية، بل على العكس فإن تلك العمليات أخذت في التصاعد، بحسب تقرير الجيش الأمريكي الأخير.
ارتفاع في وتيرة المقاومة و الأنبار تؤكد فشل الاستراتيجية الأمريكية في العراق
بغداد - قدس برس - إياد الدليمي
هل انتهت الحرب فعلا في التاسع من نيسان (أبريل) 2003، عندما دخلت القوات الأمريكية بغداد، وأسقطت التمثال، الذي يرمز للرئيس العراقي السابق صدام حسين، في حفل أريد له أن يكون حدثا مشهودا؟.
يجمع المراقبون، بعد نحو عامين ونصف العام من الاحتلال والمقاومة العراقية، التي تمكنت من تعطيل كافة المشاريع الأمريكية في العراق، على أن الحرب لم تنته في ذلك التاريخ، وإنما هي قد بدأت فيه بالفعل. فالحرب لا تزال قائمة، لها ألف وجه، وألف عنوان، والرصاص مازال يسمع في أرجاء العراق، والقنابل والتفجيرات لا تزال هي دليل من لا دليل له إلى العراق عامة، وعاصمته بغداد خاصة.
فعلى الرغم من العشرات من العمليات العسكرية واسعة النطاق، التي شنها الجيش الأمريكي في العراق، إلا أن وتيرة أعمال المقاومة المسلحة في العراق لا تزال في تصاعد، وربما إعلان الجيش الأمريكي يوم الجمعة (7/10)، الذي أشار إلى مقتل ثمانية من جنوده في عمليات متفرقة ينبأ بذلك.
ووفقا لإحصاءات الجيش الأمريكي، التي نشرتها وسائل الإعلام، فإن شهر أيلول (سبتمبر) قد شهد لوحده 2500 هجوما، أي ما بين 75 إلى 90 هجوما يوميا، وهو إشارة واضحة على أن المقاومة في العراق مازالت قادرة على الضرب بقوة، على الرغم من كل العمليات التي شنتها القوات الأمريكية، كما يشير إلى ذلك المحلل السياسي مصطفى الشجيري.
ويذهب الشجيري إلى "أن ما جرى في العراق بعد أكثر من عامين ونصف العام، يدل دلالة واضحة على أن العنف غير قابل للتوقف، وأن ما يقوم بفعل المقاومة في العراق هو من سيقرر متى وكيف ستتوقف الهجمات. أما الجيش الأمريكي ووحداته العسكرية، فقد سجلت فشلا ذريعا في مجابهة عراق ما بعد الاحتلال، وربما القرار الأخير بزيادة عديد وعدد تلك القوات، قبل الاستفتاء على الدستور العراقي يدل على ذلك".
ويؤكد المحلل العراقي على أن القوات الأمريكية والإدارة الأمريكية ذاتها فشلت في إنشاء جيش وقوات عراقية قادرة على أن تقدم الدعم والإسناد للجيش الأمريكي، "حيث لا تزال تلك القوات تفتقد إلى الكثير من مقومات الجيوش الناجحة، وربما يقف على رأس ذلك الاندفاع الحقيقي للانخراط في صفوف الجيش والقوات الأمنية، حيث لا يزال الدافع الأساس للمتطوعين هو المال ولا شيء غير المال"، كما يقول.
المحافظات السنية عموما، والأنبار بشكل خاص، هي ساحة الحرب الرئيسية، التي تخوضها القوات الأمريكية، حيث يشير التقرير الصادر عن الجيش الأمريكي إلى أن نسبة 85 في المائة من العمليات المسلحة تجري في بغداد والأنبار والموصل وصلاح الدين، وهي مدن ذات أغلبية سنية، بالإضافة إلى محافظة ديالى، ومركزها مدينة بعقوبة.
كما أشار التقرير الأمريكي إلى أن الهجمات بواسطة العبوات الناسفة شكلت نسبة 45 في المائة من مجمل الهجمات، وهو أمر رأى فيه المراقبون أنه يمثل تبدلا إلى حد ما في استراتيجية رجال المقاومة العراقيين، إذ إن هذا الأسلوب يضمن لهم تجنيب المدنيين الخسائر، بالإضافة إلى أنه أكثر فتكا بالقوات الأمريكية.
محافظة الأنبار التي تقع غرب العاصمة بغداد، وتعد واحدة من أكبر المحافظات العراقية مساحة، كانت هي المسرح الأعنف للمواجهات، وأغلب عمليات الجيش الأمريكي تجري فيها، إذ شنت القوات الأمريكية أكثر من عشرين عملية واسعة النطاق، كلها جرت في محافظة الأنبار منذ الغزو الأمريكي للعراق، في آذار (مارس) من العام 2003.
وكانت أوسع تلك العمليات هي التي استهدفت مدينة الفلوجة نهاية العام الماضي، في حين أعلن الجيش الأمريكي أن عملياته الجارية حاليا في حديثة، غرب العراق، هي الأوسع هذا العام. وعلى الرغم من كل تلك العمليات الواسعة ضد الأنبار، إلا أن المحافظة مازالت عصية على السيطرة، إذ فشلت القوات الأمريكية والعراقية التي تساندها في إخضاع مدن صغيرة وقرى مثل القائم وسعده والكرابلة، ناهيك عن مدينة الفلوجة، التي عادت للمقاومة، على الرغم من الوجود العسكري الأمريكي المكثف.
ويرى المراقبون أن الأوضاع في الأنبار تعد دليلا كافيا على فشل القوات الأمريكية وإستراتيجيتها العسكرية في العراق، إذ لم تفلح كل الهجمات العسكرية واسعة النطاق، التي شنتها القوات الأمريكية على تلك المحافظة، في إيقاف العمليات العسكرية، بل على العكس فإن تلك العمليات أخذت في التصاعد، بحسب تقرير الجيش الأمريكي الأخير.