المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بوابة النهر للخروج من العراق



الفرقاني
08-10-2005, 02:24 PM
بوابة النهر للخروج من العراق



تقارير رئيسية :عام :السبت 5 رمضان 1426هـ – 8 أكتوبر 2005م



مفكرة الإسلام: 'بوابة النهر' هو الاسم الكودي لأكبر عملية عسكرية هذا العام تقوم بها القوات الأمريكية '2500 من مشاه البحرية', بالإضافة إلى قوات من الجيش والشرطة العراقية؛ بهدف القضاء على نشاط مقاتلي القاعدة والمجاهدين العراقيين في منطقة الأنبار وتحديدًا في مدن 'الحديثة' والحقلانية وبروانا، وقد جاءت هذه العملية بعد ثلاثة أيام فقط من عملية القبضة الحديدية على عدد من المدن الواقعة غرب الحدود مع سوريا.



العمليات العسكرية الأمريكية ضد المقاومة العراقية ليست أمرًا جديدًا, لا هذا العام ولا العام الذي سبقه، وفي كل مرة يتم حشد طائرات ودبابات، ومشاه بحرية، ويتم إطلاق أسماء رنانة على تلك العمليات من أمثال القبضة الحديدية، الأفعى ذات الأجراس، عقرب الصحراء... إلخ، ويتم قصف مدن كالفلوجة والموصل وتلعفر وقتل مدنيين وهدم بيوت... إلخ، ومع ذلك تستمر المقاومة بل تتصاعد، بل إن الأمر وصل في الآونة الأخيرة إلى حد أن هذه المدن المستهدفة في العملية الأمريكية الأخيرة وهي مدن 'الحديثة – الحقلانية – بروانا' بزعم الأمريكيين أنفسهم أن مقاتلي القاعدة والمقاومة قد سيطروا تمامًا عليها وبدءوا في تطبيق نظام حكم إسلامي أشبه بنظام حركة طالبان... إذًا فإن كل العمليات الأمريكية السابقة لم تفلح في تقليص مساحة المقاومة، بل ربما زادتها زيادة ملحوظة، وهكذا فإنه مهما فعل الأمريكان والجيش والشرطة العراقية في عملية 'بوابة النهر' فإن المسألة لن تعدو أن تكون كسابقاتها, أي نوع من الكر والفر من قِبل المقاومة يستمر فترة معينة في تلك المنطقة مع الضغط على مناطق أخرى حتى تنتهي العملية ويعود المقاتلون إلى أماكنهم.



في كل الأحوال نحن أمام متغيرات مهمة وموضوعية، في الشأن العراقي، فالحكومة العراقية مثلاً تشهد انقسامًا حادًا بين الجعفري والطالباني, ما يهدد الائتلاف الحكومي برمته، ورغم تمرير الدستور – المزعوم – فإن السنة من الناحية العملية يرفضونه، وهو بالتالي دستور مشكوك فيه، والسلطة في العراق باتت شيعية كردية بالكامل. وهناك تحركات لا تخطئها العين نحو إقامة هلال شيعي يضم شيعة العراق وإيران والبحرين والسعودية والكويت، وهذا أمر خطير للغاية؛ لأن معناه تقسيم العراق، واقتطاع أجزاء من دول أخرى، ولعل هذا نفسه ما جعل وزير الخارجية السعودي يقول: إن أمريكا تخدم المخططات الإيرانية في العراق دون أن تدري، ولعل هذا هو نفسه الذي يجعل الدول الخليجية وكنوع من الدفاع عن النفس تحترم المقاومة العراقية السنية وتشعر بأن هذه المقاومة تحميها هي نفسها من خطر التجزئة ومنع إقامة إمبراطورية شيعية في المنطقة.



وهكذا فإن المقاومة العراقية تدافع عن شرف الأمة عمومًا ضد الاحتلال الأجنبي، وتدافع عن الأمة ضد مشروع طائفي شيعي يمزق الأمة تمزيقًا، وتدافع عن دول الخليج المستهدف من ذلك المشروع، وتدافع عن وحدة العراق، بل هي تحمي العالم كله من مخاطر انفراد أمريكا بالهيمنة عليه والسيطرة على كل منابع البترول وتهديد أوروبا والصين واليابان، وهذه المقاومة الباسلة تفتح الباب أمام الشعوب لانتزاع حقوقها، فإذا كان من الممكن هزيمة أمريكا فإن شيئًا لن يصبح مستحيلاً أمام إرادة الإيمان والصبر. ولأن المقاومة تملك كل هذا الإنجاز، فإن عليها أن ترتفع إلى ما فوق الطائفية، وأن تفوت الفرصة على الأمريكان لتحويل العراق إلى مستنقع للطائفية، وصحيح أن أمريكا والحكومة العراقية بقيادة الجعفري تقوم بكل ما يكرس الطائفية، وتعتقل شباب السنة، وتدير الحكومة بصورة تستبعد بها السنة, إلا أن ذلك كله يجب أن لا يدفع المقاومة للوقوع في مستنقع الطائفية؛ لأن الأمة الإسلامية أولاً أغلبها سني 'أكثر من 90%', ومن ثم فإن التعالي على الطائفية هو لمصلحة الأمة ومصلحة الأمة من مصلحة السنة، وثانيًا فإن خطابًا يؤكد على قاعدة الموقف من الاحتلال يمكن أن يدفع قطاعات أكبر من الشيعة إلى الانخراط في المقاومة 'كيتا – الخالص – والصدر مثلاً' ويفتح الباب أمام كل وطني وكل مسلم حقيقي وليس طائفي بل وكل عربي أو كل إنسان يرفض الإذعان والخضوع إلى الاشتراك في المقاومة، فتصبح المقاومة حالة عراقية عربية إسلامية إنسانية شاملة, وتصبح العراق قاعدة للتحرر الوطني والعربي والإسلامي الشامل.



'بوابة النهر' هي نوع من العمليات المترتبة على الفشل الأمريكي الذريع في العراق، فالحكومة العراقية عاجزة، والأوضاع داخل أمريكا نفسها تطالب بالانسحاب من العراق، وهناك نقص كبير في أعداد المجندين الجدد في الجيش الأمريكي وصل إلى 8%؛ وذلك بسبب الخوف من الذهاب إلى الحرب في العراق، والكونجرس الأمريكي يقيم جلسات استماع لكبار الجنرالات لمعرفة حقيقة الوضع في العراق، والمقاومة نشطت إلى حد كبير، والتظاهرات الشعبية وحركات الأمهات الثكلى تضغط على الرئيس بقوة للانسحاب من العراق، ولكن هذا الانسحاب ثمنه فادح، ويمكن أن يتحول إلى بداية نهاية الولايات المتحدة الأمريكية، ولذا فمن الضروري تمهيد المسرح لهذا الانسحاب عن طريق تدمير أكبر قدر ممكن من قوة المقاومة وقدراتها وعناصرها وسمعتها أيضًا، وتمهيد الأرض للفتنة الطائفية بتوريط الجيش العراقي والشرطة المحسوبين على الحكومة الشيعية الكردية في عمليات قذرة واعتقالات ضد السنة العراقيين والقيام ببث أقوال وتصريحات تنسب إلى أبي مصعب الزرقاوي أو مقتدى الصدر تسيء إلى العلاقة بين السنة والشيعة في العراق، ولا مانع أيضًا من القيام بعمليات قذرة ضد مساجد شيعية أو مساجد سنية أو اغتيال زعماء سنة... إلخ.



ولكن وعي المقاومة، ووعي الشعب العراقي سيفوت هذه الفرصة، وستفشل عملية 'بوابة النهر' المقصود بها بوابة إلى المستنقع الطائفي، وسوف تستمر المقاومة إن شاء الله، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.



د. محمد مورو

منصور بالله
09-10-2005, 02:09 PM
ستفشل عملية 'بوابة النهر' المقصود بها بوابة إلى المستنقع الطائفي، وسوف تستمر المقاومة إن شاء الله، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.