المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وزارة الخارجية البريطانية تناقش خطة هروب من العراق



العربي بن سالم
28-09-2005, 03:07 PM
وزارة الخارجية البريطانية تناقش خطة هروب من العراق لا تظهر فشل بوش وبلير

وزارة الخارجية البريطانية مشغولة هذه الايام وبعيدا عن الضجيج والاعلام من اجل التوصل لما يطلق عليه الدبلوماسيون العاملون علي مدار الساعة تذكرة خروج من العراق، ويأتي هذا العمل علي خلاف الموقف الرسمي الذي يتمسك ببقاء القوات البريطانية في العراق حتي الانتهاء من المهمة، وتدريب القوات العراقية بشكل يكون بمقدورها تسلم مهمات الامن في البلاد.

وبحسب صحيفة الجارديان فالخارجية تحاول هندسة سلسلة من الظروف التي ستساعد علي تخفيض اعداد القوات الامريكية والبريطانية في العام المقبل، ولكن تصاعد العنف، خاصة في الجنوب الذي كان يعتبر حتي وقت قريب منطقة آمنة ونموذجاً عن العلاقة بين الجيش البريطاني والمواطنين. وقالت الصحيفة ان الطموحات الكبيرة بالنسبة للعراق تراجعت بشكل كبير، وبحسب مسؤول في الخارجية، فان طموحات امريكا تحويل العراق الي نموذج عن الديمقراطية في الشرق الاوسط وضعت علي الرف.

وقال المسؤول سنرضي بان نترك وراءنا ديمقراطية تترنح كحل للخروج.

وعلقت الصحيفة ان وزارة الخارجية عارضت الحرب، وبعد الغزو وافقت علي دعم جهود الاعمار. ومن اجل هذا، فقد قامت الوزارة بالتأكيد علي الخط الرسمي منذ مايو وحتي ربيع العام الحالي علي ان الامن في تحسن مستمر، وان الاعلام يركز كثيرا علي العنف في العاصمة العراقية والحزام السني، وتتجاهل الهدوء الذي تمتع به 90 بالمئة من المناطق العراقية، وان البنية التحتية يتم اعادة بنائها بطريقة تدريجية.

ومنذ الربيع الماضي تغيرت لهجة الخارجية، حيث بدأت تقاريرها تعترف بالوقائع علي الارض. وقبل الحرب، كان المخططون لها، خاصة من المحافظين الجدد، يرون ان العراق لن يكون مصدرا للديمقراطية في العالم العربي بل ومصدرا للنفط والقواعد العسكرية. ويقول المسؤول في الخارجية انه بناء علي الوضع الحالي فان الاستراتيجية التي يعمل علي رسمها وهي استراتيجية تؤكد علي ان بوش لم يفشل في العراق وانه وضع البلاد علي خط الديمقراطية .

ومن هنا يبدو ان الاستفتاء علي الدستور الذي هدد السنة بمقاطعته سيكون بمثابة المخرج لبوش الذي سيقول ان امريكا عقدت انتخابات ادت لكتابة مسودة الدستور وانتخابات ادت الي حكومة دائمة. اما الهم الآخر بالنسبة لاستراتيجية الخروج الامريكية وهي القلق من الدور الايراني في العراق الذي بدا بشكل واضح في احداث البصرة الاخيرة، حسبما اشار عسكريون امريكيون.

ويقول المسؤول ان واشنطن لا تريد تأثيرا ايرانيا يمتد علي كل منطقة الشرق الاوسط . ويضيف قائلا ان حصول ايران علي القنبلة النووية، سيعطيها القدرة علي الاستمرار بالتدخل في شؤون لبنان عبر بوابة حزب الله، والتأثير علي الاحزاب الشيعية التي دعمتها اثناء حكم صدام حسين والتي تسيطر علي جنوب العراق مما يعني عزل السعودية. وترتبط استراتيجية الخروج البريطانية باداء القوات العراقية. وترغب امريكا وبريطانيا بالانسحاب علي مراحل من العراق، فيما ترغب واشنطن بالاحتفاظ باربع قواعد عسكرية.

ولكن الوجود العسكري الدائم لا يعتبر جزءا من خطة للسيطرة علي الشرق الاوسط، فالقواعد في العراق لا تعتبر باهمية القواعد العسكرية في الخليج. وحتي في هذا السياق قللت امريكا من طموحاتها في البقاء العسكري هناك، وتدعم بريطانيا هذا التوجه علي امل حدوث خروج سريع من العراق. وكان رئيس الوزراء الانتقالي العراقي ابراهيم الجعفري الذي استدعي للندن، واجتمع مع وزير الدفاع جون ريد قد تحدث عن صعوبة وضع جدول زمني للانسحاب. وجاء الاجتماع بعد احداث البصرة واعتقال جنديين بريطانيين من اعضاء القوات الخاصة، حيث قررت لندن التخلي عن خطط لتسليم المهام الامنية للعراقيين، وسط مخاوف من اختراق الميليشيات الشيعية لقوات الامن والشرطة في الجنوب. وألقت بريطانيا باللائمة في الاحداث علي جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدي الصدر، ونقلت الصحيفة عن احد مستشاري الزعيم الشيعي قوله ان قوات المهدي وجماهير البصرة تحركوا لمساعدة الشرطة ضد القوات البريطانية.

وقال ان المسألة تتعلق بالسيادة التي لا تزال رمزا ولا يمكن تحقيقها الا بخروج القوات الاجنبية من البلاد. وتعرض توني بلير رئيس الوزراء البريطاني لضغوط جديدة بعد الاحداث، وقال زعيم حزب الديمقراطيين الاحرار البريطاني المعارض تشارلس كينيدي إن الحرب التي أعلنها بلير والرئيس الامريكي بوش علي الإرهاب الدولي ساهمت في تعزيز خطر الإرهاب ولم تقض علي تهديداته. وقال كينيدي في كلمة اختتم بها المؤتمر السنوي الذي عقده حزبه بمدينة بلاكبول إن بلير يتجاهل مدي وطبيعة المشاكل التي يشهدها العراق حاليا. وأضاف: لا يمكن الاستمرار ورئيس الوزراء يواصل الانكار والناس تموت كل يوم في العراق وقواتنا علي خط النار، مشددا علي ضرورة أن تعي حكومة بلير حقيقة أن وجود القوات البريطانية والأمريكية في العراق هو جزء من المشكلة. وطالب بوضع استراتيجية خروج واضحة لإعادة القوات البريطانية من العراق.



المصدر : صحيفة الشعب