المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهزيمة وقعت فعلا..كل ما بقي، حفظ ماء الوجه



الفرقاني
27-09-2005, 01:08 PM
الهزيمة وقعت فعلا..
كل ما بقي، حفظ ماء الوجه



على الصراف
الافتراض القائل ان الولايات المتحدة لا تستطيع الهزيمة فى العراق، يحمل اوجها كثيرة قد تقبل النقاش، الا انه يتجاهل شيئا واحدا هو ان الهزيمة وقعت فعلا.
على عكس الانطباع السائد، فالحقيقة هى ان انصار نظرية "عدم قدرة الولايات المتحدة على تحمل تبعات الهزيمة" انما يستهينون بمكانة القطب الدولى الأوحد، ويستصغرون قدراته الاقتصادية والاستراتيجية، ويستضعفون امكانياته على النهوض من عثراته العسكرية.
لا حاجة لتكرار القول ان الشيء نفسه قيل خلال سنوات الحرب فى فيتنام. كما لا حاجة للقول ان الهزيمة هناك اثمرت، فى الواقع، تفوقا اقتصاديا وتكنولوجيا وثقافيا لم يسبق له مثيل، لا سيما بعد ان تخلص الامريكيون من مكارثيتهم السياسية والكثير من اوجه عنصريتهم الاجتماعية ووحشية امبرياليتهم.
رهن مصير ومستقبل دولة عظمي، بحجم الولايات المتحدة، بمستقبل احتلالها لدولة لا شيء فيها يغرى سوى النفط، ينطوى على الكثير من الاستخفاف بالارقام، دع عنك المنطق.
النفط مهم قطعا، وهو سلعة استراتيجية تكفى لتفسير الكثير من جوانب الغزو. ومن اجلها اعتمدت ادارات عديدة للبيت الابيض استراتيجيات معروفة لـ"الرد السريع" من اجل "السيطرة على منابع النفط". مع ذلك، فان شركة نفط واحدة مثل اكسون-موبيل تحقق ارباحا سنوية -14 مليار دولار، قبل الضرائب، حسب ارقام 4002- تكفى لشراء كل ما يصدره العراق من نفط سنويا، من دون احتلال. وبمقدار ما يتعلق الامر بالنفط، فان الولايات المتحدة التى تهيمن على 08% من صناعة النفط فى العالم -اكتشافا واستخراجا ونقلا وتسويقا وتنقية وتصنيعا...الخ-، ستظل تستطيع، بحكم هذا الواقع المسبق، ان "تهيمن" على 08% من صناعة النفط فى العراق، من دون ان تكون فى حاجة الى استخدام جندى واحد.
وواضح، ان كاتب هذه السطور، مثله مثل كل الذين يرفضون ربط مصير الفيل برجل عصفور، يؤمن بان الولايات المتحدة لن تنهار اذا هُزمت فى العراق، وانها تستطيع ان تعيش حياتها بسعادة اكبر من دون فلوجة او سامراء او رمادي.
ولكن يستطيع المرء ان يفهم، فى الوقت نفسه، لماذا يُشيع "المحافظون الجدد" نظرية "عدم القدرة على الهزيمة". فهؤلاء، لدوافع محض صهيونية متطرفة، يريدون ان تواصل الولايات المتحدة "مهمتها". فهم دفعوها لتشن حربا فى العراق نيابة عن اسرائيل، ويريدونها ان تدفع هى الثمن من اجل تحويل العراق الى حديقة خلفية لمصالح اسرائيل التجارية والاستراتيجية. وهذه المهمة لم تكتمل. وحتى تكتمل، فانهم سيواصلون القول ان الولايات المتحدة "لا تستطيع قبول الهزيمة".
ما لا يراه هؤلاء هو ان الهزيمة وقعت بالفعل، وانهم هم كانوا سببها، وذلك اسبق بكثير من اى مقاومة عراقية. فهم بسوء فهمهم لطبيعة المجتمع العراقي، وافتراضاتهم الساذجة وغطرستهم المسبقة ووحشية سياساتهم، وتعاليهم على الجميع، راكموا من سوء الخيارات ورعونة التصرفات ما يجعل الحجر الصوّان يحتج ويسخر ويقاوم.

***

الكل يردد الآن ان الولايات المتحدة ارتكبت اخطاء كثيرة فى العراق. وباستثناء المتورطين المباشرين بالتخطيط للحرب، الذين لا يجدون سبيلا لحفظ ماء وجوههم، الكل يقول ان الولايات المتحدة خاضت الحرب "من دون استراتيجية واضحة". ويقول الرئيس الامريكى السابق بيل كلينتون انه حتى وان كانت هناك استراتيجية ما، فمن الواضح انها لا تعمل. ولتخفيف هذا الواقع يقول البعض ان الولايات المتحدة "خططت لكسب الحرب، ولكنها لم تخطط لكسب السلام". والحال، فكيفما وضعتها، فان الخلاصة تقول شيئا واحدا هو ان الولايات المتحدة خاضت الحرب بالتبريرات الخطأ -فوجدت نفسها معزولة-، وبالاهداف الخطأ -فأثارت حفيظة شعوب المنطقة قبل حكوماتها-، وبالحلفاء الخطأ -لانهم كانوا حلفاء ابتزاز بالدرجة الأولي-، وبالوسائل الخطأ -لانها دمرت بنية تحتية كان يجب الحفاظ عليها-، وبالسياسات الخطأ -فأثارت نقمة اغلبية العراقيين-، وبالعملاء الخطأ أيضا -لانهم اثبتوا، حتى بعد توليهم السلطة، انهم ليسوا سوى مزيج من لصوص وامّعات-.
على جلل كل هذه "الاخطاء" -وبعضها كان مقصودا لذاته فيما يبدو، بالنظر الى طبيعة "المهمة"- إلا ان الهزيمة لم تبدأ من هنا.
ربما بدافع من الثقة الزائفة بالقدرة على عجن ومضغ وابتلاع العراق، فان الهزيمة بدأت فعليا عندما عمدت الادارات الامريكية المتعاقبة فى بغداد الى عزل وتدمير وملاحقة حليفها الوحيد المحتمل: السنة. وهم لا شيء سوي: 1- عصب المجتمع المديني، 2- عصب البيروقراطية، 3- عصب الاقتصاد، و4- عصب الأمن -فقط-.
يقول امريكيون، لاغراض السخرية -التى تعكس الكثير من اوجه الواقع- "ان الولايات المتحدة خسرت الحرب فى افغانستان، وساعدت ايران على ربح الحرب فى العراق".
منذ فتوى آية الله السيستانى لتشجيع العراقيين على التصويت فى الانتخابات، ادركت الولايات المتحدة ان "حليفها الشيعي" له مرجعيات اخري، وان نتوءاته من الامّعات لا تستطيع ان تتحرك خارج حدود ما تفرضه تلك المرجعيات.
الشيعة، اذن، ليسوا حلفاءً يعتدّ بهم. ومثلما قال لهم السيستانى صوتوا فصوتوا، فانه -هو او غيره- سيقول لهم، قاطعوا امريكا او حاربوها او اخرجوها من ارضكم، وسيفعلون.
الاكراد فى المقابل لا يشكلون قيمة سياسية ذات وزن فى العراق، وذلك بسبب انعزاليتهم بالذات. فعدا عن ان مجتمعهم ما يزال بدائيا، فان تهديداتهم الانفصالية -التى اعتبروها شطارة سياسية- جعلت منهم قوة هامشية للغاية؛ قوة تبحث عن "تقاسم الثروة" وليس عن "الشراكة" فى عراق واحد؛ قوة تفكر بعقلية "كم برميل نفط نأخذ" لا بعقلية "كيف يمكن اعادة بناء وطن لجميع ابنائه على حد سواء". وهذه عقلية لا تفتقر الى النضج فحسب، ولكنها تمثل، أيضا، اسوأ نموذج ممكن لرجال مليشيات، لا رجال دولة. ولكى لا يحملهم المرء أكثر من طاقتهم، فهم على اى حال، قضوا عمرهم كله يعملون كمهربين ويتنازعون، حتى فيما بينهم، على تقاسم حصص الجمارك.
وعدا عن تبعات الاشكالية القومية التى تثير مخاوف تركيا -حليف آخر-، فان الاكراد لا يمثلون بالنسبة لواشنطن سوى حليف تافه، محدود الأفق، مضاره اكثر من منافعه، داخل العراق وخارجه فى آن.
فمن بقي؟

***

لم تندلع المقاومة العراقية، بالمعنى الواسع للكلمة، الا بعد مضى عدة اشهر على الاحتلال. اراد العراقيون، وفى مقدمتهم، عصب مجتمعهم المديني، ان يمنحوا ادارة الاحتلال فرصة. ومن اجل هذه الفرصة غضوا النظر عن تفاهة العملاء الذى جلبتهم الدبابات الى العراق لتقدمهم كزعماء. فماذا حصل؟ لقد عوملوا بوحشية، ولوحقوا وطردوا من وظائفهم، واعتقلوا، وتعرضوا لاعمال التعذيب والاغتصاب والقتل، وتحولت الدبابات الامريكية فى شوارع مدنهم الى ادوات دهس وسحق وتدمير عشوائية تماما.
وبدلا من ان تكتفى ادارة الاحتلال بهزيمة نظام صدام، فقد عمدت الى تحويل هذه الهزيمة العامة الى هزيمة شخصية لكل جندى وضباط فى الجيش العراقي، ولكل معلم مدرسة، ولكل موظف فى الدولة، ولكل شرطى ورجل أمن، ولكل خبير ومهندس وطبيب وادارى نأى بنفسه عن دعم الاحتلال او تردد فى الانتساب الى احدى مليشياته.
اراد الامريكيون، بوحى من "محافظى اسرائيل الجدد"، تفريغ الدولة، ليتولوا تعبئتها باتباع لا يعرفون بالضرورة أى شيء عن التنظيم والادارة، او حتى مراجعة السجلات، هذا اذا وجدت أصلا.
كان الأمر عبارة عن عمليةِ سحقٍ ومحقٍ شامل. وكان العراقيون يرون بأمهات اعينهم ما يجري. ولم يكن تدمير وسرقة المتحف الوطنى والمكتبة الوطنية سوى تعبير رمزى عن طبيعة القنبلة النووية التى القيت على مجتمعهم وعلى مؤسسات دولتهم. ولتبرير هذه القنبلة، فقد اختار الاحتلال ان يضعها فى اطار طائفى لملاحقة وسحق وتدمير وابادة السنة؛ طائفة الاعتدال والتوازن التى لا مرجعية لها سوى تماهيها التاريخى مع العراق كهوية وطنية جامعة، مثلها فى ذلك مثل سنة العالم العربى كله.
بخسارتهم لهذه الطائفة، بل بتمييزها وعزلها كطائفة، خسرت الولايات المتحدة أهم حلفائها المحتملين، وخسرت الحرب.
وقد فات الأوان، اليوم، على تقديم اى تنازلات، لانها ستبدو تنازلات ليس لهذه الطائفة، بل للمقاومة التى نمت على ظهرها.
كل ما بقى للولايات المتحدة هو الاعتراف بالهزيمة، والرحيل بأى قدر من ماء الوجه، هذا اذا كان هناك وجه يستحق حفظ مائه أصلا.

صالح بن شعيب
27-09-2005, 02:22 PM
اخواني سؤال مهم
مالذي يمنع امريكا من الانسحاب من العراق والكل يعرف انها هزمت ولماذا تتحمل كل هذه الخسائر طالما ان لا مجال لكسب الحرب

منصور بالله
27-09-2005, 03:23 PM
اخي الفاضل ,لقد قرأة هذا المقال عدة مرات ...و ستخلصت ان كاتب هذا المقال ليس له دراية بالتحولات الكبير التي حدثت بعد سقوط الاتحاد السفياتي و تبلور فكرة الاتحاد الاروبي و التعامل بالاورو...وخاصة انه و بنظر الي ما كتبه لم يتوقف الي محرك الامبراطورية الامريكية و هو " تفكير الشركات العالمية"-"The corporate spirit" ...خلاصة الامر ...
امريكا لا تبحث فقط علي البترول...امريكا تحارب لسيطرة علي منافسيها (اروبا ,الصين, روسيا ,البرزيل..)
امريكا تحارب لتبقي متفوقة علي كل من ذكرناهم
امريكا تحارب و عينيها علي الاخرين..
امريكا تستطيع تدمير العراق بقنبلة نووية ان شائت...ولكن ذلك دليل ضعف و ليس قوة...
و عندما تعلن هزيمتها فأنها ستقر انها اصبحة لاعب من ضمن بقية اللاعبين, و انها ستلعب بنفس القاونين مثل الاخرين بدون اي امتيزات...
و هذا ما تخافه الشركات العملاقة الامريكية ( Corporate imperialism )...
نعم امريكا انهزمت ...و هذا الثمن هو ثمن باهض ...

alx
27-09-2005, 06:29 PM
اخواني سؤال مهم
مالذي يمنع امريكا من الانسحاب من العراق والكل يعرف انها هزمت ولماذا تتحمل كل هذه الخسائر طالما ان لا مجال لكسب الحرب

لاانها سواف تصبح مثل الاتحاد السفياتي.

انشاء الله و الله اكبر ..

صالح بن شعيب
27-09-2005, 06:47 PM
اخواني امريكا انهزمت ومستعدة للاعتراف بالهزيمة
ولكنها تخاف من اساءت الوجه بعد ان ينكشف للعالم ان كل ما قالته في اعلامها عن ماحصل ويحصل في ارض العراق كذب من انهيار وخيانة وقتل الاولاد والحفيد واخيرا الاعتقال وهلم جرا

منصور بالله
28-09-2005, 05:38 AM
--------------------------------------------------------------------------------

مايرز: الهزيمة أمام المقاومة العراقية ستفوق عواقب الهزيمة في الحرب العالمية الثانية



عام :الوطن العربي :الأربعاء 24 شعبان 1426هـ – 28 سبتمبر 2005م آخر تحديث 9:50 ص بتوقيت مكة






مفكرة الإسلام: أعلن الجنرال 'ريتشارد مايرز' رئيس الأركان الأمريكية المشتركة أمس أن الولايات المتحدة لابد وأن تكسب الحرب ضد المقاومة في العراق؛ لأن 'نتيجة وعواقب الهزيمة فيها ستفوق بكثير عواقب الهزيمة في الحرب العالمية الثانية!!'
وقال لمجموعة من الصحفيين في البنتاجون ـ وفق ما نقلت صحيفة الجمهورية ـ: إن إلحاق الهزيمة بالمقاومة العراقية يعادل في أهميته بالنسبة للولايات المتحدة الانتصار في الحرب العالمية الثانية منذ ستين عاماً.
وزعم مايرز أن العراق أصبح الآن يشكل مركز الثقل بالنسبة لتنظيم القاعدة، وأنه لا ينبغي أن تقوم الولايات المتحدة بخفض قواتها هناك بصورة سابقة لأوانها.
تجدر الإشارة إلى أن الجنرال ريتشارد مايرز يستعد لمغادرة البنتاجون في غضون أيام لبلوغه سن التقاعد.