المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على من اطلقت امريكا 1.8 مليار طلقة في العراق ؟!!!! مقالة رائعة



المهند
04-10-2005, 11:24 PM
ذكر مكتب المحاسبة الحكومي الامريكي ان عدد العيارات النارية التي اطلقها الجيش الامريكي خلال الحرب النزهة في العراق قد بلغ 1.8 مليار طلقة. لنتأمل هذا العدد! فإذا كان هنالك 20 ألف (متمرد)، فهذا يعني أن القوات الأمريكية أطلقت 90 ألف عيار ناري على كل متمرد.

مضى على “الحرب النزهة” حتى الآن نحو سنتين ونصف السنة. وتبلغ الاصابات الامريكية (بين قتيل وجريح) 20 ألف اصابة. ولما كان العدد 20 ألفاً هو عدد المتمردين العراقيين وفق أقوال قادة الجيش الأمريكي، فإن كل متمرد مسؤول عن واحدة من الاصابات الأمريكية.

يبلغ عدد الجنود الأمريكيين في العراق نحو 150 ألف جندي، ومن الواضح ان القوات الامريكية لم توقع 150 ألف اصابة في صفوف المتمردين العراقيين. بل لعلها أوقعت 150 ألف اصابة في صفوف السكان المدنيين، وبصورة أساسية في صفوف النساء والأطفال الذين يشكلون الخسائر غير المباشرة، و”الأضرار المصاحبة” التي ترافق الغزو الأمريكي “الصالح” و”الفاضل” الذي ينشر الموت والدمار بين المدنيين في كل أنحاء بلاد الرافدين باسم الديمقراطية.

ماذا كان بوسع الولايات المتحدة ان تفعل لتلحق بأمريكا سمعة أسوأ من السمعة التي ألحقها بها غزو العراق وقتل مواطنيه؟

وحسبما جاء في النشرة الاخبارية التي تحمل عنوان “أنباء الصناعة والتكنولوجيا”، ذكر مكتب المحاسبة الحكومي، ان عدد العيارات النارية التي اطلقها الجيش الامريكي خلال الحرب النزهة قد بلغ 1،8 مليار طلقة. لنتأمل هذا العدد! فإذا كان هنالك 20 ألف متمرد، فهذا يعني أن القوات الأمريكية أطلقت 90 ألف عيار ناري على كل متمرد.

ولم يصب سوى عدد قليل جداً، ولا ندري مقدار ذلك العدد. ولكي يتجنب المقارنة مع حرب فيتنام، ظل الجيش الامريكي مواظباً حتى الأسبوع الماضي على تجنب احصاء عدد القتلى، فإذا كان قد قتل ألفا متمرد، فإن قتل كل منهم قد اقتضى اطلاق 900 ألف عيار ناري.

ولا تستطيع مصانع الذخيرة المملوكة للحكومة الأمريكية مجتمعة مع مصانع المنتجين التجاريين ان تصنع العيارات النارية بالسرعة التي تطلقها بها القوات الأمريكية. وقد اضطرت ادارة بوش الى الاستعانة بالمنتجين الأجانب مثل الصناعات العسكرية “الاسرائيلية”. فلنتأمل ذلك. ان الصناعة الامريكية الجوفاء لا تستطيع ان تنتج ذخائر تكفي لهزيمة تمرد قوامه 20 ألف رجل.

لقد بدأ المحللون العسكريون الأمريكيون يتساءلون عما اذا كانت الولايات المتحدة قد تجرعت الهزيمة على أيدي المتمردين. وعلى نحو متزايد أصبح الناطقون الرسميون باسم ادارة بوش يبدون مثل محمد سعيد الصحاف، وزير الاعلام العراقي اثناء الغزو. ففي 19 سبتمبر/أيلول، ذكرت صحيفة واشنطن بوست ان مسؤول العلاقات العامة في الجيش الأمريكي المكلف بترويج التأويلات الايجابية للأحداث، الجنرال ريك لينش قد أعلن عن “نجاح عظيم” ضد التمرد الذي كان قد أوقع اسوأ اصابات الحرب، بما فيها الهجوم بقذائف الهاون الذي دام ثلاثة أيام على المنطقة الخضراء “الآمنة”.

ويقول انتوني كوردسمان، وهو خبير عسكري في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في مدينة واشنطن: “اننا لا نستطيع ان نؤمن الحماية والأمن لطريق المطار، ولا نستطيع وقف قذائف الهاون الواردة الى المنطقة الخضراء، ولا نستطيع وقف عمليات القتل والاختطاف”. ان التمرد يسيطر على معظم بغداد والمناطق السنية.

ومع الاحباط الذي أفقد الجيش الأمريكي صوابه، يحتفظ هذا الجيش بأربعين ألف عراقي معتقل - وذلك ضعف عدد المتمردين حسب التقديرات. فمن هم هؤلاء المعتقلون؟

العديد منهم حسب ما ذكرت صحيفة ال”واشنطن بوست”، الذين تم اعتقالهم في تلعفر في الأسبوع الماضي، جرى ذلك بناء على وشايات مراهقين محليين تطوعوا للقيام بعمل المخبرين، وكانوا يفعلون ذلك في بعض الأحيان لتسوية حسابات محلية، حسب ما يعتقد الجنود الامريكيون أنفسهم.

ومن الواضح ان الولايات المتحدة، التي لا تعرف من هم المتمردون أو أين هم، تضرب خبط عشواء، وبذلك تخلق المزيد من التمرد.

والحكومة العراقية، رغم كونها مدعومة من قبل الجيش الامريكي، عاجزة عن السيطرة على التحركات عبر الحدود العراقية السورية، ولذلك فإن ادارة بوش قد حولت اللوم وألقته على عاتق سوريا. وهكذا تلام سوريا الضعيفة وتعتبر مذنبة لأنها لم تفعل ما يعجز الجيش الأمريكي عن فعله.

وقد أدان آدم ايرلي، الناطق الرسمي المعتوه باسم وزارة الخارجية الأمريكية، الحكومة السورية بسبب “سماحها” للمتمردين بعبور الحدود. ان الحكومة الأمريكية لا تستطيع وقف سيل دائم من مليون مكسيكي يعبرون الحدود بصورة غير شرعية كل عام، غير أنه يفترض بسوريا ان تكون قادرة على وقف مائة او مائتين من المقاتلين الأجانب عن التسلل عبر حدودها.

ويشوه ايرلي عدم قدرة سوريا ليصبح “عدم رغبة” تشير الى ان سوريا تتواطأ مع الارهابيين، لا في العراق وحسب، بل في لبنان وفلسطين أيضاً. فهل يعني ذلك انه تجري تهيئة سوريا لتصبح في وضع تكون فيه قابلة لغزوها؟

وحسب ما ذكرت التقارير الاخبارية عن الاجتماع السنوي لأهل العقد والحل في شركة فورستمان الاستثمارية، الذي عقد في الأسبوع الماضي في كولورادو، تنبأ السفير الأمريكي في العراق، زلماي خليل زاد، الذي كان حاضراً الاجتماع، بأن القوات الأمريكية ستدخل سوريا عما قريب. وفي الوقت ذاته تحاول ادارة بوش جاهدة ان تنسق قضية تستطيع ان تستغلها لمهاجمة ايران.

ان مأفون البيت الأبيض المتورط في العراق والعاجز عن احراز اي تقدم هناك، ينوي مهاجمة دولتين أخريين.

لقد وصف مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق، في مؤتمر حقوق الانسان الذي عقد في 9 سبتمبر/ايلول الأمريكيين بأنهم “شعب ملطخة أيديه بالدماء”. وتساءل مهاتير “من هم الارهابيون، العراقيون أم الأمريكيون؟”. ان العالم برمته يردد هذا السؤال.


بول كريج روبرتس
* صحافي امريكي يكتب في موقع “انتي وور دوت كوم” الذي نشر النص
** ارسلت الينا هذه المقالة بالبريد ولم نعرف اسم المترجم فعذرا .

أبو شمخي
25-10-2005, 06:12 AM
إذا كانت أمريكا لها الحق في الكذب دون غيرها ومجانا فمالذي يمنعها الكذب إن كان في صالحها.
المشكلة لا تكمن في كذب أمريكا وأرقامها الكاذبة المفضوحه المشكلة تكمن في اصرارا من يصر على تصديقها رغم وضوح كذبها.